داخل المسيحية اصوات تدعو للعنف ولا تتقي أن تصرخ بمعاداة الآخر حتى لو تطلب الامر محيه من الوجود. لا يكاد يخلو يوم أحد من رفع الاصوات المنادية بمحو فلسطين والفلسطينيين من دائرة الوجود. لا تكاد تخلو محطة من برامج المناداة «برجعة» اليهود إلى الأرض المقدسة. حملات التبرع الدائمة لإقامة الدولة الموعودة لليهود في الأرض تجني الملايين من الدولارات الخضراء.
لا شك أن العنف الا شرعي شوه الإسلام وأحدث فيه شرخاً عظيماً، غير أن هذا الزخم الإعلامي تجاه العنف الصادر من الجماعات المتأسلمة اغشى اعيننا عن العنف الا انساني القادم من داخل المنظومات الدينية الاخرى. صرنا محاطين داخل عالمنا العربي والاسلامي بالصورة المظلمة التي يقدمها العنف الا شرعي من قبل الجماعات المتأسلمة من اندونيسيا وحتى المغرب العربي. هذا العنف كاد أن يغطي - إن لم يغطي بالفعل - حتى على فضائع الإجرام الصهيوني داخل الاراضي الفلسطينية لانه صار يأكل أهله قبل عدوه.
تبارى الإعلام العربي والإسلامي نحو العنف المنظم من قبل الدول كأمريكا واسرائيل اعطى انطباعاً عاماً بأن العنف المصنع غرباً هو عنف محمل بالآلة العسكرية يغطيه ايدلوجية سياسية بحته. العمليات العسكرية التي يقدم عليها الجماعات المتأسلمة تقرأ من منظور ديني لانها ترفع الإسلام كشعار واضح، على عكس الشعار الذي يتقدم الآلة العسكرية الامريكية. من المهم جداً أن نلتفت إلى أن سفالة مصداقية الجماعات الإرهابية المتأسلمة ضيق علينا الرؤية الايدلوجية التي يتبناها العدو. فإطلاق عبارات من قبيل الحرب الصليبية من قبل جماعات فقدت مصداقيتها امام الرأي العام جعل ما تطرحه حتى لو كان حقاً يفقد بريقه.
على جانب اخر، لقد كان السيد نجاد محقاً في طرح رؤيته إلى مستقبل الصراع مع العدو الصهيوني. اطلاق شعار محو العدو من خارطة الوجود ليس ابتداعاً عند المنظريين الإسلاميين فقط، فالمتصهينين المسيح ينادون بمحو فلسطين والفلسطينين من الوجود. كلما صرح به السيد نجاد هو في سياق نظرة «صراع الحضارات» التي ينادي بها المتصهينون ليل نهار دون اي حساب.
جون هايجي John Hagee أحد الأساقفة المشهورين داخل الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر مثالاً حياً على الإرهاب المنظم داخل الكنائس الصهيونية. ليس بعيداً اذا ما قارناه بالمنظرين لجماعة القاعدة. جون هايجي،المؤسس والقائم على كنيسة كورنرستون في ولاية تاكسس في مدينة سان انتونيو، تتناقل خطبه 160 محطة تلفزيونية و50 محطة اذاعية لكي تصل خطبه الى اكثر من 99 مليون منزل داخل الولايات المتحدة الامريكية اسبوعياً. جون ألف عشر كتب منها «الحرب من أجل القدس» كما أنه تبرع شخصياً بأكثر من 8.5 مليون دولار لنقل اليهود من الاتحاد السوفيتي السابق لفلسطين. كما أنه زار فلسطين اكثر من عشرين مرة التقى فيها بجميع رؤساء الكيان الصهيوني بداية ببيقن.
لقد اولع هذا الصهيوني بفكرة اسرائيل حتى صارت ركيزة لخطبه الإسبوعية ولا ترى حوله الا مجموعة من الحمقى يهزون برؤسهم ويصفقون اشادةً برأيه. وإن كنا لا نحتكر الرأي, ولكن عندما يوجه كلامه إلى ادارة بوش بأن عليها أن لا تتنازل للفلسطينين بغزة ويصرح بأن الفلسطينين ليس لهم حق الاقامة في «البلاد المقدسة» أليس هذا مجرد اعتراف بمحو فلسطين من الخريطة؟ أليس هذا تصريح للعنف القمعي من داخل الكنيسة؟
فكرة نشوء اسرائيل الدولة هي من اسس معتقدات المسيحية كما ورد في كتاب الانجيل كوعد من الله إلى ابراهيم
. لتنفيذ هذا الوعد الرباني - كما يراه جون - لا يستنكر فيه اي عملية تطهير عرقي بأي صورة كانت حتى لو اشتمل ذلك على قتل ملايين الابرياء. جون لا يخشى التصريح بذلك علناً، فأين المراقب لقوله؟
مايكل سافش صاحب احدى البرامج الإذاعية المثيرة للجدل حتى عند الجمهوريين يعتبر منظراً للإرهاب الفكري المسيحي. مايكل سافش صاحب مؤلفات عديدة آخرها وأهمها «الليبرالية مرض عقلي» وبرامجه يذاع من المحيط الى المحيط ينهق بقوله: «من قال أن النجف هي ارض مقدسة؟ اي ارض تقتل ابنائنا يجب أن تحرق بمن فيها ومن عليها ! لا ارض مقدسة غير القدس». عندما سمعت هذا النباح والنهيق لم اجد فارقاً بينه وبين منظري العنف الا شرعي كالظواهري وبن لادن ومن سار على شاكلتهم.
في حين التبرع للأعمال الخيرية، ودفع الزكاة، ودفع الخمس هو نشاط ارهابي في نظر الغرب، يبقى التبرع بملايين الدولارات للعمليات الاستطيانية دون اي رقاب. 8.5 مليون دولار يتبرع بها شخص واحد للعمليات الاستيطانية الا يعتبر ارهاباً؟ ولكن لماذا لا يعتبر هذا النشاط تحريضاً على العنف، الإجابة ببساطة كما يلي:
الاختلاف الصريح في صلب العقيدة، والاختلاف الصريح في النظرة إلى الواقع يجعل اعمال المسيحين الصهيونين في منئا عن الإعلام العالمي الذي يسيطرون عليه. بمعنى أن حسب مقايسهم ومبادئهم فإن دعم اسرائيل حتى في استخدام العنف هو عمل خير يستحق الإشادة. رود بارسلي الأسقف الأمريكي يصرح بأن الهدف الأول والأساس لقيام الولايات المتحدة هو طرد المسلمين من فلسطين حتى لو تطلب ذلك حرباً كما جاء في كتابه «لا لصمت أكثر» وهذا لا يعتبر تحريضاً على العنف حسب مبادئهم وقياساتهم الأولية.
العنف داخل منظومة المسيحية لا يقل ضراوة عنه داخل الفكر الاسلامي. العنف بتقاسيمه الكثيرة جداً كالشرعي ولا شرعي، والجماعي والفردي او غيره من التقسيمات متواجدة بشكل صريح وواضح داخل الفكر المسيحي. لا ينبغي أن نتصور أن فكر العنف موجود عندنا فقط، ولعله مثل ما شوهت جماعة القاعدة فكر الجهاد داخل الاسلام، فهذا التشويه حاصل عند المسيحين.
لا شك أن العنف الا شرعي شوه الإسلام وأحدث فيه شرخاً عظيماً، غير أن هذا الزخم الإعلامي تجاه العنف الصادر من الجماعات المتأسلمة اغشى اعيننا عن العنف الا انساني القادم من داخل المنظومات الدينية الاخرى. صرنا محاطين داخل عالمنا العربي والاسلامي بالصورة المظلمة التي يقدمها العنف الا شرعي من قبل الجماعات المتأسلمة من اندونيسيا وحتى المغرب العربي. هذا العنف كاد أن يغطي - إن لم يغطي بالفعل - حتى على فضائع الإجرام الصهيوني داخل الاراضي الفلسطينية لانه صار يأكل أهله قبل عدوه.
تبارى الإعلام العربي والإسلامي نحو العنف المنظم من قبل الدول كأمريكا واسرائيل اعطى انطباعاً عاماً بأن العنف المصنع غرباً هو عنف محمل بالآلة العسكرية يغطيه ايدلوجية سياسية بحته. العمليات العسكرية التي يقدم عليها الجماعات المتأسلمة تقرأ من منظور ديني لانها ترفع الإسلام كشعار واضح، على عكس الشعار الذي يتقدم الآلة العسكرية الامريكية. من المهم جداً أن نلتفت إلى أن سفالة مصداقية الجماعات الإرهابية المتأسلمة ضيق علينا الرؤية الايدلوجية التي يتبناها العدو. فإطلاق عبارات من قبيل الحرب الصليبية من قبل جماعات فقدت مصداقيتها امام الرأي العام جعل ما تطرحه حتى لو كان حقاً يفقد بريقه.
على جانب اخر، لقد كان السيد نجاد محقاً في طرح رؤيته إلى مستقبل الصراع مع العدو الصهيوني. اطلاق شعار محو العدو من خارطة الوجود ليس ابتداعاً عند المنظريين الإسلاميين فقط، فالمتصهينين المسيح ينادون بمحو فلسطين والفلسطينين من الوجود. كلما صرح به السيد نجاد هو في سياق نظرة «صراع الحضارات» التي ينادي بها المتصهينون ليل نهار دون اي حساب.
جون هايجي John Hagee أحد الأساقفة المشهورين داخل الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر مثالاً حياً على الإرهاب المنظم داخل الكنائس الصهيونية. ليس بعيداً اذا ما قارناه بالمنظرين لجماعة القاعدة. جون هايجي،المؤسس والقائم على كنيسة كورنرستون في ولاية تاكسس في مدينة سان انتونيو، تتناقل خطبه 160 محطة تلفزيونية و50 محطة اذاعية لكي تصل خطبه الى اكثر من 99 مليون منزل داخل الولايات المتحدة الامريكية اسبوعياً. جون ألف عشر كتب منها «الحرب من أجل القدس» كما أنه تبرع شخصياً بأكثر من 8.5 مليون دولار لنقل اليهود من الاتحاد السوفيتي السابق لفلسطين. كما أنه زار فلسطين اكثر من عشرين مرة التقى فيها بجميع رؤساء الكيان الصهيوني بداية ببيقن.
لقد اولع هذا الصهيوني بفكرة اسرائيل حتى صارت ركيزة لخطبه الإسبوعية ولا ترى حوله الا مجموعة من الحمقى يهزون برؤسهم ويصفقون اشادةً برأيه. وإن كنا لا نحتكر الرأي, ولكن عندما يوجه كلامه إلى ادارة بوش بأن عليها أن لا تتنازل للفلسطينين بغزة ويصرح بأن الفلسطينين ليس لهم حق الاقامة في «البلاد المقدسة» أليس هذا مجرد اعتراف بمحو فلسطين من الخريطة؟ أليس هذا تصريح للعنف القمعي من داخل الكنيسة؟
فكرة نشوء اسرائيل الدولة هي من اسس معتقدات المسيحية كما ورد في كتاب الانجيل كوعد من الله إلى ابراهيم
مايكل سافش صاحب احدى البرامج الإذاعية المثيرة للجدل حتى عند الجمهوريين يعتبر منظراً للإرهاب الفكري المسيحي. مايكل سافش صاحب مؤلفات عديدة آخرها وأهمها «الليبرالية مرض عقلي» وبرامجه يذاع من المحيط الى المحيط ينهق بقوله: «من قال أن النجف هي ارض مقدسة؟ اي ارض تقتل ابنائنا يجب أن تحرق بمن فيها ومن عليها ! لا ارض مقدسة غير القدس». عندما سمعت هذا النباح والنهيق لم اجد فارقاً بينه وبين منظري العنف الا شرعي كالظواهري وبن لادن ومن سار على شاكلتهم.
في حين التبرع للأعمال الخيرية، ودفع الزكاة، ودفع الخمس هو نشاط ارهابي في نظر الغرب، يبقى التبرع بملايين الدولارات للعمليات الاستطيانية دون اي رقاب. 8.5 مليون دولار يتبرع بها شخص واحد للعمليات الاستيطانية الا يعتبر ارهاباً؟ ولكن لماذا لا يعتبر هذا النشاط تحريضاً على العنف، الإجابة ببساطة كما يلي:
الاختلاف الصريح في صلب العقيدة، والاختلاف الصريح في النظرة إلى الواقع يجعل اعمال المسيحين الصهيونين في منئا عن الإعلام العالمي الذي يسيطرون عليه. بمعنى أن حسب مقايسهم ومبادئهم فإن دعم اسرائيل حتى في استخدام العنف هو عمل خير يستحق الإشادة. رود بارسلي الأسقف الأمريكي يصرح بأن الهدف الأول والأساس لقيام الولايات المتحدة هو طرد المسلمين من فلسطين حتى لو تطلب ذلك حرباً كما جاء في كتابه «لا لصمت أكثر» وهذا لا يعتبر تحريضاً على العنف حسب مبادئهم وقياساتهم الأولية.
العنف داخل منظومة المسيحية لا يقل ضراوة عنه داخل الفكر الاسلامي. العنف بتقاسيمه الكثيرة جداً كالشرعي ولا شرعي، والجماعي والفردي او غيره من التقسيمات متواجدة بشكل صريح وواضح داخل الفكر المسيحي. لا ينبغي أن نتصور أن فكر العنف موجود عندنا فقط، ولعله مثل ما شوهت جماعة القاعدة فكر الجهاد داخل الاسلام، فهذا التشويه حاصل عند المسيحين.