الراهب فى معسكر النازى

jjjjo

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
14 مايو 2008
المشاركات
309
مستوى التفاعل
2
النقاط
0
الإقامة
قلب المسيح
من أروع ما قرأت كتاب اجراء وابناء وكتاب عين الماء وهم من اهم معالم الادب القبطي وبنصح اخوتي الاعضاء بقرائتهم اعداد راهب من دير البراموسحالياً نيافة الانبا مكاريوس الاسقف العام من كتاب اجراء وابناء

الراهبة فى معسكر النازى
وهى قصة واقعية حدثت بالفعل وهى مكونة من اربع أجزاء
ساقصها لحضراتكم

الجزء االثانى


فى سنة 1917 م قام الفلاحون والعمال الروسيون ، بقيادة لينين وتروسكاى

Lenin and Trotsky

، بالإنقلاب الذى أطاح بالقيصر وحكم القياصرة فى البلاد ، ومن ثم بدأت الثورة الإشتراكية الشهيرة ، وفى البداية شعر الناس .. كرد فعل أولى للثورة – بالحرية ولكن قليلاً قليلاً اكتشف الجميع ان الوضع مازال كما كان من قبل ، من حيث الفقر والعرى والقحط والقهر ، مما دل على وجد خطأ ما ! فقد استبدل الحكام المستبدون بآخرين أكثر استبداداً ، ومن ثم فقد مات الآلاف من الجوع ، وقبض على عشرات الأوف ، وكان مصيرهم القتل والنفى .

هذه هى الظروف التى ولدت فيها الأم ماريا ( أليزابيث ) وعاشت فيها سنى شبابها ، ويبدو أنها أحست أكثر بتفاهة العالم وأنه لا شئ ثابت فيه ولا أحد ، ولكن الحقيقة الواحدة الوحيدة الثابتة وغير القابلة للتغير أو التطور ، هى الله ( الحق = الحقيقة ) ولذلك فقد آثرت أن تربط مصيرها به لتضمن أبديتها وسعادتها .

رهبنتها :

تركت أليزابث روسيا ، واتجهت إلى باريس حيث تعرفت فى الكنيسة هناك ، إلى بعض الفتيات اللائى عزفن عن الزواج وآثرن البتولية ، ومن ثم فقد قامت أليزابيث بالاشتراك معهن ، فى تأسيس جماعة رهبانية صغيرة أسمينها

" Religious order "

( الرهبنة الأخوية ) حيث عشن حياة بسيطة ، وعملن على كسب قوتهم من العمل اليدوى ، على ان يقضين بقية الوقت فى الصلاة والتأمل ، وأن يقمن بمساعدة الآخرين ، وذلك بقدر ما تسمح به طبيعتهن وإمكانياتهن ، وبحسب التقليد السائد فقد أستبدل اسمها إلى الراهبة ماريا

" Mother Maria "

كان ذلك فى سنة 1932 *

( بالطبع لم تلتحق أليزابيث بأحد أديرة الكاثوليك ولكنها عاشت مع بعض الفتيات الأرثوذكسيات حياة رهبانية داخل إطار خاص بهن . )

ومنذ ذلك الحين ، وقد انحضر اهتمامها فى محبة الفقراء ، فكانت تتردد على أماكن سكناهم فى باريس ، فعملت على عيادة مرضهم ، وإ عانة المحتاجين ، بقدر ما تسمح به ذات يدها ، وتعلم أطفالهم ، بل كثيراً ما كانت تغسل الأرضيات وتنظف منازلهم ، من ثم صارت الشخصية الخادمة الباذلة فى صمت وحب وفرح ، الفلاحين الفقراء عبروا عن ذلك كثيراً بقولهم ( أننا أبداً لن ننساها ) .

أما عن حياتها الشخصية ، فقد اكتفت بالثياب السوداء الرثة ، حول رأسها إرتدت الشال البسيط حسب عادتهن ، وكانت تلبس حذاء من النوع الرجالى ، المتهرئ ، ولكنها كانت سعيدة بحياتها ، يمتلئ قلبها بالشكر والرضى .

ولم يكن لديها الكثير لتقدمه للفقراء ، ولكنها أعطتهم محبتها ولطفها وكلماتها الرقيقة المشجعة ، وعندما تيسر لها بعض الأموال القليلة من بعض الغيورين ، قامت على الفور بإنشاء مستشفى صغير لتعول فيه المرضى والأيتام ، يساعدها فى ذلك بعض الأمهات الأخريات ، وبالرغم من التعب والمجهود المضنى الذى كانت تبذله ، كانت سعيدة بأن ترسم البهجة على وجوه الآخرين ، هى عبرت عن ذلك بقولها ( فرحتى وقمة سعادتى هى راحة وسعادة الآخرين ) *

( هناك نوعان من الرهبنة ، إحداها الرهبنة العابدة ، والتى يلتزم فيها الراهب قلايته حيث يتحدد دوره تجاه العالم ، فى الصلاة لأجله ، والثانية الرهبنة الخادمة وهى التى يضطلع فيها الراهب بالقيام ببعض الأعمال التطوعية مثل التدريس وخدمة المرضى ورعاية المحتاجين ، ويغلب هذا الاتجاه على معظم رهبنات الغرب . )

حب لا حدود

عندما سقطت فرنسا فى يد النازيين بعد نشوب الحرب العالمية الثانية سنة 1940 م ، تعرض اليهود الذين فيها للإضطهاد العنيف ، وتهددهم خطر الفناء الشامل ، ومن ثم رأت الأم ماريا فى ذلك فرصة لمساعدتهم بشتى الطرق المتاحة ، فإن المحبة المسيحة لا تعرف حدوداً ولا تفرق بين شخص وآخر ، فالمحتاج والمريض هو إنسان وحسب ، بغض النظر عن جنسيته ومعتقده ، إنه رمز البشرية المعذبة المحتاجة .

فالله يعطى الكل بسخاء ، فإنه يشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين ( مت 5 : 45 ) ، حتى أولئك الذين ينكرون وجوده ، فيعطية الله قائمة على أساس تحننه لا على أساس احتياج الإنسان أو إستحقاقه أو طلبه !!! .

اضطهاد اليهود :

اعتقد هتلر ومعه القادة النازيين

Hetler and Nazins

، أن العشب الألمانى هو شعب متميز وسيد لكل الشعوب ، فقالوا أنهم مخلوقون لحكم العالم لآلاف السنين ، وأنهم سيدمرون أولاً كل من يقف فى طريقهم ثم يحكمون مثل الآلهة ، ومن ثم فقد اعتبروا أن بقية الناس من الأجناس الأخرى ، يجب أن يكونوا عبيداً لهم ، بل اعتبروهم جماعة من الفئران ، ويتضمن هذا كل المعوقين جسدياً وذهنياً ، والمجانين ذوى الأمراض المستعصية ، وأكثر من كل هؤلاء وأولئك اليهود ، كأنهم أعداء العالم ، فبنوا لهم المعتقلات فى كل أنحاء أوربا ، وطاردوهم فى كل مكان وزجوا بهم فى السجون وحظائر المواشى دون طعام أو ماء ، وفى النهاية كانوا يساقون إلى الموت بطريقة وحشية ، رغبة منهم فى إفناء اليهود من العالم ، وأطلقوا على هذه السياسة ( الحل النهائي لمشكلة اليهود . )

إن بشاعة المعتقلات كانت أشبه ب

 
أعلى