" أصيبت نور ضحية سلعوة المرج بحالة تسمم و التهاب في المخ بعد عشر أيام من عض السلعوة، مما أدى إلى وفاتها ، حيث تعود أحداث الواقعة حينما هاجمت سلعوة أهالي حوض القصب بالمرج مما أدى إلى إصابة ثمانية أشخاص و كان من ضمنهم " نور علي شحاته" التي تبلغ من العمر 25 عاما حيث كانت تداعب طفلها على أعتاب منزلها و فوجئت بحيوان مفترس جسمه نحيف يتجه نحوها و يشبه الكلب و لكن أذنيه تشبه آذان الثعلب"
هذا المخلوق العجيب الذي ينشر الرعب في قلوب الأطفال و الكبار على حد سواء أصبح أسطورة محلية في مصر، على غرار "الغولة" و "العفريته" عندنا. و لكن ما هي السلعوة حقا؟
حيوان السلعوة ليس حيوان رسمي مصنف من قبل علماء الحيوان، بل هو اسم دارج يطلق على مخلوق غامض يهاجم السكان في قرى و مدن مصر .
و بالطبع لا يمكنني ترك هذا الموضوع يمر مرور الكرام، بكوني كائن فضولي و هاوي علم الحيوان، تقفز الأسئلة في ذهني : هل هناك سلعوة حقا ؟ أم هل السلعوة عبارة عن كلب مسعور ...
الناس بطبيعتهم ميالون لتصديق الخرافات المثيرة. لا يوجد ما يضاهي سرد قصص المخلوقات الشيطانية على ضوء الشموع .
أنا على يقين بأن هذا الموضوع قد نوقش من قبل، و فد برزت الكثير من النظريات عن ماهية السلعوة، و التي أرجح منها كون هذا المخلوق عبارة عن هجين بين ابن آوى و كلب.
نعم *يهز رأسه في رضى* هذا هو التفسير، و لن اقبل بأية ترهات ...
و لكن مجرد قول هذه المعلومة لن يرضي بعض الناس، و قد يصر البعض على أن السلعوة مخلوق سفلي مدمر لا يمت لعلم الحيوان بصلة و يرفض أي تفسير منطقي. و البعض الآخر قد يصر أن عقلية الفلاح البسيط لن تقدر على التمييز بين كلب مسعور و شيطان زنيم حين ينتابها حالة من الذعر.
دفاعا عن البسطاء ، اعتقد انه ما من احد ، مهما كانت بساطته و ذعره ، يمكنه أن يخلط بين كلب و أي شيء آخر .
إمكانية التهجين:
من أعضاء عائلة الكلبيات ( Canidae ) ، الذئب ، الكلب ، " الكايوتي" ، و ابن آوى ، جميعها تملك 39 زوجا من الكروموزومات ، مما يجعلها قادرة على التناسل بنجاح فيما بينها و لا يمنع ذلك سوى الجغرافيا و اختلاف السلوكيات ، كاختلاف التقاليد بين البشر. و قد تم التهجين بين الكلب و ابن آوى في الماضي . ففي روسيا صنع الهجين للاستفادة من حاسة الشم الفائقة لابن آوى ، و سمي الهجين كلب سوليموف . و في الكثير من الأحيان تم تهجين " الذئب" أو ابن آوى الذهبي (Canis lupus aureus ) مع الكلب لصنع كلب حراسة شرس، الأمر الذي لم يلاقي النجاح المطلوب في بعض الأحيان لجبن الهجين البائس.
نأتي للسؤال التالي: لماذا يهاجم الهجين العامة ؟
للإجابة عن هذا السؤال يجب أن نلقي نظرة على بعض السلوكيات المتوارثة في كلا الأبوين.
الكلب ( Canis lupus familiaris ):
صديق الإنسان الوفي ، و ناتج عن آلاف السنين من الاستئناس ، يملك عدائية Aggression تفوق عدائية الذئاب و ابن آوى . يقبل صاحبه كعضو أعلى رتبة في قطيعه بصورة طبيعية . تغيب غريزة الافتراس Predation عند الكلاب المستأنسة .
ابن آوى ( Canis lupus aureus ) :
حيوان بري يكون الافتراس 80% من غذائه، و عادة ما تكون فرائسه حيوانات صغيرة و حشرات، كما يترمم على الجيف و يأكل بعض النباتات ، و يقوم بافتراس الماشية حين تسنح له الفرصة . يتحاشى الإنسان، و لا يملك عدائية الكلب . سجلت بعض حالات افتراسه للأطفال.
نتيجة عملية التهجين حيوان يملك الصفات الشكلية للكلب و ابن آوى. فيكون نحيف و كلبي الشكل، و له أذنان كبيرتان كابن آوى، و أهم تفصيل و الذي أرى أنه ما يرعب الناس حقا هو أن هذا المخلوق لا ينبح.
النباح يبعث الطمأنينة، و يجعل من يواجه الكلب يعلم أنه مخلوق مألوف غير غامض، و إن كان مسعورا.
أما بالنسبة لتوارث السلوكيات فهو بسيط بدرجة مذهلة . يملك الهجين الضار عدائية الكلب ، و غريزة الافتراس ، مع عدم خوفه من الناس ، بل قد يرى بعضهم كلقمة سائغة تسيل لها اللعاب.
في الختام أرجو أني قد أزلت بعض الغموض المحيط بهذا الموضوع، و أتمنى أن يرى الجميع السلعوة على حقيقتها ، كمخلوق مسكين يعيش حرب داخلية بين الكلب و ابن آوى .
منقول للفائدة
اخوكم في المسيح بيشوي