لماذا التطرف - فلنحذر جداً

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
المشكلة التي تقابلنا دائماً في الطريق الروحي هو التطرف في الأفكار التي تقذف بنا بعيداً عن الطريق المستقيم حسب مسرة مشيئة الله بتدبير صالح في خطوات صحيحة حسب الإنجيل، فكثيرين حينما يرون مبالغات كثيرة مع تضارب في بعض الموضوعات مثل الصوم وبعض قصص الآباء والقديسين، وغيرها من الممارسات الموروثة والمترسخة بالتعليم الخاطئ عند البعض، فعوض عن موازنة الأمور وتصحيحها - في هدوء المحبة - يحدث تطرف ورفض كل شيء بيقدم بقلب طاهر في بساطة المحبة....

فمثلاً بسبب بعض المبالغات والدفاع المستميت في موضوع الصوم بالبقول وكأنها هي التي تُدخل الملكوت وتُصلح الحياة، والتركيز على أن حياة التقشف والتبتل أفضل وأمجد من الزواج، والتأكيد على أن الزواج لم يحدث إلا بسبب السقوط، فَقَدَ الناس قُدسية الزواج وركزوا على أن البتولية أو الرهبنة حالة أمجد وأفضل وأحسن للسير في الطريق الروحي، حتى أن بعض الناس في ذهنهم يرون أن الزواج ضعف إنساني وسقوط تحت الشهوة، وهذا تعليم أفسد بعض الأذهان عن البساطة التي في المسيح ودخلوا في لوثة عقلية مضطربة أفسدت القصد الإلهي في الخليقة، وبدأ البعض ينظر للزواج على أنه مرتبة ثانية أو يقلل من شأنه كأنه خطية أو ضعف إنساني وينظر للرهبنة والتكريس على أساس أنهما الطريق الحقيقي المؤدي للحياة الأبدية، وهذا كله نشأ بسبب التركيز على حياة الرهبنة، وأن كل واحد عاش مع الله ترك العالم وترهبن وتقشف وعاش بالشح القليل والزهد في كل شيء من مأكل وملبس ومأوى.. الخ، مع أن هذه كانت حالات خاصة تخص أصحابها فقط ولا تنفع للجميع، لأن الرسل أنفسهم لم يترهبنوا وليس كل واحد عاش مع الله ترهبن أو تبتل، ولا الله أمر أحد بهذا ولا وضعه وصية عامة على وجه الإطلاق...

والبعض حينما انفتح على الإنجيل وفهم الأمور بشكل صحيح، بدأ يرفض كل ما هو موروث تماماً واعتبر أن أي كلام فيه ما هو إلا وثنية وارتداد عن الحق، حتى أنه رفض الصوم والبتولية بل والرهبنة أيضاً لحد التطرف، وبدأ ينظر إليهم على أنهم شيء بغيض وضد الحق وشكل من أشكال الوثنية... طبعاً هذا يعتبر تطرف غير مقبول بالطبع بل مرفوض شكلاً وموضوعاً، لأن من كرس قلبه ووضع في داخله أن يكرس حياته لله الحي ببساطة المعيشة بإيمان حي في المحبة هو شخص باع حياته لخالقه فصار جديراً بأن يكون هيكل حي مملوء حب لله الحي ويشع منه نوره، وحياته نفسها صارت شهادة أمام الكل عن عمل الله فيه....

أولاً لنرى رأي الرسول نفسه في موضوع الأكل بالبقول وعدم أكل بعض الطعام نفسه:
[ ومن هو ضعيف في الإيمان فاقبلوه، لا لمحاكمة الأفكار. واحد يؤمن أن يأكل كل شيء، وأما الضعيف فيأكل بقولاً. لا يزدرِ من يأكل بمن لا يأكل، ولا يدن من لا يأكل من يأكل، لأن الله قبله. من أنت الذي تُدين عبد غيرك، هو لمولاه يثبت أو يسقط، ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يُثبته ] (رومية 14: 1 - 4)
فمكتوب يا إخوتي "لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً. بل هو برّ وسلام وفرح في الروح القدس" (رومية 14: 17)، "ولكن الطعام لا يقدمنا إلى الله. لأننا أن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص" (1كورنثوس 8: 8)، "ألا تفهمون بعد أن كل ما يدخل الفم يمضي إلى الجوف ويندفع إلى المخرج" (متى 15: 17)، "الأطعمة للجوف والجوف للأطعمة والله سيبيد هذا وتلك ...." (1كورنثوس 6: 13)، "لا تنقض لأجل الطعام عمل الله. كل الأشياء طاهرة لكنه شرّ للإنسان الذي يأكل بعثرة" (رومية 14: 20)

عموماً شكل وطريقة الصوم لا تعيب الإنسان قط، ولا أحد اليوم يصوم لأن الأكل شرّ، فلا الصوم بالبقول هايدخل الملكوت ولا من غيرة حتى، الموضوع موضوع قلب مش طريقة أكل، فلا يصح الدفاع عن أي شكل للصوم بأي حال ولا مقاومته، ولا يصح اتهام من يصوم بالبقول أو بأي طريقة ان كانت على أساس أنه ضعيف في الإيمان أو أن الرسول يقصده في الكلام السابق ذكره، لأن هذا يتعلق بالضمير وقبول الله للنفس فقط لا غير، لأنه لا يصح أن نحكم على بعضنا البعض قط، لأنه لم ولن يوجد فينا من هو فاحص الكلى والقلوب ويعرف خفايا القلب سوى الله وحده فقط لا غير....

"ولكن الروح يقول صريحاً أنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحاً مضلة وتعاليم شياطين، في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم مانعين عن الزواج، وآمرين أن يُمتنع عن أطعمة قد خلقها الله لتُتَناول بالشكر من المؤمنين وعارفي الحق، لأن كل خليقة الله جيده ولا يُرفض شيء إذا أُخذ مع الشكر لأنه يُقدس بكلمة الله والصلاة" (1تيموثاوس 4: 9 - 4)

طبعاً أرجو التمييز بين كلام الرسول هنا وبين من يصوم بأي طريقة ان كانت، أو يقدم حياته لله في صورة البتولية أو أي صورة أُخرى أو شكل، لأنها حالات خاصة وشخصية بين الإنسان والله، فلا يصح لمن يتبتل (لأنها دعوة خاصة لهُ من الله لغرض وهدفٍ ما) أن يدين أو يُعلِّم أن هذا هو الطريق الأمثل للحياة مع الله، ولا الذي يتزوج ويخدم الله يُدين من يتبتل ويعتبر أن الزواج هو الحالة الوحيدة المقدمة لله للجميع، فكل واحد له دعوته وحياته الشخصية التي لا تتفق مع آخر، فكل واحد له منهج وطريق، فلا يصح أن نُدين بعضنا البعض أو نُعلِّم تعاليم في أي اتجاه ونحتقر أو نهين الاتجاه الآخر، أو نأمر أحد أن يتبع طريق أو منهج محدد لأجل حياته الأبدية...
لذلك فلنطلب روح تمييز وإفراز لكي نُميز الأمور ونضعها في نِصابها الصحيح فلا يحدث تطرف أو إدانة لأحد الله قد قَبِله، لأن الله يقبل كل ما يقدمه الإنسان شرط أن يكون من قلب تائب يحيا بالإيمان العامل بالمحبة، ويشتاق ويطوق لله الحي لأنه يُريد أن يدخل في شركة معه....

باعتذر للتطويل لكن أحببت أن أنوه كإرشاد روحي مقدم للجميع لكي ننتبه لخطواتنا فلا نتعثر ولا نصير محل عثرة لأحد قط، فلا ينبغي أن نُعلِّم بلا تمييز أو إفراز، لأنه ينبغي أن نراعي أن لا نضع حجر عثرة لأحد قط، وهذا هو قصد الرسول من كل الكلام الذي ذكرناه، ولابد من أن نعلم أن هناك فرق عظيم وشاسع بين واحد بيصوم بالبقول - عن وعي ومحبة في شركة الكنيسة - ولم يُعلِّم برفض بعض الأطعمة ولا يأمر بها، وبين واحد بيعلِّم برفض أطعمة معينة أو يبشر أن لأبناء الله أكل معين ويأمر به، أو واحد بيدافع عن البتولية كأنها هي الطريق الصحيح للملكوت ويمنع عن الزواج ويأمر بالبتولية، وواحد عايشها بقلب وضمير صالح مقدماً حياته لله غير محتقراً للزواج بل يقدسه جداً ويفرح لأجل كل من يتزوج ويُصلي لأجله...

وطبعاً الرهبنة مش فيها خطأ، ولا البتولية فيها خطأ، ولا حتى الزواج فيه أي عيب أو خطأ أو ضعف، ولا في الطعام خطأ ولا في الصوم خطأ، ولا في البقول خطأ ولا في اللحم خطأ ولا في أي طعام مهما كان، الخطأ كله فقط في ظلمة الفكر والجهل بالتدبير الإلهي في الخليقة وفي حياتنا الشخصية... كونوا معافين باسم الرب إلهنا آمين
 
التعديل الأخير:

عبود عبده عبود

مفصول لمخالفة قوانين المنتدى
إنضم
14 يوليو 2010
المشاركات
16,645
مستوى التفاعل
4,598
النقاط
0
وكُن معافى أنت أيضاً ..
معرفتش أحط لك تقييم
الجايات أكتر من الرايحات على رأى كابتن لطيف
:t4:
 

joeseph.jesus

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 مايو 2012
المشاركات
1,929
مستوى التفاعل
437
النقاط
83
الإقامة
قلب يسوع
موضوع رائع استاذي . سلمت اناملك و كيبوردك :)

ربنا يباركك
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
فرحكم الله ووهبنا كلنا روح تمييز وإفراز
ولنُصلي بعضنا لأجل بعض، كونوا معافين
 

candy shop

مشرفة منتدى الاسرة
مشرف
إنضم
29 يناير 2007
المشاركات
50,807
مستوى التفاعل
2,019
النقاط
113
موضوع اكتر من رااااااائع
مهم مفيد جدا
تسلم ايدك
ربنا يبارك خدمتك الجميله
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
موضوع اكتر من رااااااائع
مهم مفيد جدا
تسلم ايدك
ربنا يبارك خدمتك الجميله

ربنا يخليكي لينا وتنوري المنتدى دايماً بحضورك الحلو فيه
النعمة تملأ قلبك سلام مع كل الأسرة آمين
 

geegoo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
5 أبريل 2008
المشاركات
2,319
مستوى التفاعل
456
النقاط
83
موضوع قيِم جدا يا أستاذي
عاشت إيديك و ربنا يبارك خدمتك ...
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
موضوع قيِم جدا يا أستاذي
عاشت إيديك و ربنا يبارك خدمتك ...

ويبارك حياتك يا رب ولنُصلي بعضنا لأجل بعض
النعمة معك
 

عبد يسوع المسيح

يارب أعطنى حكمة
مشرف سابق
إنضم
13 أغسطس 2009
المشاركات
2,920
مستوى التفاعل
808
النقاط
113
الإقامة
مصر
موضوع رائع وفى الصميم أستاذى ..

ربنا يعطينا روح فهم وأفراز حتى لا ننقاد خلف الموروثات مهما كانت خاطئة ..

أو نتطرف ونرفض كل شيئ صحيح كان أو خطأ ..​
 

"خْرْيْسْتْوْفُوْرُوْسْ"

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
3 فبراير 2012
المشاركات
5,408
مستوى التفاعل
2,562
النقاط
113
الإقامة
"بْيْنَ كَفَيْكَ يْسُوْعْ"

وركزوا على أن البتولية أو الرهبنة حالة أمجد وأفضل وأحسن للسير في الطريق الروحي
هل الرهبنه مذكوره فى الإنجيل .؟
مش القديس بولس مدح البتوليه.؟

والبعض حينما انفتح على الإنجيل وفهم الأمور بشكل صحيح، بدأ يرفض كل ما هو موروث تماماً واعتبر أن أي كلام فيه ما هو إلا وثنية وارتداد عن الحق، حتى أنه رفض الصوم والبتولية بل والرهبنة أيضاً لحد التطرف، والنظر إليهم على أنهم شيء بغيض وضد الحق ومن أشكال الوثنية... طبعاً هذا يعتبر تطرف غير مقبول بالطبع

ازاي فهم الامور بشكل صحيح وازاي بيرفض الموروثات .؟

وهل النوعيه دي موجوده فى الكنيسه.؟

واحد يؤمن أن يأكل كل شيء، وأما الضعيف فيأكل بقولاً
يعني أيه الضعيف يأكل بقولاً.؟
فلا يصح الدفاع عن أي شكل للصوم بأي حال ولا مقاومته
طيب الناس اللي بتاكل سمك يوم الأربع او الجمعه..مثلاً ناس عزمتني علي سمك الجمعه,فمقدرتش اقول لأ.
راحت ناس تاني سألتني اتغديت ايه..قلتلهم ناس عزمتني علي سمك..راحم مزعقين وقايلين يبني مش قلنالك متكلش سمك يوم الجمعه..قلتلهم طيب ناس عزمتني وجابت ..مقدرتش اقولهم لأ ..أعمل ايه.؟
ايه موضوع السمك اربع وجمعه دا ههههه شكلي مُتطرف ..
ولا الذي يتزوج ويخدم الله يدين من يتبتل ويعتبر أن الزواج هو الحالة الوحيدة المقدمة لله للجميع، فكل واحد له دعوته وحياته الشخصية التي لا تتفق مع آخر
عايز أسأل ..ايه هو زواج البتوليه اللي بيقول فىه الرسول فليحفظ عذرائه..وهل الزواج دا موجود..
وطالما هيكون زواج بتوليه..فليه أصلاً إتزوجوا ..مكانوا عاشو بتوليه من غير زواج.؟
لأن الله يقبل كل ما يقدمه الإنسان شرط أن يكون من قلب تائب يحيا بالإيمان العامل بالمحبة
آكيد عارفين إن ربنا الوحيد اللي بيعرف مدي صدق التوبه من عدمها..
كتير منعوني من التواصل مع أشخاص لكونهم مختلفين معنا طائفياً..بالرغم من اني أعرف الأشخاص دي قبل الأشخاص الحاليين.
لكن كنت بستفاد من خبرتهم الروحيه وبرفض الأشياء المخالفه لإيماننا الرسولي .
فهل مشاركة الطوائف الأخري سواؤ فى صلاه او تسبيح او دراسه كتابيه أو محبه وسؤال أو حضو إجتماعات فى كنائسهم يعطي الآخر الحق لمنعي وإدانتي.وهل أنا مخطيء إن فعلت هذا لكن كنت حريص فى تمييز ما هو يوافق إيماني وما هو لا يوافق إيماني.
لا أتحدث بتعصب عن طائفه معينه.لكن حبيت أفهم ازاي تكون طبيعة العلاقه بين أفراد الطوائف المختلفه والمفروض إننا كلنا أعضاء فى جسد واحد.
ـ ـ ـ
بعتذر عن كل الأسئله دي وحابب أبدي شكري وإعجابي بمقالة حضرتك المُفيده جداً..
ربنا يبارك حياتك وخدمتك ويديم عطاء النعمه وثمر الروح القدي فيك لنُثمر معاً وننمو معاً فى روح المحبه.
ربنا يباركك أستاذي الغالي..
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
هل الرهبنه مذكوره فى الإنجيل .؟
الرهبنة غير موجودة في الإنجيل، بل ظهرت في القرن الرابع مع الأنبا أنطونيوس الكبير، طبعاً كان فيه ناس بتترك العالم كده وتحيا في مغائر منفردة، لكن مش تحت شكل أو قانون اسمه رهبنه، لكن مع الأنبا أنطونيوس الكبير تأسست الرهبنة في مطلع القرن الرابع...

مش القديس بولس مدح البتوليه.؟
بولس الرسول لم يمدح البتولية أو يقارنها بالأفضلية عن الزواج لأنه كان بيرد على أسئلة اتبعتت له، وهو نفسه كتب عن الزواج بشكل مبدع في رسالة أفسس، ولأجل الضيق الحاضر في هذه الأزمنة قال أن الأفضل للناس أن تكون مثله بلا زواج، لأن في تلك الفترة كان صعب على المسيحيين يتاجروا ويعملوا ويقدروا يعيشوا الحياة الطبيعية لأن الدولة كانت تعتبر المسيحي خائن لوطنه وتحكم عليه بالموت، فكيف يتزوج أحد وينجب ويكون أسرة وبيت في ذلك الوقت... وكمان البتولية والتكريس تصلح للكارز لأنه صعب ان يجول في كل مكان ويعرض حياته للخطر ويكون له زوجه وأولاد...

ازاي فهم الأمور بشكل صحيح وازاي بيرفض الموروثات .؟
يتم فهم الأمور بشكل صحيح بالتعليم الصحيح، أي سماع التعليم الصحيح لمن نال موهبة التعليم، وكل هذا يحتاج موهبة الإفراز والتمييز من الله وهذه من إحدى مواهب الروح القدس التي تُعطى لكل من يطلبها لأنها ضرورية في الطريق الروحي لكي تنضبط الأمور، لأن بدون تمييز وإفراز ممكن الإنسان يتخبط في الطريق ولا يعرف يمينه من يساره... لأنه لا ينبغي أن نصدق كل تعليم أو نصدق كل ما يُقال، لأن ما يكون نافع لي قد لا ينفع غيري، وأيضاً ليس كل ما هو متوارث وتتناقله الناس عبر الأجيال صحيح أو خاطئ، فلازم نميز الأمور ونقيسها على تعليم الإنجيل، وسأعطيك مثال شهير...
ساعات الناس تتكلم عن أهمية التجربة لدرجة أنها تنحرف وتتطرف في الكلام إلى ان تتخيل أن الإنسان لازم يطلب التجارب لكي يتنقى ويحيا مع الله، لكن لو قسنا هذا التعليم الحماسي المندفع على الإنجيل نجد أن الرب علمنا أن نُصلي ونقول "لا تدخلنا في تجربة"، إذن هذا التعليم خاطئ...
وأيضاً البعض بيقول أن الله قال "اعطوني العشور وجربوني" ويقولوا أن الله الحاجة الوحيدة اللي عايزنا نجربه فيها هي العشور، لكن الكتاب المقدس قال: "لا تجرب الرب إلهك" ده يخلينا نشك في الكلام ونراجع النص الأصلي للكلمة، فالله لم يقل اعطوني العشور وجربوني بل في النص الأصلي قال: "أعطوني العشور وتذوقوا أو اختبروا حناني" مش جربوني، لأن الله لم ولن يخالف نفسه قط...
وايضاً البعض يعلِّم ويقول لازم نتحدى إبليس لأن الرسول يقول قاموا إبليس فيهرب منكم، مع أن الرسول قال الطريقة: قاوموه راسخين في الإيمان، ولم يقل اتحدوا شيطان ولا غيره، لأن هذا يجعلنا في قبضته...
لذلك أي تعليم لازم يقاس على الكتاب المقدس ككل مع الفهم المتأني الصحيح حسب قصد الله العام....

وهل النوعيه دي موجوده فى الكنيسه.؟

موجود كل العينات في الكنيسة، فهناك اليساري المتطرف واليميني المنحرف، وكلاهما على خطأ، لأن كل واحد بيتكلم من وجهة نظرة اللي قد تكون تخص منهجه الشخصي مع الله، والذي ينبغي أن يظل شخصي فقط...

يعني أيه الضعيف يأكل بقولاً.؟

القصد أن هناك من هو ضعيف في الإبمان فيخاف أن ياكل اللحم فيشعر أنه لا يرضي الله، لأن في تلك الأزمنة معظم المسيحيين كانوا فقراء للغاية غير قادرين على الشراء، وكان هناك في الميادين إناء ضخم اسمه الملحمة، وهذه الملحمة كان بيلقى بها اللحوم التي تم ذبحها أمام الأوثان والمعابد الوثنية، وبكونها كميات ضخمة جداً فبعد استخدامها في العبادات يتم إلقائها في الملاحم بعيد عن المعابد الوثنية وتترك للجميع بثمن زهيد للغاية، وكل من يريد أن يأخذ منها شيئاً فيأخذ وأحياناً يُعطى بعضها مجاناً خوفاً من انها تفسد، فالإنسان الطبيعي اللي ضميره حُرّ بيأخذ منها عادي لأنه لا تخص الوثنيين ولا العبادة بل تركت للعامة، والبعض ضميرة بيتعبه جداً ويشعر أنه يخون عهده مع الله لو أكل منها، فيبحث عن البقول (التي كانت رخيصة جداً في هذه الأزمنة) ويتناولها ويرفض أكل اللحم، غير بعد كده ظهر فكر غريب عن الإنجيل وعن الكنيسة وهو أساسه فكر متطرف يهودي في عدم أكل اللحوم ويعتبرها شيء ضد الاستقامة وصلاح الضمير، والكنيسة رفضت هذا التعليم الغريب... (طبعاً الموضوعات دية انتهت تماماً، فلا يصح أن يعتقد أحد أن الذي يصوم على البقول اليوم له علاقة بهذا الكلام إطلاقاً، بل هو نظام كنسي عام للترتيب لكي يكون لنا كلنا نفس ذات الشركة مع بعضنا البعض)

طيب الناس اللي بتاكل سمك يوم الأربع او الجمعه..مثلاً ناس عزمتني علي سمك الجمعه,فمقدرتش اقول لأ.
راحت ناس تاني سألتني اتغديت ايه..قلتلهم ناس عزمتني علي سمك..راحم مزعقين وقايلين يبني مش قلنالك متكلش سمك يوم الجمعه..قلتلهم طيب ناس عزمتني وجابت ..مقدرتش اقولهم لأ ..أعمل ايه.؟
ايه موضوع السمك اربع وجمعه دا ههههه شكلي مُتطرف ..

يا غالي طول ما الإنسان تحت عبودية الحرف، فهو إلى الآن لم يدخل بعد في حرية مجد أولاد الله، لأن كل شيء يُأخذ مع الصلاة والشكر هو طاهر ومقدس للإنسان... لكن لو تتبعنا الحرف فأنه يقتل، لكن الروح يُحيي... وطبعاً لو واحد شاف كلامي هنا سيظل يكلمك عن الاستهانة والتراخي والاستهزء والاستهتار بالصوم او كسر الصوم.. الخ، وكل ده نابع من عدم حرية الضمير، لأنه لم يتحرر بعد ويحيا بالتزام الإيمان الحي العامل بالمحبة، فالأمور بتتاخد حسب كل واحد وما في قلبه وضميره، لأن لو واحد قاصد يستهتر ده شيء آخر تماماً بعيد كل البعد عن كلامنا هنا، لكن لو واحد عنده حرية داخلية وببساطة قلب يفعل هذا إيه مشكلة الناس وليه يحكموا على ضميري أنا ويحكموا على أعمالي وطريقة تصرفاتي الشخصية والله فقط من يحكم في القلوب فقط...

عايز أسأل ..ايه هو زواج البتوليه اللي بيقول فيه الرسول فليحفظ عذرائه..وهل الزواج دا موجود..
وطالما هيكون زواج بتوليه..فليه أصلاً إتزوجوا ..مكانوا عاشو بتوليه من غير زواج.؟

مافيش حاجة اسمها زواج بتولية يا غالي خالص !!!! الرسول كان بيتكلم عن أن واحد التزم أنه يتبتل مش انه يتزوج ويظل بتول فلم ولن يتكلم عن بتولية زواج خالص، لأن الرسول قال على وجه التدقيق: "وأما من أقام راسخاً في قلبه وليس له اضطرار بل له سلطان على إرادته وقد عزم على هذا في قلبه أن يحفظ عذراءه فحسناً يفعل" (1كورنثوس 7: 37)

آكيد عارفين إن ربنا الوحيد اللي بيعرف مدي صدق التوبه من عدمها..
كتير منعوني من التواصل مع أشخاص لكونهم مختلفين معنا طائفياً..بالرغم من اني أعرف الأشخاص دي قبل الأشخاص الحاليين.
لكن كنت بستفاد من خبرتهم الروحيه وبرفض الأشياء المخالفه لإيماننا الرسولي .
فهل مشاركة الطوائف الأخري سواء فى صلاه او تسبيح او دراسه كتابيه أو محبه وسؤال أو حضو إجتماعات فى كنائسهم يعطي الآخر الحق لمنعي وإدانتي.وهل أنا مخطيء إن فعلت هذا لكن كنت حريص فى تمييز ما هو يوافق إيماني وما هو لا يوافق إيماني.
لا أتحدث بتعصب عن طائفه معينه.لكن حبيت أفهم ازاي تكون طبيعة العلاقه بين أفراد الطوائف المختلفه والمفروض إننا كلنا أعضاء فى جسد واحد.

محبوب الله الحلو، أن كان ضميرك صالح وقلبك يحفظ الأمانة وتميز الأمور المتخالفة، فلماذا يحكم أحد في ضميرك وعلى حياتك، المهم كن أمين في ما نلته من الله واحفظ نفسك من الخطية واهرب منها دائماً، وان سقط عن سهو أو عن ضعف، قم سريعاً وامسك في حمل الله رافع خطية العالم، المهم حب الله من قلبك وافعل ما تحب مع حفظ وديعة الإيمان....
ـ ـ ـ
بعتذر عن كل الأسئله دي وحابب أبدي شكري وإعجابي بمقالة حضرتك المُفيده جداً..
ربنا يبارك حياتك وخدمتك ويديم عطاء النعمه وثمر الروح القدي فيك لنُثمر معاً وننمو معاً فى روح المحبه.
ربنا يباركك أستاذي الغالي..


لا تعتذر أبداً؛ أنا عنيا ليك، المهم صلي لأجلي كثيراً جداً؛ كن معافي باسم الرب إلهنا آمين
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
كلامك دا يخلينى اقول[ليه]التطرف اصبح ظاهرة؟

هناك اتجاهين سببوا هذه الظاهرة الملفتة جداً للنظر، أولاً الجهل المؤدي إلى التعصب، وثانياً التسرع والاندفاع الشبابي وعدم النضوج الروحي...
* الجهل سبب رئيسي يؤدي للتطرف والتشدد والتمسك بكل ما هو موروث بدون تمييز، لأن هناك جهل مدقع بالإنجيل والذهن مقفول تعشش فيه الظلمة، وهذا يؤدي إلى التعصب الأعمى والدفاع عن الموروثات بطريقة مبالغ فيها جداً على أساس أنه دفاع عن الإيمان - المُسلَّم من جيل لجيل - حتى الدم، وهذا تطرف وليس دفاع حقيقي عن الإيمان بل في باطنه تعصب أعمى...
* الإنسان في بداية معرفة الله وبخاصة لو لسة صغير، بيندفع جداً ويظن أنه بقى علاَّمة في الطريق فيقف في الطريق المضاد ويدافع عن رأيه ورأي الإنجيل ضد التقليديين المتمكسين بالتراث بطريقة التعصب الأعمى، فالاندفاع العاطفي عند الشباب بدون أن ينتظروا أن ينضجوا روحياً ونفسياً نضوج سليم ويتربوا عند الكتاب المقدس ويصبروا لله إلى ان ينالوا موهبة الخدمة، فيندفعوا جداً في الكلام والتوجيه لغيرهم بشكل مستفز للغاية، حتى أنهم يخسروا الناس ولا يربحوهم ويظنوا أنهم بيدافعوا عن الإيمان الححي وبيعدلوا مفاهيم الناس المغلوطة...

حقيقي الاندفاع مشكلة حقيقية، والجهل مشكلة أكبر...
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
من المهم يا إخوتي فهم الموضوع في إطاره الصحيح، وعلى فكره انا باحب الصوم بالبقول، ولكني لم ولن أحكم على أحد حتى لو رفض الصوم بالبقول، لأن ملكوت الله في النهاية ليس أكلاً وشرباً، المهم نحيا في الحرية التي نلناها من الله ونحفظ المحبة ولا ندين أحد قط مهما من كان هوَّ... كونوا معافين
 

kawasaki

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
4 مايو 2011
المشاركات
3,148
مستوى التفاعل
1,228
النقاط
113
الإقامة
القاهره
ربنا يباركك استاذنا و مرشدنا وخادم المسيح الامين
ميرسي عمو ايمن
 

+إيرينى+

واحدة معاكم
عضو نشيط
إنضم
26 أبريل 2009
المشاركات
11,235
مستوى التفاعل
2,952
النقاط
113
موضوع رااااااااائع

هو العيب يا أستاذنا فى الطرفين

مش فى طرف واحد

كل واحد متشبث برأيه و شايف نفسه صح

كلاهما متطرف
 

AL MALEKA HELANA

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 يوليو 2011
المشاركات
3,814
مستوى التفاعل
1,433
النقاط
113
الإقامة
ســفـر الحــيـاة


هل الرهبنه مذكوره فى الإنجيل .؟
مش القديس بولس مدح البتوليه.؟






الرهبة لم تُذكر فى الإنجيل كمُسمى .....لكن الرهبنة كفعل موجودة بالإنجيل

فيه انبياء كتير عاشوا البتولية والتقشف مثال ....

إيليا النبى ... كان يحب سكنى الجبال حيث الهدوء والشركة مع الله

اليشع النبى .... كان يعيش حياة التجرد والزهد مثل مُعلمة إيليا

ارميا النبى .... "لاتتخذ لنفسك امرأة ولا يكن لك بنون ولا بنات " ( أر 1:16-2) .


فى العهد الجديد هتلاقى

العدرا مريم .... ظلت مدة جلوسها بالهيكل ومع يوسف النجار بتولا

حنة النبية .... 84 سنة لا تفارق الهيكل

يوحنا المعمدان .... كان فى البرية ينمو ويتقوى بالروح


فالرهبنة موجودة
بالكتاب المقدس كفعل وليس كإسم
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0




الرهبة لم تُذكر فى الإنجيل كمُسمى .....لكن الرهبنة كفعل موجودة بالإنجيل

فيه انبياء كتير عاشوا البتولية والتقشف مثال ....

إيليا النبى ... كان يحب سكنى الجبال حيث الهدوء والشركة مع الله

اليشع النبى .... كان يعيش حياة التجرد والزهد مثل مُعلمة إيليا

ارميا النبى .... "لاتتخذ لنفسك امرأة ولا يكن لك بنون ولا بنات " ( أر 1:16-2) .


فى العهد الجديد هتلاقى

العدرا مريم .... ظلت مدة جلوسها بالهيكل ومع يوسف النجار بتولا

حنة النبية .... 84 سنة لا تفارق الهيكل

يوحنا المعمدان .... كان فى البرية ينمو ويتقوى بالروح


فالرهبنة موجودة
بالكتاب المقدس كفعل وليس كإسم

الرهبنة كنظام مش موجودة في الكتاب المقدس، ولم تتأسس إلا على يد الأنبا أنطونيوس الكبير، لكنها مش موجودة بالمعنى ده في الكتاب المقدس، وكل ما ذكرتيه أختي العزيزة مجرد أفراد قليلة ونادرة ولا تعتبر رهبنة إطلاقاً، لأن كل واحد من دول كان له دعوة خاصة من الله لهدف محدد، ومش معنى كده أن فينا حد بيقول الرهبنة غلط أو التبتل حياة مش موجودة في الكتاب المقدس هذا يعتبر تطرف، لكن البتولية والزواج والوحدة والرهبنة كل دية مناهج لا نقدر أن نقننها لأحد أو نقول أن بدونها لا يمكن الإنسان يحيا مع الله، أو نقارن ونضع الأفضلية فيما بينهما، لأن دية مشكلة الناس وهو أنهم يأكدوا على مناهج معينة للسير فيها ويأكدوا على أنها هي الطريق الأمثل للقداسة، وهذا خطأ كبير جداً وعظيم، واحنا هنا لا نتكلم عن الفعل ولا الاسم ولا ايه الموجود وغير الموجود، مع أن الرهبنة برضو كنظام مش موجودة في الكتاب المقدس نهائياً لا بالاسم ولا بالفعل ولا حتى ضمناً، ولا تعتبر هذه الأسماء التي ذكرت رهباناً بالمعنى الخاص بالكلمة، ولا نقدر نأخذها قانون ونضعه منهج ونقول الكتاب المقدس ذكر هذا، لأن الله لم يأمر أحد بالرهبنة ولم يضعها قانون، لأنها لم تكن وصية ولا أمر إلهي، ولم يقل قط من يريد أن يحيا معي يترك العالم ويحيا في البرية أو يعيش متوحد، ولكن كان له دعوة لبعض الأفراد شخصية للغاية لا تُعمم قط... ده القصد من الكلام، وطبعاً لو كل واحد عرف سكته وطريقه وهدفه وسار وفق منهجه حسب ما يُريد منه الله، فأن الله يرتاح في إنائه الخاص ويشع فيه نوره ومجده ليكون شهادة لعمله فيه أمام العالم كله ليكون حقاً نور للعالم وملح الأرض... النعمة معك
 
التعديل الأخير:

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
ربنا يباركك استاذنا و مرشدنا وخادم المسيح الامين
ميرسي عمو ايمن

ويبارك حياتك أخي العزيز
ويشع فيك نوره الخاص كل حين آمين
 
أعلى