- إنضم
- 16 يونيو 2008
- المشاركات
- 12,649
- مستوى التفاعل
- 3,559
- النقاط
- 113
أحب أن أبدأ بملاحظة هامة وهي، أني لولا موضوع الذخائر في قسم الأسئلة والأجوبة المسيحية لما كنتُ أكتب شهادتي هذه، لأني لا احب أن اكتب على العام عن خبراتي الروحية وعمل الرب في حياتي إلا إذا كان في سردها منفعة لغيري. ومن أجل هذه المنفعة عينها اشارك أحيانا خبراتي مع أشخاص منفردين كلٌ بخبرةٍ توافق ظروفه ومن أجل منفعته بعيدا عن نفسي. [البعض منكم يعرف ذلك]. لأن كل عطية صالحة هي من العلاء من عند رب المجد للبنيان وليس للتباهي لأنها ليست بإستحقاق فينا أو من أجل عمل صالح قمنا به.
تعريف المرض الذي شفيت منه بدون تدخل بشري.
بدأت أشعر بأوجاع غريبة بين الكتفين عام 1990 وكانت بداية المرض آلام فظيعة اشعر بها بين الكتفين لمجرد الوقوف على حوض غسيل الصحون لغسل صحن أو أكثر .... هذه الأوجاع ازدادت وشملت كل جسدي من أصابع القدمين الى أعلى الجمجة. لم يبقَ سنتمراً واحداً في جسدي لا يؤلمني: الجلد؛ والعضل؛ والعصب ؛ وحتى العظم.
بعد ظهور نتائج جميع الفحوصات المخبرية بأنها سلبية، أخبرني الطبيب أن ما أعاني منه يدعي الفيبروميالجيا (Fibromyalgia) أو التهاب العضلات والألياف المزمن غير المفهوم تماماً من الناحية الطبية. هو يؤثر على اجزاء مختلفة من عضلات وأوتار الجسم مسبباً آلاماً مزمنة تؤثر على حياة المريض ووظائفه وتتركه محبطاً وخصوصاً عند النساء. كما أنه يتميز باضطرابات في النوم و إرهاق شديد. وهنا أحب أن اشدد على موضوع النوم أني كنت محرومة منه، بمعنى أن أطول مدة انامها في الليل بدون أن استيقظ كانت لا تزيد عن عشرة دقائق، ثم اعود للنوم بصعوبة واستيقظ مرة اخرى بعد عشرة دقائق اخرى وهكذا كل الليلَ.
أحالني طبيبي العام الى الطبيب المختص الذي قال لي كلاما مُشابها وهو أن سبب هذا المرض غير معروف، والطب لا يعرف عنه سوى أن بعض الأبحاث والتجارب الطبية أظهرت أن سببه قد يعود لنقص في معدلات مادة السيروتونين (Serotonin) في الدماغ وهي المادة المسؤولة عن الألم والنوم . وبإختصار شديد أخبرني أن لا علاج له سوى حبوب التنويم، التي لم اتداولها لأنها اعطتني كوابيس، والحبوب المسكنة للألم التي لم أتعاطاها أيضا لأني لا احب المسكنات إذ لا شفاء فيها. وقال أن علي أن اتعلم كيف أتعايش مع المرض.
أشكر الرب أني بنعمته لم اعاني من آلام نفسية بسبب مرضي كما يحصل لكثيرين من المصابين به، ولم افقد تفاؤلي ولا محبتي ولم أتوانى في خدمتي في كنيسيتي ولا في خدمة الآخرين، لدرجة أن الذين كانوا يعرفون عن مرضي كانوا يستغربون كيف اني مبتسمة وفرحانة دائما. وكان ردي لهم: " ألَمْ؟! مش مهم!!!! يكفيني أني في كل يوم جديد اصحو وأنا لا أزال قادرة على التفكير والنطق والمشي...."
زواج إبني وزيارة اختي وعلاقتها بالموضوع
في منتصف شهر تموز/يوليوعام 1995 كان زواج إبني البكر فجاءت شقيقتي، التي تعيش أيضا في نفس بلاد الغربة حيث أعيش، لحضور الزواج. شقيقتي كانت في زيارة الى لبنان في شهر أيار/مايو السابق من ذلك العام. وهي في لبنان زارت أديرة عديدة، ولهذه الزيارة علاقة بشفائي كما سيتضح لاحقا.
أذكر ساعة وصول شقيقتي من المطار الى بيتنا، كيف تهلل وجهها عندما بدأت بفتح الحقائب وهي تعطيني ما جلبته من بخور وزيوت التي جلبتها من الأديرة التي زارتها [كانت داخل أكياس بلاستيكيه صغيرة سعتها ليست أكبر من 2 سم مكعب] وقصت علي كيف في زيارتها الى لبنان قصدت ديرا معينا ولكن بالغلط وجدت نفسها في دير آخر حيث رفات قديسة لبنانية اسمها رفقا مدفون في أرضه. سمعت شقيقتي قصصا في الدير عن أشفية عديدة من أمراض مستعصية كالسرطان وغيره عن طريق تناول التراب الذي دفن فيه جثمانها، ففكرت أن تجلب لي منه. ناولتني حزمة صغيرة جدا بحجم حبة الحمص الكبيرة، تحتوي على بعض من التراب. الرجاء قراءة الحوار التالي الذي جرى بيني وبين شقيقتي، وخصوصا المكتوب باللون الأحمر، لأن فيه بيت القصيد أو لب الموضوع:
أذكر ساعة وصول شقيقتي من المطار الى بيتنا، كيف تهلل وجهها عندما بدأت بفتح الحقائب وهي تعطيني ما جلبته من بخور وزيوت التي جلبتها من الأديرة التي زارتها [كانت داخل أكياس بلاستيكيه صغيرة سعتها ليست أكبر من 2 سم مكعب] وقصت علي كيف في زيارتها الى لبنان قصدت ديرا معينا ولكن بالغلط وجدت نفسها في دير آخر حيث رفات قديسة لبنانية اسمها رفقا مدفون في أرضه. سمعت شقيقتي قصصا في الدير عن أشفية عديدة من أمراض مستعصية كالسرطان وغيره عن طريق تناول التراب الذي دفن فيه جثمانها، ففكرت أن تجلب لي منه. ناولتني حزمة صغيرة جدا بحجم حبة الحمص الكبيرة، تحتوي على بعض من التراب. الرجاء قراءة الحوار التالي الذي جرى بيني وبين شقيقتي، وخصوصا المكتوب باللون الأحمر، لأن فيه بيت القصيد أو لب الموضوع:
شقيقتي: خذي يا اختي من هذا التراب وستشفين بإذن الرب.
أمة (بإستغراب شديد): أخذ ترابا!!! كيف؟ ولماذا؟
شقيقتي: كثيرون تم شفاؤهم بعد أن تناولوه [وبدأت تقص علي ما قرأت وسمعت]
أمة (لا زِلتُ مستنكرة): وهل الرب بحاجة الى هذا التراب لكي أشفى؟ إذا أراد الرب أن يشفيني فسوف يشفيني بدون التراب.
شقيقتي: إذا كنت خائفة من تناوله، فأنا لا أطلب منك أن تأخذي كل الكمية، يكفي أن ترشي القليل منه في ملعقة من الماء وتشربيه.
أمة (غير مقتنعة بتناول التراب، ولكن أردتُ أنهي الحوار بدون أن أجرح مشاعر شقيقتي): حاضر يا حبيبتي! سأفعل ولكن ليس اليوم.
أمة (لا زِلتُ مستنكرة): وهل الرب بحاجة الى هذا التراب لكي أشفى؟ إذا أراد الرب أن يشفيني فسوف يشفيني بدون التراب.
شقيقتي: إذا كنت خائفة من تناوله، فأنا لا أطلب منك أن تأخذي كل الكمية، يكفي أن ترشي القليل منه في ملعقة من الماء وتشربيه.
أمة (غير مقتنعة بتناول التراب، ولكن أردتُ أنهي الحوار بدون أن أجرح مشاعر شقيقتي): حاضر يا حبيبتي! سأفعل ولكن ليس اليوم.
أخذت منها جميع أكياس البخور وكيس التراب أيضا ووضعتها كلها في وعاء للبخور واغلقته واعدته الى مكانه. ومضت الأيام، وبسبب عدم قناعتي الشخصية بأن شفائي سيتم عن طريق تراب من قبر قديس/قديسة نسيت كليا عنه فيما بعد.[ليس بالضرورة أن قناعاتنا دائما هي الصح، كما سترون]
حادثة البخور التي سبقت الشفاء:
أحب أن أنوه اني لم اسمع عن تلك القديسة من قبل. وعندما سألت شقيقتي عنها أخبرتني بالقليل الذي عرفته عنها في زيارتها الى الدير. لقد أحببتُ اسم القديسة لأنه اسم جدتي من والدتي، وكنت أفكر وأتساءل من عساها تكون! وأحيانا كان ذكرها يأتي الى فكري أثناء الصلاة فأطلب من الرب أن يعرفني عليها بطريقه أو بأخرى. بعد مرور أكثر من شهر ونصف على عودة شقيقتي الى بيتها أردتُ أن اُبَخِرَ زاوية الأيقونات في البيت، فأشعلت الفحم وفتحت وعاء البخور لأتناول بعضا منه ويا للعحب! إذا بي التقط -من بين كل الأكياس والحزم- حزمة التراب ، ظنا مني انها بخورا ناعم لأن التراب كان أبيض اللون وناعما جدا يشبه البخور الناعم. وعندما وضعتُ القليل منه على جمرة الفحم تفاجأت بأن البخور لم يشتعل. وفي ذهولي تفكرت فتذكرت ان ما التقته كان التراب الذي احضرته شقيقتي. لم أعطِ لهذا الحدث أي أهمية، ولكن حدوثه كان ليذكرني بوجود التراب وموضعه.
شفائي يوم الجمعة الموافق 25 آب/أغسطس 1995– أي بعد عدة أيام من حادثة البخور.
كان اليوم الأول لعودة المدارس الخاصة، وبالصدفة أيضا كان اليوم الأول لتعيين زوجي في وظيفة جديدة بعد عدة شهور بدون عمل بعد بيع محلنا التجاري. خرج من البيت آخذا معه إبنتنا الصغرى الى المدرسة. بقيت لوحدي، فصليت صلاة الصبح وعندما أنتهيت كنت اشعر بفرح لا يوصف يملأ كياني، وأريد أن اُرنَّمُ بتسابيح بصوت مرتفع وكأن شهوة قلبي أن كل أرجاء المعمورة تشيد معي في تسبيح الرب. وتوجهت الى المطبخ وأنا في هذه الحالة من السمو الروحي لأعجن خبز القربان لكنيستي [لمن سيسغرب الأمر، أقول أن المؤمنين يقومون بعجن القربان في كنيستي] وإذا بي اشعر بحافزٍ في كل كياني يدعوني الى تناول التراب.....
همممممممممممم. كيف يكون ذلك وأنا المستنكرة وغير المقتنعة؟! هل حادثة البخور ذكرتني به ولذلك عقلي الباطني يراودني بتناوله؟ أم ماذا؟
همممممممممممم. كيف يكون ذلك وأنا المستنكرة وغير المقتنعة؟! هل حادثة البخور ذكرتني به ولذلك عقلي الباطني يراودني بتناوله؟ أم ماذا؟
كيف نميز في مثل هذه الحالات بين صوت الرب وصوت إرادتنا؟ بكل تواضعاقولها أني تعلمت من تجاربي الروحية السابقة، بدون إستحقاق مني، التمييز بين صوت الرب وفكري، كنت متأكدة تماما أن علي أن أصغي الى نداء الرب وأن أتناول التراب ... ولكن كيف وماذا أفعل؟ وإذ بصوت شقيقتي يحضرني وهي تقول لي: " يكفي أن ترشي القليل منه في ملعقة من الماء وتشربيه".
أخذت ملعقة طعام وتوجهت نحوَ حوض غسيل الصحون حيث النافذة التي تطل على الطريق، وفتحت حنفية الماء (الصنبور) وملأت الملعة بالماء ونثرت بإصبعي القليل من التراب عليها كما لو كنت انثر ملحا. ووقفت برهة افكر كيف اتصرف. نظرت الى السماء الصافية ورسمت إشارة الصليب على نفسي "بإسم الآب والإبن والروح القدس" وقلت: "أيها الرب الإله يسوع المسيح، انت وحدك القدوس، أنت وحدك الطبيب الشافي. إشفيني من مرض الفيبروميالجيا بشفاعة والدتك الطاهرة والفائقة القداسة مريم، وصلاة القديسة رفقة التي لا أعرف من تكون".
وشربت الماء .....ماذا حدث؟
سعة ملعقة الطعام للسوائل لا تزيد عن 30 ملل. يعني كمية قليلة جدا من الماء بدرجة حرارة الجسم تدخل الفم وتُبْلع من غير إحساس كبير بمرورها الى البلعوم. ولكن الذي حدث معي أني وأنا ابلع تلك الكمية الصغيرة شعرت حرفيا وبكل ما في الكلمة من معنى كأني اغوص في برميل ماء ضخم يغمرني من أخمص قدمي الى قمة رأسي. وصاحب هذا الإحساس شعورا بهيبة ووقار وكأنه الحضور الإلهي. ولم يسعني سوى أن ارفع شكري للرب لأني عرفت بكل ثقة وبدون أدنى شك أن شيئا حصل داخلي. وفي نفس الوقت قوة شديدة داخلي تطلب مني ألا أخبر أحدا عما حدث. [هذه قصة ثانية].
بعد ذلك قمت بعجن خبز القربان وانتهيت من خبزِهِ وعملت لنفسي فنجان من القهوة الكابوتشينو وأردت أن استمتع بالهدوء في وحدتي. ولكن حصلت امور ما كنت اتوقعها، جاءت لتؤكد شفائي وتؤكد أنه كان عمل الرب. لن اسردها لكي لا اطيل عليكم، ولكن لا مانع لدي من الرد على أسئلتكم.
ما يهمني ذكره، أني في ليلة ذلك اليوم نمت حتى الصباح بدون أن استيقظ أو أحرك في فراشي، بعد أن كنت استيقظ أكثر من 40 مرة في الليلة الواحدة.
هكذا شُفيت من مرض لا شفاء منه.
أي واحد منكم يمكنه أن يضع اسم المرض في محرك غوغل ليعرف أن لا دواء شافي له لغاية كتابة شهادتي هذه. للعلم فقط، كثيرون من المصابين به تصل بهم الشدة منه أن يُصَنَّفوا في قائمة العاجزين عن العمل.
العبرة من كتابة هذه الشهادة، من وجهة نظري الشخصية:
في شفائي هذا تعلمت درسا في التواضع أن علينا الا ندعي المعرفة قي امور لم يكشفها لنا الرب ولا نتسرع في الكلام عنها بكل ثقة وكأننا نعرف أعماق الرب.
لقد شعرت بصغري والخجل من نفسي وأنا أتذكر أستنكاري أن يشفيني عن طريق تناول التراب. وكأن الرب، بشفائه، قال لي: "هذا شغلي ولستِ انتِ التي تقررين كيف أشفيكِ".
[Q-BIBLE]
· 9. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ هَكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ.
[/Q-BIBLE]
ليتنا نعي أنفسنا جيدا ونحن نتكلم عن ما يليق وما لا يليق بالرب أن يفعل. هو وحده صاحب الأمر والقرار حتى في الأمور التي نراها لا تليق به لأنها تفكيرنا لا يستوعبها أو لأنها عكس تفكيرنا البشري. مهما كبرنا في معرفة الرب يبقى جهلنا بما لا نعرف أكبر.
[Q-BIBLE]
[/Q-BIBLE]
التعديل الأخير: