١٨/ ٨/ ٢٠٠٩
كتب حسام صدقة
فى مثل هذا اليوم من العام الماضى، اندلع حريق مدمر التهم عدداً من مبانى مجلس الشورى، وإلى جانب الصرخات وصافرات سيارات المطافئ التى سارعت لإطفاء الحريق، كانت هناك صرخات من نوع آخر، تبكى على المبنى الأثرى العتيق، مبنى مجلس الأمة، الذى صدح فيه زعماء كبار مثل أحمد عرابى وسعد زغلول بكلمات موحية ظلت راسخة فى ضمير النضال الوطنى.
تسابقت الأقلام بحثاً عن أسباب الحريق، ودارت تساؤلات حول مصير سجلات الوطن، ومحاضر الجلسات، ووثائق القضايا الكبرى، وخرج المسؤولون ليؤكدوا أن هذه الوثائق محفوظة فى مكان آمن،
فيما أعلن صفوت الشريف، رئيس المجلس، أن العمل سيتواصل ليلاً ونهاراً لإعادة تأهيل المجلس وترميم مبانيه وافتتاحه فى شكله الجديد، وفقاً لأحدث الوسائل العصرية خلال عام من موعد الحريق،
وبالفعل قامت شركة المقاولون العرب، إحدى قلاع القطاع العام، بالمهمة على أكمل وجه، أعادت بناء المبنى الذى التهمه الحريق، زودته بأحدث وسائل الحماية، تخلصت من المبانى العشوائية التى انتشرت فى حرم البرلمان، طبقت المقاييس العالمية فى البناء بمواد حديثة، مع تزويد القاعات بأجهزة إنذار ووسائل وقاية من الحريق، و
فى الوقت نفسه احتفظت بالطابع الأثرى للمبنى، ليخرج فى النهاية مجسداً لملحمة تمزج بين سحر الماضى وبريق الحاضر، ليتم افتتاح المبنى الجديد فى الذكرى الأولى للحريق، ويعاود مجلس الشورى عقد جلساته فى القاعات المخصصة له، دون أى أثر للكارثة التى لحقت به.
ورغم تجاوز الأزمة، وتحويلها إلى ملحمة فى البناء والتشييد، فإنه ما زال هناك سؤال يتردد حول ما وصلت إليه التحقيقات فى أسباب الحريق، وتحديد المسؤولين عنه، سؤال تجيب عنه فى حينه أجهزة التحقيق المختصة،
فى حين يتفقد رئيس المجلس أعمال الترميم اليوم، ليواصل المجلس دوره فى الحياة التشريعية والنيابية عبر مبناه الجديد، بعد أن يفتتحه الرئيس مبارك مع بداية الدورة البرلمانية المقبلة.
