غزة-دنيا الوطن
مازالت مظاهرات التعصب والغضب الأعمي مستمرة في الإسكندرية وكلما انطفأ لهيبها وجدت من يلقي بالبنزين إليها، وسط غياب كامل للدولة التي اكتفت بالظهور الأمني كما يحدث عادة في مثل هذه المناسبات التي يحركها الجهل والتعصب ويركب موجتها الباحثون عن صيد في الماء العكر.
وبدت المظاهرات وكأنها مشهد رئيسي في معركة الانتخابات البرلمانية القادمة بعد أن شارك بالتنقيط في الفرح عدد لا بأس به من مرشحي البرلمان، منهم من رفع المصحف ومنهم من حاول تذكير الناس بأن الإسلام هو الحل ومنهم من وزع كروت دعاية بصورته في أيدي الغاضبين وهو يذكرهم ببرنامجه الانتخابي.
وقد جاء المشهد شديد الشبه بمشاهد أخري جرت وتجري علي المسرح السياسي والاجتماعي المصري، وجري فيها استغلال المناخ السياسي أفضل استغلال، وسط حالة حراك لاحظها الساسة والمستفيدون ولم يلاحظها أحد من المواطنين الكتلة الصامتة المتحركة ببطء شديد جدا نحو المجهول.
وقبل أيام تدخلت العناية الإلهية لتقي القاهرة شر انفجار أعمي مشابه، كانت حكايته (الوهمية) الأساسية بطلتها امرأة مسيحية تدعي أم كريستين خطفت بنت إمام مسجد وقامت بتنصيرها.
وبسرعة خطف أحدهم المقود وضغط علي دواسة البنزين لآخرها وانطلق وكادت عين شمس (المركز الجغرافي للحكاية الوهمية) تتحول إلي خراب، لولا أن أجهزة الأمن تدخلت بسرعة واكتشفت أن كل الوهم والغضب الأعمي اعتمد علي مكالمة من امرأة مجهولة لوالد البنت (التي كانت مختفية) روت له فيها حكاية أم كريستين، وكادت المكالمة تشعل البلد لولا أن الأمن استدعي المرأة المجهولة وكما هو متوقع أنكرت الحكاية وأكدت أن الفتاة التي شاهدتها مع أم كريستين ليست هي ابنة إمام المسجد.
وهدأت الدنيا بعد أن عادت الفتاة واتضح أنها لم تكن مخطوفة ولم تقابل مسيحيين من أصله، وعادت الأمور إلي حالها، وعاد الناس للتفتيش عما يفرغون فيه غضبهم من البلد والظروف ومن العجز وكسرة النفس.
كلهم خارج الخدمة
خلت الساحة في الإسكندرية أمام كنيسة مارجرجس من أي مسئول سياسي كبير، لم يكن فيها سوي أربعة آلاف متظاهر كلهم لا يعرفون بالضبط حقيقة المسرحية ولا موقف الكنيسة، كلهم لم يلتفتوا إلي أن المسجد الذي انطلقت منه المظاهرة العمياء تلاصقه كنيسة مارجرجس، وأن هذه هي الحقيقة الوحيدة الأكثر بروزا في الميدان المحكوم بالجهل والتعصب.
فقد تلاصقت الكنيسة والجامع سنوات طويلة، الآلاف.. عشرات الآلاف.. الملايين.. دخلوا وخرجوا من وإلي كليهما، إن في البنايتين صلاة أقيمت وتقام، إن البنايتين شهادة للتاريخ، وللكاميرات التي صورت التعصب.. شهادة ضد كل ما يجري حولها الآن.
لم تكن في ساحة التظاهر سوي رجال الأمن، الذين لا يملكون في أجندتهم حلولا تكفي أكثر من ساعة أو ساعتين يتفرق بعدها المتظاهرون وتبدأ النيابة عملها مع الثلاثين أربعين مثيرا للشعب.
إلا أن الأمن بدا في موقف لا يحسد عليه، قيادات وجنودا، والجنود بعضهم سقط مغشيا عليه من الجوع، فكلهم لم يجدوا سوي دقيقة تناولوا فيها 'بلحتين' عندما انطلق أذان المغرب، ولم يجدوا دقيقة أخري ليقضموا قطعتين من الجراية.. لم تأت الجراية أصلا.
ولأن مصر بلد المتناقضات، والعجايب أيضا فقد اختصرت قضية مسرحية (كنت أعمي والآن أبصر ) إلي مواجهة بين فريقين من الجوعي المأزومين المتعبين، فريق يرتدي زيا واحدا وآخر يرتدي أزياء مختلفة وإن كانت تتشابه.
والفريقان مصريان والضحايا كثر من الجانبين، والمتفرجون كثر أيضا، الفريق الأول ينفذ التعليمات المعروفة: التفريق والتأمين، تتطاير عبر أجهزة اللاسلكي والموبايل من وإلي القيادات ثم إلي جمهور العساكر.
الفريق الثاني لا يتلقي تعليمات من أحد، يحركه غضب مزيف، تغذيه رغبة في الصراخ والتظاهر المجاني، ليس ضد الواقع البائس الذي تعيش فيه الأمة المصرية الإسلامية ولا ضد المسئولين ورءوس وشبكة الفساد ولا ضد الاستغلال وإنما ضد المسيحيين أو بمعني أدق ضد الكنيسة التي يطالبونها بالاعتذار بعد أن قذفوها بالحجارة ساعات طويلة.
وبالتدريج تتراكم الأخطاء، ولا تجد من يتصدي للحل بل إلي استغلال الحدث الهام والمثير، خاصة والبلد داخلة علي انتخابات وكله بيرتب مع كله، وكلهم خائفون من مواجهة حقيقية وجادة للأزمة.
وبعضهم وزع ال'سي دي' مجانا علي المتظاهرين.
بعضهم روج عشرات الشائعات ضد إخوانهم المسيحيين.
بعضهم قدم بثا مباشرا من موقع الغضب الجاهل عبر الانترنت، لمشاهد المظاهرات ولليافطات والمصاحف المرفوعة في الأيدي، وللهتافات.
بعضهم التزم الصمت وأغلق هواتفه وآذانه وعيونه واعتبر أن الأمر لا يعنيه.
وأهمهم: قداسة البابا شنودة لم يتدخل حتي اللحظة وترك غضب المسلمين الأعمي بالإسكندرية كما ترك غضب المسيحيين الأعمي بالعباسية، يكبر ويصغر ويتداعي حتي آخر الطريق.
والدولة.. ورجال الفكر الجديد.. والساسة كل الساسة بعيدا بعيدا عن المشهد.
لماذا محرم بك؟!
الكنيسة تقع في حي محرك بك.
والحي يسكن فيه عدد كبير من المسيحيين
المسرحية عرضت منذ عامين وال'سي دي' في أيدي الجميع الآن.
وبيان المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية لم يقدم جملة مفيدة متماسكة سوي ما يتعلق باتهامه الصحف بتفجير الأزمة.
في الحي سكان يعيشون جنبا إلي جنب منذ فجر التاريخ، مسلمين ومسيحيين، وفيه كنيسة تلاصق مسجدا، ومسيحي يصلي علي بعد أمتار من مسلم يصلي أيضا.
هل تكفي هذه المعطيات لتشهد محرم بك هذه المهزلة الدامية؟! فمن الذي دفع هؤلاء الصبية إلي التظاهر؟! ومن الذي غذي الغضب الأعمي في صدورهم وغمي عيونهم حتي مارس بعضهم البلطجة وكسروا المحلات والسيارات (بالمرة وكما يحدث في مظاهرات الاحتفال بفوز الأهلي) وحتي سقط ثلاثة قتلي وأصيب تسعون (حتي كتابة هذه السطور).. فعند أي عدد من الضحايا سيتحرك المعنيون بالأمر؟!
منذ أسبوعين تقريبا بدأت الصحف علي التوالي في نشر واقعة المسرحية التي عرضت قبل عامين، وانتظرت (نقصد الصحف) كما جرت العادة أو كما يتعشم الصحفيون دائما أن يصدر بيان أو تعليق يضع المشكلة في حجمها الطبيعي، باعتبارها جريمة صغيرة ارتكبها صغار، أو للتوضيح باعتبارها غلطة مطبعية وأن مجهولا غيٌر في المسرحية بأن وضع عليها عبارات تسيء للإسلام والمسلمين (هكذا قال بيان الكنيسة الرسمي) لكن حتي هذه الجزئية لم يتم تأكيدها أو إثباتها.
إلا أن الحكاية تم استكمالها بأبطال آخرين غير أبطالها الأصليين جمهور لا يختلف غضبه الكروي عن غضبه إثر شائعة مغرضة، أو بسبب كتاب لم يقرأ فيه حرفا ولا يعرف صاحبه من الأصل.
هذا هو الجمهور المناسب لخلق حالة الفوضي التي تشهدها الإسكندرية الآن، وندعو الله ألا تمتد أكثر من ذلك، لإشعال حريق يبدو خاصة في المناخ المعبأ بالكذب والشائعات مفيدا للكثيرين في موسم الانتخابات ومن أجل جني المزيد من المكاسب السياسية.
فهل فكرت القيادة للكنيسة أن تتدخل للتهدئة وإطفاء النار المشتعلة علي الأقل حرصا علي الغلابة الذين سقط منهم العشرات وهل حاول أحد من قيادات التيار الإسلامي بالإسكندرية، أن يجمع الناس ويقول فيهم كلمة حق لوجه الله والوطن المنكوب؟!
التطورات
مازالت مظاهرات التعصب والغضب الأعمي مستمرة في الإسكندرية وكلما انطفأ لهيبها وجدت من يلقي بالبنزين إليها، وسط غياب كامل للدولة التي اكتفت بالظهور الأمني كما يحدث عادة في مثل هذه المناسبات التي يحركها الجهل والتعصب ويركب موجتها الباحثون عن صيد في الماء العكر.
وبدت المظاهرات وكأنها مشهد رئيسي في معركة الانتخابات البرلمانية القادمة بعد أن شارك بالتنقيط في الفرح عدد لا بأس به من مرشحي البرلمان، منهم من رفع المصحف ومنهم من حاول تذكير الناس بأن الإسلام هو الحل ومنهم من وزع كروت دعاية بصورته في أيدي الغاضبين وهو يذكرهم ببرنامجه الانتخابي.
وقد جاء المشهد شديد الشبه بمشاهد أخري جرت وتجري علي المسرح السياسي والاجتماعي المصري، وجري فيها استغلال المناخ السياسي أفضل استغلال، وسط حالة حراك لاحظها الساسة والمستفيدون ولم يلاحظها أحد من المواطنين الكتلة الصامتة المتحركة ببطء شديد جدا نحو المجهول.
وقبل أيام تدخلت العناية الإلهية لتقي القاهرة شر انفجار أعمي مشابه، كانت حكايته (الوهمية) الأساسية بطلتها امرأة مسيحية تدعي أم كريستين خطفت بنت إمام مسجد وقامت بتنصيرها.
وبسرعة خطف أحدهم المقود وضغط علي دواسة البنزين لآخرها وانطلق وكادت عين شمس (المركز الجغرافي للحكاية الوهمية) تتحول إلي خراب، لولا أن أجهزة الأمن تدخلت بسرعة واكتشفت أن كل الوهم والغضب الأعمي اعتمد علي مكالمة من امرأة مجهولة لوالد البنت (التي كانت مختفية) روت له فيها حكاية أم كريستين، وكادت المكالمة تشعل البلد لولا أن الأمن استدعي المرأة المجهولة وكما هو متوقع أنكرت الحكاية وأكدت أن الفتاة التي شاهدتها مع أم كريستين ليست هي ابنة إمام المسجد.
وهدأت الدنيا بعد أن عادت الفتاة واتضح أنها لم تكن مخطوفة ولم تقابل مسيحيين من أصله، وعادت الأمور إلي حالها، وعاد الناس للتفتيش عما يفرغون فيه غضبهم من البلد والظروف ومن العجز وكسرة النفس.
كلهم خارج الخدمة
خلت الساحة في الإسكندرية أمام كنيسة مارجرجس من أي مسئول سياسي كبير، لم يكن فيها سوي أربعة آلاف متظاهر كلهم لا يعرفون بالضبط حقيقة المسرحية ولا موقف الكنيسة، كلهم لم يلتفتوا إلي أن المسجد الذي انطلقت منه المظاهرة العمياء تلاصقه كنيسة مارجرجس، وأن هذه هي الحقيقة الوحيدة الأكثر بروزا في الميدان المحكوم بالجهل والتعصب.
فقد تلاصقت الكنيسة والجامع سنوات طويلة، الآلاف.. عشرات الآلاف.. الملايين.. دخلوا وخرجوا من وإلي كليهما، إن في البنايتين صلاة أقيمت وتقام، إن البنايتين شهادة للتاريخ، وللكاميرات التي صورت التعصب.. شهادة ضد كل ما يجري حولها الآن.
لم تكن في ساحة التظاهر سوي رجال الأمن، الذين لا يملكون في أجندتهم حلولا تكفي أكثر من ساعة أو ساعتين يتفرق بعدها المتظاهرون وتبدأ النيابة عملها مع الثلاثين أربعين مثيرا للشعب.
إلا أن الأمن بدا في موقف لا يحسد عليه، قيادات وجنودا، والجنود بعضهم سقط مغشيا عليه من الجوع، فكلهم لم يجدوا سوي دقيقة تناولوا فيها 'بلحتين' عندما انطلق أذان المغرب، ولم يجدوا دقيقة أخري ليقضموا قطعتين من الجراية.. لم تأت الجراية أصلا.
ولأن مصر بلد المتناقضات، والعجايب أيضا فقد اختصرت قضية مسرحية (كنت أعمي والآن أبصر ) إلي مواجهة بين فريقين من الجوعي المأزومين المتعبين، فريق يرتدي زيا واحدا وآخر يرتدي أزياء مختلفة وإن كانت تتشابه.
والفريقان مصريان والضحايا كثر من الجانبين، والمتفرجون كثر أيضا، الفريق الأول ينفذ التعليمات المعروفة: التفريق والتأمين، تتطاير عبر أجهزة اللاسلكي والموبايل من وإلي القيادات ثم إلي جمهور العساكر.
الفريق الثاني لا يتلقي تعليمات من أحد، يحركه غضب مزيف، تغذيه رغبة في الصراخ والتظاهر المجاني، ليس ضد الواقع البائس الذي تعيش فيه الأمة المصرية الإسلامية ولا ضد المسئولين ورءوس وشبكة الفساد ولا ضد الاستغلال وإنما ضد المسيحيين أو بمعني أدق ضد الكنيسة التي يطالبونها بالاعتذار بعد أن قذفوها بالحجارة ساعات طويلة.
وبالتدريج تتراكم الأخطاء، ولا تجد من يتصدي للحل بل إلي استغلال الحدث الهام والمثير، خاصة والبلد داخلة علي انتخابات وكله بيرتب مع كله، وكلهم خائفون من مواجهة حقيقية وجادة للأزمة.
وبعضهم وزع ال'سي دي' مجانا علي المتظاهرين.
بعضهم روج عشرات الشائعات ضد إخوانهم المسيحيين.
بعضهم قدم بثا مباشرا من موقع الغضب الجاهل عبر الانترنت، لمشاهد المظاهرات ولليافطات والمصاحف المرفوعة في الأيدي، وللهتافات.
بعضهم التزم الصمت وأغلق هواتفه وآذانه وعيونه واعتبر أن الأمر لا يعنيه.
وأهمهم: قداسة البابا شنودة لم يتدخل حتي اللحظة وترك غضب المسلمين الأعمي بالإسكندرية كما ترك غضب المسيحيين الأعمي بالعباسية، يكبر ويصغر ويتداعي حتي آخر الطريق.
والدولة.. ورجال الفكر الجديد.. والساسة كل الساسة بعيدا بعيدا عن المشهد.
لماذا محرم بك؟!
الكنيسة تقع في حي محرك بك.
والحي يسكن فيه عدد كبير من المسيحيين
المسرحية عرضت منذ عامين وال'سي دي' في أيدي الجميع الآن.
وبيان المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس بالإسكندرية لم يقدم جملة مفيدة متماسكة سوي ما يتعلق باتهامه الصحف بتفجير الأزمة.
في الحي سكان يعيشون جنبا إلي جنب منذ فجر التاريخ، مسلمين ومسيحيين، وفيه كنيسة تلاصق مسجدا، ومسيحي يصلي علي بعد أمتار من مسلم يصلي أيضا.
هل تكفي هذه المعطيات لتشهد محرم بك هذه المهزلة الدامية؟! فمن الذي دفع هؤلاء الصبية إلي التظاهر؟! ومن الذي غذي الغضب الأعمي في صدورهم وغمي عيونهم حتي مارس بعضهم البلطجة وكسروا المحلات والسيارات (بالمرة وكما يحدث في مظاهرات الاحتفال بفوز الأهلي) وحتي سقط ثلاثة قتلي وأصيب تسعون (حتي كتابة هذه السطور).. فعند أي عدد من الضحايا سيتحرك المعنيون بالأمر؟!
منذ أسبوعين تقريبا بدأت الصحف علي التوالي في نشر واقعة المسرحية التي عرضت قبل عامين، وانتظرت (نقصد الصحف) كما جرت العادة أو كما يتعشم الصحفيون دائما أن يصدر بيان أو تعليق يضع المشكلة في حجمها الطبيعي، باعتبارها جريمة صغيرة ارتكبها صغار، أو للتوضيح باعتبارها غلطة مطبعية وأن مجهولا غيٌر في المسرحية بأن وضع عليها عبارات تسيء للإسلام والمسلمين (هكذا قال بيان الكنيسة الرسمي) لكن حتي هذه الجزئية لم يتم تأكيدها أو إثباتها.
إلا أن الحكاية تم استكمالها بأبطال آخرين غير أبطالها الأصليين جمهور لا يختلف غضبه الكروي عن غضبه إثر شائعة مغرضة، أو بسبب كتاب لم يقرأ فيه حرفا ولا يعرف صاحبه من الأصل.
هذا هو الجمهور المناسب لخلق حالة الفوضي التي تشهدها الإسكندرية الآن، وندعو الله ألا تمتد أكثر من ذلك، لإشعال حريق يبدو خاصة في المناخ المعبأ بالكذب والشائعات مفيدا للكثيرين في موسم الانتخابات ومن أجل جني المزيد من المكاسب السياسية.
فهل فكرت القيادة للكنيسة أن تتدخل للتهدئة وإطفاء النار المشتعلة علي الأقل حرصا علي الغلابة الذين سقط منهم العشرات وهل حاول أحد من قيادات التيار الإسلامي بالإسكندرية، أن يجمع الناس ويقول فيهم كلمة حق لوجه الله والوطن المنكوب؟!
التطورات