خبراء يحذرون:مصر على حافة بركان شعبي

اثناسيوس الرسول

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
2 فبراير 2007
المشاركات
2,424
مستوى التفاعل
18
النقاط
0
خبراء يحذرون:مصر على حافة بركان شعبي
تفاقم مشاكل المصريين مع الفقر والبطالة والقهر السياسي يتسبب في انفجارات صغيرة بمصر تمهيدا للانفجار الأكبر.
ميدل ايست اونلاين ( لندن)
تشهد مصر منذ أشهر حالة غليان شعبي يقول متتبعون انه قد يضع البلاد على حافة انفجار يأتي على الاخضر واليابس خصوصا مع تصاعد حدة التوتر بين الحكومة والشعب على ضوء ازمات عديدة شهدتها البلاد.
ويكفي ان نعدد الكوارث التي ألمت بالشعب المصري في الاشهر الاخيرة فقط وما تبعها من اضطرابات واحتجاجات حتى نقف بالفعل عند مؤشرات حدوث "تمرد اجتماعي" اصبح وقوده جاهزا.
ولا يكاد المصريون الذين انهكتهم الأزمات المتعاقبة ومشاكل البطالة والفقر المتنامي، يضمدون جراح كارثة ما حتى تلم بهم كارثةاخرى اشد ايلاما. ولعل الانهيار الصخري بمنطقة الدويقة مؤخرا ما يزال يحرك في النفوس الرغبة في "صراخ جماعي" ضد نظام يحسن هو الاخر اللعب وامتصاص غضب الشارع.
وبينا يغرق الشعب المصري في الفقر (اكثر من 40 من المصريين فقراء) وتزايد معدلات البطالة وازمة السكن وشح الغذاء ظل الحديث في الاشهر الاخيرة مركزا على من يحكم مصر بعد مبارك وهل حقا هناك مخطط لتوريث الحكم الى نجل الرئيس مبارك. وفي العادة لا تهم امور السياسة الشارع المصري كثيرا، لكن تزامن حديث من يحكم مصر ارتبط بازمات واضطرابات خطيرة لا يمكن تجاهل مفعولها في تسخين ردة فعل قوية وموحدة من الشارع.
وان كان الشارع المصري يتمتع بقدرة خلاقة في التغلب على "مكبوتاته السياسية" فانه يفتقد الى مثل هذه الميزة الى حد ما عندما يتعلق الامر بالازمات الاجتماعية التي اتعبته على مدى السنيين دون ان تجد لها الوعود الحكومية الفارغة حلا بل زادت احيانا السياسات الخاطئة في تعقيدها.
وظلت مصر خلال الاشهر الاخيرة ساحة لإضرابات واعتصامات واحتجاجات شملت مختلف الطوائف والفئات الاجتماعية ومختلف المهن من أجل مطالب مهنية واجتماعية في أغلبها؛ رفضًا للارتفاعات المتوالية في أسعار جميع السلع والمنتجات الضرورية مقابل تدنٍّ سافرٍ للرواتب والأجور.
وباتت التقارير الخارجية للصحف الأجنبية تنافس تقارير الصحف المصرية في رصد الأحداث اليومية الاحتجاجية المتلاحقة ضد استمرار الصمت الحكومي على ما يحدث وبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى جاءت أزمة الخبز المتصاعدة لتضرب الصمت في مقتل، وتثير جدلاً كبيرًا من خطورة الموقف، خاصةً في ظل استمرار النظام الحاكم في إلغاء الحياة السياسية، والزج بجماعات المعارضة في السجون والصاق تهم التآمر على نظام الحكم بهم.
وفي ظل تواصل الاحتجاجات والمظاهرات يتحدث العديد من المتتبعين عن قرب موعد انفجار الشعب المصري في وجه نظام عاجز عن تلبية المطالب الشعبية على الاقل الاجتماعية منها، وإصرار على الرد بالقمع وحماية نفسه بآلة أمنية.
وكانت مجلة "الإيكونوميست"البريطانية أرجعت المواجهات بين الشرطة والأهالي عقب حادث أنهيار الصخور على المنازل العشوائية في الدويقة إلي تزايد الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وقالت ان معظم المصريين الذين يتجاوز عددهم 75 مليون نسمه كانوا يكافحون للحصول علي الحد الأدني من الحياة الكريمة إلا أن هناك عدة عوامل قد أحبطت أحلامهم البسيطة وفي مقدمتها ارتفاع الأسعار وحالة التعليم السيئة في المدارس الحكومية، وعدم استقلالية القضاء وتثاقل البيروقراطية الفاسدة، وذلك بينما بنى النظام المصري سدا ليمنع التدفق الطبيعي للعملية السياسية.
وأشارت المجلة إلى الفرق الشاسع بين الطبقات في مصر ما بين المنتجعات السياحية والمصانع البراقة والشركات متعددة الجنسيات ومنافذ الوجبات السريعة والسيارات الفارهة التي تكتظ بها بعض أحياء القاهرة وملاعب الجولف والمدارس الخاصة، وبين الصورة الأخري التي تمثل الحياة اليومية لأكثر من نصف سكان القاهرة، حيث تتراكم أكوام القمامة التي تكتظ بها الشوارع الضيقة، والطوابير الطويلة التي تصطف بها ربات البيوت من أجل الحصول علي الخبز المدعم.
ويؤكِّد الكاتب والمفكر الكبير فهمي هويدي أنه من الصعب أن يحدِّد أحد في مصر هل يحدث انفجار أم لا؟، لافتًا إلى وجود حالة من التوتر الشديدة التي تفتح الباب لأي احتمالات في ظل ظروف ضاغطة في النواحي السياسية والمعيشية.
واضاف إن أكثر الأمور التي قد تتسبَّب في انفجارٍ محتملٍ في مصر هي كل ما يمس معيشة الناس من غلاء وأزمات مرتبطة ببطونهم وأرزاقهم، مثل الخبز والمياه الملوثة وسرقة أقواتهم، مشيرًا إلى أن الشارع لن ينفجر في الوقت الحالي من أجل قضايا تخص النخبة والمثقفين والساسة، مثل الديمقراطية والانتخابات النزيهة.
وأكَّد هويدي أن الوطن سيظل على حافة البركان ما لم يتم التحرك نحو الديمقراطية وإيجاد النموذج المكافح للفساد وظهور الانتخابات الحرة وتحويل البلد من سياسة الاستهلاك إلى الإنتاج.
ويرى د. عمار علي حسن مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أن مصر بالفعل في حالة انفجار، ولكن البعض يتصوَّر أن الانفجار يستتبع قدرًا عاليًا من العنف، موضحًا أن مصر تمتلأ بالانفجارات الصغيرة المتراكمة التي تمهِّد بالتدريج للانفجار الأكبر، مضيفًا أن الانفجارات الصغيرة التي يعشيها الشعب المصري لا تزال حتى الآن في طور الانفجارات السلمية يعبِّر عنها الشعب في شكل أساليب مقاومة مدنية سلمية مشروعة من اعتصامات متكرِّرة وإضرابات وغضب شعبي وصل لقطع الطرق السريعة وإرسال المكاتبات للحكومة والاعتراضات المتصاعدة في كل مكان حتى وصل الوضع إلى حالة تشبه العصيان وتقترب منه.
وأشار إلى أن الانفجار وصل لأعضاء الحزب الحاكم نفسه؛ حيث قدَّموا استقالات جماعية وصعَّدوا غضبهم إلى رئيس الجمهورية، مؤكدًا أن مصر تعيش أجواء ومناخ 18و 19 يناير 1977.
وأكد أنه بالنظر في إطار المتعارَف عليه من أشكال الاحتجاج التي تصل إلي 194 شكلاً من أشكال الاحتجاج على مستوى العالم فإن المراقب يرصد أن الشعب المصري يمارس العديد من أشكال الاحتجاج؛ بدءًا من النكتة السياسية انتهاءً بالإضراب.
وأوضح مدير مركز دراسات الشرق الأوسط أن الانفجار المصري متحرك ومنتشر في جزر منعزلة نتيجة غياب القوى السياسية عنه، مطالبًا الإخوان المسلمين باعتبارها أكبر القوى السياسية في مصر شعبية وتأثيرًا بحمل أجندة مركزة تضع في سُلَّم أولوياتها احتياجات الشعب المصري الملحَّة؛ كونها هي القوة الوحيدة في مصر التي تمتلك مقدرة على النجاة بهذا الشعب.
ويشير الدكتور عبد الحليم قنديل المتحدث باسم حركة كفاية أن الانفجار المتوقَّع عظيم الأسباب، ولا يوجد له شرارة واحدة؛ حيث إن مصر يحكمها نظام حكم غير شرعي عبر آلة أمنية شرسة وضخمة، قائلاً: "لا تستطيع أن تربِّيَ وحشًا وتمنعه من أن ينهشك".
وتساءل: "ماذا يُنتَظر من شعبٍ يُحكَم بحد السلاح وتنوعت مآسيه بين الفقر والعنوسة والبؤس العالي والقهر وارتفاع الأسعار في منتجات الطاقة والغذاء إلا الانفجار؟!" مشيرًا إلى أن النظام الحكام يسعى للتهدئة مثلما حدث مع الخبز وما صاحب أزمته المستمرة من تصريحات للتهدئة.
وأوضح أن أهم مخدِّر تخَّلص منه الشعب، والذي كان يعيقه عن هذا الانفجار هو السفر للخارج والدنيا المفتوحة أمامه، مشيرًا إلى أن كل الأبواب غُلِّقت أمامه، سواءٌ في الخليج أو العراق أو أوروبا، مشدِّدًا على أن هناك حالةَ تربُّصٍ بين المصريين والنظام، خاصةً مع استمرار تجاهلهم من قِبل النظام وإحساسهم المتزايد بخيانة النظام لمصالحهم لصالح أميركا والكيان الصهيوني.
ويرى أن ساعة الانفجار قد تدق الآن في مصر، مشيرًا إلى أن مصر ذاهبة لا محالة إلى انفجار هائل، مشدِّدًا على أهمية التحام كل القوى السياسية في مصر بقوة الناس وتكوين ائتلاف تغييري عاجل لإنهاء نظام الاستبداد.
ولأن الشعب المصري اعتاد من قيادته السياسية علي ممارسة سياسة رد الفعل التي تضمن قدرته علي الاستمرار، وليس سياسة فعل قد تهدد وجوده، فهو علي يقين من أنها ستتعامل مع كل كارثة مثل كل الكوارث السابقة: إجراءات مسكنة لإزالة ما نجم عن الكارثة السابقة من تحديات قد تهدد قدرته علي الاستمرار، لتكسب بعض الوقت انتظارا لكوارث قادمة. المشكلة هنا أن سرعة معدل الزيادة في الكوارث باتت أقوي من قدرة النظام علي التعامل معها بأسلوب المسكنات.
 
أعلى