الصليب والقيامه في حياتنا
يا لعظم محبه الله للانسان . ان الله خلق الانسان على صورته ومثاله أي خلقه على الصوره التي اراد من الازل ان يلبسها متجسدا محبه للانسان , والمثال هو قدره الانسان للوصول الى القداسه والكمال والتاله بالنعمه ووضعه في الفردوس طالبا منه الصوم والطاعه لنموه الروحي التدريجي حتى يصل يالوقت المناسب للاكل من شجره الحياه التي هي المسيح , لكن الانسان رفض بكبريائه طاعه الله وسقط بارادته بالخطيئه حينها تشوهت لغه الاتصال الفردوسيه ما بين الخالق والمخلوق , فتشوه ترابط قوى الانسان الروحيه والجسديه والذهنيه والقلبيه المتكامل الذي كان قبل السقوط , حيث كانت العلاقه الفردوسيه ما بين الله والانسان بالصوره الرائعه التي يصفها سفر التكوين ولكن بعد السقوط بدخول الخطيئه دخل الموت " بعرق جبينك تاكل خبزك حتى تعود الى الارض التي منها اخذت لانك تراب والى التراب تعود ( تكوين 19:3) وهكذا كل ارواح البشر كانت تقبض من الشيطان بعد الموت في الجحيم حيث منح الانسان بارادته ساقطا هذه السلطه للشيطان .
الله لم يترك الانسان بعد السقوط بل ارسل الانبياء والصديقين والابرار وتكلم بافواههم داعيا الانسان الى العوده ولما حان ملء الزمان تكلم بابنه الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الاله المتجسد , لقد لبس الاله الازلي جسدا واتحد بالطبيعه البشريه بطريقه سريه وهذا هو سر التجسد الالهي , وهكذا ابتدا العمل الخلاصي على الارض حتى وصل يسوع الاله الكامل والانسان الكامل الى الصليب طوعا محبه بالانسان واثناء هذه الاحداث الدراميه المؤلمه على الصليب نطق يسوع بسبع جمل التي تكلموا عنها الاباء القديسين
" يا ابتي اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ( لوقا 34:23)
ان يسوع الشفيع " الوسيط " بين الله والانسان , ادم الجديد يبني هذه الشفاعه على امل عوده الانسان الى الله وهذا ما حدث بجزء من البشريه وليس في الكل مثلما حصل مع بولس الرسول واستفانوس اول الشهداء وغيرهم من المومنين والقديسين الذين عادوا الى الاحضان الابويه ونالوا الخلاص , هذا من جهه ومن جهه اخرى ان الاله الاب يعلم ما يريد الاله الابن لان جوهر الاب والابن والروح القدس جوهر واحد ولكن هنا اراد الابن المتجسد ان يظهر بان الاله الاب هو ابوه الحقيقي اراد ان يعيد الجميل ويقابل المحبه بالمحبه للاله الاب الذي اعلن في المعموديه والتجلي قائلا " هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا " لذلك نادى يسوع وهو على الصليب يا ابتي اغفر لهم "
" قال يسوع ليوحنا هذه امك وقال لامه هوذا ابنك " ( يوحنا 19 : 26-27)
مع كل الاحداث الرهيبه التي كانت تحدث في وقت الصلب لم ينس يسوع امه التي اخذ من دمائها الطاهره جسدا بشريا وهذه دلاله اخرى عل كمال الطبيعه البشريه بيسوع المسيح , وهنا نرى مكانه العذراء في الكنيسه ومكانه الام في حياه كل انسان . ان يسوع جعل من يوحنا اخا له ومن هذا نتعلم كيف نبقى بالقرب من يسوع المسيح مع كل المخاطر والالام التي تكون حولنا ان لا نتركه كما فعل باقي التلاميذ حينها سيسلمنا يسوع الى الكنيسه كما حدث مع يوحنا والعذراء , لذلك يقول الاباء كلما يتصل الانسان اكثر بالسيد يتصل حينها بوالده الاله اكثر والعكس صحيح , لان مكانه والده الاله في الكنيسه مكانه خاصه وهامه .
" قال للص الحق اقول لك انلك اليوم تكون معي في الفردوس ( لوقا 43:23)
هل يعني هذا بان يسوع لم يكن في الفردوس ؟ حاشا فان يسوع في كل مكان يقول القديس ثيوفلكس " ان الفردوس مكان راحه تبقى فيه نفوس المومنين الى يوم الدينونه الرهيب , اما الملكوت فهو رؤيه المومنين لله بعد القيامه العامه والدينونه الرهيبه " فحينها يكتمل الملكوت ويعلن كما نرى ذلك ايضا في سفر الرؤيه .
"الهي الهي لماذا تركتني " ( متى 46:27)
هل يعني هذا ان الطبيعه الالهيه تركت الطبيعه البشريه ؟ حاشا بالطبع لا ان الطبيعه الالهيه لم تنفصل البته عن الطبيعه البشريه بل كانت الطبيعتين الالهيه والبشريه في شخص يسوع المسيح الاله المتجسد , الاقنوم الثاني من الثالوث الاقدس , الاله الكلمه .
ان هذه الكلمات سمعت من داوود النبي في المزمور 21 , ان بعض الانبياء رأوا الالام الخلاصيه وتكلموا عنها فالنبوه في احد زجزها الرئيسيه , هي المقدره الروحيه للكشف عن الاحداث اما الني سبقت او التي تحدث او التي ستحدث وهذا بالطبع لا يعني ان المسيح يتالم فقط لاتمام النبؤه بل ان النبؤه هي كما سبق وذكر المقدره الروحيه لرؤيه الاحداث والكشف عنها قبل حدوثها .
يقول القديس غريغوريوس " ان السيد هنا يتكلم بدلا عنا , انه يتكلم باسم الطبيعه البشريه بدلا عن ادم الذي سيعيده الى الجمال الاول " اما القديس كيرلس الاسكندري فيقول " لقد ابتدا اخلاء السيد بالتجسد وهذه الاقوال على الصليب وصل الى قممه الى اعلى درجه للاخلاء " الله اصبح مثلنا وهنا نرى ذوبان الله الاختياري محبه للانسان , انه يقول بدلا عنا الهي الهي لماذا تركتني انه صوتنا لاننا بالخطيئه انفصلنا عن الله وفقدنا الاتصال به
" اني عطشان " ( يوحنا 28:19)
ما ارهب ان تسمع هذه الكلمه من الخالق وينبوع الحياه ( انا عطشان ) .
ان الطبيعه البشريه الكامله في الاله المتجسد شعرت بالعطش لان جسد يسوع هو جسد حقيقي وتالم حقيقه ولكن طوعا فالطبيعه البشريه تتالم وتتعطش وتجوع وتبكي وحتى تموت ولكن الطبيعه الالهيه حاشا فلا يمسها أي شئ من تلك .
"قد تم" ( يوحنا 30:19)
هذا لا يعني فقط بان النبؤات قد تمت , بل قد تم وانتهى العمل الخلاصي هذه هي قمه اخلاء الذات والتواضع لدى السيد الذي ذهب طوعا للموت على الصليب ان السيد وهو على الصليب يتصرف كاله وانسان لذلك يقول الانجيلي " صرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح " هو الذي دعى الموت لياتي .
" يا ابتي في يديك استودع روحي (لوقا 46:23)
ان يسوع مات سيديا وهو يتالم على الصليب لانه له سلطان على الموت وعلى الشيطان فانه لم يسلم روحه الى الشيطان لتقبض عليها في الجحيم كما كان يحدث لهذا الحين لنفوس كل البشر حتى للصديقين والابرار من العهد القديم بل هو بامره السيدي يسلم روحه الى ابيه السماوي فاتحا الطريق لكل ارواح البشر لكي تسام من الان وصاعدا ليس الى الشيطان كما حدث لادم الجد الاول بل لله بادم الجديد الاله المتجسد ,لذلك نادى يا ابتي في يديك استودع روحي وحينها نادى الموت فامال راسه واسلم الروح وهنا يقول الذهبي الفم " ليس لانه اسلم الروح امال راسه لكن لانه مات طوعا من اجلنا امال راسه اولا ثم اسلم الروح " ان ما حدث بالسيد كان على عكس ما يحدث بالبشر فنحن عندما نموت نسلم الروح اولا ومن نميل الراس اما السيد امال راسه اولا ثم اسلم روحه طوعا للموت ولذلك يقول القديس يوحنا الدمشقي " ان الموت اطاع كعبد وجاء بخوف ورعده الى السيد على الصليب وهذا كان بالتمام موت الموت " اما القديس غريغوريوس فيقول ( ان الصياد يضع الطعم على الصناره فالصناره هنا كانت الالوهه والطعم هو الجسد المائت هكذا اناسر الموت والشيطان من اللله حينما اكلوا جسد الطبيه البشريه المائت )
ان الاباء يميزون بين كلمه " فثورا " فساد وكلمه " ذيافثورا" الانحلال فمعنى الفساد هو ان الطبيعه البشريه تجوع وتعطش وتتالم وتموت أي تخرج الروح عن الجسد اما الانحلال فهو انحلال الطبيعه البشريه الى العناصر التي تكونت منها أي الماء والتراب والنار والهواء وبهذا المفهوم ان جسد يسوع المسيح بطبيعته البشريه كان فاسدا ولكن ليس فانيا حيث عندما مات السيد على الصليب خرجت الروح عن الجسد ولكن بقيت الالوهه مع الاثنين أي الروح والالوهه في القبر بدون ان يتحلل الجسد وهذا ما يقوله القديس يوحنا الدمشقي الذي يكمل (خارج كيان الكلمه لم يكن شيئا موجودا )
وواحد من الجند طعن جنب السيد المسيح بحربه فخرج للوقت دم وماء هذا الذي شاهده يوحنا الحبيب خروج الدم والماء منفصلين من جنب يسوع المسيح " والذي عاين شهد وشهادته حق " زهذا الخروج للدم بهذه الطريقه السريه يدل على ان السيد المسيح يؤسس الكنيسه على الصليب بموته وقيامته بسري المعموديه والمناوله كما اتت المراه من جنب ادم وهو نائم هكذا اتت الكنيسه من جنب المسيح وهو نائم / مائت على الصليب . هكذا ظهرت لنا محبه الله , غسل صورتنا بالماء /المعموديه ووهب لنا الحياه بدمه " من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه " باتحادنا بيسوع المسيح لا سلطان للموت علينا لان الموت ابطل بصلب المسيح وقيامته .
ان محبه الله لنا كما يقول القديس ماكسيموس " لا يستطيع عقلنا البشري ان يدركها , وليس في وسعه ان يدرك جنون العشق الالهي , ان الله لم يكتف بالتجسد بل مات على الصليب ولم يكتف بالموت بل نزل الى الجحيم ولم يكتف بهذا بل قام بجسده من بين الاموات ولك يكتف بالقيامه بل احتفظ بعلامات الالام على جسده لكي يريها للملائكه وللبشر بعد القيامه العامه في الملكوت السماوي مظهرا محبته للانسان .
ان محبه يسوع تدعونا جميعا لعلاقه حيه وحقيقيه معه بالكنيسه من خلالل الاسرار الالهيه وطاعه وصاياه فمن منا يستجيب الى هذا الدعاء الالهي ؟ لا يكفي ان نبقى بالقرب من صليب يسوع فقد كان بقرب صليبه لصان الاول اصبح اعظم لاهوتي عندما اذكرني يا رب متى اتيت في ملكوتك , والاخر اصبح اعظم مجدف عرفته الارض
ونحن امام خيارين اما ان نصلب مع يسوع او ان نصلي يسوع بخطايانا لذلك لا يكفي ان نكون بقرب الصليب والكنيسه جسديا بل حياتيا وروحيا ونحن نخلع الانسان العتيق ونلبس الجديد المتجدد على صوره خالقنا الحبيب المصلوب والقائم من بين الاموات
المسيح قام حقا قام
يا لعظم محبه الله للانسان . ان الله خلق الانسان على صورته ومثاله أي خلقه على الصوره التي اراد من الازل ان يلبسها متجسدا محبه للانسان , والمثال هو قدره الانسان للوصول الى القداسه والكمال والتاله بالنعمه ووضعه في الفردوس طالبا منه الصوم والطاعه لنموه الروحي التدريجي حتى يصل يالوقت المناسب للاكل من شجره الحياه التي هي المسيح , لكن الانسان رفض بكبريائه طاعه الله وسقط بارادته بالخطيئه حينها تشوهت لغه الاتصال الفردوسيه ما بين الخالق والمخلوق , فتشوه ترابط قوى الانسان الروحيه والجسديه والذهنيه والقلبيه المتكامل الذي كان قبل السقوط , حيث كانت العلاقه الفردوسيه ما بين الله والانسان بالصوره الرائعه التي يصفها سفر التكوين ولكن بعد السقوط بدخول الخطيئه دخل الموت " بعرق جبينك تاكل خبزك حتى تعود الى الارض التي منها اخذت لانك تراب والى التراب تعود ( تكوين 19:3) وهكذا كل ارواح البشر كانت تقبض من الشيطان بعد الموت في الجحيم حيث منح الانسان بارادته ساقطا هذه السلطه للشيطان .
الله لم يترك الانسان بعد السقوط بل ارسل الانبياء والصديقين والابرار وتكلم بافواههم داعيا الانسان الى العوده ولما حان ملء الزمان تكلم بابنه الوحيد ربنا والهنا ومخلصنا يسوع المسيح الاله المتجسد , لقد لبس الاله الازلي جسدا واتحد بالطبيعه البشريه بطريقه سريه وهذا هو سر التجسد الالهي , وهكذا ابتدا العمل الخلاصي على الارض حتى وصل يسوع الاله الكامل والانسان الكامل الى الصليب طوعا محبه بالانسان واثناء هذه الاحداث الدراميه المؤلمه على الصليب نطق يسوع بسبع جمل التي تكلموا عنها الاباء القديسين
" يا ابتي اغفر لهم لانهم لا يعلمون ماذا يفعلون " ( لوقا 34:23)
ان يسوع الشفيع " الوسيط " بين الله والانسان , ادم الجديد يبني هذه الشفاعه على امل عوده الانسان الى الله وهذا ما حدث بجزء من البشريه وليس في الكل مثلما حصل مع بولس الرسول واستفانوس اول الشهداء وغيرهم من المومنين والقديسين الذين عادوا الى الاحضان الابويه ونالوا الخلاص , هذا من جهه ومن جهه اخرى ان الاله الاب يعلم ما يريد الاله الابن لان جوهر الاب والابن والروح القدس جوهر واحد ولكن هنا اراد الابن المتجسد ان يظهر بان الاله الاب هو ابوه الحقيقي اراد ان يعيد الجميل ويقابل المحبه بالمحبه للاله الاب الذي اعلن في المعموديه والتجلي قائلا " هذا هو ابني الحبيب فله اسمعوا " لذلك نادى يسوع وهو على الصليب يا ابتي اغفر لهم "
" قال يسوع ليوحنا هذه امك وقال لامه هوذا ابنك " ( يوحنا 19 : 26-27)
مع كل الاحداث الرهيبه التي كانت تحدث في وقت الصلب لم ينس يسوع امه التي اخذ من دمائها الطاهره جسدا بشريا وهذه دلاله اخرى عل كمال الطبيعه البشريه بيسوع المسيح , وهنا نرى مكانه العذراء في الكنيسه ومكانه الام في حياه كل انسان . ان يسوع جعل من يوحنا اخا له ومن هذا نتعلم كيف نبقى بالقرب من يسوع المسيح مع كل المخاطر والالام التي تكون حولنا ان لا نتركه كما فعل باقي التلاميذ حينها سيسلمنا يسوع الى الكنيسه كما حدث مع يوحنا والعذراء , لذلك يقول الاباء كلما يتصل الانسان اكثر بالسيد يتصل حينها بوالده الاله اكثر والعكس صحيح , لان مكانه والده الاله في الكنيسه مكانه خاصه وهامه .
" قال للص الحق اقول لك انلك اليوم تكون معي في الفردوس ( لوقا 43:23)
هل يعني هذا بان يسوع لم يكن في الفردوس ؟ حاشا فان يسوع في كل مكان يقول القديس ثيوفلكس " ان الفردوس مكان راحه تبقى فيه نفوس المومنين الى يوم الدينونه الرهيب , اما الملكوت فهو رؤيه المومنين لله بعد القيامه العامه والدينونه الرهيبه " فحينها يكتمل الملكوت ويعلن كما نرى ذلك ايضا في سفر الرؤيه .
"الهي الهي لماذا تركتني " ( متى 46:27)
هل يعني هذا ان الطبيعه الالهيه تركت الطبيعه البشريه ؟ حاشا بالطبع لا ان الطبيعه الالهيه لم تنفصل البته عن الطبيعه البشريه بل كانت الطبيعتين الالهيه والبشريه في شخص يسوع المسيح الاله المتجسد , الاقنوم الثاني من الثالوث الاقدس , الاله الكلمه .
ان هذه الكلمات سمعت من داوود النبي في المزمور 21 , ان بعض الانبياء رأوا الالام الخلاصيه وتكلموا عنها فالنبوه في احد زجزها الرئيسيه , هي المقدره الروحيه للكشف عن الاحداث اما الني سبقت او التي تحدث او التي ستحدث وهذا بالطبع لا يعني ان المسيح يتالم فقط لاتمام النبؤه بل ان النبؤه هي كما سبق وذكر المقدره الروحيه لرؤيه الاحداث والكشف عنها قبل حدوثها .
يقول القديس غريغوريوس " ان السيد هنا يتكلم بدلا عنا , انه يتكلم باسم الطبيعه البشريه بدلا عن ادم الذي سيعيده الى الجمال الاول " اما القديس كيرلس الاسكندري فيقول " لقد ابتدا اخلاء السيد بالتجسد وهذه الاقوال على الصليب وصل الى قممه الى اعلى درجه للاخلاء " الله اصبح مثلنا وهنا نرى ذوبان الله الاختياري محبه للانسان , انه يقول بدلا عنا الهي الهي لماذا تركتني انه صوتنا لاننا بالخطيئه انفصلنا عن الله وفقدنا الاتصال به
" اني عطشان " ( يوحنا 28:19)
ما ارهب ان تسمع هذه الكلمه من الخالق وينبوع الحياه ( انا عطشان ) .
ان الطبيعه البشريه الكامله في الاله المتجسد شعرت بالعطش لان جسد يسوع هو جسد حقيقي وتالم حقيقه ولكن طوعا فالطبيعه البشريه تتالم وتتعطش وتجوع وتبكي وحتى تموت ولكن الطبيعه الالهيه حاشا فلا يمسها أي شئ من تلك .
"قد تم" ( يوحنا 30:19)
هذا لا يعني فقط بان النبؤات قد تمت , بل قد تم وانتهى العمل الخلاصي هذه هي قمه اخلاء الذات والتواضع لدى السيد الذي ذهب طوعا للموت على الصليب ان السيد وهو على الصليب يتصرف كاله وانسان لذلك يقول الانجيلي " صرخ يسوع بصوت عظيم واسلم الروح " هو الذي دعى الموت لياتي .
" يا ابتي في يديك استودع روحي (لوقا 46:23)
ان يسوع مات سيديا وهو يتالم على الصليب لانه له سلطان على الموت وعلى الشيطان فانه لم يسلم روحه الى الشيطان لتقبض عليها في الجحيم كما كان يحدث لهذا الحين لنفوس كل البشر حتى للصديقين والابرار من العهد القديم بل هو بامره السيدي يسلم روحه الى ابيه السماوي فاتحا الطريق لكل ارواح البشر لكي تسام من الان وصاعدا ليس الى الشيطان كما حدث لادم الجد الاول بل لله بادم الجديد الاله المتجسد ,لذلك نادى يا ابتي في يديك استودع روحي وحينها نادى الموت فامال راسه واسلم الروح وهنا يقول الذهبي الفم " ليس لانه اسلم الروح امال راسه لكن لانه مات طوعا من اجلنا امال راسه اولا ثم اسلم الروح " ان ما حدث بالسيد كان على عكس ما يحدث بالبشر فنحن عندما نموت نسلم الروح اولا ومن نميل الراس اما السيد امال راسه اولا ثم اسلم روحه طوعا للموت ولذلك يقول القديس يوحنا الدمشقي " ان الموت اطاع كعبد وجاء بخوف ورعده الى السيد على الصليب وهذا كان بالتمام موت الموت " اما القديس غريغوريوس فيقول ( ان الصياد يضع الطعم على الصناره فالصناره هنا كانت الالوهه والطعم هو الجسد المائت هكذا اناسر الموت والشيطان من اللله حينما اكلوا جسد الطبيه البشريه المائت )
ان الاباء يميزون بين كلمه " فثورا " فساد وكلمه " ذيافثورا" الانحلال فمعنى الفساد هو ان الطبيعه البشريه تجوع وتعطش وتتالم وتموت أي تخرج الروح عن الجسد اما الانحلال فهو انحلال الطبيعه البشريه الى العناصر التي تكونت منها أي الماء والتراب والنار والهواء وبهذا المفهوم ان جسد يسوع المسيح بطبيعته البشريه كان فاسدا ولكن ليس فانيا حيث عندما مات السيد على الصليب خرجت الروح عن الجسد ولكن بقيت الالوهه مع الاثنين أي الروح والالوهه في القبر بدون ان يتحلل الجسد وهذا ما يقوله القديس يوحنا الدمشقي الذي يكمل (خارج كيان الكلمه لم يكن شيئا موجودا )
وواحد من الجند طعن جنب السيد المسيح بحربه فخرج للوقت دم وماء هذا الذي شاهده يوحنا الحبيب خروج الدم والماء منفصلين من جنب يسوع المسيح " والذي عاين شهد وشهادته حق " زهذا الخروج للدم بهذه الطريقه السريه يدل على ان السيد المسيح يؤسس الكنيسه على الصليب بموته وقيامته بسري المعموديه والمناوله كما اتت المراه من جنب ادم وهو نائم هكذا اتت الكنيسه من جنب المسيح وهو نائم / مائت على الصليب . هكذا ظهرت لنا محبه الله , غسل صورتنا بالماء /المعموديه ووهب لنا الحياه بدمه " من ياكل جسدي ويشرب دمي يثبت في وانا فيه " باتحادنا بيسوع المسيح لا سلطان للموت علينا لان الموت ابطل بصلب المسيح وقيامته .
ان محبه الله لنا كما يقول القديس ماكسيموس " لا يستطيع عقلنا البشري ان يدركها , وليس في وسعه ان يدرك جنون العشق الالهي , ان الله لم يكتف بالتجسد بل مات على الصليب ولم يكتف بالموت بل نزل الى الجحيم ولم يكتف بهذا بل قام بجسده من بين الاموات ولك يكتف بالقيامه بل احتفظ بعلامات الالام على جسده لكي يريها للملائكه وللبشر بعد القيامه العامه في الملكوت السماوي مظهرا محبته للانسان .
ان محبه يسوع تدعونا جميعا لعلاقه حيه وحقيقيه معه بالكنيسه من خلالل الاسرار الالهيه وطاعه وصاياه فمن منا يستجيب الى هذا الدعاء الالهي ؟ لا يكفي ان نبقى بالقرب من صليب يسوع فقد كان بقرب صليبه لصان الاول اصبح اعظم لاهوتي عندما اذكرني يا رب متى اتيت في ملكوتك , والاخر اصبح اعظم مجدف عرفته الارض
ونحن امام خيارين اما ان نصلب مع يسوع او ان نصلي يسوع بخطايانا لذلك لا يكفي ان نكون بقرب الصليب والكنيسه جسديا بل حياتيا وروحيا ونحن نخلع الانسان العتيق ونلبس الجديد المتجدد على صوره خالقنا الحبيب المصلوب والقائم من بين الاموات
المسيح قام حقا قام
التعديل الأخير: