مسلمو نيويورك ينشؤون مطعما مشتركا مع اليهود للتقارب بينهما

mekhael malak

New member
عضو
إنضم
12 أكتوبر 2007
المشاركات
112
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
الإقامة
في حضن المسيح
مسلمو نيويورك ينشؤون مطعما مشتركا مع اليهود للتقارب بينهما
:download:

islamic%20cultural%20center.jpg


رويترز

يلقى المركز الثقافي الإسلامي أكبر مسجد بنيويورك والواقع بشارع إيست 96 في مانهاتن، استحسانا من جالية غير متوقعة بالمدينة ألا وهي الجالية اليهودية ذات النفوذ.
الحاخامون الذين تحدثوا هناك وصفوا المركز بأنه مجتمع مفتوح يرحب بالقادمين. وتعتزم المدرسة اللاهوتية اليهودية والمركز الثقافي الإسلامي إنشاء مطعم مشترك يقدم الطعام المجاني للمشردين. وينظم المسجد برنامجا للدراسات في علم الأديان المقارن لمن هم دون العشرين من العمر.
ويعزى القدر الأعظم من الفضل في هذا الجو المنفتح إلى محمد شمسي علي إمام المسجد، وهو إندونيسي المولد ووصل هنا قبل 12 عاما فقط، ووصفته مجلة



نيويورك بأنه أكثر الشخصيات المسلمة تأثيرا في المدينة.
وقال الحاخام بيرتون فيسوتزكي الذي تحدث في المركز في أبريل/نيسان إلى جانب علي "عادة ما يتساءل الغربيون عما يقوله المسلمون في خطبهم بالمساجد، واليهود على وجه الخصوص يساورهم القلق بهذا الشأن".

وأضاف فيسوتزكي أستاذ المدراش (التفسير اليهودي التقليدي للتوراة)، ودراسات الأديان المقارنة في الجانب الآخر من البلدة بالمدرسة اللاهوتية اليهودية، "من أجمل ما يكون ما سمعت شمسي علي يقدمه في خطبة رائعة عن الأخوة".

وقال الحاخام مارك شنير الذي تحدث في المركز الثقافي الإسلامي العام الماضي، ودعا علي للحديث أمام المصلين في معبده اليهودي في وسط البلدة الشهر الماضي، "كان مؤثرا حيث تحدث للجمع... عن أن التفجيرات الانتحارية تفسير خاطئ للقرآن وللإسلام".

وجسدت صحيفة "ذا جويش ويك" التي تصدرها الجالية اليهودية علي بأنه "زعيم ساحر وعطوف... يستطيع أن يفتن مستمعيه بخطب في إنجليزية طلقة ورشيقة".

ويرجع الإمام -41 عاما- نجاحه في مد الجسور بين الأديان إلى التنوع العرقي والديني لمدينة نيويورك وللحرية التي يتمتع بها المسلمون في الولايات المتحدة، بالرغم مما يسميها "بعض المقاطعات بسبب الأمن"، بعد هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.

وأضاف علي قائلا في المسجد الذي مولته الكويت ودول إسلامية أخرى وافتتح عام 1991 "إحدى نعم العيش في نيويورك أننا نستطيع أن نفعل هذا بسهولة شديدة". واستطرد قائلا "هنا في أمريكا نشعر بارتياح في ممارستنا لشعائر ديننا".

ويبدأ التعاون في المسجد نفسه حيث يؤدي السنة والشيعة الصلاة جنبا إلى جنب في حشد من المسلمين من نحو 70 دولة مختلفة، بمن فيهم مسلمون أمريكيون من أصول إفريقية.

ولد علي في ماكاسار بجزيرة سولاويزي في إندونيسيا أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان. بعد أن درس في مدرسة دينية هناك والتحق بالجامعة الإسلامية الدولية في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، ثم قام بالتدريس في المملكة العربية السعودية.

بعد أن وصل إلى نيويورك عام 1996 ليكون إماما لمسجد إندونيسي في حي كوينز سرعان ما بدأ يعطي محاضرات عن الإسلام في قسم شرطة نيويورك.

هذه الصلة قادت شرطة نيويورك إلى أن تطلب منه أداء صلاة الجنازة في حفل تأبين أقيم في ستاد فريق اليانكيز بعد أسبوعين من هجمات 11 سبتمبر/أيلول.

برز نشاط علي في المبادرات الأكبر لمد الجسور بين الديانات المختلفة؛ مثل الحوار الوطني للمسلمين والكاثوليك والأئمة ومؤتمرات الحاخامين في الولايات المتحدة وخارجها.

ويعترف علي بأن كونه إندونيسيًّا وليس عربيا يفيد في العلاقات مع اليهود بسبب الصراع في الشرق الأوسط.

لكنه يقول إن الأهم هو أنه يفصل بين السياسة والدين. ويدعم الإمام فكرة إقامة دولة فلسطينية، لكنه يضيف "من غير المقبول بالنسبة لي القول بأنه لا وجود لإسرائيل. كيف يمكن القول بأنه يجب أن تكون هناك دولة واحدة".

هذا موقف مغاير تماما لموقف الإمام السابق للمركز الثقافي الاٍسلامي عمر أبو ناموس وهو فلسطيني.. أغضب اليهود في زيارته الأولى للتحدث في المعبد اليهودي بنيويورك الذي يعمل به شنير عام 2006.

ويتذكر شنير "كان حوارا وكان كل شيء على ما يرام إلى أن تطرقنا إلى الصراع في الشرق الأوسط.. اقترح حل الدولة الواحدة ولم يكن حلا بإقامة دولة يهودية فقامت الدنيا ولم تقعد".

ومنذ ذلك الحين اعتزل أبو ناموس، ويشغل علي رسميا منصب نائب إمام المركز الثقافي الإسلامي، ويجتمع مجلس أمناء المسجد الذي يضم عدة سفراء بالأمم المتحدة من دول إسلامية في سبتمبر/أيلول لتحديد ما إذا كان سيتولى الرئاسة.

وكتبت صحيفة "جويش ويك" تقول إن هذا الاقتراع سيكون "اختبارا لقابلية الخط المعتدل الذي يتبعه شمسي علي للاستمرارية مع الجالية المسلمة".

ووجهت مجموعة من الأصوليين تسمى رابطة المفكرين الإسلاميين انتقادات صريحة لعلي وهاجمته بوصفه "بوقا لمكتب التحقيقات الاتحادي"، و"العم سام المسلم المعتدل". ويرفضهم علي باعتبارهم منعزلين "وبحاجة إلى التثقيف".

ويقرأ شنير انفتاح علي على العمل مع الديانات الأخرى كعلامة على نزعة أوسع نطاقا في الإسلام، مستشهدا بمبادرة لعلماء مسلمين لإجراء محادثات مع اليهود ودعوات التشجيع للحوار بين المسلمين والمسيحيين واليهود.

ومضى يقول "شمسي علي ليس إماما لأبرز مسجد في أمريكا فحسب... تمويل هذا المسجد يأتي من خليجيين... إنه يعكس إلى حد كبير اتجاها عاما جديدا في الإسلام. ليس تغيرا كبيرا لكن هناك تغيرات تجري نحو حوار بين الأديان".

ولا يقتصر التقدم في الحوار على نيويورك. ويشير فيستوزكي إلى أن الرابطة الإسلامية لأمريكا الشمالية دعت الحاخام الإصلاحي إيريك يوفي زعيم أكبر طائفة يهودية في البلاد لإلقاء كلمة أمام مؤتمرها في شيكاغو في سبتبمبر/أيلول الماضي.

وفي الشهر الماضي جمع شنير ستة أئمة من بينهم علي وستة حاخامين من أنحاء البلاد؛ لتصوير إعلان تلفزيوني تجاري يدين فيه الأئمة معاداة السامية، وينبذ فيه الحاخامون الإسلاموفوبيا أو رهاب الإسلام.

وبعد ذلك بفترة قصيرة كان لبعض المسلمين تحفظات على الاجتماع بالبابا بنديكت السادس عشر خلال زيارته للولايات المتحدة. وكان البابا قد أثار غضب المسلمين في أنحاء العالم عام 2006 حين ألقى محاضرة وصف فيها الإسلام بأنه دين يحض على العنف.

وقال شنير "أجد من المفارقات المثيرة للسخرية أنه يوجد هنا في أمريكا زعماء مسلمون يشعرون بارتياح لإقامة مشروع مع حاخامين أكثر من لقاء رئيس الكنيسة الكاثوليكية. لا تجد هذا في أي مكان آخر في العالم".



 
أعلى