قديسيين وقديسات ...4

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيدة إيريني​
الشهيدة إيريني


اخت القديس أثناسيوس، استشهدا على يد مكسيميانوس (3 هاتور).

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيدة اغابي​
الشهيدة أغابي


تحتفل الكنيسة القبطية بعيد استشهاد العذارى القديسات الأخوات أغابي وإيريني وسيونية وشيونية Chionia في الثامن من شهر برموده. هؤلاء العذارى كن تقيات محبات للسيد المسيح، ارتبطن معًا بدالة المحبة القوية مع الرب، وكن يترددن على أحد أديرة الراهبات بتسالونيكي مدينتهن، وكن يمارسن بفرح الحياة التقوية النسكية متمثلات بالراهبات. إذ أثار دقلديانوس وشريكه مكسيمانوس الاضطهاد هربت هؤلاء العذارى إلى الجبل، وقد حملن معهن كتب الدير، اختبأن في مغارة، وصرن يداومن على الحياة النسكية. كانت سيدة عجوز تفتقدهن مرة كل أسبوع لتقدم لهم احتياجاتهن، وتبيع لهم عمل أيديهن، وتتصدق عنهن بما يفضل. حدث أن رآها أحد الأشرار فحسبها تخفي أشياء ثمينة في الجبل، فاقتفى أثرها من بعيد حتى عرف موضع المغارة، وإذ خرجت دخل ليجد عرائس المسيح يصلين، فربطهن وأحضرهن إلى الوالي. سألهن الوالي عن إيمانهن فاعترفن أنهن مسيحيات، عابدات يسوع المسيح، فصار يسخر بهن، ويطالبهن أن يأكلن مما ذبح للأوثان فرفضن. عندئذ أمر الوالي بإحضار الكتب التي في حوذة هؤلاء الأخوات، وأحرقها أمام الجميع. التقى أيضًا الإمبراطور بهن ودار بينه وبينهن حوارًا جاء فيه: أغابي: "أيها الإمبراطور المقدس، من شأنك أن تهتم بالأمم، وترعى الدولة، وتعتني بالجيش، لكن ليس لك أن تتحدث ضد الله الحيّ الذي بدونه لا تقدر أن تفعل شيئًا". وهنا يلتفت الوالي إلى شيونية ليقول: "أتجيبي أختك، فإنها غبية؟!" تجيب شيونية: "أختي في كمال الفهم، بحق تجحد التقدمات الشريرة". عندئذ يلتفت إلى إيريني أصغرهن ويقول لها أن تكون أحكم من أختيها، فتجيبه إن كان ما تقوله الأختان جنونًا فهي تقبله. أمر دقلديانوس بإلقائهن في السجن، فكانت القديسة أنسطاسية تفتقدهن وتعزيهن. وإذ ذهب دقلديانوس إلى مكدونية استدعاهن، وسلمهن للوالي هناك دولسيتوسDolcitius الذي رآهن فاشتعل قلبه بهن من أجل جمالهن. وإذ كانت السجون مكتظة حبسهن الوالي في مطبخ، وبالليل جاء ليتأكد من وجودهن، فكان المطبخ مظلمًا. سمعهن يرتلن المزامير، وإذ كان مخمورًا انطلق نحو المطبخ وظن أنه أمسك بواحدة فقبلها وإذ به يجد نفسه ممسكًا بقدر أسود متسخ خطأ، فارتبك جدًا. في الصباح استدعاهن للمحاكمة، وأمر بجلدهن وهن عراه، وإذ كان قد سهر الليل كله يسكر، نعس قبل التنفيذ، وعبثًا حاول أحد الحاضرين أن يوقظه. سمع دقلديانوس بما حدث فأمر بمحاكمة الفتيات بواسطة نبيل يدعى سيسينيوس، الذي ألقى الأختين أغابي وشيونية في النار، بينما هدد أصغرهن وأجملهن إيريني أن يبعث بها إلى بيت الدعارة. أما هي فلم تخف من التهديد وأكدت له أنها لن تترك إلهها، وإنه هو الحافظ لها من الفساد... أخيرًا ضُربت بسهم فأسلمت الروح ونالت مع أختيها إكليل الاستشهاد. العيد يوم 3 أبريل.
العذراء الشهيدة أغابي: توجد شهيدات كثيرات باسم أغابي كن عذارى.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيد بقطربقطر الشهيد


يذكر شينو Ch?neau في كتابه "قديسو مصر" حوالي 15 قديسًا باسم "فيكتور" أو "بقطر" أغلبهم شهداء بذلوا حياتهم في مدينة الإسكندرية، ليس لدينا تفاصيل لحياة كل هؤلاء الشهداء أو القديسين، إنما نكتفي بالحديث عن بعضهم، ربما حدث خلط فيما بينهم. وُلد بكيليكية من أسرة مسيحية تقية، فعاش بقلب ملتهب بمحبة الله. التحق بالجندية فلمع نجمه، وإذ سافر مع فرقته إلى الإسكندرية كان يمارس عبادته جهارًا. وبسبب لطفه وأمانته مع مركزه كان محبوبًا لدي المسيحيين والوثنيين. في عام 177م لم يحدث فيضان للنيل، الأمر الذي له خطورته لا على مصر وحدها، وإنما على الدولة الرومانية التي تحسب وادي النيل كنزها الزراعي. وكان ثمرة عدم الفيضان أن علت هتافات الوثنيين بالإسكندرية: "الموت للمسيحيين" وسرت موجة عنيفة للاضطهاد، فقد كان الإمبراطور أوريليوس يرى في كل كارثة تحلّ بأية مقاطعة أو بلد سرها غضب الآلهة على الإمبراطورية بسبب وجود المسيحيين. إذ بدأت موجة الاضطهاد بالإسكندرية استدعى الوالي سباستيان هذا القائد المسيحي وطلب منه جحد مسيحه طاعة لأوامر الإمبراطور، فكانت إجابة القائد: "ليس من يخدم الإمبراطور بإخلاص مثلي، على أنه إذا كان للإمبراطور السلطان المطلق على جسدي فليس له من سلطان على روحي التي هي لله وحده". حاول الوالي أن يستميله باللطف والتكريم، معلنًا إعجابه به وبحكمته، سائلاً إياه أن ينقذ حياته بجحد مسيحه، أما هو فأعلن أنه لا يخاف العذابات لأنها في عينيه لا تجلب موتًا بل الحياة الأبدية. بدأ الوالي يغيّر من أسلوب معاملته فصار يهدد بعنف، ثم تحول من التهديد إلى التنفيذ فأمر ببتر أصابعه، أما بقطر فكان يسبح الله الذي وهبه نعمة الألم من أجله. أُودع بطرس في السجن ليُلقى في اليوم التالي وسط أتون نار أُعد لأجله، وكانوا يلقون الحطب في النار لمدة ثلاثة أيام بعد إلقاء بقطر في داخله، وإذ طلب الوالي إطفاء الأتون ليرى ضحيته رمادًا وسط رماد الحطب، فوجئ الجند به حيًّا، واقفًا يسبح الله ويمجده، فاُقتيد إلى المحكمة. في أسيوط إذ كان الوالي في جولة أخذ معه بقطر إلى مدينة ليكوبوليس (أسيوط)، وهناك وُضع على الهنبازين لعصر جسده، كما وُضعت مشاعل عند جنبيه، لكن فرحه بالميراث الأبدي والأمجاد الدائمة وهبه قوة احتمال فائقة. بأمر الوالي وُضع في حلق القديس جيرًا وخلاً، كما صدر الأمر بفقء عينيه، عندئذ قال القديس: "أتظن أنك تقهر عزيمتي بأعمالك الوحشية أيها القاسي؟! فبفقد عينيْ جسدي تتضاعف حدة بصيرتي الروحية. إنني لن أخشى مثل هذه العذابات الوحشية، لأن قوة الله تعين ضعفي". رُبط القديس في عامود وهو منكس الرأس، وتُرك ثلاثة أيام حتى ينزف دمه من فمه وأنفه فيموت، لكن الله كان يسنده ويشفيه. أمر الوالي بسلخ جسده، أما هو فأعلن للوالي انه قد يسلخ جلده عن لحمه لكنه لن يقدر أن يسلبه رداء الروح المنسوج من الإيمان والمحبة. بدأ القديس يصلي والكل يقف في ذهول يرى إنسانًا يناجي إلهه بروح الغلبة والنصرة غير مبالٍ بالعذابات البربرية. قطع هذا الصمت سيدة انطلقت وسط الجموع لتلتقي بالقديس وتقول له: "طوباك يا بقطر، ومطوّب هو جهادك الذي تتممه من أجل الله". ارتبك سباستيان الوالي ومن معه، فاستدعاها، وسألها عن شخصها، فأجابت أنها امرأة أحد الجنود، رأت ملاكين ينزلان من السماء، يحملان إكليلين عجيبين، الأفخم مُقدم لبقطر، لذا فهي تطمع في نوال الآخر. بالرغم من صغر سنها وضعف جسمها لم تبالِ بغضب الوالي وتهديداته. حسب الوالي هذا الأمر جنونًا، وصار ينصحها أن ترجع عن تفكيرها هذا، أما هي فأعلنت أنها تشتاق أن تفقد كل شئ من أجل هذا الإكليل السماوي. أمر الوالي بتقريب ساقيّ نخلتين قريبتين في ساحة المحكمة، وبعد جهد كبير رُبطت المرأة في الساقين، وإذ تُرك الساقان عادا إلى حالهما الأول فتمزقت المرأة إلى قطعتين ونالت إكليل الشهادة. سمع القديس بقطر بشهادة هذه السيدة الشابة فقدم الشكر لله، مشتاقًا أن يلحق بها. ضُرب عنق القديس ونال إكليل الشهادة بعد أن ربح الكثيرين للإيمان أثناء عذاباته وعمل الله معه.
 

+SwEetY KoKeY+

خلينى ارنم !
مشرف سابق
إنضم
1 سبتمبر 2008
المشاركات
28,051
مستوى التفاعل
394
النقاط
0
حلوة قصة الشهيده اغابى عندى قصتها
ثانكس روكاااااااا لمجهودك الرائع
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديسة ايريني​
ايريني القديسة


كانت ابنة ملك وثني يُدعى ليكينيوس. اتسمت بمسحة من الجمال الفريد، حتى خشيَ والدها من جمالها فبنى لها قصرًا خاصًا بها، وأقام معها ثلاثة عشر جارية لخدمتها والسهر على حراستها. وكان عمرها في ذلك الوقت ست سنوات. وترك لها التماثيل تسجد لها وتتعبد أمامها، كما عيّن لها شيخًا فاضلاً حكيمًا ليقوم بتربيتها. رأت إيريني حمامة في فمها ورقة زيتون نزلت ووضعتها على المائدة، ثم هبط نسر ووضع إكليلاً على المائدة، بعد ذلك جاء غراب ومعه ثعبان ووضعه على المائدة. جزعت إيريني من الرؤيا وروتها لمعلمها الذي كان مسيحيًا دون أن يعرف والدها. أجابها بأن الحمامة هي تعليم الناموس، وورقة الزيتون هي المعمودية، والنسر هو الغلبة، والإكليل هو مجد القديسين، والغراب هو الملك، والثعبان هو الاضطهاد، ثم ختم قوله بأنه يجب عليها أن تجاهد في سبيل الإيمان بالسيد المسيح. زارها أبوها يوم، وعرَضَ عليها الزواج من أحد الولاة الأمراء، فطلبت منه مهلة ثلاثة أيام لتفكر في الأمر... وإذ دخلت إلى التماثيل تطلب الإرشاد لم يجبها بشيء. ثم رفعت عينيها إلى السماء، وقالت: "يا إله النصارى اهدني إلى ما يرضيك". ظهر لها ملاك الرب، وقال لها: "سيأتيك غدًا أحد تلاميذ بولس الرسول ويعلمك ما يلزم ويعمدك". وفي الغد جاء إليها القديس تيموثاوس وعلمها أسرار الإيمان ثم عمدها. إذ علم والدها بالأمر أحضرها وتحقق منها الأمر، فاعترفت بإيمانها بالسيد المسيح، فأمر أن تربط في ذيل حصان جمح وأطلقه... لكن الحصان عوض انطلاقه بها ارتد إليه، وقبض بفمه على ذراع الملك وطرحه أرضًا، فسقط ميتًا. أخذت إيريني تصلى كي يتمجد السيد المسيح كواهب القيامة والحياة، فقام والدها وآمن هو وزوجته ونحو ثلاثة آلاف نسمة، واعتمد جميعهم. وقد وهب الله هذه القديسة نعمة عمل الآيات، فكسبت كثير من الأمراء والعظماء كما من الشعب للإيمان، ثم تنيحت بسلام في 21 من شهر مسرى.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس إيرينيؤس أسقف ليون | إيريناؤس | إيرينيئوس​
القديس ايرينيؤس أسقف ليون
(أبو التقليد الكنسي)



Saint Irenaeus إن كنا لا نعرف كثيرًا عن حياته لكن كتاباته تكشف لا عن شخصيته فحسب، وإنما عن الفكر الإنجيلي الرسول الكنسي، إذ يُحسب أحد رجال الكنيسة العظماء في القرن الثاني، وضع أساس علم اللاهوت المسيحي، وتفسير الكتاب المقدس، كما أبرز بوضوح ودقة مفهوم الكنيسة اللاهوتي، لذا دُعي "أب اللاهوت المسيحي"، "أب التقليد الكنسي".

نشأته:
كلمة "إيرينيؤس" Εἰρηναῖος تعني "المسالم"، وجاء اسمه مطابقًا لشخصيته كمحب للسلام الكنسي على مستوى جامعي. قيل إنه ولد حوالي عام 115-125، وإن كان البعض يري إنه وُلد حوالي عام 140 م (أو ما بين 130-142)، على مقربة من شاطئ آسيا الصغرى القديمة، وكما قال بنفسه إنه كان صبيًا اعتاد أن يحضر مع صديقه فلورنس عظات القديس بوليكربس الشهيد أحد تلاميذ الرسل أنفسهم، لذا يُرجع إنه ولد بسميرنا (أزمير). للأسف انحرف صديقه فلورنس للغنوسية التي تحل "المعرفة" gnosis العقلية البحتة محل الإيمان للخلاص وتحقّر من العهد القديم... الخ. بعد رسامته قسًا، وقد حاول صديقه إيرينيؤس رده للإيمان المستقيم، وقد جرد فيكتور أسقف روما فلورانس عام 188م، ولا ندري مدى تأثير القديس إيرينيؤس على صديقه بعد ذلك.

سيامته قسًا:
تتلمذ قديسنا على يدي القديس بوليكربس وأحبه جدًا، إذ كان معه في لحظات استشهاده بروما، يقول إنه يذكر القديس بوليكربس وكلماته وتعاليمه بدقة أكثر من أي حدث مرّ به في حياته. كان إيرينيؤس محبًا للتعلم، وصفه العلامة ترتليان بأنه شغوف نحو كل أنواع المعرفة، لذا أحبه معلمه بوليكربس، الذي قيل إنه أخذه معه إلى روما، ومن هناك بعثه إلى ليون Lyons (بفرنسا) ليقوم بعمل إنجيلي كرازي، إذ كانت العلاقات وثيقة جدًا بين مواني آسيا الصغرى ومنطقة الغال (فرنسا)، ليس فقط من الجوانب التجارية، وإنما أيضًا كان كثير من الكهنة والكارزين يقدُمون إلى الغال من آسيا الصغرى. على أي الأحوال وجد القديس فوتينوس أوباثينوس Pathinus أسقف ليون الشرقي الأصل، الذي كان يبلغ التسعين من عمره في هذا الشاب غيرة متقدة للكرازة، خاصة بين الوثنين فسامه قسًا. في روما كان الكاهن إيرينيؤس محبًا للسلام بصورة عجيبة، لذا كلفه رؤساء كنيسة ليون بالتوجه إلى الأسقف إلوتاريوس Eleutherius بروما، من أجل مشكلة الموناتيين الذين يدعون النبوة، إذ كان يشتاق الكاهن إلى مصالحتهم مع الكنيسة في كل موضع خلال الحب، لكن ليس على حساب العقيدة أو الحق. في ذلك الحين اشتدت موجة الاضطهاد بليون عام 177م، وقبض على عدد كبير من رجال الكتاب هناك، حيث تنيح الأسقف القديس فوتينوس في السجن واستشهد أكثر من 40 شخصًا، فأسرع إيرينيؤس بالعودة إلى ليون ليشدد الأيادي ويسند الكل وسط الضيق، فسيم أسقفًا على ليون وفينا وبعض الإيبارشيات الصغيرة في جنوب بلاد الغال. جهاده الأسقفي في أبوّة صادقة إذ كان القديس إيرينيؤس قد درس اليونانية والشعر اليوناني والفلسفة، لكنه كان يتحدث مع شعبه باللسان السلتي Celtic، حتى يشعروا أنه واحد منهم، وليس غريبًا عنهم. في اتساع قلبه كرز بمحبة خارج نطاق إيبارشيته، وأرسل قديسين كثيرين للكرازة بين الوثنين، مثل فيلكس وفرتوناتوس وأخيلاوس إلى Valence ، وفريتيوس وفيرولس إلى Beasancon. كان محبًا للكنيسة الجامعة بكل قلبه، فعندما سمع أن الأب فيكتور أسقف روما قطع العلاقة بين روما وآسيا الصغرى بسبب خلاف حول عيد القيامة، بعث رسالة إلى أسقف روما بأسلوب لائق لكن شديد، يطالبه ألا يأخذ هذا الموقف العنيف وأن يُعيِّد العلاقات من جديد.
من جهة إيمان الكتاب فقد أظهر غيرة صادقة على الحفاظ على الإيمان المستقيم، مقاومًا الهرطقات خاصة الغنوسية والمونتانية، لكنه في المقاومة لا يبغي الجدل في ذاته، بل كان يركز على إبراز أركان التعليم الرسولي في شتّى القضايا التي أثارها الهراطقة، فكان جدله إيجابيًا بنّاًء. كان مجاهدًا لا في مقاومة الهرطقات فحسب، وإنما بالأحرى في ردّ الهراطقة إلى حضن الكنيسة. لذا كان يتحدث بحكمة بناءّة، في أسلوب هادئ وتسلسل مقنع بروح المحبة غير المتعصبة ولا الجارحة.

نياحته:
شهد خراب ليون عام 197م، إذ رقد حوالي عام 202م، ويري القديس جيروم أنه استشهد، وإن كان كثير من الباحثين لم يرجحوا ذلك. تُعيّد له الكنيسة اليونانية في 23 أغسطس واللاتينية في 28 يونيو، وقد نقل عيده منذ سنة 1960م إلى 3 يوليو.

كتاباته:
للأسف فُقدت أغلب كتاباته، لكن عثر على الترجمة اللاتينية لخمسة كتب له باسم "ضد الهرطقات"، كما عثر أخيرا على ترجمة أرمنية لكتابه "برهان الكرازة الرسولية". هذان العملان نجد فيهما وحدهما عناصر النظام اللاهوتي المسيحي الكامل.

من كلماته المأثوره:
صار ابن الله إنسانًا لكي يصير الإنسان ابن الله (ضد الهرطقات2:10:3).
مجد الله أن يحيا الإنسان، وحياة الإنسان أن يري الله (ضد الهرطقات7:20:4).
اِتّباع المخلص هو اشتراك في الخلاص، واِتّباع النور هو اشتراك في النور (ضد الهرطقات1:14:4).

* يُكتب أيضاً: القديس إيرينيوس، القديس إيريناؤس، القديس إيريناوس، القديس اريناوس، القديس إريناؤس، القديس إرينيؤس، القديس إرينوس، القديس إريناوس.


 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيد ايرينيؤس والشهيد ميستيولا​
ايرينيؤس وميستيولا الشهيدان


في القرن الثالث في عهد الملك أوريليان، أُرسل الوالي ترسيوس Turcius إلى مدينة توسكاني Tuscany ليمحى كل أثر للمسيحية هناك. التقى بالكاهن فيلكس الذي عاش في فالسكا (Falisca, or Civita Castellana) الذي إذ سمع عن الاضطهاد الذي يحل بشعبه، جمع الكل في الكنيسة، وبدأ يسندهم، حاثًا إياهم أن يعترفوا بالسيد المسيح بفرح أمام الناس فيعترف بهم أمام ملائكته في اليوم الأخير. تعرض الكاهن للرجم بالحجارة حتى أسلم الروح، فقام شماسه إيرينيؤس بدفنه خارج المدينة. ألقى الوالي القبض عليه وسجنه، فكانت سيدة غنية تدعى ميستيولا Mustiola تخدمه مع بقية المسيحيين المسجونين، تأتي إليهم بالطعام، وتغسل أقدامهم، وتدهن جراحاتهم. احتمل إيرينيؤس العذاب بصبر، فوضعت المشاعل عند جنبيه، ومزق بالمخلعة ثم حرق جسمه بالنار. أما ميستيولا التي يقال إنها من أصل ملوكي روماني فصرخت: "أيها الشرير، أتسفك دمًا بريئًا؟ من تذبحه ينعم بالمجد أما أنت فتسقط في نار أبدية". اغتاظ الوالي وأمر بجلدها حتى أسلمت الروح. العيد يوم 3 يوليو.
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
ايرينيس​
ايرينيس


روى القديس قسيانوس الرومي قصة هذا الشيخ الذي سبّب حزنًا شديدًا للآباء والاخوة بسبب سقوطه، لعدم تمييزه، فقال بأنه في أيامه عاش هذا الشيخ في البراري خمسين عامًا في تقشف زائد ونسك، محب للعزلة والانفراد، لكن عدو الخير ضربه بالكبرياء ففقد روح الحكمة والإفراز، فظهر له في شكل ملاك نور وسجد إيرينيس له. أقنعه العدو أن يُلقي بنفسه في بئر عميقة ليتحقق عناية الله به عمليًا، وأكد له أنه لن يصاب بضرر بسبب حياته الفاضلة. في عدم حكمة طرح نفسه في البئر في منتصف الليل، وبقي هكذا حتى عثر عليه الاخوة بين حي وميت، فأخرجوه وهم في حزن شديد بسبب سقوطه وانخداعه للعدو، ولم يبق سوى يومين وفي ثالث يوم مات.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس ايساك الأبايساك الأب


تلميذ الأنبا أبلوس. زهد العالم منذ صغره، وترهّب في برية شيهيت، وتتلمذ للأنبا أبلّوس نحو مدة 25 عامًا في نسك شديد وصمت وسكون. كان من عادته أن يقف في الصلاة مكتوف الأيدي، مطامن الرأس طوال القداس الإلهي، ثم يعود إلى قلايته، ويغلق بابها عليه، ولا يقابل أحدًا في ذلك اليوم، ولما سُئل: لماذا لا تكلم من يريد الحديث معك وقت الصلاة أو القداس الإلهي؟ أجاب: "للكلام وقت وللصلاة وقت". إذ دنا وقت رحيله، اجتمع عنده الآباء الرهبان لنوال بركته، فسألوه: "لماذا كنت تهرب من الناس؟"، أجابهم: "ما كنت أهرب من الناس بل من الشيطان، لأن الإنسان إذا أمسك مصباحًا متقدًا في الهواء ينطفئ، وهكذا نحن إذا أضاء عقلنا من الصلاة والقداس ثم انشغلنا بالحديث، فإن عقلنا يظلمّ". تنيح في العاشر من برمودة.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيد ايسنت​
ايسنت الشهيد


كان إيسنت أو هيسنث Hycinth حاجبًا لدى الإمبراطور تراجان في بدء القرن الثاني، وكان من مواطني قيصرية الكبادوك. إذ أُكتشف أمره أنه مسيحي، يرفض تناول اللحوم المذبوحة للأوثان، أُلقى في السجن، وطُلب من السجان ألا يقدم له طعامًا سوى ما ذُبح للأوثان، وقد فضّل إيسنت أن يموت من الجوع عن أن يمد يده لهذا الطعام. وإذ ساءت صحته جدًا أمر الإمبراطور أن يقدم له طعام غير مذبوح للوثن لكن الشهيد كان غير قادر على ابتلاع شيء، فرقد في الرب من الهزال الشديد. يُعيِّد له الغرب في 3 يوليو.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
ايسي الشهيد​
الشهيد الأنبا إيسي


كان إيسي وأخته تكلا من أبي صير، غربي الأشمونين، بمحافظة المنيا، وكانا غنيين جدًا تقيين. سمع إيسي عن صديقه بولس بالإسكندرية أنه مريض فانطلق إليه، وجده قد شفيَ من مرضه، فقرّرا أن يقوما بخدمة المسجونين من أجل الإيمان. سمعا عن بقطر بن رومانيوس الوزير كيف جاء ليستشهد في مصر، زاهدًا غنى العالم وكرامته، وربما التقيا معه، فالتهب قلبيهما بالامتثال به، وتقدم إيسي إلى الوالي يعترف بالسيد المسيح. تعرض إيسي لعذابات شديدة كالجلد والعصر وإيقاد مشاعل في جنبيه وتقطيع أعضائه، أما بولس صديقه فكان يراه في عذاباته فيبكي. لم يترك الله إيسي في عذاباته بلا تعزية، بل كان يرسل له ملاكه ليشفيه من جراحاته ويقويه. كما أرسل ملاكًا لأخته تكلا يأمرها أن تمضي لأخيها بالإسكندرية، وإذ ركبت مركبًا ظهرت لها القديسة مريم العذراء والقديسة أليصابات يعزيانها في أخيها دون أن تعرفهما؛ الأولي قالت لها: إن لي ولدًا صلبوه حسدًا، والثانية تقول: إن لي ولدًا أخذوا رأسه ظلمًا. التقت بأخيها ودخلت معه طريق الآلام، وكان الرب يقويهما. أخيرًا سلمهما الوالي لأبنه كي ينطلق بهما إلى الصعيد، لكن إذ سارت المركب قليلاً وتوقفت، قطع رأسيهما وطرح جسديهما وسط الشوك والحلفاء. أما بولس صديق إيسي وأبلانيوس ابن الشهيدة تكلا فاستشهدا بعد ذلك. تُعيّد الكنيسة بعيد استشهاد القديسين إيسي وتكلا أخته في 8 كيهك.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس ايسيذورس الإسكندري​
القديس الأنبا إيسيذورس الإسكندري


نشأته:
ولد حوالي عام 318م؛ أحب الله واشتاق إلى تكريس حياته للعبادة، فوزع ممتلكاته على الفقراء وهو شاب صغير، والتحق بإقليم نتريا تحت رعاية القديس آمون الكبير. أما أخته اليتيمة فترهبت بدير خارج الإسكندرية، وصارت أمًا لسبعين راهبة. زار القديس أنبا أنطونيوس، وقد التصق بالقديس البابا أثناسيوس الذي أقامه رئيساً لبيت الضيافة (مستشفى) بالإسكندرية. بدأ القديس بالاديوس كتابة "التاريخ اللوسياكي" بلقائه مع هذا الأب عام 388م، إذ قال: [عندما حضرت إلى الإسكندرية لأول مرة في عهد الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير (379-395م) الذي يقطن الآن مع الملائكة بسبب عظم إيمانه بالمسيح، تقابلت مع رجل عجيب في المدينة هو إيسيذورس الشيخ. كان شخصًا ضليعًا وقد تسلم بيت ضيافة كنيسة الإسكندرية، إذ قيل عنه إنه خاض معارك شبابه الأولى في البرية، وقد شاهدت قلايته بجبل نتريا (شمال منطقة وادي النطرون). عاش كل حياته لا يضع على جسده كتاناً فاخرًا، ما خلا عصابة على رأسه. لم يستحم (هنا لا يعني عدم غسل جسده إنما عدم الاستحمام في الحمامات العامة، خاصة في المدن الكبرى، فقد أساء الوثنيون استخدامها فكانت مجالاً للعثرة، لهذا امتنع الكثير من المسيحيين عن استخدامها)، ولا أكل لحمًا، وقد حُفظ جسده الضعيف بالنعمة حتى أن من لا يعرف طريقة عيشه يظنه مترفاً. يعوزني الوقت إن حاولت وصف فضائله بدقة، فقد كان رقيق القلب، مملوءًا سلامًا، حتى كان أعداؤه غير المؤمنين يهابون خياله من أجل عظم صلاحه.
معرفته بالكتب المقدسة والعلم الإلهي عميقة، لذا كانت أفكاره تهتم حتى عندما كان الأخوة يأكلون. كان صامتًا، وإذا دُعي للحديث عن هيامه كان يقول: "لقد سُحب فكري كمن هو مأسور في رؤيا". كثيرًا ما عرفته باكياً على المائدة، وعندما سألته عن سبب الدموع، أجابني: "إنني أخجل من الاشتراك في طعام غير عقلي، فأنا كائن عاقل، وكان يليق بي أن أكون في فردوس النعيم بالقوة المعطاة لي بالمسيح." عندما سافر أولاً مع أثناسيوس (عام 340/341م حيث رسمه في روما قسًا)، وبعد ذلك مع الأسقف ديمتريوس (غالباً أسقف بسينيوس Pessinus بغلاطية، صديق حميم للقديس يوحنا ذهبي الفم والمعضد له) تعرف على كل مجلس شيوخ روما وزوجات العظماء...]. أخذ القديس إيسذورس بالاديوس وسلمه إلى متوحد اسمه دوروثيؤس الطيبي أو الصعيدي، الذي كان يسكن في مغارة تبعد حوالي خمسة أميال من الإسكندرية، لكن يبدو أن بالاديوس لم يحتمل العيش في المغارة فانطلق إلى نتريا عام 390م.

متاعبه:
عانى من الاضطهاد الأريوسي على يدي فالنس عام 373م، ونفى إلى إحدى الجزر، ثم عاد إلى الإسكندرية. أرسله البابا ثاوفيلس (23) إلى روما عام 388 في مهمة برسالة سُرقت منه فعاد للحال. وقد حاول البابا ثاوفيلس تقديمه بطريركًا على كرسي القسطنطينية لكن القديس يوحنا الذهبي الفم أحبط هذه المحاولة. أرسله البابا ثاوفيلس إلى فلسطين برسالة فانحاز إلى القديس يوحنا أسقف أورشليم مما أثار القديس جيروم واتهمه بالأوريجانية، إذ كان القديس جيروم وهو في شدة العداوة ضد أوريجانوس يقاوم القديس يوحنا الأورشليمي. حوالي عام 391 حدث خلاف بينه وبين البابا ثاوفيلس، اتهمه الأخير أنه سمح لأحد أتباع ماني بالتناول، فطرده عن الإسكندرية ليذهب إلى قلايته القديمة بنتريا. وإذ ضيق عليه البابا الخناق ذهب مع الأخوة الطوال إلى القديس يوحنا الذهبي الفم بالقسطنطينية الذين كانوا محبين لأوريجانوس ومدافعين عنه. إذ عاد من القسطنطينية تنيح في الحال عام 403م وقد بلغ الخامسة والثمانين من عمره، ودفن بالإسكندرية. تعيد له الكنيسة الغربية في الخامس عشر من شهر يناير.
* يُكتَب أيضاً: إيسيذوروس.
* يُكتَب خطأ: إيسذورس، إيسي ذوروس، إيسي ذورس، إسيذورس، إسيذوروس.
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيد ايسيذورس الإنطاكي​
ايسيذورس الإنطاكي الشهيد


عائلة ملوكية في عهد الإمبراطور دقلديانوس كان بندلاؤن أحد أقرباء رومانيوس الملك حاكمًا على إنطاكية، إذ رأى أن دقلديانوس جحد المسيح، وبدأ يضطهد المسيحيين، أخذ زوجته صوفيا وابنه إيسيذورس وابنته أفوميا وانطلق الكل إلى أحد الجبال القريبة من إنطاكية يعيشون بعيدًا عن هذا الجو المّر. أرسل إليه الإمبراطور واستدعاه هو وابنه ليسألهما عن سبب اختفائهما، فقال بندلاؤن في شجاعة: " لما كنت تعبد الله الحي كنا نحبك ونكرمك ونخدمك، فلما تباعدت عن عبادة الله وتعبدت للأوثان والشياطين ابتعدنا نحن أيضًا عنك". وإذ كان دقلديانوس يعرف مكانة الرجل لاطفه جدًا مذكرًا إياه بأصله الملوكي ومركزه العظيم، لكن بندلاؤن في شجاعة أعلن عدم جحده للسيد المسيح، فأمر الإمبراطور بقطع رقبته وسجن الصبي إيسيذورس وتعذيبه. استشهاد صوفيا وأفوميه سمعت الأم أن ابنها يتعذب، فأخذت ابنتها وانطلقت إلى حيث يُعذب ابنها، وكانت تعزيه وتشجعه، ثم نظرت إلى الملك وأخذت توبخه على قساوته وتجاسره على الأمراء وأصحاب المملكة الأصليين، وكانت ابنتها أيضًا توبخه، فأمر الإمبراطور بقطع رأسيهما. تعذيب إيسيذورس إذ استشهد الكل بقي الصبي الصغير وحده، لكن الله أراد أن يتمجد فيه بقوة، فقد أظهر شجاعة فائقة بالرغم من صبوته وتعرضه لعذابات كثيرة وحشية مثل الهنبازين وإشعال النار تحته والإلقاء في جب الأسود، وبقدر ما احتمل من آلامات كان الرب بنفسه يسنده، إذ كثيرًا ما كان يظهر له ويقيمه ويشفي جراحاته، كما كان يرسل له رئيس الملائكة عونًا له. كان الرب في محبته له يحول الوحوش الجائعة إلى حملان وديعة تستأنس به وهو بها، الأمر الذي كان يثير دقلديانوس بالأكثر عوض توبته ورجوعه. قيل إنه وسط عذاباته سمع صوت ربنا يسوع المسيح يقول له: "قم يا حبيبي إيسيذورس الذي امتلأ العالم شهادة بسببه"، فقام ليري السيد المسيح ببهائه، ويسجد له متهللاً أخيرًا إذ شعر الإمبراطور بالضيق الشديد أرسل الصبي إلى سلوكية منفيًا، وهي ميناء سوري على البحر الأبيض يسمى حاليًا "السويدية". استشهاده في سلوكية تمجد الله في الصبي فآمن على يديه الوالي أندونيكوس وكل عائلته، وإذ سمع الإمبراطور استدعى الكل ليضرب بالسيف أعناق أندونيكوس وعائلته، ويلقي الصبي في سجن مملوء نتانة بلا طعام أو شراب حتى يموت، لكن الرب أرسل ملاكه يقدم له طعامًا. استدعى الإمبراطور الصبي ورجاه أن يسمع مشورته، فارتجت المدينة كلها وخرجت الجموع تري هذا الصبي العجيب الذي هزّ الإمبراطور يخضع في النهاية، وتقدم العظماء لكي يحيوه، ووقف الصبي في الهيكل يبسط يديه ويصلي وإذ بالأرض تنشق لتبتلع الأوثان، فكانت الضربة قاضية. غضب الملك جدًا وأمر بتسميره على صليب خشبي حتى أسلم الروح، وكان ذلك في 19 من بشنس.
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيد ايسيذورس​
ايسيذورس الشهيد


إسكندري، كان يعمل في إدارة التعيينات بجيش الإمبراطور ديسيوس، ذهب مع فرقة تحت قيادة نوميريوس إلى جزيرة Chios . هناك إذ أُكتشف أنه مسيحي وُشى به لدى قائدة نوميريوس الذي قدمه للمحاكمة وصار يعده ويتوّعده لكي يجحد مسيحه، فكان ثابتًا على إيمانه. قُطع لسانه وأخيرًا قطعت رأسه. وأُلقى جسده في بئر، لكن المسيحيين اكتشفوه. دفنه جندي يدعى اميانوس استشهد بعد ذلك في Cyzicus، واشتركت معه في الدفن سيدة هي القديسة ميروب Myrope، التي جُلدت حتى الموت من أجل محبتها واهتمامها بدفن الشهداء. صارت البئر مشهورة، يستخدمها الله في عمل العجائب والأشفية، كما أقيمت كنيسة فوق مقبرة الشهيد. في القرن الخامس نقل رفات القديس إلى القسطنطينية في كنيسة صغيرة باسمه ملحقة بكنيسة القديسة إيريني. وقد صار اسمه مكرمًا بالقسطنطينية، وبعد ذلك في روسيا. يقال إن بعض التجار نقلوا رفاته إلى سان ماركو بفينيس. العيد يوم 15 مايو.
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس ايسيذورس الفرمي الأب​
القديس الأب إيسيذورس الفرمي
(إيسيذوروس البيلوزمي)



حياته تمثل القلب الناري الملتهب حبًا، يشتاق للوحدة والنسك، مع انطلاقة قوية وغيرة للعمل بقوة وبجرأة خاصة مع الخدام وأصحاب المراكز المدينة والدينية ليحدثهم في محبة صادقة مع صراحة ووضوح بلا مداهنة من أجل الحق، وبروح الاِتضاع بلا عجرفة. نشأته وُلد بالإسكندرية حوالي سنة 360م، يمت إلى البابوين ثاوفيلس (23) وكيرلس (24) بصلة قرابة. تعلم اليونانية والعلوم الزمنية مع علوم الكنيسة بروح وديع وبنسك وتقوى، فحسب أحد علماء عصره وأحد آباء الكنيسة الجامعة. لما عزم الشعب على اختياره أسقفًا هرب إلى جبل الفرما على حدود مصر في الشمال الغربي بالقرب من مدينة بيلوسيوس (حاليًا فرموس)، لذا يدعوه بعض الغربيين إيسيذورس البيلوسيوتي. وقد قيل إن هذه المنطقة سكنها في وقت من الأوقات حوالي 500 راهبًا. بين الصمت والغيرة عاش في جبل الفرما كناسك متوحد محب للصمت، ميالاً للتأمل والصلاة مع دراسة عميقة للكتاب المقدس، وكان أيضا عنيفًا مع جسده يتدرب على أصوام وتقشفات زائدة. وسط صمته وعبادته كان قلبه يلتهب غيرة على خلاص الكل، وإذ قبل الدرجة الكهنوتية صار يكتب رسائل متعددة كرسائل شخصية يبعثها للقيادات الكنسية والعظماء في صراحة مع محبة، وقد وصل إلينا أكثر من ألفيْ رسالة له. رسائله كانت ملتهبة بحب خلاص الآخرين، لذا كانت فعّالة في حياة الكثيرين، وكما يقول بعض الدارسين إنها لا تقل عن أعمال القديس يوحنا الذهبي الفم. طالع كتابات القديس يوحنا الذهبي الفم وتأثر بها، خاصة كتابه "عن الكهنوت"، حتى حُسب تلميذاً له، وقد دافع عنه بجرأة أمام قريبه البابا ثاوفيلس. هذا الدفاع أثار أعداء القديس يوحنا الذهبي الفم ضد إيسيذورس نفسه، وكالوا له اتهامات كثيرة، وسببوا له مضايقات. وبعد نياحة البابا ثاوفيلس بذل كل الجهد لدى خليفته البابا كيرلس الكبير ابن أخت البابا ثاوفيلس موضحاً له سمو القديس يوحنا الذهبي الفم، وحمله أن يضع اسمه بين أسماء القديسين. رافق الأخوة طوال القامة الذين اضطهدهم البابا ثاوفيلس فانطلقوا إلى القسطنطينية ليلقوا بذهبي الفم، وكان معهم مدافعاً عما أتُهم به العلامة أوريجانوس معلناً أنها اتهامات منسوبة إليه خطأ من وضع الناسخين وليست أصيلة. في غيرته أيضًا المقرونة بالشجاعة في تهذيب الآخرين كتب إلى رئيسه أوسابيوس أسقف بيلوسيوس خليفة الأنبا آمون إذ رآه يتصرف بغير عدل، بل وكتب إيسيذورس إلى حاكم المنطقة يؤنبه على المظالم التي يرتكبها وعلى عدم مراعاته حقوق الكنيسة. وكان له دور عظيم أيضا في مقاومة النسطورية. جاهد حتى تنيح حوالي عام 450م. تعيد له الكنيسة القبطية في 10 أمشير. أفكاره ورسائله كان كمحب لكتابات القديس يوحنا الذهبي الفم يميل إلى التفسير الحرفي ولا يقبل التفسير الرمزي إلا في حدود ضيقة. اهتم في كتاباته بالجانب العقيدي كالرد على الأريوسيين وتمسكه بكلمات مجمع نيقية. كان يحب القديس كيرلس الكبير، ومع تقديره له، في رسالة له أخذ ينتقده بشجاعة وأدب. اهتم أيضا بالجانب التفسيري فكرس أكثر من ستين رسالة لتفسير رسائل معلمنا بولس الرسول. كما اهتم بالجانب الروحي العميق فعندما يتحدث عن النسك يقول: "لا تصير ناسكًا كاملاً لمجرد أن لك طعام القديس يوحنا المعمدان وشرابه ونومه، إنما يلزم عليك أن تكون لك روحه كي تصل إلى الكمال". كما تحدث عن الحياة البتولية بكونها أفضل من الحياة الزوجية لكن في وضوح أعلن أنه إن خلت من الإتضاع صارت بلا قيمة. أورد مني Migne في مجموعته عن كتابات الآباء 2010 رسالة لهذا الآب، مقسمة إلى أربع مجموعات، كل مجموعة تحوي حوالي 500 رسالة، يشك البعض في 19 رسالة منها. يذكر القديس ساويرس الأنطاكي أن لهذا الأب 3000 رسالة. من كلماته إنه أمر ضروري أن نوبخ البعض بقساوة والبعض بعذوبة وليونة، لأنه لا يمكن اكتساب الجميع بنوع واحد، ولا يُستطاع معالجة الأمراض كلها وشفاؤها بدواء واحد بعينه. إذ طرد من مكان نسكه ونفى كتب إلى صديق له يقول: الفضيلة وحدها وبذاتها هي إكليل البار ومكافأته، كما أن الشرير يجد قصاصه وعقابه في شر الرذيلة. ولهذا تجد الفضيلة دائماً محبوبة على حد سواء حتى إن اضطهدت بتهم باطلة، والرذيلة هي دائما مستحقة البغضة مهما تشرفت من الناس الضالين. يجب علينا أن نحتمل بدعة وصبر الإهانة حينما تلحق بأشخاصنا فقط، وأن نستعمل الحنو والتساهل في غفرانها. وأما حينما تلحق الإهانة بالعزة الإلهية فحينئذ يكون عدلاً وواجبًا أن نتصف بالغيرة وأن نظهر الغضب المقدس المؤسس على حب الله لا أن نحتملها بجبن ونخشى بدناءة غضب الغير... إننا نتقد غضبًا ونشتغل بنار الغيرة ضد أعدائنا فيما يصادفنا شخصيًا، وأما فيما يخص الله وكنيسته فنحن فاترون، متغاضون، خالون من كل حرارة. موسى الأكثر حلماً ووداعة من جميع الناس حمى غضبه ضد الشعب الإسرائيلي حينما صنعوا العجل الذهبي ليسجدوا له. وإيليا تسلح بالغيرة المتقدة ضد عابدي الأصنام، والقديس يوحنا المعمدان ضد هيرودس الملك، والقديس بولس الرسول ضد عليم الساحر... حياة بدون كلام خير من كلام بدون حياة؛ الأول إذ يحيا بالبر ينفع حتى بصمته، وأما الثاني فلا يفيد حتى عندما يتكلم. متى اقترنت الكلمة بالعمل تتم كل الفلسفة. اهتم بالفضائل ولا تكن عبدا للمجد (الباطل)، فالفضائل خالدة أما الأخير فزائل. كثيرون يريدون الفضيلة لكنهم يترددون في السير على الطريق التي تقود إليها، بينما آخرون يعتقدون أنه ليس ثمة فضيلة. يلزم إقناع الأولين أن يتخلوا عن كسلهم وتعليم الآخرين ماهية الفضيلة. ارتفاعات الإِتضاع عظيمة هكذا أيضا أعماق الكبرياء، أنصحكم أن تقبلوا الأولى ولا تنحدروا في الثانية.

* يُكتَب خطأ: إيسيذروس.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس ايسيذورس​
القديس إيسيذورس


قس الإسقيط كثيرًا ما يحدث خلط بين الآباء الرهبان القديسين الذين يحملون اسم "إيسيذورس Isidore"، أما إيسيذورس الذي نتحدث عنه هنا فهو ذاك الذي دعاه المؤرخ الرهباني بالاديوس: "إيسيذورس الكبير"، اعتبره روفينوس أحد معلمي البرية الكبار مع المقارات القديسين، وقال عنه القديس يوحنا كاسيان "قس برية شيهيت". سكن أولاً في نتريا حوالي سنة 373م، وصار كاهنًا لخدمة المتوحدين في منطقة القلالي، فدعي "قس المتوحدين". جاء وسكن بجوار قلاية القديس مقاريوس، وكان من أوائل الملاصقين له، رافقه في تأسيسه لديره بالبيامون (دير أبي مقار الحالي)، وقد عُرف بقس الإسقيط، لأن القديس مقاريوس وهو قس الإسقيط وأب الرهبان أقامه كنائب عنه، يمارس هذا العمل حين يحتجب للعزلة، وبسبب هذا المركز كان يزور البابا الإسكندري سنويًا كأب رهبان شيهيت ونائب عن القديس مقاريوس. ارتباطه باستقامة الإيمان انطلاقه إلى البرية للعبادة في جو من الهدوء الكامل، مكرسًا حياته للحياة التأملية، لا يحجبه عن العمل الكنسي خاصًا الحفاظ على الإيمان المستقيم. هذا ما أدركه فالنس الأريوسي، إذ شعر بالدور الرئيسي الذي يقوم به قادة الفكر الرهباني في هذا الشأن، لذا نُفي القديس إيسيذورس إلى إحدى الجزر بمصر، مع المقارين وهيراكليد والأنبا بموا وغيرهم، من أجل دفاعهم عن الإيمان بلاهوت السيد المسيح. رجل صلاة لعل سرّ القوة في حياة هذا الأب الروحي حتى نال هذه القامة العظيمة هو حبه للصلاة، فقد اهتم في السنوات الأولى من رهبنته أن يعتكف في القلاية لا يكف عن الصلاة حتى أثناء عمله اليدوي. كثيرًا ما كان يقول: "لنجتهد في الصلاة فيهرب العدو، ولنجتهد في التأمل في الله فننتصر". مع حبه الشديد للصلاة كان لا يكف عن العمل، فكان لا يتوقف عنه حتى عندما تقدم في السن، ولما طُلب منه أن يستريح قليلاً أجاب: "لو حرقوا إيسيذورس ونثروا رماده في الهواء، فإن هذا لا يكفي تقديمه للرب كعلامة عرفان للجميل، مقابل ما صنعه يسوع المسيح بمجيئه إلى العالم".
حبه لخلاص الآخرين: اشتهر الأب إيسيذورس بما وُهب له من نعمة فريدة في الحلم والاهتمام بخلاص الآخرين، لهذا متى وُجد إنسان قد يأس الكل منه وأرادوا طرده، يحتضنه ويهتم به يقوِّمه بحلمه وصبره. لعلنا نذكر كيف كان الأنبا موسى الأسود وهو محارَب بالزنا بعنف، يجد في إيسيذورس القلب المتسع بالحب، ففي ليلة واحدة انطلق أنبا موسى من قلايته التي على الصخرة "بترا" إلى قلاية أبيه إيسيذورس التي بالقرب من الكنيسة ليزوره إحدى عشرة مرة، والأب يستقبله ببشاشة ويرد له رجاءه في الرب. مرة أخرى إذ اشتدت الحرب جدًا بالأنبا موسى حتى كاد يفقد رجاءه، فلم يحتمل البقاء في القلاية، أصعده معه إلى سطح القلاية وطلب منه أن ينظر إلى الغرب ليري جمعًا من الشياطين في حالة هياج شديد يستعدون للهجوم، ثم طلب منه أن ينظر إلى الشرق ليجد جمعًا أكثر من الملائكة القديسين والجنود السمائيين في مجد بهي واقفون ليسندوا المجاهدين، فامتلأ أنبا موسى رجاء. موهبة إخراج الشياطين يقول القديس يوحنا كاسيان أن إيسيذورس نال موهبة إخراج الشياطين، بسبب حلمه الشديد وقمعه لهوى الغضب، حتى أن الشياطين كانت تخرج ممن سيطرت عليهم قبل أن يدخلوا عتبة قلايته. سأله أخ، قائلاً: "لماذا تخشاك الشياطين جدًا؟"، أجاب الأب: "لأنني منذ أصبحت راهبًا وأنا أحاول ألا أسمح للغضب أن يجوز حلقي إلى فوق". قال أيضًا: "ذهبت مرة إلى السوق لأبيع السلال، فلما رأيت الغضب يقترب مني تركت السلال وهربت". نياحته يري القديس يوحنا كاسيان أنه تنيح عام 397م، وقد خلفه القديس بفنوتيوس كقس للإسقيط.
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس ايسيذورس المعترف​
ايسيذورس المعترف


أحد آباء جبل نتريا الذين اشتهروا بالتقوى. يقول المؤرخ روفينوس أنه وضع نفسه تحت إرشاد معلمي البرية مثل القديس مقاريوس وإيسيذورس المعترف? تقابل مع القديسة ميلانية الأسبانية التي جاءت مع روفينوس إلى جبل نتريا، وعاشت ما يقرب من الستة أشهر بين عامي 373 و 374، وروى لها القديس بامو الكثير من فضائل القديسين. تقابلت معه أيضًا القديسة باولا Paula أثناء زيارتها بجبل نتريا مع القديس جيروم عام 385م حيث أثر في شعورها وانتابها انتعاش روحي عند رؤيتها أعمدة المسيح أمثال إيسيذورس المعترف وغيره، وقد دخلت قلاليهم، وسجدت عند أقدامهم، وكانت تري المسيح ممثلاً في كل منهم. نفى إلى قيصرية الجديدة في أيام اضطهاد فالنس الأريوسي وقد خدمتهم القديسة ميلانيا في منفاهم. سيم إيسيذورس أسقفًا على مدينة دمنهور خلفًا للأسقف دراكونتيس Dracontius.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس ايسيذورس | قديسون بنفس الاسم​
ايسيذورس القديس قديسون بنفس الاسم


بجانب القديس إيسيذورس الكبير أو قس الإسقيط ظهر في البرية قديسون آخرون كثيرون يحملون ذات الاسم، خاصة بعد نياحته، منهم أحد آباء البرية المباركين الأنبا إيسيذورس الشيخ، هذا الذي أرسل إليه الإمبراطور ثيؤدوسيوس الصغير طالبًا منه المشورة لأن زوجته بولشريا طلبت منه أن يرتبط بأخرى تنجب له طفلاً حتى يُحفظ العرش للأسرة المالكة، لكن الملك لم يوافقها. أرسل إليه القديس يقول له بأن الله لم يرد أن يخرج من نسله من يشترك مع الهراطقة بعده، لأن المملكة سيسيطر عليها الأريوسيون المنكرون للاهوت السيد المسيح، فقبل الإمبراطور المشورة. تنيح الأب إيسيذورس، عندئذ أشارت أخت الملك على أخيها أن يتزوج ثانية، فأرسل الملك رسولاً يُدعى مرتينوس إلى شيوخ شهيت ليعرض عليهم الأمر، وكان مع الرسول ابنه زيوس جاء ليتبارك مع الآباء القديسين. إذ قرأ الشيوخ رسالة الملك اتجهوا إلى مكان جسد القديس أنبا إيسيذورس الشيخ وسألوه عما يجيبوا به الملك، فسمعوا صوتًا يخرج من الجسد، قائلاً: "ما قلته قبلاً أقوله الآن، وهو أن الرب لا يرزقه نسلاً يشترك مع أصحاب البدع والهراطقات حتى إن تزوج عشرة نساء". أخذ الرسول الرسالة الجديدة وآثر العودة إلى الإمبراطور، لكن البربر هجموا على البرية وقتلوا كثيرين. يروي لنا القديس جيروم في كتابه عن "تاريخ الرهبان: فصل 14" عن دير بمنطقة طيبة باسم الطوباوي إيسيذورس، قام بزيارته، لكنه لم يخبرنا شيئًا عن هذا الطوباوي، هل هو مؤسس الدير أم رئيس الدير? إنما قدم لنا وصفًا رائعًا عن حياة الرهبان بهذا الدير، إذ قال بأن الدير يضم آلاف الرهبان. للدير سور من الطوب مرتفع لا يخرج منه الرهبان بل يجدون كل كفايتهم داخل أسوار الدير التقي القديس بالراهب البواب وهو رجل مسن لا يسمح لأحد بالخروج أو الدخول إلا ذاك الذي يريد أن يدخل ليبقى داخل الدير حتى نياحته. كان البواب يستقبل الغرباء، ويقدم لهم بركة، ويصرفهم بسلام. قال البواب للقديس أن كل الذين في الدير هم قديسون ويصنعون عجائب، لا يمرض واحد منهم قبل رحيله، والكل يعرف يوم انتقاله مقدمًا، ويخبر الأخوة ثم يرقد ويرحل.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
الشهيد ايسيذورس والشهيد سناايسيذورس وسنا الشهيدان


كان سنا هذا من أهل دقناش جنديًا مع والي الفرما، وكان صديقه إيسيذورس يشتغل بصناعة الصوف. يتصدق الاثنان بما يفضل عنهما للفقراء والمعوزين. ذات ليلة أبصر كل منهما في رؤيا، كأن فتاة عذراء بيدها إكليل تضعه على رأسيهما، فلما استيقظا من النوم أعلم كل منهما الآخر بما رأي، ففرح الاثنان بذلك لاعتقادهما أن الرب قد دعاهما لنوال إكليل الشهادة. انطلق الاثنان إلى والي الفرما واعترفا بالسيد المسيح، فأمر باعتقالهما. أرسل الرب ملاكه وعزاهما، ثم أرسل الوالي سنا الجندي إلى الإسكندرية، وترك إيسيذورس سجينًا بمفرده. بعد قليل أُعيد سنا من الإسكندرية ففرح به صديقه وقص كل منهما ما جرى له. أُمعن الوالي في تعذيبهما، وأخيرًا بإلقاء إيسيذورس في أتون نار، فصلى القديس وسلم نفسه للجند حيث أسلم الروح في يد الرب، وكانت أم سنا واقفة تبكي لحرمان ابنها من صديقه، وقد شاهدت جماعة من الملائكة تصعد بروحه إلى الفردوس، وكان ذلك في 18 برمهات (حوالي سنة 305 م في عهد دقلديانوس). اهتمت أم سنا بجسد إيسيذورس، وبعد أيام قليلة تمتع ابنها بإكليل الاستشهاد أيضًا.

 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
القديس هيلاري أسقف بواتييهالقديس هيلاري أسقف بواتييه

(أو الأنبا إيلاري) هو أسقف مدينة بواتييه ولاهوتي وأحد آباء الكنيسة في القرن الرابع، كان معاصرًا للبابا أثناسيوس الرسولي. كثيرًا ما كان القديس أغسطينوس يستعين به في مقاومته البيلاجيين Pelagians. ويصفه القديس جيروم بأنه: "من أكثر الرجال فصاحة وقوة من اللاتين في مقاومة الأريوسيين".

نشأته:

وُلد هيلاري في بواتييه وكانت أسرته من أشراف بلاد الغال Gaul (فرنسا). نال قسطًا وافرًا من الفلسفة والتعليم الكلاسيكي. يقول عن نفسه أنه نشأ وثنيًا، ويعطينا وصفًا تفصيليًا للخطوات التي اتخذها معه اللَّه ليتعرف على الإيمان الصحيح. كان هيلاري يعتقد من الناحية المنطقية أن الإنسان مخلوق حر، ذو مبادئ، وموضوع في هذا العالم ليمارس الصبر والنسك والفضائل الأخرى، التي بها ينال المكافأة بعد انتهاء هذه الحياة. ثم أخذ يسعى في شغف ليتعلم عن اللَّه، وبسرعة اكتشف كذب الاعتقاد بتعدد الآلهة، واقتنع أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا إله واحد، وأنه لابد أن يكون أبديًا وغير متغير وكليّ القدرة والعلة الأولى ومُبدع كل الأشياء. بهذه الخلفية وبهذا الاعتقاد تقابل مع الكتاب المقدس وتأثر بشدة من الوصف السامي الذي به يصف موسى اللَّه ومن الكلمات التي تعبر عن وجوده الذاتي: "أنا الذي هو I Am Who I Am". كما تأثر أيضًا من فكرة سلطانه الفائق التي عبّر عنها ووصفها الأنبياء. ثم كمَّلت قراءة العهد الجديد الإجابة عن استفساراته، وتعلم من الإصحاح الأول لإنجيل يوحنا أن الكلمة المتجسد، اللَّه الابن، مساوي في الوجود والأبدية مع الآب، وواحد معه في ذات الجوهر. وهكذا إذ بلغ إلى معرفة الإيمان الصحيح نال المعمودية في سنٍ متقدم نسبيًا.


سيامته أسقفًا:

كان هيلاري متزوجًا قبل مسيحيته وله ابنة اسمها أبرا Apra، وكانت زوجته مازالت موجودة حين اختير أسقفًا لبواتييه حوالي سنة 350م. وقد حاول بكل قوته الهروب من هذه الكرامة ولكن كان هذا دافع للشعب للتمسك باختياره أكثر، وبالفعل لم تخب توقعاتهم إذ ظهرت فضائله وصفاته المتميزة التي لفتت الأنظار إليه، ليس في بلاد الغال فقط بل وفي الكنيسة بأسرها. كان هيلاري واعظًا وشاعرًا، وكان يعتبرها مسئولية حياته أن يشهد عن اللَّه لكل العالم ويقود الناس كلهم إلى محبة اللَّه، وكان دائمًا يدعو الجميع أن يبدأوا كل أعمالهم بالصلاة. وكان يشتهي أن ينهي حياته مستشهدًا، وفي محبته للحق لا يخاف من أي ألم يتحمله في سبيل الدفاع عنه.


نفيه:

حين عقد الإمبراطور قنسطنس (قنسطنطيوس) Constantius مجمع ميلان سنة 355م الذي حضره من أساقفة الغرب ثلاثمائة أسقف، بينما لم يحضره من أساقفة الشرق غير عدد قليل، طلب من كل الأساقفة المجتمعين توقيع الحرم على القديس أثناسيوس وهدّد من رفض منهم أن ينفيه. نجح الأريوسيون في إقناع الأساقفة الغربيين بوجوب عزله. بيد أن الشجاعة الرسولية لم تلبث أن تجلّت في ستة من هؤلاء الأساقفة الغربيين، وهم الذين تجرأوا من الثلاثمائة أسقف على إعلان الحق. هؤلاء الستة هم القديس يوسابيوس أسقف فرسيل St. Eusebius of Vercelli ولوسيفر أسقف كجلياري Lucifer of Cagliari والقديس ديونيسيوس أسقف ميلان St. Dionysius of Milan وبولينوس أسقف تريف وروديانوس أسقف تولوز وهيلاري أسقف بواتييه. تجاسر هؤلاء الستة على الوقوف في وجه آباء المجمع ونقض ما اتهموا به ذلك البابا السكندري العظيم معلنين ولاءهم له، فكان نصيبهم النفي والتشريد. أغلب الأساقفة في مجمع آرل ومجمع ميلان سنة 355م، أطاعوا أمر الإمبراطور برفض تعليم أثناسيوس عن مساواة الابن للآب في ذات الجوهر. وإذ لم يكن هيلاري حاضرًا استدعى عام 356م إلى Biziers وإذ رفض إدانة القديس أثناسيوس طُرد من الغرب. كتب القديس هيلاري "الكتاب الأول لقسطنطيوس" طلب فيه العمل على إعادة السلام للكنيسة، عازلاً نفسه عن الأساقفة الأريوسيين الغربيين الثلاثة: يورساكيوس Ursacius وفالنس Valens وساتورنينوس Saturninus. فأرسل الإمبراطور إلى يوليانوس، الذي سمي فيما بعد الجاحد، الذي كان في ذلك الوقت حاكم بلاد الغال، يأمره بنفي هيلاري في الحال إلى فريجية Phrygia. ذهب القديس هيلاري إلى المنفى حوالي منتصف عام 356م سعيدًا كما لو كان ذاهبًا إلى رحلة ترفيهية، متحملاً الصعاب والمخاطر والأعداء، إذ كان مثبتًا أفكاره في اللَّه فقط. بقي في منفاه نحو ثلاث سنوات قضاها في كتابة بعض الأعمال، أهمها كان كتابه "عن الثالوث القدوس On the Trinity"، غالبًا ما كتب الفصول الثلاثة الأولى قبل عام 356م.

أثناء نفيه في الشرق تعلم هيلاري اليونانية ودرس كتابات الآباء الشرقيين، فصارت له معرفة كاملة بمجمع نيقية عام 325م وأدرك معنى تعبير hemoousion. لم يذكر هذا التعبير في كتبه الثلاثة الأولى من عمله "عن الثالوث"، إنما وجد في التسع كتب الأخيرة، كُتب بين 356 و 360م. ويرتبط اسم هيلاري بأول ترانيم كُتِبت باللاتينية.


مجمع الأريوسيين في سِليوكية:

حضر هيلاري مجمع سيلوكية حيث دافع عن التعليم الأرثوذكسي بخصوص الثالوث، ومجمع Rimini مرة أخرى في عام 359م يتدخل الإمبراطور في شئون الكنيسة، فيعقد مجمعًا من الأريوسيين في سيلوكية Seleucia in Isauria ليعادي قرارات مجمع نيقية. كان القديس هيلاري قد قضى في ذلك الوقت ثلاث سنوات في المنفى، فدعاه شبه الأريوسيين semi-Arians إلى المجمع، آملين بذلك أن يكون مفيدًا ومؤيدًا لجماعتهم. إلا أنه لم يكن ممكنًا لأية اعتبارات بشرية أن تثني القديس عن شجاعته. فدافع بمنتهى القوة والشدة عن قرارات مجمع نيقية، حتى أنه في النهاية إذ تعب من كثرة الجدل والاختلاف انسحب إلى القسطنطينية وقدم للإمبراطور طلبًا وهو المسمى "الكتاب الثاني لقنسطنس Second Book to Constantius "، طالبًا منه في بدايته أن يسمح بعقد مناقشة عامة مع ساتورنينوس الذي أصدر أمر نفيه. إذ خاف الأريوسيون من تلك المواجهة أقنعوا الإمبراطور بتطهير الشرق من رجلٍ لا يكل عن أن يحرمهم من السلام، فأعاده قسطنطيوس إلى بلاد الغال سنة 360م.


مجمع في بلاد الغال:

عاد هيلاري عن طريق الليريكوم Illyricum وإيطاليا حتى يثبت الضعفاء، واستقبله شعب بواتييه بمظاهرات الفرح العظيم. وهناك انضم إليه بعد زمان تلميذه القديم القديس مارتان St. Martin. انعقد مجمع في بلاد الغال بدعوة من هيلاري، وقرر رفض قرارات مجمع ريميني Rimini الذي عقد سنة 359م، حيث ألزم قنسطستوس الأساقفة الأرثوذكس أن يرفضوا قانون الإيمان النيقوي بإعلانهم أن الكلمة كان شبه الآب في كل شيء "مما يحمل جحد كمال لاهوت السيد المسيح. كما قرر المجمع في بلاد الغال حرم ساتورنينوس وقطعه من شركة الكنيسة. ثم عمل القديس على إعادة النظام والانضباط والسلام ونقاوة الإيمان، وبموت الإمبراطور قسطنطيوس سنة 361م انتهى عصر الاضطهاد الأريوسي.


سفره إلى ميلان:

وفي سنة 364م سافر هيلاري إلى ميلان لمناقشة أوكسنتيوس Auxentius أسقف المدينة الأريوسي لكي يردّه إلى الإيمان، وفي مناقشة علنية أجبره على الاعتراف بالمسيح أنه الإله الحقيقي من نفس طبيعة ولاهوت الآب. أخيرًا تنيّح القديس هيلاري في الغالب سنة 368م.


كتاباته:

بعد سيامته مباشرة، وقبل نفيه، قام بكتابة شرح لإنجيل القديس متى Tractutis super Matthaeum وهو مازال موجودًا للآن. بعد نفيه كتب "عظات عن المزامير" استوحاها عن العلامة أوريجينوس. اهتم بكتابة الكثير من الردود حول البدعة الأريوسية. ويُدعى القديس هيلاري "أثناسيوس الغرب"، فقد كرز وكتب واحتمل النفي دفاعًا عن لاهوت السيد المسيح. دفعته غيرته على تثقيف شعب إلى كتابة "عن الثالوث". اهتم عمله "عن الثالوث" بصفة خاصة بالتعليم اللاهوتي عن الثالوث القدوس في العبارات الواردة بالكتاب المقدس التي تعلن مساواة الابن للآب في ذات الجوهر. عوض تحليل الرأي الأريوسي الخاص "بعدم الولادة" كأمر جوهري يخص اللاهوت ركز هيلاري على الطبيعة الإلهية للابن المولود. كتب "عن المجامع" في النفي حيث فيه أوضح شروحات قوانين الإيمان وعدم ارتياح الشرق لتعبير homoousios (جوهر واحد). شرح أيضًا العوامل التاريخية للأريوسية في Fragnenta ex apere historica. وجه عمله ضد قنسطنطيوس الثاني Constantium Contra الذي سبب انقسامًا في الكنيسة بتدخله في الشئون الدينية. اضطر الإمبراطور أن يلغي قرار نفيه بعد أن وجد أن وجود هيلاري في الشرق يسبب له متاعب بتمسكه بأرثوذكسيته. أُرسل إلى بلاد الغال حيث عمل بكل غيرة بالتعليم عن وحدة الثالوث القدوس؛ ذهب إلى إيطاليا وعاد إلى الغال. أكد هيلاري الحاجة إلى الإيمان بالثالوث القدوس كما علّمه السيد المسيح فاعتبر من أهم أعماله كتاب De fide "عن الإيمان". لقد أوضح أن وجود اللَّه يمكن التعرف عليه بالعقل وأما طبيعة اللَّه فلا يمكن إدراكها. معرفة الثالوث تتحقق بواسطة إعلان الابن يقول الابن: "أنا فيك وأنت فيّ" (يو4:14). ينسب هيلاري للروح القدس ذات سمات الآب والابن. في الواقع قدم هيلاري للغرب الغنى اللاهوتي الذي للشرق في عام 1851م. أعلن بيوس التاسع Pius عنه كمعلم doctor للكنيسة الجامعة. تعتبره الكنيسة الغربية واضع ألحان إذ وضع ثلاثة ألحان لم تكمل. يعيّد له الغرب في 14 يناير.

رؤية الله "هو يكشف العمائق والأسرار. يعلم ما هو في الظلمة، وعنده يسكن النور" (دا 22:2). لا نستطيع بقدرتنا الطبيعية أن نتأمل السماويات. علينا أن نتعلم عن اللَّه من اللَّه، فليس لنا مصدر للمعرفة سوى شخص اللَّه. ربما تكون مدربًا حسنًا في الفلسفة الزمنية، ليكن! ربما تعيش الحياة الصالحة، هذا كله قد يُضيف إليك شبعًا عقليًا، لكن لن يقدم لك معرفة اللَّه. لقد تبنّت الملكة "ابنة فرعون" موسى واتخذته لها ابنًا، وتهذّب موسى بكل حكمة المصريين. وبسبب ولائه لشعبه انتقم موسى لليهودي بقتل المصري الذي أساء إليه. لكنه بالرغم من أنه لم يعرف اللَّه الذي بارك آبائه، لأنه عندما ترك مصر خوفًا من عمله الذي أُكتشف عاش كراعٍ في أرض مديان. هناك رأى نارًا في عُليقة والعليقة لم تحترق. ثم سمع صوت اللَّه وسأله عن اسمه وتعلم ما هي طبيعة اللَّه. ورغم كل ذلك لم يستطع أن يعرف شيئًا إلا خلال اللَّه نفسه. يجب علينا نحن أيضًا بالمثل أن تكون حدود كلماتنا عن اللَّه في نطاق الكلمات التي تكلم بها اللَّه معنا عن نفسه.

 
أعلى