- إنضم
- 9 أكتوبر 2007
- المشاركات
- 785
- مستوى التفاعل
- 11
- النقاط
- 0
طالب واحد فى قسم النحت بكلية الفنون.. يا للعار
سمير فريد
٢٣/ ١١/ ٢٠٠٨
لفت الزميل العزيز سعد هجرس فى مقاله الأسبوعى بجريدة «الجمهورية» الأنظار إلى أن هناك طالباً واحداً تقدم إلى قسم النحت فى كلية الفنون الجميلة هذا العام،
وكما قال هجرس فى مقاله: «هذه كارثة، ولو أنها تحدث فى أى بلد آخر من بلدان العالم لقامت الدنيا ولم تقعد»، ولكن الدنيا فى مصر لم تقم ولم تقعد ولم تهتم، والتواطؤ بالصمت كامل وشامل من المؤسسات والأفراد، وطالبان مصر فى كل مكان وقد استولت على الشارع، وتركت لها الدولة الشارع دون أن تدرك أن الخطوة الباقية هى الدولة ذاتها.
طالب واحد فى قسم النحت بكلية الفنون، وفى نفس عام مرور مائة سنة على إنشاء الكلية: إنه العار يلحق بالثقافة المصرية.
والحل الذى تراه جامعة حلوان التى تتبعها الكلية إجبار الطالب على أن ينتقل إلى قسم آخر، وإغلاق القسم تماماً لأنه لا يعقل استمرار وجود قسم برئيسه وأساتذته ومعيديه للتدريس لطالب واحد فقط، والصحيح إجبار طلبة وطالبات من الأقسام الأخرى على الانتقال إلى قسم النحت، أو تدريس النحت لكل طلبة الكلية فى كل الأقسام، أو إلغاء الأقسام التخصصية واعتبار الدراسة لكل الفنون فى كل السنوات دون تخصص،
وأياً كان الأمر فلا يجب إغلاق قسم النحت لأنه سيكون بمثابة إعلان رسمى عن سقوط مصر بين أيدى طالبان، وهذه هى النتيجة المنطقية لفتوى مفتى الجمهورية الشيخ على جمعة بتحريم النحت عام ٦٠٠٢، وعليه أن يتراجع عنها رسمياً ويصدر فتوى صريحة بأن النحت ليس حراماً ولا يتعارض مع الإسلام.
لقد تم إنشاء الكلية بناء على فتوى مفتى مصر محمد عبده قبل وفاته عام ٥٠٩١ بأن التماثيل حرام إذا كنتم تعبدونها، أى أن التحريم لعبادة التماثيل وليس للتماثيل ذاتها، وفى هذا الإطار ربما يكون هدم طالبان أفغانستان لتماثيل بوذا صحيحاً لأن هناك من يسجد لها من أتباع بوذا، ولكن هل رأيتم مصرياً ولو أيام الفراعنة يسجد للتماثيل، وهل رأيتم مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً فى أى مكان فى العالم يسجد للتماثيل أو يعبدها؟
لقد كان هذا ما يحدث فى «الجاهلية» عند العرب قبل الإسلام، ولم يعد أحد من العرب يعبد التماثيل حتى لو لم يكن مسلماً، وإذا كان هناك من لا يزال يعتقد بالتعارض بين الإسلام والنحت فى هذا البلد أو ذاك،
فما علاقة مصر بذلك، وهى التى شهدت أعظم التماثيل منذ أقدم العصور، وإذا كان هناك من لا يزال يسجد للتماثيل من أتباع بوذا أو غيرها من العقائد الآسيوية، فما علاقة مصر بذلك، بل وما علاقة المسلمين بذلك وعندهم أن الله وحده هو من يعاقب الكفرة الذين لا يؤمنون بوجوده سبحانه وتعالي.
النحت جزء من الهوية المصرية الثقافية، ومن يفقد هويته الثقافية يفقد مناعته ضد الانقراض.
http://www.almasry-alyoum.com/articl...5&IssueID=1233