إجلس مع نفسك. حاسبها. وأخرج معها بقرار

++menooo++

حياتى لأسمك يا من فديتنى
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2005
المشاركات
4,085
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلوب أعضاء المنتدى
إجلس مع نفسك. حاسبها. وأخرج معها بقرار

باسم الثالوث الأقدس



اخوتى الأعزاء ...



كيف تتوب



قد يكون لكل إنسان الأسلوب الذى يصل به إلى التوبة, أو الأسوب الذى تراه النعمة مناسباً له, أو مناسباً لظروفه...

على أن هناك قواعد عامة- فى الطريق إلى التوبة- تناسب الكل.

ولعل من أهم هذه القواعد النصائح التالية:

1- إجلس مع نفسك. حاسبها. وأخرج معها بقرار....



الشيطان يقاوم جلوسك مع نفسك , وذلك بأمرين ....

أ- إما أنه يمنع جلوسك مع نفسك بأن يقدم لك عشرات المشغوليات,

و مئات الأفكار. و يذكرك بأمور ترى أنها هامة جداً و يجب التفرغ لها حتى تعود إلى دوامتك مثل المناسبات و المجاملات و قد تكون أنشطة روحية ... فى محاولة لمنع الانسان ولو بأسلوب روحى لمنع الإنسان من الجلوس مع نفسه. فإن أصررت على الجلوس مع نفسك. و قلت " إفعلوا هذه و لا تتركوا تلك" ... حينئذ يلجأ للحيلة الثانية و هى:

ب- يحاول الشيطان أن يدخل فى جلستك مع نفسك, ليفقدها فوائدها....

إنه لا ييأس أبداً. مادام لم يستطع أن يمنعك عن الجلوس مع نفسك, فليمنع عنك روحياتها.و ذلك بأن يقدم لك أفكار وأحاسيس, و يمنعك من تبكيت نفسك, و يخفف مشاعر ندمك.... ! فكيف ذلك؟

إن تذكرت أية خطية , فبدلاً من أن ينسحق قلبك بسببها, وتوبخ ذاتك عليهت\ا بدموع التوبة, يقدم لك الشيطان عنها أعذاراً و تبريرات !

أما أنت فأعلم أن هدفك من هذه الجلسة الروحية هو تنقية نفسك و ليس تبريرها . و تنقية النفس تأتى بمعرفة خطاياها وتبكيتها عليها, و ليس بتدليل النفس أو مجاملتها أو تخفيف المسئولية عنها بإلقائها على الوسط الخارجى أو على الآخرين.



لذلك فى جلستك مع نفسك, كن صريحاً معها إلى أبعد حد ...

لا تجاملها ولا تدللها , فهذا لا ينفعك روحياً, ولا يقودك إلى التوبة. بل إكشف لها عن كل أخطائها و كل ضعفاتها, بكل ما فيها من دنس و من بشاعة. و لا تحاول أن تقدم لها أعذاراً أو تبريرات. إنما قدم عنها توبة و ندماً وإنسحاق قلب. فالعشار قد خرج مبرراً دون الفريسى , لأنه إنسحق أمام الله و طلب الرحمة لأنه خاطئ (لو 18: 13). و الكتاب يقول " أنت بلا عذر أيها الإنسان" (رو 2: 1). و يقول أيضاً " ليس لهم عذر فى خطيتهم" (يو15 : 22).

إنك لا تنال المغفرة بالتبريرات, إنما بالتوبة تؤهل للغفران...

فقد تميز اللص اليمينعلى زميله الآخر فى قوله" نحن بعدل جوزينا, لأننا إستحقاق ما فعلناه" (لو23: 41)....

مغبوط هو الإنسان الذى يكتشف خطاياه فى جلسته مع نفسه. و مغبوط أكثر من يقدم هذه الخطايا محفوفة بالندم , مبللة بالدموع.

إهتم إذن بإدانة نفسك, فإن ذلك يساعدك على التوبة و يجلب لك الإتضاع

" قريب هو الرب من المنسحقين بقلوبهم" و حسناً قال الأنبا أنطونيوس " إن دنا أنفسنا, رضى الديان عنا".

ولهذا فإن جلست مع نفسك, و تذكرت خطاياك , فلا تعذر نفسك, ولا تجلب اللوم على غيرك ناسياً ما فعلته أنت , كما فعل آدم و حواء...

إن لومك لغيرك لا يبررك , حتى لو كان الغير ملوماً فعلاً .... لهذا يجب أن تركز على مافعلته أنت , لأنك مطالب به....

إنها حيلة ولا شك من الشيطان ان يجعلك فى محاسبتك لنفسك, تهتم بمسئولية الآخرين عن خطاياك, وليس بمسئوليتك أنت...!

ولعل من حيله أيضا أنه يقلل لك من خطورة خطاياك...

ولا يجعلها تبدو على حقيقتها فى بشاعتها, كما لو كانت شيئاً بسيطاً , لا تستحق أن تحزن بسببها وتندم. وما أسهل أن يسمى لك الخطايا بغير اسمائها. أو يفلسف الخطية, و يحاول أن يخفيها وراء سلامة القصد أو حسن النية ...!

وهكذا يوسع ضميرك ،لكى يبتلع خطايا معينة ،لا تريد أن تتحمل مسئوليتها او نتائجها ...

وكل هذا يقودك ولا شك إلى الإستهانة و اللامبالاة ، ولا يساعدك على التوبة ، بل ربما يدفعك إلىالإستمرا ر فيما أنت فيه ، و يبعد عنك خشوع القلب و انسحاقه.بل ربما يدفعك إلىالإستمرا ر فيما أنت فيه ، و يبعد عنك خشوع القلب و انسحاقه.

أما أنت فكن حازماً مع نفسك و وبخها . وإن كنت لا تحتمل أحياناً أن يكلمك الغير بصراحة من أخطائك و يوبخوك ، فعلى الأقل يمكنك أن توبخ نفسك بنفسك . قل لها ما يريد الناس أن يواجهك به ، ولكن يمنعهم الخجل ، او الأدب و الأحتشام ، او عدم رغبتهم فى جرح شعورك ... و كما قال القديس مقاريوس الكبير(( أحكم يا أخى على نفسك ، قبل أن يحكموا عليك )).

وإن كان فى طبعك شئ من السوة أو الشدة فاستخدمه ضد نفسك ولا تستخدمه مع الناس ....

إن نفسك هى التى تحتاج إلى الشدة لكى ترتدع ولا تعود تخطئ. أدبها بقضيب من حديد , وربها فى خوف الله وفى طاعته . وإن كان يلزمك بإستمرار محاسبة النفس , فإنه يلزمك أيضاً معاقبة النفس, بدلاً من أن يعاقبها الله ....

وفى إدانتك انفسك, تذكر قول القديس العظيم الأنبا أنطونيوس:

" إن ذكرنا خطايانا , ينساها لنا الله, و إن نسينا خطايانا, يذكرها لنا الله".

إن داود الملك, لما كان لا يحس بخطيتة ولا يذكرها, أرسل له الله ناثان النبى, فشرح له بشاعة الخطية و قال له" أنت هو الرجل " (2صم 12: 13). فلا تنتظر أنت ناثان آخر يكشفك....

إجلس إذن مع نفسك لكر تدينها, وتؤهلها بالتوية لنوال المغفرة ....

وإن كان البعض قد تعود أن يجلس جلسة جدية مع النفس فى بداية العام الجديد, او فى الأصوام, أو فى المناسبات الهامة...

فإجلس أنت مع نفسك كل يوم وحاسبها...

إفحصها, و اطئن باستمرار على نقاوتها و اسهر على سلامة إتجهاتها , وتابعها فى حياة التوبة, إن كنت قد بدأت حياة التوبة من قبل .... خوفاً من أن تفتر الحرارة التى بدأت بها الطريق..





بهذا إخوتى نكون قد إنتهينا من الخطوة الأولى للتوبة" الجلسة مع النفس".



الله يعطينا توبة حقيقية. بشفاعة القديسة العذراء مريم وجميع القديسين, وبصلوات قداسة البابا شنودة.

و لربنا المجد الدائم الى الأبد


منقوووووووووووووول
 

blackguitar

غريبا عشت فالدنيا
عضو مبارك
إنضم
30 ديسمبر 2005
المشاركات
3,082
مستوى التفاعل
38
النقاط
0
موضوع جميل اوى اوى يا مينو شكرا ليك اخى الحبيب
 

++sameh++

عضو شرف
عضو مبارك
إنضم
24 ديسمبر 2005
المشاركات
1,339
مستوى التفاعل
11
النقاط
38
الإقامة
فى حضن الأب
الموضوع اكتر من راااااااااائع وحقيقى مفيد جداً ، شكراً ليك أخى الحبيب مينو
 
أعلى