هل يمكن لله ان يموت ؟؟

++sameh++

عضو شرف
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2005
المشاركات
1,339
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
الإقامة
فى حضن الأب
هل يمكن لله ان يموت ؟؟

يخطر في بال بعضهم سؤال يبدو منطقياً يتعلق بإمكانية موت السيد المسيح وهو الله ، فهل يموت الله ؟ ومن ذا الذي حفظ الكون والحياة في الأيام الثلاثة التي كان فيها السيد المسيح ميتاً ؟
· هل الموت هو الملاشاة ؟
ينطوى هذا السؤال على سوء فهم للموت وطبيعته وما يترتب عليه ، فالإنسان يميل أن يقرن الموت بالملاشاة ، فكأن الشخص الذي يدخل دائرة الموت يتلاشى ولا يعود موجوداً ، ويفقد بالتالي كل قوة وتأثير في هذه الحياة ، وعلى الرغم من العقيدة التي يعتنقها المرء قد تُعلّم غير ذلك ، فإن حقيقة غياب الشخص الذي مات وعدم إمكانية الاتصال به والتواصل معه في هذه الحياة تفرض نفسها بطريقة مرعبة وتجعل وجدان المرء يساوى بين الموت والعدم .
· حقيقة الموت
غير أن هذا الأمر مجانب للصواب ، فما الموت إلا إنفصال الروح عن الجسد ، فروح الإنسان هي الكائن الحقيقي وهى تسكن جسده الذي يُشكل بيتاً لهذه الروح ، فليس الإنسان جسداً يمتلك روحاً ، وإنما هو روح تملك جسداً ، وبينما يتحلل هذا الجسد ألفاني بعد الموت ويتعرض للفناء ، فإن الروح تستمر في الوجود إما في جهنم أو في حضرة الله في حالة وعى وإحساس كاملين ، فإذا مات المرء دون أن يقبل فداء المسيح وخلاصه ، فسينتهي به الأمر إلى حيث " البكاء وصرير الأسنان " يقول السيد المسيح " ولكن أقول لكم يا أحبائي : لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد ، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر ، بل أريكم ممن تخافون : خافوا من الذي بعدما يقتل له سلطان أن يُلقى في جهنم ، نعم أقول لكم من هذا خافوا " ( لوقا 12 : 4،5 ) ولا مفر من هذه الدينونة لغير المؤمنين بالمسيح ، تقول كلمة الله " وُضع للناس أن يموتوا مرة ثم بعد ذلك الدينونة " ( عبرانيين 9 : 27 ) .
· مصير الأموات
أما الذين يموتون في المسيح ،فإن أرواحهم تنتقل فوراً لتكون في حضرة الله ، قال الرسول بولس " لي اشتهاء أن أنطلق ( أموت ، تفارق روحي جسدي ) وأكون مع المسيح " ( فيلبى 1 : 23 ) ويحدثنا سليمان عن مصير الإنسان بعد الموت فيقـــول " فيرجع التراب إلى الأرض كما كان ، وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها " ( جامعة 12 : 7 ) ويُسجل لنا لوقا رواية المسيح لحديث إبراهيم مع الغنى المُستغنى عن الله بعد موته ، وتطرقه لمصير لعازر البار بعد موته أيضاً " أذكر أنك أستوفيت خيرتك في حياتك وكذلك لعازر ( أستوفى ) البلايا والآن هو يتعزى وأنت تتعذب " ( لوقا 16 : 25 ) .
· الروح لا تفنى
وما يهمنا من هذا كله هو الوصول إلى نتيجة هي أن الروح لا تفنى ، فكم بالحرى إذا كانت روح الله ، ونحن نعلم مما علّمنا السيد المسيح أن " الله روح " ( يوحنا 4 : 24 ) .
· موت المسيح
حين جاء المسيح ، كلمة الله ، إلى أرضنا أتخذ جسداً وأكتسب الطبيعة البشرية إلى جانب طبيعته الإلهية ، لم يكن يحتاج كإله إلى جسد ، ولكنه صار لحماً ودماً ليشاركنا طبيعتنا ويستطيع أن ينوب عنا في عملية الفداء ، وعندما مات على الصليب من أجل خطايانا ، سكتت الحياة في جسده وبقيت روحه حيةً دون أن تفقد شيئاً من طبيعتها وقدرتها ، وهذا يعنى بكل بساطة أن المسيح كان حياً حتى وهو ميت .
· مثال توضيحي
ولقد حاول أحدهم أن يُقّرب ما حصل للمسيح في موته إلى أذهاننا ، فشبه الروح بالهواء الذي يتخذ شكل الإناء الذي يحل فيه ، فمع أن الهواء يملأ الجو ويتحرك فيه بحرية ، إلا أنه حدد نفسه شكلاً بصورة الإناء الذي حل فيه ، فإذا كسرنا هذا الإناء الذي يتمتع الهواء داخله بنفس خصائص الهواء الموجود في الجو ، فإن الهواء يرجع ليختلط فوراً بالهواء الموجود بالجو دون أن يضيع منه شئ ، وهذا يقودنا إلى فكرة أن موت المسيح لم يؤثر على طبيعته الإلهية .
· سبب موت المسيح
ولابد لنا من أن نتبين أن المسيح لم يمت بسبب الصليب ، ولكنه مات على الصليب ، لم يمت بسبب المسامير والحراب التي اخترقت جسده وجعلته ينزف ولكنه مات بسبب خطايانا التي حملها ومات على الصليب من اجلها ، إن خطايانا وآثامنا هي التي قتلته ، وما كان للموت أن ينال منه لو لم يكن صلبه مرتبطاً بهذه الخطايا والآثام ، فلا موت بدون خطية ، ولم يكن أدم نفسه ليمـوت لو لم يخطـــئ تقول كلمة الله " كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم ، وبالخطية الموت ،وهكذا إجهاز الموت إلى جميع الناس إذ أخطأ الجميع " ( رومية 5 : 12 ) .
 

++sameh++

عضو شرف
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2005
المشاركات
1,339
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
الإقامة
فى حضن الأب
· قيامة المسيح
كما يختلف موت المسيح عن غيره في أن جسده لم يعرف التعفن والنتانة ، وذلك لأن المسيح نفسه لم يعرف الخطية كبقية البشر مع أنه حمل خطاياهم ، لهذا كان وعد الله الآب له بحفظ جسده من التعفن وقيامته من بين الأموات ، يقول النبي داود على لسان المسيح قبل مجيئه وموته بمئات السنين " لذلك فرح قلبي وابتهجت روحي ، جسدي أيضاً يسكن مطمئناً ، لأنك لن تترك نفسي في الهاوية ، لن تدع تقيك يرى فساداً " ( مزمور 22 : 9،10 ) وهكذا فإن روح المسيح عاد إلى جسده فأحياه في اليوم الثالث ، فكانت القيامة المجيدة المحتمة .
ويسجل الكتاب المقدس أحداثاً كثيرة تشهد لقيامة السيد المسيح من الموت ، يقول " .... المسيح مات من أجل خطايانا حسب الكتب ، وأنه دُفن وأنه قام في اليوم الثالث حسب الكتب ، وأنه ظهر لصفا ثم للأثنى عشر ، وبعد ذلك ظهر دفعة واحدة لأكثر من خمس مئة أخ أكثرهم باقٍ إلى الآن ولكن بعضهم قد رقدوا ، وبعد ذلك ظهر ليعقوب ثم للرسل أجمعين " ( 1كورنثوس 15 : 3-7 ) .
· أبعاد القيامة
ولقد أثبتت هذه القيامة فيما أثبتت أن المسيح هو إبن الله حقاً كما قال ،وأن الروح لا تموت ، وأن هناك رجاءً أكيداً لكل من يؤمن بالمسيح " أين شوكتك يا موت ؟ أين غلبتك يا هاوية ؟ " ( 1 كورنثوس 15 : 55 ) ، وما دام المسيح يتمتع بالجوهر الإلهي ، فليس غريباً أن يكون مختلفاً عن موت كل إنسان ، وأن تكون له نتائج عظيمة مباركة .
يقول السيد المسيح " أنا هو القيامة والحياة ، من أمن بي ولو مات فسيحا ، وكل من كان حياً وأمن بي فلن يموت إلى الأبد " ( يوحنا 11 : 25،26 ) .
خلاصة
وهكذا فإن موت السيد المسيح لا ينفى ألوهيته ، بل يؤكد محبته العظيمة لنا تلك المحبة التي جعلته يموت من أجلنا ، لنتذكر أنه ذاق عنا الموت وأخذ عقابنا ، فهل نفهم موته حق الفهم ونقبله ؟ هل نعيش غالبين الحياة ونموت إذا كان لابد من الموت . 5_هل للـــــه إبـــــــــــن؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحياتنا وسلامنا ومحبتنا لك
شكرا لرسالتك الأخيرة ولاهتمامك لتعرف جميع الأجوبة لتساؤلاتك عن اعتقاد المسيحيين في المسيح بأنه ابن الله. وإليك الجواب على ضوء الإنجيل المقدس.
يؤمن المسيحيون أن الله موجود وهو الخالق العظيم خالق الكون وما فيه، الذي يملأ السموات والأرض، الأزلي الذي لا بداءة له والذي لا نهاية له، غير المحدود في قدرته وسلطانه وفي علمه وحكمته. إن العقل السليم يستطيع أن يعرف وجود الله ولكنه يعجز عن معرفة ذاته و حقيقته، وكيانه وجوهره، لان الله أعظم من أن يحيط به عقل الإنسان المخلوق المحدود. لذا لزم الإعلان الإلهي، لأنه لو لم يعلن الله عن ذاته لنا لما أمكننا أن نعرفه.
إن الله واحد، لا إله إلا هو وإليك بعض الشواهد من الكتاب المقدس :
" فأعلم اليوم وردد في قلبك أن الرب هو الإله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل ليس سواه". (تثنية 39:4).
"أنا الرب صانع كل شيء ناشر السموات وحدي باسط الأرض من معي" (اشعياء 44:24).
"أليس أب واحد لكلنا أليس إله واحد خلقنا" (ملاخي 10:2).
"فقال له الكاتب جيدا يا معلم، بالحق قلت لان الله واحد وليس آخر سواه" (مرقس 32:12).
"كيف تقدرون أن تؤمنوا وأنتم تقبلون مجدا بعضكم من بعض والمجد الذي من الإله الواحد لستم تطلبونه" (يوحنا 44:5).
"أنت تؤمن أن الله واحد حسنا تفعل" (رسالة يعقوب 19:2).
"لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد" (1 تيموثاوس 5:2).
ولكن وحدانية الله تختلف عن وحدانية الإنسان فوحدانية الإنسان تجعله محدودا لا يمكنه أن يوجد في مكانين في نفس الوقت. ولكن الله غير محدود، ولذلك هو في كل مكان. وكذلك جسد الإنسان محدود وخاضع لقوانين الطبيعة التي حددها الله وجعل مخلوقاته خاضعة لها. ولكن الله الذي خلق كل شيء وحدد هذه القوانين لمخلوقاته، ليس هو خاضعا لهذه القوانين. فإن أراد الله أن يكون في السماء، وفي نفس الوقت يأتي إلى هذه الأرض في جسد إنسان، هل هناك من يستطيع أن يمنعه ؟
يحكي لنا التاريخ عن ملوك لبسوا ملابس الفقراء وذهبوا إلى بيوت الفقراء ليتكلموا معهم و ليحسنوا إليهم دون أن يخيفوهم ونحن نعجب بمثل هؤلاء. فإن أراد الله تعالى أن يأتي كإنسان ليزور الإنسان، هل هناك من يستطيع أن يمنعه ؟ كل … وهذا هو ما حدث فعلا. يقول الكتاب المقدس : "عظيم هو سر التقوى، الله ظهر في الجسد” ويقول أيضا : “الكلمة (لقب من ألقاب المسيح) صار جسدا وحل بيننا.
فاالقول بأن المسيح ابن الله لا يعني أن الله اتخذ زوجة أو صاحبة، لان الله ليس إنسانا مثلنا، وهو لا يلد. بل يقول الكتاب المقدس أن الله روح " فبنوة المسيح هي بنوة روحية". هي علاقة تفوق إدراك العقل البشري، ولكنها حقيقة أكيدة. حين قال الملاك جبرائيل للعذراء مريم : "وها أنت ستحبلين وتلدين ابن وتسمينه يسوع، هذا يكون عظيما، وابن العلي يدعى" (لوقا 1: 31 و 32) "قالت مريم للملاك : كيف يكون هذا وأنا لست اعرف رجلا ؟ فأجابها الملاك وقال لها : الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لوقا 1: 34-36).
وكذلك لمّا كان المسيح مع يوحنا المعمدان وهو المسمى أيضا يحيى ابن زكريا انفتحت السمات وجاء عليه صوت من السماء قائلا: هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت (متى 3: 17). وهذا حدث مرة أخرى حين كان المسيح على الجبل مع ثلاثة من تلاميذه (انظر متى 5:17).
والكتاب المقدس يعلمنا في أماكن كثيرة أن المسيح جاء من السماء وصار إنسانا من أجلنا لكي يحتمل عقاب خطايانا. ومتى اعترفنا بخطايانا وآمنا به، وقبلناه في قلوبنا، ننال غفران الخطايا والحياة الأبدية. لذلك يقول الكتاب المقدس : "هكذا أحب الله العالم، حتى بذل أبنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية". وليس هناك مؤمن يقول أن الله اتخذ زوجة وولد ولدا، لأن مثل هذا الكلام هو نوع من الكفر والتجديف ضد الله. فالمسيح هو ابنه بنوة روحية، نؤمن بها، لان الله أعلنها لنا، ولو أنها تفوق العقل البشري.
6_هل الأغنياء لا يدخلون ملكوت الله؟
ـــــــــــــــــــ
- إن هذا السؤال هام، لذلك فإنه من المناسب عرض الحوار الذي جرى بين المسيح وأحد الأغنياء قبل الإجابة على السؤال، لفهم الموضوع مع القرينة التي قال المسيح فيها إنه يعسر أن يدخل غنيّ إلى ملكوت الله؟
عندما كان المسيح يتكلّم عن البر والتقوى، تقدم إليه رجل غنيّ وقال له: "أيها المعلم الصالح، أي صلاح أعمل لتكون لي الحياة الأبدية؟" فقال له يسوع: إن أردت أن تدخل الحياة فاحفظ الوصايا قال له: أية الوصايا؟ فقال لهم يسوع: لا تقتل، لا تزن، لا تسرق، لا تشهد بالزور، أكرم أباك وأمك وأحب قريبك كنفسك". قال له الشاب: هذه كلها حفظتها منذ حداثتي فماذا يعوزني بعد؟ قال له يسوع: "إن أردت أن تكون كاملاً فأذهب وبعْ أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء، وتعالى اتبعني". فلما سمع الشاب كلام يسوع. مضى جزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة. فقال يسوع لتلاميذه: الحق أقول لكم، إنه يعسر أن يدخل إني إلى ملكوت الله" (متى 19: 23-24).
نلاحظ من هذه الكلمات أن الرجل المذكور في القصة أراد أن يتبع يسوع، وأحبّ أن يدخل ملكوت الله، ولكنه كان متعلقاً لدرجة كبيرة بأمواله التي كانت توفر له أسباب الراحة والرفاهية والمتعة، والكبرياء، والجاه والقوة وفي الوقت نفسه الابتعاد عن الله، أو بالأحرى نسيان الله. وقد عرف المسيح نقطة الضعف في ذلك الرجل الغني بأنه محب للمال، كما عرف أيضاً ما للمال من قوة غريبة لجذب القلوب إليه. لذلك كان المسيح كالطبيب الذي عرف الداء فوصف الدواء، فقال للرجل الغني: "اذهب وبعْ كل أملاكك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء، وتعالَ اتبعني". فعندما سمع الرجل الغني هذه الكلمات، مضى حزيناً لأنه كان ذا أموال كثيرة.
ما معنى قول المسيح: إن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني ملكوت السماوات؟
كان المسيح يعرف أن للمال قوة غريبة تجذب قلوب الناس إليه. والمعروف أن بعض الأغنياء لا يشعرون باحتياجهم الروحي نظراً لاكتفائهم بالغنى المادي. وأن تاريخ العالم يشهد بصحة مفاد قول المسيح، بأن الكثيرين من الأغنياء لا يتّقون الله ولا يعيشون حسب إرادة الله، بل يتبعون شهواتهم وملاذهم فلا يدخلون ملكوت الله. لذلك قال المسيح يعسر أن يدخل غني إلى ملكوت الله، ولم يقل إنه من المستحيل أن يدخل إلى ملكوت الله. فمن الناس الأغنياء من يتّقون الله ويصرفون أموالهم في سبيل خدمته وفي أعمال البر والإحسان، ومساعدة إخوانهم في الإنسانية.
أما معنى قول المسيح بأن مرور جمل من ثقب إبرة أيسر من أن يدخل غني إلى ملكوت الله. فهو كلام جارٍ مجرى المثل، يضرب للأمر المستحيل، وأيضاً للشيء النادر أو البعيد الوقوع. أو قد يكون استعمل مجازاً. وتشير بعض تفاسير الكتاب المقدس إلى أن ثقب الإبرة الذي أشار إليه المسيح. يشير إلى بوابة كبيرة في أورشليم، ويوجد ضمنها باب صغير يفتح عادة لدخول الناس منه عندما يقفل الباب الكبير. ومثل هذه الأبواب ما زال شائع الاستعمال حتى الآن في بعض المدن القديمة ولا سيما في المدن المحاطة بأسوار لها أبواب للدخول منها. فالبوابة الصغيرة الموجودة ضمن الباب الكبير تسمى ثقب الإبرة. والمعروف أن هذا الباب الصغير معدّ لدخول الناس فقط، ولا يستطيع الجمل أن يدخل منه إلا بصعوبة، أي بعد أن يفرغ حمله ويحشر نفسه حشراً. وإن بعض قواميس اللغة العربية تشير إلى أن كلمة "الجمل" تعني أيضاً "الحبل الغليظ". إذ يستحيل أن يدخل الحبل الغليظ في ثقب الإبرة الصغير. ولهذا أشار المسيح إلى أن دخول الغني المتّكل على ماله إلى السماء، يكون كدخول الجمل من ثقب الإبرة، أي من الباب الضيق ويقصد المسيح بذلك أنه يستحيل أن يدخل الغني المتكل على ماله وثروته فقط، إلى ملكوت السماوات، ذلك الملكوت الذي يدخله الإنسان بواسطة المسيح المخلص والإيمان بموته الفدائي على الصليب بدلاً من الخطاة. ولأن الخلاص نعمة إلهية يمنحها الله مجاناً للمؤمنين وهي لا تُشترى بالمال. وإن قول بطرس أحد تلاميذ المسيح يوضح قول المسيح بهذا الصدد: "ما أعسر دخول ذوي الأموال إلى ملكوت الله" (مرقس 10: 23). وبكلمات أوضح، ليس الغني بحدّ ذاته خطية، ولكن اتكال الإنسان على المال وعبادته بدل الله هو الخطية. ويشير الإنجيل المقدس بهذا الصدد إلى ما يلي: "لا تكنزوا لكم كنوزاً على الأرض حيث يفسد السوس والصدأ وحيث ينقب السارقون ويسرقون. بل اكنزوا لكم كنوزاً في السماء حيث لا يفسد سوس ولا صدأ وحيث لا ينقب سارقون ولا يسرقون. لأنه حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضاً. لا يقدر أحد أن يخدم سيدين لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (متى 6: 19-24).
 
أعلى