و سمع له من اجل تقواه !!!

Fadie

مسيحى
مشرف سابق
إنضم
15 أغسطس 2006
المشاركات
3,596
مستوى التفاعل
45
النقاط
0
الذى فى ايام جسده اذ تقدم بصراخ شديد و دموع طلبات و تضرعات للقادر ان يخلصه من الموت و سمع له من اجل تقواه

(عبرانيين5:7)

وردت هذه الاية فى الاصحاح الخامس و العدد السابع فى الرسالة الى العبرانيين و منها يستنبط الاخوة المسلميين ان المسيح لم يصلب فى قوله ( و سمع له من اجل تقواه ).

و قبل ان نبدأ فى الرد على هذه الشبهة نود ان نقول ان هذه الاية تضم اسس العقيدة المسيحية كاملة فى داخلها بمعنى اننا فى هذه الاية سنناقش التجسد و طبيعة المسيح و وحدانية الله الجامعة و الثالوث و حقيقة صلب المسيح و سر فرح المؤمنيين و رجائهم...قيامة السيد المسيح!

و لنبدأ الرد...و سنتناول هذه الاية كلمة كلمة...!

الذى فى ايام جسده...قوله الذى فى ايام جسده يوحى بانه هناك ايام اخرى كانت للمسيح و هى غير ايام جسده اى غير ايام حياته على الارض قبل موته على الصليب و نقول ان هذه الايام هى ايام الموت اى ايام وجوده فى القبر و وايام ما بعد الموت اى بعد قيامته من بين الاموات مما يعطى انطباع بتأكيد موته و قيامته.

اذ قدم بصراخ شديد و دموع طلبات و تضرعات...يرى الاخوة المسلميين فى هذا الجزأ ان المسيح كان يخاف من الصليب و كان يتضرع للاله ان ينقذه من هذا الموت و يستشهدون به ليبطلون الوهية المسيح!

و لكن مع قليل من التركيز نرى ان هنا يتجلى واضحا امام الجميع حقيقة طبيعة المسيح و التى حملها فى داخله و هو الطبيعة الالهية و هو لاهوته و الطبيعة الجسدية و هو ناسوته...و علينا ان نعرف ما هى وظائف اللاهوت و الناسوت...!

ان لاهوت المسيح هو طبيعته الالهية اى الله الذى ظهر فى ناسوته,و ناسوت المسيح هو طبيعة بشرية كاملة فى كل شىء و شبه الطبيعة البشرية لأى انسان ما عدا الخطية...فأذن هو بناسوته (طبيعته البشرية) يفعل كل ما يفعله البشر العاديين من أكل و شرب و احتياج لقضاء الحاجة و كل شىء بشرى ماعدا الخطية !

و هنا نرجع للاية و نرى انه قد اصبحت نقطة مفهومة اذ اوضحنا ان المسيح له طبيعة بشرية كاملة...اذن هو كان يتضرع بناسوته و طبيعته البشرية و لكن علينا ان نعرف الان ما هو السبب الحقيقى وراء تضرع المسيح بطبيعته البشرية للاله...!

ان هدف تجسد الله فى شخص يسوع المسيح هو فداء البشرية و كان حمل الخطية على خشبة الصليب هو حمل كبير جدا و كان المسيح بطبيعته البشرية يهاب هذه اللحظة التى سيحمل فيها اجرة خطايا البشر جميعا منذ أدم حتى اخر خطيئة لأخر مولود قبل مجيئه الثانى...انها لحظة مريرة فعلا التى سيرفع فيها حمل الله الوديع خطية العالم !

نأتى الان للجزأ الثالث من الاية و الذى يقول (للقادر ان يخلصه من الموت)!

و هنا يطرح اخى المسلم السؤال الذى يحيره و هو هل المسيح لم يكن قادرا على تخليص نفسه من الموت؟؟؟

اليس هو الله؟ اذن كيف لا يقدر على خلاص نفسه من الموت؟

حقيقة انا اقدر موقف اخى المسلم و اعرف انه صعب عليه ان يتفهم هذا الموقف و لكن ادعوه ان يتخلى عن خلفيته الاسلامية حول شخص المسيح العبد و الرسول الوارد فى القرأن و يتفهم معى هذا الموقف.

قبل كل شىء سوف اسألك عزيزى سؤال قد يبدو انه بعيد عن الموضوع و لكن ستعرف الربط بين الموضوعين فى النهاية.

قبل ان يخلق الله هذا الكون...قبل ان يخلق اول ملاك و اول انسان و اول كوكب و اول ذرة خلقها فى الخليقة...ماذا كان يفعل؟ انه السميع...من كان يسمعه الله؟ انه الودود...من الذى كان يوده الله؟ انه البصير...من الذى كان يبصره الله؟ انه الرحيم...من الذى كان يرحمه الله؟

هل تقدر ان تجيب على هذه الاسئلة اسلاميا؟

الحقيقة عزيزى ان الاسلام عجز على ان يجيب على هذه الاسئلة بل و انك كل ما تعرفه عن الله انه ليس كمثله شىء حسب سورة الشورى 11 و لكن نحن الهنا اعلن لنا ذاته.

و الان لنجعل العقيدة المسيحية لتجيب على هذه الاسئلة و لعلك الان تقول ما علاقة هذا الكلام بالاية المطلوب شرحها و لكن انتظر معى فسوف تفهم الان.

ان وحدانية الله حسب العقيدة المسيحية هى وحدانية جامعة شاملة الثلاثة اقانيم الاب و الابن و الروح القدس و عليك ان تعرف ان هؤلاء الثلاثة واحد فى الجوهر و الذات مع اختلاف عمل كل منهما !

اعرف انها صعبة بعض الشىء و لكن هذه هى طبيعة الذات الالهية,,,بمعنى ان الاب و الابن و الروح القدس هؤلاء الثلاثة واحد فى الجوهر اى انهم ذات واحدة و لكن عمل كل منهم مختلف...فالاب هو القائم بذاته و الابن هو عقل الله كما ورد فى انجيل يوحنا الاصحاح الاول و العدد الاول و الذى ترجم كلمة (logus) و التى معناها فى اليونانية العقل الناطق الى كلمة ( الكلمة )...اذن فالابن هو عقل الله الناطق...و الروح القدس هو حياة الله الذى يعيش فى داخلنا.

توصلنا الان الى ان وحدانية الله وحدانية جامعة شاملة اى ان الاب و الابن و الروح القدس واحد فى الذات ثلاثة فى عمل كل منهما.

لنرجع الان الى موضوعنا و هو الجزا القائل ( القادر ان يخلصه من الموت ) و نقول لقد اوضحنا سابقا اتحاد الاب و الابن و الروح القدس فى الجوهر مع اختلاف المهمة...اذن الان نفهم ان يسوع المسيح هو الله و بما ان وحدانية الله هى وحدانية جامعة فما المانع ان يكون الابن يتوجه بهذا الطلب الى الاب؟؟؟


لقد اوضحنا ان الثلاثة واحد فى الجوهر مع اختلاف العمل...فهل طلب الابن من الاب بأن يخلصه من الموت ينفى قدرة المسيح على اقامة نفسه من الموت؟

بالعكس انه يثبت وحدانية الابن مع الاب فكما كان الاب و الابن و الروح القدس قبل الخلق يتكلمون معا و يحبون بعضهم بعضا و يسمعون بعضهم بعض و بما ان الله لا يتغير ( حاشا لله ) فقد ظلت الوحدانية الجامعة كما هى اثناء تواجد الاقنوم الثانى على الارض.

و ايضا اود ان اشير الى ان المسيح بطبيعته البشرية غير قادر على فعل اى شىء فوق الطبيعة اى انه لا يستطيع تخليص نفسه من الموت بناسوته و اما بلاهوته فهو القادر على كل شىء.

نأتى الان الى الجزأ الهام فى هذه الشبهة و هو ( ان يخلصه من الموت و سمع له من اجل تقواه ) و الذى يقول المسلميين بأنه بذلك نجى المسيح من الصليب و لتوضيح هذا الجزأ سوف اقول مثال صغير...

تخيل عزيزى القارىء انك و فى هذه اللحظة التى تقرأ فيها هذا الجزأ انا قلت لك انى واقع فى مشكلة و اريدك ان تخلصنى...فهل بمجرد انى طلبت منك ذلم انت قد خلصتنى من هذه المشكلة؟

لا...بالعكس فأنا الان فى وسط المشكلة و حينما تساعدنى سوف تكون تمت المساعدة فى وقت غير الذى انا طلبت فيه المساعدة,,,و هذا ما حدث مع المسيح,,,ففى الوقت الذى طلب فيه التخلص من الموت كان فى وسط الموت بل و كان يصرخ فوق الصليب ايلى ايلى لما شبقتنى !!!

و اما الجزأ الاخير من الاية ( و سمع له من اجل تقواه ) و الذى يفسره الاخوة المسلميين على انه بذلك قد تم انقاذ المسيح من الموت فهو يعنى سر فرح المسيحى و رجاءه الذى يعيش عليه لمقابلة المسيح و الذى به تخلص من عبودية الخطية الاو هو...القيامة...لقد قام المسيح من بين الاموات منتصرا على الخطية لتهتف يا صديقى و تقول اين شوكتك يا موت اين غلبتك يا هاوية؟؟؟؟؟؟؟؟



و قد سمع له...لماذا؟من اجل تقواه...و هنا علينا ان نطرح سؤال هام و هو...لقد اخطأ أدم فى حق الله و عصى امره فهل اذا كان أدم قدم نفسه لله و قال له تفضل اقتص منى و عاقبنى على جرمى...هل كان سيقبل الله هذا القصاص؟


الاجابة لا عزيزى...هل تعرف لماذا؟ لأن ادم اخطأ فى حق الاله الغير محدود و لذلك كانت الخطية غير محدودة و لذلك كان أدم لا يتسطيع ان يوفى حق خطأه لأن نفسه محدودة و الخطأ الذى ارتكبه غير محدود...فكان لابد من وجود ذا الذى لم يعرف خطية و لم يوجد فى فمه غش ولا مكر...و قد سمع له هذا الذى لم يعرف خطية (من اجل تقواه)

تخيل ان كل هذه الاسس المسيحية موجودة فى الاية التى تستخدمها لهدم العقيدة المسيحية؟؟؟


و نعلم ان ابن الله قد جاء و اعطانا بصيرة لنعرف الحق و نحن فى الحق فى ابنه يسوع المسيح هذا هو الاله الحق و الحياة الابدية

+ + +



 

ayoop2

New member
إنضم
28 نوفمبر 2006
المشاركات
6
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
رد على: و سمع له من اجل تقواه !!!

حرر بواسطة My Rock
لدخول العضو بالأسلاميات
 

HABIB YAS03

†يسوع رب عظيم†
إنضم
27 مارس 2007
المشاركات
2,598
مستوى التفاعل
16
النقاط
0
الإقامة
تحت ظل حبيبي
رد على: و سمع له من اجل تقواه !!!

Fadie
مكشور على الموضوع الجميل الرب يبارك حياتك

ومن اراد المزيد حول هذا الموضوع ياخذ هذا الرابط
http://www.coptic-apologetics.com/Articles/PDF/Heb-7-5.pdf




ليكن بركة



ayoop2
اقرا اكويس يقول لك ((ما عدا الخطية))

اما بالنسبة (للاية)فهي لا تستخدم على القران فقط لماذا هذه النظرة الضيقة والقصيرة؟؟؟
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
رد على: و سمع له من اجل تقواه !!!

يا ايوب يا حبوب, خلي شطور و بلاش قفز للاسلاميات
هذه المرة سماح, المرة الجابة انذار و تحذير
انتبه لقوانين القسم

سلام و نعمة
 
أعلى