- إنضم
- 2 فبراير 2007
- المشاركات
- 2,424
- مستوى التفاعل
- 18
- النقاط
- 0
الكارثة القادمة: زيارة بالصور إلي حارة سلطان المسنودة علي جبل مشروخ
البديل (هدير المهدوي ـ أمينة عبدالرحمن )
حارة سلطان.. الحياة علي حافة الجبل
«البديل» تجولت داخل 100 منزل تسكنها ألف أسرة معرضة للموت في أي لحظة
شروخ في الجبل تحيط بالبيوت وتتخللها أعلاها وأسفلها.. وشكاوي يومية من الأهالي عن انهيارات صخرية.. ولا أحد يتحرك
الأحجار الصغيرة تتساقط من الجبل يوميا والصخور المتناثرة تقع علي رءوس السكان فتصيبهم وتصيب أطفالهم
عشرون منزلا ملاصقة للجبل.. والحوائط في بعض البيوت هي الجبل نفسه
أينما يولون وجوههم يجدون الموت أمامهم فاغرا فاه، يتربص بهم ويتحين الفرصة للانقضاض عليهم وابتلاعهم، ومع مرور الأيام والسنين، وفقدانهم الأمل في أن يجدوا لهم مغيثا، تعايشوا معه، وصاروا لا يخشونه وهم في ذلك ينطبق عليهم المثل القائل «مجبر أخاك لا بطل» إنهم سكان حارة سلطان بعزبة بخيت بالدويقة المنكوبة.. وعددهم يزيد علي ألف أسرة، يسكنون في مائة منزل فوق وتحت وفي بطن الجبل، قد تصاب بالرعب والهلع وأنت تشاهد مجموعة من المنازل، نوافذها مشرعة علي حافة الجبل، وجذور الأعمدة الخرسانية التي تحملها واضحة وضوح الشمس في عز الظهر، قد تسقط علي أم رأسك لو تخيلت نفسك تنظر من إحدي هذه النوافذ وتري المنزل وهو «طاير في الهواء».. لكن السكان لا يشعرون بذلك.. لأنهم تعايشوا مع مشاعر الخوف كرها لا طوعا.
بعض المنازل عبارة عن ثلاثة حوائط ورابعها الجبل، والبعض الثا ني أربعة حوائط وسقفها الجبل، والقسم الثالث من المنازل لا شيء سوي الجبل.
إنها رؤية العين، رصدتها «البديل» في جولة لها بتلك الحارة، التي ينتظر سكانها انهيار الجبل من تحتهم بمنازلهم، أو يسقط فوقها، ويدكها دكا وهم نيام أو يقظون، الصدفة وحدها كشفت لنا ملامح الكارثة التي تطل برأسها، أثناء مرورنا من الحارة لمتابعة إجراءات إخلاء طلاب بعض مدارس الدويقة، وراعنا ما شهدناه، وأثناء التقاط بعض الصور، اقترب منا شاب عرفنا بنفسه، أحمد عبدالمجيد، 25 سنة، وبدت عليه اللهفة، وكأنه غريق وجد القشة التي سيتعلق بها إلي البر، وقال: «إحنا هنا في انتظار الموت في أي لحظة، وأرسلنا شكاوي استغاثات لا حصر لها إلي الحي والمحافظة، ولكن لا حياة لمن تنادي»، وتابع: «قبل حادث انهيار الجبل في الجورة بحوالي 15 يوما تقدمنا بشكوي إلي الحي، نطالب فيها بإيجاد حل لمأساتنا وانقاذنا خاصة بعد انهيار كتل صخرية صغيرة وظهور شروخ في الجبل الذي توجد فوقه وتحته وتتخلله منازل، ولم يتحرك أحد» وذكر أحمد قصة حارس مشروع الصرف الصحي الذي نفذته إحدي الشركات الألمانية وسقطت عليه صخرة صغيرة أصيب علي أثرها في ساقه وذراعه.
رافقنا الشاب أحمد عبدالمجيد في جولة بين حوالي عشرين منزلا ملتصقين بالجبل، الصخور تمثل فيها إما حائطا أو سقفا، وأشار إلي شروخ وتصدعات في الصخور والمنازل. «ناهد» أم لعدد من الأبناء، تقيم في حجرة بهذه المنازل قالت لنا والحزن مرسوم علي ملامحها في إحدي الليالي سقطت صخرة في الحجرة، والأولاد شعروا بالخوف، وأنا أيضا، وحتي لا يتكرر سقوط الصخور وضعت الدولاب بجوارها «علشان يصدها وما توقعش».
ورغم أن الخطر يحيط بالأهالي من كل مكان، ويتحداهم، إلا أنه لم يمنعهم من ممارسة طقوس الفرحة بقدوم شهر رمضان، فالفوانيس والزينة تنتشر في الحارة وبعض أفرع الزينة مربوط في الصخور من جانب وفي البلكونات من الجانب الآخر، بل تتدلي علي حافته، وهناك أيضا سينما صيفية في حضن الجبل في مشهد يؤكد إصرارهم علي الحياة، وهذا ما يقوله العم ناصر ـ صاحب ورشة لتصنيع الحبال ـ «إحنا عايشين هنا في رعب، وخايفين الجبل يقع علينا، واشتكينا لكل السادة المسئولين لما نشف ريقنا، ولا حد حاسس بينا، يبقي مفيش قدمنا غير التعايش مع الخطر، وممارسة حياتنا بأحزانها وأفراحها بشكل طبيعي، لأننا لو فكرنا في الموضوع هنتجنن أو نموت من الرعب قبل الجبل ما يقع فوق رءوسنا».
«أم سيد» امرأة أرهقها التحالف الشرير المرض والفقر ودمرا صحتها، عندما علمت أننا صحفيون اقتربت منا وأكدت أنها وأولادها وجميع الأهالي «عايشين ومش عايشين»، وتابعت «الخوف من انهيار الجبل هيقضي علينا ومنذ فترة سقطت صخرة علي أحد المصانع ودمرت جانبا منه وسارع أصحابه بترميمه»، وبينما نهم بالرحيل قالت لنا فتاة صغيرة «امبارح وأنا ماشية في الشارع وقعت فوق رأسي صخرة صغيرة واصابتني بجرح ومن ساعتها وأنا مرعوبة، خايفة أمش في الشارع أو أنام في البيت علشان الجبل ممكن يقع علي دماغنا»
البديل (هدير المهدوي ـ أمينة عبدالرحمن )
حارة سلطان.. الحياة علي حافة الجبل
«البديل» تجولت داخل 100 منزل تسكنها ألف أسرة معرضة للموت في أي لحظة
شروخ في الجبل تحيط بالبيوت وتتخللها أعلاها وأسفلها.. وشكاوي يومية من الأهالي عن انهيارات صخرية.. ولا أحد يتحرك
الأحجار الصغيرة تتساقط من الجبل يوميا والصخور المتناثرة تقع علي رءوس السكان فتصيبهم وتصيب أطفالهم
عشرون منزلا ملاصقة للجبل.. والحوائط في بعض البيوت هي الجبل نفسه
أينما يولون وجوههم يجدون الموت أمامهم فاغرا فاه، يتربص بهم ويتحين الفرصة للانقضاض عليهم وابتلاعهم، ومع مرور الأيام والسنين، وفقدانهم الأمل في أن يجدوا لهم مغيثا، تعايشوا معه، وصاروا لا يخشونه وهم في ذلك ينطبق عليهم المثل القائل «مجبر أخاك لا بطل» إنهم سكان حارة سلطان بعزبة بخيت بالدويقة المنكوبة.. وعددهم يزيد علي ألف أسرة، يسكنون في مائة منزل فوق وتحت وفي بطن الجبل، قد تصاب بالرعب والهلع وأنت تشاهد مجموعة من المنازل، نوافذها مشرعة علي حافة الجبل، وجذور الأعمدة الخرسانية التي تحملها واضحة وضوح الشمس في عز الظهر، قد تسقط علي أم رأسك لو تخيلت نفسك تنظر من إحدي هذه النوافذ وتري المنزل وهو «طاير في الهواء».. لكن السكان لا يشعرون بذلك.. لأنهم تعايشوا مع مشاعر الخوف كرها لا طوعا.
بعض المنازل عبارة عن ثلاثة حوائط ورابعها الجبل، والبعض الثا ني أربعة حوائط وسقفها الجبل، والقسم الثالث من المنازل لا شيء سوي الجبل.
إنها رؤية العين، رصدتها «البديل» في جولة لها بتلك الحارة، التي ينتظر سكانها انهيار الجبل من تحتهم بمنازلهم، أو يسقط فوقها، ويدكها دكا وهم نيام أو يقظون، الصدفة وحدها كشفت لنا ملامح الكارثة التي تطل برأسها، أثناء مرورنا من الحارة لمتابعة إجراءات إخلاء طلاب بعض مدارس الدويقة، وراعنا ما شهدناه، وأثناء التقاط بعض الصور، اقترب منا شاب عرفنا بنفسه، أحمد عبدالمجيد، 25 سنة، وبدت عليه اللهفة، وكأنه غريق وجد القشة التي سيتعلق بها إلي البر، وقال: «إحنا هنا في انتظار الموت في أي لحظة، وأرسلنا شكاوي استغاثات لا حصر لها إلي الحي والمحافظة، ولكن لا حياة لمن تنادي»، وتابع: «قبل حادث انهيار الجبل في الجورة بحوالي 15 يوما تقدمنا بشكوي إلي الحي، نطالب فيها بإيجاد حل لمأساتنا وانقاذنا خاصة بعد انهيار كتل صخرية صغيرة وظهور شروخ في الجبل الذي توجد فوقه وتحته وتتخلله منازل، ولم يتحرك أحد» وذكر أحمد قصة حارس مشروع الصرف الصحي الذي نفذته إحدي الشركات الألمانية وسقطت عليه صخرة صغيرة أصيب علي أثرها في ساقه وذراعه.
رافقنا الشاب أحمد عبدالمجيد في جولة بين حوالي عشرين منزلا ملتصقين بالجبل، الصخور تمثل فيها إما حائطا أو سقفا، وأشار إلي شروخ وتصدعات في الصخور والمنازل. «ناهد» أم لعدد من الأبناء، تقيم في حجرة بهذه المنازل قالت لنا والحزن مرسوم علي ملامحها في إحدي الليالي سقطت صخرة في الحجرة، والأولاد شعروا بالخوف، وأنا أيضا، وحتي لا يتكرر سقوط الصخور وضعت الدولاب بجوارها «علشان يصدها وما توقعش».
ورغم أن الخطر يحيط بالأهالي من كل مكان، ويتحداهم، إلا أنه لم يمنعهم من ممارسة طقوس الفرحة بقدوم شهر رمضان، فالفوانيس والزينة تنتشر في الحارة وبعض أفرع الزينة مربوط في الصخور من جانب وفي البلكونات من الجانب الآخر، بل تتدلي علي حافته، وهناك أيضا سينما صيفية في حضن الجبل في مشهد يؤكد إصرارهم علي الحياة، وهذا ما يقوله العم ناصر ـ صاحب ورشة لتصنيع الحبال ـ «إحنا عايشين هنا في رعب، وخايفين الجبل يقع علينا، واشتكينا لكل السادة المسئولين لما نشف ريقنا، ولا حد حاسس بينا، يبقي مفيش قدمنا غير التعايش مع الخطر، وممارسة حياتنا بأحزانها وأفراحها بشكل طبيعي، لأننا لو فكرنا في الموضوع هنتجنن أو نموت من الرعب قبل الجبل ما يقع فوق رءوسنا».
«أم سيد» امرأة أرهقها التحالف الشرير المرض والفقر ودمرا صحتها، عندما علمت أننا صحفيون اقتربت منا وأكدت أنها وأولادها وجميع الأهالي «عايشين ومش عايشين»، وتابعت «الخوف من انهيار الجبل هيقضي علينا ومنذ فترة سقطت صخرة علي أحد المصانع ودمرت جانبا منه وسارع أصحابه بترميمه»، وبينما نهم بالرحيل قالت لنا فتاة صغيرة «امبارح وأنا ماشية في الشارع وقعت فوق رأسي صخرة صغيرة واصابتني بجرح ومن ساعتها وأنا مرعوبة، خايفة أمش في الشارع أو أنام في البيت علشان الجبل ممكن يقع علي دماغنا»
ناهد :حائط الجبل في منزلي وقعت منه صخرة داخل حجرتي فوضعت الدولاب بجواره لأمنع سقوط الصخور علي أولادي
طفلة صغيرة شاهدتنا فحكت لنا عن صخرة وقعت علي رأسها وأصابتها أمس
سينما صيفية في حضن الجبل.. وكل جوانب الجبل في المنطقة بها شروخ.. وصخرة وقعت علي أحد المصانع ودمرت جانبا منه
حارس مشروع الصرف الصحي بالمنطقة سقطت عليه كتلة صخرية نجا منها لكنه أصيب بعجز جزئي فطردته الشركة من العمل
