لماذا دعوناه قديساً ؟

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
لماذا دعوناه قديساً ؟
new_pa196.jpg

الكلمة صار جسداً لكى يقدم جسده من أجل الجميع ألأنبا أثناسيوس الرسولى
إن مقياس عظمة المسيحى طبقاً لمقاييس المسيحية هو مدى علاقتة مع الرب يسوع وتطابق حياته مع حياة الرب يسوع , فالرب يسوع كلمة الرب قدم نفسه لأجل أحبائه , إذا الموضوع كله محدود فى ليرى الناس نوركم أى محبتكم وخدمتكم وتضحيتكم فنحن ملح الأرض خلقنا الرب لمجد أسمه فكيف نمجد أسمه إذا إن لم تكن حياتنا كلها فى خدمته .
أى أننا دعونا البابا كيرلس قديساً لأنه :-
أولاً : فى علاقته مع الرب يسوع صار فى درجة عالية من الروحانية ..
وثانياً : لأنه وضع حياته لخدمة شعب الرب
تعبده وتقشفة
سماه أبويه عازر وسمته الكنيسة أبونا مينا عندما رسم كاهنا وسمته البابا كيرلس السادس رئيس آباء الكنيسة القبطية , أنه شخصية واحده وأنساناً واحداً بالرغم من إختلاف الإسم الذى أطلقة عليه أهل البشر فلم يرتفع قلبه وأتضع متكلاً على الرب لم يصنع مجداً لذاته ولكن للرب يسوع صنع مجداً , هو المتعبد والمتوحد للرب يسوع الراهب فى أديرة الجبال والمتوحد فى شقوق الأرض , مجاهداً ناسكاً فى أصوام وصلوات ليلاً ونهاراً فنمى فى الفضائل الروحية .. وأعتمد على القوة الإلهية التى عضدته فى هذه المرحلة التى كانت كل أساس لحياته فى المستقبل .
أما عن نسكه وزهده وفقره فقد عاش حياة التجرد وكانت ملابسه بسيطة سواء الملابس الخارجية السوداء أم ملابس الخدمة فكان يلبس التونية والبلين حتى فى أيام الأعياد أو المناسبات ونلاحظ هذا فى صور عودة رفات مار مرقس فقد إرتدى رؤساء الكنائس أفخر ما عندهم أما هو فكان يلبس ملابسة العادية البسيطة التونية والبلين ..
وفى وصيته .. أوصى أن يدفن بالملابس التى تكون على جسده وقت نياحته ولا لزوم لغيرها .
وفى طعامه كان قليل الأكل منذ نعومة أظفارة لم يشتهى أنواع الطعام الغالى قكان يأكل طعاماً بسيطاً كالخبز والزيتون والملح والدقة .. ألخ وعندما أصبح راهباً وزاهداً عن العالم ظل على عادته .
أما أثاث مغارته أو الطاحونة أو فى دير مارمينا أو حتى فى قلاية البطريركية فكان بسيطاً جداً , وكان كل شئ من الأثاث مخصصاً للأحتياجات الملحة التى تتطلبها مكانته فقط .
أما عن الزيارات والحفلات العامة والمهرجانات فقد رفض الذهاب إليها وأعلن عن موقفه عندما سيم بابا للكنيسة كتبت جريدة الوفد فى يوم 25/ 5/ 1959م أى بعد أسبوعين فقط من سيامته المقدسة : " أعد نظام جديد لزيارات البابا كيرلس كيرلس السادس , لن يخرج قداسته من قصرة ( المقر الباباوى ) إلا للزيارات الرعوية للكنائس والأديرة والإيبارشيات , ولن يلبى قداسته الدعوة إلى الحفلات العامة لأنه لا يميل إليها ولا تتفق مع طبيعة زهده وتوحده .
وهناك أدله وبراهين عديده بمكن الخوض فيها لأستخراج ما يدل على تعبده وتقشفه منها تعاليمه وكتاباته وأيضاً فى فلسفة خدمته ورعايته وقيادته للكنيسة .
أما أنا فصلاة
الصلاة كانت هى علاقة بين الأنبا كيرلس السادس وإلهه وكانت أيضاً صلتة بينه وبين مصدر وجوده , صلاته كانت حضور وشركة مع الروح القدس الروح الإلهية , رفع القلب والعقل والمشاعر وخصصها لإله الكون , وذلك فى صورة تسبيح دائم مستمر وهذا هو عمل ملائكة الرب , وصلاته كانت حوار مفتوح مع الرب الإله كان قصيراً كان فى وسط الناس فى العالم , ولكن عندما كرس نفسه جعله الحوار مفتوح دائما لا يغلقه وبهذا أمكنه القول :
أما أنا فصلاة
وبالصلاة إختبر كباقى القديسين قوتها وفعلها فى حياتهم , هى مصدر تعزيتة هى ينبوع قداستة , صلاته امتلاء من نعمة الروح القدس وموهبتها , وصلاته كانت هى القوة الوحيدة الفعالة لمواجهة عدو كل خير وحروبه المتنوعة , صلاته هى برجه الحصين الذى سقطت تحته كل حيل العدو الشريرة .
صلوا كل حين ولا تملوا
وكان يصلى كل حين بدون ملل كل حين وفى كل مكان وفى كل ساعة صلواته لم تنقطع لحظة واحدة سكب نفسه أمام الرب يسوع يصلى فى منتصف الليل , فى السحر , فى الصباح الباكر , طول النهار , عند المساء فى حجرته فى قلايته , فى مغارته , فى أكله وشربه , فى نومه ويقظته .
صلوات القداس الإلهى كل يوم بلا أنقطاع يوماً واحداً
أما صلاة القداسات فكان عجيباً فقد كان أبونا مينا يصلى قداساً إلهياً كل يوم , ويأخذ الرب يسوع فى جسده فيجدد مثل النسر شبابه , وبالسيد المسيح كان يواجه يومه , فواجه كل مشاكله به , وواجه به كل ضيقاته , وكان معه فى الصعوبات والأوقات الحرجة , وكان يطلب من الرب يسوع فى صلاته كل إحتياجاته لنفسه ولأولاده أو لمن يطلب منه أن يذكره أو لبلاده
وقد روى المتنيح الأنبا مينا الصموئيلى أسقف دير الأنبا صموئيل أنه عندما كان يسكن مع أبونا مينا فى الطاحونة سأله بخصوص عمل القداسات اليومية فسأله :
- لو شائت العناية الإلهية وأصبحت بطريرك هاتعمل أيه ... ؟
- سوف أجعل الكنائش تصلى كا يوم .
- إنهم كهنة علمانيين وعندهم مشاكل .
- على الأقل فى ايام الأربع والجمع والآحاد .
- ولو فرض أن هناك كنيسة فقيرة لا تقدر أن تخصص قرابنى لأعداد القربان .
- هاعمل القربان فى البطريركية , وارسله لهم بواسطة عربات - أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس .
وبالفعل عندما أصبح أبونا بطريركا بأسم البابا كيرلس السادس .. أقام القداسات اليومية , وعلى كل المذابح فى البطريركية , وكان يذهب إلى الكنائس باكراً جداً قبل حضور قسيس الكنيسة وذهب عدة مرات والكنيسة مقفوله وتفتح الكنيسة بمعجزات شتى وكتب معجزاته فيها الكثير من التفاصيل عن هذا الموضوع , وكان الشعب الفبطى عندما يعرف بحضور باباع كانوا يتسابقون لنوال بركته وهكذا تعلم الشعب أهميه حضور القداسات فى حياتهم وتناولوا من السرار المقدسة , وللآن رغم مرور عشرات السنين على نياحته ما زالت كنائس كثيرة تقيم القداسات اليومية وإمتلأت الكنائس بالمصليين فى كل الأوقات
وقد قال البابا شنودة الثالث : " إن البابا كيرلس السادس أمضى حوالى 40 عاماً فى خدمة الكهنوت , وقد حرص فى كل يوم أن يقيم القداس ولا يوجد فى تاريخ الكنيسة كله إنسان مثله استطاع أن يقيم مثل هذه القداسات أنه صلى ما يزيد عن 12 ألف قداس وهذا أمر لم يحدث فى تاريخ اى بابا من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان .. كان يعهد إلى الرب بمشاكله ويرى ان القداسات والصلوات هى التى تحل له المشاكل وليست المجهودات البشرية "
وقد سجل أبونا مينا (الأنبا كيرلس السادس) إختباراته الروحية عن أهمية الصلاة والقداس فى الحياة مع الرب يسوع فكتب قائلاً : " ** أطلب فى القداس بلجاجة كل ما أنت محتاج إليه , لأنه هذا هو الوقت المقبول , هذا .. هذا الوقت الذى تفتح أبواب السماء , هذا الوقت الذى يكون فيه المسيح حاضراً مقدماً جسده ودمه لنا لنأكل ونحيا ونفوز بغفران خطايانا .. "
وكتب إلى أحد الرهبان يرشده فقال له : " بكل نشاط إجتهد فى تقديم القرابين وأطلب وتضرع بكل قلبك وقت حلول الروح القدس لكى يتراءف على العالم بعين الرحمة وينظر إلى كنيسته , ويعيد لها سابق مجدها .. أطلب عنى وعن ضعفى " . القس رافائيل آفا مينا - ينبوع تعزية
أما وصيته لأولاده الرهبان فى دير الأنبا صموئيل فقال لهم : " إجتهدوا جداً فى خدمة القداس , وبما ان الرب أراد وبدأتم لتقيموا القداس يومياً , وهذه نعمة عظيمة لا يعبر عنها , فإحرصوا كل الحرص على المداومة عليها مهما كانت المقاومات " . أبناء البابا كيرلس السادس الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس .

أنظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم
علاقة البابا الأنبا كيرلس العجيبة ب مار مينا القديس الذى أستشهد منذ قرون
ماذا تعنى الشفاعة فى المنظار المسيحى ؟
القديس مار مينا هو شهيد أسشتهد فى العصر الرومانى ومن كثرة العجائب أطلق عليه أسم مار مينا العجائبى , ارتبط الأنبا كيرلس بهذا الشهيد الذى أستشهد منذ العصر الرومانى , هذه العلاقة المتبادلة نسميها فى بعض الأحيان صداقة , تكون ذو دلاله فيطلب الأنسان حلا مشكلة أو شفاء من مرض .. ألخ الذى يعيش فى العالم أى فى الكنيسة المجاهدة فى الحياة ممن يرتبط معه من عضو فى الكنيسة المنتصرة , تسمي الكنيسة هذا النوع من العلاقة امتبادلة بين الكنيستين الشفاعة , وفى الحقيقة أن الرب نفسه هو الذى يسمع الطلبات ويكلف القديسين والشهداء بتنفيذها بقوة منه , وهى علاقة حب إلهية كاملة ليس فيها نقصان بين من فى الأرض ومن فى السماء تحركها قوة الرب يسوع فيقبل الطلبات ويصعدها إلى القديسين فيتشفعون أمامه لأجلنا أمام مركز الحب فيجيب لطلباتهم وينفذونها بقوته , فنحن حينما نقف أمام الديان العادل نقف مرتعبين من كثرة ذنوبنا , فلا سبيل لنا إلا أن نتشفع بأحد احباؤنا من الذين يقفون مسبحين أمام الرب الإله .
هؤلاء هم الذين أنتصروا ونرتبط بهم إربتاطاً روحياً مقدساً , هم شفعائنا يساعدوننا فى الأمور الروحية وجهادنا اليومى , يؤازروننا ويعضدوننا ويشجعوننا , وقودوننا إلى الرب يسوع لنتذوق جمال عشرته وحلاوة الإتحاد به والحياة معه والقداسة فيه يوم بيوم , لأن القديسين والشهداء كانوا يجاهدون ويثابرون من أجل الحصول على الملكوت الذى هو فيه .
ومن ناحية اخرى فإننا نتخذ الشفيع مثلاً ومثالاً لحياتنا أى بالمنظار المسيحى نتمثل بإيمانه , صديقاً معيناً ساهراً لا ينام مصلياً أمام الرب يسوع , الصديق الغير مرئى والوفاء الذى ينبع من الإله المقدس , علاقة نرجوا منها كل خير وبركة وفرح وسلام وهدوء وطمأنينه , أنه معنا لأننه بالرب يساعدنا فى كل أعمالنا وخطواتنا , روحا مقدسة يرسلها الرب فى نومنا وراحتنا ويساعدنا فى تصرفاتنا فينبهنا على أخطائنا هو المعلم ونحن تلاميذه , لأنه سلك هذه الطريق قبلنا فنسلك معه فى احياة الروحية المملوءة نعمة وحقاً , وببساطة شديدة يأتى إلينا حينما نطلبه بقوة الرب يسوع الذى يرسله ومعه فعل المعجزة إذا أردنا , والمعجزة تعنى الإعجاز بالآيات والعجائب الجسدية والنفسية وحل مشكلاتنا .
علاقة الأنبا كيرلس والشهيد مار مينا العجيبة
عجيبة ونادرة العلاقة بين العلاقة التى كانت بين البابا الأنبا كيرلس والشهيد العظيم مار مينا العجائبى الذى قتله الرومان لتمسكه بمسيحه , هذا الأرتباط هو أرتباط حى وفريد ونموذجى وعجيب ولا يمكن تفسيرة طبقاً لعلوم العالم المادى الذى نعيش فيه , الإرتباط بينهما كان إرتباطاً أذهل الجميع وأدهش الكل , فكان كل من يذكر البابا كيرلس يذكر مار مينا , وأصبح كل من مار مينا والأنبا كيرلس إنسان الرب الذى يتأهب ليصنع مشيئة الرب فى كل حين .
أما بداية أرتباط البابا كيرلس أو عازر منذ طفوليته , فهل كان يتكلم معه ويحاكيه كشخص موجود معه , لأن شخصية مار مينا لم يغب عن ذهنه ولم يتركه لحظة .
وذهب عازر للرهبنة وجاء يوم تكريسه فيأتى السنكسار اليوم يحمل سيرة مار مينا الشهيد القبطى فحمل عازر أسم مار مينا وتهلل روحه وإبتهجت نفسه فقد أصبح عازر حامل أسم مينا لأنه فى هذا الإسم تاريخ حبه وصلة حياته .
وكان مار مينا مع أبونا مينا فى الطاحونة فى المغارة .. فغى كنيسته بمصر القديمة .. فى البطريركية .. فى كل مكان كان يطلبه كان يعينه .
وكان من المتوقع أن يحتفظ أبونا مينا البراموسى المتوحد بإسمه عندما أختير بطريركاً ليكون البابا " مينا الثالث" ولكن ظهر البابا كيرلس الخامس له فى حلم قبل القرعة الهيكلية فشعر أنها دعوة من السماء لينال هذا السم لذلك حرص أن يسمى كيرلس السادس
ولم يكن هناك وقت أو زمان أو مكان معين لهذه العلاقة العجيبه فكان الرب يرسل مار مينا حينما يطلبه البابا كيرلس : فى الصباح .. وفى حر النهار وقيظه .. فى المساء .. فى وقت السحر .. فى نصف الليل .. فى الصلاة .. فى القداس .. فى الأصوام .. فى القرارات .. فى النسكيات كتاب مع القديسين عن طريق القداسة .
وعن هذه العلاقة تكلم البابا شنودة الثالث فقال : " ولست ادرى عندما تصعد روح البابا كيرلس السادس ليلاقى القديس مار مينا فى البدية , بأى طريقة سيتقابلان .. ؟ لأنه لم يحب البابا كيرلس السادس أحداً فى حياته أكثر من مار مينا !!! "
وقد سجلت جماعة أبناء البابا كيرلس السادس معجزاته ومعجزات مار مينا فى أكثر من 25 كتابا وكذلك الكثير من الكتب الألاف من المعجزات والعجائب والمواقف وشفاء الأمراض التى صنعها الشهيد مار مينا بمجرد طلبها منه ابونا مينا ( البابا كيرلس السادس ) وذلك بمجرد أن يقول : " يا مار مينا " كان القديس يتدخل بمحبته الكبيرة وبسرعة مدهشة , وكانت الجمل التى تخرج من فم قداسته حينما يأتيه شعبه لحل مشاكلهم : " سنرسل لكم مار مبنا .. مار مينا هايتصرف .. مار مينا سيحل الأمر .. مار مينا سينهى الموضوع .. أذهبوا مار مينا معاكم .."
وكثيرون جاءوا إليه طالبين صلواته من أجل الإنجاب فيقول لهم : " هاتجيبوا مينا " وتتم النبوة ويعود الزوجان فرحين ومعهما أبنهما المولود مينا وكم من الألوف الذى اطلق عليهم فى عصرة أسم مينا تيمناً بهذا الأسم الذى كان باباهم يحبه ويتشفع به .
مار مينا فى حياة ابونا مينا
1- فى عام 1945 م تأسست جمعية مار مينا العجائبى بالأسكندرية - وهى جمعية ثقلفية هدفها إحياء ذمرى أبطال المسيحية والكنيسة ومعالم التاريخ القبطى المهمل الذى ديس تحت أقدام العرب المسلمين .
2- ميناء الخلاص مؤسسها يسوع الملك ومديرها مار مينا العجائبى وهى كنيسة ودير مار مينا بمصر القديمة .
3- إقامة الكثير من الكنائس والعديد من المذابح على أسم القديس مار مينا العجائبى .
4- إطلاق إسم مار مينا على الكثير من ألاباء الرهبان والكهنة .
5- فى 7 أغسطس 1960 م قام البابا كيرلس السادس بسيامة مطران على أيبروشية جرجا باسم نيافة الأنبا مينا مطران جرجا .
6- قام بسيامة أول راهب فى دير مار مينا بمريوط على أسم مينا أقامينا - ثم أصبح الأنبا مينا أفامينا أسقفا (تنيح)
قصة إنشاء دير مار مينا فى العصر الحديث
قام البابا كيرلس السادس بأعمال هامة لم يقم بها أى بابا من قبله ومن الأعمال الهامة التى قام بها تعمير دير الأنبا صموئيل المعترف - وقام بأنشاء دير مار مينا العجائبى فى صحراء مريوط وهذا الدير له شهرة تاريخية كبيرة وكان من اكبر أديرة العالم واشهرها تاريخياً حيث وصلت شهرته فى العصور القديمة من قوارير الزيت التى وجدت فى أوربا ونقلها زواره إلى هناك وستجد أحداث إنشاؤه فى العصر الجديث فى موضوع دير مار مينا فى هذا الموقع
أباً وقائداً وراعياً ساهراً
الأقباط شعب ذو حضارة ولا تستقيم أمور الكنيسة إلا إذا كان رئيس الاباء يجمع صفات كثيرة مثل : الأبوة - التعليم - القيادة - تحمل المسئولية - البذل - الأختبارات الروحية - الأمتلاء والروح القدس وحصولة على النعمة الإلهية - الأمانة والتدقيق - السهر واليقظة على الشعب - الأبوة الصادقة الحانية - المحبة الفائقة تمثلاً بالرب يسوع - الحكمة والفهم - الخدمة والتعب والجهاد - النصح والإرشاد - وبإختصار شديد متبعاً قول الرب : " ولأجلهم أقدس ذاتى , ليكونوا هم أيضاً مقدسين فى الحق (يوحنا 17: 19)
ولم يصل البابا كيرلس السادس إلى هذه الدرجة من الأبوة والقيادة والرعاية بين يوم وليلة , بل أنه تدرج فى المسئوليات الكنسية المختلفة حتى وصل إلى أن يكون بابا الجميع , ولم تكن بداية باباويته يوم رسامته ولنها بدأن حينما وضع نفسه تلميذاً للأب العالم الجليل القمص عبد المسيح المسعودى القمص عبد المسيح المسعودى الكبير ولد سنة 1848 م وذهب إلى دير البراموسى وهناك صار راهباً سنة 1884م ثم جاء أبن أخية القمص عبد المسيح صليب المسعودى وسيم قساً سنة 1886 م ثم قمصاً بأسم جرجس سنة 1891م .. وقد قام بطبع كثير من الكتب الكنسية والطقسية , وقد كتاباً يعد من أعظم الكتب التى كتبها التحفة البراموسية التى حوت 1172 صفحة وكان يعتبر موسوعة فى الحساب الأبقطى والتواريخ العالمية , ومن الكتب الأخرى التى قام بكتابتها كتاب التحفة السائلين فى ذكر أديرة ورهبان المصريين , وقد قام ايضاً بمراجعة الكثير من الكتب وأعاد تنسيق مكتبة مكتبة الدير ورتبها وبوبها , وقام بشراء كثير من الكتب الجديدة التى تظهر فى المكتبات , وكان أيضاً دارساً للعديد من الكتب التى ضمتها المكتبة ويظهر هذا من تعليقاته عليها المكتوبة بالحبر الأحمر وتعليقاتة لم تكن فقط على الصفحات ولكنها أمتدت إلى الحروف الناقصة أو الزائدة , وعاش لمدة 87 عاماً وتنيح سنة 1935م
القراءة كانت مكتبة الدير هو المكان الذى بدأ به علاقته بالرب يسوع وكان يقرأ كثيراً ليجصل على الستنارة والمعرفة , جتى لا يهلك من عدم المعرفة , وقد ذكر هذا الأمر فى نقل إختباراته وخبراته الروحية إلى أبنه الراهب المبتدئ مكارى السريانى ( المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية) فكتب قائلا له : " وداوم وأكرم القراءة أكثر من الصلاة , لأن القراءة هى ينبوع الصلاة الذكية , لأنه كما قلت لك إن أول عمل فى الفضيلة هى القراءة بغرض مستقيم , أعنى تقرأ لمعرفة السير فى طريق الفضيلة , فالذى يقرأ فى الكتب لأجل معرفة طريق الفضيلة , ينفتح امامه طريق الفضيلة , والذى يدخل طريق الفضيلة يفنح عليه باب التجارب والذى يدخل باب التجارب يفتح أمامه باب المعونة الإلهية التى تخلصة من تلك التجارب , أما الباب الأخير فهو موهبة تعطى من الرب يسوع .. "
أصدقاء الأنبا صموئيل - كتاب الأنبا صموئيل القدوة والمعلم
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

طفولة وشباب البابا كيرلس السادس
الملقب بــ بابا المعجزات
الأنبا كيرلس السادس كان اسمه سابقاً عازر يوسف عطا
نزح جدود أسرته المسيحية فى أواخر حكم المماليك (1251م - 1517م ) من قرية الزوك الشرقية المنشأة بسوهاج , ويرجع أسم قرية الزوك عركة الشرقية بسوهاج بنى حرب من القبائل القربية (1) التى أحلها خلفاء بنى امية والعباس محل القباط الذين تركوا البلاد وهربوا من قسوة الإحتلال الإسلامى لمصر , واستقرت فى طوخ دلكة بالمنوفية , وبمرور الوقت عرفت هذه العائلة النازحة من الصعيد بأسم عائلة الزيكى نسبة إلى قرية الزوك التى جائت منها (2) ويوسف عطا هو الجيل الثانى من العائلة المهاجرة من الصعيد .
وفى أواخر القرن التاسع عشر تركت هذه الأسرة المنوفية وأستقرت فى دمنهور .
وكان سبب أنتقال يوسف عطا أنه عمل وكيلاً عاماً لإدارة أعمال أحد كبار الملاك بالبحيرة والغربية والمنوفية ,,
ولادته وطفولتة ونشأته فى وسط روحى مسيحى
فى يوم السبت 21 أغسطس سنة 1902 ولد المتنيح قداسة البابا كيرلس السادس فى أسرة مباركة مُحبة للمسيح، وهو الطفل الثانى ودعى بإسم
new_pa143.jpg
" عازر " وكان الثانى بين أخوين آخرين كبيرهما حنا وصغيرهما ميخائيل
وكان والده يوسف عطا المحب للكنيسة وناسخ كتبها ومنقحها ، وكان يتفاني في خدمة أمة الكنيسة الأرثوذكسية حريصاً على حفظ تراثها , وكانت الأسرة تحافظ على المناخ الروحى حريصة على حضور صلوات القداسات الإلهية وسير الاباء القديسين حريصين على الإحتفال بتذكاراتهم وسيرتهم العطرة وخاصة القديس مينا العجائبى , وكانوا يذهبون سنوياً لقضاء عيده فى ديرة بأبيار الغربية .

وأستقر بهم الأمر فى بلدة دمنهور وهناك تربى عازر فى وسط جو عائلى روحى ونشأ منذ طفولتة مبكرة محباً للكهنوت ورجال الكهنوت ، ينام على حجر الآباء الرهبان وحين جائت امه وحملته بين زراعيها وهو نائماً معتذره فقال لها : " لا داعى للأعتذار لأنه من نصيبنا " ولما كانت بلده طوخ كانت وقفاً على دير البراموس في ذلك الوقت وكان من بينهم الراهب الشيخ القمص تادرس البراموسى وأرتبط به عازر وهو أبن أربع سنوات . واعتاد الرهبان زيارة منزل والده من حين لآخر لما عرف عنه من حب وتضلع في طقوس الكنيسة .
وحدث أن أنتقلت الأسرة إلى الأسكندرية حيث عمل يوسف وكيلاً لدائرة أحمد يحي ياشا وهو والد عبد الفتاح يحي باشا رئيس الوزراء فى الفترة من (1933 - 1934 م ) وكانت هذه الدائرة مقراً لرجال الوفد وبالتالى كانت مركز للحركة الوطنية فى فترة الثورة العظمى التى أشعلها سعد زغلول قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى ص 18.
الشاب التقى عازر يوسف عطا
وقضى عازر فترة الدراسة الثانوية فى الإسكندرية وبعد حصوله على البكالريوا (الثانوية العامة او التوجيهى ) ألتحق بالعمل بشركة كوكس شيبينج للملاحة , وكان عازر أميناً مخلصاً ملتزماً لعمله (3) أى انه كان مثال المسيحية الحقيقية .
ولم يكن عازر مثل بقية الشباب الذين تجرهم لهو الحياة وملذاتها فقد وضع هدفاً لحياته هو محبة الرب يسوع , يفرح لحضور صلوات القداس الإلهى والتناول من السرار المقدسة , كان يشغل ذهنه وعاطفته بالرب يسوع , يقضى الليل ساهراً فى معرفته من خلال قراءته للكتاب المقدس ويتكلم معه فى صلاة عميقة طويلة دائم التأمل فى أحكامه وحكة الرب الإلهية , وكان يحب قراءة سير الاباء القديسين والآباء النساك المتوحدين لينفذ قول الكتاب أقرأوا سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم , وتركت سيرة القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم (تنيح عام 1914م) اثراً فى حياة الناس فى ذلك الوقت (4) , كما أن الحياة الروحية الطاهرة التى للبابا كيرلس الخامس وشفافية روحه كانت نبراساً يضئ لشباب هذا الجيل (5) كما أن العلاقة الغريبة التى كانت تربط عازر الشاب مع شاب آخر أستشهد من قرون هو الشاب مار مينا العجائبى كانت علاقة غريبة حقاً لم تحدث من قبل أن يرتبط أنسان حى بقديس استشهد من قرون بهذه الدرجة (راجع معجزات البابا كيرلس السادس حوالى 25 كتاب )
لعازر مع مدير الشركة الأسترالى
وكان مدير الشركة استرالياً صعب فى إدارته شديد الوطأة على موظفيه فكانوا يتجنبون مقابلته , وكان من عادته أنه يقف أحيانا اعلا السلم فى مواجهة المدخل يراقب الداخلين , وكان عازر قبل أن يبدأ عمله فى الساعة 9 صباحاً يمر على الكنيسة المرقسية , وذات مرة كان المدير واقفاً على السلم كعادته فلما ذخل عازر حيا المدير بتلقائية لطيفة , فسأله عن سبب تأخره , فأجابه ببساطة قائلاً : " أن عمله يبدأ الساعة التاسعة والآن الساعة التاسعة تماماً " فقال المدير للرئيس المباشر عن لعازر : " لقد علمنى هذا الشاب أن احترمه لرباطة جأشه "
لعازر والقائد الإنجليزى
فى أحد الأيام كلفه المدير بالإشراف على الإجراءات الجمركية الخاصة بقائد أمريكى كبير عائد إلى أنجلترا , وحينما فتحوا حقائب القائد فى صالة التفتيش فوجئ عازر بعثوره على حافظة نقود القائد وسط ملابسه , ولما أنتهى من عمله عاد إلى المدير يحمل إليه حافظة النقود , وكان القائد جالساً إلى جواره , ففرح بإستلامها وعندما فتحها وجدها كاملة لم ينقص منها شئ فقد م إلى عازر مائة جنيه أسترلينى مكافأة فرفضها رفضاً باتاً , وفى اليوم التالى فوجئ مفاجأة ثانية هى زيادة مرتبه 10 جنيه شهرياً .
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

عازر لم يحتمل السكنى بين الناس
أولئك الذين أشرقت عليهم بشعاع حبك يارب لم يحتملوا السكنى بين الناس الشيخ الروحانى
أشتاق إلى درجة الملائكة الخادمة
وكان إشتياق عازر يوسف منذ نعومة أظفارة متجه إلى حياة الرهبنة المكرسة للرب , فكتب عن مشاعرة قائلاً : " .. من صغر سنى كنت أميل إلى الهدوء والجدة , ولبس الملابس السوداء , ولما بلغت سر الرشد :نت أسمع كثيراً عن الأديرة والرهبان , فكان يلتهب قلبى ناراً , وأشتاق للذهاب إلى الدير .. " راجع كتاب : حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس , وأيضاً فى كتاب : 25 عاماً على نياحته - قراءة فى حياة أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر ص 40
ملأتم الهوا كلاماً
وفى وسط العالم ترجم مشاعرة لتصبح حياة يعيشها فلجأ إلى الوحدة والإنفراد والعبادة والنسك , خمس سنوات كامله عمل فيها فى شركات الملاحة للسياحة بالإسكندرية (كوك شيبينج) سنة 1921م درب نفسه على حياة التعبد والنسك . فى هذه السنوات الخمس كان مشهوداً له بالأمانة والإخلاص فى عمله ، وبالرغم من مشغوليته فى عمله إلا أن عمله لم يفصله عن علاقته بالرب يسوع , فكان يقضى الليل ساهراً فى الصلاة والتأمل , وأخذ يدرب نفسه على الصمت والتأمل الروحى , فكان كثيراً ما يقول لأقاربه واخوته عندما يكثرون فى الكلام والمزاح : " ملأتم الهوا كلام ! " وحتى بعد أن اصبح بابا الأسكندرية قال مرة لأحد رجال الكهنوت : " هديت الكنيسة بكتر الكلام "
وعند قرائته للكتب المقدسة والطقسية والتفاسير والقوانين الكنسية ودراستها كان يرجع إلى إرشاد بعض الكهنة العارفين بتفسير المعانى الروحية أما سير القديسين فقد ألهبت نار قلبه .
وكان يجاهد في حياة نسكية كاملة فعاش زاهداً في بيته وبالرغم من هذه الحياة الفريدة فلم يلاحظ عليه أى أحد شيئاً مختلفاً وفى هذه المرحلة نفذ الوصايا فى الخفاء كما قال رب المجد يسوع . فكان ينام على الأرض بجوار فراشه ، ويترك طعامه مكتفياً بكسرة صغيرة وقليل من الملح .
عازر يترك العالم وينعزل
وإشتاق عازر لخدمة الكنيسة متشبهاً بجيش شهدائنا الأقباط وآباء كنيستنا حماة الإيمان الذين أرسوا مبادئ الإيمان المسيحى للعالم أجمع ، فكان عليه أن يسير فى طريقهم المبني على دراستهم العميقة في الكتاب المقدس . فكان عازر مفلحاً في جميع طرقه لأن الرب كان معه لأنه بقدر ما كان ينموا فى سلم الفضيلة وينجح روحياً كان ينجح عملياً .
وأخيراً فاضت محبته للرب يسوع وأشتاق للأنطلاق من الحياه الجزئية إلى الحياة المكرسة الكاملة للرب يسوع ولسان حاله يقول هوذا حياتى يارب كلها لك لأن نفسى اشتاقت لعشرتك الإلهية الدائمة , وهكذا أراد أن ينطلق ويبعد عن العالم قائلاً فى نفسه معك يارب لا أريد شيئاً
وفوجئ حنا شقيقة الكبير يوماً بمكالمة تليفونية ذات صباح تستدعيه لمقابلة مدير عام كوكس , وعندما ذهب وكان يتسائل عن سبب إستدعائه زهل من المفاجأة إذ أراه المدير الإستقالة التى قدمها عازر له وكتب فيها : " بما أن لدى أعمالاً هامة لا يسعنى أن أتخلى عنها لذلك أقدم إستقالتى من العمل وأرجوا أن يتم قبولها حتى نهاية شهر يونيو سنة 1927 م "
. وبالرغم من مقاومة أخيه الأكبر وأسرته وأقاربه ورفضهم ذهابه إلى الدير للرهبنة فإلتجأ إلى الرب يسوع فى صلاة حارة لكى يعطيه نعمة فى عيونهم وكتب يقول : " .. عرضت الفكرة على والدى وأخوتى ففى أبتداء الأمر وجدت مقاومة شديدة ورفضاً كلياً منهم , فلم يثنى عزمى , بل داومت الصلاة إلى الرب متضرعاً إليه تعالى أن يعطف قلوبهم , وأن يسمحوا لى بالذهاب إلى الدير فسمع الرب صوت تضرعى وأستجاب إلى طلبتى , وفعلاً سمح لى والدى بالذهاب " القس رفائيل أفا مينا - ينبوع تعزية
وذهب إلى الأنبا يؤنس مطران البحيرة والمسئول عن دير البراموس طالباً الرهبنة ولكنه طلب مقابلة أخيه الأكبر ووالده فعاد حزيناً إلى بيته , وأخيراً نصحة والده أن يذهب إلى اب أعترافه القس يوحنا جرجس الكبير لأخذ مشورته بعد التقدم للأسرار المقدسة ثم يصنع ما ترتاح نفسه , وبعد القداس أوصى أبونا يوحنا والد عازر أن يوفق على تحقيق أمنية أبنه عازر وقال : " إننى أرى أنه رسم لنفسه طريقاً مستقيماً لأن الرب هو الذى دعاه للرهبنة "
قصد الأنبا يؤنس البطريرك الـ113 وبرفقته والده وشقيقه الأستاذ حنا وحاول نيافة الأنبا يؤنس صعوبة طريق الرهبنة وتجاربها المتنوعة ولكنه كان مصراً إصراراً عجيباً وطلب قبوله في سلك الرهبنة في دير البراموس بوادي النطرون فأجابه عازر عندما طلب الرهبنه : " هذه كلها رسمتها أمامى , ولى الان خمس سنوات أمارس طريق الرهبنة بكل حرص وأنا فى بيت أبى " وبارك الأنبا يؤنس إختياره ووعد بترتيب الأمر وقال الأنبا يؤنس : " سأهئ لك سبيل الرهبنة " ، وقبلت استقاله عازر من العمل في يوليو سنة 1927م (وكانت أستقالته صدمة لصاحب الشركة وحاول استبقاءه برفع مرتبه إغراء وتقديراً منه لأن عمله كان أميناً . ولكن عازر وضع يده على المحراث ولم يحاول أن ينظر إلى الوراء )
وأنتظر بكل رجاء موعد الرحيل إلى الدير حتى أستدعاه الأنبا يؤنس وحدد موعد السفرإلى دير البراموس فى 27 / 7 / 1927 م وأرسله برفقة الأب القس بشارة البراموسى ( نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا فيما بعد ) وكان القس بشارة يحمل خطاب توصية من الأنبا يؤنس لأمين الدير القمص شنودة البراموسى ليقبل عازر كطالب رهبنة فى الدير .
ذهب إلى الرهبنة حاملاً قفة فطير
وفى 5 أبيب سنة 1643 ش الموافق 12 يوليو 1927م وكان يوم عيد الرسل بكر عازر إلى الكنيسة حاملاً على كتفه قفة مملوءه فطير كانت أمه قد صنعته لتوزيعه على الفقراء والرهبان , وقد اصر هو على أن يحمل الفطير بنفسه وأمام معارضة عائلته قال : " ألم يحمل رسل السيد المسيح القفاف المملوءة كسراً المتبقية من الخمس خبزات والسمكتين ؟؟ "ولما وصل إلى الكنيسة وزع الفطير بيده معلنا أبتهاجه لقبوله فى الرهبنة .
فاصطحبه القس بشارة البراموسى ( اصبح أنبا مرقس مطران طهطا وطما وأبو تيج ) إلى الدير وعند وصولهم فوجئوا بإضاءة الأنوار ودق الأجراس وفتح قصر الضيافة وخروج الرهبان وعلى رأسهم القمص شنوده البرموسى أمين الدير لاستقباله ظناً منهم أنه زائر كبير، وعندما تحققوا الأمر قبلوه في سلك الرهبنة فوراً مستبشرين بمقدمه، إذ لم يسبق أن قوبل راهب في تاريخ الدير بمثل هذه الحفاوة. واعتبرت هذه الحادثة نبوة لتقدمه في سلك الرهبنة وتبوئه مركزاً سامياً في الكنيسة.
وقرأ أمين الدير مضمون الرسالة المرسلة من المطران أخذ عازر إلى القلاية التى سيقيم فيها فقام على الفور بتنظيفها وترتيبها وفرشها بورق سميك كان قد احضره معه , وإرتدى جلبابا أسود وطاقية سوداء .عازر يصبح راهباً بأسم مينا البراموسىويقول عازر (أبونا مينا البراموسى) : " ... وكان يوم تركت العالم من أسعد أيام حياتى , فتوجهت إلى دير البراموس الكائن ببرية شهيت , ووصلنا إلى بلدة الهوارية الساعة العاشرة مساء , ومنها وصلنا إلى الدير الساعة الثانية بعد منتصف الليل , فدخلت الدير وكأنه الفردوس والآباء الرهبان شبه الملائكة , فإسترحت قليلاً إلى ان دق الناقوس للصلاة ,فذهبت للكنيسة وحضرت القداس وأخذنا نعمة فوق نعمة , وقضيت مدة الإختبار وكانت حوالى تسعة أشهر , وبعدها أراد الرب ان ألبس شكل الرهبنة , فأجمع الاباء الرهبان على تزكيتى فوافق الرئيس على ذلك , ورسمت راهباً بالكنيسة القديمة التى بها اجساد القديسين , وكان الرهبان إختلفوا على الأسم , وأخيراً أتفقوا أن الإسم الذى بسنكسار اليوم هو الذى يكون أراد به الرب , وفعلاً كان تذكار نياحة الراهب مينا , فدعيت بهذا الأسم المبارك الذى للشهيد مينا العجائبى ... " 25 عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 42 .. وراجع أيضاً حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
عازر ينتظر السيل الإلهى
وما لم يحكية أنه تتلمذ للأبوين الروحيين القمص عبد المسيح صليب المسعودى البراموسى والقمص يعقوب الصامت. أولئك الذين كان شيوخ الدير القديسين في ذلك الوقت، وعكف على حياة الصلاة والنسك فهذا كل ما تمناه كل حياته حياة التعبد للرب .
وكان عازر درب نفسه على الصلاة يحضر إلى الكنيسة فى الصلوات الجماعية ثم يعود إلى قلايته مباشرة فى سكون وصمت , وبعد قضاءه عدة ايام فى فى الدير ذهب لزيارته فى القلاية خمسة من شيوخ الرهبان أحدهم القمص عبد المسيح المسعودى الكبير , وسعدوا باستقباله لهم ونظامه فى قلايته وتحمسه فى طريق الرهبنة وحينئذ قال القمص عبد المسيح لباقى الشيوخ : " اصله حارت ومستنى السيل " أى أنه حرث ارضه وبذر الكلمة وأعد نفسه منتظراً لسيل النعمة , وحين هم الآباء الشيوخ الخمسة أحتضنه القمص عبد المسيح وقال له : " من هذه الساعة وهبك لى الرب لتكون إبناً مباركاً " والواقع أن تلمذه عازر لشيخ الرهبان القمص عبد المسيح كان بركه عظمى منحها الرب للشاب الذى تطلع إلى طريق الرهبنه (باب السماء) منذ صباه .
وفي كنيسة العذراء القديمة في الدير سيم راهباً . فكان ساجداً أمام الهيكل وعن يمينه جسد الأنبا موسى الأسود وعن يساره جسد القديس إيسيذوروس ودعى "بالراهب مينا" وذلك في 17 أمشير سنة 1644ش الموافق 25 فبراير سنة 1928م وسمع هذا الدعاء من فم معلمه القمص يعقوب الصامت قائلاً " سر على بركة الله بهذه الروح الوديع الهادئ وهذا التواضع والانسحاق، وسيقيمك الله أميناً على أسراره المقدسة. وروحه القدوس يرشدك ويعلمك".. " ليباركك الرب يا ابنى وليؤهلك لنعمته , وليفض عليك من روحه القدوس فيجعلك أميناً إلى النفس الأخير " .
فازداد شوقا في دراسة كتب الآباء وسير الشهداء والقديسين ، وأكثر ما كان يحب أن يقرأ هو كتابات مار اسحق السريانى . فاتخذ كثيراً من كتاباته شعارات لنفسه مثل : "ازهد في الدنيا يحبك الله" و .. "ومن عدا وراء الكرامة هربت منه، ومن هرب منها تبعته وأرشدت عليه" وكانت كتاباته الثر الكبير فى تكوين رحانيته النسكية وتشكيل فكره وصياغة طريقه ونمو وجدانه الروحى وعواطفه تجاه الإرتباط بالرب يسوع , فكان هذا النوع من التلمذة لقديس مثل مار أسحق هو السلم الذى نمت عليه فضائلة .
وكتب أبونا البراموسى يصف فترة حياته فى الرهبنه فقال : " .. فأخذت من هذا اليوم اتعلم قوانين الرهبنة من ألاباء , وكنت أدرس فى كتب القديسين ولا سيما كتاب القديس العظيم مار أسحق السريانى , فكنت أشعر بنعمة الرب تزداد على يوماً بعد يوم .. فمكثت أشعر بنعمة الرب نحو أربعة سنوات , كنت مطيعاً للجميع لآخذ بركتهم , وكنت أشتاق لخدمة الشيوخ كثيراً , فمكثت فى خدمة الراهب الشيخ عبد المسيح المسعودى العلامة مدة سنة , وتعلمت التسبحة قبطى على يد جناب القمص باخوم وهو اب أعترافى , وخدمت القمص أنطونيوس مدة سنة .. " 25عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 44 .. وراجع أيضاً حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
وبدأ يعيش الحياة التى كان مشتاقاً ليعيشها فقام بخدمة الشيوخ من الرهبان الغير قادرين على الحركة , وأعتنى بالمكتبة وكان شغوفاً بالقديس مار أسحق السريانى وشغل نفسه بنسخ كتبه فى خمسة مجلدات وقام بتغليفها بغلاف انيق وذلك بتوجيهات القمص باخوم ,
الراهب مينا البراموسى يصبح قساً
وحدث ان حضر للدير نيافة الأنبا ديمتريوس مطران المنوفية (1930م - 1950م) لزيارة الدير , فزكاه جميع الآباء لنوال نعمة الكهنوت لما رأوا محبته وخدمته وطاعته كما أدركوا إمتلاءه بالنعمة أمامهم يوماً بعد يوم , وفى يوم الأحد 18 / 7/ 1931م الموافق 11 أبيب سنة 1647 ش وأثناء صلوات القداس الألهى وضع نيافة الأنبا ديمتريوس عليه اليد ودعاه قساً , أما الراهب مينا فكانت دموعه تزرف طوال القداس .. ودقت أجراس الدير إبتهاجاً بهذه السيامة المباركة , هكذا أهله الرب يسوع أن يقف أمامه على مذبحه المقدس لأول مرة في كنيسة أولاد الملوك "مكسيموس ودوماديوس" بالدير، كل ذلك قبل أن يتم ثلاث سنوات في الدير . فكان قلبه الملتهب حباً للرب يزداد التهابا يوماً بعد يوم . لا سيما بعد رسامته كاهنا وحمله الأسرار الإلهية بين يديه..
ميناء الخلاص
فى ديسمبر 1929م قام أبونا مينا بأعداد مجلة دينية أطلق عليها اسم "ميناء الخلاص" لأطلاع الرهبان على الروحانيات وكانت لها فائدة كبيرة لهم , وقد أعد هذه المجلة بتشجيع القمص عبد المسيح المسعودى أبيه الروحى , ولما لم تكن هناك امكانيات لطبعها فقد كان يقوم بنسخها بخط يده عدة مرات حيث كانت توزع على الرهبان فى الدير .. وقد كتب بخط يده الهدف من أصدار هذه المجلة فقال : " لما كان الغرض الوحيد من صدور هذه المجلة هو بالنسبة لكثرة تكرار قراءة أقوال الآباء القديسين , وما تحويه من فوائد التى تعود على النفوس بالتعزية الكاملة , ورايت نفسى ترتوى من تلك التعليم المقدس , فكرت ألا أبخل على أخوتى الذين هم فى أحتياج عظيم لمثل هذا التعليم المقدس .
فطلبت من السيد المسيح مصدر البركات مواهب الخيرات أن يعطينى عونا , ومساعدة لكى يمكن أن أوصل من هذا الماء الحى الذى يروى ظمأ القلوب إلى نفوس أخوتى لكى ترتوى نفوسهم ىمن تلك التعاليم النافعة لحياتهم الروحية , فسمع صوت تضرعى ويهئ لى هذا الطريق الذى لم يكن يخطر على بالى وهو أن أقوم بنشر هذه المجلة وليس لى فضل فى ذلك , لأن الفضل عائد على من نطقوا بهذه الأقوال المقدسة التى هى بإرشاد من الرب وتعليم الروح القدس الساكن فيهم " وكان يكتب لكل راهب نسخة من ميناء الخلاص وأستمر يوزعها طوال السنوات الخمس التى قضاها فى الدير . أبناء البابا كيرلس السادس - كتاب مدرسة الفضائل
وكانت عبارة ميناء الخلاص هى عنوان خدمته فى السنوات التالية , فقد نقل إختباراته وتعاليمة وإرشاداته ورسائلة عبر جسر الميناء الذى يخلص الجميع حتى يصل شعب الرب إلى أرض الميعاد الذى هو الملكوت الذى اعده المسيح لأحباؤه المنتصرين .
وفى سنة 1947م أنشأ معهد ميناء الخلاص وذلك عندما بنى كنيسة مار مينا بمصر القديمة وشمل الآتى : -
1- مدرسة المعلمين الأولية القبطية لتعليم الأطفال .
2- الدراسات الدينية فى الطقوس والعقيدة وشرح الكتاب المقدس .
3- اعداد نشرات ودراسات دينية بالمراسلة .
4- انشاء مكتبة عامة للأطلاع .
وكان يفكر فى مشروع للتدريب المهنى وحدثت ظروف جعلته يؤجل تنفيذ هذا المشروع إلى عام 1962م حتى أسس أسقفية الخدمات العامة التى تولت إقامة هذه المشاريع فى القاهرة .
وفى 13 ديسمبر عام 1969م أى بعد 40 سنة من صدور العدد الأول من ميناء الخلاص أقام البابا كيرلس السادس صلاة تبريك أرض فى الأنبا رويس لأقامة مبنى مطبعة ميناء الخلاص خلف معهد الدراسات والكلية ألأكليريكية (حالياً مطبعة الأنبارويس) - وقد حضر هذه الصلاة أصحاب النيافة :-
الأنبا شنودة أسقف التعليم (حالياً البابا شنودة) - المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات - المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف - المتنيح الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى - إلى جانب وكيل عام البطريركية - مدير الديوان البطريركى - لفيف من الآباء والكهنة - أعضاء هيئة الأوقاف القبطية - كما حضر الصلاة حشد كبير من الشعب القبطى .
وقام بعض الأحبار الحاضرين وغيرهم بألقاء بعض الكلمات .
وقال الأنبا شنودة أسقف التعليم : " أن البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح إستقبل المطبعة ألولى بالألحان والتراتيل واليوم يستقبل قداسة البابا فريق شماسة الكاتدرائية وخورس الكلية الإكليريكية بالألحان عند قدومة لإقامة صلاة تبريك فى المكان المخصص لبناء المطبعة "
وقد ذكرت مجلة مدارس الأحد أن ألات الطباعة والتجليد قد أهديت من أتحاد الكنائس الإنجيلية فى ألمانيا إلى المعاهد الدينية بالكنيسة القبطية . مجلة مدارس الأحد - العدد 1و 2 يناير وفبراير 1970 م
أبونا مينا البراموسى فى مدرسة الرهبان اللاهوتية
كلف أبونا مينا البراموسى لكى يدرس فى المدرسة اللاهوتية التى أسسها البابا يؤنس التاسع عشر (4) واطاع بفرح بالرغم من حبه لحياة الوحدة ومكث بهذه المدرسة لمدة سنتين وتفوق فى دراسته لمحبته للعلم والدراسة الدينية , وأرتبط بصداقة القمص كيرلس الأنبا بولا ( الأنبا كيرلس مطران البلينا ) وكذلك القمص الأنطونى ( الأنبا أبرآم أسقف الجيزة والقليوبية وقويسنا) وأتفقا على تأدية صلاة العشية كل مساء والقداس الإلهى كل صباح باكراً ,
هدم بيت القربان
وبعد فترة من الزمن فوجئا ببيت القربان متهدماً , ولكن من نعمه الرب يسوع أنه كان فى مواجهه بيت الرهبان مخبز أفرنجى فأخذ القس مينا القربان إليه ورحب صاحب المخبز به , ورفع الصديقان الأمر إلى القمص ميخائيل مينا مدير الكلية , فعقد مجمعاً للتشاور فى هذا الأمر , وإتفقا على إقامة صلوات العشية والقداس الإلهى يومياً بالتناوب بين كل الكهنة والرهبان .. وكانت هذه الفترة وهذه المشكلة فرصة للتدريب على إقامة شعائر الصلوات المقدسة وأخذ كل راهب يحضر العظات وكان هدم بيت القربان بركة لكل من اقيم أسقفاً من الرهبان فيما بعد .
وترك ابونا مينا البراموسى المدرسة هارباً وذهب إلى دير القديس شنودة رئيس المتوحدين بسوهاج عندما علم أن البابا يرشحة ليكون أسقفاً على الغربية والبحيرة , وكان هناك سبباً آخر هو حبه لحياة الوحدة .
ولكن البابا يؤنس رفض السماح له بالبقاء فى دير الأنبا شنودة فذهب إلى القاهرة وقابل قداسة البابا الذى عرض عليه أما أن يستمر فى دراسته فى المدرسة أو يرجع إلى ديرة ففضل الرجوع إلى دير البراموس القس رفائيل أفامينا : ينبوع تعزية
إشتياق أبونا مينا لحياة الوحدة والإتحاد والتوحد مع الرب يسوع
قال أبونا مينا البراموسى عن هذه الفترة من حياته : " فكنت أشتاق بل وأتوق أن أسلك طريق الوحدة , , هذا الطريق الذى كثيراً ما تكلم عنها الآباء , لا سيما القديس مار أسحق الذى يأمر كل راهب بقوله : يجب على كل راهب ترك العالم , وجاء إلى الرهبنة , لا ينبغى أن يمكث بالمجتمع كثيراً , بل بعد أن يتعلم طقس الرهبنة وقوانينها , ينفرد بقلاية وحدة حتى يأخذ تجربة الحروب , وكما فعل السيد المسيح له المجد الذى كثيراً ما إنفرد فى الجبال والبرارى وتجرب من ابليس .. " 25عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 46 .. وراجع أيضاً حنا يوسف عطا - القس رافائيل آفا مينا - مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
اشتاقت نفسه إلى الانفراد في البرية والتوحد فيها وعندما أشتاقت نفسه للوحدة إشتياقاً شديداً صلى إلى الرب يسوع وسجل هذه الخواطر فى كتاباته وقال : " هذه الفكرة , أى فكرة السكن فى مغارة , بقيت عندى من كام سنة , من ثلاثين سنة تقريباً ... عندما كانت تخطر بفكرى هذه المسألة كان قلبى يفزع وجسمى يقشعر من الخوف , صارت تتردد كثيراً وكثيراً جداً هذه الأفكار , كنت عند ورودها أكون فى ضيق وكآبة لا تقدر لكونى لا أجسر على القدوم على عمل مثل هذا ... هل تعرف سبب إقامة القداديس الكثيرة سببها هذه الفكرة ,, سأقيم بالدير مبتهلاً متضرعاً إلى السيد المسيح أن ينظر إلى بعين رحمته ويهيئ الطريق أمامى , وبعد أخذ آراء الآباء , وإقامة القداديس بالدير .. " . القس رفائيل أفا مينا - ينبوع تعزية
فقصد مغارة القمص صرابامون (1925 - 1930 م) المتوحد الذي عاصره
new_pa149.jpg

مدة وجيزة متتلمذاً على يديه ، وكانت هذه المغارة تبعد عن الدير مسافة ساعة ولكنه وجد معارضة شديده من آباء الدير نظراً لصغر سنه فى الرهبنة فلم يقضى غير 5 سنوات فقط فى رهبانيته , ولكن كان أبيه الروحى عبد المسيح المسعودى يؤيده ويرشده ويشجعه نحو طريق التوحد وبعد مناقشة قصيرة أعلن خمسة من شيوخ آباء الرهبنه فى الدير موفقتهم وقالوا : " فلتكن مشيئة الرب وعنايته , وليستمر القس مينا تحت رعاية أبيه الروحى " فتهلل قلب أبونا مينا وهتف قائلاً : " فليكن اسم الرب مباركاً " وأدى مطانية للآباء. ثم توجه إلى الأنبا يؤنس البطريرك وطلب منه السماح له بالتوحد فوافق البابا لمعرفته أشتياق أبونا مينا البراموسى للوحده فى الصورة المقابلة المغارة التى سكنها أبونا مينا البراموسى
الليلة الأولى فى حياة الوحدة والإنفراد
كتب ابونا مينا يصف موافقة البابا والليلة الأولى فى حياة الوحدة وإختباراته فقال : " عاودنى الشوق لطريق الوحدة فلا أرى بداً من تنفيذ هذا الشعور , وفعلا عند سفرى لطريق الدير أرشدنى السيد المسيح عن المغارة التى بالجبل التى بناها القمص سرابامون , فأخذت الفلاحين , وتوجهت إليها وقمنا بتنظيفها , ومكثت هناك , ولا يمكننى أن أصف أول ليلة أقمت فيها , فكنت أشعر أن العدو ( الشيطان) قد جمع كل قواته على أنا الضعيف , وأحدث مخاوف عديدة وأصوات مزعجة , وزلازل مخيفة , كل ذلك طبعاً الطبع البشرى ضعيف والخوف لا بد منه , ولكن أنظروا عناية الرب وكأن بقوة خفية كانت تشجعنى , وتقول لا تخف منهم , ولا ترتاع أمامهم لأن الذى معك أكثر من الذين عليك .. وكما يقول داود النبى , تقدمت فرأيت الرب أمامى فى كل حين لأنه عن يمينى لكى لا أتزعزع من أجل هذا فرح قلبى , وتهلل لسانى , مثل هذه الأقوال كنت أسمع , فذهب عنى الخوف وتشجع قلبى ..
وفى اليوم التالى حضر الاباء الرهبان وأرادوا ان يأخذونى معهم بالقوة , فلم يفلحوا , فأرسلوا تلغراف لغبطة البطريرك وآخر للرئيس , وبعد مقاومة شديدة من الجميع وافق البطريرك على بقائى , فشكرا للرب على إحساناته , سرت على بركة الرب الطريق , وكنت أتوجه غلى الدير كل أسبوع لتناول الأسرار المقدسة وآخذ مؤونتى من الدير , وصادفت فى طريقى مدة إقامتى بالمغارة حروب شديدة ومقاومات وأضطهادات سأكتب عنها بالتفصيل .. "
وقد وكله لتعمير الدير الأبيض إن أمكن ، وفعلا مضى إلى هناك وقضى فيه فترة قصيرة ثم أقام فترة من الوقت في مغارة بجوار مغارة القمص عبد المسيح الحبشي . فكان يحمل على كتفه صفيحة الماء وكوز العدس أسبوعياً من دير البراموس إلى مغارته العميقة في الصحراء حتى تركت علامة في كتفه إلى يوم نياحته .
زيارات من الكبار
وفى يوم من ايام سنة 1933 م حدث أن د/ حسن فؤاد مدير مصلحة الآثار العربية ومعه أمريكى مدير لكلية لاهوت بنيويورك ذهبا وزارا دير البراموس , وعند خروجهما ألتقيا بأعرابى عرض عليهما زيارة الناسك المتوحد , وسمع ابونا مينا المتوحد قرعاً على بابه لأول مره منذ أن توحد فى البرية فلما فتح وجد الشخصين الأمريكى والمصرى , وادخلهما فلما جلسا قال له ألمريكى : إنه جاء ليجمع كل ما يمكنه من المعلومات عن الرهبنة القبطية تمهيداً لوضع كتاب عنها , وقضى الأثنان ما يقرب من ساعتين , يسأله المريكى ويجيب ابونا مينا المتوحد , وجاء وقت إنصرافهما عبر الأمريكى عن فرحته بالمعلومات الوفيرة التى أستقاها منه , أما المصرى فأخرج كارته الشخصى وأعطاه لأبونا مينا المتوحد وقال له : " شكراً لك يا ابى فقد رفعت راسنا عالياً وشرفت الرجل المصري , وأرجوا أن اتمكن من تقديم البرهان العملى عن عمق تقديرى وإحترامى لك "
وزاره البطريرك الأنبا يؤنس عام 1934م وكان فى زيارة للدير الذى قضى فيه رهبنته وفوجئ ابونا مين
new_pa151.jpg

المتوحد الناسك بزيارة البابا الأنبا يؤنس الذى صمم لرؤيته بالرغم من شيخوخته وعناء المشى فى الصحراء وأعجب بعلمه وروحانيته وفضائله ، وشهد بتقواه مؤملا خيراً كبيراً للكنيسة على يديه.
يشهد للحق فى كل وقت :حدث أن غضب رئيس الدير على سبعة من الرهبان وأمر بطردهم . فلما بلغ الراهب المتوحد هذا الأمروهو فى قلايته البعيدة ، أسرع إلي رئيس مستنكراً ما حدث منه ، وخرج مع المطرودين وتطوع لخدمتهم وتخفيف ألاممهم النفسية ، وتوجه معهم إلى المقر البابوى ، وقص على الأنبا يؤنس البطريرك الأمر ، وبعد التحقيق تأكد أنهم ظلموا فأمر بعودته
new_pa153.jpg

إلى ديرهم وأثنى على ابونا مينا البراموسى المتوحد .
إوكان أبونا مينا مشتاق لأعادة تعمير دير مار مينا فاستأذن غبطه البابا في أمر إعادة تعمير دير مارمينا القديم بصحراء مريوط ، أكبر وأشهر أديرة مصر على مر التاريخ العالمى ولكنه لم يحصل على الموافقة .
حياة أبونا مينا فى الطاحونة
new_pa178.jpg

فى عام 1936 م توجه إلى الجبل المقطم في مصر القديمة (الذي نقل بقوة الصوم والصلاة ايام المعز لدين الله الفاطمى ) بعد موفقة البابا يؤنس ، وبينما هو يتجول بين الطواحين سأله الخفير المنوط بحراستها عن نيته , فلما أخبره عن قصده فقال له : " ممنوع قطعياً لأى شخص أن يسكن فى إحداها مالم يحصل على إذن من مدير المصلحة , فذهب أبونا مينا فى اليوم التالى إلى مصلحة ألاثار وقدم كارت د/ حسن فؤاد للفراش الواقف ببابه وقال له : " من فضلك قل للسيد المدير أن من أعطيته هذا الكارت يرجوا مقابلتك " وكم كانت دهشة الفراش كبيرة إذ رأى مدير المصلحة يخرج بنفسه ويعانق الناسك بحرارة شديده ويدخله إلى مكتبه , وما أن عرف بطلبه حتى كتب له خطاباً إلى الغفير يامره فيه بان يدع العابد يتخير الطاحونة التى يريدها ويقيم فيها وقد اختار الناسك طاحونة لا سقف لها ولا باب وقد أعد وكيل مصلحة ألاثار عقداً معه صونا له من المضايقات إيجار طاحونه من الطواحين الذى أنشأها الفرنسيين أثناء الحملة الفرنسية فى مصر , وساعده على ايجار الطاحونة التى يريدها , وقام بتوصية مفتش الاثار بزيارته , وامر خفير المنطقة التابع لهيئة الاثار أن يقضى كل إحتياجاته فى الصورة المقابلة نص العقد بين أبونا مينا البراموسى وهيئة الآثار فى مصر حنا يوسف عطا - القس رافائيل أفا مينا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس .. وراجع أيضاً عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 49
وفي 23 يونيو سنة 1936م وأستأجر الطاحونة من الحكومة مقابل ستة قروش صاغ سنوياً . وأقام فيها
new_pa210.jpg

مستمتعاً بعشرة إلهية قوية . وعاش ابونا مينا حوالى ست سنوات فى هذه الطاحونة لم يفتر يوما عن إقامة صلاة القداس الهى , فأقام مذبحا فى الدور الثانى وكان يمارس صلواته وعباداته وأنضم إلى زمرة القديسين الذى وصفهم الكتاب المقدس بأن "وهم لم يكن العالم مستحقاً لهم. تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض" عب 11 : 38 "لعظم محبتهم في الملك المسيح "(القداس الإلهي). وهناك تحولت حياته من كثرة الصوم والصلاة والسهر إلى نور يجذب الذين فى الظلمة وفى وسط هموم العالم حتى تحولت الطاحونة إلى منار ثم إلي مزار - ووهب له الرب يسوع موهبة إخراج الشياطين وشفاء المرضى .
وحدث أن حضر إليه رمزى قلدس ( الأنبا مينا الصموئيلى رئيس دير الأنبا صموئيل السابق) ليكون تلميذاً له وشماساً فى خدمة القداس , وفى اثناء زيارة الأنبا باسيليوس مطران الأقصر وأسوان (1936- 1947م) لكنيسة القديسة بربارة طلب أبونا مينا منه ان يرسم رمزى قلدس راهباً , فوافق وكرسة راهباً بأسم "مينا" وعًرف بأسم مينا الصغير وكان ذلك فى سنة 1930 م.
وكان أبونا مينا الصغير له دوراً فى مساعدة ابونا مينا البراموسى المتوحد فى تعمير دير القديس النبا صموئيل المعترف بعد ذلك راجع لمزيد من المعلومات القمص باسيليوس الصموئيلى : كتاب بستان الفضائل الأنبا مينا الصموئيلى
new_pa154.jpg

وكان أبونا مينا يصلى قداساً إلهياً يومياً , فكان يستيقظ فى الثانية صباحاً ليصلى صلاة نصف الليل ثم يصلى التسبحة كاملة وبعدها يخبز القربان , ثم يرفع بخور باكر ثم يقيم القداس الإلهى الذى ينتهى نحو الساعة الثامنة , وكان يصلى صلاة خاصة لكل من يأتى إليه طلباً للعون أو الخلاص من ضيقة أو مشكلة أو للشفاء أو المشورة , وفى المساء يقوم برفع بخور عشية وعمل تماجيد للقديسين .
شفاعة مينا العجائبى تنجيه من اللصوص
حدث أن داهمه اللصوص مرة في الطاحونة ظناً منهم أنه يختزن ثروة كبيرة واعتدوا عليه بأن ضربوه ضربة قاسية على رأسه، ثم فروا هاربين بعدما تحققوا أنه لا يملك شيئاً سوى قطعة الخيش الخشنة التي ينام عليها وبعض الكتب . أما القديس فأخذ يزحف على الأرض لأن رأسه كانت تنزف نزفاً شديداً حتى وصل إلى أيقونة شفيعه العجائبى وصلى أسفلها وهو في شبه غيبوبة، وفي الحال توقف النزيف وقام معافى , على أن علامة الضرب هذه في جبهته لم تزل موجودة إلى يوم انطلاقه إلى الأخدار السماوية.
ولذياع صيته وتقواه كان الكثيرون على مختلف طوائفهم ومللهم مسيحيين ومسلمين يسعون إليه للتبرك منه وطلب صلواته. فقام بطبع كارت خاص به كتب عليه عبارة " باسم الله القوى" باللغتين القبطية والعربية ثم إحدى الآيات التي كان يعيشها القديس ويحياها مثل "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، أو ماذا يعطى الإنسان فداء عن نفسه" ،أو غيرها من الآيات المحببة إليه ، وكان يوزعه على زائريه. كما أصدر مجلة بسيطة شهرية أطلق عليها اسم" مجلة ميناء الخلاص".
هل الرب يسوع أرسل الذئب ؟ الذئب يحب القهوة ليحميه من اللصوص
ومن الطريف أن أبونا مينا بعد أن سكن الطاحونة التى بلا باب أو سقف بعضاً من الوقت , فوجئ ذات مساء بدخول ذئب إليه , فرسم علامة الصليب المقدس وسأله : ماذا تريد يا مبارك ؟ " فجلس الذئب قابعاً عند قدميه وقضى ليلته معه , وفى الصباح الباكر وبعد ان صلى ذهب وأعد لنفسه فنجاناً من القهوة , فأخذ الذئب يشمشم فى الفنجان فإبتسم رجل الرب يسوع إبتسامه فهم منها مايريده وقال : " وأنت كمان عايز فنجان قهوة يا مبارك؟ " وأعد له فنجاناً كبيراً شربه الذئب وذهب إلى حال سبيله , ومن ذلك اليوم تعود الذئب أن يأتى إليه فى المساء ويبيت معه ويشرب القهوة فى الفجر ثم يخرج .. وتذكر المؤرخة أيريس حبيب المصرى هذه الحادثة لمؤرخة أيريس حبيب المصرى فى كتابها السابع ص 23 هذه الحادثة وتقول : " وحدث أن كان فى زيارة القس مينا قريب لى أسمه جورجى إبراهيم وتأخر عنده إلى قرب الغروب , وفيما هو خارج إنزعج لرؤية ذئب يدخل الطاحونة فقال له أبونا مينا المتوحد : " هذا شريكى فى الطاحونة "
الا أنه لم يبق في هذا المكان الذي تقدس بالصلوات المرفوعة والذبيحة الإلهية المقدمة يومياً طويلا إذ أنه
new_pa152.jpg

أثناء الحرب العالمية الثانية في 28 أكتوبر سنة 1941م ظنه الإنجليز المحتلون جاسوساً ، فخشوا منه وطلبوا إليه مغادرة المكان وكانت فى نفسه رغبه فى تعمير دير مار مينا فى مريوط وأستأذن البابا على أن حرب العالمين والجيوش الإنجليزية المتحاربة مع الألمانية فى إيطاليا جعلت تنفيذ رغبته صعبه ولكن تحقيقاً لرغبة أبونا مينا المتوحد كلف الأنبا يؤانس الأستاذ حبيب المصرى بأن يكتب له خطاب توصية الذى طلب فيه السماح للراغب فى التوحد بالإقامة بين خرائب دير البطل الشهيد مار مينا ولكن القائد البريطانى رفض الطلب - فخرج متوجها إلى بابليون الدرج وأقام في فرن بكنيسة السيدة العذراء وكان يتنقل منها إلى دير الملاك القبلى - عاش في العالم وهو ليس من العالم، تعلق بالسماويات وزهد في الارضيات، عرف معنى الغربة التي قالها مخلصنا، فلم يعز عليه مكان مهما تعب فيه، وعمل بيديه وسهر. لأنه كان يحس تماما أن ليس له ههنا مدينة باقية وإنما يطلب العتيدة إلى أن بدأ بتشييد كنيسة ودير مار مينا
تعمير دير الأنبا صموئيل المعترف
وفي سنة 1942 م كان الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا يشرف على دير الأنبا صمؤيل المعترف بجبل القلمون بمغاغة من المعروف أنالأنبا غبريال الخامس قضى فى هذا الدير سنين رهبنته قبل أن يصبح البابا الـ 88 لسنة 1401 م - 1420 م , ولم يكن لهذا الدير أوقاف أو أملاك كما أن رهبانه قليلين ولكنهم يحتاجون لمن يرعاهم ويدبر لهم إحتياجاتهم سواء أكانت روحية أم مادية , فكلم الأنبا أثناسيوس الأنبا يوساب مطران جرجا وقائم مقام بطريرك (البابا يوساب الثانى فيما بعد) فأسندت إليه رئاسة دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون سنة 1944م . وسرعان ما التف الشباب المتدين الذين استهوتهم الحياة الرهبانية حوله وكان كثير منهم جامعيين الذين رأوا فى قداسة أبونا مينا مثلاً روحياً لهم ، ومن زهدوا العالم وزيفه فذهبوا إليه ليعلمهم طريق الحياة ، فاحتضنهم ورعاعهم فى محبة صادقة ، وتتلمذ العديد على يديه وهناك العديد من الرسائل التى أرسلها لهم أبونا مينا وما زال بعضا منهم يحتفظون بها حتى الآن , فترعرع الدير وازدهر، فبدأ أولاً بتعمير كنيسة الدير القائمة بداخله وعنما قام الأنبا أثناسيوس بتكريسها رسمه قمصاً وكلما كان البنيان الروحى يثمر فى نفوسهم البشرية كانت سرعان مباني الدير تعلوا وبنى أسواره المتهدمة بفضل تشجيع الغيورين الذين تسابقوا على رصد أموالهم أوقافا للدير , وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى , الكتاب السابع ص 23 : " وأعلن الآب الحنون مدى رافته بأن سمح للرهبان أن يكتشفوا جسد النبا بسادة أحد الأساقفة الذين أستشهدوا خلال إضطهاد دقلديانوس " وفي وقت قصير تمكن من تدشين كنيسة الدير ببلدة الزورة , وأبتهج أهل المنطقة من الأقباط وخاصة أهل الزورة ودير الجرنوس ..
وعلى أثر ذلك منحه المتنيح الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف الأسبق رتبة الأيغومانس (القمصية) الذي قال يومها "أشكر إلهي الذي خلق من الضعف قوة كملت به نعمته في الابن المبارك القمص مينا وأتم هذا العمل العظيم" ومنح الراهب الصغير نعمة الكهنوت وصار الراهب مينا الصغير وكيلاً لأبونا مينا أثناء فترة وجوده فى القاهرة , وكان أثنائها يتبادلان الرسائل بخصوص إحتياجات الدير والخدمات الروحية .
+ وعندما أصبح أبونا مينا بطريركاً بأسم الأنبا كيرلس السادس , وفى أول أجتماع للمجمع المقدس فى شهر ديسمبر 1959م وبحضور 18 مطرانا وأسقفاً وبتأييد باقى اعضاء المجمع الأساقفة السبع الذين لم يتمكنوا من الحضور أصدر المجمع قراراً بالإعتراف بدير القديس الأنبا صموئيل وإعتباره من ضمن الأديرة القبطية راجع الأسقف إيسوذورس - كتاب الخريدة النفيسة - فى تاريخ الكنيسة الجزء الثانى .
+ وعين البابا كيرلس تلميذه القمص مينا الصغير رئيساً للدير , وظل القمص مينا الصغير يخدم الدير حتى عندما جلس البابا شنودة رئيساً للدير فأقامه البابا شنودة أسقفاً للدير فى عام 1985م .. وأستمر أبونا مينا الصغير أسقفاً للدير إلى يوم نياحته فى 3 أبريل 1989م .. فأقام قداسة البابا شنودة نيافة الأنبا باسيليوس أسقفاً للدير فى 26 مايو 1991م .
موكب الخدام
وكان أبونا مينا المتوحد الشمعة المضيئة التى يرى الشباب من بذله وطريقة خدمته طريق الرب يسوع إلى الملكوت , فكانوا يذهبون إليه ويقيمون عنده ويخدمون معه , وأختار كل واحد منهم طريقاً مختلفاً , فمنهم من أراد أن يكرس خدمته كراهباً إذ إشتاق إلى حياة الفضيلة بعيداً عن العالم , ومنهم من قبل تكريس خدمته فى الكهنوت وخدمة الشعب , والآخرين أستمروا فى خدمة القرية التى بدأت من كنيسة مار مينا هذه الفئات كونوا عمالقة الخدمة فى الجيل التالى وحملوا مشعل الروح لينطلقوا فى سباق مع الزمن ليكسبوا على كل حال قوم وهم :-
** نظير جيد (قداسة البابا شنودة الثالث) وقد قال عنه : " كنت أعرف أبونا مينا منذ عام 1948م , وسكنت فى بيته بمصر القديمة بين عامى 1950 و 1951م .. كنت أحب فى ابونا مينا الطيبة والتعبد والهدوء " راجع كتاب الأقباط فى وطن متغير تأليف غالى شكرى
** سعد عزيز (المتنيح الأنبا صموئيل الذى قتل فى حادث المنصة الشهير وكان أسقف الخدمات العامة) ويقول الأنبا صموئيل فى مذكراته : " ذهبت مع يوسف أسكندر إلى ابينا مينا المتوحد بمصر القديمة بعد القداس عرضنا عليه فكرة نيتنا فى الذهاب إلى دير الأنبا صموئيل , فرحب وطلب أن نمكث معه فى الكنيسة إلى أن نتعلم بعض النظم والمردات الكنسية , ثم بعد العيد نذهب إلى الدير ,,
وفى يوم الخميس 18/ 3/ 1948م بدأت أبيت فى الحجرة التى خصصت لى بجوار قبة الهيكل حيث أبدأ حياة التكريس بنعمة الرب , الذى أثق أنه سيدربنى على البر والفضيلة , وينمى إيمانى ومحبتى والرجاء ويرشدنى إلى ما يجب حسب مسرته السرمدية .. " راجع كتاب أصدقاء الأنبا صموئيل - بدايات فى حياة ألأنبا صموئيل
+ عبد المسيح بشارة (نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف )
+ يسطس الدويرى (المتنيح الأنبا ديسقوروس أسقف المنوفية)
+ سليمان رزق (المتنيح نيافة الأنبا مينا أفامينا)
+ يوسف أسكندر (الأب متى المسكين)
+ ظريف عبداللة (المتنيح القمص بولس بولس)
+ وهيب زكى (المتنيح القمص صليب سوريال) وكتب المتنيح القمص صليب سوريال عن تشجيع أبونا مينا المتوحد فى حياتهم كخدام فقال : " وفى كل هذه الخطوات كان مرشدنا ومعلمنا وأب أعترافنا جميعاً كخدام فى مدارس الأحد بالجيزة رجل الرب المختار أبونا مينا المتوحد , نتردد عليه ونأخذ مشورته وننال بركة صلواته , وكان إرشادة بركة عظيمة من الرب يسوع , من بها علينا فى وقت صعب فيه المشورة الإلهية التى تحتاج إلى رجل صلاة , وكأن السماء وهبته لنا نهرع إليه فنجد فى نصائحة الثمينة ما يشجعنا ويبعث فينا الأمل فلا يطفئ سراج رجائنا فى خدمة الرب " القمص صليب سوريال - الكتاب الأول - سيرته الذاتية
+ الأستاذ ميخائيل أفندى إبراهيم وقد كان مرتبط بأبونا مينا المتوحد منذ ان عرفه فى عام 1948 م وحتى سيامته كاهنا على كنيسة العذراء أم النور بكفر عبده وهو الأب الطوباوى الذكر المتنيح " القمص ميخائيل إبراهيم "
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

أبونا مينا المتوحد ينشئ كنيسة مار مينا
كنيسة على أسم مارمينا
ولما لم يتمكن أبونا مينا أن ينفرد في برية مار مينا بصحراء مريوط , وكان صديقاً للقمص داود مرقس وتعرف أيضاً على أبينا قلاديوس كاهن كنيسة السيدة العذراء ببابلون الدرج فقضى فترة حياته الأولى بعد ان نزل من المقطم بين هاذين الصديقين فصمم على بناء ولو كنيسة صغيرة باسم شفيعه العجائبى تكون مناره للهداية .
وكان لايملك ثمن متر واحد ....
ويروي أيضا المهندس يوسف قائلا :
في إحدي زياراتي لأبونا مينا في دير الملاك القبلي ، كان قداسته واقفا علي سطح الكنيسة ، ينظر للأراضي التي أمامه وقال لي : " الأرض دي مارمينا عايزها عشان يبني عليها كنيسة ... وصاحبها مسافر وعايز يبيعها بتلاتة جنيه المتر ... غالي .." ، فقلت في نفسي " ده معهوش ثمن متر واحد ... إزاي هيشتري هذه الأرض ..." ، وفي الأسبوع التالي قال لي : " مش الراجل صاحب الأرض ... رجع من السفر ة ولما عرف أن مارمينا عاوزها .. قال ها أعطيهلكم ... باتنين جنيه للمتر ... وكانت فيه واحدة ست واقفة معها المبلغ ودفعته في الحال ..".
واشتري قداسته الأرض وبني الكنيسة ، وبدأ في كل سنة يضيف إليها شيئا فشيئا ، وبني أيضا بيتا للطلبة المغتربين
من كتب طريق الفضيلة 1994
وبالفعل بمعونة الرب أقام الكنيسة فى مصر القديمة - ومن المنح والهبات والهدايا المتواضعة التي كان يعطيها له أفراد الشعب الذين أحبوه وعرفوا طريق الرب وكانوا يقصدونه طالبين الصلاة للشفاء من العلل وغيرها , وفكر هو ومحبيه فى شراء أرض يقيم عليها كنيسة بإسم الشهيد الشاب الباسل وأيضاً مكاناً لسكنه فإشتروا 500 متر مربع .
وفى سنة 1949م استطاع ببركة ربنا يسوع أن يبنى قلاية له وكنيسة باسم حبيبه وشفيعه مارمينا وقد رسم الكنيسة وخطط لها المهندس الأرثوذكسى الصميم حنا نسيم والمهندس حنا نسيم هو الذى خطط ورسم كنيسة مار مرقس بشارع كيلوباترا بمصر الجديدة وكان من اكبر المساهمين فيها . وكان يستقبل فيها الشباب الجامعي المغترب وعزم على التوسع في البناء فأقام داراً للضيافة ليقيم فيها هؤلاء الشباب مقابل قروش زهيدة , وقد بنى غرفة فوق السطح للناسك المتوحد أبونا مينا وأقيمت فى مواجهة الكنيسة سلسلة من الغرف نصفها لتعليم أولاد الحى الفقراء الحرف البسيطة كالحدادة والسباكة والنجارة ونصفها الثانى للطلبة المغتربين وفى هذه الفترة عاود إصدار مجلة ميناء الخلاص .
وعندما أكتمل البناء ذهب الأنبا اثناسيوس ومعه الأنبا آبرآم (مطران الجيزة) وقاما بشعائر التكريس المقدسة , وبدأ الناس يتوافدون على هذه الكنيسة
وسعد الشباب بالعشرة الإلهية لأن المكان أختبروا فيه العشرة مع الرب يسوع وأبعدهم عن أجواء العالم الصاخب وجعلهم ينمون فى روحانية عميقة حتى خرج الكثيرون من هذا المكان المتواضع ليسوا حاملي الشهادات العلمية من جامعاتهم فحسب بل أنهم تركوا العالم وأصبحوا رهباناً أتقياء بعد أن تدربوا على حياة الفضيلة والزهد وحياة الصلاة الدائمة والسهر حيث كانوا يشاهدون معلمهم يستيقظ كل يوم مع منتصف الليل ليبدأ الصلاة وقراءة فصول الكتاب على ضوء مصباح صغير داخل حجرته المتواضعة . وقبل أن يطرق الفجر أبوابه اعتاد أن يغادر صومعته ويتجه نحو فرن الكنيسة ، ومن دقيق النذور يبدأ عمل القربان، ويشمر عن ساعديه ويعجن العجين ، ثم يقطعه أحجاماً متساوية ويختمه ويضعه في فرن هادئ ويظل يعمل ويتلو المزامير حتى يفرغ منه، وعرقه يتصبب، ثم يتوجه إلى الكنيسة ليتلو صلاة التسبحة، ثم يقدس الأسرار الإلهية ويعود إلى قلايته ومكتبته وخدمته ، وهكذا كانت حاجاته وحاجات الذين معه تخدمها يداه الطاهرتان ، يغسل ثيابه لنفسه ويطبخ ويخدم الجميع.
المعجزات الإلهية لم تقتصر على الأقباط فقط
ذكرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى قصة الكنيسة القبطية ايريس حبيب المصرى الكتاب السابع ص 25
معجزتين أولهما مع سيدة مسلمة من آل الشريعى بسمالوط اصيب أبنها بخراج فى اذنه اليمنى وأكد الطبيب ضرورة إجراء عملية جراحية وحدد لها الميعاد ايضا! , وفى اليوم السابق للعملية كانت راكبة الترومواى (وسيلة من وسائل النقل تتحرك بالكهرباء وتسير على قضبان حديدية) وشاء الرب ان تجلس إلى جانب جار قبطى , فلما رأى الهم بادياً عليها عرض أن يستصحبها إلى القمص مينا المتوحد فرحبت بالفكرة , ولما قابلاه غمس قطعة قطن صغيره فى زيت القنديل المضاء أمام أيقونه مارمينا وقال لها : " ضعى هذه القطنة فى اذن أبنك وبنعمة الرب لن يحتاج إلى عملية " وأطاعته عن ثقة ولما استصبحت أبنها إلى الطبيب فى اليوم التالى أبدى دهشته إذ وجد الأذن سليمة تماماًَ - وقد ظلت هذه السيدة محتفظة بصورة القمص مينا فى حافظة نقودها طول حياتها .
والمعجزة الأخرى مع سيدة بروتستانتية من عائلة تكلا ببهجورة كانت عاقراً : فقصدت القمص مينا ليصلى لها : وبعد الصلاه على رأسها قال لها : " بإذن الرب زى اليوم يكون عندك مينا " فلما تحقق رجاؤها ذهبت لتشكره وسألته : " تصلى لى علشان طفل تانى " فإبتسم إبتسامه حلوة وقال : " بمشيئة الرب يكون عندك دميانه برضه زى اليوم وكفاية كده " وتهللت السيدة فرحاً وقالت : " الحق معاك .. كفاية كده"
إرادة الرب أولاً واخيراً
وتذكر المؤرخة ايريس حبيب المصرى عن حادثة عائلية فقالت : كان لى عم أسمه لمعى حنين المصرى (كان ضابط مباحث ) مرض وظل مريضاً لفترة طويلة يتزايد عليه المرض , فرأى قريب له يحبه كثيراً أن يطلب إلى القمص مينا الذهاب إليه للصلاة فوق رأسه و ولبى رجل الرب يسوع الطلب , وخلال الصلاة طلب كوباً من الماء صلى عليه , وقرب نهاية الصلاة إنشرخ الكوب , وفى طريق العودة قال لقريبى الذى صحبه : " إن إرادة الرب هى أن ينتقل لمعى إلى فردوسه" وما هى إلا ايام إلا وإنتقل عمى بعدها وتعلق المؤرخة أيريس حبيب المصرى وتقول وفى هذه الحادثة علامة على أن الرب يستجيب , أنه يصغى لطلباتنا ويجيب عليها ولكن إجابته ليست بالضرورة كما نشتهى .
كان مثالاً فى الزهد والنسك وتقشف المعيشة ( الدقة )
يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلى : " كان ابونا مينا المتوحد لا يهتم بما لنفسه .. فلا يهتم بما يلبس أو بما يأكل .. أكل أو لم يأكل .. كله عنده سيان .. كان يأكل الخبز بالدقة والكمون أو الملح ويقول : " يا سلام ده شهد .. ده عسل " ودائماً شاكراً الرب على كل حال .
وذكرت أحدى السيدات أن أمها كانت تقوم بإعداد الدقة وتحملها إلى أبونا مينا المتوحد فى الطاحونة , فكان دائماً يوصيها قائلاً : " أوعى تحطى سمسم فى الدقة "
وقال أحد احباء البابا كيرلس : " أنه حدث أن إستقبل البابا أحد رجال الدين الأجانب بغرفته الخاصة بالكاتدرائية بكلوت بك , ورأى هذا الرجل أن غرفة قداسة البابا متواضعة جداً ولا تليق بأن يعيش فيها البابا فعرض على قداسته إستعداده بأن يقوم بفرشها بأفخم الأثاث وعمل ديكورات إذا اذن البابا .. فضحك البابا وشكره على محبته وقال له : " إن الغرفه بوضعها هذا لا تزال أحسن بكثير من مزود الحيوان الذى ولد فيه المسيح " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 23 - 25
محاولة خطف أبونا مينا المتوحد بعد ترشيحه للبطريركية
تحت عنوان حاول خديعة البابا روى أحد الرهبان كتاب معجزات البابا كيرلس الجزء 9 إصدار أبناء البابا كيرلس السادس - مكتبة مارمينا 74 أ شارع شبرا بجوار بنك القاهرة ص 39 قائلاً : " فى أحد الأيام قبل الغروب , قال أبونا مينا المتوحد لأبنائه طالبى الرهبنة : أن شخصاً سيحضر طالباً الصلاة من أجل مريض , وأننى لا أرغب فى مقابلته , لذلك سأعتكف فى القلاية ..
وعند حلول الظلام أقبل شخص , وأراد إصطحاب القمص مينا للصلاة من أجل مريض وأن المريض موجود فى سيارة بالقرب من السكة الحديد (سكة حديد حلوان قريبة من كنيسة مار مينا بمصر القديمة ) فطلبنا منه أن يحضرالمريض ما دام لا يبعد عن الكنيسة إلا مسافة قصيرة ويجلس فى سيارة, ولكنه رفض مصراً أن يصطحب معه أبونا مينا متعللاً بأن المريض لا يمكنه مغادره السيارة لشدة مرضه , ثم دخل فناء الكنيسة , وأخذ يبحث عن السلم المؤدى إلى قلاية أبونا مينا , والغريب أنه لم يهتدى إليه بالرغم أنه كان أمام عينه ولم يره .
وفى النهاية أنصرف الرجل , وقد تبعه أحدهم ( من طالبى الرهبنة) - إذ تشكك فى صحة الرواية التى سمعها من الرجل - ووجد الرجل يكلم رجال آخرين يقفون حول السيارة وليس بينهم مريض غير قادر على الحركة كما أدعى , فعاد وأخبر اباه الروحى بما رأى .
مرت سنوات طويلة .. ورسم أبونا مينا بطريركاً , وأتاه أحد الأشخاص باكياً , يشكو الفاقة , ويطلب المساعدة , وأعترف له بأنه كان واحداً من الذين توجهوا إلى كنيسته بمصر القديمة لأختطافه فى السيارة بتحريض من شخص كان يعمل خادما بالبطريركية , ولكنه للأسف كان ذا نفوذ .. وسطوة .
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

إختيار أبونا مينا ليكون بابا بأسم الأنبا كيرلس السادس الـ 116
بعد نياحة البابا يوساب الثانى تم إختيار الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائم قام بطريرك :
وكان المجمع المقدس يتكون وقتها من الاباء الآتى ذكر أسماؤهم : -
1- نيافة الأنبا أغابيوس مطرانية ديروط وصنبو وقسقام (1929م- 1964م) 2- نيافة الأنبا ساويرس مطران المنيا ( 1930 م - 1965 م ) 3- نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب ( 1930 م - 1965 م) 4- نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط ( 1931 م - 1969 م) 5- نيافة الأنبا كيرلس مطران قنا وقوص ( 1931 م - 1965 م ) 6- نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا (1934 م - 1980 ) 7- نيافة الأنبا ميخائيل مطران أسيوط 8- نيافة الأنبا متاؤس مطران الشرقية ( 1946 م - 1975 م) 9- نيافة الأنبا يؤنس مطران الخرطوم وجنوب السودان ( 1947 م - 1968 م) 10- نيافة الأنبا كيرلس مطران البلينا ( 1948 م - 1970 م ) 11- نيافة الأنبا باخوميوس أسقف الدير المحرق ( 1948 م - 1964 م) 12- نيافة الأنبا ارسانيوس أسقف دير الأنبا بولا ( 1948 م - 1964 م ) 13- نيافة الأنبا ثيؤوفيليس أسقف دير السريان (1948 م - 1989 م) 14- نيافة الأنبا يؤنس مطران الجيزة والقليوبية وقويسنا ( 1949 م - 1963 م) 15- نيافة الأنبا أبرآم مطران الأقصر وأسنا وأسوان ( 1949 م - 1974 م ) 16- نيافة الأنبا الأنبا مكاريوس أسقف دير البراموس ( 1949 م - 1965 م ) 17- نيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية ( 1951 م - 1981 م) 18- نيافة الأنبا آبرآم اسقف الفيوم ( 1951 م - 1986 م ) 19- نيافة الأنبا باسيليوس أسقف دير الأنبا بيشوى ( 1951 م - 1963 م) 20- نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة ( 1952 - 1981 م ) 21- نيافة الأنبا بطرس مطران أخميم وساقلتة ( 1952 م - 1978 م )
أستمرت مناقشات الكنيسة ممثلة فى المجمع المقدس للكنيسة والمجلس الملى لمراجعة مسألة إختيار البطريرك وكانت تدرس كل شروط ومواصفات والقوانين والنظم بكل عناية وأهتمام , وتباينت الآراء واختلفت الإتجاهات بين مؤيد ومعارض , ولكن كان نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك رجلاً طوباوياً محباً للكنيسة غيوراً عليها وكان أيضاً راعياً صالحا ورجلاً حكيماً ً وبحكتمة المعهودة عالج الموقف وضعت لائحة أنتخاب البطريرك الجديد على أن يكون من الرهبان وله اكثر من 15 سنة راهباً وعمره فوق 40 عاماً ومشهود له بالتقوى والقداسة والورع .
وصدر القرار الجمهورى بأتخاذ الإجراءات فى الترشيح والإنتخاب ثم القرعة الهيكلية لتحديد الأنسان المختار لقيادة شعبه .
المرشحون
شكلت لجنة لترشيح وقبول وفحص كافة التذكيات المقدمة وأختيار خمسة مرشحين فقط , واللجنة التى شكلت برئاسة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك وعضوية الآباء والأراخنة الآتى اسماؤهم : -
1- نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط . 2- نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط وأبنوب .
3- نيافة الأنبا مرقس مطران ابو تيج وطهطا . 4- نيافة الأنبا كيرلس مطران البلينا . 5- نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة . 6- نيافة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم. 7- نيافة الأنبا ثيؤفيليس أسقف دير السريان . 8- نيافة الأنبا باسيليوس أسقف دير الأنبا بيشوى . 9- الأستاذ / مريت غالى . 10- الأستاذ / نجيب أستينو . 11- الأستاذ / حلمى بطرس . 12- الأستاذ / عزيز مشرقى . 13- الأستاذ / كامل المصرى . 14- الأستاذ / راغب حنا . 15- الأستاذ / كامل أسحق أبادير . 16- الأستاذ / كمال رزق . 17- الأستاذ / ايوب فرج .
يقول الكتاب المقدس "أعطيكم رعاة حسب قلبي فيرعونكم بالمعرفة والفهم" أر 3 : 15 .إن اختيار قداسته يدعو إلى العجب. فقد كان ترتيبه بين المرشحين السادس، وكان على لجنة الترشيح حسب لائحة 2 نوفمبر 1957م. أن تقدم الخمسة رهبان المرشحين الأوائل للشعب . وفي اللحظة الأخيرة للتقدم بالخمسة الأوائل ، أجمع الرأي على تنحى الخامس، فتقدم السادس وأصبح الخامس، ثم أجريت عملية الاختيار للشعب لثلاثة منهم، وبعد التشاور والتفاهم أصدرت اللجنة قراراً يوم 3 مارس سنة 1959 (24بابه سنة 1675 ش) بتحديد يوم الجمعة 17 أبريل لأنتخاب ثلاثة من بين المرشحين ففاز القمص دميان المحرقى والقمص أنجليوس المحرقى والقمص مينا البراموسى فكان أخرهم ترتيباً أيضاً في أصوات المنتخبين. وبقى إجراء القرعة الهيكلية في 19 أبريل 1959م .
ولم يخطر ببال أحد أن يكون إنجيل القداس في ذلك اليوم يتنبأ عنه إذ يقول هكذا "يكون الآخرون أولين والأولون يصيرون آخرين" وكانت هذه هي نتيجة القرعة.
وقدموا إلى اللجنة تذكيات لكثيرين من ألاباء والرهبان التقياء كمرشحين للكرسى البطريرك , اما أبونا مينا البراموسى المتوحد فلم يتطلع إلى الترشيح وتقديم تذكية بأسمه , ولكن نيافة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك كان يعرفه جيداً ويحبه فقدم تذكية باسمه قبل أغلاق باب الترشيح بيوم واحد ثم دارات المحادثة التالية : - حنا يوسف عطا للة - القس رافائيل أفامينا - مذكراتى عن حيتة البابا كيرلس السادس .. وراجع 25 عاماً على نياحته قرائة فى حياة - أبونا مينا البراموسى المتوحد - أمير نصر - مارس 1996 - مكتب النسر للطباعة ص 21
نيافة الأنبا اثناسيوس : لماذا لم تقدم تذكية لترشيح نفسك يا ابونا مينا ؟
ابونا مينا : يا سيدنا حفظ الرب حياتك . الرب يختار الراعى الصالح الذى يرعى شعبه ببر وطهارة قلب .
نيافة الأنبا اثناسيوس : كان لا يجب ألا يفوتك هذا الواجب .
ابونا مينا : من أنا الدودة الصغيرة حتى أتطلع لهذه المهمة الخطيرة , وأحمل هذه الأمانة العظمى التى تعطى لمن يختاره الرب وليس لمن يشاء أو يبغى .
نيافة الأنبا اثناسيوس : لكن ما زلت انتظر منك الجواب , لماذا لم تقدم تزكية ؟ وتترك الرب يدبر ما يشاء !
ابونا مينا : يا سيدنا آبائى الرهبان كثيرون , وتقدموا بتزكياتهم وكلهم أهل لهذا المنصب الخطير .
نيافة الأنبا اثناسيوس : يا ابونا مينا أنا قدمت تزكية بأسمك فى الوقت المناسب .
ابونا مينا : حفظ الرب حياتك يا سيدنا , رايح يروح فين الصعلوك بين الملوك .
نيافة الأنبا اثناسيوس : الرب يرفع الفقير من المزبلة ويجلسه مع رؤساء شعبه .
ابونا مينا : دامت حياتكم يا سيدنا والرب يدبر .


وبعد أن أجتمعت لجنة الترشيحات لكافة التزكيات المقدمة وبعد عدة أجتماعات ومناقشات تم قبول كل من ألاباء الاتى أسماؤهم : -
1- القمص دميان المحرقى . 2- القمص تيموثاوس المحرقى . 3- القمص أنجليوس المحرقى . 4- القمص مينا انطونى . 5- القمص مينا البراموسى المتوحد .
وفى 3 مارس سنة 1959 م أصدرت لجنة الترشيحات والفرز لكافة التزكيات قراراً بتحديد يوم الجمعة 17 ابريل 1959 م لأنتخاب ثلاثة من الرهبان الخمسة المرشحين للبطريركية .
لجنة للأشراف على الإنتخابات وفرز أصوات الناخبون لتصفية المنتخبين من خمسة إلى ثلاثة : -
رئاسة الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف والبهنسا قائمقام بطريرك وعضوية الآباء والأراخنة الآتى اسماؤهم :-
1- نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة . 2- نيافة الأنبا أبرآم أسقف الفيوم. 3- نيافة الأنبا ثيؤفيليس أسقف دير السريان . 4- الأستاذ / كامل المصرى 5- الأستاذ راغب حنا . 6- الأستاذ ونيس فلتس . 7 - الستاذ إبراهيم مينا نصار . 8- الستاذ عدلى عبد الشهيد . 9- الستاذ ميشيل نقولا . 10 الدكتور كمال رزق . 11- الدكتور أيوب فرج . 12 - الدكتور ناثان أقلاديوس .
وفى الصباح الباكر يوم 17 ابريل توافد الناخبون الذين لهم حق الإنتخاب جميعاً وسجلوا أسماؤهم فى مقر البطريركية بالكنيسة المرقسية الكبرى للإدلاء بأصواتهم وبعد غلق صناديق الإنتخابات يدأ فرز الأصوات وسجلت النتائج كما يلى :-
الأول : القمص دميان المحرقى وحصل على 324 صوتاً .
الثانى : القمص أنجيليوس المحرقى وحصل على 319 صوتاً .
الثالث : القمص مينا البراموسى المتوحد وحصل على 280 صوتاً .
أما القمص تيموثاوس المحرقى فقد حصل على 229 صوتاً , والقمص مينا ألنطونى حصل على 80 صوتاً . وعلى هذا فقد تم أختيار الثلاثة الذين حصلوا على أعلى الأصوات .
تواضعه أثناء إنتخابه
أراد الصحفيين أن يلتقطوا لأبونا مينا المتوحد صورة ليضعوها مع صور المرشحين للبطريركية فأسرع وأخفى وجهه بالشال وأما الذين لا يفهمون فإستهزأوا به قائلين : " أبو طرحة ده هايعمل أيه... ! ؟ " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 29
الإختيار الإلهى
ويوم الأحد الموافق 19 ابريل 1959 م هو يوم إجراء القرعة الهيكلية , فقام الشعب القبطى بجميع طوائفة والأراخنة والأساقفة بإقامة صلوات القداس الإلهى من أجل إختيار البابا البطريرك . ووضعت أمام الهيكل أربعة ورقات فى مظروف كبير ثلاثة بها أسماء الآباء الثلاثة المرشحين والرابعة باسم السيد المسيح ثم ختم بالشمع ألحمر ووضع المظروف على المذبح المقدس , وبعد إنتهاء صلاة القداس قان المتنيح الانبا اثناسيوس قائم مقام البطريرك بفتح المظروف أمام الشعب وأحبار الكنيسة , واختير طفلاً صغيراً ليسحب ورقة واحدة .
وراقب الجميع فى سكون يد الطفل وهى تمتد داخل المظروف وأخرج ورقة فكانت باسم القمص مينا
new_pa144.jpg

البراموسى المتوحد , وهنا دقت أجراس الكنائس وهلل الشعب لأختيار هذا الآب الطوباوى المبارك الممتلئ من نعمة الروح القدس أبونا مينا .
وترقب الشعب القبطى فى انحاء البلاد أختيار البابا من خلال إذاعة القداس الإلهى وإجراءات القرعة الهيكلية , وساعة خروج الورقة المختارة وقراءة اسم الأب الناسك والعابد حبيب المسيح وصديق القديسين ابونا مينا البراموسى دقت اجراس مصر كلها فى وقت واحد أعلانا ببدء عهداً جديداً .
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

طقس سيامة البطريرك الجديد
نورد طقس السيامة هنا حتى يطلع المسلمين على الصلوات التى تجريها الكنيسة القبطية للإله الحقيقى والطريقة الديمقراطية التى نختار بموجبها البابا الذى هو رئيس الكنيسة
كنت أود أن أعيش غريباً وأموت غريباً
وبمجرد سماع الخبر ذهبت الوفود من الآباء المطارنة والأساقفة والشعب إلى كنيسة مار مينا بمصر القديمة مقر أبونا مينا البراموسى المتوحد لكى تهنئة بهذا الإختيار الإلهى , وفى أتضاع عجيب قال جملة ما زالت تتردد على
new_pa146.jpg

لسانة حتى هذا اليوم : " كنت أود أن أعيش غريباً , وأموت غريباً . ولكن لتكن إرادة الرب .. المجد لك يارب لأنك إخترتنى أنا الضعيف لتظهر قوتك فى ضعفى .. ومن عندك القوة .. أعنى يارب لأنى أرتعب من عظمة موهبتك .. أنت أمين وعادل لاتترك محبيك .. ومن عندك القوة .. وعندك العون .. يا إلهنا وفادينا الصالح .
وفى 23 أبريل 1959 م اصدر الرئيس جمال عبد الناصر القرار الجمهورى رقم 583 لسنة 1959 م بأعتماد إنتخاب القمص مينا البراموسى المتوحد ليكون بطريركاً لكنيسة الأسكندرية , وقد تم نشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية رقم 86 بتاريخ 29 أبريل 1959 م .
أبونا مينا يسلك رحلة الاباء قبل الجلوس على كرسى مار مرقس الرسول
ومن كنيسة مار مينا فى مصر القديمة بدأ ابونا مينا البراموسى رحلة التكريس , فذهب هو والآباء المطارنة والأساقفة وجموع الشعب إلى دير السيدة العذراء البراموسى يوم السبت 9 مايو 1959 م , وهناك أستقبلة الآباء الرهبان يرتدون الملابس الكهنوتية فى موكب بالصلبان والمباخر , وسار الموكب ووصلوا به إلى كنيسة العذراء الأثرية ودخل وسجد أمام الهيكل ثم تبارك من جسدى القديسين الأنبا موسى السود والأنبا أسيذورس , وقام بقيادة القداس الإلهى الأول .
وذهب بعد ذلك إلى الأديرة الثلاثة الأخرى السريان والأنبا بيشوى وأبو مقار .
وعند غروب الشمس عاد إلى القاهرة , وسار أبونا مينا فى موكب وسط اللوف التى أحتشدت فى الطريق المؤدى إلى الكنيسة المرقسية , ودخل أبونا مينا الكنيسة وسجد أمام الهيكل وصلى صلاة الشكر .. ثم صعد إلى المقر الباباوى .
وفى الصباح الباكر يوم الأحد 10 مايو 1959 م .. أمتلأت الكنيسة المرقسية الكبرى بالمصليين وسفراء الدول وكبار الشخصيات ومندوب الإمبراطور هيلاسلاسى إمبراطور أثيوبيا فى ذلك الوقت .. أما الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية أناب السيد أنور السادات لحضور حفل السيامة .. وقد نقلت شبكة الإذاعة حفل السيامة إلى كل أرجاء مصر .
وبعد إنتهاء الكهنة من قراءة الأيركسيس (سفر أعمال الرسل) ثم السنكسار ( تاريخ الكنيسة ) خرج الكهنة بموكب يحملون جمائرهم والشمامسة يحملون الصلبان والأعلام يرتلون وأغلقوا باب الكنيسة وأتجه الموكب إلى المقر الباباوى حيث كان الأساقفة والمطارنة مع المختار من
new_pa145.jpg

الرب ابونا مينا البراموسى المتوحد وكان مفتاح الكنيسة مع أحد رؤساء الشمامسة الذى وقف على باب ينتظر نزول البابا المختار من الرب .
ونزل الموكب من المقر الباباوى ومعه المطارنة والأساقفة والشمامسة يرتلون الألحان الكنسية (لحن إيفلوجمينوس) وكان يسير الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف وأحد رؤساء الشمامسة حاملاً الأنجيل .
وعندما اقترب أبونا مينا من باب الكنيسة اخذ المفتاح وفتح باب الكنيسة وهو يقول : " إفتحوا لى ابواب البر لكى ادخل وأشكر الرب . لأن هذا هو باب الرب , وفيه يدخل الأبرار , أشكرك يارب لأنك أستجبت لى وكنت لى مخلصاً ومنقذاً "
وعندما ،تهى من الكلمات السابقة دقت الأجراس تعلن عن عهد جديد مع بابا جديد , ودخل أبونا مينا والموكب حتى باب الهيكل وسجد المختار من الرب ابونا مينا وحوله جميع الأباء المطارنة والأساقفة , فى الوقت الذى أخذ الشمامسة مكانهم فى الكنيسة .
وقام نيافة النبا اثناسيوس بصلاة الشكر ورد الشمامسة بعد ذلك بـ كيرياليسون ( يارب أرحم) ثلاث مرات .
وتلى الأنبا يؤنس مطران الجيزة والقليوبية وقويسنا وسكرتير المجمع المقدس التذكية قائلاً :-
" باسم الاب والأبن والروح القدس الثالوث القدوس غير المفترق الإله الواحد إلهنا نحن المسيحيين الأرثوذكسيين , نتكل عليه إلى النفس الأخير ونرسل إليه فى العالى المجد والإكرام إلى الأبد ..
نحن المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة وكل الشعب المحب للمسيح بمدينتى الإسكندرية والقاهرة وأقاليم مصر جميعاً .. عندما حلت بنا جائحة اليتم بإنتقال طيب الذكر مثلث الرحمات البابا يوساب الثانى إلى الأخدار السمائية الذى نال المواعيد المقدسة ومضى غلى الرب الذى احبه فسمع منه تعالى ذاك الصوت المملوء فرحاً القائل : نعماً ايها العبد الصالح والأمين أدخل غلى فرح سيدك ..
عندما تيتمنا وترملت كنيسة الرب المقدسة التى يرعاها بتعاليمه تضرعنا إلى العلى أن يرشدنا إلى من هو جدير برياسة الكهنوت العظمى , ليرعانا فى طريق الرب ويهدينا ميناء الخلاص , فبمنحه علوية وفعل الروح القدس , أتفقنا جميعاً بطيب قلب على القمص مينا المتعبد للرب الراهب من دير البراموس , بابا ورئيس أساقفة على الكرسى الرسولى الذى للقديس مرقس ناظر الإله الإنجيلى كاروز الديار المصرية واثيوبيا والنوبة والخمس مدن الغربية وسائر أفريقيا ..
ولقد وقع أختيارنا عليه لأنه رجل متعبد للرب , محب للفقراء , معلم طاهر , مُجمل بالفهم والمعرفة , مُجد فى نشر تعاليم الإنجيل , ساهر على حفظ طقوس الكنيسة وتقاليدها , وأقامنا راس رعاة وباباً وبطريركاً لبعة الرب المقدسة لكى يرعانا بالرأفة والوداعة ..
ولهذا سطرنا هذه التذكية , ووقعنا عليها مقدمين الشكر للثالوث القدس الاب والأبن والروح القدس آمين . "
طقس السيامة
وبدأت طقس السيامة المقدسة بقول كبير الأساقفة الأنبا أثناسيوس : " أيها الرب إله القوات الذى أهلنا لهذه الخدمة المقدسة الذى رقى أفهام بنى البشر . فاحص القلوب والكلى إستجب لنا بكثرة رأفتك وطهرنا من دنس الجسد والروح مزق سحابة خطايانا وآثامنا كما تمزق الضباب , إملأنا من قوتك الإلهية , ونعمة أبنك الوحيد وفعل روحك القدوس , إجعلنا جديرين بهذه الخدمة , خدمة [URL="http://www.arabchurch.com/ArabicBible/العهد_الجديد"]العهد الجديد [/URL], لكى نستطيع بإستحقاق أن نعظم أسمك القدوس ونقف لخدمة أسرارك المقدسة , ولا تجعلنا نشترك فى خطايا آخرين , بل أمح خطايانا , وإمنحنا يا سيدنا ألا نسلك طرقاً معوجة , بل هبنا معرفة لننطق بما يليق نقترب منك , ونضرع إليك أن تسبغ نعمة رياسة الكهنوت الكاملة على عبدك " القمص مينا البراموسى" الواقف هنا منتظراً مواهبك السمائية , لأنك صالح كثير الرحمة لكل طالبيك وسلطانك قوى مع أبنك الوحيد والروح القدس , الآن وكل أوان إلى دهر الدهور آمين "
وصلى الاباء المطارنة والأساقفة مجموعة من الطلبات كل واحد بحسب ترتيبه بينما كان الشماس يرد قائلاً : يارب أرحم .
ثم قالوا : " من اجل أن ترسل روحك القدوس على عبدك "القمص مينا البراموسى " الذى أخترته لرياسة الكهنوت العليا بالصلاة التى نقدمها إليك نبتهل إليك يارب أن تستجيب لنا وأرحمنا "
new_pa209.jpg

ثم قال كبير الأساقفة : " " أيها السيد الرب ضابط الكل رب الجميع مصدر الرأفات وإله كل عزاء أنت حافظ الراعى والرعية , أنت القوة المنيعة , أنت المعين والطيب والمنجى والسور والثبات والرجاء والملجأ والنعمة والحياة والقيامة , أنت الذى صالحنا وخلصنا بدمه الكائن لنا كلنا إلى الأبد . أحفظنا . نجنا . أحرسنا . أسهر علينا لأنك رئيس الرؤساء ورب الأرباب وسيد السادة وملك الملوك أمنح عبدك " القمص مينا البراموسى" النعمة وهبة الحكمة ليرعى بيعتك بطهر وعدل , يارب أجعله أهلاً لدعوة رياسة الكهنوت العليا ليكون مستحقاً أن يرعى شعبك بطهارة وبر ويفوز بنصيب القديسين بمراحم أبنك الوحيد يسوع المسيح ربنا الذى تباركت معه والروح القدس المسازى لك الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين "
وجاءت لحظة وضع اليد المقدسة عندما قال رئيس الشمامسة : " أيها الآباء المطارنة والأساقفة المجتمعون معنا صلوا جميعاً لأبينا المختار من الرب "
وهنا وضع المطارنة والأساقفة أيديهم عليه بينما الأنبا أثناسيوس كبير الأساقفة يصلى قائلاً : " أيها السيد الرب ضابط الكل الأزلى مصدر كل الرأفات وإله كل عزاء أبو ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى خلق جميع الشياء بقوته وحكمته ومشورته وثبت أسر المسكونه , اللهم العارف كل الأشياء قبل تكوينها , الذى كلل قديسية بأكاليل لا تبلى , الذى جعل خوفه على قلوب خليقته لتخضع لعزته , وأنعم علينا بفم حقيقى
new_pa148.jpg

لنعرف روح صلاحه وأضاء كنيسته بنوره غير الموصوف وأصطفى أبراهيم خليله لميراث الإيمان , ونقل أخنوخ صفيه إلى كنوز النور لأنه أرضاه , ووهب موسى الوداعة , وهارون كمال الكهنوت , اللهم الذى مسح الملوك والرؤساء لكى يقضوا بين شعبك بالعدل , ولم يدع مذبحة المقدس السمائى بغير خدمة منذ أنشاء العالم حتى اليوم , اللهم الذى أقام كهنته فى بيعته ليخدموا أسمه القدوس , نسأل ونتضرع إلى صلاحك يا محب البشر عن عبدك " الأنبا كيرلس السادس " الذى أصطفيته رئيس أساقفة على بيعتك ليكون رئيساً لشعبك وراعياً له , أشرق يارب عليه بنور وجهك لكى يضئ قلبه ينبوع مجدك فيعرف أسرارك الإلهية , أفضى عليه مواهب روحك القدوس , روح الحق , روح الكمال المعزى الذى أعطيته رسلك القديسين وأنبيائك الأطهار , أمنحه يارب الحكمة والفهم , روح المشورة والقوة , روح المعرفة والتقوى , اللهم إملأه من مخافتك ليقضى بين شعبك بالأستقامة والعدل ويذود عن الإيمان الأرثوذكسى القويم .
ألبسه حلة مجدك المقدسة وضع على رأسه تاجاً وأمسحه بدهن الفرح دهن صلاحك ليكون رئيساً لكهنتك أميناً على بيعتك ليمجدك بلا لوم كل أيام حياته بذبائح طاهرة وصلوات نقية ونفس مضيئة بأصوام وأعمال صالحة ومحبة وديعة وأمانة بلا رياء , ويرفع القرابين عن جهالات شعبك وينتشلهم من فخاخ الخطية ويردهم إلى حظيرتك المقدسة , اللهم أنعم على شعبك بسلام فوق سلام , أمنح عبدك " الأنبا كيرلس السادس" روح قدسك ليحل كل وثاق ربطه العدو بالخطيئة , ويجمع أبناء الكنيسة لكى تصبح رعية واحدة لراع واحد , أحفظ كهنوته بلا عيب إلى الإنقضاء ليخدمك بذبائح حية كل حين كرتبة رئيس الكهنوت الأعظم الذى فى السموات يسوع المسيح ربنا هذا الذى يليق بك معه والروح القدس العز والمجد والإكرام إلى الأبد آمين "
وأتجه الأنبا أثناسيوس (كبير الأساقفة) نحو الشرق وقال : " أطلع يارب علينا وعلى خدمتنا وطهرنا من كل دنس وأرسل من العلاء نعمة رياسة الكهنوت العليا على عبدك "الأنبا كيرلس السادس" لكى يستحق بمسرتك أن يرعى شعبك بلا لوم لأنك رحيم بار يليق بك المجد والإكرام والعز والسجود إلى أبد الآبدين آمين
وحول وجهه إلى المختار من الرب وقال وهو يرسم جبهته بإبهامه : " نقدم شرطنته على بعة الرب المقدسة التى بالمدينة العظمى الأسكندرية وندعوك أيها : "كيرلس السادس " بابا وبطريرك وسيد ورئيس أساقفة الكرازة المرقسية على كنيسة الرب الجامعة الرسولية بإسم الآب والإبن والروح القدس "
ثم ردد الرشومات الثلاثة والشمامسة يقولون : "آمين" .. ثم البس المطارنة والأساقفة البطريرك الجديد التونية , ثم سلمه الأنبا أثناسيوس تقليد رئاسة الكهنوت وهو يقول بصوت جهورى : " تسلم تقليد رياسة الكهنوت لسنين كثيرة وأزمنة سالمة محفوفة بالمجد والكرامة " وكان الشمامسة يقولون : " أكسيوس .. أكسيوس .. أكسيوس " التى تعنى " مستحق .. مستحق .. مستحق "
وبدأ المطارنة والأساقفة يصلون بطلبات من أجل البابا الجديد وهم يكملون إلباسه ملابسه الكهنوتية وقام
new_pa147.jpg

رئيس الأساقفة بوضع الناجيل الأربعة على رأس البابا كيرلس السادس والشمامسة يقولون أكسيوس , وأخيراً وضعوا التاج على راسه وفى هذا الوقت رفع جميع المطارنة والأساقفة تيجانهم عن رؤوسهم .
وعندئذ دخل البابا كيرلس السادس إلى الهيكل ليتسلم الصليب وعصا الرعاية من فوق المذبح , فألتفت إليه رئيس الأساقفة وقال : " تسلم عصا الراعية من يد راعى الرعاة الأعظم يسوع المسيح أبن الرب الحق الدائم إلى الأبد , لترعى شعبه وتغذبه بالتعاليم المحييه فقد أئتمنك على نفوس رعيته ومن يديك يطلب دمها "
ثم قام قداسة البابا كيرلس السادس برشم درج البخور ووضع منه يداً فى المجمرة , ثم خرجوا به غلى كرسى القديس مار مرقس الرسولى ليجلسوه عليه .
والكرسى له درجتين وعند أرتقائه الدرج الأول قال الأنبا اثناسيوس : " نُجلس الأنبا كيرلس السادس رئيس أساقفة على الكرسى الطاهر , كرسى الرسول الإنجيلى مرقس , بأسم الآب والأبن والروح القدس آمين "
وعند إرتقاءه الدرج الثانى قال الأنبا أثناسيوس : " نجلس رئيس الراعاة المدعو من قبل الرب الأنبا كيرلس السادس بطريركاً على كرسى القديس مرقس باسم الاب والأبن والروح القدس آمين "
ثم اجلسوه على كرسى مار مرقس رسول السيد المسيح إلى ارض مصر وفى اثناء ذلك كان الأنبا أثناسيوس يقول : " أجلسنا الأنبا كيرلس السادس بابا وبطريرك على الكرسى الرسولى كرسى القديس مرقس بإسم الآب والإبن والروح القدس آمين "
ثم قرأوا فصلاً من رسالى القديس بولس الرسول إلى العبرانيين ( من عبرانيين 4 : 5 إلى عبرانيين 5: 1 - 6) وبعدها الثلاث تقديسات وأوشية الإنجيل وأخيراً قرأ البابا كيرلس السادس كالأنجيل من بشارة معلمنا يوحنا البشير (يوحنا 10: 1- 16) وأخيراً قرأ أحد المطارنة الرسالة الباباوية , وقام قداسة البابا كيرلس السادس بخدمة القداس الإلهى , وفى نهايته ذهب البابا إلى المقر الباباوى لتقبل التهانى .
ودقت أجراس الكنائس معلنة فرحة السماء.وأيقن الشعب أن عناية الله تدخلت في الانتخاب، وقد كان يوم عيد جلوسه يلحق عيد صاحب الكرسي الرسولى مارمرقس الكاروز، يتوسط بينهما عيد أم المخلص
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

أعمال البابا كيـــرلس السادس
بدأ البابا كيرلس السادس رجل الصلاة والمعجزات بتطوير الكنيسة وإخراجها من العصور الوسطى بعدة إجراءات هادئة وأهمها رسامة أساقفة أكفاء .
البابا كيرلس يختار كفاءات من الرهبان الجامعين ليصبحوا اساقفة
أبونا مينا المتوحد ( البابا كيرلس السادس) شجع الشباب المثقف الحاصلين على مؤهلات جامعيه أو أعلى منها ومن
new_pa150.jpg

خدام مدارس الأحد وأولاده فى دير مار مينا على الرهبنة , وقد أقام رهباناً منهم فى دير الأنبا صموئيل ولكن لظروف خاصة ذهب بعضهم غلى دير السريان والبعض الآخر دير البراموس .
وقد سجل بقلمه تأثير الجهل وعدم الثقافة على ضعف الرهبنة , وقد شعر بالفرح الشديد عندما أرشد الرب يسوع المتنيح البابا يؤنس الـ 19 فى أنشاء المدرسة اللاهوتية للرهبان بحلوان وقد أقام ميخائيل مينا رئيساً لها .
وعندما كان البابا كيرلس كاهنا بأسم أبونا مينا المتوحد كتي رسالة إلى المجلس الملى يطالبهم بأن يعملوا لصالح الطنيسة بإرسال سبعة رهبان إلى البعثات اللاهوتية فى اليونان بدلاً من أرسال راهب واحد فقط كتاب ينبوع تعزية - القس الراهب رافائيل أفا مينا
ولم يكن أبونا مينا يشجع الجيل الجديد على الرهبنة والإنخراط فى الخدمات الكنسية للشعب القبطى المختلفة وإنما كان يتابعهم كأولاداً صغاراً يحتاجون إلى الخبرة والروحانية وكان يكتب لهم الرسائل ويتابع مراسلاتهم بالرغم من بعده عنهم وكان من خلالها يدربهم ويعلمهم على حياة الرهبنة التى سلك كل دروبها وطرقها العديدة من قبل وكان يؤسس تعليمه على تعاليم الاباء الأولين القديسين وكان دائماً موجود عندما يسألونه عن إختباراته الروحية ويرشدهم ويسجل كلماته لهم عبر الرسائل , وكان يشعر أنه مسئولاً عنهم , ويسعى لإعدادهم بصورة أصلية وعميقة وكان واسع الأفق حينما جهزهم لمستقبل خدمة الشعب القبطى .. فغختار مب بينهم ليكونوا فى سكرتاريته , كما أقام أساقفة منهم ليقودوا العمل الرعوى الذى تفتقر إليه كنيسة الرب ولما كان الإختيار لأكثر الكفاءات والأكثر روحانية فقد كانت الثمار هى الريادة والصحوة الكبرى, ولأول مرة فى تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتم أنشاء أسقفيات على فكرة عامة مثل التعليم والخدمات
وبهذا كان التغيير الذى نشهده الآن ونذكر من هؤلاء الأساقفة الأجلاء :-
المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس , المتنيح الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف , وسيم الأنبا شنودة أسقف التعليم فى 30 سبتمبر 1962م (أصبح قداسة البابا شنودة الثالث فيما بعد) , وسيم المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة (تنيح فى حادث المنصة عند أغتيال السادات وقد أغتاله اعضاء العصابة الإسلامية الجهاد فى حادث المنصة الشهير) , الأنبا دوماديوس مطران الجيزة . المتنيح العلامة الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى والدراسات العليا فى 15 مايو 1967 م (الذى يقال انه أوريجانوس العصر الحديث) , المتنيح الأنبا أندراوس أسقف دمياط ودير القديسة دميانة , المتنيح الأنبا اغابيوس أسقف ديروط وصنبو وقسقام .
وفى عهده قامت أسقفية الخدمات والأنبا صموئيل بالخروج إلى العالم وبأنشطة داخلية لم يحدث لها مثيل من قبل ورتبت خدمات القرى , وانشأت منشآت المعاهد فى منطقة مصر القديمة وعزبة النخل لتعليم الصغار الحرف وغيرها من المهن اليدوية للعائلات الفقيرة .
وقال البابا شنودة عن الفكر التقدمى للبابا كيرلس السادس : " .. كان البابا كيرلس السادس يعمل حساباً قبل أى قرارا يتخذه للمطارنة والأساقفة الذين يرفضون التجديد - ولكن فى سبتمبر 1962 م تغير هذا الموقف من جانب الأنبا كيرلس الذى لم يكن رسم أساقفة من أبنائة (يقصد تلاميذه فى الرهبنة) بعد .. فأقدم على رسامة ثلاثة أحدهم على إيبارشية بنى سويف , والثانى للخدمات العامة , وكنت الثالث للتعليم , وكانت هذه المرة الأولى التى يرسم فيها أساقفة بلا إيبارشيات , وكانت رسامة أساقفة عموميين متفرغين للخدمات والتعليم أمراُ جديداً وهم بمثابة سكرتارية للبابا بدرجة أسقف , ولا شك أن رسامة أساقفة عموميين مبدأ ناجح وكذلك تقسيم الإيبارشيات مبدأ ناجح أيضاً راجع كتاب غالى شكرى - الأقباط فى وطن متغير
ولم يقتصر البابا كيرلس السادس على أنشاء أسقفيات مبنية على أفكار أو تقسيم إيبارشيات ذات مساحات كبيرة قد تضم محافظتين مثل إيبارشيتى الجيزة والقليوبية وإيبارشية الدقهلية ودمياط إلا أنه أنشأ ايضاً إيبارشية جديدة فى حلوان , كما قام البابا كيرلس السادس بسيامة بعض الكهنة الذين أعطوا دفعات كبيرة فى الخدمة مثل سيامة المتنيح القمص بيشوى كامل على كنيسة مار جرجس باسبورتنج , ومعه القمص قنسطنطين نجيب على كنيسة مار جرجس بباكوس يوم 2 ديسمبر 1959م وذلك بيد المتنيح الأنبا بنيامين مطران المنوفية راجع كتاب قيثارة الكنيسة النبا بنيامين مطران المنوفية - بقلم امير نصر .
وبعد اربعة أيام أى فى يوم 6 ديسمبر 1959م كانت سيامة القمص ميخائيل داود على كنيسة العذراء بروض الفرج - شبرا
أين هم من قاوموا خدمته ؟
لم يكن طريقة مفروشاً بالورود كما يظن الكثيرين فقد كان مطارنة وأساقفة المجمع المقدس القدامى لم يكونوا على درجات عالية من التعليم وعندما بدأ البابا كيرلس فى رسامة أساقفة متعلمين وحاصلين على شهادات جامعية لدرجة أن منهم الأنبا باسيليوس مطران القدس الذى حصل على درجة دكتوراه وهى أعلى درجة فى الدراسات العليا المتقدمة وغيره من الآباء الأساقفة , إجتمع بعض الأساقفة والمطارنة القدامى بهدف عزل البابا أو إيقافه ورأوا أن أنهم إذا عرضوا هذا الأمر على المجمع وهو مجتمع فلن يفوزا بما يبغوه , وتحمس ثلاثة من الأساقفة لجمع التوقيعات على إنفراد فذهب إثنان منهما إلى الصعيد وقطعا تذكرة درجة أولى فى القطار وهى العربة التالية للجرار (ماكينة القطار التى تشد العربات التى خلفها ) وفى الطريق إذا ببعض الفلنكات القديمة لم تحتمل مرور القطار فإنقلب القطار الذى أستقله الأسقفين وكان نتيجة إندفاع القطار بسرعة ان ركبت جميع عربات القطار فوق العربة الأولى وماتا الأسقفين ميتة شنيعة وقد نشرت جريدة الأخبار هذا الخبر .
أما الثالث فقد كلف بجمع التوقيعات فى الوجه البحرى وذهب إلى بعض الأساقفة وأخذ فعلاً توقيعاتهم ووصلت هذه الأخبار إلى البابا وكان فى الأسكندرية , فترك المدينة وذهب إلى دير مار مينا ودخل على المقصورة وهو حزيناً وقال له بصوت عال : " يا مار مينا أنا موش جايلك تانى ديرك إن لم تحل هذه المشكلة " وكان الأسقف مريضاً بالسعال وأعطاه الدكتور زجاجة ليشرب منها حتى تهدئ هذا السعال فكان يضع الزجاجة بجانب السرير , وفى يوم من الأيام كان خادم القلاية التى يسكنها هذا الأسقف يرش المكان ضد الحشرات والصراصير (إسمها فى ذلك الوقت بوليس نجدة ) ونسى ووضعها بجانب زجاجة الكحة وفى الليل شرب منها الأسقف بدون أن يدرى ووجدوه فى الصباح قد أسلم الروح ونشرت أيضاً الصحف هذا الخبر فى وقتها .
زياراته الرعوية
بدأ البابا كيرلس السادس زياراته الرعوية بالأسكندرية فى 25 مايو 1959 م - فقام بزيارة جميع الكنائس وكان يطمئن على احوالها والتعرف على إحتياجاتها , وقام ايضاً أثناء وجوده بالقاهرة بزياره كنائسها ..
أما بالنسبة للإيبارشيات فقد زار : السويس الشرقية - الدقهلية - الغربية - المنوفية - الجيزة - القليوبية - بنى سويف - المنيا - أسيوط .. وأقام الصلوات والقداسات الإلهية فى كنائس الإيبارشيات مع الاباء المطارنة والأساقفة وكانت أجراس الكنائس تدق بوصوله وكانت رناتها تعلن فى كل كنيسة عن [URL="http://www.arabchurch.com/ArabicBible/العهد_الجديد"]العهد الجديد [/URL].
وعندما كان يعلم الأقباط بزيارة باباه كانت الجموع تتدفق وتزدحم على محطات السكك الحديدية لإستقبال قداسته بالفرح والتهليل والتراتيل .
خدمات للصلاة فى الكفور والنجوع
أهتم البابا كيرلس السادس بالمناطق البعيدة عن أماكن الكنائس والتى تحتاج غلى رعاية متميزة ومتواصلة وفى مقدمتها خدمة "المذابح المتنقلة" وبهذه الخدمة أستطاع الألوف من القباط من سكان المناطق البعيدة والنائية أن يحضروا القداسات والصلوات والتناول من الأسرار المقدسة .
أسقفيات لمختلف الخدمات الكنسية
وقد كان البابا كيرلس قد أنشأ مكتباً للخدمات الإجتماعية وعهد برئاسته إلى القمص ميخائيل الأبن البكر للقمص داود مرقس صديقه الفوى , وفى صيف سنة 1962 م ذهب القمص ميخائيل مندوباً عن الكنيسة القبطية إلى مدينة " بوسى ليحضر مؤتمراً مؤتمراً للخدمة الإجتماعية حيث تناقش المجتمعون : فة أن الخدمة يجب أن تشمل الجميع بلا تفرقة بين جنس ودين ولون , وحال إنتهائه , وبعد الإنتهاء من هذا المؤتمر ثم ذهب إلى باريس ليحضر مؤتمر " التعاون بين الرجل والمرأة " وتداول المجتمعون الحديث عن الأسرة المثالية والتشريعات الأسرية المعمول بها فى مختلف الدول .. وهل تتفق وكيان السرة وموقف الكنيسة من تحديد النسل , وقد خرجوا بقرار هو أن الرب يستهدف الخصوبة الروحية للأسرة فى المقام الأول .
وقامت أسقفية الخدمات فى عهده فى خدمة الدياكونية فى القرى المحرومة والفئات المهمشة الذين لم يكن لهم احد ليذكرهم , وقامت لاحقاً هذه الأسقفية بإضافة خدمات للأحياء الشعبية الفقيرة وقدمت برامج التنمية المختلفة وركزت هذه البرامج على رفع عدد العاملين بهذه الأسر ومن هذه الأنشطة : مراكز تنمية الفتاة - محو المية - فتح مستوصفات طبية - التدريب المهنى - الحضانات .. الخ
لمزيد من تفاصيل هذه الأنشطة راجع أسقفية الخدمات العامة والإجتماعية - كتاب اليوبيل الفضى 1987م
ولأول مرة فى تاريخ الكنيسة يؤسس البابا كيرلس السادس أسقفيات على فكرة وليست على أيبروشية لها شعب , وقد باغت القبط بهذه المفاجأة أذهلتهم وأفرحتهم , ففى عصر السبت 29 سبتمبر 1962م وقف أمامه الراهبان مكارى وانطونيوس (من دير السيدة العذراء - السريان) بناء على طلبه , وكانت المفاجأة إذ فوجئ كلاهما والحاضرين بوضع يد البابا الوقور يده على رأس كل منهما بالتتالى وبترديد الصلوات الخاصة بإلباسهما الأسكيم المقدس تمهيداً لرسامتهما أساقفة تبعاً للتقليد الكنسى القبطى , وفى صباح اليوم التالى فى حفل الرسامة كانت المفاجأة الثانية وهى رسامتها أساقفة فى حقل الخدمة , فرسم القمص مكارى أسقفاً للعلاقات العامة والخدمات الإجتماعية بأسم " الأنبا صموئيل " ورسم القمص أنطونيوس أسقفاً للإكليريكية والتربية الكنسية بأسم " الأنبا شنودة"
وإستكمالاً للتقليد الكنسى أقيم صباح الجمعة 5 أكتوبر بتقليد الأسقفين الجديدين مهام كرامتهما فى مقر عملهما , وقد أناب قداسة البابا أنبا يؤنس مطران الخرطوم لتلاوة تقليد الأنبا صموئيل , وأنبا يؤنس مطران الجيزة لتلاوة تقليد الأنبا شنودة , وسار الأسقفان الجديان بصحبة المطرانين فى موكب كنسى من الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية إلى أرض الأنبا رويس , حيث أقيم فى المعهد العالى للدراسات القبطية حفل الستقبال وألقى أنبا يؤنس مطران الجيزة كلمة قال فيها : " أنه يعتبر هذا اليوم من الأيام السعيدة فى كنيستنا الحبيبة , ثم عن الرسالة العليا الموضوعة على كل منهما متمنياً للأسقفين الجديدين الإرشاد والتوفيق من الروح القدس .
النهضة الروحية التى اثمرت فى عصره وامتدت حتى هذا اليوم
وأنطلقت فى عصرة الخدمات الروحية وأمتلأت الكنائس بالشعب القبطى الذى وجد راحة فيها وكثر المصلين فى القداسات الإلهية - وفى الإجتماعات الروحية - الإفتقاد المستمر - نشاط كبير للتربية الكنسية - سهرات للصلوات روحية - إجتماعات لدراسة الكتاب المقدس - إجتماعات للشباب - إجتماعات للشابات - تعلم عدد كبير من الطفال والصبية والشباب للألحان الكنسية - بداية أعادة تعلم اللغة القبطية - الرحلات الدينية غلى ألديرة - التعليم الكنسى والعظات - خدمة الدياكونية - برامج الخدمات الإجتماعية - مشروع التمية المختلفة .. ألخ
خدمة الأقباط فى بلاد المهجر
فى عهد قاسة البابا كيرلس السادس هاجر الكثير من الأقباط تاركين مصر بسبب القوانين الإشتراكية التى أصدرها جمال عبد الناصر فى الستينيات من القرن العشرين وأضرت بمصالحهم فى الأعمال الحرة وضيقت على أرزاقهم وتجمعوا فى بلاد مثل أمريكا وكندا وأستراليا وأوربا وأفريقيا والدول العربية وغيرها من انحاء العالم وكان يتعهدهم بابوته وكثيراً ما كانوا يحضرون إلى مصر ويذهبون لزيارته وتعهدهم بأبوته ورعايته وابوته المعهودة , وحرص البابا كيرلس السادس على إرسال كهنة إلى أغلب هذه البلاد حتى لا يضيع الشعب القبطى فى وسط شعوب البلاد التى هاجروا إليها وكانت مهمتهم هو الإفتقاد وأقامة الصلوات والقداسات والخدمات والأنشطة المختلفة .
وفى أول عام بعد سيامته أرسل القمص مكاريوس السريانى ( المتنيح نيافة الأنبا أثناسيوس أصبح مطران بنى سويف) إلى بعض دول شرق أفريقيا وكان قد سبق للمتنيح البابا يوساب أن سام فيها الأنبا مرقس -
راجع القمص صموئيل تاوضروس - فى كتاب باباوات الكرسى الإسكندري
وأرسل القس مينا أسكندر من الأسكندرية وقد مكث عاماً فى أوروبا لرعاية الأقباط وكان يسافر من بلدة إلى أخرى ليقيم الصلوات ويفتقد الأقباط الذين يعملون فى أوربا .
وفى عام 1962م بدأت جولات الأنبا صموئيل الرعوية إلى كندا والولايات المتحدة الأمريكية وفى مدنها الكثيرة وإلى سائر بلدان العالم وكتب تقريراً عن حاجة الشعب القبطى الذى يزداد بزيادة المهاجرين من مصر كل سنة فقام قداسه البابا بسيامة : القمص مرقس إلياس كاهنا لأمريكا الشمالية وكندا وذلك فى عام 1964م ,
وفى عام 1969م أرسل البابا كيرلس المتنيح القمص بيشوى كامل إلى لوس أنجيلوس وبدأ من هناك خدمة الشعب القبطى فى الولايات المتحدة الأمريكية .
وفى عام 1968م قام البابا كيرلس السادس برسامة أبن أخته القمص مينا كامل لبيب كاهنا على مدينة سيدنى بأستراليا فقام بخدمة كبيرة فى جميع القارة الإسترالية وكان يذهب إلى ولاياتها المختلفة ليقيم القداسات فيها ..
ولمزيد من المعلومات راجع كتاب عشر سنوات مجيدة - د / حكيم أمين
وفى زمن البابا كيرلس السادس أصبح هناك كنيسة فى كل من استراليا وأمريكا وكندا وكنيسة فى لندن ومجموع الكنائس فى الخارج 7 كنائس فقط .
ولما تنيح البابا كيرلس جلس البابا شنودة الثالث على كرسى مار مرقس وزار بلاد المهجر بنفسه ليطلع على إحتياجاتها حتى وصل عدد الكنائس فى مدينة سيدنى وحدها أكثر من 16 كنيسة وأنشأت كنائس فى بعض البلاد الأخرى منها اليابان وماليزيا شعوبها من أهل البلاد أى يابانيين وماليزيين يتبعون أسقف سيدنى الأنبا دانيال كما أن الأنبا مرقس أسقف أفريقيا أنشأ كنائس فى بلاد كثيرة هناك وأصبح كثير من الأفارقة يتبعون الكنيسة الأفريقية كنيسة مار مرقس الرسول الأفريقى .
إعداد وتجهيز الميرون المقدس
من الأحداث الهامة التى تقع فى أيام أى بطرك هو عمل الميرون المقدس , وزيت الميرون يستعمل فى
new_pa155.jpg

سر عظيم من أسرار الكنيسة أثناء معمودية ألأطفال , أو لتدشين الكنائس والأيقونات وأدوات المذبح وغيرة من الأستخدامات المقدسة .. وعند نفذ كمية الميرون المقدس يحرص الآباء البطاركة أن يقوموا بأنفسهم بطبخة من مكونات خاصة جداً ويصلون طقوس جميلة ولا بد ان يكون فى الجمعة السادسة من الصوم الكبير , ومما هو جدير بالذكر أنه تم عمل الميرون المقدس قبل البابا كيرلس السادس 25 مرة فقط وكان آخرها عام 1935م وذلك فى عهد البابا يؤنس الـتاسع عشر .
وفى عام 1967 م قام البابا كيرلس السادس بعمل الميرون المقدس وذلك أثناء أسبوع البصخة المقدسة (أسبوع ألام السيد المسيح) بالكنيسة المرقسية الكبرى بكلوت بك ومقر البطريركية وشارك الكثير من ألاباء
new_pa156.jpg

المطارنة والأساقفة معه : نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ والبرارى , نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا , نيافة الأنبا كيرلس مطران البلينا , نيافة الأنبا بطرس مطران اخميم وساقلتة , نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة , نيافة ألأنبا آبرام أسقف الفيوم , نيافة الأنبا مينا اسقف بنى سويف والبهنسا , نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية , نيافة الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية وقويسنا , نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة وأطفيح , نيافة الأنبا ديسقوروس أسقف المنوفية .
وحضل عمل الميرون أسقفان من أساقفة أثيوبيا للمشاركة وهما نيافة الأنبا تيموثاوس أسقف عام أثيوبيا , ونيافة ألأنبا بطرس أسقف جوندار .
وشارك كل من الآباء القمامصة : القمص تيموثاوس المقارى النائب البابوى بكنيسة الكويت (أصبح فيما بعد الأنبا تيموثاوس الأسقف العام) , القمص ميخائيل عبد المسيح وكيل عام البطريركية , القمص تيموثاوس المحرقى وكيل بطريركية الأسكندرية (أصبح فيما بعد الأنبا يوساب أسقف البلينا ) , القمص أقلاديوس النطونى سكرتير قداسة البابا ( الأنبا بولس أسقف حلوان والمعصرة) , القس متياس السريانى (نيافة ألأنبا رويس السقف العام) , القس بيمن السريانى .
وشارك الكثير من ألاباء الكهنة بالقاهرة والأسكندرية وبعض الاباء الرهبان من الكنيسة ألأثيوبية راجع رشدى واصف الميرون المقدس
إحتفال البابا كيرلس السادس بقديسي الكنيسة والأنشطة العالمية والزوار الأجانب
وقام البابا كيرلس السادس بالأحتفال بقديسين ليوضح للأقباط عمل الرب يسوع فى حياتهم وتأكيد لعمل الروح القدس فى رجال الكنيسة فى الماضى عملاً بقول الكتاب أنظروا غلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بإيمانهم :
أولاً : الذكرى توقظ النائم الإحتفال فى 21 أمشير سنة 1677 ش الموافق 3 /1/ 1961م بمرور مائة عام على أنتقال البابا كيرلس الثالث الذى أطلقت عليه الكنيسة أبو الإصلاح .. فأقيمت الصلوات القداسات فى جميع كنائس الأقباط أى فى أنحاء الكرازة المرقسية فى هذا اليوم .. وأقيم أحتفالاً كبيراً فى القاعة المرقسية الأنبا رويس وألقى العديد من المتكلمين كلمات مضمونها أعمال هذا البابا العظيم وأعماله للأقباط الإصلاحية , وعندما أرسلت الدعوة إلى الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية فى هذا الوقت فقام بأرسال السيد كمال الدين حسين وزير التربية والتعليم نائباً عنه لحضور هذا الإحتفال .
وفى نهاية الحفل قام الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة والقمص إبراهيم عطية مدير الكلية الإكليريكية بتوزيع شهادات الدبلومات على خريجى الكلية الأكليريكية ومعهد الدراسات القبطية .
راجع تفاصيل وكلمات الإحتفال فى كتاب البابا كيرلس الرابع أبو الإصلاح - للقس زخارياس الأنطونى
ثانياً : الإحتفال بقديسى الكنيسة فى 10/ 6/ 1964م بمرور 50 سنة على نياحة الأنبا آبرآم أسقف الفيوم والجيزة , وقد قرر المجمع المقدس فى إجتماع برئاسة البابا كيرلس السادس وحضرة نيافة الأنبا شنودة اسقف التعليم (اصبح فيما بعد البابا شنودة الثالث) وحضرة كل من التنيح الأنبا صرابامون أسقف المنوفية الذى أطلقت عليه الكنيسة أسم أبى طرحة و وكذلك القمص ميخائيل البحيرى
راجع الكرازة 2/ 6/ 1980م
ثالثاً : حضور مندوبة عن الكنيسة القبطية ليوم الصلاة العالمى .. نظمت نساء العالم ثلاث مؤتمرات للأحتفاء بمرور 75 عاماً على "يوم الصلاة العالمى " وأحد هذه المؤتمرات أقيم فى الهند فى مدينة مدراس .. وقد اعلن عبد الناصر فى مقولة شهيرة : " إن الوحيدين الذين لهم الحق فى تمثيل مصر فى المؤتمرات الكنسية فى الخارج هم الأقباط الأرثوذكس لأنهم وطنيون قومية وكنيسة و أما الذين إنضموا إلى المذاهب المختلفة فهم وطنيون قومية وأجانب كنيسة
ولكن اشترط المسئولون عن إعطاء إذن الخروج الحصول على موافقة البابا كيرلس السادس , وتقول أيريس حبيب المصرى
أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 39
" وساعه أن وصلت إلى المقر الباباوى وجدت قداسته صاعداً فجريت وأمسكت بطرف ث, فإلتفت ليرمن الذى فعل هذا وحالما وقعت عيعلى إبتسم المعهودة وقال لى : " هوه أنتى ياغلباوية !! عاوزه أيه " فلما انادى على تلميذه الشماس سليمان رزق وامره بكتابة الخطاب المطلوب , وبهذه التذكية سافرت إلى مدراس مندوبة عن كنيستنا المحبوبة القبطية "
معجزة العذراء مريم أم الرب يسوع فى بيت عائلة البابا
لم تكن ظهور العذراء مريم هو المرة الأولى فى حياة البابا كيرلس السادس البطريرك الروحانى فقد نشرت مجلة التى كان يصدرها القمص بولس باسيلى فى عددها الخامس والسادس فى عام 1968م الخطاب الذى أرسله الأستاذ حنا يوسف عطا شقيق قداسة البابا كيرلس السادس وكان موضوعه ظهور العذراء مريم الشفيعة المينة لجنس البشرية فى بيتهم فقال : " كان لظهور السيدة العذراء بالزيتون أجمل ألثر , ورجع بالفكر إلى يوم كان أحد أخوة قداسة البابا كيرلس السادس مريضاً مرضاً يعجز معه الشفاء , ويعجز عنه طب الأطباء , ولم يجد الوالد امامه إلا المتنيح القديس الأنبا آبرآم أسقف الفيوم فأرسل إليه برقية من الإسكندرية يرجوه أن يصلى لأجل ولده المريض , فجاء الرد بالبرق (تلغراف - برقية ) يقول : " إبنك بشفاعة أم النور مريم " وفى منتصف تلك الليلة رأى المريض الذى كان لا يعى شيئاً من وطأة المرض أمامه العذراء مريم بحلة بهية بيضاء وتاج نورانى يتلألأ ولمسته فقام متهللا : "أم النور , أم النور" فأضطربت أمه وظنت أن نهايته قد قربت , وكم كان فرحها شديداً ومجدت الرب لما رأت إبنها يجلس ويقرر حقيقة ما رأت عيناه وبعدها قام معافى الصحة ويشكر الرب عليها كثيراً , ومن يومها لم تبرح صورة أم النور مريم مكانها فى المنزل .
وكان قداسة البابا كيرلس منذ هذا الظهور رغم حداثة سنه , الحارس والمشرف على إضائة القنديل أمام صورتها ليل نهار إلى اليوم الذى دخل فيه دير البراموس .. ومن يعلم فقد تكون أم النور هى التى أنارت أمامه الطريق فإهتدى إلى الدير ووصل إلى كرسى الرعاية لأنه كان أميناً على القليل فصار أهلاً لأن يكون أميناً على الكثير .. "
ظهور العذراء مريم أم الرب يسوع على قباب الزيتون
وضعنا هذاالموضوع مع ظهورات العذراء مريم على قباب مصر فى الخمسين سنة الأخيرة راجع

http://www.coptichistory.org/new_page_261.htm ظهور العذراء مريم بالزيتون ظهور العذراء فى مدرسة قبطية للبنات فى أورشليم
إهتمام البابا بالمواهب الكنسية
كان البابا كيرلس يحب المواهب ويضع حاملها فى مكانه الصحيح فراينا كيف أختار الآباء الرهبان البابا شنودة للتعليم والأنبا صموئيل للخدمات والأنبا غريغوريوس لمعهد الدراسات العليا القبطية , ويقول الأنبا غريغوريوس عن إحتضانه لهذه المواهب : " لقد شاء البابا أن يتنازل عن الوعظ لغيره من أخوته الأساقفة وأبنائه الكهنة , وكأنه بذلك يعطيهم فرصة للخدمة معه كشركائه فى الخدمة الرسولية , وإعلاناً منه بأنه كأب وكراع وكرأس لن يستغنى عنهم وعن خدماتهم وجهودهم معه لبنيان الكنيسة المقدسة "
أما القس يوسف أسعد صاحب الصوت الذهبى راعى كنيسة السيدة العذراء بالعمرانية (بالجيزة) فيقول عن محبة البابا كيرلس لجمع أصحاب المواهب حوله : " لو وجد إنساناً يصلى بطريقة يحبها الناس يفرح للغاية ويقول : " هاتوه يصلى معايا , ولو وجد من يجيد الوعظ يقول : هاتوه يوعظ عندنا ويجلس ليستمع إلى العظة بإهتمام بالغ "
وأراد أن يفرح بناته بالخدمة ..
فكون لجنة منهن لتنظيف الهيكل وغسل الستائر والملابس الكهنوتية والبروسفيرين واللفائف ..
وعهد للبعض منهن بإفتقاد العائلات .. وبخاصة من يتغيبون عن الحضور إلى الكنيسة
تشجيعه لأنشطة الشمامسة والأفراد الإجتماعية والدينية
تكونت جماعة شماسية بآخر مصر العتيقة تابعة لكنيسة السيدة العذراء ( المعلقة) من أهدافها رعاية المغتربين من الشباب , وأرادوا أن يقيموا لهم داراً ليجعلوهم تحت الرعاية الكنسية مباشرة , وساندتهم النعمة الإلهية فغشتروا قطعة ارض فى حى الملاك القبلى , وأرادوا تشييد منزل على هذه الأرض بإسم "دار أبناء مدارس الحد بمصر القديمة " وأخذوا موعدا من البابا وطلبوا منه التفضل بإرساء حجر الأساس , فلبى طلبهم .. فاقاموا حفلة عائلية لهذه المناسبة بعد ظهر الحد 4 برمهات سنة 1686 ش 30/3/1960م وبدأ قداسة البابا بالصلاة ثم ارسى حجر الأساس بعد أن كان وضع صندوقاً به الكتاب المقدس وعقد ملكية الأرض , ثم صلى على أبريق من الماء رش به الموضع كما رش الحاضرين فإرتفع هتافهم بمحبته لهم وللكنيسة وقامت المؤرخة بإلقاء كلمة عن : " المرأة فى خدمة الكنيسة " وكان البابا كيرلس السادس يستمع بإهتمام ومنحها البركة أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 38 - 39
تدعيم الأديرة بالرهبان
منذ نشأة الأديرة فى مصر وهى تتعرض للأعتداء فمثلاً أديرة وادى النطرون تعرضت خمس مرات من غزوات القبائل البربرية القادمة من شمال أفريقيا ثم تعرضت للتدمير فى حقبات مختلفة أثناء الغزو العربى الإسلامى ولم يقتصر الأمر على تخريبها بل وقتل الرهبان فيها وقد قدرت المؤرخة أيريس حبيب المصرى
أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 67 - 68
عدد هذه المرات قائلة : " أنها تخربت خمس مرات - وخمس مرات اعيد بناؤها !! "
كما قالت : " وكادت تفتقر من الرهبان ! فمثلاً أصبح النساك بدير البراموس يعدون على الأصابع , ثم أزدهرت الحياة أبتداء من دخول يوحنا الناسخ ( البابا كيرلس الخامس) ليعيش فيه .
وفى سنة 1969 م لم يبق غير خمسة رهبان أصغرهم سناً فى السبعين من عمره ! فجلسوا ذات مساء يعاتبون أباهم الروحى قائلين له : " ها أنت ترى أنه لو بقى الأمر على هذا الحال فلن تمضى غير سنوات قليلة يقفر الدير بعدها وتتوقف الحياة فيه , فهل ترضى بأن يحدث هذا للمكان الذى عشت فيه وكنت أباً لكل ساكنى برية شهيت "
وتقول المؤرخة ايريس : " لم يمضى على هذا العتاب غير أسبوع واحد وإذا بجرس الدير يرن , وكم كانت فرحة الرهبان الشيوخ عظيمة حينما فتحوا الباب وفوجئوا بأبينا متى المسكين زمعه ثمانية رهبان من الشباب يقولون لهم : " لقد جئنا لنعيش تحت رعايتكم ونتسلم منكم التقاليد الرهبانية "
وقد شاع بين الرهبان آنذاك والشعب أن آباء برية شهيت (أديرة وادى النطرون) قد تحدثوا فى الموضوع إلى البابا كيرلس السادس فى موضوع ديره , وكان هذا هو السبب فى ذدهاب هؤلاء الشباب ليحملوا مشعل النسك فظلت الأديرة عامرة
الهيئة الباباوية لإحتياجات الكنائس
وحدث نقس فى إحتياجات الكنائس وتقدمت الكنائس الفقيرة من عدم توفر البخور اللازم , فقام البابا كيرلس السادس بتكوين هيئة باباوية تختص فقط فى توفير كل ما تحتاج إليه الكنائس من بخور والزيت بإستيرادها من مصادر إنتاجها والبلاد التى التى تصدرها مباشرة ثم يتم توزيعها على الكنائس قدر إحتياجها فنجحت اللجنة .
وبعد نجاحهم فى توفير إحتياجات الكنائس فوجهوا إهتمامهم إلى إنتاج الأقمشة الضرورية للملابس الكهنوتية , وقرروا أن ينتجوا نوعاً ممتازاً من الأقمشة وذهبوا إلى مصنع يثقون فى عماله وأعماله وسلموا النموذج الذى صمموه , وظهرت باكورة هذا الإنتاج فى مارس سنة 1969م , وأول من إرتداه شمامسة الكاتدرائية المرقسية ليلة عيد القيامة 6 بشنس سنة 1685ش - 3 أبريل سنة 1969م
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

عودة رفات مار مرقس رسول المسيح لأرض مصر
فى 8 / 5/ 1965 م قام البابا كبرلس السادس والآباء الأحبار نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ونيافة الأنبا كيرلس مطران قنا ونيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج ونيافة الأنبا صموئيل .. بزيارة الرئيس جمال عبد الناصر فى منزله لدعوته لوضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية الكبرى , وقد أعلن الرئيس أثناء الزيارة بمساهمة الدولة بمبلغ مائة ألف جنيه لبناء الكاتدرائية .
ado.jpg


فى 24/ 7/ 1965م أثناء إحتفالات بعيد الثالث عشر لثورة يوليو .. إحتفلت الكنيسة بوضع حجر الأساس للكاتدرائية فى أرض الأنبا رويس .
فى الصورة المقابلة البابا كيرلس السادس والمذبح الذى أهدته الكنيسة الأرثوذكسية الروسية إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
وكتب المتنيح ألعلامة الأنبا غريغوريوس عن موضوع رفاة مار مرقس الرسول فى جريدة وطنى يوم الأحد جريدة وطنى 25 /6/2006م السنة 48 العدد 2322 فقال : " في‏ ‏روما‏-‏الفاتيكان
في‏ ‏يوم‏ 15 ‏من‏ ‏بؤونة‏ ‏من‏ ‏عام‏ 1684 ‏للشهداء‏ ‏الاطهار‏,‏الموافق‏ ‏السبت‏ 22 ‏من‏ ‏يونية‏ ‏لسنة‏ 1978 ‏لميلاد‏ ‏المسيح‏,‏وفي‏ ‏السنة‏ ‏العاشرة‏ ‏لحبرية‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏,‏وهو‏ ‏المائة‏ ‏والسادس‏ ‏عشر‏ ‏في‏ ‏سلسلة‏ ‏باباوات‏ ‏الكرازة‏ ‏المرقسية‏,‏تسلم‏ ‏الوفد‏ ‏الرسمي‏ ‏الموفد‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏العظيم‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏كاروز‏ ‏الديار‏ ‏المصرية‏ ‏والبطريرك‏ ‏الأول‏ ‏للكرازة‏ ‏المرقسية‏,‏من‏ ‏يد‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏بابا‏ ‏روما‏ ‏في‏ ‏القصر‏ ‏البابوي‏ ‏بمدينة‏ ‏الفاتيكان‏.‏
وكان‏ ‏الوفد‏ ‏مؤلفا‏ ‏من‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏المطارنة‏ ‏والأساقفة‏ (‏بينهم‏ ‏سبعة‏ ‏من‏ ‏الأقباط‏ ‏وثلاثة‏ ‏من‏ ‏المطارنة‏ ‏الأثيوبيين‏) ‏وثلاثة‏ ‏من‏ ‏الأراخنة‏.‏أما‏ ‏المطارنة‏ ‏والأساقفة‏ ‏فهم‏ ‏علي‏ ‏التوالي‏ ‏بحسب‏ ‏أقدمية‏ ‏الرسامة‏:‏الأنبا‏ ‏مرقس‏ ‏مطراس‏ ‏كرسي‏ ‏أبو‏ ‏تيج‏ ‏وطهطا‏ ‏وطما‏ ‏وتوابعها‏ ‏ورئيس‏ ‏الوفد‏,‏والأنبا‏ ‏ميخائيل‏ ‏مطران‏ ‏كرسي‏ ‏أسيوط‏ ‏وتوابعها‏,‏والأنبا‏ ‏أنطونيوس‏ ‏مطران‏ ‏كرسي‏ ‏سوهاج‏ ‏والمنشاة‏ ‏وتوابعها‏,‏والأنبا‏ ‏بطرس‏ ‏مطران‏ ‏كرسي‏ ‏أخميم‏ ‏وساقلتة‏ ‏وتوابعها‏,‏والأنبا‏ ‏يوحنس‏ ‏مطران‏ ‏كرسي‏ ‏تيجري‏ ‏وتوابعها‏ ‏بأثيوبيا‏,‏والأنبا‏ ‏لوكاس‏ ‏مطران‏ ‏كرسي‏ ‏أروسي‏ ‏وتوابعها‏ ‏بأثيوبيا‏,‏والأنبا‏ ‏بطرس‏ ‏مطران‏ ‏كرسي‏ ‏جوندار‏ ‏وتوابعها‏ ‏والأنبا‏ ‏دوماديوس‏ ‏أسقف‏ ‏كرسي‏ ‏الجيزة‏ ‏وتوابعها‏,‏والأنبا‏ ‏غريغوريوس‏ ‏أسقف‏ ‏عام‏ ‏الدراسات‏ ‏العليا‏ ‏والثقافة‏ ‏القبطية‏ ‏والبحث‏ ‏العلمي‏,‏والأنبا‏ ‏بولس‏ ‏أسقف‏ ‏كرسي‏ ‏حلوان‏ ‏والمعصرة‏ ‏وتوابعها‏.‏
وأما‏ ‏الأراخنة‏ ‏المدنيون‏ ‏بحسب‏ ‏ترتيب‏ ‏الحروف‏ ‏الأبجدية‏,‏فهم‏ :‏الأستاذ‏ ‏إدوارد‏ ‏ميخائيل‏ ‏الأمين‏ ‏العام‏ ‏للجنة‏ ‏الملية‏ ‏لإدارة‏ ‏أوقاف‏ ‏البطريركية‏,‏والأستاذ‏ ‏فرح‏ ‏أندراوس‏ ‏الأمين‏ ‏العام‏ ‏لهيئة‏ ‏الأوقاف‏ ‏القبطية‏,‏والأستاذ‏ ‏المستشار‏ ‏فريد‏ ‏الفرعوني‏ ‏وكيل‏ ‏المجلس‏ ‏الملي‏ ‏بالإسكندرية‏.‏
وقد‏ ‏غادر‏ ‏الوفد‏ ‏البابوي‏ ‏السكندري‏ ‏القاهرة‏ ‏بعد‏ ‏ظهر‏ ‏يوم‏ ‏الخميس‏ 13 ‏من‏ ‏بؤونة‏ ‏الموافق‏ 20 ‏من‏ ‏يونية‏ ‏في‏ ‏طائرة‏ ‏خاصة‏ ‏رافقه‏ ‏فيها‏ ‏نحو‏ ‏تسعين‏ ‏من‏ ‏أراخنة‏ ‏القبط‏ ‏بينهم‏ ‏سبعة‏ ‏من‏ ‏الكهنة‏.‏
وكان‏ ‏في‏ ‏استقبالهم‏ ‏بمطار‏ ‏روما‏ ‏بعض‏ ‏المطارنة‏ ‏والكهنة‏ ‏موفدون‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏,‏وسفير‏ ‏جمهورية‏ ‏مصر‏ ‏العربية‏ ‏لدي‏ ‏الفاتيكان‏.‏
وتحددت‏ ‏الساعة‏ ‏الثانية‏ ‏عشرة‏ ‏من‏ ‏صباح‏ ‏يوم‏ ‏السبت‏ 15 ‏من‏ ‏بؤونة‏ ‏الموافق‏ 22 ‏من‏ ‏يونية‏ ‏لمقابلة‏ ‏الوفد‏ ‏البابوي‏ ‏السكندري‏ ‏لبابا‏ ‏روما‏ ‏وتسلم‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏.‏وقبيل‏ ‏الموعد‏ ‏المحدد‏ ‏بوقت‏ ‏كاف‏ ‏تحرك‏ ‏الركب‏ ‏المؤلف‏ ‏من‏ ‏الوفد‏ ‏البابوي‏ ‏السكندري‏,‏وأعضاء‏ ‏البعثة‏ ‏الرومانية‏ ‏الكاثوليكية‏ ‏برياسة‏ ‏الكاردينال‏ ‏دوفال‏ ‏كاردينال‏ ‏الجزائر‏ ‏ومعه‏ ‏المطران‏ ‏فيلبراندز‏ ‏أمين‏ ‏عام‏ ‏لجنة‏ ‏العمل‏ ‏علي‏ ‏اتحاد‏ ‏المسيحيين‏,‏والمطران‏ ‏أوليفوتي‏ ‏مطران‏ ‏البندقية‏ (‏فينسيا‏) ‏وثلاثة‏ ‏من‏ ‏الكهنة‏ ‏في‏ ‏موكب‏ ‏رسمي‏.‏وقد‏ ‏أقلتهم‏ ‏عربات‏ ‏الفاتيكان‏ ‏الخاصة‏ ‏تتقدمها‏ ‏الدراجات‏ ‏البخارية‏ ‏إلي‏ ‏القصر‏ ‏البابوي‏ ‏بمدينة‏ ‏الفاتيكان‏.‏
وفي‏ ‏الساعة‏ ‏الثانية‏ ‏عشرة‏ ‏تماما‏ ‏دخل‏ ‏الوفد‏ ‏البابوي‏ ‏السكندري‏ ‏يتقدمه‏ ‏الأنبا‏ ‏مرقس‏ ‏مطران‏ ‏كرسي‏ ‏أبو‏ ‏تيج‏ ‏وطهطا‏ ‏وطما‏ ‏ورئيس‏ ‏الوفد‏,‏ويتبعه‏ ‏سائر‏ ‏أعضاء‏ ‏الوفد‏ ‏القبطي‏ ‏من‏ ‏المطارنة‏ ‏والأساقفة‏ ‏بحسب‏ ‏ترتيب‏ ‏الرسامة‏ ‏ثم‏ ‏الأراخنة‏,‏وكان‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏عند‏ ‏مدخل‏ ‏مكتبه‏ ‏الخاص‏ ‏وافقا‏ ‏يستقبل‏ ‏رئيس‏ ‏وأعضاء‏ ‏الوفد‏ ‏الواحد‏ ‏بعد‏ ‏الآخر‏.‏ثم‏ ‏جلس‏ ‏علي‏ ‏عرشه‏ ‏وجلس‏ ‏أعضاء‏ ‏الوفد‏ ‏وبدأ‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏يتكلم‏ ‏وهو‏ ‏جالس‏ ‏يحيي‏ ‏الوفد‏ ‏القبطي‏ ‏مشيدا‏ ‏بالبابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏وبكنيسة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ويهنئ‏ ‏بافتتاح‏ ‏الكاتدرائية‏ ‏المرقسية‏ ‏الجديدة‏ ‏وباستلام‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏.‏ورد‏ ‏الأنبا‏ ‏مرقس‏ ‏رئيس‏ ‏الوفد‏ ‏بكلمة‏ ‏قصيرة‏ ‏قال‏ ‏فيها‏ ‏إنه‏ ‏يحمل‏ ‏إليه‏ ‏تحيات‏ ‏أخيه‏ ‏بابا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ثم‏ ‏سلمه‏ ‏خطابا‏ ‏من‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏يوجه‏ ‏فيه‏ ‏الشكر‏ ‏إليه‏ ‏ويفيده‏ ‏باسماء‏ ‏أعضاء‏ ‏الوفد‏ ‏الرسمي‏ ‏الذين‏ ‏أوفدهم‏ ‏نيابة‏ ‏عنه‏ ‏لاستلام‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏.‏ثم‏ ‏نهض‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏ونهض‏ ‏أعضاء‏ ‏الوفد‏ ‏معه‏,‏وحمل‏ ‏بابا‏ ‏روما‏ ‏ورئيس‏ ‏الوفد‏ ‏القبطي‏ ‏معا‏ ‏الصندوق‏ ‏الحاوي‏ ‏لرفات‏ ‏مارمرقس‏,‏وسار‏ ‏الجميع‏ ‏اثنين‏ ‏اثنين‏ ‏في‏ ‏موكب‏ ‏رسمي‏,‏وانتقلوا‏ ‏من‏ ‏مكتب‏ ‏البابا‏ ‏إلي‏ ‏قاعة‏ ‏كبيرة‏ ‏كانت‏ ‏قد‏ ‏أعدت‏ ‏لتستقبل‏ ‏الأقباط‏ ‏المرافقين‏ ‏للوفد‏ ‏الرسمي‏ ‏ليشهدوا‏ ‏اللحظة‏ ‏المقدسة‏ ‏السعيدة‏,‏ووضع‏ ‏صندوق‏ ‏الرفات‏ ‏علي‏ ‏مائدة‏ ‏خاصة‏.‏ثم‏ ‏تقدم‏ ‏الحبر‏ ‏الروماني‏ ‏وسجد‏ ‏أمام‏ ‏الصندوق‏ ‏وقبله‏.‏وفعل‏ ‏كذلك‏ ‏رئيس‏ ‏الوفد‏ ‏البابوي‏ ‏القبطي‏ ‏وتلاه‏ ‏بقية‏ ‏أعضاء‏ ‏الوفد‏ ‏وفي‏ ‏أثناء‏ ‏أداء‏ ‏هذه‏ ‏التحية‏ ‏الإكرامية‏ ‏لرفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏كان‏ ‏الكهنة‏ ‏القبط‏ ‏ينشدون‏ ‏الألحان‏ ‏الكنسية‏ ‏المناسبة‏,‏وقد‏ ‏استحوذت‏ ‏علي‏ ‏قلوب‏ ‏الجميع‏,‏مصريين‏ ‏وأجانب‏.‏ومرت‏ ‏تلك‏ ‏اللحظات‏ ‏رهيبة‏ ‏وسعيدة‏,‏وكان‏ ‏الموقف‏ ‏كله‏ ‏مثيرا‏ ‏وخيم‏ ‏علي‏ ‏القاعة‏ ‏جو‏ ‏عميق‏ ‏من‏ ‏الروحانية‏ ‏والتقوي‏ ‏والقداسة‏ ‏والورع‏.‏
ثم‏ ‏جلس‏ ‏بابا‏ ‏روما‏ ‏علي‏ ‏عرشه‏ ‏وعندئذ‏ ‏نهض‏ ‏الأنبا‏ ‏غريغوريوس‏ ‏وألقي‏ ‏نيابة‏ ‏عن‏ ‏الوفد‏ ‏القبطي‏ ‏خطابا‏ ‏باللغة‏ ‏الإنجليزية‏ ‏نقل‏ ‏فيه‏ ‏تحية‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏إلي‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏,‏معبرا‏ ‏عن‏ ‏سعادة‏ ‏مسيحيي‏ ‏مصر‏ ‏وأثيوبيا‏ ‏بعودة‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏بعد‏ ‏أحد‏ ‏عشر‏ ‏قرنا‏ ‏ظل‏ ‏فيها‏ ‏جسد‏ ‏مارمرقس‏ ‏غريبا‏ ‏عن‏ ‏البلد‏ ‏الذي‏ ‏مات‏ ‏فيه‏ ‏شهيدا‏.‏
ورد‏ ‏بابا‏ ‏روما‏ ‏في‏ ‏خطاب‏ ‏رسمي‏ ‏باللغة‏ ‏الفرنسية‏ ‏كان‏ ‏يقرأه‏ ‏وهو‏ ‏جالس‏ ‏علي‏ ‏عرشه‏,‏أشاد‏ ‏فيه‏ ‏بتاريخ‏ ‏كنيسة‏ ‏الإسكندرية‏,‏ونضالها‏ ‏الطويل‏ ‏الرائد‏ ‏في‏ ‏ميدان‏ ‏العقيدة‏,‏وأشاد‏ ‏أيضا‏ ‏بأبطالها‏ ‏وعلمائها‏ ‏من‏ ‏أمثال‏ ‏أثناسيوس‏ ‏الرسولي‏,‏وكيرلس‏ ‏عمود‏ ‏الإيمان‏,‏وبنتينوس‏,‏واكليمنضس‏,‏راجيا‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏حفل‏ ‏اليوم‏ ‏علامة‏ ‏محبة‏ ‏ورابطة‏ ‏تربط‏ ‏بين‏ ‏كنيسة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏وكنيسة‏ ‏روما‏,‏وطلب‏ ‏البابا‏ ‏الروماني‏ ‏في‏ ‏خطابه‏ ‏إلي‏ ‏رئيس‏ ‏وأعضاء‏ ‏البعثة‏ ‏البابوية‏ ‏الرومانية‏,‏أن‏ ‏يحملوا‏ ‏تحياته‏ ‏ومحبته‏ ‏وتقديره‏ ‏إلي‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏واكليروس‏ ‏كنيسة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏ومصر‏ ‏وشعبها‏.‏
بعد‏ ‏ذلك‏ ‏نهضا‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏والأنبا‏ ‏مرقس‏ ‏رئيس‏ ‏الوفد‏ ‏ليتبادلا‏ ‏الهدايا‏ ‏التذكارية‏.‏فقدم‏ ‏الأنبا‏ ‏مرقس‏ ‏هدايا‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏وكنيسة‏ ‏مصر‏ ‏القبطية‏ ‏وهي‏ ‏أربع‏:‏
‏(1) ‏صندوق‏ ‏فاخر‏ ‏مغطي‏ ‏ومبطن‏ ‏بالقطيفة‏ ‏الحمراء‏,‏ويضم‏ ‏كتاب‏ ‏العهد‏ ‏الجديد‏ ‏باللغة‏ ‏القبطية‏ ‏البحيرية‏ ‏وهو‏ ‏مجلد‏ ‏بجلد‏ ‏فاخر‏ ‏بلون‏ ‏بني‏ ‏ممتاز‏,‏وكتب‏ ‏عليه‏ ‏الإهداء‏ ‏باللغتين‏ ‏القبطية‏ ‏والإنجليزية‏ ‏من‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏إلي‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏مع‏ ‏الإشارة‏ ‏إلي‏ ‏تاريخ‏ ‏اليوم‏ ‏وهو‏ ‏السبت‏ 22 ‏من‏ ‏يونية‏ ‏لسنة‏ 1968 ‏لميلاد‏ ‏المسيح‏ ‏الموافق‏ 15 ‏من‏ ‏بؤونة‏ ‏لسنة‏ 1684 ‏للشهداء‏.‏
‏(2) ‏صندوق‏ ‏فاخر‏ ‏مغطي‏ ‏ومبطن‏ ‏بالقطيفة‏ ‏الحمراء‏ ‏ويشتمل‏ ‏علي‏ ‏قطعة‏ ‏نسيج‏ ‏أثرية‏ ‏ثمينة‏ ‏ترجع‏ ‏إلي‏ ‏القرنين‏ ‏الخامس‏ ‏والسادس‏ ‏الميلاديين‏ ‏عثر‏ ‏عليها‏ ‏في‏ ‏بلدة‏ ‏الشيخ‏ ‏عبادة‏ ‏بمحافظة‏ ‏المنيا‏,‏وقد‏ ‏كانت‏ ‏هذه‏ ‏القطعة‏ ‏ضمن‏ ‏محفوظات‏ ‏معهد‏ ‏الدراسات‏ ‏القبطية‏ ‏بالقاهرة‏ ‏قدمها‏ ‏للبابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏مساهمة‏ ‏وتعبيرا‏ ‏عن‏ ‏السرور‏ ‏العام‏ ‏بعودة‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏.‏
‏(3) ‏صندوق‏ ‏فاخر‏ ‏مغطي‏ ‏ومبطن‏ ‏بالقطيفة‏ ‏الحمراء‏ ‏ويحمل‏ ‏اسطوانات‏ ‏القداس‏ ‏الباسيلي‏ ‏وألحانه‏ ‏كاملة‏,‏التي‏ ‏أصدرها‏ ‏قسم‏ ‏الموسيقي‏ ‏والألحان‏ ‏بمعهد‏ ‏الدراسات‏ ‏القبطية‏.‏
‏(4) ‏صندوق‏ ‏فاخر‏ ‏مغطي‏ ‏ومبطن‏ ‏بالقطيفة‏ ‏الحمراء‏ ‏ويحمل‏ ‏سجادة‏ ‏ممتازة‏ ‏طولها‏ ‏متران‏,30 ‏سنتيمترا‏ ‏من‏ ‏صنع‏ ‏فلاحي‏ ‏قرية‏ ‏الحرانية‏ ‏بمصر‏ ‏تحت‏ ‏إشراف‏ ‏الفنان‏ ‏الدكتور‏ ‏رمسيس‏ ‏ويصا‏ ‏واصف‏,‏وقد‏ ‏سجلت‏ ‏علي‏ ‏هذه‏ ‏السجادة‏ ‏رسوم‏ ‏عدة‏,‏تمثل‏ ‏قصة‏ ‏يوسف‏ ‏الصديق‏ ‏كاملة‏.‏
وقد‏ ‏أعجب‏ ‏بابا‏ ‏روما‏ ‏بهذه‏ ‏الهدايا‏ ‏الثمينة‏ ‏كل‏ ‏الإعجاب‏ ‏وشكر‏ ‏بابا‏ ‏الإسكندرية‏ ‏شكرا‏ ‏جزيلا‏ ‏وقال‏ ‏إنه‏ ‏سيحتفظ‏ ‏بهذا‏ ‏كله‏ ‏في‏ ‏الفاتيكان‏ ‏ذخيرة‏ ‏لكل‏ ‏الأجيال‏.‏ثم‏ ‏وزع‏ ‏البابا‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏بيده‏ ‏هدية‏ ‏تذكارية‏ ‏لكل‏ ‏أعضاء‏ ‏الوفد‏ ‏البابوي‏ ‏القبطي‏,‏عبارة‏ ‏عن‏ ‏صليب‏ ‏رسم‏ ‏عليه‏ ‏المسيح‏ ‏مصلوبا‏,‏ويقفان‏ ‏علي‏ ‏جانبي‏ ‏الصليب‏ ‏القديس‏ ‏بطرس‏ ‏الرسول‏ ‏علي‏ ‏يمين‏ ‏المسيح‏,‏والقديس‏ ‏بولس‏ ‏الرسول‏ ‏علي‏ ‏يساره‏.‏ومن‏ ‏خلف‏ ‏الصليب‏ ‏نقش‏ ‏اسم‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏الحبر‏ ‏الأعظم‏.‏كما‏ ‏أهدي‏ ‏البابا‏ ‏لجميع‏ ‏الكهنة‏ ‏والمرافقين‏ ‏ميداليات‏ ‏تذكارية‏ ‏نقشت‏ ‏عليها‏ ‏صورتا‏ ‏ماربطرس‏ ‏وماربولس‏ ‏الرسولين‏ ‏من‏ ‏جهة‏,‏وعلي‏ ‏الوجه‏ ‏الآخر‏ ‏نقشت‏ ‏صورة‏ ‏بولس‏ ‏السادس‏ ‏الحبر‏ ‏الروماني‏.‏
ثم‏ ‏قدم‏ ‏البابا‏ ‏الروماني‏ ‏للأنبا‏ ‏مرقس‏ ‏رئيس‏ ‏الوفد‏ ‏البابوي‏ ‏القبطي‏ ‏وثيقة‏ ‏رسمية‏ ‏بتاريخ‏ 28 ‏من‏ ‏مايو‏ ‏لسنة‏ 1968 ‏تشهد‏ ‏بصحة‏ ‏الرفات‏,‏وإنها‏ ‏بالحقيقة‏ ‏رفات‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏,‏وإنها‏ ‏استخرجت‏ ‏من‏ ‏مكانها‏ ‏الأصلي‏ ‏بكل‏ ‏وقار‏,‏وقد‏ ‏وقع‏ ‏عليها‏ ‏أسقف‏ ‏بورفير‏ ‏حارس‏ ‏ذخيرة‏ ‏الكرسي‏ ‏الرسولي‏ ‏الروماني‏ ‏ووكيل‏ ‏عام‏ ‏مدينة‏ ‏الفاتيكان‏.‏وكانت‏ ‏الساعة‏ ‏قد‏ ‏صارت‏ ‏الواحدة‏ ‏بعد‏ ‏الظهر‏,‏وبذلك‏ ‏انتهي‏ ‏الحفل‏ ‏الرسمي‏ ‏لتسليم‏ ‏رفات‏ ‏القديس‏ ‏مرقس‏,‏وعاد‏ ‏الوفد‏ ‏القبطي‏ ‏في‏ ‏موكبه‏ ‏الرسمي‏ ‏إلي‏ ‏فندق‏ ‏ميكل‏ ‏انجيلو‏ (‏الملاك‏ ‏ميخائيل‏) ‏بروما‏.‏
بركة‏ ‏مارمرقس‏ ‏الرسول‏ ‏تشمل‏ ‏الجميع‏. ‏
2072.jpg

المكان الذى يوجد فيه مزار (رفاة) القديس مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر أسفل الكاتدرائية المرقسية بأرض الأأنبا رويس بالقاهرة
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

العلاقة بين البابا كيرلس السادس وأثيوبيا والكنيسة الأثيوبية

توتر العلاقات بين الكنيسة الأثيوبية والكنيسة القبطية
كانت العلاقة بين الكنيستين الكنيسة الأثيوبيه وأمها الكنيسة القبطية بدأت فى التدهور لمطالب كثيرة وكان بداية الأزمة أنه بعد نياحة البابا يؤانس الـ 19 عام 1942م بعد أن طالب الأثيوبيين وكان المطران فى ذلك الوقت الأنبا كيرلس (مطران مصرى لأثيوبيا) فطلبوا أن يكون من يخلفه مطراناً أثيوبياً ويكون له أيضاً حق رسامة أساقفة أثيوبيين وتكوين مجمعاً مقدساً لكنيسة أثيوبيا - وأن يكون لهم حق أنتخاب البطريرك للكنيسة غير قائمة أخرى من الطلبات التى تهدف أولاً وأخراً إلى الإستقلال .
فعقد البابا مكاريوس الثالث مجمعاً مقدساً خصيصاً لمناقشة هذه الطلبات , وأعلن رفض المجمع سيامة المطران
new_pa208.jpg
الأثيوبى وما دام رفض رسامة المطران الأثيوبى فيكون رفض كل مطالب الأثيوبيين بما فيها أن يكون له حق رسامة أساقفة أثيوبيين , فأثر هذا الرفض على العلاقة بين الكنيستين الشقيقتين .

وفى عهد الأنبا يوساب البطريرك بعد مفاوضات تدخلت فيها حكومة النقراشى باشا وافق البابا على مطالب كنيسة أثيوبيا , ولكن كان أنتظار تنفيذ الأتفاق هو نياحة الأنبا كيرلس آخر مطران مصرى قبطى لأثيوبيا وقد تنيح فى أكتوبر سنة 1950م
وفى يناير 1951 م قام الأنبا يوساب بترقية الأنبا باسيليوس إلى رتبة مطران مع السماح له برسامة خمسة من الأساقفة الأثيوبيين .
وفى عام 1956 م بعد نياحة البابا يوساب وأثناء فترة خلو الكرسى المرقسى عاد الأثيوبيين بمطالب جديدة وهى : رفع درجة المطران الأثيوبى إلى درجة أن يكون نائب البطريرك فى أثيوبيا , ويكون لهم حق إنتخاب البطريرك سواء فى أعداد لا ئحة الإنتخاب و المشاركة فى الإنتخاب وترشيح أثيوبيين للكرسى البطريركى لأنهم جزء لا يتجزأ من الكنيسة ككل , فوافقت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة مطران بنى سويف وقائممقام البطريرك على جميع المطالب الأثيوبية ما عداً أمراً واحداً ألا وهو مسألة ترشيح البطريرك إذ تمسك الأقباط بالتقاليد أن يكون البطريرك مصرياً أثوذكسياً , وبتاء على هذا رفضت الكنيسة الأثيوبية الإشتراك فى سيامة البابا كيرلس السادس فى مايو عام 1959م
وكانت هذه الأزمة تقلق أبونا مينا البراموسى المتوحد وبعد الإختيار الإلهى له ليكون بطريركاً , وقبل حفل السيامة فى 10 مايو 1959 م - أرسل قداسته بصفه شخصية الدكتور إدوارد بشرى إلى أثيوبيا حاملاً رسالة شخصية منه إلى الإمبراطور هيلاسلاسى يقول فيها : " .. أبعث بهذه الرسالة إلى جلالتكم بعد أن شاءت نعمة الرب وإختارت ضعفى لهذا المنصب الخطير , وأنى أشعر بجعوة الرب وبجسامة المسئوليات التى تتطلبها رعاية النفوس , وأثق أن الذى دعانى هو القادر أن يعيننى على توجيه سفينة كنيسته إلى ميناء الخلاص .. ويسرنى أن أعبر لجلالتكم عما يكنه قلبى وتقدير لشعبنا الأثيوبى العزيز , ولكنيسة مار مرقس بلادكم المباركة , ولا شك أنه متى سارت روح المحبة المسيحية الحقيقية والفهم والتقدير المتبادل , فإنه يمكن تذليل كل الصعوبات , والوصول إلى حلول مرضية وبدء عهد جديد يساعد على توطيد هذه الرابطة المقدسة التى طالما حاميتم عنها جلالتكم وسهرتم على صيانتها وتوطيدها طوال حياتكم , ومما يزيد إبتهاجى أن يشترك أخوتى فى ليقاناباباسات (المطران) وأساقفة أثيوبيا فى وضع ايديهم على رأس بابا الإسكندرية فى صلاة الرسامة لأول مرة فى تاريخ كنيستنا , مما سيزيدنى شعوراً بعمق هذه الرابطة وقوتها , وأنى أتطلع بعين الفرح الى ذلك اليوم الذى ألتقى فيه بجلالتكم فى أثيوبيا العزيزة وفى الإقليم المصرى أيضا حتى يتم سرورنا الروحى فى الرب .. " كتاب مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس - القس رافائيل أفا مينا / حنا يوسف عطا
وعاد مندوب أبونا مينا يوم السيامة حاملاً
adr.jpg
رسالة إعتذار عن عدم المشاركة فى حفل الرسامة ولكنهم تفهموا روح المحبة التى تكمن فى قلب القادم ليجلس على كرسى مار مرقس - وحاول البابا كيرلس السادس لم ييأس فى رغبته فى تحسين علاقة الكنيسة القبطية مع أثيوبيا فقال فى رسالته الباباوية الأولى يوم الرسالة قال فيها : " .. كما نتوجه بأصدق التحية وبركاتنا الرسولية إلى الأخ الحبيب الأرثوذكسى المبارك حضرة صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا وإلى جلالة الإمبراطورة والأمراء وإخوتنا المطران ياسيليوس وجمسع الساقفة والكهنة والشمامسة وشعبنا الأثيوبى العزيز ... "

وفى 16 مايو 1959م بعد السيامة المقدسة كتب قداسة البابا كيرلس السادس رسالة ثانية إلى الإمبراطور هيلاثيلاسى جاء فيها قال فيها : " .. لقد تأثرنا بالغ التأثر وقدرنا شعور الألم الذى عبرتم عنه جلالتكم فى رسالتكم الشفهية لعدم تمكنكم من الإشتراك فى حفل الرسامة , ونحن نتضرع إلى الرب أن تحل نعمة روحه المقدسة فترد إلى الكنيسة سلامها وطمأنينتها بروح المحبة المخلصة والتسامح التى ضمناها فى رسالتنا السابقة , إن الإحتياجات الروحية والإجتماعية المتزايدة لشعب الرب فى هذه الأيام ومسئوليات الكنيسة نحوها تتضاعف يوماً بعد آخر مما يتطلب العناية بتنظيم أعمال الكنيسة الرعوية والإدارية بالطريقة التى تمكنها من تأدية رسالتها وتحقيق مسئولياتها على الوجه الذى يريح ضميرنا أمام الرب , وسيشمل هذا التنظيم بنعمة الرب جميع أقاليم الكرازة المرقسية التى يتسع عمل الرب فيها بشكل ملحوظ , ولشعورنا بإزدياد التبعات الملقاة على كنيسة مار مرقس فى أثيوبيا فى نهضتها الحديثة , بفضل جلالتكم وإهتمامكم , ويسرنا أن يكون رفع مركز رئيس كنيسة مار مرقس بأثيوبيا موضع عنايتنا بصفة خاصة , مع تنظيم سلطاته فى الرسامات بما يرشدنا إليه الروح القدس , لذا يسرنا أن نوفد إليكم أخوتنا الآباء المطارنة نيافة ألنبا لوكاس مطران منفلوط ونيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم ونيافة الأنبا بنيامين مطران المنوفية , لتأكيد مشاعرنا السابق التعبير عنها ولدعوة من يقع عليه إختيار جلالتكم من أبناء الكنيسة للحضور إلينا والإشتراك فى دراسة هذا التنظيم ورسم حدوده ومسئولياته تحت قيادتنا الشخصية حتى تتحقق الكنيسة رسالتها لمجد الرب وخلاص النفوس .. "
ولم يقتصر البابا كيرلس السادس على الرسالة السابقة ولكنه أرسل رسالة أخرى إلى نيافة الأنبا باسيليوس المطران ألثيوبى عبر فيها عن صدق مشاعره ورغبته القوية فى تدعيم العمل الكنسى والرعوى لكنيسة مار مرقس الرسول فى ك لا البلدين مصر وأثيوبيا .
وفى الأسبوع الثانى من يونيو 1959 م حضر وفد أثيوبى للمفاوضات وفتح باب الحوار من جديد وكان الوفد الأثيوبى يتكون من : الدجازماشى أسارات كاسا نائب جلالة الإمبراطور هيلاثيلاسى الأول - نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هور - أتومرسى حزن النائب بالبرلمان ألأثيوبى .
وشكل قداسة البابا وفداً قبطياً فى هذه المباحثات يتكون من : نيافة الأنبا لوكاس مطران منفلوط - نيافة الأنبا يؤانس مطران الخرطوم - نيافة الأنبا باسيليوس مطران القدس الجديد - المهندس يوسف سعد - السفير عدلى أندراوس - السفير دسمترى رزق - الدكتور مراد كامل - القمص مكارى السريانى ( فيما بعد اصبح نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات ) لسكرتارية المفاوضات بين الكنيستين ..

النص الكامل للأتفاقية بين الكنيسة القبطية والكنيسة ألأثيوبية
راجع هذا النص فى ملف المستندات والوثائق الكنسية فى هذا الموقع
new_pa157.jpg

تنصيب بطريرك جاثليق أثيوبيا
مؤتمر أديس أبابا للكنائس القبطية الأرثوذكسية الشرقية
بدأ إنقسام الكنائس الأرثوذكسية بعد مجمع خلقدونية عام 451 م :
القسم الأول :
** الكنيسة القبطية الوطنية (كرسى الإسكندرية) والكنائس التابعة لها وهى كنيسة الخمس مدن الغربية , وكنيسة النوبة والسودان , وكنيسة اثيوبيا
** الكنيسة الأنطاكية والكنائس التابعة لها
القسم الثانى :
باقى الكنائس الأرثوذكسية
وفى الوقت الحاضر تتكون خريطة التقسيم إلى نفس القسمين ولكن تواجدت كنائس أخرى فى العصر الحديثة
القسم الأول : الكنائس الأرثوذكسية الشرقية ( الكنائس اللاخلقيدونية ) وهى سبع كنائس
1 - الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (كرسى الأسكندرية)
2 - الكنيسة السريانية الأرثوذكسية (كرسى أنطاكية)
3 - الكنيسة االأرمنية الأرثوذكسية (كرسى أتشمايزين)
4 - الكنيسة الأثيوبية الأرثوذكسية
5 - الكنيسة الأرثوذكسية فى الهند
6- الكنيسة الأرمينية فى لبنان (أنتلياس)
7 - الكنيسة الأريترية الأرثوذكسية
القسم الثانى : هى مجموع الكنائس التى قبل قرارات المجمع الخقيدونى وتعترف بقراراته وأطلق عليها أسم : الكنائس الأرثوذكسية ( الكنائس الخلفدونية) وعددها 19 كنيسة وهى :
1- بطريركية القسطنطينية ( البطريركية المسكونية )
2 - بطريركية الإسكندرية ( الروم الأرثوذكس )
3 - بطريركية أنطاكية ( الروم الأرثوذكس )
4 - بطريركية أورشليم
5 - الكنيسة الأرثوذكسية الروسية
6 - الكنيسة الأرثوذكسية الرومانية
7 - الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية
8 - الكنيسة الأرثوذكسية الصربية
9 - الكنيسة الأرثوذكسية البلغارية
10 - الكنيسة الأرثوذكسية بجورجيا
11 - الكنيسة الأرثوذكسية بقبرص
12 - الكنيسة الأرثوذكسية ببواندا
13 - الكنيسة الأرثوذكسية للتشيك والسلوفاك
14 - الكنيسة الأرثوذكسية بسيناء
15 - الكنيسة الأرثوذكسية بألبانيا
16 - الكنيسة الأرثوذكسية بفنلندا
17 - الكنيسة الأرثوذكسية باليابان
18 - الكنيسة الأرثوذكسية بأمريكا
19 - الكنيسة الأرثوذكسية بالصين
البيانات السابقة مأخوذه من ورقة تاريخية مقدمة لندوة الحوار اللاهوتى بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنائس الأرثوذكسية الشرقية بالمركز القبطى للدراسات الإجتماعية بأسقفية الخدمات العامة والإجتماعية وقدمها د / جوزيف موريس فلتس .
ومن أجل تدعيم العمل والعلاقات بين الكنائس اللاخلقيدونية قام الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول إمبراطور اثيوبيا بدعوة الكنائس الأرثوذكسية الشرقية إلى عقد مؤتمر فى أديس أبابا فى أكتوبر 1964 م .
وحين نما إلى علم الإمبراطور أن قداسة البابا لن يحضر أمر بتأجيل المؤتمر لحين حضور قداسة البابا كيرلس السادس , ولهذا السبب تم إنعقاد المؤتمر فى 8- 15 يناير 1965 م وحضرة كل من : -
1 - قداسة البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكان يرافقة وفد من الآباء الآتى أسمائهم : نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وسكرتير المجمع المقدس , نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا , نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية , القمص فليمون لبيب , الشماس يوسف منصور , الأستاذ مريت غالى , الأستاذ قرياقوس بسادة , الأستاذ زكى الأسيوطى , الدكتور صادق أنطونيوس .
2 - مار أغناطيوس يعقوب الثالث : بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان للسريان الأرثوذكس ويرافقة وفداً من بينهم المطران مار - ملاتيوس برنابا , والمطران ساويرس زكا .
3 - فاسكين الأول الكاثوليكى الأعلى لكل الأرمن الأرثوذكس .
4 - حذرين الأول كاثليكون كيليكيا الأرمن الأرثوذكس (أنتلياس) .
5 - مار أوجين باسيليوس : كاثوليكوس كنيسة الهند للسريان الأرثوذكس .
6 - أبونا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا .. ولم يتمكن من متابعة كل الجلسات المؤتمر فأناب عنه نيافة الأنبا ثيؤفيلس أسقف هرر .
وقام الإمبراطور هيلاسيلاسى بإستقبال رؤساء الكنائس بنفسه فى المطار ورحب بهم ..
وقد أعطى البابا كيرلس السادس جناحاً خاصاً فى قصر منليك , وقام بتوزيع نياشين على أعضاء المؤتمر وقال لهم : أنها من البابا كيرلس وأنهم ضيوفه ودعا قداسة البابا أن يحضر إلى أثيوبيا كما يذهب إلى القاهرة أو الإسكندرية أو مريوط فهم فى أثيوبيا أولاده أيضاً كما دعاه لحضور عيد الغطاس معهم .. "
وقد منح المؤتمر جلالة الإمبراطور الأثيوبى هيلاسيلاسى الأول لقب " بطل الأرثوذكسية فى القرن العشرين "
وقام قداسة البابا كيرلس السادس بإفتتاح المؤتمر بالصلاة .. ثم ألقى الأمبراطور هيلاسيلاسى كلمة قال فيها : " لقد دعوت الآباء الموقرين للإجتماع أملاً أن يسهم هذا الإجتماع فى تحقيق وحدة الكنيسة , وأن يساعد بطريقة غير مباشرة على التفاهم والتعاون بين الشعوب , ففى أيامنا هذه تجتمع فى فترات متقاربة لا الكنائس فحسب بل أيضاً الدول والحكومات , متناسية خلافاتها , لتواجه المشاكل المشتركة بينها ولتبحث عن الحلول والوسائل لتحقيق السلام العالمى والمحافظة عليه وعلى الكنيسة أن تشترك فى هذا العمل الجليل لأنها مصدر السلام والأخوة بين الناس .. منذ قرون مضت بقيت الكنائس الأرثوذكسية بغير إتصال , قد يكون ما يفصل بين المجموعتين ( الكنائس الأرثوذكسية اللاخلقيدونية والكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية ) ذا أهمية وقد لا يكون , ولكنا على كل حال نعيش فى عصر نناقش فيه الخلافات السياسية ذاتها حول موائد المؤتمرات , ويبحث الكل عن حلول سلمية ودية , ولا يمكن للكنائس أن تفعل أقل من ذلك ..
قد لا يستطيع هذا المؤتمر أن يصل الآن إلى نتائج نهائية لكنه يجدر برؤساء الكنائس أن يبدأوا فى البحث عن طريق التصالح ووسائل التعاون ..
ووارد فى جدول أعمالكم موضوع السلم العالمى , وهو فى عالم اليوم مشكلة خطيرة , وتلك الأسلحة المدمرة , التى هى من صنع الإنسان , إنما تهدد الإنسانية كلها إلى درجة الهلاك , ولا يزال الجنس البشرى فى حاجة ماسة أكثر منه من ذى قبل إلى سند الكنيسة وصلواتها ..
آبائى الموقرين أود أن اشير إلى موضوع الصالح الإجتماعى فى العالم فيقدر بلد ما على أن يفلح فلاحاً أنجح من هذا الحقل لو عضت الكنيسة الصالح الإجتماعى وأسهمت فى الخدمة الإجتماعية وهكذا تتحقق إرادة الرب وتستطيع الإنسانية أن تتقدم فى المجالات المادية والروحية فى نظام إجتماعى سليم .. " مريت بطرس غالى - مقال عن مؤتمر أديس أبابا للكنائس الشرقية , نشر فى مجلة السياسة الدولية , أبريل 1965 م
وبدأ المؤتمر جلساته ومناقشة جدول الأعمال الذى يتضمن الموضوعات التالية :-
1 - بحث الوسائل والطرق التى بها تحاول الكنائس حل المشاكل التى توجهها فراداً أو جماعياً .
2 - إيجاد الوسائل والطرق لتحقيق التعاون بين الكنائس فى ميدان التعليم اللاهوتى .
3 - بحث إمكانيات العمل المشترك فى مجال الكرازة .
4 - الإتفاق على موقف موحد فى موضوع العلاقات مع الكنائس الأخرى .
5 - إيجاد جهاز يحقق الإتصال الدائم بين الكنائس المشتركة فى المؤتمر .
6 - إبداء الرأى فى موضوع السلام العالمى .
وقد شملت قرارات مؤتمرا أديس أبابا على ست توصيات رأى المؤتمر أن تعرضها كل كنيسة على لجان من المختصيين فيها ثم تقدم ما تقره إلى اللجنة الدائمة للعلاقات العامة للمؤتمر وأصدروا التوصيات راجع النص الكامل للتوصيات فى هذا الموقع بقسم " المستندات والوثائق الكنسية "
كلمة قداسة البابا كيرلس السادس التى ألقيت فى الجلسة الختامية وقد عبرت الكلمة عن روح كنيسة الأسكندرية :-
1 - كما ينحدر نهر النيل من الهضبة الأثيوبية ليحمل وسائل الحياة لملايين البشر , كذلك نرجو أن ينبع من هذا المؤتمر المنعقد فوق جبال أثيوبيا الهام وتوجيه كلى تتقوى الشعوب الأرثوذكسية فى روحها وإيمانها , ولقد سمحت العناية الإلهية أن يتم إجتماعنا لترتبط قلوبنا فى وحدة الروح والمحبة , ونأمل أن تلحق به إجتماعات أخرى , ونثق بأن التقدم الروحى فى كنائسنا إنما يتحقق بواسطة هذه الوحدة وتلك الرابطة المقدسة , ولا شك فى أن الرب يعيننا جميعا على تنفيذ قرارات هذا المؤتمر لتثمر ثمراتها المنتظرة , ونضرع إلى الله تعالى أن ينعم على العالم ينعمة السلام والطمأنينة وأن يحفظ بلادنا وإرساءها وحكوماتها .. "
وفى ختام المؤتمر أكد العاهل الأثيوبى جلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى مدة سعادته بنجاح هذا المؤتمر , ودعى إلى الإجتماع بين الكنائس الأرثوذكسية كلها اللاخلقدونية والخلقدونية بل والكنائس الأخرى فقال : " يغبطنا خاصة أن نلحظ أن أعمال هذا المؤتمر قد أنحصرت فى ألأمور الدينية والروحية المجردة من ايه أعتبارات سياسية , وهذا ما يجب أن يكون لأن الكنيسة هى رمز السلام لابد لها أن تطرق طرق السلم فى انحاء العالم .. وكم يسرنا أن تكون رسالتكم الكرازية قد نالت حقها فى مداولاتكم كما أنكم عنيتم العناية التامة بالواجب المسيحى الذى يقضى بالصلاة وبالعمل الجدى لتوضيح حقوق الإنسان ولنشر السلام فى العالم "
وقد شكل المؤتمر سكرتارية دائمة تنعقد مرة كل عام فى أحد الكتائس الأعضاء , ومثل كنيستنا نيافة الأنبا أثناسيوس مطران بنى سويف ونيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة والإجتماعية .
ومما يذكر أن السكرتارية عقدت إجتماعها الأول فى أديس أبابا والإجتماع الثانى فى القاهرة فى يناير سنة 1966م هذا وقد أستقبل قداسة البابا كيرلس السادس أعضاء السكرتارية العامة وقاموا بالأشتراك مع غبطته فى قداس عيد الميلاد المجيد , وقد أدى ممثل كل كنيسة جانباً من الصلاة بلغته ولحنه .
قرارات المجمع المقدس
راجع النص الكامل لقرارات هذا المجمع فى القسم الخاص بالمستندات والوثائق
وكان لا بد من موافقة المجمع المقدس وإطلاعه على توصيات مؤتمر أديس أبابا وفى المدة من 8 - 13 فبراير 1965 م برئاسة قداسة البابا كيرلس السادس وبحضور الآباء المطارنه والأساقفة ورؤساء الأديرة وهم :-
1 - نيافة الأنبا تيموثاوس مطران الدقهلية ودمياط وكفر الشيخ
2 - نيافة الأنبا مرقس مطران أبو تيج وطهطا
3 - نيافة الأنبا متاؤس مطران الشرقية
4 - نيافة الأنبا كيرلس مطران البلينا
5 -نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة وسكرتير المجمع المقدس
6 - نيافة الأنبا بطرس مطران أخميم وساقلته
7 - نيافة الأنبا إيساك مطران الغربية والبحيرة
8 - نيافة الأنبا مينا مطران جرجا
9 - نيافة الأنبا أرسانيوس أسقف دير القديس الأنبا بولا
10 - نيافة الأنبا ثيؤفيليس أسقف دير السيدة العذراء بالسريان .
11 - نيافة الأنبا أبرآم اسقف الفيوم
12 - نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا
13 - نيافة الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة
14 - نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم
15 - نيافة الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية وقويسنا
16 - نيافة الأنبا دوماديوس أسقف الجيزة .
17 - القمص بنيامين الأنطونى رئيس دير القديس الأنبا أنطونيوس
18 - القمص قزمان المحرقى رئيس دير العذراء المحرق .
19 - القمص فيلبس البراموسى رئيس دير السيدة العذراء البراموس .
وإعتذر عن عدم الحضور مع تأييد القرارات المجمع الأباء المطارنة :
1 - نيافة الأنبا كبرلس مطران قنا وقوص ونقادة
2 - نيافة الأنبا أبرآم مطران أسنا وأسوان .
3 - نيافة الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى .
وقد قام المجمع بتأييد قرارات المؤتمر ووضع مسئوليات تنفيذية لهذه القرارات فى نظام العمل الكنسى , كما شكل لجاناً لدراسة موضوعات الرهبنة والكرازة والقوانين والتقويم الكنسى .
وقد ناقش المجمع المقدس فى جلسته الرابعة والخامسة بعض الموضوعات الكنسية ألخرى وأقر على ما يناسبها من توصيات وقرارات نذكر منها :
1 - إتحاد الكنيستين القبطية والأنطاكية السريانية وأن يذكر إسم بطريرك كل كنيسة فى القداس الإلهى .
2 - الإشادة بمجهود قداسة البابا كيرلس السادس فى بناء دير مار مينا بمريوط وإعتباره ديراً قانونياً للرهبنة القبطية .
3 - إصدار بيان يشرح وجهة نظر الكنيسة فى مسألة وثيقة تبرئة اليهود من دم المسيح المعروضة على مجمع الفاتيكان الثانى .
4 - إرسال بعض الرهبان للخدمة فى القدس يناء على طلب نيافة الأنبا باسيليوس مطران الكرسى الأورشليمى .
5 - ما يخص الأحوال الشخصية وعدم جواز عمل التوثيق إلا بعد إتمام المراسيم الدينية وتطبيق شريعة العقد

ملاحظة هامة
قالت المؤرخة ايريس حبيب المصرى : " ومن نعمة الرب على البابا كيرلس السادس أن نجح فى إيجاد حل للخلاف الذى ظل محتدماً بين الكنيستين الأرمنيتين لمدة 500 عام , وقد وعدت الكنيستان بوضع توصيات قداسته موضع التنفيذ بعد موافقة مجمع كل منهما . أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 46

فى عام 1965 م ذهب البابا كيرلس السادس إلى أديس أبابا فى أثيوبيا الشرقية .. وأعد المطار إعداداً كاملاً لإستقبال بابا الكنيسة القبطية .. كما أعدت أثيوبيا مقراً خاصا لراحة البابا .. وكان الإمبراطور هيلاسلاسى فى مقدمة المستقبلين .. وهبطت الطائرة فى مطار أديس أبابا وعندما وطأت قدماه أرض المطار وحضر كافة مراسيم الإستقبال قال : " أروح الأول أعمل قداس وكان البابا صائماً ومستعداً بالحمل والأباركة .. وبعد الصلاة ذهب إلى مقر المؤتمر لحضور جلسة الإفتتاح " أبناء البابا كيرلس السادس , جامعة الروح القدس

إفتتاح كنيسة السيدة العذراء بدار البطريركية القبطية بأديس أبابا
new_pa158.jpg


قام الإيطاليون بتخريب كنيسة السيدة العذراء بدار البطريركية القبطية فى اديس أبابا اثناء إحتلالهم لأثيوبيا , وحدث أن الوقت هناك كان فترة عيد الغطاس المجيد فراس البابا صلوات تلك الليلة المقدسة التى أعتبرها الآباء عيد ميلاد الكنيسة , كما قام قداسته بصلوات القداس الإلهى فى كنيسة الملاك ميخائيل .

الإجتماع الثانى لمؤتمر الكنائس اللاخلقيدونية فى القاهرة

وكان موعد هذا المؤتمر الأسبوع الأول من يناير سنة 1966م وحضر الآباء الذين عرفوه فى اديس أبابا , وجاء عيد الميلاد المجيد وهم لا زالوا ضيوفه , ولما دخلوا الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية فى تلك الليلة رجا منهم أن يحيطوا به داخل الهيكل المقدس أثناء الصلوات القدسية كل يلبس زيه بملابس التقديس , وطلب منهم أن يؤدى جزءاً معيناً من القداس الإلهى , ولم يترك أخوته الأساقفة القباط لنوال بركة هذا اليوم فأعطاه جزء من هذه الصلوات المقدسة , ولا يتصور القارئ مدى روعة القداس فضيوفنا صلى كل منهم بلغته وألحانه الخاصة وإنضمت هذه الألحان إلى الألحان القبطية والعربية فكان قداساً سمائياً يمثل تمجيد الرب الإله فى السماء بكل الأمم وبكل اللغات , واذيع هذا القداس على الهواء وتقول أيريس حبيب المصرى : " واذيع هذا القداس الإلهى الرهيب فى الإذاعة , ومما لا شك فيه ان المستمعين , سواء فى الكنيسة أو من الأذاعة , طارت نفوسهم إلى ذلك اليوم , يوم العنصرة الذى تكلم فيه الرسل بلغات مختلفة والأهم أنه خلال هذه الصلوات رنت فى الاذان كلمة رب الكنيسة : " ليكون الجميع واحداً ... ليكونوا هم ايضاً واحد فينا .. " أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 47
new_pa180.jpg


الإمبراطور هيلاسيلاسى الول إمبراطور أثيوبيا كان يطلق علية " اسد يهوذا " بلغ من العمر 82 سنة وقد أقصى عن العرش فى 12 سبتمبر 1974 م بعد أن تمرد عليه الجيش بإنقلاب شيوعى
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

علاقة الرئيس جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس
لم تكن بداية العلاقة فى سنة 1959 م بين الرئيس جمال عبد الناصر والبابا كيرلس السادس مشجعة على الإطلاق
فقد أرسلت برقيات عديدة ضد أبونا مينا المتوحد عندما كان مرشحاً ليكون بطريركاً !!
فأستدعى الرئيس عبد الناصر وزير التموين وكان وقتها السيد الدكتور كمال رمزى ستينو وقال له : " شزف الموضوع ده .. فأنا لا أريد أن أدخل فى صراعاتكم "
أما موضوع الشكاوى فإن ابونا مينا رجل الصلاة , يعطى الناس قطناً مبللا بالزيت لأجل شفاء المرضى راجع كتاب جامعة الروح القدس - إصدار أبناء البابا كيرلس السادس
بداية العلاقة بين البابا كيرلس وجمال عبد الناصر
طلب البابا كيرلس مقابلة جمال عبد الناصر أكثر من 10 مرات وهو يرفض , وكان يريد البابا أن يعرض عليه بعض مشكلات الأقباط والمضايقات التى تتعرض لها الكنيسة , ولم يجد البابا أى استجابه لرغبته فى مقابلته .
وحدث أن كان للبابا صديق عضو فى مجلس الشعب وكان يحبه وكان دائم الزيارة له , وكان له ابن مريض , فطلب العضو أن يصلى البابا لجل أبنه , وربنا شفاة بصلاته .
وفى يوم زاره عضو مجلس الشعب (البرلمان فى ذلك الوقت) ووجد البابا متضايق وزعلان فسأله عن السبب ولما عرف قال : " أنا علاقتى جيده ووطيده مع عبد الناصر " ورتب موعد مع جمال عبد الناصر , وحضر عضو مجلس الشعب قبل الميعاد وأصطحب البابا فى سيارته للقصر الجمهورى .
وقابل جمال عبد الناصر البابا كيرلس بفتور شديد جداً وأبتدره قائلاً بحده : " إيه .. فيه ايه !! هم الأقباط عايزين حاجة .. مالهم الأقباط .. هما كويسين قوى كدة .. أحسن من كده أيه ... مطالب .. مطالب .. مطالب "
وكانت مقابلة عبد الناصر باينه من اولها ومع ذلك قال البابا كيرلس السادس مبتسماً : " موش تسألنى وتقول لى : فيه إيه .. !! " فرد محتداً قائلاً : " هوه فيه وقت أقولك .. وتقول لى ..ما هو مافيش حاجة .. "
ووجد البابا نفسه فى موقف دقيق فغضب وزعل جداً وقال لعبد الناصر : " ده بدل ما تستقبلنى وتحيينى بفنجال قهوة , وتسمعنى , وفى الاخر يا تعمل يا ما تعملش كده من الأول تحاول تعرفنى إن مافيش وقت لعرض موضوعاتى !! " وخرج البابا زعلان قائلاً لعبد الناصر : " منك لله ... منك لله ... "
ورجع البابا للبطريركية مع عضو مجلس الشعب الذى راح يعتذر طول الطريق فقال له البابا كيرلس : " إنت كتر خيرك ,, تمكنت من تحديد الموعد .. أما أستقبال عبد الناصر لى بهذه الطريقة , أنت مالكش ذنب فيه !! "
وذهب البابا لصلاة العشية والتسبحة والصلاة ودخل لينام .
وفى الساعة الثانية بعد منتصف الليل حضر عضو كجلس الشعب وطرق الباب وفتحه بواب المقر الباباوى , وقابل تلميذ البابا سليمان , وقال له : عبد الناصر عاوز يقابل البابا دلوقت حالاً " .. ولكن حاول سليمان افعتذار بأن البابا تعبان وده وقت متأخر يمكن يكون البابا نائم "
غير أن عضو مجلس الشعب أقترح أن يطرق على باب البابا كيرلبس مرتين فغذا لم يرد يذهب ويقول لجمال عبد الناصر أنه وجد البابا نائم , ولكنهم قبل أن يطرقوا على باب البابا فوجئوا ان البابا مرتدياً ملابسه ويفتح الباب ويقول له : " يالا يا خويا .. يالا .. !! "
وكان جمال عبد الناصر له ابنه مريضة احضر لها كبار الأطباء الذين قرروا أن مرضها ليس عضوياً وعندما تكلم مع عضو مجلس الشعب ذكر له شفاء ابنه .. فدخل البابا مباشرة على حجرة أبنة جمال عبد الناصر المريضة وقال لها مبتسماً : إنت ولا عيانة ولا حاجة "
وأقترب منها قداسة البابا وصلى لها ربع ساعة , وصرف الروح النجس وعادت الأبنة إلى طبيعتها تماماً (1) .
وهنا تحولت العلاقة التى كانت فاترة فى يوم من الأيام إلى صداقة بينهما ووصلت هذه العلاقة إلى قال الرئيس جمال عبد الناصر يوماً : " أنت منالنهاردة ابويا .. أنا هاقولك يا والدى على طول , وزى ما بتصلى لأولادك المسيحيين صلى لأولادى .. ومن دلوقت ما تجنيش القصر القصر الجمهورى , البيت ده بيتك وتيجى فى أى وقت أنت عاوزه " كتاب البابا كيرلس السادس رجل فوق الكلمات - مجدى سلامة ..

وعبر الكاتب الصحفى الشهير محمد حسنين هيكل عن العلاقة بين البابا كيرلس والرئيس جمال عبد الناصر فقال : " كانت العلاقات بين جمال عبد الناصر وكيرلس السادس علاقات ممتازة , وكان بينهما إعجاب متبادل , وكان معروفاً أن البطريرك يستطيع مقابلة عبد الناصر فى أى وقت يشاء , وكان كيرلس حريصاً على تجنب المشاكل , وقد إستفاد كثيراً من علاقته الخاصة بعبد الناصر فى حل مشاكل عديدة .. " وأيضاً البابا كيرلس وعبد الناصر وعبد الناصر - محمود فوزى
وفى لقاء من اللقاءات العديدة التى تمت بين البابا والرئيس فى سنة 1959 م قال البابا : " إنى بعون الرب سأعمل على تعليم أبنائى معرفة الرب وحب الوطن ومعنى الأخوة الحقة ليشب الوطن وحدة قوية لديها الإيمان بالرب والحب للوطن .. " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
فأثنى الرئيس جمال عبد الناصر على وطنية البابا كيرلس ومدى وعيه وإلتزامه بتربية أولاده على حب الرب والوطن
إبنة الرئيس عبد الناصر تتعجب عن علاقة البابا كيرلس بأبيها
ويوماً سالت منى عبد الناصر المستشار زكى شنودة عندما كانت تعمل فى دار المعارف قائلة : " البابا بتاعكم فيه أيه ؟ " .. فرد المستشار مستفهما وقال : " يعنى أيه فيه أيه ؟ " فقالت منى : " بابا لما يجيله أى رئيس دولة يودعه حتى باب الصالون فقط , ولكنه لما يجى البابا بتاعكم يودعه حتى باب السيارة ويفضل واقف إلى أن تتحرك السيارة " ورد المستشار شارحاً : " لأنه راجل بسيط وليس له مطالب ولا مطامع ولا يخاف منه فى شئ ولا عاوز حاجة , فأبوك كان شاعراً بهذا ولذلك أحبه " راجع ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس - المستشار زكى شنودة
كيفية بناء الكاتدرائية ؟
وكان أمل البابا كيرلس بناء كاتدرائية جديدة للقديس مار مرقس ومقر جديد للبطريركية فى منطقة النبا رويس , ولكن كيف يحقق هذا الأمل ؟ .. وكيف يطلب من عبد الناصر ؟
يقول الأستاذ حسنين هيكل : " وكان هناك مشكلة أخرى واجهت البطريرك كيرلس السادس , فقد كان تواقاً إلى بناء كاتدرائية جديدة تليق بمكانة الكنيسة القبطية , كان بناء كاتدرائية جديدة مشروعاً محببا إلى قلب البطريرك , لكنه لم يكن يريد أن يلجأ إلى موارد من خارج مصر يبنى بها الكاتدرائية الجديدة , وفى نفس الوقت فإن موارد التبرعات المحتملة من داخل مصر كانت قليلة لأن القرارات الإشتراكية اثرت على اغنياء الأقباط , كما أثرت على أغنياء المسلمين , ممن كانوا فى العادة قادرين على إعانة الكنيسة بتبرعاتهم , إلى جانب أن المهاجرين ألقباط الجدد لم يكونوا بعد فى موقف يسمح لهم بمد يد المساعدة السخية , ثم أن أوقاف الأديرة القبطية أثرت فيها قوانين إلغاء الأوقاف , وهكذا وجد البطريرك نفسه فى مأزق , ولم ير مناسباً أن يفاتح جمال عبد الناصر مباشرة فى مسألة بناء الكاتدرائية فلقد تصور فى الموضوع أسبابا للحرج , وهكذا فقد تلقيت شخصياً دعوة من البطريرك لزيارته وذهبت فعلاً للقائة بصحبة الأنبا صموئيل الذى كان أسقفاً بدار البطريركية , , وفى هذا اللقاء حدثنى البطريرك عن المشكلة , وأظهر تحرجه من مفاتحة جمال عبد الناصر مباشرة فى الأمر حتى لا يكون سبباً فى إثارة أى حساسيات , ثم سألنى ما إذا كنت أستطيع مفاتحة الرئيس فى الموضوع دون حرج للبطريرك ولا حرج على الرئيس نفسه ..
وعندما تحدثت مع الرئيس عبد الناصر فى هذا الموضوع , كان تفهمة كاملاً , كان يرى أهمية وحقوق اقباط مصر فى التركيب الإنسانى والإجتماعى لشعبها الواحد , ثم أنه كان يدرك المركز الممتاز للكنيسة القبطية ودورها الأساسى فى التاريخ المصرى , ثم أنه كان واعياً بمحاولات الإستقطاب التى نشط لها مجلس الكنائس العالمى .. وهكذا فإنه قرر على الفور أن تساهم الدولة بنصف مليون جنية فى بناء الكاتدرائية الجديدة , نصفها يدفع نقداً ونصفها الآخر يقدم عيناً بواسطة شركات المقاولات التابعة للقطاع العام والتى يمكن أن يعهد إليها بعملية البناء .
وطلب إلى الرئيس إبلاغ البطريرك بقرارة , وكان الرجل شديد السعادة عندما قمت بإبلاغه إلى درحة أنه طلب إلى إثنين من الأساقفة , أحدهما الأنبا صموئيل , أن يقيما قداس فى بيتى , وكان بالغ الرقة حين قال : " إن بركات الرب تشمل الكل , أقباطاً ومسلمين " وتم بناء الكاتدرائية وحضر جمال عبد الناصر إحتفال إفتتاحها " كتاب خريف الغضب - للصحفى الشهير محمد حسنين هيكل
وأكد البابا شنودة الثالث الموقف الرجولى الرائع الذى وقفه الرئيس جمال عبد الناصر تجاه بناء الكاتدرائية فقال : " لا ننسى أن الرئيس جمال عبد الناصر أعطى تصريحا لبناء الكاتدرائية الكبرى وحضر حفل وضع الأساس فيها ثم حضر حفل إفتتاحها وألقى كلمة طيبة جداً وتبرع بمبلغ 100 ألف جنيه فى 1967 م , كان المبلغ أيامها كبيراً , وكلف الرئيس عبد الناصر إحدى شركات القطاع العام بأن تقوم بعمليات بناء الكنيسة الكبرى , وأسرعت الشركة فى بنائها بحيث أنتهى الهيكل الخراسانى فى سنة واحدة , على هذا الحجم الضخم , والديون التى بقيت صدر قرار بالتنازل عنها فى عهد عبد الناصر , وبعض منها فى عهد السادات ... كتاب السادات والبابا - أسرار الصدام بين النظام والكنيسة .. أنور محمد

الرئيس جمال عبد الناصر يحضر إحتفال إفتتاح الكاتدرائية بالرغم من الآمه
وبعد الإنتهاء من ألقاء الكلمات فى حفل إفتتاح الكاتدرائية قام البابا وعبد الناصر والإمبراطور هيلاسيلاسى لصعود سلم الكاتدرائية لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية .
وحدث أن أمسك الرئيس جمال عبد الناصر بيد البابا كيرلس متوكئاً وصدرت عنه آنه خفيفة فألتفت إليه البابا سائلاً : " مابالك ياسيادة الرئيس , ولم تتألم , لعلنى أنا الذى يحق لى أن أتأوه , إذ ما زلت أشعر بألم فى ساقى أثر الجلطة التى أصابتنى فى العام الماضى .. فرد الرئيس عبد الناصر : " أننى أشعر بألم فى ساقى أيضاً " .. فقال البابا منزعجاً : " ولماذا لم تخبرنا بذلك إننا كنا على إستعداد لتأجيل الحفل حتى تتمائل سيادتكم للشفاء الكامل " ولكن رد الرئيس جمال عبد الناصر : " لا انا مسرور هكذا ... " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس

البابا كيرلس السادس يتحدث إلى الرئيس عبد الناصر وهو يعالج فى تسالطوبو

وذهب الرئيس جمال عبد إلى بلدة تسمى تسخالطوبو بالإتحاد السوفيتى (روسيا) للعلاج من أصابة أوردة الساق , وحرص البابا أن يتحدث تليفونياً إليه ليطمئن على صحته , وفى المكالمة تمنى الرئيس عبد الناصر لو أن البابا كان معه فى العلاج لعلاج ساقه أيضاً , وتمنى له البابا الشفاء السريع والعودة إلى أرض الوطن ..
وبعد يومين عاد إلى مصر الرئيس جمال عبد الناصر وكان قداسته فى مقدمة مستقبليه بمطار القاهرة الدولى , وتعانقا طويلاً بصورة لفتت أنظار كل الموجودين بمطار القاهرة الدولى , وقال الرئيس للبابا : " لماذا لم ترسل مندوباً عن غبطتكم وأنت لم تتماثل بعد للشفاء التام ؟ " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس

طريقة تربية جمال عبد الناصر لأولاده - تبرعات أولاده لبناء الكاتدرائية

new_pa188.jpg

وتعود قداسة البابا أن يزور الرئيس عبد الناصر فى منزلة .. وفى زيارة من هذه الزيارات .. جاء إليه أولاده , وكل منهم يحمل حصالته وقفوا امامه فقال الرئيس لقداسته : " أنا علمت أولادى وفهمتهم إن اللى يتبرع لكنيسة زى اللى يتبرع لجامع , والأولاد لما عرفوا إنك بتبنى كاتدرائية صمموا على المساهمة فيها , وقالوا حنحوش قرشين , ولما ييجى البابا كيرلس حنقدمهم له , وأرجوا لا تكسفهم وخذ منهم تبرعاتهم ..
فأخرج البابا كيرلس منديله ووضعه على حجره وضع أولاد عبد الناصر تبرعاتهم ثم لفها وشكرهم وباركهم .. وكان هذا المبلغ وغيره من المبالغ الصغيرة التى كان الناس يعطونها إليه ثمن أرض دير مار مينا بمريوط .
البابا كيرلس وعبد الناصر - محمود فوزى

فشل المجلس الملى - وزالت آلام صدر السيد الرئيس جمال عبد الناصر

وطلب البابا كيرلس السادس مقابلة السيد الرئيس جمال عبد الناصر ليعرض عليه مشكلة المجلس الملى بعد أن فشل فى آداء عمله وأدى إلى وجود عجز فى ميزانية البطريركية وتوقفت البطريركية من دفع مرتبات العاملين الموظفين فيها إستمرت لعدة شهور .
وفى 9 مايو 1967 وصلت دعوة إستقبال الرئيس لقداسته فى منزلة بمنشية البكرى .
وتوجه قداسة البابا ومعه الآباء المطارنة والأساقفة إلى منزل الرئيس جمال عبد الناصر فى منشية البكرى وكان منتظرهم وأستقبلهم إستقبالاً حاراً .. وعرض البابا المشكلة فأصدر الرئيس أوامره بإصدار قرار جمهورى بإنشاء مجلس إدارة أوقاف البطريركية , وحل المجلس الملى وتجميد نشاطه , وحلاً للأزمة التى تمر بها البطريركية تبرع بمبلغ 10 ألاف جنية لسداد العجز فى الميزانية .
وطلب البابا السماح له بإنتهاء الزيارة والإنصراف نظراً لمعرفته بمشغوليات رئيس الجمهورية ولكن كان السيد رئيس الجمهورية يقول لقداسة البابا كيرلس فى ود : " موعد الزيارة لم ينتهى " , وعند نهاية زيارة البابا هنأه السيد الرئيس بعيد رسامته متمنياً له اياماً سعيدة , فشكرة قداسة البابا معرباً عن أمتنانه واضعاً يده المباركة على صدر الرئئيس جمال عبد الناصر فى لطف وهو يقول : " إنى أضع يدى على يد الرب , لأنه مكتوب عندنا أن يد الرب على قلوب الرؤساء " فإبتهج الرئيس جمال عبد الناصر بالحديث الودى مع البابا .
وفى مساء نفس اليوم جاء إلى قداسة البابا كيرلس أحد رجال الدولة ليقدم شكر الرئيس لقداسته على هذه الزيارة المباركة التى تمت فى الصباح , وقد ذكر أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يشعر بألام فى صدره وقد زالت جميعها عند وضع قداسة البابا يده فوق صدره " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس

الوعد الأول

وفى مساء 8 يونيو 1967 م أعلن الرئيس عبد الناصر قرار تنحيته أثر نكسة 5 يونيو وهزيمة الجيش المصرى , وفى صباح يوم 9 يونيو 1967 م صلى القداس رافعاً قلبه لأجل مصر وشعب مصر وكان حزيناً , ثم ذهب مباشرة إلى بيت السيد الرئيس عبد الناصر وصحبه ثلاثة مطارنة وحوالى 15 كاهناً , ولكنهم لم يستطيعون إختراق الكتل البشرية تطالبة بالعودة إلى الرئاسة من المصريين التى أحاطت بمنزل الرئيس وسدت الطرق الموصلة إلى بيته , وصدرت تعليمات من رئاسة الجمهورية أن تقوم سيارة تابعة للقوات المسلحة بفتح الطريق أمام سيارة البابا .
ووصل البابا إلى منزل الرئيس بمنشية البكرى وإستقبله السيد محمد أحمد سكرتير السيد الرئيس وأعلن له البابا تمسكه وتمسك الأقباط بإستمرار وجود الرئيس جمال كرئيس للجمهورية .
وأحضروا للبابا كوباً من الليمون رفض أن يشربه وقال : " أنا عاوز أقابل الرئيس " فأوصلوا قول البابا إلى الرئيس تلفونياً فطلب الرئيس أن يكلم البابا بالتلفون وقال له : " أنا عمرى ما أتأخرت فى مقابلتك فى بيتى فى أى وقت ,, ولكنى عيان والدكاترة من حولى " .. فقال له البابا كيرلبس : " طيب عاوز أسمه منك وعد واحد " .. فرد عليه الرئيس : " .. قل يا والدى : " فقال قداسته : " الشعب بيأمرك أنك ما تتنازلش " .. فقال له الرئيس : " وأنا عند أمر الشعب وأمرك "
وغادر البابا بيت الرئيس وفى طريق عودته طلب الإستعداد لضرب الأجراس , وبعد قليل أعلن السيد / أنور السادات رئيس مجلس ألأمة : أن الرئيس جمال عبد الناصر نزل عن إرادة الشعب .
وفى صباح يوم 10 يونيو 1967 م إلى القصر الجمهورى , وقام بكتابة كلمة فى سجل الزيارات وقد اعلن فيها فرحته وإرتياح الأقباط بقرار عبد الناصر بالنزول على إرادة الشعب والعودة لممارسة مهامة كرئيس للجمهورية وزعيماً للأمة القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس

إذاعة إسرائيل تقول :
فإن معك كيرلس السادس .. ونحن معنا الأسطول السادس

بعد حرب 5 يونيو 1967 م أو نكسة 1967 م كما سمتها أجهزة الإعلام فى مصر أعلن قداسة البابا أن أصدر أمراً بأن يقوم الشعب بغقامة صلوات القداس الإلهى فى كل الكنائس القبطية من اجل مصر حتى يعطيها الرب الحماية والصمود .
وإذا بإذاعة إسرائيل العربية الموجهة تتهكم على أوامر البابا بغقامة الصلوات وتقول : " أبشر يا عبد الناصر , فإن معك كيرلس السادس - أما نحن فمعنا الإسطول السادس " القمص ميخائيل داود - كتاب ذكرياتى مع البابا كيرلس السادس - فيض النعمة
وأدت الصلوات وبركة البابا كيرلس السادس وتأييده لجمال عبد الناصر إلى إعادة بناء القوات المسلحة تحت أسم " إزالة آثار العدوان - وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة " وقام رجال القوات المسلحة بحرب إستنزاف أقلقت إسرائيل التى بدأت معارك رأس العش بعد عشرين يوماً فقط من معركة 5 يونيو 1967 م - وخسرت إسرائيل الكثير من الأفراد والمعدات ( طيلة ثلاث سنين من سنة 1967 م حتى 1970 م ) فى حرب لا تهدأ ليلاً أو نهاراً سميت بحرب الإستنزاف صممت خصيصاً لقلقلة الوجود الإسرائيلى على الضفة الشرقية لقناة السويس التى غحتلتها بعد حرب الأيام الستة .
ووضعت خطط سرية هى خطة (جرانيت) وخطة (200) وتدربت عليهما القوات المسلحة , وللعلم هاتين الخطتين هما الخطتان اللتان قام الرئيس السادات والقيادة العليا للقوات المسلحة ببعض التعديلات عليهما لما أستجد من تغيير فى الثلاث سنوات التالية من سنة (1970 م - 1973 م) - وقام الرئيس أنور السادات الذى تقلد الحكم بعد موت جمال عبد الناصر لنه كان نائبة بإستخدام الخطط والإستراتيجية التى إتبعها جمال عبد الناصر .
وفى يوم وفاة البابا كيرلس السادس قالت إذاعة صوت العرب : " لقد مات الصديق الوفى لجمال عبد الناصر "

محبة البابا كيرلس السادس لمصر كوطن

عمل البابا كيرلس السادس من أجل مصر بعد إحتلال إسرائيل سيناء بعد حرب الأيام الستة وذلك فى رسائلة الباباوية - البيانات التى أصدرها فى زياراته - اللقاءات التى حضرها للم شمل مصر وتدعيم موقف الرئيس جمال عبد الناصر - وهناك الكثير من المواقف الأخرى وهى :-
** طلب من افمبراطور هيلاسيلاسى أن يتخذ موقفاً مؤيداً لقضية مصر فى الأمم المتحدة .
** قام بحضور الندوات والمؤتمرات الشعبية والوطنية التى كان يحضرها أقباط ومسلمين للمناقشة حول وثيقة الكاردينال بيا والفاتيكان حول تبرئة اليهود من دم المسيح - وقد وقفت الكنيسة القبطية موقف شديد الصلابة ممثلة فى مجمعها المقدس الذى أصدر بياناً يرفض بشدة هذه الوثيقة ويؤيد التصريح الثنائى الذى أصدره البابا كيرلس مع شريكة فى الخدمة البطريرك الأنطاكى مارأغناطيوس يعقوب بهذا الصدد .
** قامت إسرائيل بضم القدس لأراضيها وتهويدها وغيرت وضعها قبل سنة 1967 م وقام البابا كيرلس السادس بالإتصال بالكنائس وحكوماتها لكى تقوم بتأييد عدم ضم القدس للأراضى اليهودية وأدلى قداسته بالعديد من الأحاديث الصحفية , وللتلفزيون الفرنسى من أجل الحقوق العربية فى مدينة القدس وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى - الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط - الجزء الأول
** أتخذ قرار بمنع ألقباط بالذهاب إلى القدس للتقديس إحتجاجاً على الوضع الراهن وقد نشر هذا القرار فى حديث أدلى به البابا إلى الأستاذ أبو الحجاج حافظ ونشر بجريدة الجمهورية مع عيد الميلاد المجيد عام 1968 قال فيه : "
سؤال " ماذا عن الإتصالات الدائرة الآن بين قداستك وقداسة البابا بولس السادس ؟
الإجابة : بخصوص القدس طبعاً .. ونحن إستنكرنا ونستنكر ولسوف نستنكر دائماً إحتلال إسرائيل للقدس وإعتداءاتها على مقدسات المسيحيين والمسلميين وإنتهاكات للخدمات فى ألراضى المقدسة , ولقد أبرزنا رأينا واضحاً صريحاً أننا نريد القدس فى اليدى العربية (ملاحظة : قامت اسرائيل بأخذ دير السلطان القبطى وأعطته للأثيوبيين ) التى كانت دائماً تصونها برعاية ساهرة وسماحة وحرية كاملة , ولذلك قررنا الإمتناع عن الحج إلى القدس إحتجاجاً على الوضع الراهن " حديث ابو الحجاج حافظ - مع قداسة البابا كيرلس أحاديث وأحداث تاريخية 1968 م ملاحظة : استمر موقف الكنيسة هذا تجاه ذهاب الأقباط إلى القدس فى حبرية البابا شنودة الثالث أيضا حيث رفض السماح بذهاب الأقباط إلى القدس للتقديس أى استمر الأقباط فى إحتجاجهم منذ أن أعلن البابا كيرلس هذا القرار سنة 1968 م وحتى اليوم .
** فى سنة 1968 م أصدر الرئيس عبد الناصر بيان 30 مارس حدد فيه معالم روح العمل الوطنى فى المرحلة الجديدة بعد هزيمة / نكسة 1967 م وأصدر قرار بدعوى الشعب على إستفتاء على بيان 30 مارس .
ومساء يوم الثلاثاء 30 أبريل 1968 م عقدت الكنيسة المعلقة إجتماعاً شعبياً للأقباط يراسه قداسة البابا كيرلس السادس وحضرة نيافة النبا غريغوريوس الذى قام بإلقاء كلمة قداسة البابا كيرلس - وكانت الكلمة تأييد للرئيس عبد الناصر والأقباط لبيان 30 مارس وتأييد الرئيس جمال عبد الناصر الذى يثبت دائماً أن قيادته تتسم بالإخلاص والوضوح والصراحة .. الأنبا أغريغوريوس أسقف البحث العلمى - الكنيسة وقضايا الوطن والدولة والشرق الأوسط - الجزء الرابع
** فى يوم 26 يونيو 1966 م فى عصر جلوس البابا كيرلس قم نيافة الأنبا شنودة أسقف التعليم (قداسة البابا شنودة الثالث) بإلقاء محاضرة عنوانها " إسرائيل فى رأى المسيحية " وحضر هذه المحاضرة 12 ألفاً أحتشدوا فى النقابات المجاورة وشارع عبد الخاق ثروت , وقد ختم نيافته محاضرته قائلاً : " فإذا كان الرب يريد أن يرسل جمال عبد الناصر سيف تاديب لهذا الشعب , فإن هذا يكون خيراً روحياً لهم .. وتجد هذه المحاضرة فى الندوة الدولية عن القدس بالجامعة العربية يوم الحد 12/ 32 م 1995 م وأيضاً ندوة القدس بدولة الإمارات العربية بابو ظبى فى نوفمبر 1995 م وفى مجلة المنتدى التى يصدرها مجلس الكنائس الشرق الأوسط 0 يناير 1996 م

وفاة الرئيس جمال عبد الناصر

فى مساء يوم الإثنين 28 سبتمبر 1970 م توفى الرئيس جمال عبد الناصر فجأة بعد المجهود المضنى الذى بذله فى مؤتمر القمة العربى الذى عقد فى القاهرة وبعد توديعه لخر الرؤساء العرب الذين حضروا المؤتمر وهو أمير الكويت فى المطار .
وتلقى البابا كيرلس السادس نبأ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر بـاثر شديد وحزن حزناً عميقاً وأصدر بياناً إلى الأمة يعبر فيه عن شعورة قال فيه : " إن الحزن الذى يخيم ثقيلاً على أمتنا كلها لأنتقال الرئيس المحبوب والبطل المظفر جمال عبد الناصر إلى عالم الخلود أعظم من أن يعبر عنه أو ينطق به .
إن النبأ الأليم هز مشاعرنا ومشاعر الناس فى الشرق والغرب بصورة لم يسبق لها مثيل , ونحن لا نصدق أن هذا الرجل الذى تجسدت فيه آمال المصريين وكل العرب يمكن ان يموت .
إن جمال لم يمت ولن يموت , أنه صنع فى مدى عشرين سنة من تاريخنا ما لم يصنعه أحد من قبله فى قرون , وسيظل تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية إلى عشرات الأجيال مرتبطاً بإسم البطل المناضل الشجاع الذى أجبر الأعداء قبل الأصدقاء على أن يحترموه ويهابوه ويشهدوا بأنه الزعيم الذى لا يملك أن ينكر عليه عظمته وحكته , وبعد نظره وسماحته ومحبته وقوة إيمانه بمبادئ الحق والعدل والسلام .
إن ألسى فى قلوبنا أعمق من كل كلام يقال , ولكن إيماننا بالخلود وإيماننا بالمبادئ السامية التى عاش جمال عبد الناصر من اجلها وبذل عنها دمه وأعصابه وحياته إلى آخر رمق فيها يملأ قلبنا بالرجاء .. أننا نشيعة إلى عالم الخلود محفوظاً بالكرامة التى تليق بإسمه العظيم , وعزاء الأمة كلها , ولأمة العرب باسرها , بل عزاء للعالم فى رجل من أعظم الرجال الذين عرفتهم البشرية فى كل عصورها ..
كيرلس السادس
بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
راجع د/ يوسف خليل - كمال حبيب .. كلمة وفاء من الكنيسة القبطية إلى الزعيم البطل جمال عبد الناصر .
وتوجه البابا كيرلس السادس فى ظهر يوم ألربعاء 30 سبتمبر إلى القصر الجمهورى بالقبة يرافقة نيافة الأنبا إسطفانوس مطران النوبة وعطبرة وام درمان ونيافة ألنبا غريغوريوس اسقف البحث العلمى , وهناك قابل محمد أنور السادات نائب الرئيس وأعضاء اللجنة التنفيذية العليا - لتقديم العزاء رسمياً فى جمال عبد الناصر , وقد غلب التأثر على قداسته وتحدث باكياً عن محبة عبد الناصر وعلاقته به , ثم سجل كلمة عبر فيها عن مشاعرة ومشاعر القباط فى وفاة الزعيم ناصر قال فيها : " يوم حزين على بلادنا وبلاد الشرق العربى , وما اعظم الخسارة التى لحقت بنا جميعاً وببلاد العروبه , بل لقد خسر العالم فى إنتقال الرئيس المحبوب البطل القائد والرائد والمناضل جمال عبد الناصر خسارة كبرى , إن إسم هذا البطل العظيم سيظل غلى أجيال وأجيال تالية مرتبطاً بتاريخ الجمهورية العربية المتحدة , وبتاريخ السرة البشرية فى كل العالم , لأنه الرجل النزيه الشجاع الذى وهب نفسه وحياته إلى آخر رمق فيها لخدمة وطنه , ووطنه هو كل بلاد الشرق العربى وكل أفريقيا وليس الجمهورية العربية المتحدة وحدها , إن عقل عبد الناصر وقلبه أوسع من ان يكون لأسرته ووطنه بالمعنى الضيق - رحمة الرب رحمة واسعة , وأحسن غليه فى آخرته بقدر ما احسن إلى الرب فى خدمة مبادئ الحق والعدل والكرامة والسلام , إن وفاته جاءت فى لحظة مجيدة ختم فيها صفحة كريمة من صفحات جهادة المجيد , فلتحيا جمال عبد الناصر إلى الأبد - راجع د/ يوسف خليل - كمال حبيب .. كلمة وفاء من الكنيسة القبطية إلى الزعيم البطل جمال عبد الناصر
إعلان الحداد فى الكنيسة
امر البابا كيرلس جميع الكنائس أن تدق أجراسها دقات الحزن منذ إعلان نبأ وفاة جمال عبد الناصر , وتلقى العديد من رسائل تعزية من رؤساء العالم , واقام صلوات القداسات الإلهية وصلاة ترحيم على روح عبد الناصر رئيس جمهورية مصر الراحل وأن تشح جميع الكنائس بالسود طوال فترة الأربعين يوماً .
وتوجهت مسيرة من ألاباء المطارنة وألساقفة والكهنة والشمامسة إلى قبر الرئيس جمال عبد الناصر .
والقيت كلمات فى جميع الكنائس تعبر عن مشاعر الأقباط عن فقدهم الرئيس جمال عبد الناصر والقى نيافة الأنبا شنودة اسقف التعليم يوم الجمعة 9 اكتوبر سنة 1970 م فى الكاتدرائية المرقسية الكبرى كلمة عن فضائل الرئيس جمال عبد الناصر .

البابا يؤيد نقل سلطات رئيس الجمهورية إلى نائبة طبقاً للدستور والقانون
فى يوم الأثنين 12 أكتوبر 1970 م ذهب البابا كيرلس السادس إلى القصر الجمهورى بالقبة وكان يرافقة وفد كبير من المطارنة والأساقفة والكهنة ليعلن موافقة الكنيسة القبطية الرثوذكسية لترشيح السادات رئيساً للجمهورية وقد القى نيافة النبا اغريغوريوس كلمة البابا كيرلس السادس قال فيها : " بإسم قداسة البابا ةبإسم الكنيسة القبطية كلها جئنا لنؤيد قرارات الهيئات الرسمية والبرلمانات والشعب , لترشيح سيادتكم رئبساً للجمهورية على طريق البطل الراحل جمال عبد الناصر , الذى بنى بلاده وجميع من حوله الشعب والشعوب العربية كلها من خلال مبادئة التى نادى بها ومات من اجلها .. الرجل الذى أحس الناس فى عهده بالقوة والفاعلية , وأنتم زميل الكفاح والنضال , فلا عجب إن الكل يشعر بأنك الرجل المناسب , فى الوقت المناسب , وفى المكان المناسب لمواصلة المسيرة والحفاظ على المبادئ الإشتراكية والحرية والوحدة والكفاية والعدل , مبادئ رئيسنا الراحل .. لقد جئنا جميعاً لنؤيد ترشيحكم لرئاسة الجمهورية ونطلب فى صلوات قداسة البابا أن يؤيدكم الرب لتمضوا فى الكفاح وتتحملوا مسؤوليات هذه التركة الثقيلة .. عزاؤنا أن روح عبد الناصر فيكم , وأنتم الرجل الذى سيحمل الشعلة , تؤيدكم محبة الناس .. وفقكم الله ورعاكم "
ثم ألقى السادات كلمة رداً على كلمة البابا كيرلس قال فيها : " وأننى أشكر قداسة البابا الذى اعرفه حق المعرفة , وقد حضرت بنفسى حفل تنصيبه , وكنت فخوراً به ولعلكم لا تعرفون إننا من بلد واحد .
واشكركم جميعاً على هذه الخطوة المباركة , وأعتبر هذا التأييد عوناً لى فى المهمة الملقاة على عاتقى والتى أريد كما قلت لأخوتكم من قبل , إننى فى حاجة إلى ساعد كل واحد فيكم معى لكى نؤدى الأمانة التى تركها لنا جمال ..
إن الوطن يجتاز محنة ويحيط بنا ألعداء وأول سلاح أن ينفذ به بيننا هو سلاح الفرقة .. فلنكن يقظين فنحن شعب واحد , هكذا عشنا وهكذا تعلمنا وعكذا سنمضى إن شاؤ الرب برسالى زعيمنا وما تركه لنا من مبادئ .
لقد قرأت تاريخ بلدى .. لقد ترك لى جمال أمانة فى عنقى سواء أكنت فى موقع رئيس الجمهورية أو أى موقع آخر , فهى امانة أنا مسئول عنها إلى الموت .
أقول لقد تاريخ بلدى , واليوم وفى حضور قداسة البابا اقول لقد ىن الآوان لكى تأخذ كنيسة ألسكندرية مكانها كما كان عبر التاريخ .. لقد كانت منارة فى عالم المسيحية قبل كنائس كبيرة .. أقول آن الأوان وأنى واثق أن قداسة البابا يحمل فى عنقه هذه الرسالة وهو خير من يحملها .
كما أثق أنكم بإرادتكم لمعركتنا ستحافظون على وحدتنا الوطنية حتى نخلص وطننا من عدونا الذى تعرفونه جيداً والذى حلت عليه اللعنة فى ألإنجيل والقرآن .. ثم نعود إلى معركة البناء ونسعد بمستقبل زاهر أراده لنا جمال .. راجع د/ يوسف خليل - كمال حبيب .. كلمة وفاء من الكنيسة القبطية إلى الزعيم البطل جمال عبد الناصر

المــــــراجع



(1) لمزيد من المعلومات عن البابا كيرلس راجع هذا الموقع
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

رؤساء كنائس العالم المسيحى يزورون البابا كيرلس السادس
بماذا أشتهر قداسة البابا كيرلس السادس بين رؤساء كنائس العالم ؟
روى القمص صليب سوريال : " عندما كنت فى روما سنة 1969 م لحضور مؤتمر للقانون الكنسى سعدت بزيارة البابا بولس السادس وقلت له : إننى أحمل إليك تحيات البابا كيرلس السادس فرد على بقوله : إن كرسى كنيستكم يتبوأه الآن رجل قديس ورجل صلاة قل له أن يصلى من اجلى "
ولما رجع ابونا صليب سوريال إلى مصر وذكر هذه الكلمات علق عليها قائلاً : " إن مثل هذه الكلمات لا يقوله كاثوليكى عادى إطلاقاً , فكم بالأحرى لا يقوله إلا الراعى الأول للكاثوليك !! ولكن الرجل أستشعر إشعاعات البابا كيرلس المعلنه قداسته إلى الحد الذى دفعه إلى الإقرار بها " أيريس حبيب المصرى - قصة الكنيسة القبطية - الكتاب السابع - ص 67

رؤساء كنائس العالم المسيحى يزورون البابا كيرلس السادس

أشتهر البابا فى العالم المسيحى كله بقداستة لهذا نجد أنه لأول مرة فى التاريخ القبطى يحظى بابا من باباواتها بهذا
new_pa185.jpg
الكم من الزوار من رؤساء كنائس العالم , وحرص قداسته على أستقبال رؤساء هذه الكنائس والوفود المرافقة لهم أثناء زيارتهم لمصر ورؤساء الكنائس الذين زاروا البابا كيرلس هم :-

1 - البطريرك المسكونى (أثيناغوراس ) بطريرك القسطنطينية الصورة الأولى المقابلة وهو يجلس بجانب البابا كيرلس عام 1961 م .
2 - الأنبا مكاريوس رئيس أساقفة قبرص عام 1961 م
3 - البطريرك الروسى ألكسيس الصورة الثانية وهو يقف بجانب البابا كيرلس السادس عام 1961 م
new_pa186.jpg

4 - البطريرك البلغارى كيرلس عام 1962 م
5 - بغالى رئيس أساقفة فنلندا عام 1966 م
6 - بطريرك رومانيا جستينيان عام 1969 م
7 - البطريرك الأنطاكى مار أغناطيوس يعقوب عام 1965 م
8 - كاثوليكوس فاسكين الأول بطريرك الأرمن الأرثوذكس بأنتلياس بلبنان عام 1965 م
9 - كاثيليكوس السريان الأرثوذكس بالهند مار باسيليوس أوجين .

ومن الكنيسة الكاثوليكية الكرادلة : -
1 - كينج رئيس أساقفة فينا عام 1968 م
new_pa187.jpg

2 - دى فستنيرب رئيس مجلس الكنائس الشرقية بالفاتيكان فى عام 1968 م
3 - دوفال رئيس أساقفة الجزائر عام 1968
4 أوليفيتى مساعد بطريرك البندقية فى عام 1968 م
الصورة المقابلة البابا كيرلس السادس يقابل سفير الفاتيكان بالقاهرة
ومن الكنائس الأسقفية : -
1 - دونالد كوجان رئيس أساقفة يورك عام 1966 م
2 - ماكينز رئيس أساقفة القدس عام 1967 م
3 - آلان أسقف فولهام بإنجلترا عام 1968 م

ومن الكنائس البروتستانتية : -
1 - القس الدكتور فيزرت هوفت الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى عام 1959 م
2 - القس الدكتور فرانكلين فراى رئيس الكنيسة اللوثرية الأمريكية عام 1959 م
3 - القس الدكتور شارف رئيس الكنيسة الألمانية عام 1968 م
4 - القس الدكتور أدوين أبس من الكنيسة المعمدانية الأمريكية عام 1961 م
5 - القس الدكتور يوجين بليك الأمين العام لمجلس الكنائس العالمى عام 1969 م



new_pa207.jpg


قداسة البابا رؤساء الكنائس الأرثوذكسية غير الخلقيدونية ليلة عيد الميلاد سنة 1966 م وهو أول قداس جمعهم منذ قرون
مقابلة البابا كيرلس للأجانب
وتقول المؤرخة أيريس حبيب المصرى كتاب قصة الكنيسة القبطية - ايريس حبيب المصرى - الكتاب السابع ص 40
: " فى 30 مارس سنة 1961م زارتها صديقة أنجليزية أسمها روث بابينجتون .. أستاذة مقارنة الأديان بجامعة كامبريدج , وبعد جولة حلوة بين كنائس مصر القديمة , وفى أثناء عودتها أبدت رغبتها أن ترى بابا الكنيسة القبطية رجل الصلاة .. قلت لها : " حسناً . لنذهب على الفور " وبت الدهشة على وجهها وفى صوتها وهى تسأل : " من غير تيلفون ولا ميعاد " .. أجبتها : " نعم فقداسته يعاملنا كأولاد مدللين , وبابه مفتوح طول النهار , بل ولساعات طويلة متأخرة من الليل " وتضاعفت دهشتها وقالت : " ياللعجب , أنه الراعى الأعلى , ويتسارع الرؤساء والكبراء إلى مقابلته .. فكيف يتواضع إلى هذا الحد ؟؟ " .. قلت بفرحة وثقة : " إنه يتواضع مع أولاده , أما حين يأتى هؤلاء الكبراء الذين تقولين عنهم فلا يقابلهم إلا بالمواعيد , وحين يصلون إليه يجدونه جالساً على الكرسى المرقسى الرسولى , على أنه مع هذه الرسميات , يجعل الجميع يشعرون على الفور بأنه : صديقهم من زمان " ووصلنا إلى المقر الباباوى , وإزدادت صيقتى زهولاً , فقد وجدت البابا العظيم واقفاً وسط قاعة إستقبال يحيط به جمهور من الشعب , ولما أبصرنا داخلتين أشار إلينا بالمجئ إليه على الفور , فسلمنا عليه وحصلنا على بركته , ثم أخذ يستفسر من صديقتى عما تدرسه , ولما أنتهى من حديثه وخرجنا قالت : " أنا لا أكاد أصدق عينى ولا أذنى ! فهل إلى هذا الحد يعامل كل شخص كأنه الوحيد الآتى إليه ؟؟ !! ثم أنه حديثه بالإنجليزية حلو إنه ليس مجرد حديث فقد أحسست بأنه صادر من عمق قلبه "
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

نياحته ومعجزاته
نيـــــــــــــــــــــــاحتــــــــــــــة
يقول القديس مار أسحق الذى عشق البابا كيرلس كتاباته وكان يحفظها : أزهد فى الدنيا يحبك الرب وأزهد فيما بين أيدى الناس يحبك الناس , من عدا وراء الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة جرت وراءه وأرشدت عليه الناس "
وعن هذا قال نيافة الحبر الجليل الأنبا غرغوريوس أسقف الدراسات العليا والبحث العلمى : " أنكم إذا عدتم إلى أيام نياحة البابا كيرلس وقرأتم نعى الدولة ورجالها الرسميين لقداسته يبدو لكم جلياً , أنهم لم ينعوه نعياً رسمياً ولكن نعى الصديق والحبيب "
كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 25

مين احسن من مين
يقول نيافة الحبر الجليل الأنبا مينا الصموئيلى : " .. كان أبونا مينا المتوحد ينظر لكل إنسان على أنه أفضل منه .. " ويقول نيافة الحبر الجليل الأنبا اثناسيوس مطران بنى سويف : " .. فى احد الأيام قمت بإلقاء عظة فى الكاتدرائية المرقسية يكلوت بك فى وجود البابا كيرلس .. وبعد إلقاء العظة قال لى البابا : أنت يا خويا عمال تشخط وتنطر فى الناس كده ليه .. إحنا عارفين مين أحسن من التانى .. " كتاب الخدمة والإتضاع فى حياة البابا كيرلس السادس إصدار - أبناء البابا كيرلس السادس ص 30

هل كان البابا كيرلس السادس يعرف يوم وفاته ؟

تصرفات البابا غير المعتادة فى آخر زيارة له لدير مار مينا

فى مايو عام 1970 ذهب البابا إلى ميناء الخلاص وهو دير مار مينا بمريوط , والشئ الغريب أن أن تصرفاته كانت غير معتادة !!! وقد ذكر القس رافائيل أقا مينا تلميذ قداسة البابا وأحد رهبان الدير : " إعتاد قداسة البابا قبل أن يغادر ادير مار مينا أن يجلس مع كل راهب من رهبان الدير , ويتحدث معه ويمنحه البركة ويعطيه هدية تذكارية شيئاً من ملابسة الخاصة , ثم يتوجه إلى الكنيسة الكبيرة حيث يصلى صلاة الشكر ويغادر الدير مبتسماً فرحاً .
ولكن فى مايو 1970 م ودع البابا الدير بطريقة مخالفة تماماً , فقد أستدعى القمص مينا افامينا (أصبح فيما بعد نيافة الأنبا مينا أفامينا رئيس الدير ) أمين الدير وتحدث معه حديثاً قصيراً وهو يحاول أن يغلب دموعه , ولكنها هى التى غلبته , ثم سلمه عدد من القلنسوات بعدد رهبان الدير , ثم توجه إلى الكنيستين الموجودتين بالدير , وعمل تمجيداً للشهيد مار مرقس الرسول والشهيد مار مينا , وكان ممسكاً بصورة القديس مار مرقس كانت معه منذ توحدة بالجبل , وقد حاول قداسته أن يبتسم أمامنا , ولكنه لم يقدر وإنسابت دموعه بغزارة , ولم يجلس مع أحد منا , بل ركب قداسته سيارته ودموعه لم ينقطع سيلها .. لقد رأينا ذلك وتسائلنا : أين إبتسامة البابا ؟ وأين جلسته الطويلة معنا ؟ ولم أهدى لكل راهب منا قلنسوة ؟ .. وأيضاً ما سر دموعه؟ ولم كان يمسك صورة القديس مرقس بيده " القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس
فى يونيو 1970 أختار البابا كيرلس القمص تيموثاؤس المحرقى وكيل بطريركية الإسكتدرية ليكون أسقفاً على كرسى البلينا بإسم نيافة الأنبا يوساب فى 14 من يونيو
فى صباح يوم الثلاثاء 29 سبتمبر رأس صلاة القداس الإلهى وعمل ترحيم لروح الزعيم عبد الناصر وكان غاية فى التأثر والحزن لفقد هذا الصديق .
فى 13 اكتوبر 1970 م تلقى البابا خبر من اثيوبيا بإنتقال الأنبا باسيليوس بطريرك جاثليق أثيوبيا إلى السماء , فأرسل قداسة البابا وفداً قبطيا فى نفس اليوم مكون من : نيافة الأنبا أسطفانوس مطران أم درمان وعطبرة والنوبة , نيافة الأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمى , القس مكارى عبدالله كاهن كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل بطوسون شبرا .. وذلك لتقديم العزاء للإمبراطور هيلاسيلاسى وللآباء مطارنة وأساقفة الكنيسة الأثيوبية والمشاركة فى الصلاة عليه ..
فى 24 أكتوبر 1970 حينما أصيب قداسة البابا فى جلطة فى الشريان التاجى فى القلب - وأشرف على علاجة فريق من الأطباء برئاسة الفريق رفاعى كامل , كما خصص د / عبده سلام وزير الصحة ثلاثة من الأطباء للعناية بقداسة البابا والتواجد معه ليلاً ونهاراً .. وبعد ثلاثة أسابيع تحسنت صحة البابا ومرت مرحلة الخطر ولكن صدرت ألوامر بمنع الزيارات لحين يستعيد قداسته صحته تماماً , تم تركيب سماعات فى قلاية البابا بالمقر الباباوى لكى يستمع إلى القداس وهو راقد فى فراش المرض .
فى ديسمبر 1970 كانت آخر أفكاره بإنشاء لجنة باباوية لرعاية أسر الكهنة الذين توفوا , وقد منحها قداستة 600 جنيهاً من مخصصاته أعانه لها , كما تبرع بمبلغ 50 جنيهاً لرابطة مرتلى الكنيسة القبطية بالقاهرة .
فى ليلة عيد الميلاد المجيد 1971 م قام قداسة البابا كيرلس السادس بصلاة القداس الإلهى وإستقبلة الشعب بالفرح والزغاريد .
فى الأسبوع الأول من مارس 1971 م أصيب البابا بالإنفلونزا وكان يستقبل أولاده ومباشرة كل مهام الكنيسة وحل مشاكلها وكان مل ما كان يقوله جملتين هما .. " الرب يرعاكم " .. و.. " الرب يدبر أموركم "
يوم الحد 7 مارس 1971 م اقام صلاة القداس الإلهى رغم طلب الأطباء بعدم الحركة حتى يتم الشفاء كاملاً وقد استقبل أولاده وباركهم .
فى يوم الأثنين 8 مارس 1971 م قام قداسة البابا كيرلس بالأتصال تلفونياً بالسيد صلاح الشاهد الأمين الأول برئاسة الجمهورية لتحديد موعد مع الرئيس السادات لتأكيد تأييد الكنيسة القبطية له فى موقف الرئيس تجاه العدوان الإسرائيلى ولكن شكر السادات البابا لمشاعره وترجاه إرجاء الزيارة حتى تتحسن صحته , ولما لم يكن له قوه فى المشاركة أرسل برقية للسادات قال فيها : " سيخلد التاريخ لسيادتكم فى أنصع صفحاته دوركم العظيم فى الحفاظ على السلام فى الشرق الأوسط , ولكن غصرار العدو على التوسع , أغلق الأبواب فى وجه محاولات السلام , ولم يكن أمامكم إلا الطريق المشروع "
وفى صباح يوم الأثنين 8 مارس دخل إليه القمص بنيامين كامل فقال له البابا : " خلاص يا أبونا " فقال له القمص : " يعنى ايه يا سيدنا " قال البابا : " خلاص كل شئ أنتهى " قال القمص : " متقلش كده يا سيدنا .. ربنا يعطيك الصحة وطول العمر " قال البابا : " الصحة .. ! ما خلاص .. العمر .. ما أنتهى .. خلى بالكم من الكنيسة إهتموا بيها وربنا معكم ويدبر أموركم " ثم سلم قداسة البابا للقمص بنيامين سكرتيره بعض الدفاتر الهامة التى لم يتركها لأحد وقال له : " ربنا معاكم يا ابونا " وأعطاه البركة والصليب ليقبله القس رفائيل افامينا / حنا يوسف عطا : مذكراتى عن حياة البابا كيرلس السادس

اليوم الأخير الذى تنيح فيه البابا كيرلس السادس
9 مارس سنة 1971 م
new_pa191.jpg

صلى البابا كيرلس صلاة نصف الليل , وفى الساعة 5 صباحاً إستيقظ قداسته فى قلايته صلاة باكر وصلواته الخاصة , وأستمع إلى القداس الإلهى الذى يقام فى الكاتدرائية عن طريق السماعات .
وفى الساعة الثامنة صباحاً كشف د/ ميشيل جريس الطبيب المقيم بالبطريركية على البابا وقرر أن حالته الصحية مستقرة .
وفى الساعة 10 خرج من قلايته إلى صالون الإستقبال وتقابل مع الزوار وصل عددهم 50 زائر منهم بعض الآباء الكهنة , وكان القمص حنا عبد المسيح كاهن كنيسة العذراء بروض الفرج هو آخر من قابلة وقال له : " ربنا يدبركم "
وبعد نصف ساعة توجه قداسة البابا إلى قلايته وأثناء سيره سعر بدوار شديد وكاد يسقط على الأرض بين باب القلاية والسرير , فجرى تلميذه الأستاذ فهمى شوقى ( الأب متياس البراموسى حالياً ) وسند البابا حتى أصعده على السرير , ثم صرخ منادياً د/ ميشيل الذى دخل إليه مسرعاً وحاول تدليك القلب إذ أصيب بهبوط حاد , وفى ذات الوقت تم الإتصال بالأطباء الذين الذين توالى حض
new_pa192.jpg
ورهم , وتم إبلاغ وزير الصحة الذى كان بالإسكندرية فأمر بنقل الأجهزة اللازمة الموجودة بعهد القلب , كما طلب إبلاغه تطورات حالة قداسة البابا الصحية أولاً بأول .

أما آخر كلمات البابا كيرلس السادس كانت : " الرب يدبر أمـــــــــــوركم " وأسلم روحه الطاهرة لتصعد حاملة أعماله الحسنة ليقدمها للرب وكان ذلك فى تمام الساعة العاشرة وأربعين دقيقة من صباح 9 مارس 1971م .
وقد توقفت ساعة البابا كيرلس الخاصة عند لحظة أنتقاله إلى السماء , وهى معروضه فى مزاره الخاص بدير مار مينا بمريوط .

الكنيسة تعلن وفاة البابا كيرلس رسمياً

قام المقر الباباوى بإخطار رئاسة الجمهورية والمسئولين والآباء المطارنة والأساقفة ورؤساء الكنائس فى العالم بإنتقال قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكنيسة المنتصرة , ودقت أجراس الكنائس دقاتها الحزينة الثلاثة والمستمرة لحين الصلاة على البابا الراحل .
البيان الرسمى الذى أصدرته البطريركية : " تنعى البطريركية القبطية الرثوذكسية ببالغ الأسف غبطة راعيها الأول مثلث الرحمات طيب الذكر البابا الأنبا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الذى أنتقل إلى الأمجاد السماوية فى الساعة العاشرة والنصف صباح امس ..
النعى الذى كتبه المجمع ال**** فى جريدة الأهرام : " المجمع المقدس للكرازة المرقسية , ينعى ببالغ الأسى رئيسه وأياه الكلى الطوباوى مثلث الرحمات السعيد الذكر البابا كيرلس السادس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المائة والسادس عشر من البطاركة خلفاء القديس العظيم مرقس الرسول كاروز أفريقيا , إنتقل إلى أحضان القديسين تاركاً فى قلوب الأقباط وسائر المصريين والعالم أجمع أطيب ألثر بعد أن ادى رسالته كأحسن ما تؤدى رسالة رئيس الكهنة ورائد بار لكفاحنا الوطنى , فتال إكليل الجهاد المعد له عوض الرب الكنيسة والأمة عنه خيراً .. وستقام الصلاة على جثمانه الطاهر الساعة الخامسة مساء باكر الخميس بالكاتدرائية الجديدة بشارع رمسيس .

الشعب القبطــــــــــــــــــى يودع راعيـــــــــــــــة

قام بتحنيط جسد البابا الأنبا كيرلس السادس ودهنه بالطيب الأطباء الأقباط شفيق عبد الملك , ومشيل أسعد , ويوسف يواقيم , وميشيل جرس .. ثم البسوه الملابس الكهنوتية وأضيئت الشموع حول الجسد المسجى .. ووقف المطارنة والأساقفة يتلون المزامير , ثم حملوه بدموع تنهمر من عيونهم وأجلسوه على كرسى مار مرقس رسول المسيح إلى أرض مصر بالكنيسة المرقسية الكبرى لكى يلقى شعبه القبطى نظرة الوداع الأخيرة , ويقدر عدد الذين ألقوا نظرة الوداع 75 ألفاً وكنت أنا الضعيف راكبا الأتوبيس ولم أعرف موضوع ألقاء نظرة الوداع وإذا بسيدة رأت الصليب مرسوم على يدى فقالت تسألنى : هل هذه محطة كلوت بك فقلت نعم فقالت : " أنا رايحة اشوف البابا كيرلس لأنه تنيح , ثم مالت على أذنى وقالت لقد قال لى ستحملين وستلدين ولداً وتسميه مينا " وكانت المرأة حامل , ونزلت بدافع الفضول لأرى انا كمان البابا كيرلس ووجدت الطابور أمام باب الكنيسة المرقسية يمتد لأميال ووجدت أبنى عمى يقف فى الطابور فوقفت معه أتكلم وقلت اروح لأن الطابور طويل وإذا بعربية نقل من البلدية تقف أمام باب الكنيسة ويطلبون مساعدة الناس فى نقل قصارى ورد أحضرت خصيصاً لتجميل المكان لحضور بعض الشخصيات الهامة والسفارات .. ألخ فحمل أبن عمى واحده وحملت واحدة ودخلنا ووضعنا قصارى الورد حيث يضعها العمال فى اماكن ظاهرة ودخلنا فى الطابور الداخلى الداخل إلى الكنيسة ورأيت جسد البابا مسجى وعينه مفتوحه فلم اهتم ولكن عند قرائتى لأحدى المعجزات وجدت ان إحدى النساء شافت عينه مفتوحة ايضاً "
وفى مساء يوم الربعاء 10 مارس 1971 م إجتمع المجمع المقدس لبحث موضوعين وسكرتير المجمع المقدس - وقد تم إختيار نيافة ألنبا أنطونيوس مطران سوهاج والمنشاة بعد إعتذار كل من نيافة الأنبا ساويرس مطران المنيا ونيافة الأنبا مرقس مطران ابو تيج وطهطا - وتم إختيار الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا ليكون سكرتيراً للمجمع المقدس .
وقد صدر قرار جمهورى بتعيين الأنبا أنطونيوس قائمقام بطريرك .


السادات يعزى

فى الساعة السابعة والربع من مساء يوم الأربعاء ذهب الرئيس محمد أنور السادات لتقديم العزاء شخصياً إلى القائمقام بطريرك وأعضاء المجمع المقدس وكان الجميع فى أستقباله وإنضم إليهم الدكتور كمال رمزى أستينو , والسيد كمال هنرى أبادير , والمهندس أبراهيم نجيب .
وقال الرئيس السادات : " إننى كنت دائماً أعتز بقداسة البابا الراحل الذى احبه وأرجوا أن يخلفه من يسير على منواله , وأن تمضوا فى إختيار خليفته حسب طقوسكم المعروفة , ولكن فى أتحاد بغير أنقسام .. إننى أعتبركم عائلتى , وأرجوا ألا يكون بين عائلتى أى إنقسام "

الصلاة على جثمان البابا كيرلس الراحل


ووضع جثمان البابا فى صندوق فاخر من خشب الساج الذى لا يسوس مبطن من الداخل بقماش أبيض ثمين وفتحته العلوية من البلور المتحرك , وكان إشتراه أحد المحال الكبرى لدفن الموتى من لبنان ووصل مصر يوم 8 مارس وكان شيئاً غريباً أن يتواجد مثل هذا الصتدوق فى مثل هذا الوقت - فى الصورة المقابلة الصندوق يحمله الكهنة فى طريقهم للكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس بالعباسية
وفى الساعة الخامسة صباحاً فى يوم 11 مارس 1971 م نقل الصندوق وبه جثمان قداسة البابا كيرلس السادس إلى الكاتدرائية الكبرى بأرض الأنبا رويس وأستقبله الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بالألحان المناسبة , ووضع أمام الهيكل الرئيسى على منضدة خاصة .. وهنا ألتف حول الصندوق رهبان دير مار مينا وهم يتلون الصلوات والمزامير والدموع لا تتوقف من عيونهم .
new_pa193.jpg

وتوافد الألوف من الشعب القبطى للكاتدرائية بأرض الأنبا رويس وأمتلأت الكاتدرائية التى تسع الألاف وأمتلأ المقدمة أمام الكاتدرائية وحولها الكاتدرائية بألاف أخرى ولم يكن هناك موضع لقدم .
وفى الساعة الثالثة بعد الظهر بدأت صلوات طقس تجنيز الآباء البطاركة , وبدأ كبار رجال الدولة والسفراء الحضور لمشاركة الأقباط حزنهم لفراق راعيهم الصالح .
وألقى نيافة الأنبا أنطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة عن البابا الراحل بالدموع والبكاء: " قال الوحى الإلهى : " عزيز فى عينى الرب موت أتقيائة " أعنى أن الرجال الأتقياء أو الذين يتقون الرب غال جداً فى عينى الرب موتهم , ولكن هذه هى إرادة الرب التى نخضع لها , لأن الرب فعل ..
لقد كان البابا كيرلس السادس له الشخصية الشيعى بالنعمة والبركة المملوءة رحمة وطهارة وأثماراً صالحة.
فعسير هلينا أن نقف لنرثيه .. عسير علينا أن نلقى نظرة الوداع على جثمانه الطاهر المسجى بيننا فى هذه الكاتدرائية العظيمة التى شيدها والتى يبذل الجهد عزيزاً ليتم بناؤها ويدوى بين ربوعها رنين أجراسها كما ترتفع الأصوات الملائكية من الشعب بالصلاة .
عسير علينا أن نتكلم عن هذه الشخصية العظيمة الضخمة التى كانت ثاقبة النظر فى المور العامة , راسخة فى الوطنية , رائدة فى الخدمة العامة بالأبوة والرعاية الكاملة .
كانت ساحة البابا كيرلس السادس متسعاً للجميع , وكان بابه مفتوحاً على مصراعية , للفقير قبل الغنى والصغير قبل الكبير , كان يقابل الجميع بترحاب ويصغى إليهم فى أناة وحب , لا تفارق الإبتسامة شفتيه ..
وكثيراً ما كان ينصحة أطباؤه بألا يرهق نفسه بتلك المقابلات التى لا تنقطع , وكان رجلاً والرجال قليل .
كان البابا الراحل محباً للسلام : " طوبى لصانعى السلام لأنهم يدعون أبناء الرب " .
وكان نشيطاً يعمل دائماً من أجل الكنيسة , وتسامعت الكنائس بنشاطه وبره فسعت إلى تعزيز صلاتها بكنيستنا ودعته لزيارة كنائسها وبلادها , ولكن عمله كان يشده دائما إلى حقله , يتعده بالغرس والصقل حتى يمن الرب عليه بالنمو الصالح .
ولم تقتصر زياراته على القاهرة والأسكندرية أو الأقاليم فى مصر , بل خرجت وأمتدت إلى الكرازة المرقسية , فزار أثيوبيا أكثر من مرة , ورحب به جلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول , ترحيباً كبيراً , وفرح وهلل بزيارته مطوب الذكر البطريرك الجاثليق فى أثيوبيا ورجال الأكليروس والشعب , وأحسو فى قربه الأبوة الروحية الغامرة , وشعروا انهم أمام أب يعطف على ابنائة جميعاً , ولا يضن عليهم بثمرة حبه
وأقام فى عهده كنائس كثيرة فى ربوع الكرازة المرقسية وفى أمريكا وأستراليا وغيرها , وعمرت أديرة بما لا يتسع المجال لذكره الآن .
وأقام فى عهده كنائس كثيرة فى ربوع الكرازة المرقسية وفى أمريكا وأستراليا وغيرها , وعمرت الأديرة بما لا يتسع المجال لذكرة الآن .
وتوج الأعمال بتشييد هذه الكاتدرائية القبطية بتعزيز رئيسنا الراحل الخالد جمال عبد الناصر , وقد آزره صاحب الجلاله الإمبراطور هيلاسيلاسى , والشعب القبطى بالجمهورية العربية المتحدة (أسم مصر فى ذلك الوقت) .
إن التاريخ سوف يخلد لمثلث الرحمات البابا كيرلس السادس فضائلة التى قلما تتوافر جميعها فى غيره , والتى كان أبرزها تواضعة الجم الذى لازمه راعياً متوحداً وكاهناً متعبداً , وبابا بطريركاً عظيماً على رأس كنيسة أم الشهداء الخالدة , التى قال عنها الرئيس أنور السادات .. حفظة الله , إن هذه الكنيسة القبطية ذات تاريخ مجيد مشرف يؤهلها لأن تتبوأ مكانتها المرموقة بين كنائس العالم .
والآن .. نحن نودع ابنا وحبيبنا وسيدنا البابا المعظم الأنبا كيرلس السادس .. لقد غادر هذه الديار وأنتقل إلى الأمجاد السماوية حيث ينعم بجوار السيد المسيح وأعماله العظيمة تتبعه .
فإن فارقنا بروحه , وإن الجسد يرجع إلى معدنه الذى أخذ منه , إلا أنه خالد لا ينسى , ولن ننساه , ولن ينسى الوطن , ولن ينساه أحباؤه .
راقد على رجاء القيامة . فنم ياسيدى مستريحاً تتبعك أعمالك , ونحن ندعو الرب بشفاعتك وبصلواتك التى نرفعها أمام العرش الإلهى , إذكرنا ولا تنسانا , أذكر كنيستك لكى يرعاها الرب ويسوسها وبخدمها ويفلحها , ويقيم الراعى الصالح الذى يتبع خطواتك .
أذكر الوطن العالى أمام ربك لكى يحفظه من كل شر , ومن كل أمر ردئ , وأن يكتب سلامته وأن ينصره على من يعاديه .
إننى ياسيدى إذا تكلمت قد يخوننى لسانى , وقد تخوننى مشاعرى فمهما قلت لا اوفيك حقك , فقد كنت قديساً عظيماً بمعنى كلمة عظيم .
المصاب ضخم والمصاب كبير , ولكن مشاعر هذه النفوس ومشاعر هذه الشخصيات العظيمة التى واستنا , والتى إشتركت معنا خففت الألام .
شكراً جزيلاً للرئيس أنور السادات رئيس الجمهورية العربية المتحدة الذى واسانا , شكراً لجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الذى أناب عنه مندوبه الذى أتى متحملاً السفر الطويل .
وشكراً لمندوب الرئيس السودانى النميرى .
وشكراً لقداسة البابا بولس السادس حبيبنا الذى أناب عنه سفيره ومندوبه فى مصر الذى حضر بمجرد وصوله من إيطاليا وزارنا أمس بالبطريركية واليوم أيضاً .
شكراً جزيلاً للسادة نواب الرئيس والسادة أعضاء اللجنة التنفيذية العليا , والسادة الوزراء , وأعضاء اللجنة المركزية ورجال الدولة , ونواب رئيس مجلس الوزراء والوزراء .
وأنتم يا اصحاب الغبطة والقداسة وأصحاب الفضيلة ..لقد غمرتمونا بعطفكم , غمرتمونا بمشاعركم , فشكراً لقداسة الكاردينال إسطفانوس الأول والآباء المطارنه .. شكراً للبطريرك أغناطيوس يعقوب الذى أرسل مندوبيه من بيروت .
شكراً لنيافة المطران أثناسيوس أبراهام نائب غبطة البطريرك الإنطاكى للسريان ألاثوذكس .. شكراً للقس فيكتور هوارد مندوب مجلس الكنائس العالمى .
شكراً لنيافة المطران مندوب غبطة بطيرك الروم الأرثوذكس بالأسكندرية شكراً لنيافة غبطة كاثوليكوس امينيا .
شكراً للسادة رعاة الكنائس الإنجيلية ومندوب الكنيسة الأسقفية و ومندوب الكنيسة الروسية الأرثوذكسية , وجميع مندوبى الكنائس التى إشتركت معنا سواء فى تشييع الجنازة أو فى الصلاة أو فى الإشتراك معنا بمشاعرهم وبرقياتهم ورسائلهم .
شكراً للسادة السفراء ولؤساء بلادهم جمهوريين وملكيين وغيرهم ..
شكراً للشعب المصرى بجميع مواطنيه على مواساتهم ومشاعرهم الطيبة .. وشكراً لكم جميعاً .

ثم قام بعد ذلك رجال الدولة ووفود الكنائس والسفراء وقدموا العزاء لنيافة النبا أنطونيوس وللآباء المطارنة والأساقفة .

إلى المثوى الأخير
new_pa194.jpg

وحمل الأباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشمامسة بحمل الصندوق الذى يحوى جثمان راعى الرعاة ورئيس الكهنة البابا كيرلس السادس ودخلوا به إلى الهيكل وطاروا حوله طورة ثلاثية يرددون الألحان الجائزية الحزينة ثم خرج الموكب إلى صحن الكنيسة وعلا صراخ الشعب وبكائة وخرجوا من باب الكاتدرائية الجانبى وهبطوا السلم إلى البهو السفلى حيث توجد المقبرة التى أعدت بسرعة ودفن بها والكلى يصلى فى بكاء على باباه الراحل .

فى ذكرى الأربعين

فى يوم 17 أبريل 1971 م وافق مرور أربعين يوماً على نياحته ووافق سبت الفرح ايضاً وليلة عيد القيامة .. وحيث أنه طبقاً لطقوس الكنيسة لا يجوز عمل جنازات فى أسبوع الألام وحتى عيد القيامة لأنه يخصص للسيد المسيح فقرر ألاباء أن يكون ألإحتفال يوم الجمعة 23 أبريل 1971 م بالكاتدرائية المرقسية الكبرى , وفى مساء الساعة الرابعة من مساء الذى قرره ألاباء بدأ صلوات الأربعين للبابا كيرلس السادس بحضور الآباء المطارنة والأساقفة , وقد حضر الأستاذ صلاح الشاهد كبير أمناء رئاسة الجمهورية ذكرى الأربعين نائباً عن الرئيس أنور السادات وحضر عدد كبير من رجال الدولة والسفراء .
وكما هو معروف فى ذكرى الربعين وضعت صورة كبيرة لقداسة البابا كيرلس السادس أمام الهيكل.
وبعد الإنتهاء من الصلوات القى نيافة الأنبا انطونيوس مطران سوهاج وقائمقام بطريرك كلمة تعزية قال فيها : " يا حضرات الآباء جميعاً .. يعز على اليوم أن اقف متحدثاً عن اب كريم تمتعنا جميعاً بحبه وبركاته وشاء أمر الرب إلا أن يأخذه منا .
وما يسندنى فى وقفتى هذه سوى أننا لسنا نشيعه بجسده العزيز فى الثرى راقداً بقدر ما نودعه بروحه السامى إلى مدارج العلا صاعداً , وليس كمن إنتفى وجوده بيننا , بل كمن إختفى عن أعيننا وهو موجود معنا دائماً , ذلك لأننا نؤمن أن الذين يرقدون فى الرب ينضمون إلى كنيسة ألأبرار التى هى كنيسة من هم بلا جسد الذين نشترك معهم بالروح والعقل مرتفعين فوق مادية هذا الجسد مثلما قال الكتاب المقدس " لأنكم لم تأتوا إلى جبل ملموس مضطرم بالنار وإلى ضباب وظلام وزوبعة , بل أتيتم , إلى مدينة الإله الحى أورشليم الماوية وإلى ربوات هم محفل ملائكة وكنيسة أبكار مكتوبين فى السموات وإلى اللإله ديان الجميع وإلى أرواح أبرار مكملين "
ذلك هو صاحب هذا الرسم , أبونا القديس جزيل الطوبى مثلث الرحمات البابا كيرلس السادس فقيد الكنيسة المحبوب والوطن المفدى .
لست أعلم من أين أبدأ الكلام عن مناجاتك , أبدأ منذ زهدت فى الدنيا وأيقنت ان ملازمة الرب خير ملازمة العالم , بإخلاص تام وبقوة ويقين أدرت ظهرك للعالم ووليت وجهك نحو الصحراء , ففتح الدير أبوابه لك على مصراعية , ولكنك سرعان ما خلوت إلى شق فى صخر الجبل حاذياً حذو السلف من المتوحدين , ولم تكن خلوتك إلى فترة أرضيت فيها نزوة عابرة بل كنت بداية للطريق الذى رسخت فيه إلى نهايته , أم أذكر ذهابك إلى سوهاج إلى دير القديس العظيم الأنبا شنودة رئيس المتوحدين , سلام الرب عليه , ومكثت فى مغارة فى الجبل الغربى بسوهاج .
أم أذكر كيف كنت فى صومعة بجبل المقطم بمصر القديمة نائباً عن العالم , وما كان سيدنا القدوس العلى فى كل هذا إلا راعياً محباً لك وما كان القديسون العليون إلا رفاقاً وحماة لك , فكان الرب القدوس فى تعبدك الحار يعمق أساسك ليأتى بك يوماً إلى الخدمة , وكان الناس فى إبتعادك عنهم يزدادون إقتراباً منك وقصداً إليك طالبين البركة باثين الشكوى , ملتمسين البرء " لأن صلاة البار مقتدرة فى فعلها"
أم أذكر وقد أختارك لرعاية كنيسته فإزدحموا حولك , ولم تضق بهم ولم تنهرهم , بل كنت ترد من أراد أن يردهم عنك وبوجه ملؤه الحب والإبتسام , وقلب ملؤه العطف والحنان , وروح كلها صلة وإيمان , صليت وخدمت , جاهدت وثابرت فى الليل والنهار , فى الإنفراد ومع الجماعة بأقصى جهد إلى آخر لحظة من حياتك الغالية , حتى إذا جاءت اللحظة المعلومة عند الرب أسترقت روحك الطاهرة إلى العلا وأنت واقف فى الميدان والناس من حولك لا يدركون ما حدث .
أيها الأحباء .. لقد عمل أبونا الراحل فى فترة قليلة عملاً كبيراً جداً من أجل الكنيسة فلقد نظم العلاقة بين الكرسى الباباوى الأسكندرى والكنيسة الأثيوبية الحبيبة , وعقد أتفاقية حققت لأثيوبيا أمانها بأن جعلت لها بطريركاً جاثليقاً , فى كل إيبارشية من إيبارشيات الكرازة كان يختار الأساقفة ألأفاضل رعاية أبناء الكنيسة فى مصر وفلسطين والسودان .
كما أنه أقام اساقفة أوكل إليهم شئوناً خاصة كالمعاهد اللاهوتية والخدمات العامة والثقافة القبطية , ولأول مرة أنشئت كنائس قبطية أرثوذكسية فى الكويت وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا .
وأوفد المبعوثين إلى كنائس أفريقيا وإحتضن البعثات من تلك الدول لتلقى الدراسات اللاهوتية فى مصر وأثيوبيا فكانت لقاءات التقوى والحب .
زاره كثير من رؤساء الكنائس الأجنبية وأختم بالحركة المسكونية , كان على مؤتمر الكنائس الشرقية بأديس ابابا , بعث ممثلين إلى المحافل الكنائسية العالمية وكان فى كل هذا عاملاً من أجل الإيمان بالرب ومن أجل الإيمان بالمثل الهليا ومن أجل الإيمان بالخدمة الأمينه للوطن الغالى ..
إلا سلاماً وإجلالاً له أمام الرب عابداً خاشعاً .
إلا سلاماً وإجلالاً له بين الناس راعياً حانياً .
إلا سلاماً وإجلالاً له خادماً وطنياً أميناً
كان اه أثره فى تعاطف الكنائس مع مصر والعروبة , وكانت له جولاته فى الدفاع عن الوطن العربى وإعلان كلمة الحق أمام الظلم والإعتداء .
إلا سلاماً له فى كلماته وإعلاناته ونداءاته ورسائله التى عممت إلى كبار القادة العالميين فى أقطارهم البعيدة الذين كان يخاطبهم فى شتى المناسبات إلى ابنائنا الجنود البواسل حاملى السلاح الذين كان يراسلهم بإنتظام , وآخر رسائلة لهم العدد الضخم من الأناجيل الصغيرة التى أرسلها لهم بمناسبة عيد الميلاد المجيد الماضى
جنودنا فى قلبه وصلاته .. وهنا لى وقفه .
صدقونى لقد كان مريضاً محتاجاً للراحة ولكنه ابى إلا أن يوقع بيده الكريمة على كل أنجيل من هذه الألاف المرسلة غلى ابناءه .
كم كان محباً لأبناء الوطن , كم كان رائداً للوحدة الوطنية , كم كانت علاقته وثيقة طيبه بالهيئات والأفراد , كم أحب الرب والناس , وكم أحبه الرب والناس .
جاء لتوديعه الوداع الأخير الألوف من أبناء مصر والعالم , وكانت تلك لحظات لامعة من الزوايا الروحية التقوية والأخوية والوطنية والإنسانية العالمية .
يا أحبـــائى .. كم يهزنى أن وفد بمخيلتى إلى الترابط الطبيعى بين قادة هذه الأمة هذا الذى تقيمه وتباركه السموات التى قالت فى الكتاب المقدس : " مبارك شعبى مصر " فلقد كان قادة هذا الوطن سياسياً ودينياً على مر التاريخ مترابطين .
فسلاما لأرواح الخــــــالدين .. وسلاماً للمتحابين المترابطين , وسلاماً للمصريين وسلاماً لأبناء الوطن العربى وسلاماً لأتحاد الجمهوريات , ولتكن مشيئتك يارب كما فى السماء كذلك على الأرض .
أيها الأعــــــــــزاء .. كم أقص عن أن أتكلم عنه ولكننا لم نفتده بل كسبته السماء وكسبناه شفيعاً جديداً لنا امام عرش النعمة , ورائداً لنا فى السماء , ذكره يبقى إلى الأبد ويبقى معنا للبركة .
إلا فإسمحوا لى أيها السادة أن اتقدم عن نفسى وعن أعضاء المجمع المقدس وعن الإكليروس والشعب القبطى بأخلص الشكر على تكرمكم بالإشتراك معنا فى الإحتفال بذكرى فقيدنا العظيم لكم جميعاً مثوبة مجاملتكم داعياً لجميعكم بالبركة والصحة والسعادة وأن يلهمنا الرب نعمة العزاء .
أبقى الرب حياتكم هانئة سعيدة , ولإلهنا كل مجد وإكرام وسجود من ألآن وإلى البد آمين .
ثم ألقى بطريرك الأقباط الكاثوليك أسطفانوس الأول كلمته وبعده القس لبيب مشرقى رئيس الطوائف الإنجيلية ثم المهندس إبراهيم نجيب رئيس لجنة الأوقاف , ثم كلمة نيافة الأنبا أثناسيوس أسقف بنى سويف والبهنسا وسكرتير المجمع المقدس بإلقاء كلمة شكر لكل المشاركين فى هذه الصلوات وإلقاء الكلمات عن البابا الراحل كيرلس السادس .
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

تنفيذ وصية البابا كيرلس السادس
عاش البابا كيرلس السادس عمراً يناهز الــ 69 عاماً مع الرب وقديسيه مار مينا .
وفى عام 1964 م كتب وصيته بخط يده ولما كان يحب مار مينا فقد إشتاق لأن يدفن فى ديرة العامر بمريوط بالرغم من أنه اسس أكبر كاتدرائية فى الشرق الأوسط ولكنه لم يغير وصيته ليدفن بها
وصية البابا كيرلس السادس
بإسم الآب والإبن والروح القدس إله واحد آمين
وصيـــــة
أنا الموقع أدناه بإمضائى وختمى وخطى المدعو بنعمة الرب كيرلس السادس أوصى بما هو آت :-
1 - مساحة الـ 50 (خمسون) فدان بصحراء مريوط وما عليها هو ملك لدير مار مينا العجائبى .
2 - قطعة الأرض التى بتفتيش السيوف الإسكندرية .
3 - قطعة الأرض الكائنة بكينج مريوط .
4 - العقار الكائن بمحرم بك بالإسكندرية .
5 - جميع العقارات والأرض والكنيسة بمصر القديمة .
جميع هذه ملك لدير مار مينا العجائبى بصحراء مريوط .
كما أوصى أنه بعد إنتقالى ووفاتى , يدفن جسدى بالمدفن الذى تحت الكنيسة بدير مار مينا بصحراء مريوط , يدفن بالملابس التى تكون على جسدى ولا لزوم لغيرها .
كل من أطلع على هذه الوصية ولا يعمل بها يكون محروماً من فم الثالوث الأقدس الآب والإبن والروح القدس وفم الرسل والقديسين وفم حقارتى ويكون على شمال المسيح , وعلى أبن الطاعة تحل البركة الإمضاء كيرلس السادس
وقرر البابا شنودة الثالث وفاءً للبابا الراحل تنفيذ وصيته أن ينقل جسده الطاهر إلى المكان الذى أحب أن يدفن فيه فى ليلة عيد القديس مار مينا .
وفى ظهر الأربعاء 22 نوفمبر 1972 م أخرج الصندوق الذى به جسد البابا كيرلس السادس من مدفنه المؤقت تحت الكاتدرائية المرقسية بأرض الأنبا رويس ووضع أمام الهيكل للمرة الثانية .
وقام برفع صلاة بخور العشية قداسة البابا شنودة الثالث وكثير من الآباء المطارنة والأساقفة والكهنة والشعب , وألقى البابا شنودة الثالث عظة قال فيها : " .. البابا كيرلس يرتبط تاريخة , بحدث هام ينسب إليه , وهو إنشاء دير القديس العظيم مار مينا العجايبى , وفى الحقيقة إن البابا كيرلس إغتبط قلبه بهذا الدير إغتباطاً فاق الوصف , وهى النقطة التى أريد أن أتكلم عنها اليوم .
ففى رهبنته كان أسمه مينا المتوحد , وأحب هذا القديس الذى أخذ إسمه , محبة كبيرة , ورغم أنه كان من دير البراموس , إلا أن قلبه إلى دير مار مينا , وعندما أضطر إلى ترك مغارته فى الجبل بنى ديراً بإسم مار مينا لمحبتة لهذا القديس , وأصبح كل من يذهب إلي المنطقة يزور دير مار مينا , ويأخذ بركة القمص مينا المتوحد , وعندما كان فى كنيسة مار مينا بمصر القديمة التى عاش فيها زمناً طويلاقبل الزمن الذى قضاة فى الباباوية كان فى نفس الوقت يسعى فى السكنى فى منطقة مار مينا بمريوط , وإتصل بجمعية مار مينا بالإسكندرية , وبالأخص د/ منير شكرى لعمل الإجراءات ليعيش فى مار مينا .
وعندما بدأت الصلاة بمنطقة دير مار مينا تهلل قلبه جداً , وكان قد بدأ بهذه الصلاة الأنبا ثاؤفيلس قبل أن يكون هناك دير , وكانوا يصلون فى العراء فىالمنطقة الأثرية .
ولما جلس البابا كيرلس السادس على كرسى مار مرقس , أهتم بدير مار مينا إهتماماً كبيراً , وبدأ ينشئ هذا الدير
وفى الواقع إن العمل الذى قام به هذا الدير هو عمل عجيب جداً , يدل على إقتناع عجيب بالفكرة , وإصرار , وتصميم على إنشاء الدير , إذ لم يكن بالأمر الهين إحضار مواد بناء والماء , فكانوا يحضرون الماء من قرية بهيج
نذكر بالشكر فى هذه المناسبة المقدس شاروبيم أقلاديوس , وأخاه المقدس فرج أقلاديوس على تعبهما .
البابا كيرلس بنى أستراحة له فيها مسكن , وحجرات وضيافة , وكنيسة صغيرة ثم كنيسة أكبر بثلاث مذابح , ثم بنى سوراً ضخماً يضم حوالى 15 فدانا فى داخلة , وهى مسألة ليست بالعمل الهين , وسمح له ببعض الأحجار من المنطقة الأثرية , ثم بنى بيتاً للخلوة للآباء الكهنة بمساعدة نيافة الأنبا صموئيل , وبنى بعض غرف لإستعمالات العامة .
وبدأ يزرع تلك المنطقة , وهو فى الواقع يعتبر المؤسس الحقيقى الكبير لدير مار مينا فى عصرنا الحاضر , كل ذلك لمحبته فى دير مار مينا , ووضع أساس كاتدرائية كبيرة فى تلك المنطقة , مساحتها تقريباً حسبما أذكر ثلاثة أمثال الكنيسة الكبيرة الموجودة فى الدير , وفى هذه الكنيسة أراد أن يدفن .
لا حظوا هذا الإهتمام الكبير فى قلب الصحراء , ليس للإنشاء فقط و ولكن من حيث الرهبان , فكان يستعير بعض الرهبان من دير السريان , ثم رسم به رهباناً جدداً , واخذ موافقة المجمع المقدس بهذا الدير , وكان فرحاً بهذا العمل .
وكلكم تعلمون أنه كان يقضى شهوراً طويلة بهذا الدير , فهو مكان خلوته والمكان الذى يذكره بأسمه القديم (مينا المتوحد) أحب هذا المكان جداً , وكشخص متوحد , كلما إزدادت عليه الضغوط الخارجية , كان يلوذ بهذا المكان .
كان يريد أن يجعل مار مينا يحظى بإهتمام الكل , فأنشأ على أسمه مذابح كثيرة بالكنائس , بل أن احد المطارنة الأوائل الذين رسمهم فى أول رسامته بطريركاً كان بإسم "مينا" مطران جرجا .
وجعل صناديق التبرعات لهذا الدير بكنائسة بالإسكندرية , وكان يشغله هذا الأمر جداً , وأتذكر أننا فى كل مرة نطلب أذنا لزيارة مارمينا كان يتهلل , ويظهر ذلك فى ملامحة , وربما كنا نطلب أشياء أخرى ويرفض , ولكن زيارة مارمينا كان يتهلل لها ويفرح
وهذه المحبة الكبيرة بينه وبين هذا القديس جعلته يكتب فى وصيته أن يدفن فى دير مارمينا , ووضع حروماً شديدة لمن يخالف هذه الوصية , وتظهر هذه الوصية أهتمامه بدير مار مينا , فذكر الخمسين فداناً .. وأشياء كثيرة لدير مارمينا , وهذه محبة كبيرة لهذا الدير , وتعلق قلبه به وأن يدفن بالمدفن الذى تحت الكنيسة بدير مارمينا .
وعلى الرغم من أنه بعد هذه الوصية أسست الكاتدرائية الجديدة بالأنبا رويس , ورغم حضور جسد مار مرقس , ولكنه إستبقى الوصية كما هى , بل أسس مقبرة له تحت هيكل الكنيسة الجديدة بالدير , وذلك قبل وفاته بشهور , وظل على إصرارة , لم تكن القاهرة كلها تملئ قلبه مثلما تملأ قلبه صحراء مريوط , وهدوؤها .
وعندما رقد فى الرب فى 9 مارس سنة 1971 م - لم نتمكن من تنفيذ وصيته , لأن المقبرة لم تكن تمت , ولم يكن ممكناً أن نأخذ الألوف من أحبائة الذين يريدون أن يودعوه يوم وفاته أن نأخذهم إلى مريوط , ولذا دفن مؤقتاً فى القاهرة , وفعلاً جهزنا المقبرة تجهيزاً جميلاً , وهى مكسوة بالرخام , وفى منتهى الفخامة , وجعلنا فيها متحفاً توضع فيه الأشياء التى تذكرنا بالبابا كيرلس , وكان علينا أن ننتظر سنة من الناحية الطبية , وإنتظرنا عشرين شهراً حتى تم إعداد المقبرة , وترتفع الكنيسة الآن حوالى 4 أمتار , وأيضاً بنيت الهياكل , وقد صلينا فى هذه الهياكل فى عيد مارمينا السابق 22/ 6/ 1972 م .
ونظراً لأن الكنيسة تحتاج لسنوات لكى تتم وربما أنه أراد أن يزداد عمار دير مارمينا , لأن الألاف سوف تذهب إلى ذلك الدير لوجود جسد البابا فيه , أن منمحبته فى مرا مينا أراه أن يرقد فى مار مينا , وفى رقادة سبباً فى عمار دير مار مينا .
وكثير من باباواتنا دفنوا فى الديرة , دير القديس مكاريوس , توجد به مجموعة كبيرة من اجساد البطاركة .
ودير النبا رويس به أربعة من البطاركة عن يمين جسد الأنبا رويس .
ولا شك أن دير مارمينا هو أحق مكان ليدفن فيه جسد البابا , فهو منشئ الدير وكؤسس الدير , فهو الذى بنته , وجمع رهبانه , وبنى أسواره .
لا شك أن هذا الدير يرتبط بالبابا كيرلس , ولولا محبة البابا كيرلس للشهيد مارمينا لأسميناه دير البابا كيرلس , وشعب الأسكندرية لا يفرق بين تسميته دير مارمينا ودير البابا كيرلس , وكان إذا إعترضهم أحد يقولون أنهم فى دير البابا .
وفاء منا نفذنا هذه الوصية , ونحن نعلم أن كثيراً من القديسين كانوا يوصون أن تدفن أجسادهم فى أماكن معينه مثل : أبينا إبراهيم أب الآباء , وأعد المكان الذى يدفن فيه قبل أن يموت , ويوسف الصديق أحد الأثنى عشر الآباء البطاركة , أوصى من جهة عظامة أن تدفن فى الموضع الذى أراده .
ونرى فى قصة النبا بيشوى , والأنبا بولا الطموهى أنهما أصرا أن يدفنا معاً فى نفس المكان , ولما افترقا وقفت السفينة , ونعلم عن هذا القديس آخر برك الجمل عندما أرادوا يدفنوه فى غير المكان الذى يريده .
فليستريح بابانا العزيز فى مكانه الذى احبه لنفسه , والذى وجد فيه راحته وهدوء , وسلامه القلبى , ووجد فى رحابه حياة الرهبنة والوحدة التى كانت تجرى فى دماءة المقدسة .
باكر سينقل الجسد إلى دير مار مينا , ونصلى القداس بعد الظهر وسأسبق سفرة لكى أكون فى إستقباله هناك , وسيطاف به الدير بالتهليل , والتسبيح كما يليق بالآباء البطاركة .
نجو لقداسته نياحاً فى فردوس النعيم فى الموضع الذى هرب منه الحزن والكآبة والتنهد , ونرجو أن يذكرنا فى صلواته , وبركاته , وقداسته التى عاش بها .
جسد المتنيح البابا كيرلس السادس فى دير مارمينا
وفى يوم 23 نوفمبر 1972 م تحركت الكثير من العربيات والأتوبيسات ترافق جسد البابا كيرلس من الكادرائية المرقسية بالأنبا رويس ومنه إلى كلوت بك مقر البطريركية القديمة ثم واصلت رحلتها فى الطريق إلى دسر مارمينا
وعند وصول الجسد حمل الآباء رهبان الدير جسد أبيهم الطاهر إلى داخل كاتدرائية مارمينا حيث وضعوه أمام الهيكل , وصلى قداسة البابا شنودة الثالث والآباء المطارنة والأساقفة صلاة عشية , ثم نزلوا بالجسد إلى مزارة والمكان الذى أعد خصيصاً له أسفل الهيكل حيث وضعوه فى المقبرة وسط صلوات وتسابيح الآباء الحاضرين طوال الليل , وأقيمت القداسات الإلهية ثم ألقيت الكلمات عن هذا البطريرك الطوباوى .
وتبارك جميع الحاضرين من جسد البابا كيرلس السادس , وتم تغطية المدفن بالغظاء الرخامى الذى كان معداً من قبل .. وقد سجلت الكنيسة يوم 23 نوفمبر هو العيد السنوى لنقل جسد البابا كيرلس السادس
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

كلمات البابا شنودة - لتعزيتة فى نياحة البابا كيرلس السادس

كلمة نيافة الأنبا شنودة - أسقف التعليم فى الإجتماع الإسبوعى بالكاتدرائية الجديدة بالأنبا رويس - الجمعة 12 مارس 1971 م




فى الواقع لم أحضر هذا اليوم لألقى عليكم عظة إنما لأعزيكم فى نياحة أبينا الطوباوى المكرم الأنبا كيرلس السادس
ليس أمراً هيناً على الكنيسة أن تفقد الأب الأكبر لها الذى تسميه الكنيسة بألقاب عديدة فنقول فيها أنه أب الاباء .. وراعى الرعاة .. ورئيس الالكهنة .. ورئيس الأساقفة ,, ورئيس المجمع المقدس .. وخليفة الرب ونائبة على الأرض .. وثالث عشر الرسل .. وليس هيناً أن تودع الكنيسة شخصاً كبيراً من هذاالنوع فى صمت وهدوء البابا فى الكنيسة هو أكبر شخصية تذكرة فى صلواتها فى رفع بخور عشية وباكر والقداس والألحان الكنسية والتسابيح بل حتى أثناء تقديس الأسرار الإلهية عند تقديم الحمل , فى كل وقت البابا يشغل الكنيسة وتنشغل به طالبة من الرب له حياة مديدة وأزمنة سالمة هادئة وأن يحفظة لنا , هذا من ناحية الشعب وتذكار الكنيسة له .
أما من ناحية البابا كيرلس بالذات فقد كانت له فى الكنيسة مكانة خاصة , بدأ حياته الرهبانية كراهب صادق الرهبنة ترهب وهو صغير ثم عكف على الوحدة , ثم سكن فى مغارة قرب دير البراموس وأنا زرتها بنفسى , ثم أنتقل إلى طاحونة قرب مصر القديمة وتعبد فيها سنوات طويلة ثم توحد فى كنيسة خاصة به بناها بنفسه وأشرف على الفعلة بنفسه وعاش فيها متوحداً حتى أن السنوات الطويلة من سنة 1944 م إلى 1959 م لا أذكر أنه خرج من ذلك المكان إلا لكى يعمل عملية جراحية فى وقت ما حتى لقب بالقمص مينا المتوحد , وفى وحدته كان رجل صلاة ربما حوالى 35 عاماً من الزمان كان يقيم قداساً كل يوم , لم ينقطع يوما ما عن القداسات طول هذه المدة , وكانت صلواته تخجل الناس , رجل كبير فى السن فوق الستين أو قارب السبعين يصحو كل يوم حوالى الساعة الرابعة صباحاً ليصلى , كانت الكنيسة جزء من حياته , وكانت القداسات تجرى فى عروقة مثل دمه تماما وكانت التسابيح والصلوات شيئاً طبيعياً بالنسبة له ولم يكن يجد غضاضة فى أن يقف مع احد المرتلين يرابعة التسبحة , وكان يتعجب إذا وجد كاهناً يصلى من الخولاجى حتى أن جميع صلوات القسمة وهى عديدة كان يحفظها تماماً .
لعله درس كبير لنا فى المواظبة على القداسات والتبكير للكنيسة والإلتصاق بها وحفظ الصلوات والتسابيح والألحان والمدائح , وله فى الرهبنة صلات ودروس وتجارب كثيرة , له صلة بدير البراموس العامر حيث ترهب هناك , وله صلة بدير السريان العامر حيث أرسل كثير من ابناءه ليتعبدوا به , له صلة بدير مار مينا الذى عمره وترهب بأسمه ولقد ترك فى نفسه أثراً كبيراً يعطينا فكرة عن كيف أننا أسمينا أولادنا بأسماء القديسين تتعلق نفوسهم به وبأعمالهم , وقد أهتم بدير مار مينا كثيراً قبل أن يصير خليفة لمار مرقس الرسول , وكان يريد من مصلحة الآثار أن تترك له هذا المكان ألثرى ليبنى فيه ولو قلاية بسيطة , وأشترى خمسين فداناً وبنى كنيسة ومغارة وقلالى للرهبان وسوراً كبيراً يحيط بها وبيتاً للضيافة أو الخلوة , وكان يحب دير مار مينا ويسافر إليه ويقضى فيه شهوراً طويلة وكان يود لو أنه أيضاً دفن فيه , كان يحب الهدوء والبعد عن الضوضاء , ومشاكل القاهرة ومن حبه لهذا الدير كان يود لو بنيت مذابح فى كل كنيسة بإسم مار مينا , ورسم أحد المطارنة بأسم مار مينا وتلميذه الخاص باسم الراهب مينا وعمر ذلك الدير , ولأول مرة نجد راهباً يحمل إسم مار مينا , وكان يعيد فى كل سنة فى عيده , ويفرح بالذين يشتركون فيه , وإستطاع أن يجعل إسمه محفوراً فى قلوب أبناء هذا الجيل .
لا أدرى عندما تصعد روحه ليلتقى به فى ألبدية كيف سيكون لقاؤهما ؟ لهذا اقول لكم أنكم سميتم أبناءكم باسماء القديسين لتركت فى نفوسهم آثار كبيرة مثلما أحب البابا كيرلس إسمه القديم " الراهب مينا" وإلتصق به كثيراً.
كان البابا محباً للتعمير والبناء فقد بنيت فى عصره فى القاهرة أكثر من 31 كنيسة وفى الإسكندرية 9 كنائس إن كنيسة المستشفى القبطى بالقاهرة وبالإسكندرية تعتبر مبدأ عظيماً , لا يوجد أحوج إلى التناول والصلوات من المرضى وذويهم , وليت هذا المبدأ يعمم فى بلادنا المريض يكون قريباً جداً إلى الرب ومستعداً للتوبة أكثر من أى إنسان آخر , لذلك عندما أتكلم عن هذا الأمر إنما تعجبنى الفكرة فى حد ذاتها حتى لو كانت هذه الكنيسة غرفة أو قاعة صغيرة , يكفى المذبح والكاهن داخل المستشفى , وأعجبنى وجود كنيسة فى كلية البنات القبطية , شئ جميل أن توجد كنيسة فى مدرسة لكى يبدأ الطلبة اليوم الدراسى بالصلاة , ويشعرون بأنهم فى رحاب الكنيسة والواقع أنها إمتداد لأفكار آبائنا القدامى , فالكنيسة والمدرسة يغذيان الروح والعقل معاً , وأعجبنى أيضاً أن توجد كنيسة فى قاعة مثل قاعة إبراهيم لوقا بمصر الجديدة لماذا لا توجد كنيسة فى كل مستشفى ومدرسة وقاعة ؟
وأيضاً جميل أن توجد فى بيت مدارس الأحد وفى جمعية الإخلاص , كل هذه الأمور تظهر أن الكنائس ليست مجرد أبنية إنما لها أهداف روحية , وجميل أيضاً أن توجد فى اماكن مهجورة مثل حى القصيرين أو الزاوية الحمراء , ناس مجهولين لا يجدون أحداً يزورهم , وكان كثيرون من طلبة الإكليريكية يذهبون إليها للخدمة والوعظ وكنيسة الساحل وأرض الشركة .
هذه المحبة للتعمير لم تشمل الكنائس فقط إنما الآثار فقد كون لجنة للبحث عن كنيسة أتريب ولها وضع كبير فى تاريخ الكنيسة والنبوات المقبلة , وهذا الموضوع طويل , وقد تعاونت هذه اللجنة مع البعثة الهولندية هناك , ولا ننسى أنه تمت فى عهده أبنية الكلية الإكليريكية مثل مبنى كلية اللاهوت سنة 62 م ومبنى الداخلية للطلبة المجاور لها , وأيضاً معهد ديدموس للعرفاء , وإن كان ازيل حالياً لبناء الكاتدرائية , وكان محباً للتعمير حتى نياحته , ففى نفس اليوم الذى تنيح فيه بدأ تعمير مقبرة البطاركة التى تحت المذبح مباشرة وكان أول بطرك يدفن فيها .
ومحبته للتعمير لم تكن فقط للأبنية المادية إنما للبناء الروحى أيضاً ففى عهده وصل نشاط الكنيسة لأماكن بعيدة ما كنا نظن أنه يصل إليها , فأصبح لنا كاهناً فى كندا القس ماركوس إلياس فى تورنتو , والقس رفائيل يونان بمنتريال وكلاهما من أساتذة الكلية ألإكليريكية ثم رسم القس مينا لبيب لسدنى وآخر لملبورن بأستراليا , ثم رسم القس غبريال أمين للولايات المتحدة وأرسل إليها القسيسين بيشوى كامل وتادرس يعقوب وكان يشرع فى رسامة آخرين لإنجلترا وأوربا , وإهتم أيضاً بالكرازة فى أفريقيا , وأرسل لها مقدمات كثيرة من قبل وأرسل أولاً القس مكاريوس (الأنبا اثناسيوس حالياً) والقمص شنودة السريانى والقمص باخوم المحرقى (الأنبا أغريغوريوس حالياً) وكاهن كنيسة الزمالك , وأنطونيوس السريانى , وأرسل بعثات من العلمانيين .. الدكتور زاهر رياض وغيره من أساتذة الكلية للإتفاق على إقامة معهد كرازى بالقاهرة فى كرتسا واخرج هذا المركز مجموعة من الكارزين يكرزون حالياً بالسودان ويعمدون كثيرين بإسم المسيح إلى يومنا هذا , كان إهتمامه كبيراً بأفريقيا والكويت أيضاً حيث أرسل إليها القمص ميخائيل المحرقى (أنبا مكسيموس حاليا) والقمص تيموثاوس المقارى الذى ما زال هناك.
وإهتم أيضاً بالكنيسة فى أثيوبيا وصدقونى إن العلاقات مع الكنيسة فى أثيوبيا كانت تتركز كثيراً على المحبة ألكبيرة القائمة بين قداسته وجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى وكانت هذه المحبة هى السور الكبير الذى يحفظ العلاقة بين الكنيستين , ومن أول سيامته وهو يهتم بها , ففى يوليو عام 1962 م رسم جاثليق أثيوبيا أبونا باسيليوس (ولقب أبونا بأنب عندنا يطلق على رؤسائهم) , وزار بنفسه أثيوبيا وكان الإمبراطور قد زاره أثناء سيامة الجاثليق وقلده وشاح سليمان الأكبر , وقلد كثيراً من الآباء قلائد وأوسمة , وبمجرد وصول قداسته أثيوبيا عام 1965 م وكان مريضاً طلب البدء بإقامة القداس بكاتدرائية الثالوث الأقدس , وسنة 1962 م زار كثير من مقاطعات , وزار دير القديس تكلا هيمانوت رئيس الرهبنة الحبشية وغيره من ألماكن , وإشترك فى الإحتفال الثلاثينى بتنصيب الإمبراطور , وسنة 1965 م رأس مجلس الكنائس الأرثوذكسية الشرقية هناك , وإستقبل بحفاوة كبيرة وتنازل له الإمبراطور عن قصره ليقيم به أثناء الزيارة وكانا أسداه طليقين , وعندى فى قلايتى الخاصة صورة لقداسة البابا وهو يداعب أحد هذه الأسود , وكان جلالة الإمبراطور يقول لقداسته أننى أننى مستعد أن ابنى لك هنا قصراً لتزورنى كل عام , وعندما كان يقدم الهدايا للآباء المجتمعين بالمجلس كان ينسبها إلى قداسته لا إلى شخصه بإعتباره صاحب المكان , وكان يستقبله إستقبال الملوك وتطلق له المدافع 21 طلقة , وألأثيوبيين يحبون خليفة مار مرقس ويسمون كنيستهم الكنيسة القبطية , وكانت لفتة جميلة أن يزور أثيوبيا مرتين , وكان جلالة الإمبراطور بمجرد وصوله إلى القاهرة يزروه ويأخذ بركته .
ولم يقتصر ألمر على هذه العلاقات بأفريقيا وأمريكا وأستراليا وآسيا وإنما أيضاً كان له إتجاه فى العلاقات المسكونية العامة , وقد زاره فى مصر كثير من رؤساء الكنائس العالمية مع انه لم يزر أحد منهم , زاره البطريرك اثيناغورس رئيس الكنيسة اليونانية , وبطريرك موسكو ألكسيس , ومكاريوس أسقف قبرص , وبطريرك بلغاريا ورومانيا وفنلندا , ومن الكنائس الشقيقة بطريرك الأرمن , ومار أغنوطيوس يعقوب بطريرك السريان ورؤساء البروتستانت والمسئولين فى مجلس الكنائس العالمى وكثيراً من كرادلة الكاثوليك منهم رئيس أساقفة فينا , ولقد وجدنا هذا افرتباط الكبير مع كنائس العالم ظاهراً فى حفل مار مرقس الرسول وحفل بناء هذه الكاتدرائية حيث تبرعت كثير من الكنائس بمستلزماتها , ولا ننسى من كان يوفدهم فى بعثات لحضور المؤتمرات الكنسية العالمية ومن أوفدهم لحضور إجتماعات مجمع الفاتيكان الثانى لسنوات طويلة .
ولا ننسى الجهود الجبارة التى قام بها من الناحية الوطنية مما جعله موضع ثقة وثناء الرؤساء , كان الرئيس جمال عبد الناصر يحبه محبة خاصة ويكرمه إكراماً كبيراً ويثق به وبوطنيته , والرئيس أنور السادات تكلم عنه كلاماً فى منتهى الجمال وأشاد بمثاليته فى الوطنية وقال عنه : كنت أعز هذا الرجل إعزازاً خاصاً وقال إنه : "بلدياتى" وقال إنه كان رجلاً محباً واعياً بكل ما يحيط بالبلد من احداث ولا يفتأ أن يوجه الأقباط فى نصرة وطنهم , وتحركت الدولة كلها أثناء مرضه .. رءيس الدولة والمسئولون فى الإتحاد الإشتراكى (الحزب الحاكم) والوزراء جميعهم .
وكان لقداسته إلى جوار هذا كله صفاته الفاضلة فى حياته الخاصة , وكان رجلاً يتميز إلى جوار الحزم وقوة الشخصية بالبساطة وكان رجلاً لطيفاً , وكانت له أبتسامة رقيقة جميلة تؤثر فى كل من يزوره وكان يتبسط كثيراً مع الناس , ولعله أول بابا فى جيله يفتح بابه على مصراعيه لكل صغير وكبير رجلاً كان أو أمرأة .
أتذكر منظراً مؤثراً فى سنة 1959 م , وكنت فى ذلك الحين سكرتيراً له , وكان يصلى صلاة عشية وبينما كان يصرف الشعب وجدت رجلاً بسيطاًَ أمسك يده بقوة وشدها بعنف ووضعها على صدره وقال بإيمان عجيب : " أنا عيان إرشمنى هنا "
كان كل صاحب مشكلة يذهب إليه ويدعو لكل واحد ويتكلم مع كل واحد وفى أيام الإمتحانات كان الطلبة بالألاف يأتون إليه يطلبون صلواته وهو يدعو ويصلى للكل , وكان مجهوداً جباراً لا يستطيع من فى سنه أن يحتمل مثله .
ولعله بسببه كان هذا المرض الأخير .. رحمه الرب , وكان رجلاً صامتاً يسمع كثيراً أكثر مما يتكلم وكان فى صلواته كثير البكاء , كثير من الناس الذين لهم قوة شخصية تكون دموعهم عزيزة أما هو فكان البكاء قريباً منه , وكانت له ذاكرة فى منتهى القوة يحفظ الأحداث القديمة ويحفظ أسماء لا حصر لها ويكلم الناس بروح مرحة , وكان رجلاً كنسياً وطقسياً وشعبياً وملازماً للكنيسة , كانت فيه صفات عديدة رحمة الرب رحمة واسعة .

كلمة قداسة البابا شنودة الثالث

فى الذكرى الأولى لنياحة البابا كيرلس السادس


لقد مضى عام على نياحة البابا كيرلس السادس , وليست ادرى كيف أمضى هذا العام على ألألاف والملايين من محبيه , الذين لم يكن فى استطاعتهم أن ينسوا بركاته كل يوم , والذين كان صعباً عليهم أن يحرموا من شخصيته ومحبته وصلواته وقداساته .
ونحن بعد هذا العام نقف لنلقى كلمة وفاء بسيطة , ومهما كانت هذه الكلمة , فلا يمكن أن تفى أو ترتفع إلى المقام العظيم الذى يجلس فيه البابا كيرلس السادس .
إن البابا كيرلس , نيح الرب نفسه فى فردوس النعيم , أمضى حوالى 40 عاماً فى خدمة الكهنوت , وفى خلال تلك الفترة , حرص فى كل يوم أن يقيم القداس الإلهى .
لقد كان يحلو له أن يصلى جميع الصلوات , ويترنم بألحان التسبحة , ويصلى المزامير , ولا يوجد فى تاريخ الكنيسة كله إنسان مثل البابا كيرلس السادس , إستطاع أن يقيم مثل هذه القداسات , لقد حاولت ان احصى عدد القداسات التى أقامها فى حياته , فوجدت أنه صلى ما يزيد عن 12000 قداس ( بإستثناء الخمس سنين الخيرة التى مرض فيها ) وهذا أمر لم يحدث فى تاريخ أى بابا من باباوات الإسكندرية أو العالم أو الرهبان .
وكان يجد تعزية فى صلوات القداس , ولذة روحية فى صلوات التسبحة , وكل الذين يعرفونه شاهدوه ينزل من المقر الباباوى فى الثالثة صباحاً , ويصلى صلاة نصف الليل , ويرتل التسبحة بنفسه مع المرتلين فى الكنيسة , ثم يصلى القداس , ويخرج فى السادسة صباحاً قبل أن يصحو الناس .. كان عجيباً فى صلواته , وكانت الصلوات تتبعه فى كل مكان .
ومن محبته فى الصلاة إختار حياة الوحدة , فعاش متوحداً مدة طويلة , وتتلمذ على أكبر أستاذ كتب فى الوحدة فى تاريخ الرهبنة وهو القديس مار أسحق - لقد قرأت مئات الكتب النسكية , فلم أجد أعظم من كتابات مار أسحق عن حياة الوحدة والسكون .
ولقد كان البابا كيرلس يحب مار أسحق , ويقرأ كلماته ويحفظ الكثير منها , ونسخ بنفسه كتاب مار أسحق على ضوء شمعة فى مغارته وعلى لمبة من الغاز .
عاش فى وحدة فى مغارة قرب دير البراموس , يسهر الليالى فى قراءة أقوال الاباء , ويصلى فى الفجر ويقيم القداسات , وعاش فى طاحونة قرب مصر القديمة , ثم فى الكنيسة التى بناها بنفسه فى مصر القديمة , ولم يخرج من بابها إلا للضرورة القصوى , و‘ندما اعتلى كرسى مار مرقس , لم تتركه حياة الوحدة , بل كثيراً ما كان يذهب إلى دير مار مينا بصحراء مريوط .. وكان يريد أن يمتلئ من ثمار الوحدة لنفسه .
الوحدة كما تعلمها البابا كيرلس من مار أسحق , هى الإنسلاخ من الكل للإرتباط بالواحد .. لذلك كان كثير الصلوات , حتى فى اثناء وجوده وكلامه مع الناس .. كان صموتاً لا يتكلم كثيراً , لكى يعطى نفسه فرصة التأمل والصلاة , وكان أيضاً يعهد إلى الرب بمشاكلة , ويرى أن القداسات والصلوات هى التى تحل له المشاكل وليست المجهودات البشرية , وكلما كانت تحيط به الضيقات , يلجأ للوحدة والصلوات والقداسات , شاعراً أن معونة الرب هى أكبر من كل معونة بشرية , لقد اعطانا مثلاً كبيراً فى حياة التأمل والخدمة , مع أن جميعها ليس بالأمر الهين السهل , فقد كان يخدم الكنيسة بأقصى ما يستطيع , ومن جهة أخرى , يختلى بنفسه , ويأخذ من التأمل والوحدة على قدر ما تعطيه إمكانياته .
عاش كمرشد روحى للكثيرين فترة طويلة , وقبل أن يصير بابا الكرازة المرقسية كان ابا فى الإعتراف لمئات من طالبى إرشاده الروحى , وقد عرفت قداسته فى سنة 1948 م حينما كنت أتردد على كنيسته فى مصر القديمة , وإنتهى بى الأمر إلى أن سكنت هناك أتمتع بقداسته وصلواته ورعايته وإرشاده بقداساته وصلواته ورعايته وإرشاده فى ذلك الجو الجميل فى كنيسة مار مينا بمصر القديمة , كان كل زائر للكنيسة يذهب إلى القمص مينا المتوحد لكى يأخذ منه بركة وقوة وإيمان , وكنت فى زياراتى للدير فى وادى النطرون أرجع مباشرة إليه , فيسألنى عن الرهبان واحداً واحداً , لأنه يعرفهم باسمائهم , ويطمئن على كل واحد منهم , وكنا فى دير السريان نعتبر أنفسنا أبناء له , وكنا نذهب إليه فى أوقات متفرقة ونسترشد برأيه , وعندما ترك دير البراموس وذهب إلى دير النبا صموئيل , حيث عين رئيساً له , عمره وبنى القلالى المتهدمة فيه , كان محباً للأديرة , فرعى دير السريان , ودير البراموس , ودير الأنبا صموئيل , وبنى دير مار مينا , وبسط محبته على باقى الديرة .
كان البابا كيرلس رجلاً تتمثل فيه فضائل عديدة , فقد كان إنسانا بسيطاً هادئاً , وكان حكيماً عميقاً فى التفكير , كان يتميز أيضاً بالبكاء فى صلاته وفى قداساته , بل أننى أذكر أنه عندما وقعت القرعة الهيكلية على قداسته ليكون بطريركاً , جاء لزيارة وادى النطرون , وعندما اتى إلى دير السريان , طلب منى إلقاء كلمة للأب المختار للباباوية , فتكلمت قليلاً , وإذا به يمسك منديله ويمسح عينيه من الدموع , وتأثرت كثيراً ببكائة أمام جميع الناس .
كان طيب القلب , وإذا غضب أو تضايق , وظن الناس أنه فى ثورة كبيرة تجده للوقت يبتسم , أقل كلمة ترضيه وترجع الإبتسامة إلى وجهه ز
كان الناس يعجبون من صفحة وهدوئه وطيبة قلبه , وكانت له ايتسامة رقيقة يشرق معها وجهه كله , ويشعر الناظر إلى عينية أنه امام أنسان بسيط وليس أمام شيخ فى حوالى العقد السابع من عمره , لذلك كان محبوباً من الكل وله شعبية كبيرة .. حتى أن ألاف الطلبة كانوا يأتون فى ايام الإمتحانات يلتمسون بركته وصلواته , إستطاع فى فترة بسيطة أن تكون له شعبية فوق العادة , فعندما تذهب إلى البطريركية تجدها مزدحمة بالناس .. الكل يأتون إليه طالبين الصلوات أو البركات أو حل المشكلات , كثيرون لم يأتوا إليه لكى يعطيهم آراء عميقة أو صلاة طويلة , وإنما يكفيهم أن يقول لهم كلمة : " إن شاء الهنا يحلها " وهذا يقنعهم أكثر من ألاف الآراء المقنعة .
لذلك عنما تنيح البابا , تعطلت الشوارع المحيطة بالبطريركية من كثرة الناس الذين اتو لألقاء النظرة الأخيرة عليه , عشرات الألوف سدوا كل الطرق حتى أن رجال البوليس يذلو مجهوداً كبيراً يشكرون عليه من السادسة صباحاً حتى الحادية عشرة مساءاً والوفود لا تنقطع , الكل يريد أن يأخذ بركة البابا الراحل , وكان يوم الصلاة على جثمانه الطاهر يوماً عجيباً فى إزدحام الناس .
كان أول بابا فى جيلنا الحاضر فتح بابه لكل إنسان , كل فرد كان يستطيع أن يجلس معه ويكلمه بلا مانع ولا عائق , وهكذا إستطاع بشعبيته وبمقابلته لكل واحد أن يقضى على فكرة حاشية البطريرك , لأن كل أنسان يستطيع أن يعطيه المعلومات اللازمة فى أذنه مباشرة , فيعرف حقائق الأمور بطريق مباشر وليس عن طريق آخر , ولذلك كان يعرف تفاصيل التفاصيل فى كنيستنا المقدسة .
لقد تميز بذاكرة قوية يندر أن يتمتع بها غيرة , ذاكرة تستطيع أن تلم بأشياء يعسر على عقل بشرى عادى أن يلم بها , فكان يعرف كل الخدام ومشاكلهم فى دقة عجيبة , ويذكر كل الذين يقابلونه بأسمائهم , ويسلم على الشخص فيسأله عن حاله بطريقه وثيقة ويشعره بأبوته وإهتمامه بشخصة وبأن له مركزاً خاصاً فى عقل الرجل وقلبه , وكان عجيباً فى هذه الذاكرة , وإهتمامه بكل واحد جعله لا يعطى راحة لجسدة وفكرة , ولذلك ما أن مرت عليه 8 سنوات فى البطريركية , إلا وتكاثرت عليه ألمراض , ولم يعد الجسد قوياً كما كان فى أول عهدة , فالنير الشديد الذى تحمله البابا كان عظيماً وسط تجارب متنوعة وضيقات كثيرة .. أمراض كان يحتملها فى صمت عجيب دون أن يشكو لأحد .. كان المرض يهزة هزات قد تقلق راحة الأطباء المعالجين لقداستة , ومع ذلك لم يتكلم .. وإذا سأله أحد عن صحته قال وهو يبتسم : " الحمد لربنا .. كويس " وكان يؤمن بأن الرب يستطيع ان يتدخل أكثر من الأطباء ويشفى أكثر من الدواء , فى فترات مرضه , كان يحرص أن يسمع القداس الإلهى , لذلك أمر أن توضع سماعة فى حجرته الهاصة تنقل إليه صلوات الكنيسة يومياً .
لم يكن يستخدم كتاباً فى قداساته وصلواته فى كافة المناسبات , لذلك كان يصلى من قلبه , وأعترف أنه يعتبر أستاذاً فى الطقوس الكنسية فى جيلنا الحاضر , وأنتم تعلمون أن طقوس الكنيسة تؤخذ بالتسليم , وكان خبيراً بالكنيسة وطقوسها خبرة عجيبة , وكان قوى الشخصية , وله هيبة عند كثيرين .. وكان وقاره يطغى على الذين يقابلونه كما تطغى عليهم محبته , كان قوى الإرادة عنيفاً متمسكاً فيما أعتنقه ولا يمكن أن يتزعزع , بل راسخا ثابتاً كأنه جبل من الجبال , لا تؤثر فيه ألحداث ولا المقاومات , وإنما يكفى أن يكون مقتنعاً بفكرته , وإستطاع أن ينجح فى كل الأمور التى أمسكتها يداه , وكل الذين وقفوا ضده فى طريقة لم ينجح منهم أحد , كان إنساناً جمع بين الوداعة والقوة , والبساطة والحكمة , والبكاء والحزم , جمع بين امور كثيرة قد يظن الناس أن بين بعضها والبعض الآخر شيئاً من التناقض .
كان البابا كيرلس رجل تعمير فى كل مكان حل فيه , ففى طاحونة الهواء فى مصر القديمة , بنى فيها حاجزاً ومذبحاً , ومهد المكان ليعد فيه , ففى الطاحونة الهواء فى مصر القديمة , بنى فيها حاجزاً ومذبحاً , ومهد المكان ليعد فيه كنيسة صغيرة لحياته الخاصة , وكان يقيم القداس يومياً , ويأتى إليه أحد الشمامسة فى الرابعة صباحاً فى ذلك المكان النائى لكى يشترك معه فى خدمة القداس , وهذا دليل على محبة الناس له .
وعندما ذهب إلى مصر القديمة , بنى هناك كنيسة وبيوتاً وعمر المكان , وأوجد هذه الفكرة الجميلة لرعاية الطلبة الجامعيين فى حضن الكنيسة , فالطالب يحضر القداس اليومى يكون تحت إشراف الراهب ورعايته ويأخذ أعترافه ويوجهه إلى طريق الرب , وتعميره لهذا المكان سبب تعمير المنطقة كلها فإننى أتذكر , عندما كنت ساكناً هناك كانت المنطقة كلها مزارع , وبإنشاء هذه الكنيسة , تشجع كل واحد وأشترى قطعة أرض وبناها سكناً لنفسه وعمر المكان , وصار هذا المكان يشع بالروحانية وله طابع خاص .
وعندما رسم بطريركا إهتم أيضاً بالتعمير , فبنى هذه الكاتدرائية الضخمة التى نقف فيها ألان , بنى الكلية الإكليريكية ومنزل الطلبة الملحق بها , وبنى المطبعة , ورمم الكنيسة المرقسية الكبرى , وبنى فى عهدة عشرات الكنائس الجديدة وبنى دير مار مينا فى صحراء مريوط , وإنتهى من بناء كنيسة متوسطة الحجم وقلالى للرهبان وإستراحة للضيوف , ووضع أساسا لكاتدرائية ضخمة , وكنت أراه بنفسى فى كنيسة مار مينا يقف وسط العمال ويشرف على البناء بنفسه , ويكاد يكون كل مكان من تخطيطه ومن رسمه وإرشاده كشخص خبير فى البناء , كان شعلة من النشاط لا يهدأ , ولا يعطى راحة لنفسه , وكان كثيرون ينصحونه بأن يستريح أو أن يخفف من العمل , ولكنه فى عمق مرضه كان يسأل عن الكنيسة وعن أخبارها , وهكذا قضى الفترة التى تصل إلى حوالى 12 سنة وكأنها جيل كبير مملوء بصالح الأعمال , وبالمفاهيم الصالحة .
ونشر الكرازة فى خارج القطر , سيكتب فى تاريخ الكنيسة القبطية أن أول كنيسة بنيت فى أستراليا وفى كندا وفى الولايات المتحدة والكويت ولبنان وغيرها كانت فى عهده .
كان رجلاً يشجع كل خادم يريد أن يخدم , ومحباً للعلم , وعندما كان راهباً فى دير البراموس , أصدر مجلة أسمها "ميناء الخلاص" , وفى عهد باباويته أنشأ فكرة المطبعة , وعندما يبنى لها مكان خاص وتؤدى رسالتها فى خدمة الكنيسة , سيذكر الجميع فضل البابا كيرلس فى إنشائها , ومهما تحدثنا عن حياة البابا كيرلس , لا نستطيع أن نحصر الأعمال التى قام بها .
لقد إستطاع أن يقيم أسسا راسخة لبعض المعانى والمفاهيم الكنسية , إنه أول بابا إهتم برسامة أساقفة لا مطارنة , مؤكداً هذه الوظيفة المعروفة من القوانين الكنسية والكتاب المقدس , فى عهد من سبقوه , كانت رتبة ألأسقفية قليلة , والكل مطارنة , أما البابا كيرلس , فقد قدم مفهوماً جديداً لكلمة أسقف .
كما قدم مفهوماً جديداً لتلميذ البابا , فإختار شباباً يتميز بالروحانية , والعلم , والخدمة , ليكونوا تلاميذ له , وكل الذين كانوا له تلاميذ له أصبحوا رهباناً .
ووضع نظاماً جديداً للرعاية فى الكنيسة وهو الأسقفيات المحددة , من قبل , كان يصعب على مطارنة الإيبارشيات الواسعة الإلمام بكل أطرافها , فجاء البابا كيرلس ووزع الأسقفيات على مناطق محددة حتى يتوفر لكل منطقة نصيب من الرعاية .
ومهما تحدثناً , فهناك نقطة أخرى لا ننساها , وهى الأعمال التى قام بها بعد نياحته , وهذا التعبير قد يبدوا غريباً , لقد أعد كل شئ لمشروعات عديدة , وربما تتاح لى الفرصة , بصلواته , أن أقوم بهذه المشروعات , ولكننى أشعر أنه هو الذى قام بها , يذكرنى هذا بقصة داود النبى الذى كان يعرف ان ابنه سليماتن غصن صغير , فأعد كل شئ لبناء الهيكل , وأكمل سليمان بناء الهيكل , وسمى هيكل سليمان , والفضل لداود , هكذا فعل البابا كيرلس الذى أعد كل شئ لمشروعاته العديدة تتم بمشيئة الرب بعد نياحته بمجهوده الخاص , وبإعداده , ويرجع الفضل إليه وحده أولاً وأخيراً , ولعل من بينها دير مار مينا الذى أحبه , وملك عليه عواطفه .
وكان يحب القديس مينا محبة ملأت عليه عواطفه , كان يجد لذه فى ذكر أسم مار مينا , كان بينه وبين مار مينا علاقة شخصية , يشعر أنه يتكلم عن شخص له به علاقة قوية ومحبة , فكثير من الكنائس صار فيها مذابح على أسم مار مينا وكنائس بنيت على أسم مار مينا , كان يتخذه شفيعاً له , ولذلك كان يود فى حياته أن يعيش فى هذا الدير طول عمره , لقد قرأت خطابات منه عندما كان القمص مينا المتوحد يطلب إعداد هذا الدير ليعيش فيه بقية أيام حياته .. وكان البابا كيرلس يحب القديسين والملائكة , وله بالقديسين عموما صلة صداقة , ونحن جميعاً من أبنائه الصغار , نشعر بمقدار الفراغ الكبير الذى تركه فى كنيستنا , ونرجو أن يذكرنا فى صلواته وشفاعته , فهو يستطيع أن يخدم الكنيسة فى مستقرة الحالى أكثر مما كان يخدمها فى الجسد .

كلمة قداسة البابا شنودة الثالث لنياحة البابا كيرلس السادس

مرت سنوات منذ أن رحل من عالمنا الفان أبونا وسيدنا وراعينا قداسة البابا كيرلس السادس , ونحن نحتفل اليوم بذكراه وبالأعمال الطيبة التى عملها فى الكنيسة وبكل ما خلفه من عمل صالح سواء فى حياته الولى وهو راهب أو فى حياته الكهنوتية عموماً أو فى حبريته المقدسة كرئيس للكهنة جلس على كرسى مار مرقس حوالى 12 عاماً
لعل الرب يعطينى فرصة أن أكمل هذا الأحتفال بكلمة وفاء منا وحباً لهذا الب الكبير الذى تربينا فى كنفه زمناً , وقد قال الكتاب نكرم آباءنا على الأرض , ونذكر مرشدينا الذين أرشدونا فى طريق الرب .
فى الحقيقة حياة ابينا قداسة البابا كيرلس السادس حياة مملوءة بالعمل والبركة من كل ناحية , ومهما تكلمنا عنها لا نشبع .
وعلاقتى بقداسة البابا كيرلس ترجع إلى سنوات قبل رهبنتى , حينما سكنت عنده فى دير مار مينا بمصر القديمة سنتى 1950 - 1951 م قبل أن أترهبن , وما زلت أذكر غرفتى الخاصة فى هذا المبنى وأود أن أزورها فى وقت من الأوقات .
كان الذاهب لزيارة البابا كيرلس نه لا بد أن يحصل على ألاتى : لابد أن يرفع قداسته يده على رأسه ويصلى له صلاة , وأحياناً يقرأ له التحليل , فكنت فى كل مرة أزوره أشعر أنى لازم آخذ صلاة ولازم أخذ تحليل , كما أن كل واحد بيزوره لازم يأخذ قربانة , وأحياناً يصر أن يقدم له الطعام , فكان كريماً جداً فى مقابلة ضيوفه فى ذلك المكان
كنا نشعر بطيبة الرجل وقلبه المحب , وكانت له ايضاً إبتسامة رقيقة جداً وعذبة تجبر كل أنسان على محبته أمام هذه الإبتسامة الحلوة .
وكانت هذه هى الصلة الأولى والمحبة الأولى التى إستمرت فترة طويلة وإلى الان .
ثم حدث أنى ترهبت فى دير السريان , وحينما صار ابونا مينا المتوحد بطريركاً عينت سكرتيراً له مع أخوتى الباقيين , وكان قداسته إختار اربعة منا عملهم سكرتاريين : الأول هو نيافة الأنبا صموئيل , والثانى نيافة الأنبا دوماديوس , والثالث نيافة الأنبا يوأنس وأخيراً أنا .
وكان أول عمل عهد إلى به قداسة البابا هو وضع طقس الجاثليق - جاثليق أثيوبيا .. وقد أستفدت فى وضع هذا الطقس من المعلومات التى قدمت إلى من نيافة الأنبا غريغوريوس ,من الشماس د / يوسف منصور ووضعنا أيضاً صيغة التعهد الخاص بهذه الرسامة .
وفى فترة وجودى سكرتيراً للبابا كيرلس عيننى أيضاً مندوباً له فى كل اللجان التى شكلها لصالح الكنيسة ,, لجنة للرهبنة حوالى 14 من ألاباء الأساقفة , ولجنة شئون الكنيسة ضمت أيضاً العديد من الآباء الأساقفة , ولجنة القوانين الكنيسة فيها كثير من الآباء الاساقفة وكثير من رجال القانون , كان قداسته يعمل كل ما يستطيع من أجل أن يوفر جواً جديداً للكنيسة .
ولعل من النقط البارزة التى رأيناها فيه كبطريرك مسألة الحاشية , فهو أول بطريرك يهتم بأن تكون له حاشية على مستوى قوى ونظيف من أشخاص مباركين , فكان تلميذه الخاص هو الأخ سليمان الذى أصبح فيما بعد ابونا مينا أمين دير مار مينا وحالياً نيافة الأنبا مينا افامينا أسقف الدير .
وكان البابا كيرلس يحب جداً القديس مار مينا فتسمى فى رهبنته يأسم ابونا مينا المتوحد البراموسى , وبنى كنيسة فى مصر القديمة بأسم القديس مار مينا , وحرص على ان يأتى بعظام أو رفات مار مينا , جزء منها فى كنيسته فى مصر القديمة وجزء منها فى الدير .
ثم حرص أيضاً أن يزور الدير الأثرى القديم , وأن يبنى دير مار مينا فى صحراء مريوط , وإشترى لهذا الدير مائة فدان , وبنى الـ 5 أفدنة الأولى دير مار مينا الحالى .
وكان قداستة يحب هذا الدير كثيراً ويذهب إليه , ويقضى هناك شهوراً فى بعض الأوقات , وكان القديس مار مينا العجائبى شفيعة الأول , وإذا حلت به ضيقة من الضيقات يكون اسم مار مينا هو أول إسم امامه للأستشفاع به .
وأيضاً كتب فى وصيته أن يدفن فى دير مار مينا , ولعله أراد بهذا شيئين : أولاً محبته لهذا القديس العظيم .. وثانياً إحياء هذا الدير وتقويته لأن الألاف من أبنائه الذين يزورون الدير فى زيارات متتابعة لابد يهتمون بمكان يحفظ فيه جثمانه الطاهر .
البابا كيرلس بدأ أولاً حياته كراهب محب للوحدة وظل أسم المتوحد يلصق بإسمه إلى أن رسم بطريركاً .
رسم راهباً فى دير البراموس العامر . ثم أنتقل إلى مغارة قرب دير البراموس , ثم جاء إلى القاهرة بعد متاعب لآقاها مع الرهبان , وسكن فى طاحونة فى الجبل , وكان الناس يقصدونه هناك ويحبون هذا الإنسان المتوحد الذى يعيش فى الطاحونة .
وكان البابا كيرلس رجل صلاة يقيم القداس والعشية كل يوم حتى وهو فى الطاحونة فى الجبل .
يعنى جايز لما بقت له كنيسة وبيت فى مصر القديمة بقت ألمور سهلة , ولكن وهو فى الجبل فى الطاحونة كان المر صعباً , ومع ذلك كان الرب يرسل إليه الشمامسة الذين يخدمون معه فى ذلك المكان القصى وينتفعون ببركته .
وقد أعتدى عليه فى إحدى المرات وهو فى الطاحونة , بعض الناس أفتكروا الراجل المتوحد ده ناس كتير بتزورة ويمكن بيتركوا هدايا وعطايا , وحتى بعد هذا الإعتداء إستمر كما هو فى نفس المكان , وإستمر فى نفس القداسات
فى الحقيقة إذا ما أردنا أن نضع صورة رمزية للبابا كيرلس فأحسن صورة إما صورته تحيط به سحابة من البخور أو صورته وهو إلى جوار المذبح , لأن البخور كان دائماً فى حياته , كل يوم عشية بالليل وقداس بالصبح , رفع بخور عشية ورفع بخور باكر , وقداس فى كل يوم .
فهو لم يبتعد عن المذابح والبخور طوال أيام حياته إلا فى فترة مرضه الأخيرة حينما صحتة لم تعد تساعدة .
وحينما كان تحيط به مشكلة كان يلجأ إلى المذبح وإلى القداس , وهكذا كانت حياته فى المشاكل لا يتكلم كثيراً مع الناس وإنما يكلم الرب فى القداس .
وكان بسيطاً .. صفة البساطة صفة جميلة تعطيه كثيراً من نقاوة القلب .. عاش راهباً .. عاش متوحداً .. عاش رئيساً لدير الأنبا صموئيل , عاش أيضاً فى حياة الخدمة وهو راهب , فقد خدم فى أنواع الخدمات التى كانت تقدم من كنيسة مار مينا فى مصر القديمة .
وكان صحفياً أيضاً .. أول صحيفة عملها هو نشرة ميناء الخلاص , وقبل إنتقاله كان فى سبيل إصدار جريدة الضياء , وإن لم تصدر .
وكان رجل ألحان وتسبحة فكان يحفظ القداس عن ظهر قلب , ولم يكن يحب أن يوضع خلاجى على المذبح .
طبعاً قداسة البابا كيرلس لو أحصينا عدد القداسات التى اقامها فى حياته ستكون رقماً خيالياً , ففى كل سنة يصلى حوالى 360 قداساً , يعنى من أول ما أترسم قسيس وطول مدة وجوده كبطريرك صلى ألآف مؤلفة من القداسات , وبالطبع لم يكن محتاجاً لخولاجى أو إبصلمودية أو لأى كتاب من هذه الكتب .
فى حياته كبطريرك نذكر له عدة اشياء عديدة جداً , لعل أول شئ نذكره فى هذا المكان أنه بنى لنا هذه الكاتدرائية التى نجتمع فيها ألان , فى كل مرة ندخل الكاتدرائية نذكر هذا البابا الذى بناها , والحقيقة بناء الكاتدرائية كان شيئاً عجيباً , فكيف يتصور الإنسان أن تتم هذه الأساسات والهيكل الخرسانى فى حوالى 10 شهور , طبعاً رقم خيالى .
القداس الأول الذى أقيم بالكاتدرائية فى شهر يونية سنة 1968 م والذى صلى فيه كثير من ممثلى الكنائس الأرثوذكسية كل واحد بلغته كان مظهراً عجيباً بهذا المجمع المسكونى .
أرض الأنبا رويس قبل عهد البابا كيرلس كانت خلاء لا يوجد فيها سوى المبنى الكبير , أما فى عهده فقد بنيت الكاتدرائية الكبرى ومبنى الإكليريكية , كما بنى أيضاً مبنى الداخلية الخاص بمبيت طلبة الإكليريكية , وحالياً يبيت فيه كثير من ألاباء الأساقفة , وفى أيامنا بنى المقر الباباوى الجديد والميانى المحيطة بالمنارة , لقد تحول هذا المكان الذى كان خلاء ويسكنه عربان فى عشش إلى قلب الكنيسة النابض بأنواع متعددة من الأنشطة , البابا كيرلس كانت له موهبة التعمير , فكما بنى الكاتدرائية ينى أيضاً كنيسة مار مينا فى مصر القديمة , وبنى حولها بيتاً للطلبة المغتربين .
كان المغتربون يجدون عنده المكان المريح والأبوة الحانية والكرم والمعاملة الطيبة والقداسات اليومية والصلوات الليلية , ويعيشون كأنهم فى دير , أو قل كان اول بيت للمغتربين فى دير تحت رعاية أب روحى بهذا الشكل .
عهد البابا كيرلس السادس يتميز ايضاً بمعجزة ظهور العذراء فى الزيتون وما صاحبها من نهضة روحية عجيبة رن صداها فى الخارج , وألفت كتب بالإنجليزية والفرنسية فى كثير من البلاد الغربية , كما تابعت الحدث الجرائد الشرقية والعربية والأجنبية , وكانت مثار حديث عجيب فى كل مكان , وكان الظهور بركة لهذا الجيل .
البركة الأخرى رجوع رفات مار مرقس نتيجة التقارب فى العلاقات المسكونية بيننا وبين كنيسة روما , ولولا هذه المحبة ما كان فى الإمكان أن يعود جزء من رفات مار مرقس لكى يوجد هنا .
كما عاد رفات القديس أثناسيوس الرسولى , وأصبحت هذه الكاتدرائية تضم هاذين الكنزين .
من مميزات عصر البابا كيرلس السادس أيضاً علاقته بأثيوبيا حيث كانت تربطه بالإمبراطور هيلاسيلاسى محبة كبيرة .
أتذكر أننى حينما زرت الإمبراطور هيلاسيلاسى حدثنى فى أحاديثة الخاصة عن محبته الكبيرة للبابا كيرلس , وقال بالحرف الواحد : " أنا كنت معاه أشعر أننى طفل صغير مع اب كبير"
والإمبراطور فى محبته للبابا كيرلس زار مصر فى حبريته خمس مرات , وكان يزور الكاتدرائية ويحضر القداس ويتناول , وكانت العلاقات بين الدولتين تتوطد نتيجة لهذه العلاقات الطيبة .
أول زيارة للإمبراطور هيلاسيلاسى فى عهد البابا كيرلس كانت فى 28 يونيو سنة 1959 م حينما رسم أول جاثليق لأثيوبيا , وكان إحتفالاً دينياً مهيباً رقى فيه المطران باسيليوس لرتبه البطريرك جاثليق , ثم دعى البابا لزيارة أثيوبيا , وزارها زيارتين :
الزيارة الأولى : كانت فى 26 10/ 1960 م وأنتهز البابا هذه الزيارة فإحتفل إحتفالاً كنسياً بالعيد الثلاثينى لتنصيب الإمبراطور هيلاسيلاسى على عرش أثيوبيا , وكان ذلك فى 2 نوفمبر حيث أقام قداساً خاصاً تناول فيه الإمبراطور , ورجع البابا من هذه الرحلة فى 7 نوفمبر .
وكانت فرصة زار فيها جميع أديرة اثيوبيا التى أستطاع أن يزورها , طبعاًُ مش الكل لأن اثيوبيا فيها مئات ألديرة , وقد ذكرتهم فى الزيارة السابقة للبابا يؤأنس والتى مسح فيها ولى العهد أمبراطوراً , وذلك أن الكنيسة كانت تمسح الملك بالزيت المقدس فيصبح الإمبراطور ممسوحاً بالزيت المقدس بواسطة بابا الإسكندرية تماماً كما مسح صموئيل ملكاً فى العهد القديم , وكانت تجرى هذه العادة لأن الإمبراطور هيلاسيلاسى ينتسب إلى نسل داود وتوطدت العلاقة جداً , وكان ذلك تمهيداً لأنعقاد مؤتمر أديس أبابا سنة 1965 م , وسافر البابا كيرلس لأثيوبيا وأستقبل هناك كرئيس دولة , وضربت له المدفعية 21 طلقة , والجيش أستقبله بالتحية , والإمبراطور أسكنه فى مسكنه الخاص .
وفى مؤتمر أديس أبابا أعطى افمبراطور أوسمة لجميع رؤساء الكنائس ما عدا البابا كيرلس لأنه كان قد تلقى من قبل أكبر وسام فى اثيوبيا , ولا يوجد وسام اكبر منه يمكن ان يعطيه الإمبراطور إليه .. ويومها قال الإمبراطور لرؤساء الكنائس : " أعتبروا انكم أخذتم هذه الأوسمة من يد قداسة البابا كيرلس السادس " .. وعاش فى تلك الزيارة فى محبة إخوتنا الأثيوبيين وفى حراسة الأسود فى مقر الأسد الخارج من سبط يهوذا حسب لقب الإمبراطور .
بدأت هذه الزيارة فى 13 يناير سنة 1965 م وأنتهز فيها البابا كيرلس فرصة عيد الغطاس فى 19 يناير فرأس صلاة هذا العيد فى اثيوبيا وعاد فى 27 يناير من هذه السنة فى محبة كبيرة بينه وبين دولة أثيوبيا وإمبراطور أثيوبيا وإكليروس أثيوبيا .
ومن النقط الجميلة التى أحب أن اشير إليها فى هذا المجال أن البابا كيرلس لما زار أثيوبيا أول ما هبط من الطائرة إفتكر أنهم هايودوه القصر ليستريح , لذلك بعدما تمت مراسم الإستقبال قال لهم : " ودونى كنيسة اعمل فيها قداس " .. كان جايب معاه كل حاجه ومستعد للقداس وصايم , حتى القربان كان معاه .
وبدأت العناية الإلهية بأولادنا فى الخارج بزيارات من الآباء الذين كانوا يسافرون لتمثيل الكنيسة فى مؤتمرات فكانوا يفتقدون أبناء الكنيسة المغتربين والمهاجرين ويقيمون لهم القداسات , ثم بدأت الكنيسة فى إقامة كنائس فى المهجر بصفة رسمية أذكر من بينها الكنائس الآتية :
كنيسة فى الكويت وكنيسة لندن وكنيستان فى كندا واحدة فى تورنتو تأسست سنة 1964 م وأخرى فى مونتريال سنة 1968 م .. ثم أسس البابا كنيستين فى استراليا , كنيسة فى سيدنى وكنيسة فى ملبورن - كنيسة فى جرسى سيتى سنة 1969 م وكنيسة فى لوس أنجيلوس , فكان قداسته أول بابا يهتم بأولادنا فى الخارج على مستوى القارات آسيا وأوربا وأمريكا الشمالية وأستراليا .
وفى عهده أيضاً تعمقت العلاقة المسكونية مع الكنائس فى الخارج على مستوى كبير جداً .
وفى الداخل نذكر شيئاً إهتم به البابا فحل مشكلة إستمرت حوالى مائة سنة ألا وهى مشكلة الأوقاف القبطية والنزاع بين الإكليروس والعلمانيين أعضاء المجلس الملى .
ففى عهده وبمفاوضات مع الدوله صدر قرار بقانون سنة 1960 م بإنشاء هيئة الأوقاف القبطية برئاسة البابا وعضوية ستة من الأراخنة وستة من أراخنة الشعب , وبذلك إنتهى النزاع حول الإشراف على الأوقاف .
وإهتم البابا أيضاً بالآثار القبطية وشكل لجنة كان من أشهر إنجازاتها حفريات تل أتريب .
البابا كيرلس السادس أيضاً قام برسامة عشرين من ألاباء الأساقفة والمطارنة , وكان أول من رسم أساقفة عموميين حيث كان يرسم أساقفة بدون إيبارشيات , فرسم ثلاثة من ألاباء الأساقفة العموميين هم : الأنبا صموئيل أسقف عام الخدمات والأنبا شنودة أسقف عام التعليم والأنبا غريغوريوس أسقف عام البحث العلمى والثقافة القبطية , وكان من الإصلاحات التى اجراها قداسته فى الرسامات أنه كسر مبدأ وراثة الأديرة مالإيبارشيات حتى تعطى للصالحين للرسامة بغض النظر عن الأديرة , كما بدأ أيضاً بتقسيم الإيبارشيات الكبيرة مثل إيبارشية الجيزة والقليوبية والدقهلية ودمياط , وعاش قداسة البابا يبحث عن كل شئ يحتاج لرعاية فيقيم له اللجان المتخصصة , فشكل لجنة لرعاية الكنائس وإفتقادها , ولجنة للإحتياجات الكنسية لإستيراد الشموع والبخور والأجراس وغيرها , ولجنة للآثار ولجان علمية أخرى .
وهكذا ظل فى نشاطه الذى يحبه إلى أن مرض مرضه ألخير , وكان يقاوم المرض ويداوم على الصلاة إلى أن منعه الأطباء , نذكر حياته الطاهرة ونذكر علاقته بشعبه ونذكر أيضاً شعبيته , فأول بابا إختلط مع الناس هذا الإختلاط الكامل هو البابا كيرلس , كل يوم بيعمل قداس والناس بيقابلوه فى القداس , يعنى على ألقل اللى مش عارف يقابل البابا كان بيقدر يقابله فى القداس , واللى مش فاضى وقت القداس كان بيروح عشية وبيقابله , فكان من الممكن لأى انسان يقابل البابا ويسلم عليه إما بالليل أو بالنهار , ودى حاجه كانت معروفه , وإن كان هناك شخص يريد أن يتحدث كثيراً مع البابا كان يحضر فى منتصف الليل أثناء التسبحة .
وإلى ألآن لا تزال شعبية البابا كيرلس مستمرة حتى يعد رقاده فى الرب , وما زلت أذكر ذلك الموكب الحزين للناس ممن كانوا يأخذون بركته من جثمانه الطاهر بعد أنتقاله فى بكاء مر وفى عاطفة قوية بأعداد لا تحصى . نطلب بركة لأنفسنا وللكنيسة ونطلب صلواته عنا ونطلب أن يديم الرب علينا هذه البداية الطيبة التى بداها البابا كيرلس لكى تتابعها أجيال من بعده , ولنفسه الطاهرة كل إحترام وتوقير كأب وراع وإلهنا المجد الدائم إلى الأبد آمين .
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

مستندات ووثائق كنسية
النص الكامل للأتفاقية بين الكنيسة القبطية والكنيسة ألأثيوبية
1- بابا افسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خليفة القديس مار مرقس الإنجيلى , وهو الأب الروحى الأعلى لكنيسة القديس مرقس بأثيوبيا , ويجب أن يكون على الدوام قبطياً من والدين مصريين , ومقره الدائم كرسى الإسكندرية فى الأقليم المصرى وسلطانه مصون وشخصه فوق أى تجريح .
ويذكر إيم بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فى كافة القداسات والصلوات باثيوبيا , وتكون زيارة قداسة بابا الإسكندرية لأثيوبيا موضع الترحيت ويقابل قداسته بجميع مظاهر التكريم والتبجيل الجديرة بمركز السامى بإعتباره الأول فى الكنيسة .
2- يشترك ممثلون عن أثيوبيا بعدد محدود من الناخبين المصريين فى أنتخاب خليفة القديس مرقس ويحدد عددهم قداسة البابا .
3- يجب أن يكون قائممقام الكرازة المرقسية على الدوام قبطياً مصرياً من والدين مصريين .
4- يرفع مركز مطران (البقاباباسات) الكنيسة ألرثوذكسية للدولة الثيوبية , وهو خليفة القديس تكلا هيمانوت إلى بطريرك (جاثليق رئيسا لقناباباسات) ويختار وفقا لقوانين وتقاليد كرسى القديس مرقس بالأسكندرية من بين الرهبان ألثيوبيين الذين لا تعلو مرتبتهم عن درجة قمص ( وهو المبدأ المعمول به أيضاً فى سائر الكرازة المرقسية ) على أنه نظراً لظروف خاصة يستثنى فى هذه المرة فقط رفع درجة مطران أثيوبيا الحالى الأنبا باسيليوس إلى بطريرك جاثليق
5- عندما يتم أختيار بطريرك جاثليق أثيوبيا وفقاً لقانون الكنيسة , يعتمد هذا الإختيار ويصدق عليه من صاحب الجلالة الإمبراطور , تجرى سيامته وتنصيبه وفقاً لقانون الكنيسة على يد البابا البطريرك الجالس على الكرسى السكندرى للقديس مرقس .
6- يؤذن لبطريرك جاثليق أثيوبيا بسيامة مطارنة وأساقفة على الأمكنة التى تستلزمها حاجة كنيسة أثيوبيا , على أنه يجب أساسا قبل سيامتهم أن يقطع المطارنة والأساقفة المنتخبون على أنفسهم العهد الكتابى الملحق بهذا ويرسل هذا العهد الموقع منهم إلى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية فوراً بعد أعتماد إنتخابهم من جلالة إمبراطور أثيوبيا .
7- ولكى يعتمد البابا تسجيلهم رسمياً , يرسل البطريرك جاثليق أثيوبيا مع هذا العهد الموقع منهم تاريخ حياة المطارنة والأساقفة والبيانات الخاصة بهم وبإيبارشياتهم ويأمر البابا بإرسال تاريخ حياة مطارنة وأساقفة الكرازة المرقسية مع ذكر إيبارشياتهم إلى جميع أقاليم الكرازة .
8- كلما راآ البابا أن يعقد إجتماعاً لمعالجة بعض المواضيع المتعلقة بالعقيدة أو الأمور التى تمس عموم كرازة القديس مرقس يحيط بطريرك جاثليق أثيوبيا علماً بذلك , ويؤلف قداسته مجمعاً مقدساً عاماً من بين مطارنة وأساقفة المجمع المقدس المصرى وسائر المجامع المقدسة الإقليمية بالكرازة المرقسية للفصل فى هذه المسائل .
وكلما أثير أمر يمس شخصية بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أو ينال من قداسته , يختص هذا المجمع المقدس أيضاً بالفصل فى ذلك .
9- يحتل بطريرك جاثليق أثيوبيا فى أثناء حياة بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية المركز الثانى فى المنزلة بعد الباباوية , وفى حالة غياب البابا يحتل بطريرك جاثليق أثيوبيا المركز والمنزلة بعد قائمقام الكرازة المرقسية .
10 - يعين بابا الكرازة المرقسية ممثلاً كنسياً مصرياً فى أثيوبيا وممثلاً كنسياً فى مصر لتسهيل العلاقات بين نواحى الكرازة المرقسية فى مصر أثيوبيا .
11- توثيقاً لدوام الصلات الروحية القائمة بين كنيسة مصر وأثيوبيا سيجرى فى مجال التعليم الدينى تبادل الأساتذة والطلبة وبالمثل فيما يختص بحياة الرهبنة سيجرى تبادل الرهبان .
12- تخضع الأمور الآتية لمشاورات متصلة بين قداسة البابا وبطريرك جاثليق أثيوبيا :
أ- تقرير إنشاء إيبارشيات جديدة للكرازة المرقسية خارج ألقاليم القائمة حالياً التى ستظل لشاغليها وسيامة مطارنة وأساقفة لتلك الإيبارشيات الجديدة كلما أثير هذا المر من جانب بطريرك جاثليق أثيوبيا .
ب- إنشاء لجان خاصة لدراسة الشئون المتصلة بالنهضة الروحية والدراسات الدينية وتنظيم البعثات .
نصوص قرارات مؤتمر أديس أبابا يناير سنة 1965 م للكنائس الأرثوذكسية الشرقية
تقديم
1- يسرنا جداً أن نجتمع فى مؤتمر يدعوا إليه صاحب الجلالة الإمبراطور هيلاسيلاسى الأول إمبراطور أثيوبيا , وأن ندرس وسائل تقوية رباط الوحدة بين كنائسنا الشقيقة حتى تستعيد قوتها الروحية لتشهد بأكثر قورة الرب أبينا السماوى فى طاعة الإيمان لربنا يسوع المسيح وفى قوة الروح القدس .
2 - إننا نؤمن أن هذا المؤتمر يبدأ عهداً جديداً فى تاريخنا , وأن املنا الثابت أن هذا الإجتماع بداية عصر المجامع تعقد فى المستقبل لتربط كنائسنا فى حالة الوحدة التى عائتها خلال فترة المجامع المسكونية الثلاثة الولى : فى نيقية والقسطنطينية وأفسس وبذا تتمكن كنائسنا بقوة وحيوية متجددة من نشر رسالة الفداء فى العالم .
3- وفى دراستنا فى هذا المؤتمر إتفقنا على فحص النتائج والتوصيات المقدمة لنا من لجنة اللاهوتيين الذين عيناهم ولذا ركزنا إهتمامنا على ما يجب ان تعمله كنائسنا مشتركة بصدد ستة موضوعات لها أهمية كبرى فى الوقت الحاضر وفيما يلى قراراتنا :-
أولاً : كنائسنا والعالم الحاضر
أ- مقدمة
1- يجتاز العالم الذى نعيش فيه تغييرات أساسية تؤثر تماماً فى حياة الناس , وتتغير أفكار الرجال والنساء نتيجة نظريات التطور , ويختبرون وسائل جديدة من الثقافة , وبذا تواجه شعوبنا فى كل مكان موجات دنيوية ضخمة , وفى الوقت الحاضر تتسع الشقة بين الكنيسة وبين ألإنسان الحديث المتعلم , وعلى الأخص الشباب منهم , وبذا صار لربطهم بالكنيسة أهمية كبرى , ونحن نقرر أن نعطى إهتماماً كبيراً للمقترحات التالية المقدمة إلينا من اللجنة التحضيرية .
2- بخصوص المشاكل التى تظهر فى عقول المؤمنين فى القرن العشرين نتيجة إتجاهات جديدية روحية أو عقائدية أو تفسيرية أو مادية أو إلحادية فإن مؤتمر الكنائس الشرقية الأرثوذكسية يؤكد تمسكه بالإيمان ألرثوذكسى والعقيدة القائمة على الكتاب المقدس والتقليد المقدس , اما النظريات والتصريحات الحديثة على وجه الخصوص سواء أقام بها أفراد أو جماعات بخصوص حياة وتعاليم ربنا يسوع المسيح وتجسده وصلبه فإن الحكم عليها يجب أن يكون على أساس نصوص الكتاب المقدس وتعاليم آباء الكنيسة : " عالمين هذا أولاً أن كل نبوة الكتاب ليست من تفسير خاص , لأنه لم تأت نبوة قط بمشيئة إنسان , بل تكلم إناس الرب القديسون مسوقين من الروح القدس ( 2بط 1: 20 و 21) وأيضاً " كل الكتاب هو موحى به من الرب ونافع للتعليم والتوبيخ للتقويم والتهذيب الذى فى البر لكى يكون إنسان الإله كاملاً متأهباً لكل عمل صالح " (2 تى 3: 16و 17)
وعلى كل من كنائسنا أن تعين لجنة لدراسة تفصيلات المشاكل التى توجهها نتيجة هذه النظريات الحديثة , وأن تكون الردود المطلوبة وأن تخطر اللجنة الدائمة للمؤتمر بما تصل إليه من النتائج لكى تدرس فى مؤتمر مقبل .
ب- الشباب
3- إن نسبة كبيرة من الشباب المتعلم تبتعد عن المشاركة الإيجابية فى حياة الكنيسة ويظهر هذا الأمر بوضوح فى إحجام غالبية الشباب المتعلم االجامعى عن خدمة الكهنوت , وليس غريباً أن نجد الشابا المتعلم عازفاً عن الإرتباط بالكنيسة بينما نراه متحمساً للعضوية فى جماعات ذات صبغة أيدولوجية أو إجتماعية تنجح فى جذب خيالهم وإخلاصهم , وأن أحد أسباب هذه المشكلة يكاد يكون فى أنهم يشعرون أن الكنيسة تحيا فى عصر عتيق وتهتم بمسائل التاريخ والعقيدة أكثر من إهتمامها بالمشاكل الواقعية للأنسان الحديث , هذا وأنهم يعتبرون الكنائس لا تهتم بشئ إلا بحفظ تراث الإيمان المسلم مرة للقديسين وأنماط العبادة التقليدية , وبتعبير آخر فإن الوعظ والممارسات الكنسية تبدو ذات أهمية ثانوية فى نظر الإنسان فى عصر التكنوليوجيا والعلم .
جـ - التوافق بين الإنسان وحياة الكنيسة
فهناك حاجة ملحة لإعادة التوافق بين الإنسان فى العصر الحديث عامة والشباب المتعلم على وجه الخصوص , وبين حياة الكنيسة , كما أنه يلزم أن نعطى أهمية خاصة لأولئك الذين يعيشون فى مناطق صناعية وفى المدن , ويجب على كنائسنا أن تتخذ خطوات فعالة سريعة لتعطى الشعب الفرصة فى الإشتراك فى الحياة الكنسية , كأن تراجع نظم الصوم عامة وعدد أيام الصوم , وأن تعلم المؤمنين القيم الروحية وراء هذه الممارسات حتى يمارسها الشعب بتعمق وفهم , وكذلك مدة الخدمات الكنسية واللغة المستخدمة فيها , وما يلزمها من تبسيط وملائمة دون المساس بما تحوية من عمق روحى وفاعلية سرية , وكذلك ما يعطى من الرجال والنساء بالأخص الشبان العلمانيين فرصاً للمشاركة فى حمل المسئوليات الخاصة بحياة ونشاط كنائسنا , فلا يجب أن يحسب الشبان على هامش الكنيسة , بل نفسح امامهم الفرصة ليدخلوا إلى قلب الحياة الكنسية , فعلى كل من كنائسنا أن تكون لجنة من الأخصائيين لدراسة هذه المور كل بحسب ظروفها وتخطر الكنائس الأخرى بنتائج بحوثها , وهنا يلزمنا أن نسجل ما أتخذته الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى أنطاكية وفى الهند , والكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية من تغييرات فى نظم الصوم ومدته .
دـ الأسرة المسيحية والحياة الروحية
5- البيت المسيحى هو الخلية الأساسية فى حياة الكنيسة , والحاجة الملحة إلى تربية معينة للأسرة المسيحية , فيلزم إعطاء الأزواج والراغبين فى الزواج توجيهات كافية قبل وبعد الزواج كما أنه يلزمنا من الناحية الرعوية أن نهتم بدراسة مشكلات تنظيم ألسرة وإنحلال الزواج وغيرها من الموضوعات المتصلة بها .
6- على أن مطالعة ودراسة الكتاب المقدس فى العائلة , والصلوات العائلية اليومية وحضور الكنيسة والإعتراف السليم والتناول أمور تحتاج إلى تشجسع بكل الوسائل الممكنة وينبغى تقوية وتعميق حياة الناس فى أسرار الكنيسة وفاعليتها , هذه الفاعلية التى لابد أن تظهر فى الحياة العالمية فى الإهتمام بالفقير والمحتاج , فإن المواهب الروحية المعطاة بالنعمة الإلهية ينبغى أن تترجم إلى أعمال البر والعطاء المضحى من اجل المحتاجين ونشر العدالة الإجتماعية .
ويجب أن يعود للأعتراف مرة أخرى أهميته كمنبع فياض للأرشاد الروحى والتوجيه الخلقى , فإن كل هذا يستدعى إعادة إنعاش مسئوليات الرعاية فى كنائسنا .
هـ ـ التربية المسيحية
7- إن التربية المسيحية لأطفالنا وشبابنا موضع إهتمام بالغ فى كنائسنا , فنقرر تكوين لجنة خاصة من الخبراء من رجال التربية والإمليروس والشعب لإعداد الإطار العام لمنهج التربية المسيحية يمكن تطبقة كنائسنا مع إدخال التعديلات التى تتناسب مع تقاليد وظروف كل كنيسة .
و - الأدب المسيحى
8- منذ فجر المسيحية , لعب الأدب دوراً كبيراً فى خدمة الكنيسة , فقد خلف لنا آباء الكنيسة تراثاً أدبياً ضخماً فى ميادين دراسات الكتاب المقدس والدراسات اللاهوتية والطقسية والتاريخية وسير القديسين , ولذلك فلا ينبغى أن نحصر أنفسنا فيما ورثناه كمنبع وحيد لغذائنا الروحى , بل ينبغى أن يكون أفنتاج ألدبى فى كنائسنا عملية مستمرة تضفى روحاً متجدداً فى كنائسنا . ولذا نحتاج إلى :
** تفاسير للكتاب المقدس
** كتب لاهوتية توضح الإيمان المسيحى
** إنتاج أدبى يهدف إلى مجابهة الأيدولوجيات الحديثة , والنظريات الإجتماعية والأفكار النفسية المتعلقة بتعاليم الإنجيل .
** كتب مسيحية شعبية كقصص ونبذات تكتب بطريقة سهلة وجذابة وأسلوب مبسط .
** نشرات تعليمية تعطى فكرة متكاملة عن تاريخ كنائسنا ووضعها الحالى تكتب بطريقة رقيقة وعادلة , وبروح النقد الذاتى بدلاً من روح التعالى التى نلحظها ألآن
** مجلة لكل كنائسنا تحتوى على مختارات من أنتاج مجلاتنا المحلية ونشاط لجاننا وسكرتارياتنا العامة .
ز - الحياة الرهبانية
9- ينبغى أن ننعش الرهبانية فى كنائسنا , وكما يلزم أن نؤكد أهمية التأمل والعمل اليدوى والدراسة حسب القواعد الرهبانية , يلزم أيضاً إيجاد أنواع مختلفة من النظم الرهبانية مراعيين مساهمتها الفعالة فى نشلط الكنيسة ككل , وأن الإختيار الدقيق والتدرب السليم للمقبلين عليها هما دعامتان أساسيتان لإنعاش وتجديد حياة الرهبانية .
10- ينبغى أن نفكر بجدية فى إعادة النظم الرهابنية الخاصة بالنساء , ولسوف تستفيد الكنيسة كثيراً من هؤلاء النساء الراهبات اللاتى يشعرن بدعوة لتكريس حياتهن بالكامل لخدمة الرب , وعلينا ان نفكر جدياً فى تبادل الرهبان والراهبات بين كنائسنا
ط- - التقويم الذى تتبعو كنائسنا
12 - وعلى الكنائس أن تواجه جدوى إعادة النظر فى التقويم الذى تتبعه كنائسنا فى هذه الأيام , فإن تقويما موحداً تتبعه كنائسنا ليصبح أفضل تعبير عن وحدتنا , ولهذا قررنا تكوين لجنة بين الخبراء , تدرس بالتفصيل أسباب الإختلاف والصعوبات الناجمة عن ذلك لتقدم لنا تقريرا لأتخاذ اللازم بصدده , وهنا نذكر أن الكنيسة السريانية الأرثوذكسية فى أنطاكية والهند , وكذلك الكنيسة الأرمينية الأرثوذكسية قد قبلت تغييرات فى تقويمها التقليدى بإستخدام التقويم الغريغورى .
الفصل الثانى
التعاون فى ميدان التعليم اللاهوتى :
أ - مقدمة
إننا نعترف جميعاً بأن التعليم اللاهوتى من أهم مسئوليات الكنيسة , ونحتاج الكنيسة إلى رجال مستعدين لتلبية نداء الروح القدس للعمل فى الكنيسة , ومن ناحية أخرى يستطيعون أن يواجهوات إحتياجات الإنسان فى العصر الذى نعيش فيه .
والتعليم اللاهوتى هو الطريقة المثلى التى تحتاجها الكنيسة لإعداد مثل هؤلاء الرجال , ورغم أن الهدف الأصلى للتعليم اللاهوتى هو تدريب الإكليروس وغيرهم من خدام الكنيسة , ولكن الكنيسة عليها أيضاً أن تقدم التربية اللازمة للعلمانيين ليصيروا أكفاء فى الشهادة للإيمان المسيحى كل فى ميدانه الخاص
ب - محتويات التعليم اللاهوتى
2- وبالدراسات اللاهوتية تحاول الكنيسة أن تعلم أولادها وبالذات أكليروسها فى الإيمان بأسلوب يلائم حقائق الحياة فى كل عصر , وأن إيمان الكنيسة الذى يدور حول أقنومية وعمل يسوع المسيح الإله المتجسد المصلوب والمقام وإستمرار إرشاد الروح القدس يؤكد فى كل عصر حقيقة الرب يسوع المسيح وعمله الفدائى , هذا الإيمان مشهود له فى الكتاب المقدس وشكل بذلك التقليد الكنسى .
ولهذا ففى مجال الدراسات اللاهوتية لابد أن يخصص وقت كاف لدراسة الكتاب المقدس الذى قدم إلهاماً حياً إلى الأجيال - صار قوة فعالة فى تاريخ المسيحية بإيماننا المشترك ورسالة الرب الحية , ولذا فإن الدراسات اللاهوتية ينبغى أن تؤدى فى إطار من العبادة والإخلاص الدينى بحيث تتناس مع الإتجاهات العقلية فى عصرنا الحاضر , وعن طريق الدراسات اللاهوتية تدرب الكنيسة إناساً مؤسسين " فى الإيمان المسلم مرة إلأى القديسين " يؤهلون للشهادة له فى أجيالهم .
3- وكما نأخذ فى إعتبارنا النواحى الروحية والعقلية , فإننا يجب ألا نهمل الأمور الرعوية فإن برنامجاً للتدريب العملى فى ميدان الخدمة المسيحية يجب أن يكون كجزء من التعليم اللاهوتى , وينبغى أن تتاح للطلاب فى المدارس اللاهوتية فرص للتعرف على العالم فى واقعة بإعتباره الميدان الذى سيخدمون فيه , وبالإضافة إلى هذا ينبغى أن يزود بالتسهيلات التى تساعدهم على الإشتراك فى نشاط وحياة الكنيسة المحلية مباشرة لكى يمكنهم الوقوف على مختلف أوجه خدمات ومشاكل الكنيسة .
جـ - منهاج عام
4- ومع مراعاة كل هذه الأمور , فإننا نشعر بضرورة وتخطيط منهاج عام وشامل للدراسات اللاهوتية فى كنائسنا يمكن أن يطبق فى كل كنيسة مع إجراء التعديلات المناسبة التى تلائم هذه الكنيسة وإحتياجاتها المحلية .
د - الوسائل العملية للتعاون
5 - بالرجوع إلى السؤال الخاص بكيفية التعاون فى التعليم اللاهوتى , فإن ثمة مشكلتين علينا مواجهتهما : ففى المقام الأول تأتى الحقيقة الأولى وهى أن إختلاف اللغات التى نستخدمها فى التعليم فى معاهدنا الخاصة قد تجعل التعاون صعباً , أما المشكلة الثانية فهى أن كنائسنا لا تستخدم نفس القداسات ولا نفس النظم الطقسية , وحينئذ فإننا نقرر إمكان إستخدام الوسائل التالية للتعاون .
أ - لابد وأن نشجع تبادل بعض الطلاب وخصوصاً الدراسات العليا لتعليم اللغات اللازمة , وهؤلاء تمنحهم المعاهد كافة التسهيلات الضرورية لتنفيذ البرنامج الدراسى المختار .
ولعل تبادل الأساتذة أسهل بكثير من تبادل الطلاب , وتعظم الفائدة إذا كان هؤلاء من العلماء أو زوى التخصص فى بعض ميادين الدراسة .
ب - لابد أو نتعاون فى أنشاء مركز عام للدراسات والبحوث اللاهوتية العليا , كمكان لدراسة متقدمة تخدم كنائسنا , وهذا ينبغى أن يكون معهداً يمنح الدرجات العلمية كما يقدم التسهيلات لدرساه خاصة عالية فى التاريخ والاهوت والمواد الأخرى المتصلة بكنائسنا الأرثوذكسية .
ويلحق بهذا المركز طلاب الدراسات العليا الذين ترشحهم إحدى كنائسنا , كما يدعى إلى هذا المركز كبار الأساتذة وغيرهم من ذوى التخصص فى الميادين المشار إليها آنفاً .
ولكى نحتفظ لهذا المركز بكفايته العلمية العالية , يجوز أن يعمل تعاوناً مع المعاهد الممائلة فى أنحاء العالم الأخرى .
هـ - البعثات الخارجية
ونظراً لأن هناك تسهيلات ومنحاً من الجامعات اللاهوتية وغيرها من المعاهد بالخارج تشجيعاً لدراسات أكثر تقدماً , يمكن الإستفادة بها , نرى أن تختار كنائسنا أشخاصاً مؤهلين لترشيحهم للآماكن التى نختارها نحن .
وبهذا فإن هؤلاء الذين يبعثون إلى الخارج لابد أن يكونوا مؤهلين فى بلادهم وناجحين بدرجة كافية لمواصلة دراساتهم فى وطن من العالم غير أوطانهم الأصلية , كما يجب أن يكونوا متعمقين فى تقاليدهم وفى نفس الوقت لهم بصيرة فى تقاليد ألاخرين .
و - الكتب اللاهوتية
7 - إن إصدار الكتب اللاهوتية والمراجع تعتبر من أهم الميادين التى يجب أن تتعاون فيها كنائسنا , وعندما يتكامل مركز الدراسات والبحوث اللاهوتية المقترح إنشاؤه , فإنه يمكن أن يلحق به هذا العمل كما يمكن أن تترجم الكتب التى ينشرها إلى اللغات التى تستخدم فى كنائسنا حتى لا تقف اللغة عائقاً أمام مجال التعاون الذى نحن بصدده .
الفصل الثالث
التعاون فى مجال الكرازة
أ - مقدمة
1- إن العمل الكرازى حقل آخر ينبغى لكنائسنا أن تتعاون فيه , فالكرازة جزء من تراثنا العام يعيد إلى ذاكرتنا ما قامت كنائسنا من مجهودات جبارة فى هذا الميدان , وفى نفس الوقت نرى أننا نعيش فى عصر يحتاج إلى تقويم جديد لوسائل الكرازة , ولذلك ينبغى علينا أن نتدارس خبرات المنظمات الإرسالية فى كنائسنا لنتكشف ما يمكن عمله لتنسيق جهودنا التبشيرية .
2 - أسس الكرازة
إننا نجد أساس الكرازة فى طبيعة وغاية تجسد السيد المسيح اللتين تتضحان فى حياته وتعاليمه ولا ينبغى أن تتملكنا مجرد الرغبة التبشيرية فى زيادة العدد لعدد أعضاء جماعته , كما أننا لا يليق أن نعتبر وصية السيد المسيح : " أكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها " أمراً يحمل مجرد الطاعة الشكلية , فلقد قال السيد المسيح للآب فى صلاته : " كما أرسلتنى إلى العالم , أرسلتهم أنا إلى العالم (يوحنا 17 : 18) وهكذا أرسل الرب تلاميذه إلى العالم بنفس الطريقة التى أرسله بها ألاب , أى ليشابه البشرية فى كل شقائها ويحمل خطيتها ويموت على الصليب من اجلها , أن أرسالية الكنيسة تتضح فى أن تهتدى بسيدها الذى : " جاء ليخدم وليبذل نفسه فديه عن كثيرين "
ولهذا فعمل الكنيسة هو أن تحمل رسالة الخلاص فى العالم وتكون السامرى الصالح الذى يضمد جراحات عالم محطم , مجاهدة لإبراز المحبة الإلهية كحقيقة لمن لم يدركوها بعد , وليس هذا واحداً من أنواع النشاط المختلفة فى الكنيسة فحسب , بل يجب أن يكون جوهر عملها ومحورها .
3 - ونحن نحتاج إلى كارزين مكرسين ليخدموا فى حقل الكرازة والشهادة فى كنائسنا , على أن الأمر لا يقف عند حد تدريب عدد أكثر من الوعاظ المقتدرين وإرسالهم لكل العالم بعد تزويدهم بكل الإمكانيات اللازمة , ولكنه أيضاً أمر أساسى أن يتحرك كل أعضاء الكنيسة مدفوعين بالحب الإلهى الكافى لإحتياجات الإنسان الروحية والمادية , ولهذا صار ضرورياً فى كنائسنا لتبث روح الكرازة والإحتمال - من أجل محبة الرب فى أعضائها و كما تنظم وسائل إعلان بشرى محبة الإله للعالم هو فى أمس الحاجة إليه .
جـ - العبادة والكرازة
4- إن حياة الجماعة العابدة هى شهادة ضرويرة لربها الذى قام من الأموات , وأن محبة الإنسانية الباذلة يمكن التعبير عنها فى صلوات كرازية متبادلة , فهذه الصلوات الشفاعية من اجل العالم , ومن أجل العمل المسيحى تعبر عن إهتمامات الكنيسة كما تساعد أعضاء الكنيسة على تفهم دعوتهم الرسولية والكرازية , ولذا يلزم أن نعطى لهذه الصلوات الشفاعية مكاناً أساسياً فى عبادتنا العامة والعائلية , وهذا يحتاج إلى الإكثار من الصلوات الشفاعية فى عبادتنا وإلى برنامج تعليمى للمؤمنين فى هذا الشأن .
د - الكرازةوتدعيم الحياة الروحية
5 - على الكرازة أن تجعل كنائسنا آلات أفضل لعمل الروح القدس فى كل نواحى حياتنا , هذا هو المصدر الحقيقى لإنعاش كنائسنا , فالكرازة هى محاولة جادة لإبراز حقيقة محبة ألإله للمحتاجين إليها ولهذا فهى لا تعنى مجرد التعاطف الذى نعبر عنه فى العطاء فى التضحية بكل ما من به الرب علينا من بركات , وينبغى لذلك أن يتعلم أبناء كنائسنا الوسائل الأساسية والعملية لبذل النفس وذلك ضمن إلتزاماتهم الشخصية قبل الرب لأن ثمة نواح غير مسيحية فى حياة شعوبنا وتحتاج إلى تبشير وهنا نحتاج إلى الإستخدام الكامل لكل وسائل النعمة .
هـ - تبشير الخارجين
6 - ينبغى أن نركز إهتمامنا على مناطق معينة نرى الكرازة فيها أمراً ملحاً , فالمناطق التى يحتاج رجالها ونساؤها إلى رسالة الإنجيل لحياة جديدة تتطلب منا إهتماماً سريعاً , ورسالة الإنجيل ينبغى أن تقدم ايضاً للذين اوغاهم الإلحاد والمادية والفلسفات والأيديولوجيات الأخرى , حتى ما يترائى لهم حق المسيح فى وضوح وأمانة .
7 - وعلى هذا علينا أن نتذكر أن الشهادة للمسيح لا تعنى أن ننقل ثقافتنا الخاصة للأمم الأخرى , فالذين يدخلون فى حظيرة افيمان يحتاجون إلى معاونة لكى يشهدوا له ايضاً بين أبناء اوطانهم , مما يستدعى إيجاد أنماط جديدة من العبادة تتوافق مع بيئاتهم فتتكون - عن هذا الطريق - كنائس وطنية .
و - طريق الكرازة
8 - وثمة حاجة لأن نتدارس وسائل الكرازة المختلفة التى أتبعت سابقاً والتى تتبع حالياً , بهدف أن تجعل المسيح حقيقة أمام المحتاجين إليه , وينبغى أن نرفض كل الوسائل التى تتعارض مع روح المحبة المسيحية والمبادئ الأخلاقية لإيماننا , كما يجدر بكنائسنا للكرازة بالإنجيل أن تستخدم وسائل الإعلام والمعينات التربوية الحديثة كالكتابات الشعبية والسينما والراديو كلما امكن ذلك إلى جانب وسائل الكرازة التقليدية البناءة .
ز - التدريب على العمل الكرازى
9 - ومع أ،ه مطلوب من كل مسيحى أن يقوم بعمل تبشيرى فى نطاقة الخاص , إلا ان هناك حاجة ماسة إلى أن يتفرغ البعض تماماً لهذا العمل , وهؤلاء يحتاجون إلى تدريب خاص , ولذا تحتاج كنائسنا إلى إنشاء مراكز تبشيرية لتدرب هؤلاء المكرسين وغيرهم , ولو أننا تمكنا من أنشاء معهد كرازى لكنائسنا جميعاً , فإنه سيخدم أهدافنا بشكل ملحوظ .
الفصل الرابع
علاقتنا بالكنائس الأخرى
أ - مقدمة
1 - نحن نفرح إذ نجد آمالاً كبيرة لأستعادة الوحدة المسيحية فى كل العالم فى وقتنا الحاضر , ونحن نشارك فى هذه الروح تماماً , إن الرب يريد وحدة الجنس البشرى فى كنيسته , ولكن أنقسام العالم المسيحى أمر يدعوا إلى الأسى , ولذلك فنحن نهتم بأن نثير إستفساراً عما يجب أن تكون العلاقة مع الكنائس العديدة التى يضمها العالم المسيحى , وهذه الكنائس يمكن أن تنطوى تحت ثلاثة أقسام : الكنائس الشرقية الأرثوذكسية (حسب التقليد البيزنطى ) , والكنيسة الرومانية الكاثوليكية , والكنائس غير الأرثوذكسية الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى .
ب - العلاقات مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية (حسب التقليد البيزنطى )
2 - حيث انه فى أهتمامنا بعودة الوحدة إلى المسيحية نفكر فى الوحدة بين جميع الكنائس من وجهة النظر الأكثر قرابة فى الإيمان وفى الأخوة الروحية معنا , فإننا نحتاج لأن نستخدم وسائل إتصال مختلفه , وهذا الإعتبار يقودنا لأن نثير موضوع علاقتنا بالكنائس الشرقية ألأرثوذكسية الأخرى كخطوة أولى , فنحن قد أشتركنا فى ألإيمان الواحد وحياة الشركة حتى مئتمر خلقدونية 451 م ثم حدث الإنقسام .
3 - فيما يختص بالخلاف حول طبيعة السيد المسيح والذى أحدث الإنقسام فنحن نأمل أن الدراسات المشتركة بروح الفهم المتبادل يمكن أن تنير السبيل على فهمنا كل واحد لوضع ألاخر , لذلك فنحن نقرر ضرورة بدء دراسة رسمية جديدة تتناول توضيح عقيدة طبيعة السيد المسيح فى وضعها التاريخى يقوم بها علماؤنا آخذين بعين الإعتبار الدراسات السابقة فى هذا الموضوع , وكذلك الدراسات غير الرسمية التى تمت فى إجتماعات مجلس الكنائس العالمى .
وفى نفس الوقت نحن نبدى موافقتنا لأن تسعى كنائسنا إلى علاقات أوثق وتعاون مع الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى فى المور العملية .
ملحوظة : نعنى هنا بالكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى الكنائس ذات التقليد البيزنطى .
جـ - العلاقات مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية
4 - لقد شاركنا كنيسة روما الإيمان نفسه والشركة حتى مجمع خلقدونية سنة 451 م ثم حدث الإنقسام , ونحن نفرح بالإدراك الجديد الذى أخذت الكنيسة الرومانية الكاثوليكية تبديه نحو التعرف على الكنائس الأخرى , خاصة الكنائس الأرثوذكسية فى الشرق , وبهذه الروح الجديدة , وهذا الأتجاه , نحن نقترح بأننا يجب أن نكون راغبين فى الدخول فى محادثات مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية أن تعيد النظر فى مبادئها .. أساليبها بخصوص إحتفاظها بالكنائس التى ضمتها إليها , وكذلك بخصوص قيامها بالتبشير بين أبناء كنائسنا .
5 - نحن سعداء بأن نلاحظ كيف أن الكنائس الشرقية الأرثوذكسية الأخرى قد أوضحت إتجاهاً إيجابيا فيما يخص إنشاء حوار مع الكنيسة الرومانية الكاثوليكية , ونحن نأمل أن تتمكن كنائسنا من السير فى هذا الإتجاه بالتعاون معهم .
د - العلاقات مع الكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى
6 - نحن على علاقات ودية مع الكنائس الغير أرثوذكسية الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى ونصلى لكى يفتح الرب الطريق للفهم المتبادل والتعاون حيثما أمكن , ومن هذه الكنائس الكنيسة الكاثوليكية القديمة والكنائس الأسقفية التى ننظر إليها بإعتبار خاص , وعلى سبيل المثال , لقد ظهرت الكنائس الأسقفية تقديرها للكنائس الأرثوذكسية الشرقية , ونحن نثق أن هذا سيقود إلى حوار مثمر بينهم وبين كنائسنا , ولقد كانت كنائسنا أيضاً على إتصال مع الكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى , كانت فى علاقتنا المتبادلة , وما زالت , صعوبات تنشأ عن محاولات معينه للتبشير بين أبنائنا تقوم بها بعض الكنائس البروتستانتية , غير أننا نأمل أن تنتهى هذه المحاولات , ونحن نثق أن الرب الذى ألف كنائسنا والكنائس الأخرى الأعضاء فى مجلس الكنائس العالمى فى مثل هذه العلاقة الودية , عن طريق هذا المجلس , سيساعدنا لأن ننمو فى الأخوة الواحد مع الاخر , ويردنا جميعاً إلى ملئ الوحدة فى الوقت المعين منه وبالطريقة التى يرتبها .
هـ - الحركة المسكونية
7 - وفى الختام نود أن نعبر عن تقديرنا العميق للحركة المسكونية كلها , مثل تلك التى تبناها مجلس الكنائس العالمى , إن روح الأخوة الجديدة والفهم المتبادل والتعاون النابع من الحركة المسكونية لها ثمار نافعة فى حياة جميع الكنائس الأعضاء .
8 - إننا نأمل ونصلى أن يؤيد الرب كل الجهود التى تبذل من اجل تقدم الحركة المسكونية لتمكن الكنائس أن تحقق رسالتها بالجهود المشتركة الواعية فى إخلاص كامل لربنا جميعاًُ يسوع المسيح .
الفصل الخامس
تكوين هيئة للعلاقات الدائمة
1 - لكى يمكن تنفيذ قرارات هذا المؤتمر , وللتنسيق بين جهود كنائسنا فيما نحن بصدده , نقرر تأليف هيئة دائمة , ولذلك نعين لجنة دائمة تتكون من عضوين يمثلان كل كنيسة تتحدد واجباتها فيما يلى :
** متابعة عمل هذا المؤتمر
** ترتيب اللجان الخاصة لدراسة المسائل الواردة فى قرارات هذا المؤتمر
** القيام بدراسة مفصلة لأنسب وأحسن الوسائل لتكوين تنظيم دائم وسكرتارية لكنائسنا .
2 - عين أعضاء هذه اللجنة الدائمة كما يلى :
كنيسة الإسكندرية .. الأنبا صموئيل والأنبا أثناسيوس .
كنيسة أنطاكية : مارملاتيوس ومار ساويرس زكا .
كنيسة أثيوبيا : القس ملاك سلام صموئيل ترفا ودكتور جيتاتشو هيلا .
كنيسة الهند : القس الدكتور ك. س. جوزيف والقس الدكتور ف. س. صموئيا .
3 - للفترة المؤقتة بين هذا المؤتمر وتكوين التنظيم الدائم والسكرتارية , نوافق على تعيين السيد سيفو ميتافريا كسكرتير مؤقت على ألا تزيد هذه المدة عن ستة أشهر , ولقد أقترحته للمؤتمر الكنيسة الأثيوبية الشقيقة حسب طلبنا لكى يقوم بالعمل التنفيذى فى هذه المرحلة , وعلى اللجنة الدائمة فى إجتماعها الأول أن تحدد مسئوليات السكرتير المئقت وتضع خطة العمل فى هذه الفترة المؤقته .
الفصل السادس
بيان بخصوص السلام والعدل فى العالم
يرغب رؤساء الكنائس الشرقية الأرثوذكسية المجتمعون فى مؤتمر أديس أبابا خلال يناير 1965 م فى الإعراب عن أملهم فى أن يروا العدل والسلام يسودان كل الشعوب وأمم العالم , فإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح .. رئيس السلام .. يريد أن يكون على الأرض السلام وبالناس المسرة .
ولكن الخوف من الحرب ما يزال يزعج بأستمرار عالمنا الحاضر حيث أن أى حرب تقوم فى عصر الذرة ستؤدى إلى إبادة البشرية والحضارة , ولذلك فإنه يجب أن نبذل كل الجهود الممكنة لمنع إشتعال الحرب فى أى مكان من العالم .
على أن السلام ليس فى مجرد إختفاء الحرب , بل هو حالة فيها تحيا كل الشعوب فى إنسجام وتعاون نحو إختبار ملكوت الرب على الأرض , فى مثل هذه الحالة يستلزم الأمر الإعتراف الكامل بحقوق الأفراد والجماعات والشعوب , حيث أن جميع الناس متساوون أمام الرب وجميع أبناؤه , وبركات الرب فى الطبيعة هى لهم جميعاً دون تفرقة بسبب جنس أو ديانة أو لون أو طبقة .
ومن أجل هذا يجب أن يعامل جميع البشر , جماعات وشعوباً , على أساس حرية الضمير والمساواة والعدالة , وعلى كنائسنا , فى سبيل طاعتها الرب , أن تعمل من أجل تحقيق العدالة للجميع , وعلينا أن نتعاون سوياً ومع الهيئات العالمية التى تكافح من أجل تحقيق العدالة ونشر السلام فى العالم , كما نناشد جميع الشعوب والأمم وحكومات العالم أن تعمل على تحقيق ذلك , ليبارك الرب وينجح كل الجهود التى تبذل فى هذا السبيل .
كما أتخذت القرارات التكميلية الآتية :-
1 - يقررالمجمع تلقيب ألمبراطور هيلاسلاسى الأول : " بطل الأرثوذكسية فى القرن العشرين "
2 - يشكر أعضاء المجمع صاحب الجلالة الإمبراطورة وكنيسة أثيوبيا وقادتها وأعضاءها لأنهم دعو لهذا المؤتمر وعملوا حتى أصبح أمراً واقعاً له أثر طيب فى تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية ومستقبلها . 3 - يشكر أعضاء المجمع كل من له تعب فى إنجاح جلسات هذا المؤتمر سواء كان معروفاً أو خادماً مخلصاً منكراً لذاته , ويخص بالذكر السيد أتو أبيبا رتا الذى قام بأعمال السكرتير العام للمؤتمر راجع كتاب عشر سنوات مجيدة
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

البابا كيرلس بعد نياحته
يقول القمص تادرس يعقوب ملطي فى كتاب بعنوان " البابا كيرلس السادس: العظيم فى البطاركة "
ما بعد نياحته
مع كل يوم جديد نسمع قصصًا عجيبة على مستوى العالم بخصوص عمله في حياة الكثيرين بعد انتقاله. لا أنسى أن أحد الأحباء جاء من أستراليا إلى الإسكندرية وسألته عن المدة التي يقضيها فقال أقل من أسبوع. وإذ دهشت قال: "جئت من أستراليا لأزور مدفن المتنيح البابا كيرلس السادس وأعود فورًا فصلاته أنقذتني!" أما عن ظهوراته لمحبيه في كل العالم فصارت أشبه بقصص خيالية من كثرتها وفاعليتها. كثيرون تابوا ورجعوا إلى الرب خلال ظهوراته.
صورة أم قوة! ..
في مارس 1997 في لقاء محبة بمنزل الأخ ا.ش بمنطقة جنوب أورانج كاونتي، روى لي رب البيت القصة التالية:
تحدث معي أحد العملاء وهو أمريكي يهودي، قال أنه كان يعتزم أن يبدأ مشروعًا معينًا، وكان كلما بدأ خطوة يجد العقبات حتى فقد الأمل في تكملة السير في هذا الطريق. كان من بين العاملين لديه سيدة مصرية، رأته في ضيقة شديدة، وإذ عرفت ما يعاني منه قالت له: "خذ هذه الصورة وضعها في جيبك، وأصرخ إلى اللَّه، فإنه يسندك حتمًا".
لم يكن الرجل متدينًا قط ، لكنه في وسط مرارة نفسه قبل الصورة دون أن يسألها عن شخصية الإنسان الذي له الصورة. ذهب إلى بيته، وهناك دخل حجرته، وفي مرارة صرخ إلى اللَّه، وكان يتحدث مع اللَّه، في حوارٍ مفتوحٍ... لاحظ أن قوة قد ملأت أعماقه الداخلية. بدأ خطوات المشروع فلاحظ أن كل الأبواب تنفتح أمامه بطريقة غير عادية، وكما قال أنه يشعر بقوة فائقة تسنده أينما ذهب.
روى هذا الرجل هذه القصة للأخ ا.ش بروح مملوء قوة، فسأله الأخ عن الصورة، وللحال أخرجها من جيبه ليُريه إيّاها باعتزاز، فإذا بها صورة البابا كيرلس السادس.
سألته وماذا بعد هذه الخبرة؟ فأجاب إن خبرته هذه حديثه جدًا. انسحقت نفسي وصرت أتأمل في أعماقي:
لقد تنيَّح أبي الحبيب منذ حوالي 30 عامًا، وها هو يعمل بروح الصلاة بأكثر قوة في دول كثيرة! لم يكن أبي القديس يُجيد الإنجليزية، لكنه يتحدث مع أمريكي يهودي بلغة الروح التي تفوق كل لغة بشرية
هل جسد البابا كيرلس تحلل ؟
فى يناير 2007 م ظهرت صورة على شبكة الإنترنت وقالوا عنها أنها لجسد البابا كيرلس السادس ولم تتحلل , ولكنها ليست صورة حقيقية لعدة أسباب أن عصا الرعاية لم تكن موجودة مع جسد المتوفى , وأن المتوفى فى يده قربانة وحول جسده ورد حديث والصندوق الذى ترقد فيه الرفات مصنوع من الخشب فى حين أن الصندوق الذى دفن فيه البابا من الرصاص والمعدن وكان مستورد وغير محلى , وقيل أن الصورة لقس متوفى حديثاً يشبه البابا , وللأجابة على السؤال هل جسد البابا كيرلس تحلل ؟ نقول أنه لم يتحلل وقد حدث أن البابا كيرلس السادس دفن فى البطريركية بالأنبا رويس ولكن عندما فتحت وصيته بعد سنة من وفاته وجدوا أنه كتب أنه يحب أن يدفن فى دير مار مينا بصحراء مريوط وكلف البابا شنودة لجنة من ضمنها أحد العلمانيين من السكرتارية لنقل رفاة البابا كيرلس السادس وقال لهم : لا تفتحوا الصندوق " وفى الطريق لم يستطيعوا وقف فضولهم للأجابة على هذا السؤال .. ففتحوا الصندوق ووجدوا أن جسد البابا لم يتحلل .. وكان يوم نقل الرفاة أن المطر أنهار بغزارة شديدة وأستمرت الأمطار تهطل حتى وصلوا غلى الدير ووجدوا العرب محيطين بالدير ويتسائلون .. لماذا تهبط المطار بعد توقف دام ستة شهور ونحن نعرف أن ألمطار كانت تهبط عند جضور البابا كيرلس فقالوا لهم .. جسد البابا كيرلس حضر وسيدفن فى الدير .. ورجعت اللجنة المكلفة بهذا المر لتقدم تقريرها غلى البابا شنودة بعد أن اتفقوا على ألا يبيحوا بالسر الذى عرفوه لأنهم خالفوا امر البابا شنودة .. ولكنهم فوجئوا بقول البابا لهم : " أنا موش قلتلكم لا تفتحوا الصندوف !! "
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

1edd65d98adi2.jpg



88rn9.jpg


75d9698515pf2.jpg




04wg9pw8.jpg

1mmro8.jpg

01pe0.jpg

110ua6.jpg

3b0793b48aua9.jpg

03bs3.jpg
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

004vo7mh6.jpg



04jc9.jpg


673qp8.jpg


1035dw5.jpg


2653ch9.jpg



20774338gv4.jpg


07et8.jpg


67hz1.jpg

66vk7.jpg

69ws3.jpg
 

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
رد على: لماذا دعوناه قديساً ؟

18vk9us3.jpg





18sl9.jpg


19tt9.jpg


20nl4.jpg


21bx6.jpg

62al9.jpg


24ty7.jpg


25fw7.jpg


26nu5.jpg


27bs7.jpg



28jw2.jpg


28as0xi2.jpg


29ce1.jpg


31tb5.jpg


33nx3.jpg
 
أعلى