المدعون كثر والمختارون قليلون..
إن السطور في كتاب الحق مما قد قرأته هو إعلان الله عن ذاته الوحدانية ذي الأقانيم في الجوهر الواحد، ومن خصائصه وكمالاته وعنايته بخلقه ورحمته وعدله وخلاصه.
جميع ذلك هو أركان إيمانك، فهل لك وأنت ذو الحرية والعقل والإرادة وقد طرقت سمعك كلمة الله، أن تعمل بموجبها كما يقول لك الرسول "كونوا عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم" (يعقوب 1: 22)، لأنك أيها الإنسان وبعد الخلاص الذي دبره الله لك لتصبح "خليقة جديد بحسب الله بالبر وقداسة الحق" (أفسس 4: 24)، عليك أن تقبل نعمة الله بالخلاص الذي بيسوع المسيح لأنه "قد ظهرت نعمة الله المخلصة لجميع الناس معلمة ايانا أن ننكر الفجور والشهوات العالمية ونعيش بالتعقل والبر والتقوى في العالم الحاضر" (تيطس 2: 11-12)، "لأنكم جميعاً أبناء الله بالإيمان بيسوع المسيح" غلاطية 3: 26، فالمؤمن الحقيقي "يكون كالشجرة على مجاري المياه التي تعطي ثمرها في أوانه، وورقها لا يذبل وكل ما يصنعه ينجح" (مزمور1: 3).
فإن كان لك إيمان فالله "لا يحول عينيه عن البار" (أيوب 36: 7)، "وطرق الرب مستقيمة والأبرار يسلكون فيها وأما المنافقون فيعثرون فيها" (هوشع 14: 9)، فالحذار الحذار من الضعف والفرار لأنه "ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وأهلك نفسه أو خسرها" (لوقا 9: 25) "إن محبة العالم عداوة لله، فمن أراد أن يكون محباً للعالم فقد صار عدواً لله" (يعقوب 4:4). "لاتحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم إن أحب أحد العالم، فليست فيه محبة الله لأن كل ما في العالم شهوة الجسد، شهوة العيون وتعظم المعيشة، ليس من الآب بل من العالم، العالم يمضي وشهوته وأما الذي يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد" (1 يوحنا 2: 15-17).
أيها الإنسان، "القِ على الرب همك على فهو يعولك" (مزمور 55: 22)، لأنه غير المستطاع عند الناس مستطاع عند الله (لوقا 18: 27)، فالذي يؤمن بالله ويؤمن بعنايته وخلاصه يثمر عندئذ ثمر الروح، الذي هو "محبة، فرح، سلام، طول أناة، لطف، صلاح، ايمان، وداعة، تعفف" (غلاطية 5: 22).. إذاً، فلنثبت في محبة الله وطاعته وعبادته كي يعطينا حياة في ابنه. فالمدعون كثيرون والمختارون قليلون.