منظر لصالة منزل وبعض الكراسى وطاولة <طربيزة > تتوسط الصالة وبعض صور للعذراء مريم وأخرى للمصلوب وثالثة للراعى الصالح معلقة على حوائط الصالة وشاب يجلس على الطاولة وأمامة بعض الكتب والاوراق <يستذكر دروسة >
يدخل أخوة الثانى وهو فى نفس عمرة بالضبط ويدعى توما والجالس يدعى فادى
يدخل توما وهو يضحك ناظراً لاخية فادى بغيظ هاتفاً بة :
أنت بتعمل أية يافادى باشا ؟
يلتفت الية فادى ثم يرجع للمذاكرة وهو يقول بصوت منخفض ملائكى :
ذى مانت شايف أنا بذاكر مش تقعد كدة وتجيب كتاب الفيزياء علشان تذاكر معايا أنت ناسى أن بكرة فية أمتحان ؟
ينحنى علية توما قائلاً : مانا عارف بس أنت كمان عارف أن أخوك اللى هو أنا مبيحبش الفيزياء
أنا مش فاهم كلامك دة معناة أية !
أنا مالى ومال أمتحانك ؟
يقف توما وهو يهتف فى فادى بطريقة مسرحية :
اللة ؟ أما أنت عجيب بجد !
أمال أخويا أذاى وقعدين جنب بعض فى المدرسة أذاى وبناكل من طبق واحد أذاى وبباك هو ببايا أذاى وممتك هى ممتى أذاى بعد كل دة تقوللى أنا مالى ؟ امال مال مين ؟
يترك فادى كتابة وينظر بشدة لاخية قائلاً لة فى تسائل :
يعنى أية معنى كلامك دة ؟؟ أنت عايزنى أغششك الامتحان !
يضحك توما وهو يهتف بتوسل فى أخية قائلاً : لا طبعاً مش لازم كل الامتحان كفاية على نصة بس...أنا مش بنى أدم طماع......نص الاجابات علشان أعدى بيها وأنجح.......وأسبلك أنت بقى التفوق والدرجات النهائية ذى كل سنة... ياجامد
ينصحة فادى قائلاً : ياتوما....ياخويا ....أنت بردك مش ناوى ترجع عن طريقك دة خالص!.....مش عايز تفوووق من اللى أنت فية ؟...مش عايز تعرف حياة النجاح.......بدل الفشل اللى عايش ومعشش جواك دة
يصرخ فية توما هاتفاً : أنا مش فاشل....أنا بنى أدم عملى وهتشوف فى يوم من الايام أنى ناجح ...وهتسمع عنى العجب
يهز فادى رأسة علامة الموافقة وهو يقول : أيوة ...أيوة
مانا عارف أنى هسمع عنك العجب و العجايب كمان...هسمع عنك أنهم مسكوك بتسرق بنك أو بتنصب على حد أو فى أحسن الاحوال هتكون رئيس عصابة
رد توما بقوة قائلاً : أنت بتتريق على ؟ أنت مش عارف بتكلم مين ؟!
رد فادى بعدم أهتمام قائلاً : لا طبعاً عارف أنا بكلم مين....بكلم أخويا اللى مخة متركب شمال......بص حوليك.....شوف أنت عايش مع مين...أحنا ياخويا ياحبيبى أسرة مسيحية ..أبونا وأمنا ناس قديسين فعلاً دول معروف عنهم خدمتهم الطويلة للكنيسة ولاهل المنطقة كلها من كبيرها لاصغر عيل فيها......الكل بيحبهم وبيحترمهم وأنا...وأنا معرفش حاجة فى الدنيا الا مذكرتى وخدمتى فى الكنيسة ...فووق أرجوك يابنى فووق قبل ما يجى اليوم اللى تندم فية وساعتها حتى الندم مش هينفعك ولا هيسعفك
يشيح توما بيدة قائلاً لاخية : أنت هتربينى من أول وجديد عشنا وشفنا الاخ الصغير هيربى الكبير!
أبتسم فادى قائلاً : أيوة ...عندك حق ..هما فعلاً عيال
عيال قوى...عيال جداً...عيال بكل معنى الكلمة
يقترب فادى من أخية ويضع يدية على أكتافة مشيراً لصورة المسيح وصورة العذراء قائلاً بكل حنان :
بص ياتوما....بص كدة للعدرا...وبص للمسيح شوف هما زعلنين قد أية عليك ....أنت ياتوما جواك أنسان مسيحى ...جواك نعمة كبيرة مش عارف قيمتها خالص....سيبك من حياة الطيش وطريق الراعى الباطل....طريق الخطية طريق أبليس ..وتعالى معايا أجتماع الاسبوع دة فى الكنيسة ...دة كل صحابنا هناك بيسألو عليك ...وحتى أبونا كل مرة بيوبخنى جامد علشانك وعلشان أحاول أرجعك من تانى ...أرجوك أسمع كلامى مرة...مرة واحدة
يسحب توما يد أخوة من على أكتافة قائلاً لة فى شر واضح شديد : ياعم فادى...أنا سبتلك الايمان ..والكنيسة...والمسيح والعدرا...
ينفعل علية فادى قائلاً : أنت أنسان غبى ..غبى...فين توما القديم فين أيمانك ...فين محبتك للرب...فين يسوع اللى كان منور حياتك ؟؟ كل دة راح فين...فين!!
يصرخ فية توما : أنت بتقوللى غبى...أنا غبى..دة شكل واحد غبى !
رد فادى بعدما هدء : ربنا يسامحنى أنى غلطت فيك بس اللى يسيب فادية...واللى يكون ملك وأبن ملك الملوك ويترك ملكة لحياة العبيد ويترك الحياة الابدية...ويسيب الطريق الحقيقى لطريق الخطية ...ملهوش وصف عندى غير أنة غبى فعلاً لا..دة أغبى أنسان كمان
يضحك توما كالشيطان قائلاً : يابنى ...فووق أنت بقى....حياة أبدية أية!...وطريق حقيقى أية؟...كل الكلام دة ميسواش حاجة ولا يجيب حتى سندوتش فول فى الزمن اللى أحنا عيشينة
كل دة كلام فى كلام بس.... أنا مش محتاج الفدا...ولا محتاج الصلب ولا المصلوب <يشير لصورة المصلوب >
أنا عايز أعيش وأتمتع بالدنيا...الدنيا اللى شايفها ..مش أروح أجرى ورا حاجة فى علم الغيب...أجرى ورا سراب
يتكلم فادى وهو يكاد يبكى : مش ممكن!أنت ياخويا ...يابن الكنيسة...تقول الكلام دة....ياللى أتعمدت وأتنولت من دم وجسد الفادى؟ تقول كدة؟!....مين فينا عارف طريقة ..مين فينا مش محتاج لمعونة ربنا ؟...مين فين مستحق الحياة الابدية بأعمالة؟؟لا...لا ياتوما كلامى مش كلام فى كلام...أنت الغشاوة ملت قلبك وروحك قبل ماتملا عينيك
<المنظر>
أحد الكهوف الجهنمية ...وبعض الصخور الهابطة من سقف المكان وأضواء حمراء رهيبة....وبعض الشياطين يتحاورون وهم جالسين على كراسى مشكلين بها دائرة غير مكتملة وأمامهم كرسى أسود كبير جداً ..وفجأة يدخل أبليس محدثاً فرقعة قوية وصوت لشيطان غير منظور يهتف قائلاً :
أنتباة للجميع <يقف الجميع فى أحترام وأنحناء >
يكمل الصوت الهتاف قائلاً :
لقد حضر الراعى الباطل...لقد حضر الكذاب وأبو الكذاب...
لقد حضر أبليس اللعييييين
يدخل أبليس فى زهو وأنتشاء وسرور ثم يجلس على كرسية الهائل ذات اللون الاسود ...فيجلس الجميع على كراسيهم الاقل حجماً فى شبة دائرة غير مكتملة
ينظر أبليس للجميع قائلاً :
ها....أية أخر الاخبار عالارض ؟
يقف أحد الشياطين قائلاً :
ذى الزفت واللهليب...ياخسستك
يصرخ أبليس هاتفاً :
حلو قوى الكلام دة
...بس مايكلش معايا ..مش عايز كلام ملهوش معنى
عايز تقارير ذى الزفت عن أعملكم ...مش تقرير أرصاد جوية ...فاهم يابنى منك لة؟
يتلفت حولة قائلاً : فين الشيطان رئيس الدفتر خانة اللى مسئول عن أحوال الشياطين مع ولاد أدم وحواء ؟
يقف شيطان ثانى قائلاً : أنا ...تحت أمر خسستك أنا رئيس الدفتر خانة
يشير لة أبليس قائلاً : طب ماتتكلم من الصبح ..هو لازم أعزم عليك....عرفنا أخر أخبار نشطاء جهنم مع ولاد الارض أية ؟؟عايز تقرير..عايز نار ....عايز لهليب عايز أخبار تفرحنى ؟
يصرخ رئيس الدفتر خانة وهو يفتح كتاب كبير جداً ...: علم وسينفذ خسستك
البيانات اللى قدامى هنا فى أحوال الشر والخير عالارض هى كالتالى
1 ...قتل 5000 أيمان
2 ...حرق 2590 رجاء
3 .....خطف 4530 فرح حقيقى
4 ....5563 حالة نصب وكذب على البشر
5... زرع 7550 حالة شك فى نفوس المؤمنين
يتدخل أبليس مقاطعاً هذا الشيطان قائلاً بزهق وعدم مبالاة :
كفاية...كفاية....أخباركم متسرش ...أرقمكم تافهة...وتسد النفس
يبلع شرشائيل ريقة قائلاً بنفس البرود : أنا <يصمت> أنا <يصمت> أنا
يرفع أبليس حربتة ذات الثلاث رووؤس قائلاً فى غيظ :
أنت باين عليك مش هتجبها البر معايا النهاردة...أنا أنا أنا أنا بقى اللى هرميك فى الهاوية وهاسحلك بسلاسل الظلمة الرهيبة ..لو مخلصتش فى خلال دقيقة من دلوقتى..مفهوم ياشرشائيل ؟؟..<يتكلم فى هدوء محذراً>
ها..مفهوم يابنى ؟
يهز شرشائيل رأسة فى قوة علامة الفهم قائلاً : حاضر..حاضر..أنا أسمى شرشائيل...والعهدة اللى معايا هى أبن أدم وحواء المدعوا توما جرجس طانوس
وأخر تقارير عنة موجودة مع الريس < يشير لرئيس الدفتر خانة >
< رئيس الدفترخانة يعطى أبليس بأوراق عن عمل الشيطان شرشائيل مع توما >
ينظر أبليس للاوراق ثم يبتسم أبتسامة الرضا قائلاً :
برافوا..برافوا ..عفارم عليك
مع أن مش باين عليك أى نوع من أنواع الذكاء و الالمعية !!
بس شغلك ذى الزفت والقطران المنقوع ياشرشائيل يابنى...كمل على كدة...
طريقك أسود ومليان خسة وندالة ...قربت توصل مع توما....
<يقف أبليس وبطريقة مسرحية مضحكة ولغة عربية فصحة يضع يدية على رأس شرشائيل المنحنى أمامة قائلاً> :
عليك لعنتى وعلى أعمالك ياشرشائيل ..أذهب من أمام وجهى وألى الارض أنطلق وفى قلب ونفس المدعو توما خرب أيمانة ...وزلزل كيانة...وأبعدة عن خلاصة هاهاهاها
يقف شرشائيل وينصرف وهو يهتف قائلاً : لك كل ماتريد ياسيدى...لك كل ماتريد
<يخرج شرشائيل وهو ينحنى أمام أبليس>
يجلس أبليس قائلاً فى زهق : أف... أما شيطان أهبل صحيح......اللى بعدة
يقف رئيس الدفتر خانة وهو يهتف قائلاً : الشيطان مكروئيل ....
يقف شيطان أخر قائلاً فى صوت خشن رهيب : أيوة..أنا مكروئيل
ينظر لة أبليس قائلاً : ها..وأنت بقى كانت عهدتك مين من ولاد أدم يامكروئيل؟
يهرش مكروئيل هاتفاً فى خوف : أنا عهدتى أخوا توما..المدعوا فادى جرجس طانوس
ينحنى أبليس فى جلستة متقدماً برأسة للامام قائلاً :وأية أخبارك مع فادى يامكروئيل ؟
ينظر مكروئيل لرئيس الدفتر خانة ولا يتكلم فيتقدم هذا الرئيس من أبليس مظهراً أوراق فادى ...ينظر أبليس للاوراق ثم يهب كالطلقة واقفاً فى زعر وهو يهز الاوراق قائلاً فى جنون :
أية التقرير اللى زى وشك دة ؟...أية حنية الام دة وأية براءة الاطفال دى اللى بتطفح من أعمالك.....دة حاجة تجيب الخفيف.
يبتسم مكروئيل فى بلاهة منقطعة النظير قائلاً :
أية ياخسستك ...عجبتك ؟
يهز أبليس رأسة فى أسف وهويبتسم فى غيظ ثم يتكلم فى هدوء لا يفشى عما بداخلة قائلاً :
عجبتنى ؟؟..أنت مش عجبتنى ...<ثم يصرخ >..أنت هتشلنى
أنت جننتنى...
<يتكلم ثانياً فى هدوء مرعب>
دى عمايل شيطان بيحترم نفسة وتاريخة وشياط لهليبة ؟!
أية الرقة اللى بتطفح منك دى
والحنان اللى بيطرطش منك دة مع فادى؟
أية العطف والقلب المليان سذاجة مع أبن جرجس دة؟!
<ثم يعود للصراخ >
دة أنت مش قادر علية وبس
دة انت بتساعدة كمان فى المذاكرة ؟!
<ينفجر أكثر ويعلو صراخة وهو يرفع حربتة فى وجة مكروئيل>
أنت شيطان فاشل..يا..يا..أمشى من قدامى حالاً...ومش عايز أشوف السحنة دى
تانى هنا..الا لما توصل لحل مع عهدتك...مفهوم يابنى؟؟...مفهوم..؟
ينسحب مكروئيل بسرعة وهو يجرى بظهرة مرعوباً فيقع على الارض ثم يقوم وهو يكمل الانسحاب منحنياً لابليس
يقف أبليس وهو يقول:
من النهاردة...مش عايز فشل مع ولاد الراعى الصالح...مش عايز حنان..أبداً...مش عايز دلع ولا عطف
أنا مش ممكن أكون كدة..وتفكيرى يوصلنى لكدة...كفاية..كفاية
يصرخ الشيطان فية قائلاً : لا..ياحبة عينى من جوة ..لا..مش كفاية..أصحى وأعرف الحقيقة...حقيقة الدنيا من حوليك...حقيقة الدنيا اللى حابس نفسك فيها
أسرق الفرح والضحك والمتعة ..قبل ماتنسرق سنين عمرك فى الهوا من غير فايدة..من غير فايدة غير الوهم اللى أنت عايش فية
هاهاهاهاها
ينطلق فادى وهو يصرخ : لا ...أنا مش ممكن أكون كدة..وتفكيرى كدة..أنا أية اللى حصللى النهاردة؟.
لازم أروح لابونا...لازم ..لازم
<يخرج بسرعة منطلقاً للكنيسة >
يدخل توما بعدة وهو يقول : مالة دة..مالة بيجرى ذى المجنون كدة؟؟!!
<يدخل خلفة شيطانة وهو ينتظر ماذا سيفعل توما >
يجلس توما قائلاً لنفسة : أنا فعلاً لازم أغير من نفسى شوية...حتى لو علشان مستقبلى
<يندهش شيطانة ويرتعب مقترباً منة قائلاً فى خبث رهيب >:
أية كلامك العبيط دة اللى ملهوش لزمة ؟..أنت أتجننت ؟
أنت عايز تسيب أصحابك وحبيبك والناس اللى فهمينك؟
أما أنت أنسان مش طبيعى...أوعى تعمل كدة..أنت متعرفش تعيش غير كدة
مذكرة أية ومستقبل أية ياتوما؟؟..أصحى وفنجل عنيك على الدنيا وأشرب من متعتها وأتمتع من جمالها وسحرها
هو حد ضامن عمرة
< يهز توما رأسة بعلامة الموافقة قائلاً >: صح الكلام دة عين العقل
أنا أية اللى كنت بقولة دلوقتى...مستقبل أية وتغير أية
سيبك ياتوما من كلام كل اللى حواليك وخليك مع أصحابك وحياتك اللى أنت عايشها
< يقول هذا ثم يضحك...فيقترب منة شيطانة قائلاً >:
أيوة كدة ..هو دة توما اللى أعرفة...حلاوتك وأنت ضربها صرمة
الام : مش عارفة يابو فادى ..ممكن يكونوا فى أجتماع الكنيسة
أبو فادى : فادى ممكن يكون هناك ..أما توما..فدة اللى خايف علية قوى ياأم فادى
تنزعج الام هاتفة : مالة توما ..ياجرجس ؟..أبننا كويس وعارف مصلحتة ..ولادنا ولاد الكنيسة ...أولاد متربين على الايمان
يهز جرجس رأسة علامة الموافقة قائلاً : يامريم ..أنا عارف أنهم متربين على الايمان ..ومن صغرهم وهما متعودين على الكنيسة ..وعرفين أن الكنيسة هى بيتهم التانى...بس بقالى فترة ملاحظ تغيير على توما
أبنك توما مبقاش بيروح الكنيسة ذى الاول..دة..دة أنقطع من الكنيسة بقالة شهور..أنا بجد خايف علية جداً
تقترب مريم من جرجس قائلة لة فى ثقة : لا..لا ياأبو فادى ....ماتخفش
طول مافية فى البيت دة أيمان وصلاة.ومحبة مسيحية ..
وطول ما المكان دة مليان بالترانيم والكتاب المقدس..مش ممكن حد هيغرق فى الطوفان من أفراد البيت دة..خليك واثق فى الرب
يبتسم أبو فادى قائلاً : عندك حق ..أنتى دائماً كدة..بصلة السفينة بتاعة البيت دة
تضحك مريم قائلة : وأنت القبطان بتاع السفينة ياجرجس
جرجس : بقولك أية..أنا هدخل أنام شوية لاحد مايجى وقت صلاة الغروب أبقى صحينى علشان نصليها مع بعض
تهتف فية مريم : طبعاُ ...طبعاً..أدخل نام
يدخل جرجس وتبقى أم فادى واقفة ثم ترفع عيناها لصورة الراعى الصالح قائلاً :
يايسوع ياحنان..ياراعينا ..حافظ على خرفان البيت دة
حافظ عليهم وخاليهم دايماً فى حظيرتك
وسامحنى على أنى مقلتش لجرجس على خوفى أنا كمان على أبنك توما
رجعة ليك يارب..خلية يبعد عن طريق التعب والشوك والحسك اللى ماشى فية
يدخل أخية توما فيجد فادى واقف يصلى فيجلس منتظرة حتى ينتهى
يسمع صوت فادى بعد دقيقة وهو يقول...: الى الابد أمين
يتكلم توما بنبرة تريقة قائلاً وهو يتطوح قليلاً : هو أنت يابنى كل ما أخش عليك
أما بتذاكر وممقق عنيك فى الكتب
أو بتصلى وبردة ممقق عنيك من العياط
أنت كدة نظرك هيروح بدرى بدرى ....
ينظر لة فادى فى هدوء ومحبة ويجلس ثم يقول لة : أنت كنت فين ياتوما ؟
يتلفت توما حولة ثم يقترب من أخية قائلاً : أقولك بس متقولش لبابا و ماما
ينظر لة فادى بشدة قائلاً لة فى غيظ : يعنى أية كلامك دة ؟...أكيد عملت حاجة أو جى من مكان مش كويس؟
يشيح توما بيدة فى وجة فادى ويجلس قائلاً لة : ياعم فادى ..فى مثل بيقول ساعة لربك وساعة لقلبك
يرد فادى قائلاً : والكتاب بيقول < طوبى للرجل الذى لم يسلك فى مشورة الاشرار ...وفى طريق الخطاة لم يقف...وفى مجلس المستهزئين لم يجلس ....لكن فى ناموس الرب مسرتة وفى ناموسة يلهج نهاراً وليلاً>
وكمان بيقول الكتاب < طوبى للكاملين طريقاً السالكين فى شريعة الرب...طوبى لحافظى شهاداتة>
وفى المزمور 128 بيقول الكتاب < طوبى لكل من يتقى الرب ويسلك فى طرقة >
يدخل الشيطان شرشائيل ومعة الشيطان مكروئيل فى صمت تام أحد المغاور ثم بعد دقيقة يتلفت شرشائيل حولة فى مكر شديد قائلاَ لمكروئيل :
ها قلت أية فى الفكرة الجهنمية اللى أنا قلتهالك ؟
يهرش مكروئيل فى رأسة بطريقة مضحكة قائلاً وهو يهز رأسة بعدم فهم أو مستوعب للامر ثم يقول :
مش عارف أقولك أية يا صديقى اللدود شرشائيل ؟!!
أنت متأكد أن الفكرة دى هتنجح مع الاخين ..؟ يعنى هنقدر نوقع فادى ونزحزحة عن طريقة اللى ماشى فية ؟
يربت شرشائيل على ظهر مكروئيل فى شدة فيقع مكروئيل من قوة الضربة ...ثم يقول :
أمال يابنى أخوك مش سهل خالص ...أنا كل اللى بعملة علشان خاطرك أنت بس
أنا ماشى مع توما ذى السم فى الاكل
وهو أنت شفت أبليس نفسة شجعنى قد أية
يهز مكروئيل رأسة فى قوة وخوف قائلاً بصوت منخفض :
مأنا علشان أبليس خايف أمشى ورا خطتك دى
ينظر لة شرشائيل متسائلاً : أنا مش فاهم حاجة طب مال أبليس ومال خطتنا !
ينظر لة مكروئيل بقوة قائلاً :
أنت يعنى مش عارف أن أبليس لو شم خبر على أتفقنا فى عمل واحد هيعمل فينا أية ؟
يهز شرشائيل رأسة قائلاً :
طبعاً عارف بس كلامك دة وخوفك هيمشى لو الخطة فشلت ....وأحنا أكيد هننجح فساعتها أبليس نفسة هيخدنا بالاحضان ويمكن كمان يدى لكل واحد فينا حتة ملك فى الهاوية
يرد مكروئيل متسائلاً :
طب بقى ياحلو الملامح لو خطتك دى فشلت أنا بقول لو هنعمل أية ساعتها ؟؟
يصرخ فية شرشائيل فى ضيق واضح :
مش هتفشل أنا بأكدلك أنها مش هتفشل أنت هتنرفزنى لية
وفجأة يدخل توما وهو يجرى و ينهج ممسكاً بشنطة سوداء وملابسة ملطخة بالدماء
فيصعق الاب وفادى صارخاً فية الاب :
مالك ياتوما بتنهج لية !!..وأية الشنطة دى اللى وخدها فى حضنك كدة ..وأية الدم دة اللى على قميصك ؟؟
ينهج بشدة توما ثم يجلس حتى يأخذ أنفاسة وبعد هدوءة يقول : ...بابا....!! أنا مش عارف عملت كدة أزاى ..مش عارف ..مش عارف
يضع يدية على وجهة ويبكى منتحباً بشدة ..
فيهدء من روعة أبية وأخية
فادى : أهدء كدة ....هو حصل أية ياتوما ...أهدء
الاب : أنت عملت أية يابنى ؟...وقعت قلبى ...حصل أية ...وشنطة مين دى ...فهمنا ؟
توما : حاضر هقولكم ...أنا خرجت الليلادى ذى كل ليلة علشان أسهر .....أقصد أذكر دروسى مع الشلة
أقصد زمايلى...وأنا ماشى فى شارع ظلمة سمعت صوت ضعيف بيتنهد ويتوجع...كأنة لانسان مدبوح
قعدت أدور على الصوت دة لحد ما لقيت شاب ..واقع على الارض وسايح فى دمة وفية خنجر مرشوق فى صدرة
رفع البنى أدم دة أيدة بيستغيث بى...فمبقتش عارف أعمل أية..وكل دة وكان حاضن شنطة ...فقلتلة ....مين اللى ضربك ..
فقاللى أنة ظابط شرطة من أدارة مكافحة المخدرات وكان عامل كمين لتاجر مخدرات وأنة متنكر علشان هيشترى مخدرات من
التاجر دة ولما جة وقت التسليم ووقت القبض علية ...ملقاش القوة اللى مرقباة حولية ..فمعرفش يعمل أية غير أنة يكشف نفسة
للتاجر ويقبض علية لوحدة ولما تاجر المخدرات سمع كدة طعنة بخنجر فى صدرة وهرب بشنطة المخدرات
الاب : طب والشنطة اللى مع الظابط كانت أية ؟
توما : ماهى دى غلطتى أنى لما عرفت أن الشنطة دة كانت فيها فلوس كتير قوى ...لزوم توقيع التاجر فى الفخ الطمع ركبنى ونسيت كل حاجة الا أنى أخد الشنطة وأجرى
الظابط : والقميص...والدم اللى علية ..أحنا كنا مراقبين المنطقة وشفنا أبوك وهوخارج يجرى من شارع جانبى ولما دخلنا الشارع لقينا زملنا بين الحياة والموت أحنا جايز اتلخبطنا فى الشارع اللى المفروض نرقبة علشان نقيض على أبوك بس الغلط مردود وأبوك وقع فى الخية...يابنى أبوك وقع وبانت حققتة خلاص ..أمشى قدامى
يخرج أبو فادى وخلفة الظابط بعدما أخذ منة الشنطة
فيصرخ الجميع وتصرخ الام فى رعب وحزن رهيب : جرجس...جرجس
تقع وهى تصرخ : الحقنا يايسوع ....الحقنا يافادينا..الحقينا ياعدرا...الحقينا ياأم النور
مشهد فى منزل الاسرة والشيطانان مكروئيل وشرشائيل يتحدثون
شرشائيل : شفت بقى أخوك اللى هو أنا ..أبو دماغ دهب عمل أية فى الكل
مكروئيل : حلو قوى كدة ...الاب فى الحبس ومتهم بجريمتين ...تجارة مخدرات ..وقتل
يكمل شرشائيل : والام جلها شلل وبين الحيا والموت
مكروئيل : بس فية حاجة هنا ؟
شرشائيل : حاجة ؟....حاجة أية دى ؟
مكروئيل : أحنا عملنا كل دة علشان فادى يقع فى الشرك وينسى الهة وينسى كنستة وحياتة الاولنية...أية بقى الفايدة من خطتك كدة ؟
شرشائيل : أنت بردة مخك على قدك ....عقلك دة كوتش مش عقل شياطين ...يابنى لما أنا مهدت الطريق لتوما ولعبت فى دماغة وخالليتة يخرج السعادى كنت عارف موضوع خطتة الشرطة وتاجر المخدرات....وطبعاً أنت عارف أنى أنا بردة اللى لخبطت القوة اللى كانت مع الظابط دة ..وخليتهم يقفوا فى مكان بعيد وغلط علشان ميشفوش التاجر الحقيقى...
مكروئيل : عارف عارف ..وعارف كمان أنك لعبت فى دماغ التاجر وخليتة يقتل الظابط ...والباقى عملة توما من غير مجهود مننا ..عارف ...أنا عايز أعرف أذاى هيقع فادى وأخوة فى طريق النهاية ويكونوا فى صفنا ؟
شرشائيل : لسة طبعاً الخطة مش كاملة ...الجزء التانى منها يتوقف على وعليك
مكروئيل : أزاى بقى ؟؟...
شرشائيل : أقولك أزاى .....أنا قدامى توما واقع فى الخوف وكرهة لنفسة على كل اللى عملة فى حق أبوة وأمة وأسرتة كلها
شرشائيل : أم أنت بقى ياصديقى الدود ...فتوسوس فى عقل وكيان فادى زبونك ..وتحاول تشككة فى خلاصة وأيمانة
ولو أنت جدع ..حاول توصلة لقناعة أكيد بأن اللة مش سامع صراخهم ..ولا حد هينقذهم من الورطة دى
ولو أنت جدع أكتر وأكتر ...دخل جو نفسة اليأس من محبة الهة
ولو سيادتك أجدع من كل دة ...أزرع جواة فكرة ..أنا مفيش حاجة أسمها راعى صالح ..ولا حاجة أسمها خلاص على الصليب ولا حتى الة...فبكدة تنول المراد وتملك روح ونفس فادى وتوصلة للتغير المطلوب ...فهمت
مكروئيل : طبعاً ..هو أنا أطول أحضر درس عملى من أذكى وأشنع شيطان
شرشائيل : أسكت بقى ...أهو توما داخل ..أسكت
يدخل توما وهو حزين ومتوجع بشدة محدثاً ذاتة قائلاً ".: أنا مش بنى أدم ..أنا شيطان أنا العن من أبليس نفسة
دمرت نفسى وهديت البيت ... <يصرخ بشدة> بسببى دخلت ولدى السجن وضيعت سمعتة...بسببى أمى أنشلت وبين الحيا والموت...بسببى أخويا ...نسى مذكرتة ومدرستة والفشل لزمة ذى ما ملازمنى
أنا أية اللى عملتة دة ....أزاى وصلت لكدة ..أزأى بأيديا دول هدمت ودمرت الناس اللى بيحبونى...آ ة
يقترب منة شرشائيل قائلاً بصوت ناعم : طب ,انت ذنبك أية ..دة مكتوب ياتوما...وكل واحد بيشوف اللى مكتبلة
توما : أذاى ؟؟؟ أنا ذنبى كبير..تقيل جداً ...محدش يقدر يستحملة...
شيطانة : لا ياتوما باشا ..لا...أنت صح وهما كلهم اللى غلط ...أنت اللى فاهم الدنيا عايزة أية...ياعم توما أرمى ورا ضهرك
الندم مش هيفيدك..
توما : طب أزاى وأنا من البداية كنت السبب فى حزن وتعب أهلى ...أة...آآة والف آآآة
شيطانة : أنت ملكش مفر من نهايتك ....
توما : نهايتى ....نهايتى ..أنا عارف أن كل واحد لة نهاية ..بس أية هى نهايتى ..ونهاية قصتى الرهيبة دى
دة أنت ياتوما عملك دة وخيانتك أصعب وأشنع وأفظع من خيانة يهوذا لسيدة...أطلع راجل وأعملها..أتخلص من العار ومن حياتك علشان يسمحك أبوك ويغفرلك غلطتك الرهيبة فى حق كل الللى حوليك
توما : أيوة ..أيوة...بس أزاى ..أنا جبان وعمرى ما فكرت فى الشنق ولا الدبح ولا الحاجات دى..وغير كدة وكدة..
أية اللى هيستفادة بابا بالخلاص من نفسى
شيطانة : هتكتب ورقة ..جواب للمباحث والنيابة ..وتعترف بأنك أنت اللى أخدت الشنطة..وأنت اللى كنت بتاجر فى الممنوعات ..
توما : أيوة صح ..هو دة عين العقل ..بس أنا هنتحر أزاى ...أزاى ؟
شيطانة : مفيش أبسط من الخروج من مسرح الحياة يابطل ..بربع جنية بس وتنتحر
توما : أزاى ..؟
شيطانة : سرنجة..حقنة بربع جنية ..تشتريها من أى صيدلية..وتملاها هواء
وتضربها فى شريان من شرايين دراعك ..وهب ..هتحس بشعور لذيذ...وكمان هب وهب تلتة هتروح فى الوبا ..حاجة مفيش أبسط منها ..أوكازيون..علشان خاطر عيونك
توما : أما فكرة ..هى شنيعة بس فعلاً مفيش أبسط منها ..لازم أنفذها ...والاول أكتب الجواب
<يخرج توما ...فينظر شرشائيل لمكروئيل فى مكر قائلاً >
مكروئيل : أية رايك ياصديقى اللدود ؟
شرشائيل : لا ..لا ..دة أنت مصيبة مسيحة ...دانت جن مصور...دانت أبليس نفسة ..دكتور ياخواتى..أية رشتة الانتحار السهلة دى!!!
شرشائيل : علشان تتعلم ..وتفهم أن كل باب ولة مفتاح واحد ..و الشيطان الناصح هو اللى يعرف مفتاح بابة فين
خاللى بالك زبونك وصل تحت وأهو طالع السلالم ..وهيدخل علينا دلوقتى ..جاهز..أقنعة ..أضعفة ..كسر وحطم ودمر فى نفسيتة وروحة وأيمانة...صاحبك مفيش أضعف منة دلوقت....فادى أستوى وطالب الاكيلة ..هيا أجهز علية
< يدخل فادى وهو ممسك بكتبة فى حزن وغيظ فيقزف بالكتب بكل قوة على الارض وهو يصرخ ناظراً لصورة الراعى الصالح:
فينك يايسوع ..فينك يامخلص ؟
أزاى سبتنا وتركتنا للعواصف والرياح وأعاصير الشر تدمر البيت دة..البيت اللى مكنش بينام الا على أسمك ولا كانش بيقوم الا على أسمك ولا كنش بيعيش الا واسمك هو البداية والنهاية لكل خطوة فية
مكروئيل يقترب من فادى قائلاً :أنت يابنى لسة عايش فى وهم الراعى الصالح والصلب والفادى والخلاص والكلام دة اللى أكل علية الدهر وشرب وأتاوب كمان ونام....فوووق ..أصحى من وهم الرهيب..
فادى : وهم ..مش ممكن يكون كل دة كان وهم ؟؟...يسوع موجود ....موجود مش وهم
شيطانة : لا..لا ياحبة عينى من جوة لا ..دى أكبر خدعة أنطلت على البشرية ..مفيش مخلص مفيش الة
فادى : مستحيل ..مستحيل تكون كل حياتى مبنية على خدعة ..وأيمانى على وهم ..مستحيل مستحيل!
شيطانة : مفيش خاجة أسمها مستحيل ..أنت أخدت الايمان أزاى ..مش من يوم ولدتك ؟
فادى : أيوة ..طبعاً
شيطانة : وأنت متأكد من أن الطريق دة هو الصح ...صح ؟
شيطانة يصرخ قائلاً : أهو أنتم كدة يابنى أدمين الواحد منكم لما يعرف الحقيقة ويفووق يقول أفكار شياطين ..ماشطان الا بنى أدم...... يابنى أدم
فادى يمسك راسة بقوة وهو يصرخ :...كفاية ..كفاية ..أنا خلاص قربت أكفر بكل حاجة ..خلاص قربت أنسى حياتى وتربيتى
شيطانة فى فرح : طب فين الهك ؟...لية سبكم للدمار ..لية ترككم لمزلة العالم ..لية رفع أيدية عن حمايتكم ..لية ؟لية ؟
فادى : أكيد لة خطة أكبر من تفكرنا ...أكيد لة هدف من كل دة ..أكيد أكيد
شيطانة : يابنى ياحبيبى ...ياحبيبى يابنى ...أنت عنيد ..مش عايز تعترف بفشل الهك فى حمايتكم...علشان من الاصل ..لا وجود
لهذا الالة...لا وجود للخلاص ...لا وجود لحياة القداسة والبتولية والملك مع ربك ..لا وجود لا لنار ولا لسما ولا لشىء أسمة فردوس النعيم....النار وجهنم ..الجنة والسما والفردوس..كل دة هنا عالارض
فادى فى يأس رهيب : يعنى أنا وكل اللى قبلى كنا على وهم مخدوعين ؟؟..طب مين اللى لة هدف ..ولية عمل كدة؟
شيطانة : ياااة ..دى حاجة قديمة وموجودة فى كل العصور ...اللى هدفهم كدة هما الناس الاغنياء
زرعوا فى عقول وقلوب الفقراء فكرة اللة والسماء والنعيم ...علشان الفقير يقتنع بفقرة فيسكت ويعيش قانع
ويخدم الغنى فيزيد الغنى غنى على غناة...وزرعو جواهم الخوف من جهنم ..والنار ..والبحيرة اللى فيها نار وكبريت علشان اللى ميجيش بالجزرة والسما يجى بالعصايا وجهنم...هى دى الخدعة ..وهى دى الحقيقة اللى الكل بيهرب منها
الايمان بوجود شىء خارق للطبيعة هو المخدر اللذيذ..الدين هو أفيون الشعوب الخائفة
<فادى يسقط على الارض وهو يبكى بمرارة وحزن رهيب>
يتقدم شرشائيل من مكروئيل قائلاً : حلو قوى كدة ..أنت بقيت معلم فى فن الخداع وترويج الاكاذيب..كنت فين قبل كدة؟..وكانت موهبتك دى كلها فين يامعلم مكروئيل
مكروئيل : طب سبنى أكمل وأقضى علية دلوقتى
شرشائيل : لك كل ما تريد ياأخى العزيز ...ياكذاب ياأبن أبوالكذابين
وبينما يهم مكروئيل أن يكمل الا وتسمع طرقات على باب المنزل
فيقوم فادى ..ويمسح دموعة قائلاً حاضر ..ياللى على الباب أنا جاى ..حاضر
يفتح الباب فيظهر القس سويرس فيتقدمة فادى قائلاً فى يأس : أهلاً أبونا ..أتفضل
يصرخ شرشائيل فى غيظ : يادى المصيبة ...أية اللى جاب الراجل دة هنا السعادى ؟!
يتكلم مكروئيل فى خوف رهيب : بقولك أية ياشرشائيل ياخويا ما تيجى بينا نفلسع من هنا دلوقتى ..الجبن نص الجدعنة
شرشائيل فى غيظ وتحدى : لا ..لا ..والف مليون لا ...وغلاوة جهنم ...ولعنة أبليس مانا ماشى من هنا الا لما أشوف القسيس دة ناوى على أية
يقف أبونا قائلاً لفادى : مالك يافادى يابنى ..خليك راجل ..وأنسان مؤمن كدة ..وسلم أمرك وأحمالك وتعبك على الهنا ..
فادى : يابونا ..أنا مش
يسكتة القس قائلاً : أستنى يابنى ...
يرفع القس صليب كبير فى يدة وهو يرشم علامة الصليب قائلاً : بسم الاب والابن والروح القدس الة واحد أمين
ويكرر علامة الصليب فى الاربع جنبات المنزل ....فتحدث طرقعات رهيبة فيزعر الشيطانان ويسقطون ..ولا يستطيعون القيام
وبمنتهى الصعوبة يزحفون على وجوههم حتى يخرجون من المنزل وهم يصرخون
ينظر القس سويرس لفادى قائلاً فى محبة غير محدودة : أمال فين أخوك يافادى ؟
يختفى فادى بضع لحظات ثم يخرج صارخاً فى أخية وممسكاً بورقة قائلاً :
أدى أخويا ..أدى سبب كل المصايب ..مش مكافية اللى حصل لينا كمان عايز ينتحر ..
أبونا : تعالى ياتوما ..تعالى هنا قدامى
توما وهو يبكى بشدة : سبنى يابونا سبنى ..لازم أصلح غلطتى...لازم بابا يخرج من سجنة ومن القضية دى كلها ..حتى لو التمن حياتى
أبونا : بس ياتوما ..يعنى أنت عايز تصلح غلط بغلط أكبر.....أية الفكرة الغريبة دى يابنى.....يعنى فية حد يقول الحريقة تطفى بالبنزين....أسمع ياتوما يابنى
أبونا : أنكم تسمعونى بروحكم قبل ودنكم...أنكم تفهمونى بقلبكم قبل عقلكم..
< يتنهد فى قوة ويكمل قائلاً >
ياولادى الحياة كلها تجربة.....بحلوها..وبمرها...تجربة من المجرب...وطبعاً بموافقة من القدوس
وفى وسط التجربة المستمرة دى ...بتكون نعمة ربنا وقوة الروح القدس ...ومحبة الراعى الغير متناهية
بيكونوا هما أسلحتنا وسط أتون العالم المجرب...ولما أحنا بنتهز وأيدينا تترعش ويضعف أيماننا
ساعتها بس المؤمن بيكون ذى الجندى المرعوب ..الجندى المكروب ..المكسور ..اللى بيحاول يهرب من ساحة معركتة بكل الطرق...وبيحاول بمجهودة الشخصى وبذاتة المحدودة أنة يدافع عن حياتة
وطبعاً كل قوة المؤمنين حتى وأن كانت مجتمعة بدون أسلحة الخلاص وترس الايمان بيقدروش على التجربة
وبيسقط الانسان ..ويكون سقوطة عظيم
توما : أنا يابونا عارف أنى خاطى ومستهلش حتى أسم مسيحى ...أذاى أكون جندى وأنا كيان فشل وروح ضعف ونفس نجسة
يبتسم أبونا قائلاً : يقول الرب .....قوتى فى الضعف تكمل...عارف معنى الاية دى أية يابنى ياتوما ؟
توما : كنت يابونا زمان عارف معناها وحاسس بية ..أنما من زمن وأنا شاعر بضعف على ضعف..وكل تجربة أدخلها ..بخرج مهزوم ومكسور
أبونا : عارف لية ؟...علشان تركت محبتك الاولة..تركت شركة الروح القدس...تركت كنستك...أذاى الانسان يعيش ويكون قوى ويكبر فى القامة والقوة من غير غذاء من غير فاكهة وعيش وخضار ولحوم وأسماك...والمؤمن بردة كدة
المؤمن اللى يترك محبتة الاولة ويصوم عن أكلة الروحى من صلاة وحضور أجتمعات أخوتة المؤمنين ومساعدة الغير
مع الايام وكثرة صومة عن غذاء الروح وثمار وفاكهة الروح القدس ...بيضعف ويتحول لشبة أنسان حى..بيتنفس لكن مش عايش...بيتكلم لكن أخرس من جواة...بيمشى لكن ذى تابوت الاموات المحمول على الاكتاف
أرجع ياتوما لمحبتك الاولة..أرجع بكل ضعفك وكيانك حتى وأن كان كيان فشل ..أرجع بنفسك حتى وأن كانت مظلمة ذى القبور ساعتها رب المجد هيتمجد فيك وهتعرف عظمتة ومحبتة وقوتة قد أية
مش مطلوب منك تغتسل قبل ما تقف تحت الدش ..صح
توما : طبعاً صح
أبونا :مش مطلوب منك أنك تشفى قبل ما تروح للطبيب ..صح ؟
توما : أكيد صح
أبونا : دة الاحلى كمان مش مطلوب منك أنك تمشى كتير ...خطوة منك ...خطوة وحدة ..هتلاقى الف خطوة وخطوة من الرب بتجرى عليك ..أرجع يابنى بكل أتعابك وأحمالك وكل خطاياك
وصدقنى فى الوقت دة هتشوف العجائب حوليك وهيتمجد الرب من خلالك...والنعمة هتمحى أيام الفقر فى حياتك..والنجاح هيكون بدل الفشل...بس أرجع وخطى يابنى أول خطوة لرجوعك
وأنت يافادى...أذاى سقطت ياصخرة من الايمان؟؟ أذاى نور اللة أنزوى جواك..بسرعة كدة ومن أول تجرب حقيقية؟؟
فادى : ربنا مش واخد بالة منى ولا من أسرتى وحضرتك يابونا عارف اللى حصللنا
أبونا : من قاللك كدة ؟..مين فهمك الكلام دة!!...دى أفكار الشرير ذى مانا قلتلك من كام يوم