هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى (ملف خاص عن والدة الأله)

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
ما علاقة القديس يوحنا الدمشقي بأيقونة والدة الإله ذات الأيدي الثلاث
أيقونة والدة الإله ذات الأيدي الثلاث (التريشيروزا - Trichirousa )


ارتبطت هذه الأيقونة بسيرة القديس يوحنا الدمشقي (يُعيّد له في )، وتعود إلى القرن الثامن الميلادي عندما استلم الملك لاون الحكم في القسطنطينية وأثار حرباً ضد الأيقونات المقدسة، فأمر برفعها من الكنائس وأخذ يضطهد المؤمنين المستقيمي الرأي الذين كانوا يؤدّون الإكرام الواجب لها.
سمع القديس يوحنا، وهو في مدينة دمشق عاصمة الدولة الأموية، بهذه الموجة العنيفة ضد الكنيسة، وكان، حينئذ،ٍ علمانياً يشغل منصب وزير الخزانة لدى الدولة الأموية. كان اسمه منصور بن سرجون. فانبرى للرد على كل من يهاجم الأيقونات المقدسة واصفاً إياه بالمهرطق وبأنه يحارب تجسد ابن الله من العذراء، وتألّه البشر بالنعمة الإلهية. واعتمد كثيراً على قول القديس باسيليوس الكبير: "إن إكرام الأيقونة يعود إلى عنصرها الأول".
ولما وصل الخبر إلى الملك المضطهد الأيقونات، أراد أن ينتقم من القديس يوحنا فلجأ إلى الغش والخداع. فدعى إليه بعض الخطاطين ليقلّدوا خطَ القديس برسالة مزورة ملفّقة كأنها على لسان القديس موجهة للملك لاون، وفيها يعرب للملك بأنه مستعد للتعاون معه ضد الخليفة الأموي وأن يسلم له مدينة دمشق. بعد ذلك أرسل الملك لاون إلى الخليفة الأموي الرسالة المزوّرة مع رسالة أخرى يكشف فيها خداع وخيانة المنصور له .
لما استلم الخليفة هاتين الرسالتين أسرع باستدعاء المنصور (يوحنا)، فأراه الرسالة المزورة قائلاً له: "أتعرف يا منصور هذا الخط ومن كتبه". فأجاب القديس: "أيها الأمير كأن الخط مشابه لخطّي وهو ليس خطّي وألفاظه ما نطقت بها شفتاي ولم أرَ هذا الكتاب إلا في هذه الساعة الحاضرة". لم يصدقه الخليفة، فأمر بقطع يده اليمنى. تم تنفيذ الحكم في الحال وعلّقت يده في وسط مدينة دمشق .
عند المساء أرسل يوحنا إلى الخليفة طالباً منه أن يهبه يده المقطوعة. فأذن له الخليفة بذلك. فأخذها القديس يوحنا وعاد إلى بيته. هناك صعد إلى علّيته (مكان صلاته) التي كانت فيها هذه الأيقونة. وضع كفه على الأيقونة وارتمى أمامها مصلياً بخشوع ودموع كي يكشف الله براءته من هذه التهمة ويشفي له يده كتأكيد لبراءته، وتوجّه إلى والدة الإله بابتهال حار لتتشفع من أجله. بقي على هذه الحال إلى أن تعب، فنام. وإذا بالسيدة العذراء تظهر له في الحلم قائلة: "قد شُفيت يدك التي ستكون قلم كاتب سريع الكتابة". وأخذت اليد عن الأيقونة ووضعتها مكانها، فعادت كما كانت، فاستيقظ القديس معافى اليد وأخذ يصلي شاكراً الله وأمه الفائقة القداسة. وللشهادة على قطع يده بقي موضع القطع كخيط أحمر .
ويقال إنه بعد نهوضه من النوم أنشد في الحال ترنيمة "إن البرايا بأسرها تفرح بك يا ممتلئة نعمة " .
في الصباح ذاع صيت هذا الشفاء العجيب في كل دمشق. وبلغ مسمع الخليفة. فجاء الوشاة إليه قائلين بأن يوحنا لم تقطع يده، بل أنه أعطى أحد عبيده أموالاً كثيرة كي تقطع يده عنه. فاستدعى الخليفة القديس ليستمع منه الدفاع، فأراه القديس علامة القطع التي بقيت كالخيط الأحمر. استغرب الخليفة، وسأله بدهشة عن الطبيب الذي أعاد له يده كما كانت. فأخبره يوحنا عن الأعجوبة التي حدثت معه، فعرف الخليفة بالخديعة وبأنه حكم على القديس ظلماً، فطلب منه المسامحة وأعاد له كرامته السابقة كوزير. ولكن القديس الذي كان قد عاهد نفسه على ترك الحياة الدنيوية، والتفرغ للحياة الملائكية، طلب من الخليفة أن يأذن له بترك كل شيء كي يتفرّغ لربه. فحزن الخليفة على خسارته صديقه ووزيره، لكنه تركه يذهب.
توجه القديس إلى بيته، وباع ما له ووزعه على الفقراء. ثم قصد فلسطين والتحق بدير القديس سابا المتقدس. لم يحمل معه سوى هذه الأيقونة المقدسة. وقد صاغ القديس معصماً من الفضة ووضعه عليها عربون شكرٍ منه على شفائه العجيب وتذكيراً به .
بقيت هذه الأيقونة في دير القديس سابا من منتصف القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر حين زار القديس سابا رئيس أساقفة صربيا الدير، فقدمت له هذه الأيقونة المقدسة كبركة له فحملها معه إلى صربيا .
عند احتلال الأتراك لبلاد صربيا، أخذ الأرثوذكسيون هذه الأيقونة وربطوها على حمار وأُطلق هذا الحمار على هواه بلا قائد ولا مرشد له. كان إيمانهم بأن الله سيعتني بها ويوصلها إلى مكان أمين. وهكذا كان الأمر. فوصل الحمار إلى جبل أثوس ووقف عند باب دير الخيلانداري. فتلقى الرهبان هدية والدة الإله هذه بابتهاج، وحملوها إلى هيكل الكنيسة الكبرى.
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
زِنار العذراء: أين يوجد حزام القديسة مريم الآن؟!

هذه القصة من التقليد المقدس.

حدث في الأيام التي كان يخدم فيها المسيح قبل أن يدخل آلامه، أن طلبت منه العذراء أمه أن يسبق ويعرِّفها قبل انتقالها بثلاثة أيام، بميعاد خروج نفسها من الجسد، وأن يتكرَّم باستلام روحها بنفسه مع الملائكة.. فاستجاب لسؤالها في رؤيا.. وقال لها: "عندما يأتي إليك "جبرائيل" بغصن نخيل علامة، اعلمي يقيناً أن وقت نياحتك قد قَرُبَ. وسآتي - الحزام في كنيسة أم الزنار، حمص، سوريا بنفسي مع طغمات السماء لآخذ نفسك، أما جسدك فسوف يُحمَل إلى السماء".

وقد تم بالفعل أن أتاها الملاك، وهي تصلي، وحضر جميع الرسل ما عدا "توما"، وأعلمتهم أنها سترحل غد ذلك اليوم. فأمضوا الليل كله في الصلاة..

وفي يوم الأحد الساعة التاسعة صباحاً، وإذ بالروح القدس يحل في سحابة كالتي كانت تُظَلِّلهم يوم التجلي.. ولما تراءى الرب لهم سقطوا على وجوههم، ثم ارتفع وفي يديه روح العذراء.. ولما أفاق التلاميذ من ذهولهم، قاموا وحملوا الجسد المقدس ونزلوا به من فوق جبل صهيون، وانحدروا به نحو وادي يهوشافاط كقول الرب لهم.

وبعد أن أوسدوا الجسد في القبر -وأغلقوه-، فجأة أبرق حولهم نورٌ من السماء، فسقطوا على وجوههم، ثم جاءت الملائكة وأخذوا الجسد المقدس، وصعدوا به إلى السماء دون أن يشعر بهم أحد.

وفي هذه الأثناء قدم توما، وصادَف الجسد والملائكة صاعدون به على جبل الزيتون. فأخذ يستصرِخ العذراء ويتوسِّل إلى روحها أن تُظْهِر نحوه مَسَرَّتها به ليفرح قلبه.. وإذا بزِنارها (منطقتها أي حِزامها) الذي كان الجسد ملفوفاً به يسقط عليه من السماء، فالتقطه وسَبَّح الله.

ثم انحدر إلى التلاميذ، وإذا بطرس يبتدره بقوله: "لولاً شكَّك وعدم إيمانك لما حُرِمت هكذا من حضور نياحة أم المُخلِّص، لأن الله لم يسرر أن تكون بيننا في دفنَها بسبب عدم إيمانك".
فأجاب توما قائلاً: "أطلب الصفح".. ثم أخذهم ودخل إلى القبر، وكان جديداً منقوراً في الصخر، ورفع الحجر فلم يجدوا الجسد.

حينئذ ابتدأ توما يشرح لهم الخبر؛ كيف أُخِذَ بالروح أثناء خدمته، ووجد نفسه على جبل الزيتون، ورأى جسد العذراء الطاهرة مريم صاِعداً إلى السماء. وكيف توسَّل إليها أن تمنحه بركة، فسقط عليه زِنارها الذي كان الجسد ملفوفاً به. وفي الحال أخرجه لهم وأراهم إيّاه. فلما فحصه التلاميذ وجدوه أنه هو هو الذي وضعوه بأنفسهم حول الجسد المقدس.. فمجَّدوا الله.

أما عن الزِنار، فقصَّته مشهورة جداً عند أخوتنا السريان، وهو موجود الآن في كنيسة "أم الزنار" في حمص بسوريا.
 

+Roka_Jesus+

الاميرة الشقية
مشرف سابق
إنضم
10 نوفمبر 2008
المشاركات
30,213
مستوى التفاعل
417
النقاط
0
الإقامة
في قلب حبيبي *_*
/
1171186228.jpg
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
بقلم عزت اندراوس
ظهور العذراء مريم فى مصر قديما

الظهور الأول


ظهورها فى مدينة برطس بجوار غلاطية ( هذا الظهور ليس فى مصر )

أبتدأ متياس الرسول يبشر بالمسيح أهل مدينة برطس التى بجوار غلاطية وكان أهلها يعبدون الأصنام وكان يصنع العجائب والمعجزات بواسطة الروح القدس الذى أرسله السيد المسيح لتلاميذه لتعمل فيهم بعد قيامته , فلآمن كثيرون بالمسيحية وبدأوا يكسرون الأصنام التى كانوا يعبدونها .

ولكن الشيطان وأتباعه الوثنين حتى اليوم يهيجون شعب المدينة ضد متياس الرسول وسعوا به لدى الوالى الرومانى فأمر بالقبض عليه وقيده بالأغلال والسلاسل وسجنه وسجن معه كثير من مسيحي المدينة الذين قبلوا الروح القدس وعمدهم

ومن أعماق السجن وفى ظلمة الليل وقف متياس الرسول يصلى لكلمة الرب يسوع المسيح ليتمجد أسم الرب فى هذه المدينة

فسمع الرب صلاة متياس الرسول وأرسل السيد المسيح أمه العذراء مريم بقوة إلهيه إلى الرسول متياس الذى كان فى ضيقة شديدة مع المؤمنين بالمسيح فى السجن فظهرت فى المدينة ووقفت امام السجن ورفعت صلاة أن ينقذ رب المجد متياس الرسول والذين معه فإنحل الحديد وأنفتحت أبواب السجن ووقف الحراس مبهوتين ومتعجبين وخرج الذين فى ضيقة ةسجن أحراراً متهللين وفرحين .

وحدث أن أبن الوالى كان مريضاً فشفته فآمن الوالى وكل بيته بالمسيحية وأستمر الإيمان ينتشر من بيت إلى بيت بفضل ظهورها العجيب .

وتعيد الكنيسة القبطية لهذه الأعاجيب التى فعلتها العذراء مريم فى مدينة برطس فى اليوم الحادى والعشرين من شهر بؤونه ويطلق الأقباط علي هذا العيد اسم " عيد العذراء حالة الحديد "





الظهور الثانى


ظهور العذراء مريم فى كنيسة أتريب فى مصر

اراد الوالى المسلم فى مصر هدم كنيسة أتريب تنفيذاً لأمر الخليفة العباسى المأمون الذى تولى الخلافة من 814 م حتى 833 م فأمهل كاهنها ثلاثة ايام - فدخل الكاهن الكنيسة وظل يصلى صائماً مصلياً للرب طالبا منه أن ينقذ كنيسة العذراء التى ولدت المسيح كلمة الرب من الهدم .

ظهرت السيدة العذراء للخليفة العباسى المسلم فى بغداد وطلبت منه أن يكتب لوالى مصر المسلم رسالة ويمهرها بخاتمة يأمره فيها بوقف أمر الهدم .

ثم اخذت الرسالة من أماه فى بغداد وأوصلتها فوراً إلى والى مصر المسلم الذى تلقاها بدهشة وألغى امر الهدم


الظهور الثالث


ظهور العذراء مريم بجبل قسقام للبابا ثاؤفيلس البطريرك 23(385 م -412 م)

أراد البابا ثاؤفيلس تكريس كنيسة العذراء مريم بجبل قسقام ( الدير المحرق) ظهرت له القديسة العذراء مريم فى شكل نورانى واعلمته أن ذلك المكان تقدس فعلاً اثناء رحلة العائلة المقدسة فى هروبها إلى مصر من بطش هيرودس الملك - والأمر الهام لهذا الظهور الفريد من نوعه أنها أعلمته خط سير رحله الهروب إلى مصر فكتب عنها الميمر ( رسالة مخطوطة ) وهذا الميمر يقرأ فى اليوم السادس من شهر هاتور المبارك وهو عيد ( حلول أو مكوث أو ظهور العذراء مريم بجبل قسقام "

كتب البابا ثاؤفيلس فى الميمر وصف ظهور العذراء مريم

" رايت نوراً يفوق الشمس أضعافاً مركبة نورانية عظيمة تحمل العذراء مريم بوجهها النورانى الذى لم اقدر أن انطق بمجده حيث كانت مرتدية حلة سمائية عظيمة المقدار وعن يمينها ويسارها الملاكين الجليليلين ميخائيل وغبريال فعندها سقطت على وجهى مزعوراً فاشارت العذراء إلى الملاك الجليل ميخائيل فاقامنى ورشمنى بمثال الصليب ونزع عنى الرعب وبعدها قامت السيدة العذراء وقالت يا ثاؤفيلس خليفة رسول ابنى الوحيد قم .. "


الظهور الرابع


ظهور العذراء للبابا القديس الأنبا ابرآم البطريرك 62 (975 م-979 م ) فى مصر

طلب الخليفة الشيعى المعز لدين الله الفاطمى بوشاية الوزير اليهودى يعقوب أبن كلس نقل جبل المقطم من مكانه ليبرهن على صدق قول السيد المسيح فى الأنجيل : " لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل لكنتم نقولون لهذا الجبل أنتقل من هناك فينتقل ( متى 17: 20) "

فذهب قداسته إلى الكنيسة العذراء مريم المعروفة بالمعلقة وأعتكف بها وداوم على الصلاة والصوم لمدة ثلاثة ايام .. وفى فجر اليوم الثالث غفا البابا الأنبا ابرآم غفوة قصيرة فراى أم النور العذراء القديسة مريم واخبرته بان المعجزة ستتم بأن يقابل سمعان الخراز وهو الذى ستتم المعجزة على يديه وقد نقل فعلا الجبل المقطم وسجل المؤرخون المسلمون هذا الحدث العجيب الذى لم يحدث مثله من قبل ولا بعده


الظهور الخامس

ظهور العذراء فى جبل قسقام فى سنة1396م

فى عام 1396م قام البابا متاؤس البطريرك رقم 87 ( 1378- 1408م) بسيامة أسقف لمدينة القوصية بإسم الأنبا غبريال , وكان هذا الأسقف قديساً مشهوداً له بالتقوى .

وبعد السيامة سافر الأسقف إلى كرسيه وزاره أبونا ميخائيل رئيس دير المحرق فى ذلك الوقت وهنأه بالسيامة ودعاه لزياره الدير فى أسبوع الآلام حيث ينتظره أخوته الرهبان لقضاء أسبوع الآلام معه فى صلاة مستمرة إلى الرب .

فقبل الأنبا غبريال دعوى أبونا ميخائيل يفرح وسافر إلى الدير فوصل يوم إثنين البصخة بعد أن أحتفل بصلاة احد الشعانين مع شعبة , ثم ذهب مباشرة إلى حجرة بها أيقونة السيدة العذراء وأمامها مكان لإيقاد الشموع تشفعاً بالعذراء والدة الإله يسمونها فى الدير االمقصورة ومكث بالمقصورة صائماً مصلياً .

,وفى يوم خميس العهد ذهب إليه أبونا ميخائيل رئيس الدير فى مقصورة العذراء ليرأس صلوات وطقوس خميس العهد بالكنيسة مع الاباء الرهبان , فإعتذر الأنبا غبريال أسقف مدينة القوصية عن ذلك ولكن العذراء اشارت له ليوافق على الصلاة , فقام مع رئيس الدير وتوجه إلى الكنيسة لصلاة القداس فى خميس العهد وأثناء الصلاة ظهرت العذراء أم النور مرة أخرى فى وسط الشعب ورآها كل الحاضرين للصلاة .

وحدث نفس الشئ فى عيد القيامة المجيد فقد أعتكف الأنبا غبريال فى مقصورة السيدة العذراء وذهب أبونا ميخائيل والح عليه مرة أخرى لرآسة قداس عيد القيامة ومقابل إلحاحهم نزل الأنبا غبريال ووافق على دعوتهم وأقام القداس الإلهى وأثناء ذلك تكرر ظهور السيدة العذراء وشاهده كل الشعب الموجود فى الكنيسة , وأشارت للأنبا غبريال أنها سوف تأخذه معها بغد هذا القداس .

وبعد القداس ذهب الأنبا غبريال إلى المقصورة واقفل الباب وفى الصباح ذهب أبونا ميخائيل رئيس الدير ليدعوه لتناول الطعام فوجده قد أنتقل من الحياة الفانية كوعد السيدة العذراء .

فصلى آباء الدير على جثمانه والكل يبكى على رجل مشهود له بالتقوى والورع قد فارق دنيانا ودفنوه فى مقبرة خاصة عند مدخل الدير - بركة صلوات هذا القديس تكون معنا آمين .
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
عقيدة العذراء مريم عبر الأجيال

* الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تكرم السيدة العذراء الإكرام اللائق بها دون مبالغة أو إقلال من شأنها. فهى القديسة المكرمة والدة الإله المطوبة من السمائيين والأرضيين, دائمة البتولية العذراء كل حين, الشفيعة المؤتمنة والمعينة, السماء الثانية الجسدانية أم النور الحقيقى التى ولدت مخلص العالم ربنا يسوع المسيح.

* مريم العذراء هى الإنسانة الوحيدة التى أنتظر الله آلاف السنين حتى وجدها ورآها مستحقة لهذا الشرف العظيم "التجسد الإلهى" الشرف الذى شرحه الملاك جبرائيل بقوله " الروح القدس يحل عليكِ وقوة العلىّ تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منكِ يدعى أبن الله" (لو35:1). لهذا قال عنها الكتاب المقدس "بنات كثيرات عملن فضلاً أما أنت ففقتِ عليهن جميعاً " (أم29:31)

* هذه العذراء كانت القديسة كانت فى فكر الله وفى تدبيره منذ البدء ففى الخلاص الذى وعد به آدم وحواء قال لهما " أن نسل المرأة يسحق رأس الحية " (تك15:3) هذه المرأة هى العذراء ونسلها هو المسيح الذى سحق رأس الحية على الصليب.



* أولاً: العذراء في العقيدة الكاثوليكية:
* عبادة مريم:
* يؤمن الكاثوليك ان عبادة مريم هى اعظم وسيلة لحفظ البر والقداسة وانه يجب تقديم العبادة لمريم مثل تقديم العبادة للقربان المقدس (الافخارستيا).

* وجزء من عبادة مريم هو ان تعطى لمريم كنزك الروحى من ثواب ونعم وفضائل وكفارة فيما يعرف بزوائد فضائل القديسين - (العقيدة الكاثوليكية نؤمن ان لكل إنسان فضائل أو غفرانات يأخذها عن طريق التأديبات الكنسية أو بصلوات يتلوها فيتحول لديه رصيد من البر ويصير عنده فائض يستطيع ان يتصدق بهذا الفائض الى احدى النفوس المعذبة بالمطهر لينقذها من الاستمرار فيه, وعندما نهب زوائدنا للعذراء تصبح ملكا لها تمنحها للنفوس المعذبة بالمطهر لتخفيف آلامها أو لأحد الخطاة لردة الى النعمة). منقول من موقع كنيسة الأنبا تكلا



* الحبل بلا دنس
* فى يوم 8 ديسمبر من كل عام يحتفل الكاثوليك بعيد الحبل بالعذراء بلا دنس الخطية الأصلية وهذا معناه انه منذ اللحظة الأولى فى تكوينها فى أحشاء أمها قد وجدت طاهرة نقية خالية من عار الخطية الجدية (خطية آدم) وذلك ليس من ذات طبعها ولكن بإنعام خاص ويعتمدون على الآية " قدس العلى مسكنه " (مز 45: 5) أى مستودع العذراء لتصبح أهلاً لسكنى الله وكان إظهار هذه العقيدة سنة 1854.

* الرد:

* نحن نعلم ان هناك طريق واحد للخلاص وهو دم المسيح " بدون سفك دم لا تحدث مغفرة " (عب 9: 22) وهذا المفهوم كان حتى موجود فى العهد القديم فى ذبائح الكفارة فكيف خلصت العذراء قبل سفك الدم وولدت طاهرة من الخطية الأصلية ؟!.

* إذا كان ممكنا ان يخلص إنسان كالعذراء من الخطية الأصلية بدون تجسد الرب وصلبه وموته وقيامته فلماذا لم يخلص الله البشر كلهم بهذه الطريقة ؟ ما حاجته أن يخلى الله ذاته ويأخذ شكل العبد وان يصلب ويموت ؟!.

* هناك الكثير من الآيات الدالة على كفارة المسيح وغفرانه لخطايانا بالصليب:

* " متبررين مجانا بنعمته بالفداء الذى بيسوع المسيح الذى قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه" (رو 3: 24)

* " ان اخطأ أحد فلنا شفيع عند الآب يسوع المسيح البار هو كفارة لخطايانا ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم أيضاً " (1 يو 2: 1-2).

* "فمن ثم يقدر ان يخلص أيضاً الى التمام الذين يتقدمون به الى الله ". (عب 7: 25).

* " ليس بأحد غيره الخلاص " (أع 4: 13).

* ثم إذا كانت العذراء قد خلصت من الخطية الأصلية لماذا قالت " تبتهج روحى بالله مخلصى " (لو 1: 47).



* عصمة مريم:
* يؤمن اخوتنا الكاثوليك كذلك بان مريم كانت ثابتة فى الصلاح والبر من وقت ان حبل بها وان الله منحها العصمة طوال حياتها وهذه هى الفضيلة التى انفردت بها العذراء عن سائر القديسين، ويقول البابا بيوس التاسع ان العذراء مريم كانت منذ أول دقيقة من الحبل بها معصومة من الخطيئة وذلك بإنعام الهى خاص.

* الرد:

* ان العذراء مريم كانت هيكلا للإله ولم تكن إلهاً. العذراء مريم هى قديسة الأجيال وكل الدهور ولكن ليس قداستها معناها إنها كانت معصومة من الخطأ. فليس هناك امرأة فى الأرض قبلها أو بعدها تساويها فى القداسة ليس عن عصمة وإنما عن قداسة مصدرها حلول الروح القدس عليها والنعمة التى حلت عليها والتى أعطتها قوة تفوق الوصف لأنها تحمل قدوس الله.

* ولو كان قداسة العذراء عن عصمة كان يمكن ان ينال هذا الأنعام أى من القديسات اللائى سبقنها فى ازمن والتاريخ.

* هذا تقليل من قيمة العذراء إذ نرجع الفضل فى قداستها لله الذى انعم عليها بالعصمة من الخطية وليس لجهادها فى طريق القداسة.



* مريم والغفرانات:
* الغفرانات هى منح يمنحها الباباوات لمن يتلو تلاوات خاصة أو يزور أماكن معينة فى أوقات معينة والعذراء قد نالت من هذه الأنواع الثلاث كثيراً.

* غفرانات لأوقات معينة: بالنسبة للعذراء مريم شهر مايو يعتبره الكاثوليك الشهر المريمى وقد صادق عليه البابا بيوس السابع وحتى يشجع المؤمنين على ممارسته منح غفران 300 يوم عن كل يوم يحضره المسيحى أو يحتفل به فى أى مكان وغفرانا كاملا لكل الذين يحتفلون بالشهر كله.

* وبالمثل شهر مارس هو شهر القديس يوسف الصديق خطيب مريم العذراء.

* غفرانات لصلوات معينة:غفران 300 يوم لكل من يقول يا يسوع ومريم – غفران 7 سنين و7 أربعينات لكل من يقول يا يسوع ومريم ومار يوسف.

* غفرانات لاماكن معينة: مثال الذين يزورون اى كنيسة أو مكان لعبادة العذراء مريم يوم 8 ديسمبر أو أيام اعياد ميلاد العذراء وبشارتها ودخولها الى الهيكل وانتقالها الى السماء.

* الرد:

* شرط الغفران هو التوبة

* " فتوبوا وارجعوا تمحى خطاياكم " (اع 3: 19)

* " فإذا رجع الشرير عن جميع الخطايا التى فعلها وحفظ كل فرائضى وفعل حقاً وعدلاً فحياة يحيا لا يموت كل معاصيه التى فعلها لا تذكر عليه, فى بره الذى عمل يحيا " (حزقيال 18: 21-22)

* " ان لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون " (لو 13: 3)

* " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه" (أش 55: 7)

* صلاة الفريسى كانت أطول من صلاة العشار ومع ذلك خرج العشار مبررا فالعلاقة بيننا وبين الله – كالصلاة- ليست تلاوة فالكتبة كانوا يطيلون الصلوات وانتقدهم الرب فى ذلك، المهم هو نوع الصلاة والكلام الذى أقوله فيمكن أن أقول كلمة واحدة وأنال بها الفردوس مثل اللص اليمين أو العشار. المهم هو الانسحاق والخشوع والفهم أما ان تكون التلاوات محددة بأرقام وأيام للمغفرة فهذا الكلام ليس له اى سند.

* بأى حق وعلى اى أساس كان الباباوات يعطون هذه الغفرانات هذا 300 يوم وهذا 30 سنة وهذا 7 سنين هذا الكلام ليس له اى سند فى الكتاب المقدس أو تعاليم وأقوال الرسل!!.



* العذراء سيدة المطهر:
* ان كنا نؤمن بالكنيسة المجاهدة على الأرض والكنيسة المنتصرة فى السماء فهناك عند الكاثوليك كنيسة أخرى هى الكنيسة المتألمة فى المطهر، ويؤمنون ان العذراء مريم تستطيع ان تساعد وتسعف أبنائها فى المطهر بان تنتشلهم منه أو تخفف عنهم وطأة العذاب وهى تستطيع ان تستعمل سلطانها وسلطتها فى الكنيسة المنتصرة أو المجاهدة أو المتألمة حيث يمتد سلطانها الى حيث يصل سلطان ابنها ويؤمنون ان العذراء تظهر للأنفس التى فى المطهر لتعينها على العذاب وان المطهر قد يفرع فى اعياد العذراء المجيدة مثال السجون التى يطلق المساجين منها فى الأعياد وعند العفو الملكى.

* أيضاً عندما تمنح زوائد فضائلنا ا للعذراء فهى تنقلها للأنفس المعذبة فى المطهر لتخفيف مدتها.

* (بين عقيدة زوائد فضائل القديسين والغفرانات: هناك ارتباط بين هاتين العقيدتين, بمعنى أنه قد يتحصل أنسان ما على غفران 50 سنة ويموت بعد 30 سنة فيكون لديه فائض غفران 20 سنة كرصيد يمكن أن يتصدق به على غيره من الأحياء أو الأموات فى المطهر أو يهبه للعذراء لتوزيعه على من تشاء من الخطاة !!)



* الرد أصلا على موضوع المطهر طويل ولكن نذكر بعض النقاط:

* هل دم المسيح غير كاف للخلاص ؟! ان كان غير كافٍ فباطل هو إيماننا أما إذا كان كافياً فما لزوم المطهر.

* هل هناك خطايا يغفرها دم المسيح وخطايا أخرى يغفرها العذاب فى المطهر ؟!

* فى كل قصص الغفران فى الكتاب المقدس يكون غفران الله كاملاً لا تجزئة فيه... إن الذين كان على الواحد منهما خمسمائة دينار وعلى الآخر خمسون يقول الكتاب إن الله... إذا لم يكن لهما ما يوفيانه سامحهما جميعاً (لو 42:7) فالخطية التى للموت (مثال 500 دينار) والخطية العَرَضّية (مثال50 دينار) سامحهم كلهم.

* (توضيح: يؤمن الكاثوليك فيما يخض عقيدة المطهر أن هناك نوعان من الخطايا كقول الكتاب هناك خطايا للموت وخطايا ليست للموت فالخطايا التى للموت يغفرها دم المسيح, أما الخطايا التى ليست للموت – العَرَضّية - فيذهب الانسان إلى المطهر ليدفع عنها الحساب, ولكن الواضح فى هذا المثل الذى قاله المسيح أن السيد سامح العبدان كليهما وأن العبدان لم يكن لهما ما يوفيانه سواء ال500 أو ال50 دينار)

* اللص اليمين قال له المسيح اليوم تكون معى فى الفردوس معناها انه دخل الفردوس فى يوم وفاته دون ان يعبر على هذا المسمى المطهر.



* ثانياً: العذراء فى العقيدة البروتستانتية:
* تشتهر الكنيسة البروتستانتية بكثرة مدارس تفسير الكتاب المقدس إذ أعطى مارتن لوثر الحق لكل مسيحى مؤمن لان يفسر الكتاب المقدس حسبما يرشده روح الله القدوس وذلك رداً على تسلط الكنيسة الكاثوليكية.

* لهذا انتشرت المذاهب البروتستانتية لتعدد أنواع التفاسير.

* بالرغم من إنكار البروتستانت لبعض الأمور الخاصة بالعذراء كدوام بتوليتها وشفاعتها إلا انهم يكرمونها فى كتاباتهم وأقوالهم كثيرا.



* تشبيه العذراء بعلبة الجوهرة:
* بالرغم من بعض الكلمات الجميلة التى تظهر فى بعض الكتب البروتستانتية إلا أننا فى عظاتهم نسمعهم يشبهون العذراء بالعلبة التى فيها جوهرة نأخذها ونرمى العلبة أو كالبيضة نقشر القشرة ونأكل البيضة, بل قد تجرأ البعض وقالوا عنها " اختنا ".

* الرد:

* هذا التشبيه خاطئ لاهوتيا لان الجوهرة أو الذهب من خامة والعلبة من خامة أو مادة أخرى كذلك قشرة البيضة مختلفة فى مادتها عن البيضة فإذا كانت العذراء علبة للتجسد فهذا معناه ان جسد المسيح ليس مأخوذا منها بل كان موضوعا فيها " فإذ قد تشارك الأولاد فى اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكى يبيد بالموت ذاك الذى له سلطان الموت اى إبليس " (عب 2: 14)، أيضاً فى قانون الإيمان نقول " تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء تأنس"

* بالرغم من ان العلبة ليست فى قيمة الجوهرة ولكن هذا لا يلغى أهميتها فى حفظ الجوهرة.



* شفاعة العذراء والقديسين:
* يظن البروتستانت انه فى طلب شفاعة العذراء أو القديسين نعطى عمل المسيح وكرامته لهم ولكن لابد ان نفرق بين شفاعة المسيح الكفارية لمغفرة الخطايا وشفاعة القديسين التوسلية وصلواتهم عنا.



* زواج العذراء بعد ميلاد المسيح [دوام بتولية العذراء]:

* يؤمن البروتستانت أن العذراء مريم عاشت فى حالة الزواج مع رجلها بعد ولادة المسيح وأن العذراء مريم كان لها أولاد معتمدين فى ذلك على نغض الآيات:

* "فأخذ يوسف امرأته ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر" (مت24:1)

* "مالى ولك يا أمرأة.... يا أمرأة هوذا أبنك "

* ذكر الكتاب المقدس أسماء أربعة أخوة للسيد المسيح فى (مت 13: 55-56) و(مر 6: 1-5)



أولاً: لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر (مت 1: 24)
* لم يعرفها ليس معناها انه عرفها معرفة الأزواج بعد ان ولدت المسيح ولكن لم يعرف كرامتها ومنزلتها وقيمتها إلا بعد ان رآها بدون زواج أماً.

* حتى: لها معنيان فى الكتاب المقدس " إلى أن" أو " ولو " وهى فى هذه الحالة لا تفيد المعنى (إلى أن) أى أنه بعد هذا عرفها – أى يوسف النجار- وتزوج بها.

مثال قال الكتاب المقدس عن ميكال زوجة داود " لم يكن لها ولد حتى ماتت (2صم 6: 23)

"فخرج الغراب مترددا حتى نشفت المياه عن الأرض (تك 8: 6،7) وليس معنى هذا أن الغراب رجع إلى الفلم بعد أن نشفت المياه.

قول الله ليعقوب " لا أتركك حتى افعل ما كلمتك به " (تك 28: 15) وليس معنى ذلك أن الله ترك يعقوب بعد ذلك.

" لا يغفر لكم هذا الأثم حتى تموتوا " (أش 22: 14) ولا يفهم من ذلك أن الله يغفر بعد الموت.

* ابنها البكر:

لا تعنى ان المسيح هو بكر بين اخوة كثيرين ولدتهم العذراء بعد ولادته فالبكر - First Born - هو أول مولود وهو لا يأخذ صفة البكورية لوجود اخوة له والدليل على ذلك قول الرب فى سفر الخروج " قدس لى كل بكر فاتح رحم" (خر 13: 2) وتقديسه للرب لم يكن يحدث بعد ولادة ابن آخر0.. بل بمجرد ولادته دون انتظار غيره مثال اسحق الذى كان بكر سارة ولم يكن لها غيره.



ثانياً: قول المسيح للعذراء " يا امرأة ":
ظن البعض أن هذه الكلمة – يا امرأة – تعنى ما نفهمه نحن من الفرق بين الأمرأة والآنسة فكلمة أمرأة تعنى سيدة باللغة العبرية وكان هذا هو التعبير المألوف فى لغة شعبها.

بولس الرسول فى (غل 4: 4) يقول " أرسل الله ابنه مولودا من امرأة " وكلمة امرأة هنا لا تعنى أنها ليست عذراء إذ لا يمكن القول ان مريم لم تكن عذراء وقت ميلاد المسيح، بنفس الأسلوب دعى الكتاب حواء امرأة قبل الخروج من الجنة قبل ان تعرف آدم زوجها "لأنها من امرئ أخذت" (تك 23:2)

فالمرأة عموما سواء عذراء أو متزوجة تسمى امرأة كما أن الأعزب او المتزوج من الذكور يسمى رجلاً.



ثالثاً: اخوة يسوع
فى(مت 13: 55 – 56) و(مر 6: 3) يذكر أربعة اخوة ليسوع هم " يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا " فمن يا ترى هم هؤلاء الأخوة المذكورون فى الكتاب المقدس ؟!

1. فى غلاطية (19:1) يقول بولس الرسول "لم أر غيره من الرسل إلا يعقوب أخا الرب" فيتضح أنه كان من ضمن الرسل واحد أسمه "يعقوب أخا الرب" وبمراجعة المواضع التى وردت فيها أسماء الرسل تجد بينهم اثنان بأسم يعقوب، الأول هو يعقوب بن زبدى أخو يوحنا وهو الذى قتله هيرودس الملك (أع2:12) والآخر هو يعقوب بن حلفى وهذا كان له أخ أسمه يهوذا الملقب أيضاً لباوس وتداوس. إذن كان من بين تلاميذ الرب اثنان هما يعقوب بن حلفى ويهوذا اخوه (أع 1: 13)، و(لو 6: 16) فمن هو حلفى هذا وما هى قرابته ليسوع؟؟!

2. فى اكثر من موضع يشار الى وجود 3 مريمات: العذراء والمجدلية ومريم أم يعقوب ويوسى (مت 56:27), و(مر40:15)، و(لو10:24)، وفى (يو19: 25) ذكر الثلاثة بالتفصيل: أمه والمجدلية ومريم أخت أمه إذن مريم أخت أمه هى زوجة كلوبا وهى أم يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا وبالتالى فهؤلاء اخوته هم أولاد خالته وأيضاً يقال فى بعض المصادر ان كلوبا كان أخو يوسف إذن كانوا أيضاً أولاد عمه وكلوبا كان أحد التلميذين اللذين ظهر لهما المسيح فى يوم القيامة.

ولقد كان القريب عند اليهود يعتبر أخاً كما يلاحظ فى الآيات التالية:

* قول إبراهيم لأبن أخيه لوط " لا تكن مخاصمة بينى وبينك... لأننا أخوان " (تك 13: 8).

* اخبر يعقوب راحيل عندما قابلها بأنه " أخو أبيها وانه ابن رفقة (تك 29: 12)

* قول لابان ليعقوب " ألأنك أخى تخدمنى مجانا" (تك 29: 15)

بعض الملحوظات المنطقية:

¶ من غير المعقول ان يكون للعذراء كل هذا العدد من الأولاد ويعهد بها المسيح ليوحنا بعد صلبه.

¶ فى رحلة العائلة المقدسة الى مصر والرجوع منها ورحلتهم الى أورشليم والمسيح عنده 12 سنة لم يرد ذكر لهؤلاء الأولاد.

¶ ليس صحيحا ما يقال انهم أولاد يوسف من زواج ترمل بعده فالكتاب يذكر ان أمهم كانت حاضرة صلب المسيح



بتوليه العذراء دامت حتى بعد ولادة المسيح كما تنبأ حزقيال النبى فقال " قال لى الرب هذا الباب يكون مغلقا لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لان الرب اله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقا " (حزقيال 44: 2) .

لذلك تستخدم الكنيسة فى صلواتها عبارة " تى بارثينوس إنسيو نيفين " (و معناها العذراء كل حين) للدلالة على هذه العقيدة.

لم يجسر واحد من الملائكة بعد قيامة الرب ان يجلس فى القبر فى الوسط موضع جسد الرب يسوع وإنما جلس ملاك عند الرأس وآخر عند القدمين وهكذا لا يجسر اى إنسان ان يوضع فى بطن العذراء الموضع الذى احتله رب المجد.



ثالثاً: العذراء والأريوسية: مجمع نيقية سنة 325
أريوس ابتدع ان الابن مخلوق وانه غير مساو للآب ولذا عندما أنكر لاهوت المسيح أنكر أيضاً أمومة العذراء مريم لله (الثيؤطوكوس) قاومه البابا الكسندروس والقديس اثناسيوس الرسولى.



رابعاً: العذراء والنسطورية: مجمع افسس سنة 431
ميز نسطور بين الإنسان يسوع المولود من مريم وابن الله الساكن فيه فى رأيه كان يوجد شخصان فى المسيح: ابن مريم وابن الله اتحدا معا اتحادا معنوياً لا اقنومياً

واستنتج من ذلك ان السيدة العذراء هى أم للطبيعة الناسوتية وهى ليست والدة الإله وإنما كانت مستودع لله وإنها ولدت المسيح... وبناءً على هذا الاعتقاد أنحرف أريوس إلى فصل طبيعة السيد المسيح اللاهوتية عن طبيعته الناسوتية وجعل للمسيح طبيعتين (بدعة الطبيعتين والمشيئتين)

وقد وضع البابا كيرلس الأول عامود الدين حرمانا لكل من قال ان العذراء ليست هى والدة الإله وان عمانوئيل هو الله حقا يكون محروما، وقد تم وضع مقدمة قانون الأيمان فى هذا المجمع.



خامساً: عقيدة الثيؤطوكوس- والدة الإله- فى الكنيسة الأرثوذكسية:
أول من اعترض على هذه التسمية هو نسطور بطريرك القسطنطينية الذي كان يظن ان المسيح طبيعتان وشخصان اله وإنسان وحيث ان العذراء مريم بوصفها إنسانة ولدت الطبيعة الإنسانية فهي تدعى أم يسوع وليست أم الله أو والدة الإله وقد تصدى له البابا كيرلس الأول الكبير الملقب بعمود الدين البابا 24 مؤكدا أن تلقيب القديسة مريم بوالدة الإله ضرورة لاهوتية تحتمها حقيقة التجسد الإلهي فالتجسد في الإيمان الارثوذوكسى هو اتحاد كامل بين الطبيعيتين فالمولود من العذراء هو ابن الله المتجسد وليس مجرد إنسان

وشرح هذا المثل: كما ان الروح والجسد ينشأن كلاهما داخل المرأة مع أن الروح لا يمكن ان تكون وليدة المرأة هكذا الكلمة المتجسد نما ناسوته داخل العذراء ومع ذلك فجسده لم يكن مجرد جسد إنسانى ولكنه جسد متحد بالكلمة ولو أن هذا الجسد لم يكن سوى أداة لكان شبيها بأجساد موسى وغيره من الأنبياء إنما كان اتحاد كامل بين طبيعيتين بلا امتزاج ولا اختلاط ولا تغيير.

ولا نقول بالطبع ان الله الكلمة اخذ بدايته من جسد العذراء حاشا لانه موجود منذ الأزل فالكتاب المقدس يقول " فى البدء كان الكلمة.... فاقنوم الابن له ميلاد أزلي مع الآب وميلاد آخر زمنى من أحشاء العذراء مريم.

" ولكن لما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولود من امرأة مولودا تحت الناموس " (غل
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور


العذراء مريم أعظم شخصيه نسانيه

210462460.jpeg


إن العذراء هي ابنه يواكيم بن فاربافير من نسل داود من سبط يهوذا وأمها اسمها حنة ابنة مثاتان الكاهن من سبط لاوي وكان يواكيم وحنة قد مضى على زواجهما 50 عاماً ولم ينجبا أولادًا فبقدرة الله وبرضاه أرسل الملاك وبشر حنة النبية أنها تحبل بابنه أشرف من كل الخلائق وكان ذلك في اليوم التاسع عشر من شهر كانون أول من السنة السابعة عشر قبل الميلاد وفي اليوم الثامن من شهر أيلول من السنة السادسة عشر قبل الميلاد ولدت مريم البتول في القدس في المكان المدعو اليوم مدرسة القديسة حنة " الصلاحية " وسميت مريم " أي سيدة أو رجاء حسب تسمية الملاك، وكان والداها قد قدما نذرًا للرب أنهما إذا رزقا طفلاً أن يخدم الهيكل صبيًا كان أم صبيّة وفرح بها والداها فرحًا عظيمًا، ولما بلغت مريم عامها الثالث جاء بها والداهافي 21/11/13 قبل الميلاد،فأدخلاها الهيكل لتخدم فيه وفاءً

لنذرهما فتقبلها زخريا الكاهن الأكبر فأدخلها إلى قدس الأقداس بإلهام الروح القدس إذ أنها يومًا ما ستصبح قدس أقداس للرب يسوع وهناك تثقفت العذراء في العهد القديم، وفي وقت إقامتها في الهيكل مات والداها. ولما بلغت أخذوا يتشاورون [ أي الكهنة ] كيف يتصرفون معها بدون أن يغضبوا الله، وقال القديس إيرونيموس: إن الكهنة لجأوا الى تابوت العهد بصلاة حارة، وطلبوا من الله أن يظهر لهم الرجل الأهل لأن يعهد إليه بالعذراء ليحفظ بتوليتها تحت مظهر الزواج فأمروا يومئذ بصوت من الرب بأن ينتخبوا اثني عشر رجلاً من قبيلة داود لا نساءَ لهم، أرامل ويضعوا عصيهم على المذبح ويسلموا العذراء لمن تزهر عصاه، وفعلوا ذلك وكانوا يصلون طول الليل قائلين أظهر يا رب الرجل المستحق للعذراء وفي الصباح دخل الكهنة مع الاثني عشر رجلاً فرأوا أن عصا يوسف قد أزهرت وكان هو أقرب إليها وكان عمره ثمانين سنة وكان له ستة أولاد من زوجته المتوفية (وهم يعقوب ويوسي وشمعون ويهوذا ومريم وسالومة) ومضى يوسف مع مريم بعد الخطبة إلى مدينة الناصرة وبعد الخطبة بثلاثة أشهر وفي اليوم الخامس والعشرين من شهر آذار والعذراء تقرأ في سفر أشعياء النبي "ها إن العذراء تحبل وتلد ابنًا ويدعى اسمه عمانوئيل" كانت تتمنى أن ترى هذه الفتاة من تكون التي يصفها أشعياء وهي في هذه الأفكار حضر الملاك جبرائيل رسول الثالوث الأقدس يقول لها: "السلام عليك يا مريم يا ممتلئة نعمةً الرب معك مباركة أنتِ في النساء". فلما اضطربت من كلامه قال لها: "لا تخافي يا مريم لأنك وجدت نعمة عند الله وها أنت تحبلين بالضابط الكل وستلدين طفلاً وتسمينه يسوع"، فأجابته العذراء: "كيف يكون ذلك لبنت عذراء لم تعرف زواجًا" فقال لها الملاك: "إن الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظلُلك وذلك القدوس المولود منك يدعى ابن الله وها أن نسيبتك أليصابات هي أيضًا حبلى بابنِِ في شيخوختها وها هو الشهر السادس لتلك المدعوة عاقرًا"، فأجابت العذراء: "ها أنا أمة للرب فليكن لي حسب قولك". وإذ قالت مريم هذه الكلمة حلت كلمة الله في أحشائها الطاهرة فنظر الملاك إلى السماء فرأى الابن جالسًا في أحضان أبيه ثم نظر إلى العذراء فرآه أيضا داخل أحشائها النقية نظير الجنين فسجد مؤديًا الإكرام الواجب لوالدة الإله، ثم عاد إلى السماء مسرورًا، وبعد أن بدا الأمر غير خافيًا على يوسف الصديق، يقول القديس أثافاسيوس: إن يوسف كان يُعفِف البتول وكان حائرًا من عدم اضطرابها، وبعد ذلك أتاه الملاك قائلاً: يا يوسف ابن داؤد لا تخف أن تأخذ امرأتك مريم لأن المولود منها هو من الروح القدس، وبعد ذلك ذهبت مريم إلي الجبل إلي مدينة عين كارم ودخلت إلى بيت زخريا وسلمت على ألياصابات وعندها عرف الجنين "يوحنـا" الذي في بطن ألياصابات أن البتول هي أم المسيح المنتظر وسجد في بطن أمه وامتلأت ألياصابات من الروح القدس فصاحت بصوت عظيم وقالت: "مباركة أنت في النساء من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي فطوبى للتي آمنت ما قيل لها من قبل الرب"، فقالت مريم: " تعظم نفسي للرب ". وبقيت عندها ثلاثة أشهر ثم عادت إلي بيتها وفي تلك الأيام صدر أمر من القيصر الروماني بأن يكتتب كل المسكونة فانطلق الجميع ليكتبوا أسماءهم كل واحد في مدينته وذهب يوسف وخطيبته مريم من الناصرة إلي بيت لحم وكانت بيت لحم لم يعد فيها أي مسكن من كثرة الناس.
وبالكاد وجد يوسف مكانًا في مغارة البهائم وباتا فيها، وفي نفس الليلة ولدت مريم العذراء الطفل الإلهي، وفي تلك الناحية بشر الملائكة الرعاة بالفرح العظيم: " ولد لكم مخلص وهو المسيح الرب "، وبعد ذلك نرى العذراء في الهيكل بعد 40 يوماً ونرى العذراء عندما جاء المجوس وقدموا الهدايا ذهبًا ولبانًا ومرًا. وبإرشاد الملاك المرسل من الله ذهب يوسف مع الطفل وأمه إلى مصر وسكنت العذراء سنتين وستة أشهر في مصر وسكنت في نفس المنطقة التي ظهرت فيها العذراء في سنة 1967 في كنيسة الزيتون ودير المحرفة والمطرية. وعندما مات هيرودس، وبإرشاد الملاك عادوا وسكنوا الناصرة وترافقه العذراء في أكثر عجائبه وتعاليمه فنراها مع يسوع عندما كان يعلم في الهيكل وفي أول عجيبة في عرس قانا الجليل، وآخر أيام المسيح على الأرض نرى

المسيح يسلم والدته إلى التلميذ الحبيب يوحنا، ونراها يوم القيامة مع المريمات، ويوم الصعود في جبل الطور، ويوم العنصرة في حلول الروح القدس مع التلاميذ، وكانت في القدس عزاءً للرسل في زمن الاضطهاد الذي قام به هيرودس. وكان يحضر إليها كثير من الذين كانوا يؤمنون، وكان لها أكبر الأثر في نفوس المؤمنين، وذهبت العذراء إلى جزيرة قبرص بدعوة من القديس ليعازر (الذي أقامه يسوع من بين الأموات) وذهبت في طريقها إلى جبل آثبوس أي "المقدس"، وكان الجبل كله أصنام وعباده أوثان وعند وصول العذراء الجبل تحطمت الأصنام لوحدها وبشرت العذراء بالمسيح واعتمد جميع السكان وسمي هذا الجبل بالجبل المقدس نسبة لزيارة العذراء الكلية القداسة له وما زال حتى اليوم يعج بالأديرة والكنائس والرهبان. وأيضاً زارت أفسس حيث كان القديس يوحنا الحبيب ورجعت بعد ذلك إلي القدس ولما بلغت الستين من عمرها جاءها الملاك في اليوم الثاني عشر من شهر آب من السنة 44 ميلادية فبشرها أنها بعد ثلاثة أيام ستنتقل من دار الشقاء إلى دار الهناء والبقاء، ففرحت فرحًا عظيمًا وَصلت شاكرةً لله، وطلبت أن ترى أولادها الروحانيين أي الرسل الأطهار الذين كانوا متفرقين في أقٌطار العالم فإذا بالسحب تخطفهم في اليوم الخامس عشر من شهر آب وتجمعهم لدى الأم البتول ففرحت بهم وأخبرتهم سبب حضورهم العجيب وعزتهم على حزنهم، وأن الدنيا كلها إلى زوال وَصلت من أجل سلام العالم، واضطجعت كما أرادت وأسلمت روحها إلى ابنها. أما الرسل حملوا السرير بموكب جنائزي مهيب إلى القبر الذي في قرية الجسمانية وإن أحد اليهود من عشيرة الكهنة واسمه أثاناس مد يده إلى النعش يريد أن يقلبه فإذا بسيف يقطع يديه الأثيمتين، فخاف اليهود جدًا، وآمن قوم كثير منهم. وبعد أن وضعوا جسد العذراء في القبر كان الرسل يتناوبون حوله سجدًا يرتلون التسبيح مدة أسبوع.
وذكر أن الرسول توما لم يكن حاضرًا رقاد العذراء، وحضر بعد ثلاثة أيام وكان في الهند أصر أن ينظر محيّا والدة الإله ويبترك منه ويودعه مثل باقي الرسل فلما رفع الحجر عن باب القبر لم يجدوا الجسد بل كان الضريح فارغًا والأكفان وحدها، فآمنوا أن العذراء انتقلت بالنفس والجسد إلى ملكوت السماوات، وعندما كانوا يصلون على المائدة المقدسة عند استحالة القربان إذ بالعذراء تقف بجسمها الطاهر بسحابة منيرة وملائكة المجد حولها فقالت: "السلام لكم، افرحوا لأني معكم كل الأيام"، فهتف الرسل بصوتٍ واحد : "أيتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا".
بتولية العذراء: إن الكنائس المسيحية بأجمعها تعتقد بدوام بتولية العذراء ما عدا الكنيسة البروتستنتية محرفة تفسير كلمتين حتى والبكر الواردتين في قول البشير: "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" متى 25:1 ومستندة إلى: " أليس إخوته يعقوب ويوسي وسمعان ويهوذا؟".
ولإظهار الحقيقة نقول:
1- إن كلمة حتى تدل على الاستمرار وهي حسب أفضلية النحاة تدخل ما بعدها في حكم ما قبلها: فإن كان ما قبلها مثبتًا كان ما بعدها مثبتًا، وإن كان منفيًّا كان ما بعدها منفيًّا، مثلاً ذكر في سفر تكوين 7:8 " ولم يرجع الغراب حتى نشف الماء عن وجه الأرض" هنا ما قبل كلمة حتى منفيًّا لم يرجع إذن ما بعدها منفيًّا لأن الغراب لم يرجع أبداً.
2- قال المخلص: "هـا أنا معكم كل الأيام حتى انقضاء الدهر" (متى 20:28)، هنا قبل كلمة حتى مثبتًا إذن ما بعدها أيضا مثبتًا أنا معكم مثبتًا، ونحن لم ننفصل عن المسيح أبدًا لا في هذا الدهر ولا في الحياة الخالدة بل نكون معه بأوفر كمالا.ً
3- يقول في صموئيل الثاني 22:6 " لميكال ابنة شاول لم يكن لها ولد حتى يوم موتها" هنا ما قبلها منفيًّا لم يكن لها ولدُُ إذن ما بعدها منفيًّا، وهل يمكن أن تلد بعد الموت!
ثانيًا: إن البكر في الكتاب المقدس المولود الأول عن وحيدٍ أو بين إخوة كما يتضح من أمر الرب بأن يكرس له بكر حيث يقصد بالأبكار المولودين أولاً أو الوحيدين. ويقول في أشعياء " أنا الإله الأول" أشعياء 6:44 فهل من إله ثانٍ أو ثالث!
ثالثًا: أما إخوة المسيح فهم أبناء يوسف من امرأته الأولى أو أبناء كلاويا من امرأته ابنة خالة العذراء لأن الأقارب في الكتاب المقدس يدعون إخوة إبراهيم ولوط ابن أخيه يدعان أخوات تكوين 8:13 وكذلك لأبان ويعقوب إن أخته رفقه كانا يدعون أخوات تكوين 15:29، وفضلاً عن ذلك فهل يعقل أن تكون أمًا لبشر بعد أن وسعت في أحشائها إله الكل! وقد دعاها الكتاب المقدس امرأة ليوسف لكي لا يشتبه في أمر حبلها وأما بعد الولادة نرى أن الكتاب المقدس يدعوها "أم الصبي" متى 13:2 ولوقا 43:2. وقد دعا يسوع العذراء " بامرأة" (يوحنا4:2 ويوحنا 26:19) لتكريمها وتعظيمها لأن كلمة امرأة يومئذ كانت اصطلاحًا في اللغة للدلالة على الاحترام والعطف، ويؤخذ من الآداب اليونانية القديمة أن السيدات ذوات المجد الرفيع كن يخاطبن بهذا اللفظ.



أن الكتاب المقدس مليئ بنساء عظيمات سواء فى العهد القديم أو الجديد

وفى عصر النعمه والخلاص ... نجد أعظم أم ,اعظم أمرآه

وهى العذراء القديسه البتول الطاهره مريم


قال عنها الكتاب

"لاَ تَخَافِي يَا مَرْيَمُ، لأَنَّكِ قَدْ وَجَدْتِ نِعْمَةً عِنْدَ اللهِ" (إنجيل لوقا 1: 30)

"وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هذَا الْكَلاَمِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا" (إنجيل لوقا 2: 19)


هوذا منذ الان جميع الاجيال تطوبني لو 48 1

حقا كرم الكتاب المقدس السيده العذراء ..

= كرم فيها الطفوله الطاهره

= كرم فيها الأمومه . فى تربيه أبنها وألهها يسوع

=كرم فيها تعبها فى الهروب ألى مصر

=كرم فيها ألتهاب أحشاؤها . ووحيدها معلقا بين اللصوص

كان بكاؤها صامت لأم ترى ابها ووحيدها بعد لحظات سيموت على الصليب

= كرمها لأنها رغم حزنها وألتهاب أحشاؤها ماذا قالت ؟

فى صلاه الساعه الثالثه

عندما نظرت الوالده الحمل والراعي مخلص العالم علي الصليب معلقا قالت وهي باكيه اما العالم فيفرح لقبوله الخلاص واما احشايي فتلتهب عند نظري الي صلبوتك الذي انت صابر عليه

= كرمها لانها شاركت الناس فى حياتهم اليوميه

فلقد زارت اليصابات .و اليصابات امتلات من الروح القدس لما وصل الي اذنها سلام القديسه مريم

فشهدت لها اليصابات حين قالت من اين لي هذا ان تاتي ام ربي الي؟ ...

وكذا زيارتها لعرس قنا الجليل , وطلبها لأبنها رب المجد ان يحول الماء الى خمر , لتسعد المدعويين

وقد استجاب كطاعه للأمومه .. وهو الذى تطيعه وتسجد له الشاروبيم والكاروبيم

مهما تكلمنا عن السيده العذراء .. كاحدى ( بل أعظم نساء الكتاب ) لن نقدر .. طوباك يا مريم
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
الصوم وتكريم العذراء مريم

الأنبا ديمترويوس أسقف ملوي

صوم السيدة العذراء هذا صامه آبائنا الرسل أنفسهم لما رجع توما الرسول من التبشير فى الهند، فقد سألهم عن السيدة العذراء، قالوا له إنها قد ماتت. فقال لهم "أريد أن أرى أين دفنتموها!" وعندما ذهبوا إلى القبر لم يجدوا الجسد المبارك. فإبتدأ يحكى لهم أنه رأى الجسد صاعدا... فصاموا 15 يوماً من أول مسرى حتى 15 مسري، فأصبح عيد للعذراء يوم 16 مسرى من التقويم القبطي..

فمن لا يعجبه موضوع الصيام هو الخاسر لبركة الصوم.. نحن لا نصوم لهم، ولكننا نطلب شفاعتهم أثناء الصوم. فموضوع تكريم السيدة العذراء حير العديد.. فالبعض شطحوا فقالوا أنها حُبِلَ بها بلا دنس، والبعض الآخر شطح في الناحية الأخرى قائلاً إن العذراء هي كعلبة كان بها ذهباً، فنأخذ الذهب ولا قيمة للعلبة!! أما الكنيسة القبطية فى تقليدها السليم حسب الكتاب المقدس تبجل السيدة العذراء مريم ولكنها لا ترفعها إلى الألوهية مثل الذين يقولون أنها حبل بها بلا دنس، ولا تتجاهلها مثل الذين يتجاهلونها ولا يؤمنون بشفاعتها..

ولكن الكتاب المقدس واضحاً في هذا الأمر بقوله: "هكذا أجتاز الموت إلى جميع الناس"، فهنا لم يستثنى أحدا. ويقول أيضاً "إذا كان بخطية واحد صار الحكم إلى جميع الناس لتبرير الحياة.."، فحقاً إن الملاك قال لها أن الروح القدس يحل عليك وقوة العلي تظللك، ولكن ليس معنى هذا أنها حبل بها من أمها بلا دنس! وإن كان السيد المسيح ولد منها بلا دنس، لكن هي ولدت ولادة إنسانية بشرية من حنة ويواقيم.. ولا ننسى أنها قالت "تبتهج روحي بالله مخلصي". فالعذراء قديسة وبتول وطاهرة وعفيفة وبها العديد من الصفات جميلة، ونحن نطوبها ونحاول أن نتشبه بها.. فحياة السيدة العذراء هي دعوة لنا جميعاً أن نسلك بالطاهرة والقداسة..
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور



العذراء والطهارة

ان شخصية العذراء مريم عظيمة ولها جوانب متعدده يجد فيها كل واحد ما يناسبة وما يشبعة من فضائل وممارسات روحية تبنى حياتة وتنميتها :
+ محب الصلاة يجد انها نموذجاً عظيماً فى الصلاة.
+ محب الأتضاع يجد فى العذراء مريم أسوه حسنة فى الاتضاع والأحتمال والصمت والرزانة.
+ محب الطهارة والعفة يجد فى العذراء القدوة الصالحة فى الطهارة والعفة.
+ محب الخدمة يجد فى العذراء الشخصية المثالية للخدمة الباذلة المضحية فى انكار ذات سواء فى حياتها أو حتى بعد أنتقالها من هذا العالم.
حقا يقول طرح مجمع القديسين فى التسبحة الكيهكية. السلام لك ايتها العذراء فخر العفة والبتولية، السلام لك أيتها العذراء التى اكملت كل الفضائل. السلام لك أيتها العذراء التى لايقدر لسان بشر أن يصف كثرة فضائلك لأن جميع الفضائل التى تفرقت فى القديسين تجمعت فيك.


* العذراء والطهارة:

يحلوا للكنيسة أن تلقب العذراء مريم هكذا "العذراء القديسة الطاهرة مريم"، فالطهارة هى من صميم لقب العذراء ومن صميم صفاتها وحياتها وسلوكها، عاشت طاهرة بتول فى بيت يوسف النجار رغم عقد الزواج الذى دونة لهما كهنة الهيكل. اذ كانا كلاهما بتولين طاهرين، هى صبية فى سن الثانية عشر وهو شيخ ناهز الستين، كانت معه فى بيتة كابنة مع ابيها أو مع جدها تخدمة وهو يرعاها ويعولها كولى آمراها. لذلك عاشت العذراء مريم بتولا طاهرة أثناء الحمل وبعد الولادة أيضاً كما نقول فى قسمة عيد الميلاد. " ولدتة وهى عذراء وبتوليتها مختومة " ظلت العذراء مريم بتولا طوال حياتها، لم تنجب اولادا بعد أن ولدت المسيح الالة المتجسد لخلاص العالم، وهذا هو الإيمان الذى تؤمن بة كل الكنائس الرسولية وهو الموضع اللائق بوالدة الالة. لذلك تسميها الكنيسة العذراء كل حين "
+ ان الغراب الذى أطلقة نوح لم يرجع الى الفلك لأنة غاث فسادا فى وسط الجثث الميتة اما الحمامة التى ترمز للروح القدس فقد عادت الى الفلك ثانية لما لم تجد لها مستقرا بين الجثث الميتة لأنها من الطيور الطاهرة، تطلق الكنيسة على العذراء مريم لقب " الحمامة الحسنة " بسبب وداعتها وطهارتها. نلمس طهاره العذراء من منظر وجهها الهادىء الوديع الذى لم تضع علية المساحيق والاصباغ التى تضر أكثر مما تنفع، ومن منظر ملابسها التى تكسو رأسها وكل جسمها، قال أحدهم ان ثوب العذراء مريم يمكن ان يفصل ثلاثة فساتين من فساتين بنات اليوم عارية الصدر والزراعين والساقين ان الكتاب يعلمنا ان السيرافيم وهى اعلى الطغمات السمائية لكل واحد ستة أجنحة، بجناحين يغطى وجهة وباثنين يغطى رجلية وباثنين يطير، السيرافيم يغطون أجسادهم خشية ورهب من جلال عظمة الله.

 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور

تطويب القديسة مريم

البابا شنودة الثالث

ما أكثر التطويبات التي أعطيت للعذراء.

وردت في ألحان الكنيسة، وفي التسبحة، في التذاكيات والمدائح وفي الذكصولوجيات، في كل يوم من أيام أعيادها، وفي الأبصلمودية الكيهكية، وفي تراتيل الكنيسة، وفي الأبصلمودية.

وتذكرها الكنيسة في مجمع القديسين قبل رؤساء الملائكة، وهكذا في كل تشفعاتها. والكنيسة في تطويب السيدة العذراء، إنما تحقق النبوة التي قالتها في تسبحتها:

"هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني" (لو1 :48 )

والكنيسة تقدم لها بخوراً، وتقدم لها السلام. وما أكثر التسابيح التي تبدأ بعبارة "السلام لمريم" (شيري ني ماريا) أو التسابيح التي يبدأ بعبارة "افرحي يا مريم".

أو التسبحة التي يحرك فيها داود النبي الأوتار العشرة في قيثارته، وفي كل وتر يذكر تطويبًا لها.

نذكرها في الأجبية ونذكرها في القداس وفي كل كتب الكنيسة:

نذكرها في السنكسار، وفي الدفنار، وفي القطمارس، وفي الأبصلمودية، وفي كتب المردات والألحان.. (انظر المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في أقسام المقالات و الكتب الأخرى).

في صلوات الأجبية، نذكرها في القطعة الثالثة في كل ساعة من ساعات النهار متشفعين بها .

ونذكرها في قانون الإيمان، إذ نقول في مقدمته:

"نعظمك يا أم النور الحقيقي ونمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله.."

نذكرها في صلاة البركة، أولها وآخرها.

فنبدأ البركة "بالصلوات والتضرعات والابتهالات التي ترفعها عنا كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم".

وبعد أن نذكر أسماء الملائكة والرسل والأنبياء والشهداء وجميع القديسين، نختم بها البركة فنقول:

"وبركة العذراء أولاً وأخرًا".
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
البابا شنودة الثالث

أيقونة العذراء القديسة مريم



هناك فرق بين صور للتأمل، وأيقونة للطقس.

• ففي الأيقونات لابد أن تظهر مع المسيح باعتبارها والدة الإله.

• وتكون عن يمينه، إذ قيل في المزمور "قامت الملكة عن يمينك أيها الملك" (مز 45: 9).

• ولأنها ملكة يكون على رأسها تاج، وكذلك المسيح.

• وكقديسة يكون حول رأسها هالة من نور، إذ قال الرب "أنتم نور العالم" (مت 5: 14).

• ولأنها السماء الثانية يوجد حولها نجوم وملائكة وسحاب

اشفعي فينا أيتها العذراء القديسة، ليشملنا الرب برحمته.
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
اقوال الاباء عن ام النور العذراء مريم

عبر الأباء القديسين عن عمق حبهم لوالدة الاله العذراء مريم وسجلوا حبهم فى سجلات خالدة يتسلمها الأجيال ليتعلموا ما مدى السبى الذى وقعوا فيه كل من عشقوا حب مريم حتى سبتهم بهذا الحب الخالد فأنطلق معبرا ومترجما على صفحات التاريخ .
فهيا بنا نقطف بعض الثمرات من اقوالهم اللذيذة والرائعة التى سجلها لنا الاباء.
-افرحى ايتها الممتلئة نعمة يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة أما مريم فنالت النعمة بكل فيضها
( الاب بطرس خريستولوجيس).
-حملت مريم "النار"فى يديها.واحتضنت اللهيب بين زراعيها.اعطت اللهيب صدرها كى يرضع وقدمت لذاك الذى يقوت الجميع لبنها
(مار أفرام السريانى).
-القديسة مريم هى معمل اتحاد الطبائع هى السوق الذى يتم فيه التبادل المبجل هى الحجال الذى فيه خطب "الكلمة"الجسد.
( الاب بروكلس بطريرك القسطنطينية).
- لو أن ابن الانسان رفض التجسد فى احشاء العذراء ليأست النسوة ظانات انهن فاسدات.
(القديس اغسطينوس).
- لو أن ميلاد المسيح افسد بتوليه العذراء لما حسب مولودا من عذراء
.(القديس اغسطينوس).
- لا نكرم العذراء من اجل ذاتها وانما لانتسابها لله
.(القديس اغسطينوس).
- لقد ولد المسيح من امرأة ليواسى جنس النساء
.(القديس اغسطينوس).
- بالمراة جلبت الحية للانسان الآول خبر الموت وبالمرأة نقلت الناس بشرى الحياة.
(القديس اغسطينوس).
- من الفردوس أعلنت المراة الموت لرجلها وفى الكنيسة أعلنت النساء خلاص الرجال .
(القديس اغسطينوس).
- حملته على ذراعيها ذلك الذى يحمل السموات وعلى ركبتيها حملته ذلك الذى تحمله الكاروبيم وبفمه قلبت ذلك فتح أفواه البكم رضع من لبن الثدى ذلك الذى اشبع ألوف من الخمس خبزات وسمكتين
(القديس مار أسحق السريانى).
- أنت أرفع من السمائيين وأجل من الكاروبيم وأفضل من السيرافيم وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين,
وممجدة اكثر من الآباء والبنين وزائدة فى الكرامة على التلاميذ الافاضل المرسلين انت فخر جنسنا بل تفتخر البتولية وبك تكرم الطهارة والعفة أنت تفضلت على الخلائق التى ترى والتى لا ترى لآجل عظة كرامة الرب الاله المسجود له الذى اصطفاك وولد منك لأن الذى تتعبد له كل البرايا سر أن تدعى له أما.من اجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة فى القوة والاجابة كثيرا.(ميمر الانبا بولس البوشى اسقف مصر).
- سفينة غنية فيها ارسل كنز الأب الى المكان المحتاج ليغنى المساكين (القديس يعقوب السروجى).
- لم تستعجل مريم كمثل أمها حواء التى من صوت واحد صدقت وحملت الموت
(القديس يعقوب السروجى).
- تفرح البتول اذ صارت أماّ رغم بتوليتها
(القديس يعقوب السروجى).
- لا يستطيع أحد ان يعرف امك ايها الرب...هل نسميها عذراء؟ هوذا ابنها موجود
هل يسميها متزوجة؟فهى لم تعرف رجلاّ
فان كان لا يوجد من يفهم أمك,من يكون كفء لفهمك انت؟
مريم نالت من قبلك ايها الرب كل كرامة المتزوجات ...لقد حبلت بك بغير زواج ... كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ اخرجت من الارض الظمأة ينبوع لبن يفيض ... ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها...
عجيبة هى أمك ... سيد الكل دخلها فخرج انساناّ.الرب دخلها فأصبح عبداّ.. الكلمة دخلها فصار صامتاّ داخلها..
الرعد دخلها فهدأ صوته .. راعى الكل دخلها فصار منها حملاّ .. ان بطن امك قد غيرت أوضاع الأمور يامنظم الكل.. الغنى دخلها فخرج فقيراّ .. العالى دخلها فخرج فى صورة وضيعة .. الضياء دخلها فأخفى نفسه .. معطى الطعام دخلها فصار جائعاّ .. مروى الجميع دخلها وخرج ظمأناّ..ساتر الكل خرج منها مكشوفا وعيرياناّ
(مار افرام السريانى).
- عجيبة هى امك ايها الرب من يستطيع ان يدرك اعجوبة الاعاجيب هذه عذراء تحبل .. عذراء تلد .. عذراء تبقى عذراء بعد الولادة
(القديس اغسطينوس).
- أم الله اتحدت عقليا بالله بدوام الصلاة والتأمل وفتحت طريقا نحو السماء جديدا. سمتبه فوق المبادىء والظنون الذى هو الصمت العقلى الصمت القلبى وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها. (القديس اغريغوريوس ).
-أختارت النعمة مريم العذراء دون سواها من بين كل الاجيال لانها بالحقيقة قد برهنت على رزانتها فى كل الامور ولم توجد امرأة أو عذراء فى كل الاجيال.
(القديس اغريغوريوس العجايبى).
- مريم حملت الطفل الصامت الذى فيه تختفى كل الالسنة مع انه العالى حبا وحقاّ الا انه رضع اللبن من مريم هذا الذى كل الخليقة ترضع من صلاحه عندما كان يرتمى على صدر امه كانت الخليقة كلها ترتمى فى احضانة كرضيع كان صامتا لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أمره
(مار أفرام السريانى).
- فقد ولد من عذراء وحفظ بتوليتها ايضا وعذراويتها بلا تفسير
(القديس اغريغوريوس الثيؤلوغوس).
- الشمعة الموقدة أمام أيقونة العذراء تعلن ان هذه هى ام النور
(القديس يوحنا).
- لان العذراء القديسة وحدها تدعى وتعرف بانها والدة المسيح ووالدة الاله كونها بمفردها لم تلد انسانا بسيطا بل ولدت كلمة الله المتجسد الذى صار انساناّ ولعلك تسأل هنا قائلا : هل كانت العذراء ام اللاهوت. أعلم أنه قيل أنفاّ ان كلمة الله الحى القائم بذاته لاريب فى أنه ولد من جوهر الاب نفسه وأخذ جوهراّ خالياّ من ابتداء الزمان وهو متحد مع الوالد على هذا الوجه على أنه لم يزل معه وفيه دائما
(القديس كيرلس رئيس مجمع افسس).
- قال الآب هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ليس هو ابنى وأخر ابن مريم ليس هو واحداّ , الذى ولد فى المغارة وأخر غيره سجد له المجوس ليس هو الذى يصطبغ واخر لم يصطبغ بل هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت . لاتطلبوا لتجسده على الارض اباّ ولا تطلبوا فى السماء أماّ هو بلا اب على الارض وهو بلا أم فى السماء
(القديس غريغوريوس اخو باسيليوس اسقف قيسارية).
- المولود من البتول ليس باله فقط ولا انساناّ بسيطا لأن هذا المولود عينه صير المرأة التى كانت قديما باب الخطية باب الخلاص
(الاسقف بروكلس).
- قد حوت العذراء عوض الشمس شمس العدل الغير مرسوم ولا تسل هنا كيف صار هذا وكيق أمكن أن يصير الآن حيث يريد الله فهناك لا يراعى ترتيب الطبيعة . اراد . استطاع . نزل . خلص. جميع الاشياء تطيع له . اليوم الكائن يولد.لانه اذ هو اله يصير انساناّ ومع ذلك لا يسقط من اللاهوت الذى كان له ولا صار انسانا بفقده اللاهوت ولا من انسان صار الها ينمو متتابع بل الكلمة الكائن صار لحما
(القديس يوحنا ذهبى الفم).
- ان مريم والدة الحياة والدة العظمة والنور والدة الله الذى ولدته بحال جديد مستغرب
(الاسقف انطيوخس).
- بقوة من استطاعت مريم أن تحمله فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء.أرضعته لبنا هو هيأه فيها,وأعطته طعاما هو صنعه,كاله اعطى مريم لبنا ثم عاد فرضعه منها كابن للانسان,يداها كانتا تعزيانه اذ أخلى نفسه, ذراعها احتضنته من حيث كونه قد صار صغيرا,قوته عظيمة من يقدر ان يحدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب فقد كانت أمه تغزل له وتلبسه اد اخلى نفسه من ثوب المجد
(مار افرام السريانى).
- من أدم الرجل الذى لم يكن له أن يلد خرجت امنا حواء, فكم بالحرى يلزمنا ان نصق أن ابنته حواء تلد طفلا بغير رجل. الارض البكر حملت ادم الاول الذى كان رأسا على كل الارض واليوم حملت العذراء أدم الثانى الذى هو راس كل السموات عصا هارون أفرخت والعود اليابس أثمر, لقد انكشفت اليوم سر هذا الابن البتول حملت طفلاّ
(مارأفرام السريانى).
- لقد حبلت بك أمك بغير زواج , كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ أخرجت من الارض الظمأنة ينبوع لبن يفيض ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها, وان اطعمتك فلأنك جائع , وان سقتك فلانك عطشان , وان احتضنتك فأنت جمرة المراحم فانك تحضن صدرها (مارأفرام السريانى).
- من لا يعترف أن عمانوئيل هو اله حقيقى ومن أجل هذا أن العذراء الطاهرة هى والدة الاله لكونها ولدت جسدانيا الكلمة المتجسد الذى من الله لكون الكلمة صار جسدا ليكن محروما
(القديس كيرلس).
- لنقف فى تخشع ممتلىء بالفرح أمام البذل اللا نهائى الذى حولنا من عبيد الى حرية مجد أولاد الله فتغمرنا بهجة فياضة لهذه المحبة الالهية وفى غمرة هذه البهجة تذكر أن السيدة العذراء عاشتها فى عمقها لتفهمها النعمة الفريدة التى اسبغها الله عليها باختيارها الام لابنه الوحيد
(القديس كيرلس عامود الدين).
- اننا نؤكد ان الابن وحيد الجنس قد صار انسانا..حتى اذ يولد من امراة حسب الجسد يعيد الجنس البشرى فيه من جديد
(القديس كيرلس الكبير).
- ان كان ابن الله قد صار ابنا للعذراء فلا تشك يا ابن ادم انك تصير ابنا لله
(القديس يوحنا ذهبى الفم).
- ولد بالجسد لكى تولد انت ثانية حسب الروح ولد من امرأة لكى تصير انت ابنا لله
(القديس يوحنا ذهبى الفم).
- عتيق الايام والعظيم داخل البطن جنينا بينما هو غير محدود وبذلك صارت مريم اعظم من السموات واستضاءت بنوره..فانظر الى السماء والى تلك الام البتول واخبرنى ايهما اقرب اليه ومحبوب لديه ؟ فمباركة انت فى النساء
يا مريم وممتلئة نعمة
(القديس يعقوب السروجى).
- أنت يا مريم السماء الثانية وافضل من الطغمات السمائية او صارت احشائك مركبة نورانية ترتعد منها الشاروبيم وحدث هذا عندما التقت مريم العذراء باليصابات فقالت بمحبة "من اين لى هذا ان تاتى الىّ أم ربى
(القديس يعقوب السروجى).
- لقد تجسد من مريم العذراء وولد بالجسد ليلدنا بالروح تواضع لكى يرفعنا اتحد بطبيعتنا ليعطينا موهبة الروح القدس لآن يوم ميلاد ملك الملوك ورب الارباب وان تجسده كان من اجل خلاصنا
(القديس يعقوب السروجى).
- تعالى ايها الحكيم وانظر الطفل داخل الاقماط وتامل فى ان يكون جميع الخليقة معلقة بامره
(القديس ساويرس الانطاكى ).
- تعجب منه لانه موضوع فى المذود وهو يدبر البحر واليابسة
(القديس ساويرس الانطاكى ).
- بالامس صنع امه وأتى اليوم ولد منها هو الوحيد قبل ادم وبعد مريم (القديس ساويرس الانطاكى ).
- أمس واليوم هو يسوع ابن الله بغير ابتداء وشاء ان يكون تحت الابتداء (القديس ساويرس الانطاكى ).
- الطفل الموضوع فى المذود والصغير بين المساكين ترتعد منه صفوف النار بعساكرها
(القديس ساويرس الانطاكى ).
- مريم حملت الطفل فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء وحملته الاذرع وهو الجالس على مركبة الكاروبيم
وارضعته لبنا وهو هيأه فيها واعطته طعاما هو صنعه كاله
(القديس ساويرس الانطاكى ).
عندما كان يرضع اللبن من امه كان يرضع الكل بالحياة هذا الذى كل الخليقة ترضع صلاحه وتطلب منه الطبائع
أن يعطيها قوتها ويعطى المطر والظل لمزروعات الارض
(القديس ساويرس الانطاكى ).
- النار ملفوفة بالاقمشة واللهيب يرضع حليب العذراء
(القديس ساويرس الانطاكى ).
- له المجد..قوته عظيمة..من يقدر ان يجدها لكنه اخفى قياسها تحت الثوب الذى كانت امه العذراء تغزله له
وتلبسه واياه اذ اخلى نفسه من ثوب المجد
(القديس ساويرس الانطاكى ).
- انفجرت ابواب الجحيم أمامه فكيف احتوته أحشاء مريم,والحجر الذى على القبر تدحرج بقوة فكيف اشتملته
ذراعا مريم العذراء
(القديس ساويرس الانطاكى ).
- حينما اريد أن أنظر الى العذراء والدة الاله وأتأمل فى شخصها يبدو لى لآول وهله ان صوتا من الرب يأتى صارخا بقوة فى اذنى لا تقترب الى هنا.اخلع حذاءك من رجليك لآن الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة(خر 5:3)
(القديس ساويرس الانطاكى ).
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور

اقوال الاباء عن ام النور





أن قيثارة الروح القدس هذه لن تبعث لحنا أعذب مما تصدره حين تتغنى بمديح مريم
القديس مار أفرام السريانى


مريم هى جنة عدن التى من الله
ففيها لا توجد حية تضر
ولا حواء الى تقتل
انما نبع فيها شجرة الحياة التى اعادت المنفيين الى عدن
القديس مار أفرام السريانى


دعيت حواء أماً للجنس البشرى أما مريم فهى أم الخلاص
القديس أمبروسيوس


بعد أن حملت العذراء أبنها وولدته لنا ... أنحلت اللعنة
جاء الموت خلال حواء ، والحياة خلال مريم
القديس جيروم


مريم أشتملت فى حواء ، لكننا عرفنا حقيقة حواء فقط ، عندما جاءت مريم
القديس أغسطينوس


تطلعت مريم الى حواء والى أسمها ذاته "أم كل حى كأشارة سرية عن المستقبل
لأن "الحياة" نفسه ولد من مريم"
وهكذا صارت "أم كل حى"
القديس أبيفانيوس أسقف سلاميس


وجدت المرأة شفيعتها فى المرأة
القديس أغريغوريوس النيصى


انفردت بدعوتها "الممتلئة نعمة" اذ وحدها نالت النعمة التى لم يقتنيها أحد أخر غيرها ، اذ أمتلأت بمواهب النعمة
القديس أمبروسيوس


"أفرحى ايتها الممتلئة نعمة"
يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة
أما مريم فنالت النعمة بكل فيضها
الأب بطرس خريسولوجيس


حملت مريم "النار" فى يديها
واحتضنت اللهيب بين ذراعيها
أعطت للهيب صدرها كى يرضع
وقدمت لذاك الذى يقوت الجميع لبنها
من يستطيع أن يخبر عنها؟
القديس مار أفرام السريانى


التحفت بالنعمة الألهية كثوب
وامتلأت نفسها بالحكمة الألهية
فى القلب تنعمت بالزيجة مع الله
وتسلمت الله فى أحشائها
الأب ثيؤدوسيوس أسقف أنقرة



أكراماً للرب لا أقبل سؤالاً واحداً يمس موضوع الخطية بخصوص القديسة العذراء مريم
القديس أغسطينوس


كيف أقدر بالالوان العادية أن أرسم صورة هذة العجيبة الجميلة
مكرمة جداً وممجدة هى صورة جمالها
عاشت حكيمة ومملوءة حبا لله
لم تتدنس قط بشهوة ردئية ، بل سارت فى استقامة منذ طفولتها فى الطريق الحق بغير خطأ أو تعثر
القديس يعقوب السروجى


جاء كلمة الأب من حضن الأب
وفى حضن أخر لبس جسداً
جاء من حضن الى حضن
امتلأ الحضنان النقييان به
مبارك هو هذا الذى يسكن فينا
القديس مار أفرام السريانى


 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
اقوال القديس اوغسطينوس عن العذراء مريم

- لو أن ابن الانسان رفض التجسد فى احشاء العذراء ليأست النسوة ظانات انهن فاسدات.(القديس اغسطينوس).

- لو أن ميلاد المسيح افسد بتوليه العذراء لما حسب مولودا من عذراء.(القديس اغسطينوس).

- لا نكرم العذراء من اجل ذاتها وانما لانتسابها لله.(القديس اغسطينوس).

- لقد ولد المسيح من امرأة ليواسى جنس النساء.(القديس اغسطينوس).

- بالمراة جلبت الحية للانسان الآول خبر الموت وبالمرأة نقلت الناس بشرى الحياة.(القديس اغسطينوس).

- من الفردوس أعلنت المراة الموت لرجلها وفى الكنيسة أعلنت النساء خلاص الرجال .(القديس اغسطينوس).
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور



من أقوال القديس مار أفرام السرياني
عن السيدة العذراء مريم

من آدم خرجت حواء .. فكم بالحري ابنة حواء تلد طفلاً بدون رجل ! عصا هرون أزهرت والخشب الجاف أنتج ثمراً ، وقد تم سر هذا فأحشاء العذراء أنجبت ابناً.
عندما كان يرضع اللبن من مريم كان يرضع الكل بالحياة.
وعندما كان في حضن أمه ، كانت الخليقة كلها في حضنه.
بقوة منه استطاعت مريم أن تحمله في حضنها هذا الذي يحمل كل الأشياء.
أرضعته لبناً هو الذي هيأه فيها ، وأعطته طعاماً هو الذي صنعه.
قالت مريم: إن الطفل الذي أحمله هو الذي يحملني..
ابن العالي جداً سكن فيَّ وصرت والدته كميلاد ثان له ، ولدته وهو الذي ولدني بالميلاد الثاني.
لم تبعد قدرتك عني فلقد كنت في داخلي ، وأيضاً كنت خارجاً عني... هل أدعوك ابناً ؟ هل أدعوك أخاً ؟ هل أدعوك رباً ؟
انني أختك من بيت داود أبينا ، وأيضاً أمك لأني حبلت بك. وعروساً لك بتقديسك لي ، وعبدتك لأنك اشتريتني بدمك وابنتك اذ عمدتني بالماء.
أنت إلهاً لمن يعترف بك ، ورباً للذي يخدمك ، وأخاً للذي يحبك لأنك تربح الكل ..
أحشاء الجحيم أدركته فإنفجرت أبوابه ، فكيف احتوته أحشاء مريم ؟
الحجر الذي على القبر تدحرج بقوة ، فكيف حملته ذراعا مريم ؟
مباركة أنت يا مريم ،
إن أمك أيها الرب لا يعرف أحد يسميها ..
هل يسميها عذراء ..؟ إن إبنها يقف هناك .
هل يسميها متزوجة ..؟ لا يوجد رجلاً قد عرفها.
عجيبة هي أمك الرب دخلها فصار عبداً.
الكلمة دخلها فصار صامتاً داخلها.
راعي الكل دخلها فصار حملاً فيها.
إن بطن أمك غيرت أوضاع الأمور كلها يا منظم الكل.

فإن كان لا يوجد أحد قد فهم أمك فمن هو كفؤ لفهمك أنت ...


من كتاب العذراء مريم وظهوراتها العامة - الراهب القمص سمعان السرياني







عبر الأباء القديسين عن عمق حبهم لوالدة الاله العذراء مريم وسجلوا حبهم فى سجلات خالدة يتسلمها الأجيال ليتعلموا ما مدى السبى الذى وقعوا فيه كل من عشقوا حب مريم حتى سبتهم بهذا الحب الخالد فأنطلق معبرا ومترجما على صفحات التاريخ .
فهيا بنا نقطف بعض الثمرات من اقوالهم اللذيذة والرائعة التى سجلها لنا الاباء.

-افرحى ايتها الممتلئة نعمة يتنعم البشر كل بنصيب من النعمة أما مريم فنالت النعمة بكل فيضها ( الاب بطرس خريستولوجيس).

-حملت مريم "النار"فى يديها.واحتضنت اللهيب بين زراعيها.اعطت اللهيب صدرها كى يرضع وقدمت لذاك الذى يقوت الجميع لبنها (مار أفرام السريانى).

-القديسة مريم هى معمل اتحاد الطبائع هى السوق الذى يتم فيه التبادل المبجل هى الحجال الذى فيه خطب "الكلمة"الجسد.( الاب بروكلس بطريرك القسطنطينية).

- لو أن ابن الانسان رفض التجسد فى احشاء العذراء ليأست النسوة ظانات انهن فاسدات.(القديس اغسطينوس).

- لو أن ميلاد المسيح افسد بتوليه العذراء لما حسب مولودا من عذراء.(القديس اغسطينوس).

- لا نكرم العذراء من اجل ذاتها وانما لانتسابها لله.(القديس اغسطينوس).

- لقد ولد المسيح من امرأة ليواسى جنس النساء.(القديس اغسطينوس).

- بالمراة جلبت الحية للانسان الآول خبر الموت وبالمرأة نقلت الناس بشرى الحياة.(القديس اغسطينوس).

- من الفردوس أعلنت المراة الموت لرجلها وفى الكنيسة أعلنت النساء خلاص الرجال .(القديس اغسطينوس).

- حملته على ذراعيها ذلك الذى يحمل السموات وعلى ركبتيها حملته ذلك الذى تحمله الكاروبيم وبفمه قلبت ذلك فتح أفواه البكم رضع من لبن الثدى ذلك الذى اشبع ألوف من الخمس خبزات وسمكتين (القديس مار أسحق السريانى).

- أنت أرفع من السمائيين وأجل من الكاروبيم وأفضل من السيرافيم وأعظم من طغمات الملائكة الروحانيين,
وممجدة اكثر من الآباء والبنين وزائدة فى الكرامة على التلاميذ الافاضل المرسلين انت فخر جنسنا بل تفتخر البتولية وبك تكرم الطهارة والعفة أنت تفضلت على الخلائق التى ترى والتى لا ترى لآجل عظة كرامة الرب الاله المسجود له الذى اصطفاك وولد منك لأن الذى تتعبد له كل البرايا سر أن تدعى له أما.من اجل هذا كرامتك جليلة وشفاعتك زائدة فى القوة والاجابة كثيرا.(ميمر الانبا بولس البوشى اسقف مصر).

- سفينة غنية فيها ارسل كنز الأب الى المكان المحتاج ليغنى المساكين (القديس يعقوب السروجى).

- لم تستعجل مريم كمثل أمها حواء التى من صوت واحد صدقت وحملت الموت (القديس يعقوب السروجى).

- تفرح البتول اذ صارت أماّ رغم بتوليتها (القديس يعقوب السروجى).

- لا يستطيع أحد ان يعرف امك ايها الرب...هل نسميها عذراء؟ هوذا ابنها موجود
هل يسميها متزوجة؟فهى لم تعرف رجلاّ
فان كان لا يوجد من يفهم أمك,من يكون كفء لفهمك انت؟
مريم نالت من قبلك ايها الرب كل كرامة المتزوجات ...لقد حبلت بك بغير زواج ... كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ اخرجت من الارض الظمأة ينبوع لبن يفيض ... ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها...
عجيبة هى أمك ... سيد الكل دخلها فخرج انساناّ.الرب دخلها فأصبح عبداّ.. الكلمة دخلها فصار صامتاّ داخلها..
الرعد دخلها فهدأ صوته .. راعى الكل دخلها فصار منها حملاّ .. ان بطن امك قد غيرت أوضاع الأمور يامنظم الكل.. الغنى دخلها فخرج فقيراّ .. العالى دخلها فخرج فى صورة وضيعة .. الضياء دخلها فأخفى نفسه .. معطى الطعام دخلها فصار جائعاّ .. مروى الجميع دخلها وخرج ظمأناّ..ساتر الكل خرج منها مكشوفا وعيرياناّ (مار افرام السريانى).

- عجيبة هى امك ايها الرب من يستطيع ان يدرك اعجوبة الاعاجيب هذه عذراء تحبل .. عذراء تلد .. عذراء تبقى عذراء بعد الولادة (القديس اغسطينوس).

- أم الله اتحدت عقليا بالله بدوام الصلاة والتأمل وفتحت طريقا نحو السماء جديدا. سمتبه فوق المبادىء والظنون الذى هو الصمت العقلى الصمت القلبى وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها. (القديس اغريغوريوس ).

-أختارت النعمة مريم العذراء دون سواها من بين كل الاجيال لانها بالحقيقة قد برهنت على رزانتها فى كل الامور ولم توجد امرأة أو عذراء فى كل الاجيال.(القديس اغريغوريوس العجايبى).

- مريم حملت الطفل الصامت الذى فيه تختفى كل الالسنة مع انه العالى حبا وحقاّ الا انه رضع اللبن من مريم هذا الذى كل الخليقة ترضع من صلاحه عندما كان يرتمى على صدر امه كانت الخليقة كلها ترتمى فى احضانة كرضيع كان صامتا لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أمره (مار أفرام السريانى).

- فقد ولد من عذراء وحفظ بتوليتها ايضا وعذراويتها بلا تفسير (القديس اغريغوريوس الثيؤلوغوس).

- الشمعة الموقدة أمام أيقونة العذراء تعلن ان هذه هى ام النور (القديس يوحنا).

- لان العذراء القديسة وحدها تدعى وتعرف بانها والدة المسيح ووالدة الاله كونها بمفردها لم تلد انسانا بسيطا بل ولدت كلمة الله المتجسد الذى صار انساناّ ولعلك تسأل هنا قائلا : هل كانت العذراء ام اللاهوت. أعلم أنه قيل أنفاّ ان كلمة الله الحى القائم بذاته لاريب فى أنه ولد من جوهر الاب نفسه وأخذ جوهراّ خالياّ من ابتداء الزمان وهو متحد مع الوالد على هذا الوجه على أنه لم يزل معه وفيه دائما (القديس كيرلس رئيس مجمع افسس).

- قال الآب هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت ليس هو ابنى وأخر ابن مريم ليس هو واحداّ , الذى ولد فى المغارة وأخر غيره سجد له المجوس ليس هو الذى يصطبغ واخر لم يصطبغ بل هذا هو ابنى الحبيب الذى به سررت . لاتطلبوا لتجسده على الارض اباّ ولا تطلبوا فى السماء أماّ هو بلا اب على الارض وهو بلا أم فى السماء(القديس غريغوريوس اخو باسيليوس اسقف قيسارية).

- المولود من البتول ليس باله فقط ولا انساناّ بسيطا لأن هذا المولود عينه صير المرأة التى كانت قديما باب الخطية باب الخلاص (الاسقف بروكلس).

- قد حوت العذراء عوض الشمس شمس العدل الغير مرسوم ولا تسل هنا كيف صار هذا وكيق أمكن أن يصير الآن حيث يريد الله فهناك لا يراعى ترتيب الطبيعة . اراد . استطاع . نزل . خلص. جميع الاشياء تطيع له . اليوم الكائن يولد.لانه اذ هو اله يصير انساناّ ومع ذلك لا يسقط من اللاهوت الذى كان له ولا صار انسانا بفقده اللاهوت ولا من انسان صار الها ينمو متتابع بل الكلمة الكائن صار لحما (القديس يوحنا ذهبى الفم).

- ان مريم والدة الحياة والدة العظمة والنور والدة الله الذى ولدته بحال جديد مستغرب (الاسقف انطيوخس).

- بقوة من استطاعت مريم أن تحمله فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء.أرضعته لبنا هو هيأه فيها,وأعطته طعاما هو صنعه,كاله اعطى مريم لبنا ثم عاد فرضعه منها كابن للانسان,يداها كانتا تعزيانه اذ أخلى نفسه, ذراعها احتضنته من حيث كونه قد صار صغيرا,قوته عظيمة من يقدر ان يحدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب فقد كانت أمه تغزل له وتلبسه اد اخلى نفسه من ثوب المجد (مار افرام السريانى).

- من أدم الرجل الذى لم يكن له أن يلد خرجت امنا حواء, فكم بالحرى يلزمنا ان نصق أن ابنته حواء تلد طفلا بغير رجل. الارض البكر حملت ادم الاول الذى كان رأسا على كل الارض واليوم حملت العذراء أدم الثانى الذى هو راس كل السموات عصا هارون أفرخت والعود اليابس أثمر, لقد انكشفت اليوم سر هذا الابن البتول حملت طفلاّ (مارأفرام السريانى).

- لقد حبلت بك أمك بغير زواج , كان فى صدرها لبن على غير الطبيعة اذ أخرجت من الارض الظمأنة ينبوع لبن يفيض ان حملتك فبنظرتك القديرة تخفف حملها, وان اطعمتك فلأنك جائع , وان سقتك فلانك عطشان , وان احتضنتك فأنت جمرة المراحم فانك تحضن صدرها (مارأفرام السريانى).

- من لا يعترف أن عمانوئيل هو اله حقيقى ومن أجل هذا أن العذراء الطاهرة هى والدة الاله لكونها ولدت جسدانيا الكلمة المتجسد الذى من الله لكون الكلمة صار جسدا ليكن محروما (القديس كيرلس).

- لنقف فى تخشع ممتلىء بالفرح أمام البذل اللا نهائى الذى حولنا من عبيد الى حرية مجد أولاد الله فتغمرنا بهجة فياضة لهذه المحبة الالهية وفى غمرة هذه البهجة تذكر أن السيدة العذراء عاشتها فى عمقها لتفهمها النعمة الفريدة التى اسبغها الله عليها باختيارها الام لابنه الوحيد (القديس كيرلس عامود الدين).

- اننا نؤكد ان الابن وحيد الجنس قد صار انسانا..حتى اذ يولد من امراة حسب الجسد يعيد الجنس البشرى فيه من جديد (القديس كيرلس الكبير).

- ان كان ابن الله قد صار ابنا للعذراء فلا تشك يا ابن ادم انك تصير ابنا لله (القديس يوحنا ذهبى الفم).

- ولد بالجسد لكى تولد انت ثانية حسب الروح ولد من امرأة لكى تصير انت ابنا لله (القديس يوحنا ذهبى الفم).

- عتيق الايام والعظيم داخل البطن جنينا بينما هو غير محدود وبذلك صارت مريم اعظم من السموات واستضاءت بنوره..فانظر الى السماء والى تلك الام البتول واخبرنى ايهما اقرب اليه ومحبوب لديه ؟ فمباركة انت فى النساء
يا مريم وممتلئة نعمة (القديس يعقوب السروجى).

- أنت يا مريم السماء الثانية وافضل من الطغمات السمائية او صارت احشائك مركبة نورانية ترتعد منها الشاروبيم وحدث هذا عندما التقت مريم العذراء باليصابات فقالت بمحبة "من اين لى هذا ان تاتى الىّ أم ربى (القديس يعقوب السروجى).

- لقد تجسد من مريم العذراء وولد بالجسد ليلدنا بالروح تواضع لكى يرفعنا اتحد بطبيعتنا ليعطينا موهبة الروح القدس لآن يوم ميلاد ملك الملوك ورب الارباب وان تجسده كان من اجل خلاصنا (القديس يعقوب السروجى).

- تعالى ايها الحكيم وانظر الطفل داخل الاقماط وتامل فى ان يكون جميع الخليقة معلقة بامره (القديس ساويرس الانطاكى ).
- تعجب منه لانه موضوع فى المذود وهو يدبر البحر واليابسة (القديس ساويرس الانطاكى ).

- بالامس صنع امه وأتى اليوم ولد منها هو الوحيد قبل ادم وبعد مريم (القديس ساويرس الانطاكى ).

- أمس واليوم هو يسوع ابن الله بغير ابتداء وشاء ان يكون تحت الابتداء (القديس ساويرس الانطاكى ).

- الطفل الموضوع فى المذود والصغير بين المساكين ترتعد منه صفوف النار بعساكرها (القديس ساويرس الانطاكى ).

- مريم حملت الطفل فى حضنها هذا الذى يحمل كل الاشياء وحملته الاذرع وهو الجالس على مركبة الكاروبيم
وارضعته لبنا وهو هيأه فيها واعطته طعاما هو صنعه كاله (القديس ساويرس الانطاكى ).

عندما كان يرضع اللبن من امه كان يرضع الكل بالحياة هذا الذى كل الخليقة ترضع صلاحه وتطلب منه الطبائع
أن يعطيها قوتها ويعطى المطر والظل لمزروعات الارض (القديس ساويرس الانطاكى ).

- النار ملفوفة بالاقمشة واللهيب يرضع حليب العذراء (القديس ساويرس الانطاكى ).

- له المجد..قوته عظيمة..من يقدر ان يجدها لكنه اخفى قياسها تحت الثوب الذى كانت امه العذراء تغزله له
وتلبسه واياه اذ اخلى نفسه من ثوب المجد (القديس ساويرس الانطاكى ).

- انفجرت ابواب الجحيم أمامه فكيف احتوته أحشاء مريم,والحجر الذى على القبر تدحرج بقوة فكيف اشتملته
ذراعا مريم العذراء (القديس ساويرس الانطاكى ).

- حينما اريد أن أنظر الى العذراء والدة الاله وأتأمل فى شخصها يبدو لى لآول وهله ان صوتا من الرب يأتى صارخا بقوة فى اذنى لا تقترب الى هنا.اخلع حذاءك من رجليك لآن الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة(خر 5:3) (القديس ساويرس الانطاكى ).


من كتاب السحابة المتألقة فى دقادوس
كتابة المتنيح ابينا الانبا فيبلس مطران كرسى الدقهلية






 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور



العذراء المخطوبه




ترى لماذا لم ياتى الرب يسوع من عذراء دون ان تخطب؟
لماذاانتظر التدبير الالهى حتى خطبت العذراء ليوسف النجار وبعدها جاءت البشاره بالحبل الالهى؟

والحقيقه ان الله قد استخدم يوسف كستار للعدراء

1-
لحمايتها من اليهود: فلا يرجمونها متى ظهرت عليها علامات الحمل . وربما تتسأل هل مجرد الخطبه يبرر الحمل ويمنع ادانته؟
لكن اعلم انه حينما يقول الكتاب عن العذراء انها مخطوبه فمعنى ذلك انها تحسب امام الشرع امرأه للمنسوبه والمخطوبه اليه ولذلك لما اراد الكتاب ان يعلمنا ان ولاده المسيح له المجد هى ولاده بغير زرع بشر لم يكتف بالقول عن امه انها مخطوبه ليوسف فيمكنها ان تنجب منه حسب شريعه اليهود لكنه اردف ذلك حالا بقوله وقبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس ثم لما اراد يوسف تخليتها سرا قال الملاك لا تخف ان تأخذ مريم امرأتك من هذا نفهم ان مجرد الخطبه عند اليهود يجعل الزيجه قائمه امام الشرع بغض النظر عما اذا كانت هناك مباشره زوجيه ام لا
2-
لاخفاء طبيعه المولود عن ابليس ترى كيف كانت تسير الاحداث لو تيقن ابليس ان المولود ليس عاديا بغير زرع بشر؟
هذا لم يحدث ولن يحدث الا لشخص واحد الله المتجسد

س- الم يعلم ابليس طبيعه المولود من خلال كلمات الملاك للعدراءفى بشارته للعدرا" الروح القدس يحل عليك وقوه العلى تظللك لذلك فالقدوس والمولود منك يدعى ابن الله "

ج- يلاحظ ان بشاره العذراء حصلت فى دائره ضيقه فى مخدعها وقت صلاتها وبالتأكيد لم يدر ابليس بهذه الواقعه.

ملحوظه : احذر ان تتصور ابليس وكأنه كلى المعرفه والا محدوديه! كما اننا كثيرا ما نتصور ابليس فى ذكاء شديد وان كان كذلكفانما هو ذكى فى الشر اما فى معرفه التدابير الالهيه فهو غبى جدا لانه فقد النور الالهى تماما مثل البشر الذين يبتعدون عن النور الحقيقى فلا يعرفون ما هو لخلاصهم !
س- الم يثير شك يوسف فى عفاف العذراء وبتوليتها فضول ابليس لمعرفه طبيعه المحمول به؟

ج- هذا الشك لم يخرج عن عقل يوسف لم يبح به لاحد بدليل انه اراد تخليتها سرا. وتبقى طبيعه المولود وكنهه مخفيان مده عن الجميع اللهم الا انفس قليله كالعذراء ويوسف النجار وسمعان الشيخ الذى اعلم بوحى من الروح القدس انه لن يرى الموت قبل ان يعاين المسيح الرب وذلك كما يقول التقليد اثناء تعثره فى ترجمه نبوه اشعياء ها العذراء تحبل وتلد ابنا...)
س-اذا كان قد خفى عن الشيطان موضوع بشاره العذراء وايضا شكوك يوسف فهل نسى نبؤه اشعياء الصريحه عن المسيا وميلاده " يولد لنا ولد وتعطى ابنا وتكون الرياسه على كتفه ويدعى عجيبا مشيرا الها قديرا ابا ابديا رئيس السلام " وايضا" ها العذراء تحبل وتلد ابنا وتدعو اسمه عمانؤيل "

ج-هل تعلم كم من السنين مرت منذ ان سقط ادم ونال الوعد وحتى مجىء المسيا؟ حوالى 5500... هذه الفتره الزمنيه الطويله جدا قد اصلت فى نفس ابليس اعتقادا راسخا وهو نسيان الله لادم وخلاصه فلم يفكر ابليس فى النبؤات كما نفكر نحن الان .

حتى ان الانبياء الذين كتبوا نبواتهم عن المسيا لم يفهموا بالضبط ماذا تعنى هذه النبوات! هذا بالاضافه الى ان ابليس بتصلفه ووكبريائه لم يكن يتصور ان ياتى الخلاص البشريه من فتاه فقيره يتيمه لاحول لها ولاقوه. ولما سلمنا ان الشيطان كان فطنا لهذه النبوات ومنتظرا لهذه العذراء الا انه اخطا فى التطبيق ولم يفطن ان السيد المسيح هو المقصود بالنبوات لكونه يراه ابنا لزوجه وليس لعذراء والجميع يدعونه ابن يوسف ومن حتميه الخطبه للعذراء نذكر ايضا

3-
وجود يوسف بجانبها كان معينا لها فى امور حياتها مع ابنها يسوع: فى هروب الى مصروالرجوع منها.... الخ
4-
والخطبه ايضا حققت وراثه السيد المسيح كملك لكرسى داود ابيه كما قال الملاك للعدرا.... ويعطيه الرب الاله كرسى داود ابيه ويملك على بيت يعقوب الى الابد اذا ان الملك عند اليهود يورث عن الاباء وليس الامهات فوجود يوسف كأب شرعى للمسيح جعل هذه الوراثه شرعيه وصحيحه من كتاب بستان الميلاد


 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور




هل يجوز تمجيد العذراء؟ أليس المجد لله. ونحن نقول له: "لك المجد"
لماذا إذن نمجد العذراء؟ ونقول في ترتيلنا "مجد مريم يتعظم" .




ملكوها في القلوب" .. ؟
يقول قداسة البابا شنوده الثالث ::

المجد الذي يختص به الله وحده، هو مجد الإلوهية. وهو الذي قال عنه "مجدي لا أعطيه لآخر"
ولكن الله يمجد أبناءه ورسله ومختاريه وشهداءه بأنواع أمجاد كثيرة . وقد قيل

أن الذين سبق فعرفهم، سبق فعينهم . وهؤلاء دعاهم .. وبررهم .. وهؤلاء مجدهم أيضاً (رو8: 30)0

كذلك فإن الرب قد وهب المجد، لكل من يتألم من أجله. وينطبق هذا على الشهداء والمعترفين، ومن يتحملون الألم في الخدمة. وهكذا قيل

"إن كنا نتألم معه، فلكي نتمجد أيضاً معه" (رو8: 17)0

بل ما أعجب قول السيد المسيح للآب عن رسله

"وأنا أعطيهم المجد الذي أعطيتني" (يو17: 22)0

فإن كان هذا قد قيل عن التلاميذ، ألا يليق المجد بالسيدة العذراء التي هي أم روحية لكل هؤلاء؟ .. بل هي أم لمعلمهم وربهم

على أن المجد الذي يُقدم للسيدة العذراء وللآباء الرسل وللشهداء لا يمكن أن يعتبر انتقاصاً من مجد الله الذي قال لتلاميذه: "من يكرمكم يكرمني"

إن الله قد خلق الإنسان للمجد. وأول مجد منحه الله لنا أنه خلقنا كشبهه على صورته ومثاله (تك1: 26، 27)0

ثم هناك مجد آخر منحه الله للكهنوت. وهكذا قال الرب لموسى عن هرون أخيه رئيس الكهنة "اصنع ثياباً مقدسة لهرون أخيك للمجد والبهاء" (خر28: 2). وبالمثل قال عن أبناء هرون الكهنة" .. وتصنع لهم قلانس للمجد والبهاء" (خر2ـ 40)0

ألا يليق بنا إذن أن نمجد العذراء، الملكة القائمة عن يمين الملك (مز45: 9)، التي جميع الأجيال تطوبها (لو1: 48)؟


 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور


أمنا القديسة العذراء.. فضائلها وإيمانها..


لا توجد إمرأة تنبأ عنها الأنبياء وأهتم بها الكتاب مثل مريم ... رموز عديدة عنها فى العهد القديم وكذلك سيرتها وتسبحتها والمعجزات فى العهد الجديد.

و ما اكثر التمجيدات والتأملات التى وردت عن العذراء فى كتب الأباء التى تلقبها بها الكنيسة مستوحاة من روح الكتاب.

انها أمنا كلنا وسيدتنا كلنا وفخر جنسنا الملكة القائمة عن يمين الملك العذراء دائمة البتولية المملوءة نعمة القديسة مريم الأم القادرة المعينة الرحيمة أم النور أم الرحمة والخلاص الكرمة الحقانية.هذه هى التى ترفعها الكنيسة فوق مرتبة رؤساء الملائكة فنقول عنها فى تسابيحها وألحانها: علوت يا مريم فوق الشاروبيم وسموت يا مريم فوق السيرافيم.

لم يرد بالكتاب المقدس تاريخ القديسة حنة والقديس يواقيم _ أبوىّ العذراء مريم _ بل حتى تاريخ السيدة العذراء قبل خطبتها ذلك لأن الكتاب المقدس يركزكل اهتمامه على شخصية السيد المسيح وترك باقى الأشياء للتقليد ليدونها ويذكرها للكنيسة المقدسة .

يذكر التقليد انه كان فى بلاد اليهودية رجل اسمه يواقيم ( يهوه يقيم) وزوجته اسمها حَنَة ( الحنون) وقد كانا متقدمين فى السن ولم يرزقا بذرية. ولأن بنى إسرائيل كانوا يعيرون من لا ولد له لهذا كانا القديسان حزينيين ومداومين على الصلاة والطلب من الله نهاراًَ وليلاً أن يعطيهما ابناً يخدمه فى بيته كصموئيل. فاستجاب الرب الدعاء فظهر ملاك الرب جبرائيل ليواقيم وبشره بان امرأته حَنَة ستحبل وتلد مولوداً يسر قلبه, كما ظهر جبرائيل الملاك لحَنَة وزف إليها البشرى بأنها ستلد ابنة مباركة تطوبها جميع الأجيال لان منها يكون خلاص آدم وذريته. وقضت حَنَة أيام حملها فى صلوات واصوام الى أن ولدت بنتاً وسمياها مريم (سيدة), وكان ذلك فى يوم أول بشنس. ولما بلغت مريم 3 سنوات قاما والداها بتقديمها للهيكل لتخدم الرب مع بقية العذارى, وظلت تخدم فى الهيكل حتى بلغت الثانية عشر من عمرها, وكان أبواها قد ماتا وعندما بلغت سن الزواج تشاور الكهنة معاً على زواجها فاختار زكريا الكاهن من شيوخ وشبان يهوذا واخذ عصيهم وكتب عل كل واحدة اسم صاحبها ووضعهم داخل الهيكل فصعدت حمامة فوق العصا التى كانت ليوسف النجار ثم استقرت على رأسه فعقد الكهنة خطبتها على يوسف وعاشت فى بيته الذى فى الناصرة.

بشارة الملاك جبرائيل للعذراء:


ظهر جبرائيل الملاك للعذراء مريم وبشرها بميلاد الطفل يسوع ( لو 1: 26-38) وذلك بعد ستة اشهر من ظهوره لزكريا الكاهن وبشارته بميلاد يوحنا المعمدان.

فضائل العذراء:


إذا كانت العذراء قد استطاعت ان تحوى بداخلها الغير المحوى فلقد تجملت بالفضائل الكثيرة التى أهلتها لذلك , ولو كان يوجد من يفوقها من بعدها نقاءً وقداسة لكان الله قد ابطأ قدومه حتى جاء منها لذلك نحن نقول عن العذراء انها قديسة الأجيال وقديسة القديسين.

1- الاتضاع والوداعة


لعل الفضيلة الأساسية والعظمى التى جعلت الرب ينظر إليها انها كانت وديعة إذ قالت "لإنه نظر الى إتضاع أمته"

(لو 48:1)

وقد ظهرت وداعة العذراء مريم فى عدة أمور:

‌أ- احتمال الكرامة:


قد يظن البعض إن احتمال الآلام صعب ولكن يجب أن نعرف إن احتمال الكرامة يحتاج الى مجهود اكثر من احتمال الآلام والإهانات وقد قال أحد القديسين:" هناك الكثيرون يحتملون الإهانات ولكن القليلين يحتملون الكرامات"

حينما صارت العذراء أماً لله لم تتكبر بل قالت " هوذا أنا أمة الرب" , واحتملت كرامة ومجد التجسد الإلهى منها.. مجد حلول الروح القدس فيها.. مجد ميلاد الرب منها.. ومجد جميع الأجيال التى تطوبها. احتملت كل ظهورات الملائكة لها وسجود المجوس أمام ابنها والمعجزات الكثيرة التى حدثت من ابنها فى ارض مصر بل ونور هذا الابن فى حضنها.

‌ب- إنكار الذات


حينما كان الرب فى الهيكل وهو طفل صغير وبحثت عنه العذراء ولم تجده مع الأقرباء والمعارف وكان معها يوسف النجار, وأخيراً وجدته فى الهيكل جالساً وسط المعلمين (لو2: 44-49) قالت له العذراء".... هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين"

العذراء كانت تعرف ان ابنها ليس ابناً ليوسف ومع ذلك كانت تدعوه أباً له, والأفضل من ذلك أنها كانت تقدمه على نفسها فتقول" ... هوذا أبوك وأنا..." معطية له كرامة أكثر.

‌ج- خدمة الآخرين:

خدمة الآخرين تكون مبنية على المحبة والتواضع. القديسة مريم ذهبت إلى أليصابات لتخدمها عندما علمت أنها حبلى مع إنها أم المسيح, إلا إنها لم تمنعها كرامتها من تذهب إلى أليصابات فى رحلة مضنية شاقة ومضنية عبر الجبال وتمكث عندها 3 شهور تخدمها حتى ولدت يوحنا (لو 1: 39-56), فعلت ذلك وهى حبلى برب المجد.

2- الإيمان:

قالت أليصابات للعذراء" ... طوبى للتى آمنت أن يتم لها ما قيل من قبل الرب.." (لو 45:1).

فى بشارة الملاك للعذراء كشف لنا جوهر الإيمان العميق فى حياتها, هذا الإيمان الذى تسلمته من أبويها وإزداد نمواً بوجودها فى الهيكل وصلواتها وتضرعاتها المستمرة وحفظها لكلام الرب الذى كانت تخبئه داخل قلبها.

و لكى ندرك مقدار وعظمة إيمان العذراء لنقارنه بإيمان زكريا الكاهن

إن الكاهن الشيخ لم يصدق كلام الله الذى يتم فى حينه (لو 20:1) فلم تكن معجزة ولادة يوحنا من أم عاقر وأب شيخ, هى المعجزة الأولى فى التاريخ إذ سبقتها معجزات, فهوذا إسحق قد وُلد من إبراهيم ذو المائة عام وسارة العاقر (تك 18), وآخرون كثيرون : صموئيل من حَنَة (1صم1), وشمشون من منوح وزوجته (قض13), ويعقوب وعيسو من رفقة (تك 25), ويوسف من راحيل (تك 31:29) .

و لكن المعجزة التى لم يسبق أن حدث مثلها فى التاريخ من قبل هى معجزة ولادة المسيح من عذراء بدون زرع بشر, ولكن مع ذلك فان الأمر السهل لم يصدقه زكريا, والأمر الأصعب قبلته العذراء إذ كان لديها رصيد جبار من الإيمان.

كان إيمان العذراء يتصف بثلاث صفات:

‌أ- إيمان بلا شك:

عندما بشر جبرائيل الملاك العذراء بميلاد المسيح قالت له مريم :"..ليكن لى كقولك..."( لو 38:1)

لقد فاقت العذراء الكثير من القديسين والقديسات فهوذا سارة عندما سمعت بشارة الملائكة بميلاد إسحق ضحكت وقالت" ..أبعد فنائى يكون لى تنعم وسيدى قد شاخ.."(تك12:18).

ليس سارة فقط لكن هذا توما الرسول يشك فى قيامة السيد المسيح من بين الأموات, وبطرس الرسول الذى إشتهر بكلمة : " إن شك فيك الجميع فأنا لا أشك" قال له السيد المسيح : " ...يا قليل الإيمان لماذا شككت...."

مع ان العذراء مريم سألت الملاك :"..كيف يكون هذا..." إلا إنها حينما رد عليها الملاك:"...الروح القدس يحل عليك.." لم تتساءل للمرة الثانية بل آمنت وقالت:"...ليكن لى كقولك..."

‌ب- إيمان بلا جدال:


هناك الكثير من النعم التى نفقدها إذا جادلنا وناقشنا وسألنا بعقلنا الجسدى وحكمتنا البشرية.لم يكن غريباً ان عاقراً تلد ولكن الغريب ان تلد عذراء لهذا قال الرب على لسان أشعياء النبى العظيم:"....يعطيكم السيد نفسه آية, ها العذراء تحبل وتلد ابناً...." (أش14:7) ومعروفة قصة سمعان الشيخ وتفكيره فى هذه الآية.

هناك الكثير من أنبياء العهد القديم قد طلبوا من الرب علامات:

* موسى النبى حين أرسله الله وأعطاه علامات تحويل العصا الى حية وتحويل يده السليمة الى برصاء (خر4).

* جدعون وعلامة جزة الصوف (قض6).

* حزقيا الملك ورجوع ظل الشمس 10 درجات (2مل 20: 9)

* زكريا الكاهن وعقوبته بالصمت .

أما العذراء مريم فلم تطلب لا من الرب ولا من ملاك الرب أي علامة .

‌ج- إيمان بلا خوف:

كثيرون من الذين رأوا الرب أو تكلموا معه أصابهم الخوف مثال أشعياء النبى (أش 5:6), ومنوح وزوجته (قض 23:13).

أما العذراء فلم تؤمن لأنها خافت بل آمنت وهى فى كامل ثباتها وقوتها. حقاً لقد اضطربت بعض الشئ. كان فى قلب مريم خوف الله ولكن لم يكن فى قلبها خوف من الله لأن المحبة الكاملة تطرد الخوف الى خارج.



بين إيمان إبراهيم وإيمان العذراء مريم:

لقد وعد الله إبراهيم بنسل فى الوقت الذى كان فيه قد صار شيخاً, وزوجته سارة كانت عاقراً ولكن " آمن إبراهيم بالله فحسب له براً" (تك 6:15).

"فهو على خلاف الرجاء آمن على الرجاء لكى يصير أباً لأمم كثيرة... ولا بعدم إيمان إرتاب فى وعد الله بل تقوى بالإيمان معطياً مجداً لله وتيقن أن ما وعد به الله قادر أن يفعله.."(رو 4: 18-21) فكان إبراهيم بهذا أعظم نموذج للإيمان فى العهد القديم.

لقد وضع الملاك غبريال القديسة مريم فى موقف مشابه للموقف الذى كان فيه إبراهيم وسارة حينما سمعا كلمة الله من فم الملاك

* أخبر الملاك العذراء مريم عن حبل أليصابات التى كانت عاقراً فآمنت. والثلاث رجال أخبروا إبراهيم عن حبل سارة أمرأته التى كانت عاقراً فآمن.

* الملاك يقول لمريم:" ليس شئ غير ممكن عند الله.."(لو37:1). وقال الرب لإبراهيم :"..هل يستحيل على الرب شئ.."(تك 14:18)

على العكس تماماً سارة لم تؤمن بكلام الملاك وكذلك زكريا الكاهن حتى إن نفس الكلام الذى قالته سارة فى (تك 18: 12) كرره زكريا فى (لو 1: 18).

* كل بركات العهد القديم من إبراهيم حتى العذراء مريم كان بدايتها إيمان إبراهيم, وكل بركات العهد الجديد كان بدايتها إيمان العذراء مريم.

ولإلهنا المجد الدائم أبدياً آمين.

 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور


إكرام السيدة العذراء

لقداسه البابا


يكفي قولها الذي سجله الإنجيل (هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني) (لو48:1).
وعبارة (جميع الأجيال) تعني أن تطويب العذراء هو عقيدة هامة استمرت من الميلاد وستبقي إلي آخر الزمان.
طلب شفاعة مريم العذراءولعل من عبارات إكرام العذراء التي سجلها الكتاب أيضاً قول القديسة اليصابات لها (وهي شيخة في عمر أمها تقريباً): (من أين لي هذا أن تأتي أم ربي إلي. هوذا حين صار سلامك في أذني، أرتكض الجنين في بطني) (لو44:1). والعجيب هنا في عظمة العذراء، أنه لما سمعت اليصابات سلام مريم أمتلأت اليصابات من الروح القدس (لو41:1). مجرد سماعها صوت القديسة العذراء، جعلها تمتلئ من الروح القدس.



والعذراء لم تنل الكرامة فقط من البشر، وإنما أيضاً من الملائكة. وهذا واضح في تحية الملاك جبرائيل لها بقوله (السلام لك أيتها الممتلئة نعمة. الرب معك. مباركة أنت في النساء) (لو28:1). وعبارة(مباركة أنت في النساء) تكررت أيضاً في تحية القديسة اليصابات لها (لو43:1).

ونلاحظ أن أسلوب مخاطبة الملاك للعذراء فيه تبجيل أكثر من أسلوبه في مخاطبة زكريا الكاهن (لو13:1).




وهنا نبوءات كثيرة في الكتاب تنطبق علي السيدة العذراء، ومنها (قامت الملكة عن يمينك أيها الملك) (مز9:45). وفي نفس المزمور يقول عنها الوحي الإلهي (كل مجد ابنة الملك من داخل) (مز13:45). فهي إذن ملكة وابنة الملك.. ولذلك فإن الكنيسة القبطية في أيقوناتها الخاصة بالعذراء، تصورها كملكة متوجة، وتجعل مكانها باستمرار عن يمين السيد المسيح له المجد.

والكنيسة تمدح العذراء في ألحانها قائلة (نساء كثيرات نلن كرامات. ولم تنل مثلك واحدة منهن). وهذه العبارة مأخوذة من الكتاب (أم29:31).




والسيدة العذراء هي شهوة الأجيال كلها، فهي التي استطاع نسلها أن يسحق رأس الحية) محققاً أول وعد لله بالخلاص (تك15:3).

والعذراء من حيث هي أم المسيح، يمكن أن أمومتها تنطبق علي كل ألقاب السيد المسيح.

فالمسيح هو النور الحقيقي (يو9:1). وهو الذي قال عن نفسه (أنا هو نور العالم) (يو12:8). إذن تكون أمه العذراء هي أم النور. أو هي أم النور الحقيقي.

وما دام المسيح قدوساً (لو53:1) تكون هي القدوس وما دام هو المخلص، حسبما قيل للرعاة (ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب) (لو11:2). وحسب أسمه (يسوع) أي مخلص، لأنه يخلص شعبه من خطاياهم (مت21:1). إذن تكون العذراء هي أم المخلص.

ومادام المسيح هو الله (يو1:1) (رو5:9) (يو28:20). إذن تكون العذراء هي والدة الإله.

ومادام هو الرب، حسب قول اليصابات عن العذراء (أم ربي) (لو43:1). إذن تكون العذراء هي أم الرب. وبنفس القياس هي أم عمانوئيل (مت23:1) وهي أم الكلمة المتجسد (يو14:1).




وإن كانت العذراء هي أم المسيح، فمن باب أولى تكون أماً روحية لجميع المسيحيين. ويكفي أن السيد المسيح وهو علي الصليب، قال عن العذراء للقديس يوحنا الرسول الحبيب (هذه أمك) (يو27:19) (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). فإن كانت أماً لهذا الرسول الذي يخاطبنا بقوله يا أولادي (1يو1:2). فبالتالي تكون العذراء هي أم لنا جميعاً. وتكون عبارة (أختنا) لا تستحق الرد. فمن غير المعقول ولا المقبول أن تكون أماً للمسيح وأختاً لأحد أبنائه المؤمنين باسمه..!




إن من يكرم أم المسيح، إنما يكرم المسيح نفسه. وإن كان إكرام الأم هو أول وصية بوعد(أف2:6) (خر12:20) (تث16:5). أفلا نكرم العذراء أمنا وأم المسيح وأم أبائنا الرسل؟! هذه التي قال لها الملاك (الروح القدس يحل عليك، وقوة العلي تظللك. لذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعي ابن الله) (لو35:1). هذه التي طوبتها القديسة اليصابات بقولها (طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب) (لو45:1). والتي جميع الأجيال تطوبها..



وعبارة (مباركة أنت في النساء) التي قيلت لها من الملاك جبرائيل ومن القديسة اليصابات، تعني أنها إذا قورنت بكل نساء العالم، تكون هي المباركة فيهم، لأنه لم تنل واحدة منهن مجداً نالته العذراء في التجسد الإلهي. ولا شك أن الله قد اختارها من بين كل نساء العالم، لصفات فيها لم تكن تتوافر في واحد منهن.

ومن هنا يظهر علو مكانتها وإرتفاعها. لذلك لقبها اشعياء النبي بلقب (سحابة) أثناء مجيئها إلي مصر (أش1:19).

 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
في عيد ميلاد الفائقة القداسة والدة الإله



عظمة والدة الإله



للقديس بروكلّس رئيس أساقفة القسطنطينية






كل الاحتفالات بشأن قديسي الله تستحق الاعجاب وتضاهي لمعان النجوم الثابتة في السماء بنظام معلوم، وعلى أبعاد محدودة تنير الكرة الأرضية كلها. الواحدة تُرى في الهند، ولا تخفى عن سكان شمالي أروبا متلألئة فوق الأرض ومنيرة لبحار. هذه النجوم لا تُحصى ولا تظهر حقيقتها جهاراً وكلها مدهشة تبهج النظر لفرط جمالها وحسن ضيائها. وهكذا كل قديس من قديسي الله. فقوة القديس لا يحدها العالم مع أن رفاته محفوظة ضمن القبر: "إن قبر موسى مجهول" (تثنية 6:34) لكن عصاه التي شقّ بها البحر الأحمر تخبر عنه بعد موته. لا نعلم أين دُفن أشعياء لكن الكنيسة تعلن نبوءته: "ها إن العذراء تحبل وتلد ابناً" (إشعياء 14:7). قد دُفن دانيال في بابل أما نبوءته فتُسمَع في جميع أنحاء الأرض: "فإذا بمثل ابن البشر آتياً على سحاب السماء" (دانيال 13:7). مات حنانيا ورفيقاه في بابل لكن المسكونة كلها ترتل يومياً نشيدهم: "باركي الرب يا جميع أعمال الرب" (دانيال 57:3). لقد دُفن حزقيال في بلاد فارس لكنه يصرخ مع الشاروبيم: "مبارك مجد الرب في مكانه" (حزقبال 12:31).

إن ذكرى القديسين مجيدة، لكن لا شيء يعادل مجد احتفال اليوم. قد تمجد هابيل بالذبيحة، ويذكَر أخنوخ لأنه أرضى الله، وتمجد ملكصادق كمثال للمسيح، وتعظم ابراهيم من أجل غيمانه، ويمدح اسحق كرمز، ويُغبَّط يعقوب من أجل المناجزة والوفاء، وتمجد يوسف من أجل العفاف، واتحق أيوب الاعجاب لصبره، واشتهر موسى كمعطي الشريعة، ويُذكَر يشوع بن نون كقائد عظيم، واستحق إيليا المديح، وإشعيا المجد للاهوته، ودانيال الغبطة لإدراكه وحذقه، ونال حزقيال المجد لحكمته في ما يعجز القلم عن وفه، ويُلقّب داود بأبي السر بالجسد، وارتفع سليمان كحكيم. ولكن كل ما ذُكر لا شيء بالنسبة إلى مريم والدة الإله. فكل مَن ذكرنا شاهد المسيح بالتفاؤل والخيال، أمّا العذراء النقية فقد حملت المتجسّد في أحشائها. لا يوجد في العالم شيء يمكن أن يقاس بالعذراء القديسة أو يعادلها أو يتفوّق عليها. فكِّر أيها الأرضي بهذا. اقطع الأراضي وفتّش البحار والهواء وتأمّل جيداً في السماء، وافحص القوات المنظورة كلها وقل هل توجد معجزة تماثل العذراء القديسة في المخلوقات كلها: "السماوات تنطق بمجد الله" (مزمور 2:18). الملائكة تخدم الله بخوف. رؤساء الملائكة تسجد له بارتعاش، الشاروبيم لا يستطيعون أن يروا مجده. الساروفيم يطيرون فوق تلك الأنحاء ويصرخون بلا انقطاع: "قوس قدوس قدوس رب الجنود الأرض كلها مملوءة من مجده" (إشعياء 3:6). "المياه لم تقدر أن تحتمل صوته" (لوقا 34:8). وكان السحاب مركبته لدى الخوف من القيامة. الشمس لم تُطِق إهانة الخالق فاضطربت. والجحيم أخرج الأموات من الخوف وتحطمت أبوابه بنظرة واحدة. والجبل الذي هبط عليه الرب دخّن (خروج 18:19) والعليقة لم تقدر أن تحتم الرؤيا فاشتعلت والأردن خاف وارتد إلى الوراء. والبحر انشقّ مطيعاً إشارة السيّد. عصا هارون أزهرت بقوة الزمن وتجاوزت ناموس الطبيعة. وصف الثلاثة أخجل لهيب النار في بابل.

عدّد أيها الأرضي كل العجائب، وتعجّب من سموّ العذراء النقية وتفوقها. قد قبلت العذراء النقية في جوفها بصورة لا تُفسّر ذلك الذي تمجده الخليقة بأسرها بخوف ورعدة. قد تطوبت النساء كلهن بواسطة والدة الإله ولم يعرَّض نسلهم للعنة بعد، بل فاق مجد الملائكة. إن حواء تُداوى لتشفى، فينبغي للمرأة المصرية أن تسكت, قد دُفِنت داليده، ونُشيَت غيزابل، ولم تُذكَر هيروديا بعد. أمّا الآن فقد تستحق النساء الإعجاب. قد تمجدت ساره كحقل لأنها أنبتت الشعوب، وتُحتَرَم رفقة كمذنبة حكيمة في مسألة البركة، وتعظمت ليئة كأم لجدّ السيد بالجسد وتُمدَح دابورة كقاضية خلافاً لجنسها وتغبَّط أليصابات كممتلئة نعمة من السابق وتغبَّط العذراء النقية كأم وسحابة وقصر وصندوق للسيد. أمٌّ لأنها ولدت الذي أراد الولادة، واَمَة لأن الطبيعة اعترفت بها وبشّرت بالنعمة، وسحابة لأنها حبلت من الروح القدس الذي وُلد منها بلا تأثر، وقصر لأن الله الكلمة حلّ فيها كما يحلّ في قصر معدٍ للعرس. وصندوق لأنها لم تحمل الشريعة بل حملت في أحشائها معطي الشريعة.

وعليه لنصرخ إلى القديسة العذراء مريم. مباركة انتِ في النساء أنت وحدك شفيت أحزان حواء. أنت وحدك مسحت دموع الباكية. أنت وحدكِ حملت ثمن فداء العالم، وأخذتِ الكنز الذي لا يُثمَّن لتحفظيه. وحدك حبلتِ بلا رغبة، وولدتِ بلا ألم، وحدك ولدت عمانوئيل كما شاء هو. فمباركة أنت في النساء ومباركة ثمرة بطنك.
 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
التجسد الإلهى
و دوام
بتولية
العذراء





القس : عبد المسيح أبو الخير
كاهن كنيسة السيدة العذراء الاثريه بمسطرد







التجسد

الإلهى
و
دوام

بتولية

العذراء

طبعه ثانيه مزيدة ومنقحه

القس عبد المسيح بسيط أبو الخير

كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثريه بمسطرد



اسم الكتاب: التجسد الإلهى ودوام بتولية العذراء.

المؤلف: القس عبد المسيح بسيط أبو الخير

المطبعة: مطبعة المصريين ت : 2436109
الجمع التصويرى: مكتب الأمير للخدمات ت : 2258422/ 012

رقم الإيداع: 7934/ 94

الترقيم الدولى: 977 00 7448 9

الطبعة الأولى: اغسطس سنة 1994





مقدمة

عندما كان موسى النبى يرعى الغنم فى جبل الله حوريب وجد عليقة (شجيرة) مشتعلة بالنار ولكنها لا تحترق، فتقدم ليرى هذا المنظر العظيم، فجاءة صوت الله من وسطها وقال له "لا تقترب إلى ههنا. أخلع حذاءك من رجليك. لأن الموضع الذى انت واقف عليه أرض مقدسة"

تقدست الأرض بظهور الكلمه الإلهى فى العليقة وصارت أرضآ مقدسة. وفى ملء الزمان حل الكلمه الإلهى فى بطن مريم العذراء التى وصفت بأنها "ممتلئه نعمه" وصارت هى العليقة الحقيقية، الإنسانة المقدسة والقديسة المطوبة من جميع الأجيال، "أم الرب"، التى ولدت لنا الكلمة المتجسد، الكلمة الذى "صار جسداً"، القدوس ذاته، ابن العلى، الذى تسجد له جميع المخلوقات ما فى السماء وما على الأرض مايرى وما لا يرى..

وإذا كانت الأرض قد تقدست بظهور الكلمة فى العليقة ولم يسمح لموسى ان يقترب من العليقة، فكم وكم تكون العليقة ذاتها؟ !! وكم وكم تكون العذراء القديسة أم الرب ؟!!

كما رأى حزقيال فى رؤياه باب المقدس المتجه للشرق مغلقاً وقال له الرب "هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً"، وهكذا أيضآ رحم العذراء الذى حبل بالكلمة المتجسد دون ان يفتح وخرج منه أيضاً دون ان يفتح وسيظل مغلقاً "لن يفتح ولن يدخل منه إنسان لأن الكلمة الإلهى دخل منه وخرج فيكون مغلقاً".

ولكن هناك من يتصور عكس ذلك ويرى ان العذراء انجبت بنين وبنات من يوسف النجار. وهذا البحث هو فى أثبات دوام بتولية العذراء ورد على من يرون عكس ذلك، نقدم طبعته الثانية المنقحة فى صوم وعيد العذراء كما قدمنا طبعته الأولى أيضاً فى عيد العذراء راجين من الرب الإله ان يكون سبب بركة للكثيرين وشفاعة العذراء القديسة مريم وصلوات قداسة البابا المعظم الأنبا شنوده الثالث وشريكه فى الخدمة الرسولية نيافة الأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة وتوابعها.

بدء صوم العذراء

1 مسرى 1710 ش

7/8/1994 م القس عبد المسيح بسيط

أبو الخير





الفصـل الأول

نبذة تاريخية

(دوام بتولية العذراء)

1ـ إيمان الكنيسة منذ البدء

آمنت الكنيسة منذ البدء ان السيد المسيح هو كلمة الله(1) وعقله الناطق، قوة الله وحكمة الله(2)، صورة الله غير المنظور(3)، بها مجده ورسم (صوره) جوهره(4)، الله الظاهر فى الجسد(5)، عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا(6)، رب المجد(7)، القدوس(8)، الكائن على الكل إلهاً مباركاً(9)، الإله الوحيد والحكيم(10)، الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً(11).

جاء إلينا فى ملء الزمان مولوداً(12)، أتخذ جسداً(13)، من عذراء طاهرة نقية بعد ان بشرها الملاك جبرائيل بولادة الكلمة السرمدى بحلول الروح القدس عليها(14).

سكن اللاهوت فى أحشائها تسعة اشهر سكن اللاهوت فى أحشائها تسعة اشهر متحدياً باللاهوت بالناسوت، إذ اتحد اللاهوت بالناسوت فى أحشائها أتحاداً أبدياً بغير انفصال أو أختلاط او أمتزاج أو تغير أو استحالة فدعيت بذلك والدة الإله، لأنها ولدت الإله لمتجسد ولدت الناسوت المتحد باللاهوت، ولدت عمانوئيل الله معنا، الله ظهر فى الجسد المأخوذ من أحشائها، ولدت كلمة الله المتجسد لذا دعيت theotokos (ثيؤتوكوس) والدة الإله.

ونظراً لأن العذراء مريم حبلت وولدت الإله المتجسد فكان لابد أن تظل عذراء إلى الأبد، عذراء قبل الحبل وعذراء أثناء الحبل وعذراء بعد الولادة، لأن الإله السرمدى لا يجب ان يكون له أب بشرى عند التجسد والفادى لا يجب ان يكون من زرع بشر حتى يكون خالياً من الخطية لذا كان لابد ان تحبل به ليس من زرع بشر بل بقوة الله، بحلول الروح القدس عليها وقوة العلى التى ظللتها(15).

كما ان الإله الموجود فى كل مكان ولا يحده مكان والقادر على كل شىء(16) فى إمكانه ان يخرج منها دون أن يفض بكارتها، أن يولد منها وتظل بتوليتها مختومة وهذا ما حدث فعلآ. فكانت عذراء قبل الحبل واستمرت عذراء بعد الحبل وظلت عذراء بعد الولادة. ومن ثم دعتها الكنيسة بـ"العذراء إلى الأبد" و "الدائمة البتولية".

وكان هذا الإيمان هو إيمان الكنيسة الأولى، إيمان الرسل وخلفائهم وكان إيماناً مبنياً على الكتاب المقدس المسلم مرة للكنيسة.
2ـ إنكار بتولية العذراء

ظهرت فى القرن الأول بدعة دعيت ببدعة الأبيونيون وهم من المسيحيين الذين من اصل يهودى الذين أعتنقوا المسيحية وتعلقوا بالطقوس اليهودية التى تشبعوا بها وقتاً طويلاً فجاءت عقيدتهم خليطاً من المسيحية واليهودية وأنكروا لاهوت المسيح ولم يعترفوا بوجودة الإلهى قبل التجسد وأعتبروه مجرد إنسان عادى وبالتالى أنكروا ميلاده المعجزى من العذراء وقالوا إنه ولد كسائر البشر من أب هو يوسف وأم هى مريم(17) ويقول كل من أيريناؤس(18) والمؤرخ الكنسى يوسابيوس أنهما تبعا ترجمة ثيودوسيون Theodotion(19) الأفسسى وأكويلا البنطى Auila of Pontus(20) الذين ترجما نبؤه إشعياء "هوذا العذراء تحبل وتلد أبناً إلى "هوذا الفتاه (The young woman) تحبل وتلد أبناً"(21).

ثم جاء هيلفيدس (حوالى عام 382)(22) وأدعى أن مريم ويوسف قد تزوجا فعلاً بعد ميلاد المسيح وتبعه فى ذلك راهب هرطوقى يدعى جوفنياس (مات حوالى 405م) ويونسيوس أسقف يوغوسلافيا وحرمه مجمع كابوا (Capua عام 1391م)(23)، وأتبع هذا الرأى فى العصور الحديثه بعض المفسرين من بعض الفرق البروتستانتيه المتطرفه كالأخوة البلموث وغيرهم، وشهود يهوه(24) ولكن غالبيه المفسرين البروتستانت يؤمنون (كما سنرى) بدوام بتوليه العذراء.

3- بتولية العذراء فى كتابات الآباء

وكما قلنا أن الكنيسه المسيحيه أعتقدت فى كل عصورها بدوام بتوليه العذراء ودافعت عنها وفندت إدعاءات وهرطقه منكرى البتوليه ودعتها بالدائمه البتوليه

U قال أغناطيوس الأنطاكى، تلميذ بطرس الرسول (30-107م)

"أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتوليه مريم وايلادها وكذلك موت الرب"(25).

U قال ايريناؤس أسقف ليون (120-202م):

"الذى هو كلمه الله.. ولد حقاً.. من مريم التى كانت وحتى الآن (هى) عذراء(26).

وقال أيضاً "مريم العذراء وجدت قطيعه"(27)

وأيضاً "صار الله إنساناً… معطياً أيانا المأخوذه من عذراء"(28)

كما طبق نبؤه إشعياء التى يقصد بها النبى عودة بنى إسرائيل إلى أورشليم على العذراء "قبل أن يأخذها الطلق ولدت. قل أن يأتى عليها المخاض ولدت ذكراً. من سمع مثل هذا. من رأى مثل هذا…"(29)

وأعتبر أن النبى يقصد ميلاد المسيح بطريقه ليس لها مثيل. وهو بذلك يؤكد بتوليه العذراء(30).

U ويعترض اكليمندس الاسكندرى (150-215م) على من يقول أنها صارت امرأه ويقول أن القديسه مريم استمرت عذراء(31).

U وقال العلامة أوريجانوس (185-245م):

"لقد تسلمنا تقليداً… أن مريم ذهبت بعدما أنجبت المخلص، لتتعبد (فى الهيكل) ووقفت فى الموضع المخصص للعذارى. حاول الذين يعرفون أنها أنجبت طفلاً طردها من الموضع، ولكن زكريا أجابهم أنها مستحقه الملكوت فى موضع العذارى، إذ لا تزال عذراء"(32).

وقال أيضاً "يليق أن لا ننسب لقب أولى العذارى بغير مريم"(33).

U وقال القديس ميثوديوس (260-312م)

وشاهدنا أشعياء يعلن بوضوح لكل الأرض تحت الشمس وقبل أن يأخذها الطلق ولدت… الخ" العذراء الأم كليه القداسة .. أنجبت ابنها… وحفظ طهاره والدته بغير فساد وبلا دنس"(34).

U وقال القديس أثناسيوس الرسولى (296-373م)

"لقد أخذ (الرب) جسداً إنسانياً حقيقياً من مريم الدائمه البتولية"(35).

U ودعاها ديديموس الضرير (توفى سنه 396م) بالعذراء أثناء وبعد الميلاد، كما دعاها بالدائمة البتوليه"(36).

U ودعاها البابا بطرس خاتم الشهداء (311م) "الدائمه البتولية"(37) وكذلك ابيفانيوس وكثيرون من الكتاب المعاصرين لهم والذين خلفوهم.



4- بتولية العذراء فى الكتابات الأبوكربقية

وكما كانت عقيدة "الدائمة البتولية" عقيدة راسخة فى الكنيسة كانت أيضاً منتشرة فى الكتابات الأبوكربقيه التى أنتشرت فى القرن الثانى والقرن الثالث وحتى السادس والتى أعطاها مؤلفوها لقب أناجيل ونسبوها أو أسموها بأسماء بعض الرسل لتلقى رواجاً بين بعض المؤمنين، وكانت تعبر عن الفكر الشعبى المسيحى وأحياناً يعتبر بعضها تاريخياً. ومع أن الكنيسة رفضتها من البداية لأنها أخذت أفكارها الرئيسية من الأناجيل القانونية ولكن موضوعاتها كانت مخله مملؤه بالمعجزات الصبيانيه الخرافية ومع ذلك ترى فيها الكنيسة تراثاً فكرياً شعبياً مبكراً.

وكل هذه الكتب الشعبية أو معظمها تؤكد بتولية العذراء وهذا بعض ما جاء بها

U جاء فى الكتاب المسمى إنجيل يعقوب الأولى

"وقال الكاهن ليوسف أنت أخترت من الكثيرين لتأخذ عذراء الرب لتحفظها لديك وكان يوسف خائفاً وأخذها ليحفظها عنده"(38).

U وجاء فى كتاب متى المزيف

"ترتيب جديد فى الحياة إكتشف بواسطة مريم وحدها التى وعدت أن تظل عذراء لله"(39). وذكر أن العذارى كن مع مريم وقت أكتشاف يوسف للعمل قلن له: "يمكن أن تختبر أنها ما زالت عذراء ولم تلمس". وجاء فيه أن سالومى لما شكت فى حقيقة بتولية العذراء ودوام هذه البتولية قالت: "أسمح لى أن المسك وعندما سمحت لها.. صرخت… بصوت عال وقالت: يارب يارب يا قدير أرحمنا‍‍ لم يسمع أبداً ولم يفكر فى أن واحد امتلأ ثدياها باللبن وأن ميلاد ابن يبين أن أمه ما تزال عذراء… عذراء حبلت، عذراء ولدت، وتظل عذراء"(41). وهذه الواقعة تذكر أيضاً فى إنجيل يعقوب الأولى(42).

U وجاء فى الكتاب المسمى إنجيل طفولة مريم

"سوف لن تعرف إنساناً أبداً فهى وحدها بدون نظير، نقية، بلا دنس، بدون اجتماع رجل، هى عذراء، ستلد ابناً(43).

وجاء فيه أيضاً: "أخذ يوسف العذراء طبقاً لأمر الملاك كزوجة له وبرغم ذلك لم يعرفها ولكن أعتنى بها وحفظها فى طهارة"(44).

U ويدعوا كتاب "تاريخ يوسف ومريم" العذراء بـ "السيدة مريم أمه العذراء"(45).

U وكذلك كتاباً "نياحه، وصعود مريم يدعو مريم "المقدسة، والدة الإله والعذراء النقية" "والدة الإله والعذراء دائماً مريم" و"المطوبه العذراء مريم"(46).

U ويدعوا كتاب "طفولة المخلص" مريم بـ "السيدة مريم أمه العذراء"(47).

وسندرس هذا الموضوع بتفصيل أكثر فى الفصول التالية.



الفصـل الثانــى

كيف ولد المسيح

وظلت أمه عذراء



تنبأ إشعياء عن ميلاد الإله المتجسد من العذراء قائلاً: "ها العذراء تحل وتلد ابناً وتدعو اسمه عمانوئيل"(1). وقد استخدم النبى فى تعبيره كلمه "العذراء" وليس "عذراء" فهو يتكلم بلفظ معروف لإنسانه معروفه فى خطة الله الأزلية للخلاص(2). فتكلم عنا بآل التعريف ليعنى دوام بتوليتها، فهو يتكلم وكأنه يرى العذراء قبل الحبل وأثنائه وبعده ولا يرى فيها سوى العذراء التى ستلد عمانوئيل، الله معنا، فهو يراها عذراء قبل الحبل وعذراء أثناءه وعذراء بعد الولادة لذلك استخدم تعبير العذراء "ليعبر عن هذه الحقيقة".

حبلت العذراء بالطفل الغلهى وولدت وظلت عذراء وبتوليتها مختومة والسؤال الأن كيف ولدت القديسة مريم وظلت عذراء بعد الولادة؟

يقول الكتاب "وبينما هى هناك (فى بيت لحم) تمت أيامها لتلد فولدت أبنها البكر وقمطته واضجعته فى المزود"(3). وهذه الآية تؤكد لنا أن العذراء مريم حبلت لمدة تسعة أشهر، تمت أيامها، ثم ولدت وقمطت الطفل كسائر المواليد ولم يشر الكتاب إلى شئ غريب ربما يكون قد حدث وقت الولادة ولكن كل الظواهر نوحى بأن العذراء ظلت عذراء بعد الولادة كما كانت قبل الولادة، عذراء روحاً وجسداً وقد اعتادت الكنيسة منذ فجرها الأول أن تلقب القديسة مريم بالعذراء Parthenos (بارثينوس) والدائمة البتولية air Parthenos (ايبارثينوس) للتعبير عن دوام بتوليتها قبل وأثناء وبعد الحمل والولادة.

ولكن يظل السؤال كيف ولدت القديسة مريم ومع ذلك ظلت عذراء؟! والإجابة هى أنه كما خرج الرب يسوع المسيح من القبر والقبر مغلق وكما دخل على التلاميذ والأبواب مغلقة حتى إنهم ظنوه شبح(4) هكذا أيضاً خرج من العذراء وظلت العذراء كمت هى وبتوليتها مختومة.

وترى الكنيسة فى ما جاء فى حزقيال (1:44،2) "ثم ارجعى إلى طريق باب المقدس الخارجى المتجه إلى للمشرق وهو مغلق" فقال لى الرب هذا الباب يكون مغلقاً لا يفتح ولا يدخل منه إنسان لأن الرب إله إسرائيل دخل منه فيكون مغلقاً" اشارة إلى بتولية العذراء الدائمة فقد حل عليها الروح القدس والكلمة الأزلى اتخذ جسداً من لحمها ودمها وحل فى أحشائها تسعة اشهر وخرج، فلا يعقل أن يفض بكارتها ولا يعقل أيضاً أن تجتمع بعد ذلك بإنسان أو تلد بنين أخرين غير المجد.

U قال القديس جيروم: (مع أن الباب كان مغلق، دخل يسوع إلى مريم، القبر الجديد المنحوت فى الصخر، الذى لم يرقد فيه من قبل ولا بعده أنها جنة مغلقة، ينبوع مختوم(5) هى الباب الشرقى الذى تحدث عنه حزقيال المغلق إلى الدوام، المملوء نوراً .. يدخل إلى قدس الأقداس منه يدخل ويخرج من هو على رتبه ملكى صادق. ودعوهم يخبرونى كيف دخل يسوع والأبواب مغلقة، وأنا أجيبهم كيف تكون القديسة مريم أماً وعذراء بعد ميلاد ابنها ؟"(6).

U قال مارافرام السريانى: "كما دخل الرب والأبواب مغلقه هكذا خرج من حشا البتول وبقيت بتوليتها سالمة لم تحل"(7).

U قال أغسطينوس: "بعد قيامة المسيح عندما ظن إنه روح قال لتوما هات يدك وانظر لأن الروح ليس له جسد وعظام كما ترى، وبالرغم من ان جسده جسد شخص فى سن الرجولة فأنه دخل إلى حيث يوجد تلاميذه خلف الأبواب المغلقة، فأذا كان قد استطاع لأن يدخل خلال الأبواب المغلقة وهو فى جسد فى سن الرجولة فكيف لا يستطيع إذآ كطفل أن يترك جسم أمه دون أتلاف بتوليتها. الذى يؤمن ان الله ظهر فى الجسد يصدق الأمرين كليهما، أما غير المؤمن فلا يصدق هذا ولا ذاك"(8).

U قال ذهبى الفم: "نحن نجهل أموراً كثيرة وعلى سبيل المثال كيف وجد غير المحدود فى رحم العذراء؟ ثم كيف الذى يحوى جميع الأشياء حملته امرأة؟ ثم العذراء كيف ولدت وهى كما هى عذراء؟"(9).

U قال أغريغوريوس صانع العجائب: "رأى النبى المولود منك أيتها العذراء القديسة خلال الرمز .. بأى كلمات يمكنا أن نعبر عن كرامة بتوليتها . . النقية الطاهرة"(10).

U قال القديس كيرلس الكبير: "لنمجد مريم دائمة البتولية بتسبيحة الفرح"(11).

U قال القديس أغريغوريس الثيؤلوغوس: "ولد من عذراء وحفظ أيضاً عذريتها وبتوليتها بلا تغيير"(12).

U قال القديس أغريغوريوس أسقف نيصص: "أن رحم العذراء الذى استخدم لميلاد بلا دنس هو مبارك لأن الميلاد يبطل أو يحل عذريتها، كما أن العذراوية لم تمنع أو تعق ذلك الميلاد العالى، كما اعلن عنه فى الإنجيل "طوبى للبطن الذى حملك والثديين اللذين رضعتهما"(13).

U وجاء فى ثيؤتوكية الخميس: "يا للطلقات الإلهية العجيبة التى لوالدة الإله مريم العذراء كل حين. هذه التى منها اجتمع معاً بتولية بلا دنس وميلاد حقيقى. لأنه لم يسبق الميلاد زواج ولم يحل الميلاد أيضاً بتوليتها لأن الذى ولد إله بغير ألم من الأب ولد أيضاً حسب الجسد ونقول فى المجمع فى القداس الإلهى: "وبالأكثر القديسة المملؤة مجداً العذراء كل حين والدة الإله القديسة الطاهرة مريم التى ولدت الله الكلمة بالحقيقة".





الفصـل الثالـث

البنؤة بميلاد المسيح

من العذراء



جاء فى سفر نبؤة اشعياء النبى 14:7 "ولكن يعطيكم السيد نفسه آيه ها العذراء تحبل وتلد ابناً وتدعوا أسمه عمانوئيل" .

والآيه تركز على أربعة نقاط هامة :

1ـ آيه "يعطيكم السيد نفسه آيه".

2ـ العذراء..من هى؟

3ـ العذراء تحبل وتلد ابناً.

4ـ المولود هو عمانوئيل.

1ـ الأيـــــه

والأية المقصودة فى هذا الفصل الإلهى أو المعجزة مزدوجة، فهى أولآ تعنى ان "عذراء" او "العذراء" ستحبل وتلد ومع ذلك تظل "عذراء" لأنه يتكلم عنها كعذراء سواء قبل الحبل أو اثناؤه او بعد الميلاد "ها العذراء تحبل وتلد" فالأيه تنص على ان العذراء ستحبل وان العذراء ستلد وبذلك تنص ضمنآ على أنه ستظل بعد الحبل والولادة عذراء ايضاً لأنه يدعوها "بالعذراء" معرفة بأداء التعريف.

والأيه ليست معطاه من بشر أو بواسطة بشر ولكن معطاة من الله ذاته "ولكن السيد نفسه يعطيكم أيه"، السيد نفسه وليس مخلوق هو معطى الأيه .

ولكن كيف تتم هذه الأيه ؟

وهذا ما سألته العذراء مريم نفسها للملاك قائله:

"كيف يكون لى هذا وأنا لست اعرف رجلاً"؟(1).

أى كيف أحبل وأنا عذراء وقد نذرت البتوليه وليس فى نيتى التراجع؟ ويجيب الملاك أن هذا الحبل لن يمس بتوليتك ولن يضطرك للتراجع عما نذرتيه وسوف تظلين بتول إلى الأبد. وأما عن الكيفيه فهذا عمل الله حده: "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله"(2).

الروح القدس هو الذى سيتولى هذه المهمه الآلهيه لأن المولود هو القدوس ذاته. وقوه الله هى التى تظللها أى تحل عليها، تسكن فيها، لذلك لن تحتاج إلى رجل، لن يكون المولود من زرع بشر لأنه القدوس، بل لابد أن يولد من عذراء بحلول الروح القدس على العذراء.

وكان برهان المعجزة، معجزة حبل العذراء هو حبل اليصابات العاقر المتقدمه فى الأيام وأمراه الشيخ(3) والتى لم تنجب فى شبابها ولكن أراد الرب أن تحبل وتنجب فى شيخوختها عبر هنا على قدرته التى ليست لها حدود.

2- العـــذراء

وكلمه "العذراء" المستخدمه هنا فضلاً عن أنها تشير إلى دوام البتوليه كما قلنا – وكما سنبين فى الفصول التاليه – وجاءت فى اللفظ العبرى "عولما – Alma" ونعنى فتاه ناضجه، وهو مشتق من أصل بمعنى "ناضج جنسياً" كما يعنى عذراء كامله الأنوثه، كما تشير إلى أمرأه فى سن الزواج ولكن لم تلد أطفال ويرادفها فى اليونانيه (neanis) نيانيس – فتاه)(4). وقد تكررت هذه الكلمه سبع مرات فى الكتاب المقدس وكلها ترجمت بمعنى فتاه (أو عذراء) غير متزوجه. وهى كالأتى

U جاء فى تك 23:24،44 "فها أنا واقف على عين الماء وليكن أن الفتاه (عولما) التى تخرج.. هى المرأه التى عينها الرب لأبن سيدى".

والفتاه المقصوره هنا هى التى ستكون عروس لأسحق، أى أنها عذراء غير متزوجه.

U وجاء فى نش 3:1 ".. أسمك دهن مهراق لذلك أحبتك العذارى" والعذارى هنا جمع (عولما).

U وقع نش 8:5 "احلفكن يا بنات أورشليم أن وجدتن حبيبى". وبنات هنا جمع (عولما) والمقصود عذارى فى مرحله الحب قبل الزواج.

U وقيل عن أخت موسى العذراء "فذهبت الفتاه ودعت أم الولد" خر8:2 والفتاه هنا (عولما).

U وجاء فى ام 19:30 "طريق رجل بفتاه". والفتاه هنا (عولما) والمقصود بها العروس التى احضرت توا(5) ولم يدخل بها العريس" أى ما زالت عذراء.

U وجاء فى مزمور 25:68 عن ضاربات الدفوف اثناء التسبيح للرب "فى الوسط فتيات ضاربات الدفوف" والفتيات هنا جمع (عولنا) والمقصود بهن العذارى(6) او الفتيات غير المتزوجات.

والكلمة السابعة هى ماجاء عن العذارء نفسها فى نبؤة أشعياء النبى. وهذا يدل على ان كلمة "عولما" المقصود بها فى اللغة العبرية على الأقل فى زمن الأيات المذكورة والتى يرجع تاريخ احداثها إلى سنة 1000 قبل الميلاد ـ الفتاة العذراء غير المتزوجة ولكنها فى سن النضوج والزواج كرفقة عروس اسحق وعذارى سفر النشيد وأخت موسى العذراء التى لم تكن قد تزوجت بعد وعروس وعروس النشيد وضاربات الدفوف فى فريق التسبيح للرب .

وهناك لفظ عبرى أخر هو "بتول" وهو مشتق من لفظ عبرى بمعنى يفصل، وتعنى عذراء منفصلة لم تعرف رجلآ قط، ومرادفها باليونانية "بارثينوس ـthenospar(7) .

وقد اختار الوحى الكلمة الأولى "عولما" للعذراء مريم فى سفر اشعياء النبى للدلاله على انها كانت فتاة ناضجة وفى سن الزواج، كما إنها كانت ستكون تحت وصايا خطيب ـ وذلك حسب الترتيب الإلهى ـ لحمايتها عند الحمل والولادة.

ولكن الوحى أيضاً الهم مترجمى الترجمة السبعينية فترجموا كلمة "ها العذراء(عولما).." إلى "ها العذراء (بارثينوس).." اى ترجموها "بارثينوس" عذراء منفصله لم تعرف رجلآ قط ولم يترجمها "نيانيس" للدلاله على انها ستكون عذراء دائمآ ولن تعرف رجلآ قط لأن محتوى الأية يدل ويؤكد على هذا المعنى وأن الفتاة المقصودة وإن كانت ستكون ناضجة وتحت وصايا خطيب إلا إنها ستكون عذراء لم ولن تعرف رجلآ قط "بارثينوس" رغم خطبتها ليوسف.







3ـ العهد الجديد والعذراء

وقد سار العهد الجديد على هذا النهج وأطلق على العذراء لقب "بارثينوس" واقتبس القديس متى فصل نبؤة اشعياء النبى وكتبها هكذا: "هوذا العذراء (بارثينوس) تحبل وتلد"(9). وكذلك القديس لوقا لم يستخدم عن العذراء مريم سوى "العذراء ـ بارثينوس":

U "ارسل جبرائيل إلى عذراء (بارثينوس9 مخطوبة"(10).

U "وأسم العذراء (بارثينوس) مريم"(11).

وهكذا أيضاً صار أباء الكنيسة داعين القديسة مريم بالعذراء "بارثينوس" والدائمة البتولية "إيبارثينوس"

ومما يذكر يبطل زعم اليهود ومن تبعهم بقولهم لم يكتب فى نبؤة اشعياء "عذراء" بل كتب "فتاة" محاولين النيل من بتولية العذراء سواء قبل الحبل أو بعده .

U وإلى جانب ماذكر يضيف القديس كيرلس أورشليمى براهين اخرى لتفنيد رأى اليهود ودحض حجتهم قائلاً:

"لكن اليهود يعارضوننا فى ذلك (ومقاومة الحق عادة قديمة عندهم) إذ يقولون إن لم تكتب "العذراء" بل الفتاة. فليكن، لنسايرهم، وهكذا سنجد الحقيقة، إذ فى وسعنا أن نسألهم: متى تصرخ الفتاة المغتصبة طالبة النجدة. قبل الأعتداء أم بعده؟ وإذا كان الكتاب يقول فى موضع اخر: "صرخت الفتاة فلم يكن من يخلفها"(12)، أفلا يتكلم هنا عن عذراء؟ ولكى تعلم بوضوح ان العذراء فى الكتاب المقدس تدعى فتاه، اسمع ما جاء فى سفر الملوك عن ابيشاج الشونميه "كانت الفتاة جميلة جداً"(13) لابد من التسليم إنها اختيرت بسبب بتوليتها"(14).







4ـ عمانوئيل

والنقطة الهامة فى هذا الموضوع من ستحبل به هذه العذراء وتلده، انه "عمانوئيل" أى "الله معنا"(15) أى ان الذى ستحبل به العذراء هو "إيل ـ الله" الذى اتحد بالناسوت داخل احشائها، انها ستلد الإله المتجسد، الله الظاهر(16) فى الجسد، ستلد الناسوت المتحد باللاهوت "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً" ولذلك كان لابد ان تكون عذراء وتظل عذراء لأنها لم تلد مجرد مخلوق بل ولدت الإله المتجسد الذى حل فى أحشائها تسعة اشهر واتخذ جسداً داخل احشائها(17)، وتغذى على غذائها فكان لابد ان تحبل وهى عذراء وتظل عذراء وتلد وتظل عذراء، فالمولود هو الخالق ذاته.















الفصـل الرابـع

لماذا خطبت القديسة مريم

ليوسف النجار؟



هناك عدة اسئلة تطرح نفسها عن سبب خطبة العذراء ليوسف النجار:

U إذا كانت القديسة مريم قد اختارت البتولية فلماذا خطبت ليوسف النجار؟

U هل اتفق يوسف النجار مع العذراء أو كان فى نيتها الزواج الفعلى وإنجاب الأطفال؟

U ماذا يعنى قول الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه واهرب إلى ارض مصر"(1)؟

والكتاب المقدس والتقليد يجيبان على هذه الأسئلة وغيرها بدقة ووضوح.

1ـ عذراء إلى الأبد:

تتضح نية القديسة مريم من عدم إعتزام الزواج الفعلى واعتزام البتولية كل ايام حياتها من موقفها عند بشارة الملاك لها بالحبل بالطفل الإلهى. فلما قال لها الملاك: "ها انت ستحبلين وتلدين أبنآ وتسمينه يسوع"(2).

سألت هى الملاك فى دهشة واستغراب قائلة:

"كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلاً"(3)؟

وسؤال العذراء هذا يؤكد بما لا يدع مجالاً من الشك انها لم تفكر فى الزواج والإنجاب مطلقاً . فلو كانت قد اعتزمت الزواج من يوسف لما كانت قد سألت الملاك هذا السؤال على الإطلاق بل لأعتقدت أن هذا (الحبل) سيتم بعد الدخول الفعلى بيوسف خاصة وانها مخطوبة له. ولكن سؤالها يؤكد إنها لم تفكر فى الزواج والحبل مطلقاً. ومما يؤكد ذلك أن سؤالها للملاك يشبه أستفسار زكريا الكاهن عندما بشره الملاك بحبل زوجته وإنجابها ليوحنا المعمدان فقال "كيف اعلم هذا لأنى شيخ وإمرأتى متقدمة فى أيامها"(4) وكذلك إستغراب سارة وضحكها عندما بشر الرب ابراهيم بولادة اسحق "وكان إبراهيم وسارة شيخين متقدمين فى الأيام. وقد انقطع ان يكون لسارة عادة كالنساء. فضحكت سارة فى باطنها قائلة أبعد فنائى يكون لى تنعيم وسيدى قد شاخ.. ضحكت سارة قائلة أفبالحقيقه ألد وانا قد شيخت"(5).

زكريا استغرب واندهش من بشارة الملاك لأن زوجته كانت عاقراً كما إنهما قد شاخا وهناك استحالة حتى فى مجرد التفكير فى الإنجاب بحسب المقاييس البشرية وكذلك سارة. زكريا استفسر من الملاك عن كيفية حدوث ذلك غير مصدق وسارة ضحكت غير مصدقة والقديسة مريم اندهشت واستغربت "كيف يكون لى هذا وانا لست اعرف رجلاً"؟ . زكريا وسارة لم يصدقا مطلقاً قبل البشارة انهما سينجبان وبعد البشارة شكا لأن الطبيعة تقول أن هذا محال والعذراء مريم استغربت حدوث الحبل والولادة لإنها نذرت البتولية، فكان المعجزة ان الشيوخ ـ إبراهيم وسارة وزكريا واليصابات ـ ينجبون اسحق ويوحنا والعذراء تحبل وتلد الإله المتجسد وتظل عذراء إلى الأبد. فأمنت العذراء على الفور قائلة: "هوذا أنا امة الرب ليكن لى كقولك"(6).

U قال القديس اغسطينوس

"بالتأكيد ما كانت تنطق بهذا (كيف يكون لى هذا..) ولم يوجد نذر مسبق بأن تقدم بتوليتها لله وقد وضعت فى قلبها ان تحققه"(7).

U وقال ذهبى الفم

"كيف يكون لى هذا وانا لا أعرف رجلآ، ليس شكاً بل أستفساراً وهو دليل على انها أعتزمت البتوليه"(8) .

U وقال القديس امبروسيوس

"لم ترفض مريم الإيمان بكلام الملاك ولا اعتذرت عن قبوله بل أبدت أستعدادها له، أما عبارة: "كيف يكون هذا"؟ فلا تنم عن الشك فى الأمر قط إنما تساؤل عن كيفية إتمام الأمر…لأنها تحاول ان تجد حلاً للقضية.. فمن حقها ان تعرف كيف تتم الولادة الإعجازية العجيبة"(9).




2ـ لماذا خبطت مريم ليوسف؟

بشر الملاك مريم انها ستحبل بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر وإنها ستلد القدوس، فماذا يقول عنها الناس عندما يجدونها حامل وهى غير متزوجة؟ والأجابة هى إنها ستتهم بالزنا وترجم حتى الموت، حسب الشريعة(10). أو ان يقوم الجنين بإعلان حقيقة الوهيته بقوات وعجائب كما سجد له المعمدان وهو جنين فى بطن أمه(11)، ولكن السر الإلهى، سر التجسد كان لابد يخفى عن الشيطان الذى لو علم به وتيقن منه لكان، على الأقل، قد حاول ان يفسر عمل الفداء ومن ثم يحاول تعطيله. لكن الشيطان لم يعلم هذه الحقيقة، حقيقة الحبل الإلهى ـ إلا بعد القيامة وحلول الروح القدس.

U قال القديس اغناطيوس

"أما رئيس هذا العالم فقد جهل بتولية العذراء وايلاها وكذلك موت الرب"(12).

U ويرى العلامة اوريجانوس بأن وجود خطيب او رجل لمريم ينزع كل شك من جهتها عندما يظهر الحمل عليها"(13).

U قال القديس امبروسيوس عن خطبة العذراء ليوسف

"ربما لكى لا يظن إنها زانية. ولقد وصفها الكتاب بصفتين فى أن واحد، انها زوجة وعذراء. فهى عذراء لأنها لم تعرف رجلاً، وزوجة تحفظ مما قد يشوب سمعتها، فأنتفاخ بطنها يشير إلى فقدان بتوليتها (فى نظر الناس). هذا وقد اختار الرب ان يشك فى نسبه الحقيقى عن ان يشكوا فى طهارة أمه لم يجد داعياً للكشف عن شخصه على حساب سمعة والدته(14)" .

ويضيف "هناك سببآ أخر لا يمكن اغفاله وهو ان رئيس هذا العالم لم يكتشف بتولية العذراء فهو إذا رأها مع رجلها، لم يشك فى المولود منها، وقد شاء الرب ان ينزع عن رئيس هذا العالم معرفته"(15).





U وقد زكر القديس جيروم عدة اسباب لخطبة مريم ليوسف

اولاً: لكى ينسب (المسيح) للقديس يوسف قريب القديسة مريم، فيظهر إنه المسيا الموعود به من نسل داود من سبط يهوذا.

ثانياً: لكى لا تُرجم القديسة مريم طبقاً للشريعة الموسوية كزانية، فقد سلمها الرب للقديس البار الذى عرف بر خطيبته وأكد له الملاك سر حبلها بالمسيا المخلص

ثالثاً: لكى تجد القديسة معها من يعزيها خاصة اثناء هروبها من مصر.

U قال ذهبى الفم:

"مع العلم ان عذراوية مريم كانت سرآ مخفيآ عن الشيطان مثل امر صلبه".

U قال الأنبا بولس البوشى:

"ذكر انها خطبت ليوسف لكى ما يخفى الرب تدبير التجسد عن الشيطان. لأن النبوه تذكر بأن العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعوا اسمه عمانوئيل. ولهذا كانت البشارة بعد خروج السيدة العذراء من الهيكل إلى بيت يوسف ليخفى سر الحبل فى ذلك"(18) .

U قال العلامة يوحنا الدمشقى:

"ولما كان عدو خلاصنا يترصد العذارى لسبب نبؤة اشعياء القائل "ها العذراء… " . ولكن لكى يصطاد الحكماء بخدعتهم"(19) ـ فلكى يخدع المتباهى دوماً بحكمته ـ دفع الكهنة بالصبية للزواج من يوسف، وكان ذلك "كتاب جديد مختوم لمن يعرف الكتابة"(20). فأصبح الزواج حصناً للعذراء وخدعه لمترصد العذارى"(21) .

U قال القديس أغريغوريوس الصانع العجائب:

"أرسل جبرائيل إلى عذراء مخطوبة لكنها لم تتحد معه، إنها مخطوبة ولكنها لم تمس. لماذا كانت مخطوبة؟ حتى لا يدرك الشرير (الشيطان) السر قبل الأوان فقد كان عارفاً ان الملك سيأتى من عذراء إذ سمع ما جاء فى اشعياء … وكان يهتم ان يعرف العذراء ويتهمها بالعار، لهذا جاء الرب من عذراء مخطوبة حتى يفسد حيل الشيطان لأن المخطوبة مرتبطة بمن سيكون رجلها"(22).
3ـ كيف تمت خطبة العذراء مريم ليوسف؟

وندرس هنا ثلاث نقط:

1ـ كيفية اتمام الخطبة والزواج فى بنى إسرائيل وقت ميلاد المسيح.

2ـ متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف.

3ـ هل كان يوسف النجار فتى أم شيخ؟

يقول التقليد والأباء ان الخطبة كانت تتم، حسب عادة اليهود، رسميآ أمام الكهنة، والشريعة تعتبر المخطوبة كالمتزوجة تمامآ ـ عا العلاقات الزوجية، وتدعى زوجة وتصبح أرمله ان مات خطيبها وتتمتع بجميع الحقوق المالية إن مات خطيبها او طلقت منه، ولايمكن ان يتخلى عنها خطيبها إلا بكتاب الطلاق، كالزوجة تماماً، وإذا زنت تعتبر خائنة لزوجها وتعامل معاملة الخائنة وليس معاملة العذراء الغير مرتبطة برجل(23).

ويروى التقليد ان العذراء مريم خطبت ليوسف رسمياً أًمام كهنة اليهود بعقد رسمى وكما يروى الكتاب والتقليد أيضاً فقد احتفظ بها فى بيته فى الناصره(24). فكانت فى نظر بنى إسرائيل خطيبته، وإمرأته، فهو رجلها، وقال له الملاك: "لا تخف ان تأخذ مريم أمرأتك"(25).

U قال ذهبى الفم:

"وهنا يدعوا الخطيبة زوجة كما تعود الكتاب ان يدعوا المخطوبين أزواج قبل الزواج، وماذا تعنى "تأخذ"؟ اى تحفظها فى بيتك لأنه بالنية قد أخرجها، احفظ هذه التى أخرجتها كما قد عهد بها إليك من قبل الله وليس من قبل والديها"(26).

اما متى تمت خطبة العذراء مريم ليوسف، فهذا يتضح من الزمن المستخدم فى اللغة اليونانية فى قوله "كانت مريم مخطوبة ليوسف"(27) والذى يبين أن الخطبة كانت قد تمت حديثاً جداً وبما قبل ظهور الملاك لها بأيام قليلة جداً. وهذا مايبين قصد الله من خطبة العذراء ليوسف، فقد خطبت قبل الوقت المعين للبشارة بوقت قليل، لتصبح تحت حماية رجل، ولأنها نذرت بتوليته إلى الأبد فقد عاش معها يوسف النجار التى تجمع التقاليد على إنه كان شيخاً وعاش معها فى حالة قداسه كامله.

U قال تاتيان عن علاقة يوسف بمريم العذراء:

"كان يسكن معها فى قداسة"(28).

مما سبق يتضح ان ما تصوره بعض الأفلام الأوربية وماتدعيه بعض الطوائف المتطرفه عن صبا مريم ويوسف أو عن وجود نية للزواج بينهما لا أساس له من الصحة سواء عقلياً او تاريخياً او كتابياً.
4ـ خذ الصبى وأمة

هناك نقطة هامة فى بحث العلاقة بين القديسة مريم ويوسف النجار وهى إننا لا نجد نصاً واحداً فى الكتاب خاصة بعد ميلاد الطفل الإلهى يشير او يشتم منه اى صله زواجية بين يوسف النجار والعذراء بل على العكس تماما فبعد الميلاد يخاطب الملاك يوسف ويقول له قم وخذ الصبي وأمة وأهرب إلى ارض مصر"(29) ومتى الإنجيلى يقول "فقام وأخذ الصبى وأمه"(30) ثم يخاطبه الملاك فى مصر أيضاَ قائلاً: "قم خذ الصبى وأمه واذهب إلى ارض إسرائيل.. فقام وأخذ الصبى وأمه وجاء إلى ارض إسرائيل"(31).

الوحى يخاطبه بالقول "خذ الصبى وأمه" وليس الصبى وزوجتك، مما يدل ويؤكد انه لم يصبح زوجآ فعليآ بعد ميلاد الطفل الإلهى وانه لم يكن له اى صله زواجيه بها وإلا لكان قال له "خذ الصبى وزوجتك" وليس "الصبى وأمه". ولكن قول الملاك هذا وتأكيد الإنجيلى يؤكدان ان مهمة يوسف كخطيب وزوج قد نجحت فى حماية العذراء من الأتهام بالزنا كانت مهمة شرعية وظاهرية أمام الناس ولأخفاء سر التجسد والفداء عن الشيطان وليست علاقه زواجيه. بل ان ذلك يؤكد لا لبس فيه ولا غموض أن يوسف كان رجلاً باراً من تهمة الزنا وعقوبة الرجم فصار زوجاً لها على الورق وأمام بنى إسرائيل فقط، وأيضاً للهروب بالصبى وأمه إلى مصر ثم العودة إلى إسرائيل والسكن فى الناصرة وإعطاء الصبى اسم يوسف كأب أمام الناس بالإضافة إلى حرفة النجارة فقيل عنه:

"وهو (يسوع) على ما كان يظن ابن يوسف"(32).

"يسوع ابن يوسف الذى من الناصرة"(33).

"أليس هذا هو يسوع ابن يوسف الذى نحن عارفون بأبية وأمه"(34).

"أليس هذا ابن النجار"(35) .

U قال ذهبى الفم

"وقال الملاك ليوسف "خذ الصبى وأمه" ولم يقل له "زوجتك" هذا الكلام بعد الولادة يثبت إنها لم تعد زوجه له بعد ولادة المسيح بل علاقتها مازالت مع المسيح وليست معه"(36).

U وقال القديس باسيليوس

"ان المسيحيون لا يطيقون أن يسمعوا بزواج العذراء بعد ولادة السيد المسيح لأنه على خلاف ما تسلموه من آبائهم"(37).






الفصـل الخامس

المرأه… العذراء

1ـ كلمة امرأة ومريم العذراء:

كلمة امرأة فى كل اللغات وخاصة اللغة العبرية واللغة اليونانية اللذان كتب بهما الكتاب المقدس واللغة العربية التى ترجم إليها أيضاً الكتاب المقدس تعني بشكل عام "أنثى" سواء كانت عذراء او متزوجة، أى تعنى جنس المرأة مقارنه بالرجل، ففى اللغة العبرية المرأة هى "أيضاَ Isis

والرجل هو "ايص is " سواء قبل الزواج او بعده وكذلك فى اللغة اليونانية المرأة هى "gene" سواء كانت أنثى آو زوجه لرجل، امرأة كجنس وعذراء أو امرأة متزوجه.

وعلى هذا الأساس دعيت حواء امرأة بعد خلقتها مباشرة وقبل أن يكون لها علاقة زوجية مع أدم "وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من أدم امرأة أحضرها إلى آدم. فقال آدم هذه. . . تدعى امرأة لأنها من امرأ أخذت"(1) . ودعى العهد الجديد المنضمات للكنيسة من الإناث سواء كن عذارى أو متزوجات "النساء" "وكان مؤمنون ينضمون للرب اكثر جماهير من رجال ونساء"(2).

وهكذا دعيت القديسة مريم "امرأة":

أولاً: كأنثى بصفة عامة "مباركة أنت فى النساء".

ثانياً: كزوجة ليوسف كما دعى يوسف رجلها:

"فقال الملاك ليوسف لا تخف آن تأخذ مريم امرأتك"(3).

"فصعد يوسف ليمكث مع امرأته المخطوبة"(4).

"ففعل كما آمره الملاك وأخذ امرأته"(5).

"فيوسف رجلها.."(6).

ثالثاً: لأنها المرأة الموعودة، حواء الجديدة، التى سيأتى من نسلها المسيح، حسب وعد الله القائل أن نسل المرأة سوف يسحق رأس الحية "واضع عداوه بينك (أى الحية) وبين المرأه وبين نسلك ونسلها وهو يسحق رأسك وأنت تسحقين عقبه"(7) ولذلك قال الوحى عن تحقيق هذه ألنبؤه وميلاد المسيح من المرأة "ولما جاء ملء الزمان أرسل الله ابنه مولوداً من امرأه"(8) أي ان حواء الأولى كانت سبب فى سقوط ادم فى التعدى والخطية وحواء الجديدة أنجبت النسل الموعود الذى صار أدم الثانى وأعاد البشرية إلى الفردوس(9) "لأنه كما فى أدم يموت الجميع هكذا فى المسيح سيحيا الجميع"(10).

إذاً فلقب امرأة بالنسبة للعذراء مريم لا يقلل من شأنها، ولا ينفى دوام بتوليتها إنما يعطيها رفعه لأنها المرأة التى حبلت وولدت بالإله التجسد، عمانوئيل، نسل المرأة، الذى جاء فى ملء الزمان.

2ـ مالى ولك يا امرأة:

فى عرس قانا الجليل دعيت العذراء مريم كما دعي السيد المسيح وتلاميذه لحضور هذا العرس ولما فرغت الخمر طلبت العذراء مريم من السيد المسيح، ابنها، التى كانت تعرف إمكانياته جيداً، فقد كانت تحفظ كل شىء يحدث له او منه منذ طفولته المبكرة فى قلبها(11) ـ وقالت له موحيه بما يجب عليه عمله "ليس لهم خمر"(12). فقال لها "مالى ولك يا امرأة لم تأت ساعتى بعد"(13) . وقد ظن بعض الهراطقه وغيرهم ان فى هذا القول تحقيراً للعذراء آو أبعاداً لها عن طريق الرب. ولكن هذا مستحيل فواضع الناموس لا يمكن ان يخالف شريعته، فهل يمكن أو يعقل أن يخالف الوصية القائلة "أكرم أباك وأمك"(14)، هل يخالف الناموس واضعه وهو القائل "لا تظنوا أنى جئت لأنقض بل لأكمل"(15) هل يمكن او يعقل ان يهين أمه وهو الذى قال عنه الكتاب "قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة وصار أعلى من السموات"(16) والذى قال عنه الكتاب أيضاً أنه كان خاضعاً لأمه وأبيه الاعتبارى يوسف النجار "وكان خاضعاً لهما"(17) .

حاشا وكلا: لم يكن فى كلام الرب مع أمه العذراء المباركة أي تناقض مع احترامه وخضوعه لها حسب الوصية وهذا ما أعلنه الكتاب عنه.

انما السبب الحقيقى فى رده هذا هو قوله "لم تأتى ساعتى بعد"(18) ، لم تأت ساعته بعد إعلان عمله المسيانى علناً، لم تأت ساعته بعد ليعرف العالم كل ما تعرفه وما لا تعرفه أمه المباركة عنه. لم تأت ساعته بعد لأن كل عمل كان يعمله لم يكن خاضعاً للصدفة او الظروف وإنما كل شيء معلوم لديه منذ الأزل "معلومة عند الرب منذ الأزل جميع أعماله" وهذا يتضح أيضاً من أقوال الكتاب الكثيرة فى هذا الشأن كقوله قبل العشاء الربانى:

قد أتت الساعة ليتمجد ابن الإنسان(19) فجاءه صوت من السماء مجدت وامجد أيضاً(20) ولما اقتربت ساعة الصلب قال "قد آتت الساعة"(21) ومع ذلك كانت ثقة العذراء فى ولدها الإلهى غير محدود، لذا قالت للخدام "مهما قال لكم فافعلوه"(22) فاستجاب السيد له المجد لطلب أمه وأيضاً لإعلان مجده امام تلاميذه ليؤمنوا به.

3ـ يا أمرأه لقب تكريم:

ومناده الرب يسوع لأمه العذراء المباركه بلقب "يا امرأة" فضلاً عن إنه لا يحمل أي معنى لإهانة او جفاء، كما يحمل معنى عظيم لأنها المرأة الموعودة بأن يأتى منها "نسل المرأة" فهو أيضاً فى ذلك العصر كان لقب تكريم بمعنى يا "سيده" ويدل على الإجلال والأحترام ففى الأدب اليونانى يخاطب "اوديسيوس" زوجته المحبوبه "بنلوب"بلقب "يا امرأة"(23) واغسطس قيصر خاطب كليوباترا ملكة مصر بنفس اللقب "يا امرأة" مما يدل على ما كان لهذا اللقب من تكريم واحترام. كما نادى الملاك على مريم المجدليه بنفس اللقب "يا امرأة"(24) وكذلك الرب يسوع أيضاً ناداها قائلاً "يا امرأة لماذا تبكين"(25) ولم يكن فى هذا أي تحقير او توبيخ لها وإنما إجلال واحترام. فالأولى زوجه محبوبه والثانية ملكة والثالثة غير متزوجه.

وهذا اللقب استخدمه أيضاً الرب وهو على الصليب، فى وقت كان يتحمل فيه كل الألام البشريه على الصليب، وكان يعانى سكرات الموت واحتجاب وجه الأب عنه، وسط آلامه الرهيبه، ومعركته الأخيرة وهو يصارع الشيطان لم يغب عنه ما تعانيه امه من حزن شديد، فقد جاز فى نفسها سيف كنبؤة سمعان الشيخ(26) ولم ينس واجبه كأبن، فسلمها لتلميذه الحبيب قائلاً "يا امرأة هوذا ابنك"(27) وهذا يدل على الحب الذى لا حد له لأمه، نسى آلامه وفكر فى آلام والدته، فناداها "يا امرأة" ولم يقل "يا أمى" لكى لا يزيد قلبها جرحاً كما قال اسحق لأبيه وهو يقدمه للذبح "يا أبى"(28) أسلمها لتلميذه، "الحبيب ولعنايته كما اعتنى بها من قبل يوسف النجار. وفى هذا دليل على ان العذراء لم يكن لها أولاد من يوسف. قال القديس اوغسطينوس فى تعليقه على لقب "امرأة".

"فى الواقع حتى العذراء نفسها دعيت "امرأة" ليس لأنها فقدت بتوليتها ولكن لأن هذا التعبير هو المألوف فى لغة شعبها والرسول بولس نفسه يقول عن الرب "ولد من امرأة" وهذا لا يعنى تحطيم إيماننا الذى نعترف فيه انه "ولد من الروح القدس ومن مريم العذراء" لأنها كعذراء حبلت وكعذراء ولدت واستمرت عذراء، ولكن فى اللغة العبرانية تدعوا كل انثى امرأة، وها هو اوضح مثال لذلك، أول أنثى صنعها الله أخذ اياها من جنب الرجل هى أيضاً دعيت امرأة قبل ان ترقد مع رجل إذ ان ذلك حدث بعد خروجها من الفردوس لأن الكتاب يقول "وعملها الرب …امرأة"(29).







الفصـل السادس

يوســــف البــــــار

اختارت العنايه الإلهية والنعمة الغنية يوسف النجار لمهمة لا تقل كثيراً عن مهمة رسل المسيح، فقد كانت مهمته جليلة، فقد اختير لخطوبة العذراء ليعيشا معاً حياة العفة والبتولية، اختير ليرعى العذراء وهى حامل بالقدوس ابن الله، فرأى ما اشتهت الانبياء والرسل ان يروا وسمع ما اشتهوا ان يسمعوه ولم يسمعوا فطوبى لك يا يوسف لأن عينك ابصرت من لم تبصره عين من قبل واذنيك سمعت مل لم تسمعه اذن من قبل، ويديك لمست من لم تلمسه يداً من قبل.

ان اختيار يوسف لهذه المهمة جعله يتحدث مع الملائكة بل لنق ان الملائكة جاءت لتتحدث أليه هى، لتزيل عنه شكه فى حمل العذراء، ولتكلفة بعد ذلك بالهرب إلى مصر والعودة منها.

قام يوسف بدور هام فى تاريخ البشرية، فدوره فى تاريخ الفداء لا يقل عن دور أحد الرسل الذين بشرونا بالسيد المسيح، اختارته العناية الإلهية لهذا الدور لأنها رأت فيه "إناء مختار" ليحمل هذه المهمة. العناية التى اختارت شاول الطرسوسى وجعلته بولس الرسول ورأت فيه اناء مختاراً "هذا لى أناء مختار ليحمل اسمى أمام أمم وملوك بنى إسرائيل لأنى سأريه كم ينبغى ان يتألم من اجل أسمى"(1) . اختارت أيضاً يوسف النجار ليقوم بهذه المهمة الجليلة ويهرب بالطفل إلى مصر ويظل مطارداً بالطفل وأمه ما يقرب من اربع سنوات.

والكتاب يصفه انه "بار". كان يوسف رجلاً باراً لذلك(2) استحق ان يكون اباً للمسيح بالتبنى او اباه الاعتبارى، ان يوسف لم يتبنى الطفل الإلهى وانما العناية الإلهية هى التى شاءت ذلك. وظهر أمام بنى إسرائيل انه آبو السيد المسيح "وكان أبواه (يقصد يوسف النجار والعذراء) "يذهبان" إلى اورشليم. . " وقالت له أمه هوذا أبوك وانا كنا نطلبانك"(3) "وهو على ما كان يظن ابن يوسف"(4) أليس هذا ابن النجار"(5) "يسوع ابن يوسف"(6).

"أليس هذا هو يسوع ابن يوسف"(7).

ومن علامة بر يوسف الذى جعلت الكتاب يقول عنه "فيوسف رجلها إذا كان باراً"(8). إنه لما رأى العذراء حبلى ولم يكن قد عرف بقصة الحمل الإلهى وساوره الشك لم يشأ ان يفضحها ويعرضها لعقوبة الرجم، علماً بأنه كان على اليهودى الغيور أن يطبق نصوص الشريعة(9) ولكن يوسف نتيجة لبره تصرف تصرف متسامح أعلى من مجرد ان يطبق حرفية الشريعة، لقد طبق ما لم يقدر عليه مجرد يهودى غيور على دينه.

ومما يدل على قوة إيمان هذا الرجل الذى وصفه الكتاب بـ "البار" انه صدق كلام الملاك حالاً، بلا شك، وبدون سؤال لقد صار فى هذا أعظم من سارة التى ضحكت لما اعلن العلى لزوجها بميلاد اسحق(10) وأعظم من زكريا الكاهن الذى شك فى كلام الملاك له عن الحبل بميلاد يوحن المعمدان(11).

كان يوسف النجار رجلاً باراً حافظ على العذراء وصدق كلام الملاك، ونفذ الأوامر الإلهيه بلا شك ولا جدال، بل بإيمان عميق فكان للعذراء رفيقاً فترة الحمل بالطفل الإلهى وفترة الميلاد والطفولة فتكلم مع ملائكة وسعد بقصة الرعاة الذين بشرتهم الملائكة بميلاد مخلص العالم، وشاهد المجوس الذين أتوا للسجود للطفل الإلهى وتقديم هداياهم له وكان رفيقاً للعذراء والطفل الإلهى فى رحلة الهروب إلى مصر، أنه كان قائد رحلة الهروب والعودة لأنه هو الذى كان يتلقى التعليمات من الملاك كما كان ربيباً للطفل فى الناصره.

هذا هو يوسف البار الذى اختارته العناية الإلهيه لهذه المهمة المقدسة، فهل يعقل أن هذا الرجل البار الذى عاصر هذه الأحداث والإعلانات الإلهية ان يفكر فى معاشرة العذراء معاشرة ازواج بعد كل هذا الذى عاشه وشاهده وسمعه؟؟؟؟!!!









الفصـل السابع

تجسد من الروح القدس

ومن مريم العذراء



قال الملاك للعذراء "ها أنت ستحبلين وتلدين ابناً وتسميه يسوع هذا يكون عظيماً وابن العلى يدعى ويعطيه الرب الإله كرسى داود أبيه ويملك على بيت يعقوب إلى الأبد ولا يكون لملكه نهاية . . الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعى ابن الله.(1) وجاء فى إنجيل متى "وجدت حبلى من الروح القدس .. لأن الذى حبل به فيها هو من الروح القدس .. هوذا العذراء تحبل وتلد ابناً ويدعون اسمه عمانوئيل الذى تفسيره الله معنا"(2).

ومن هذه الآيات يتضح الآتى:

1ـ ان المولود هو "ابن العلى"، "المالك إلى الأبد"، "الذى ليس لملكة نهاية".

2ـ انه القدوس "ابن الله".

3ـ ان الحمل والميلاد تما بقوة الروح القدس وبدون زرع بشر.

4ـ ان قوة الله العلى ظللت العذراء والروح القدس نفسه حل عليها.

5ـ ان المولود هو من العذراء نفسها "المولود منك" بمعنى إنه نما كأي جنين فى بطن أمه، وتغذى على طعامها، اخذ ناسوته بالكامل منها.

معنى هذا ان هذا المولود او الجنين الذى كان فى بطن العذراء هو القدوس، ابن الله العلى، الملك السرمدى، اى إنه الإله الحق(3) "الذى فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً"(4) وانه أتخذ ناسوته من العذراء، كما ان اللاهوت والناسوت اتحدا فى أحشائها حتى دعاها آباء الكنيسة بالمعمل الذى تم فيه اتحاد اللاهوت بالناسوت.

U قال القديس أثناسيوس الرسولى "لذلك وهو نازل إلينا صاغ لنفسه جسداً من عذراء لكى يقدم للجميع برهاناً قوياً على لاهوته بأعتبار ان من صاغ هذا الجسد هو أيضاً مكون سائر الأشياء، لأنه من ذا الذى يرى جسداً يخرج من عذراء وحدها ولا يدرك ان من ظهر فى الجسد لابد ان يكون هو صانع ورب باقى الأجساد أيضاً"(5) .

U قال الأب بروكلس، بطريرك القسطنطينية (429م) (القديسة مريم هى معمل اتحاد الطبائع ..هى الحجال الذى فيه خطب "الكلمة"، "الجسد"(6).

U وقال القديس كيرلس الكبير "السلام لمريم الثيئوتوكس (والدة الإله) الكنز الثمين الذى وجه العالم، المصباح غبر المنطفىء قط، تاج البتولية قضيب الأرثوذوكسية، الهيكل غير المفهوم، الموضع الذى احتوى غير المحوى الأم الباقة عذراء" .

U وجاء فى قداس القديس باسيليوس عند الروم "صارت بطنك له عرشاً وجسدك احتواه باتساعه الذى يفوق السماء".

U وجاء فى ثيئوتوكية الأحد "وانت أيضاً يا مريم حملت فى بطنك غير المنظور كلمة الأب" لذا دعيت العذراء بوالدة الإله، المجمرة الذهب، السماء الثانية الجسدانية،.. الخ كما لقبت بخيمة الأجتماع، قدس أقداس خيمة الاجتماع، لانه كما حل الرب على الخيمة "وان السحابة حلت عليها وبهاء الرب ملأ المسكن"(7). هكذا أيضاً حل الرب فى بطن العذراء تسعة اشهر.

U جاء فى ثيئوتوكية الأحد "المباركة فى النساء القبة الثانية التى تدعى قدس الأقداس، وفيها لوحا العهد".

فكلمة "يظللك" التى استخدمها الملاك فى قوله "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك"(8)، فى اليونانية "epeskiazen" إبيسكيازين هى نفس الكلمة التى استخدمها الوحى فى "سكن" الرب فى خيمة الاجتماع، فى الترجمة السبعينية، وهى ترادف "شكن" اى يسكن فى العبرية، اى ان قوة الله التى ظللت العذراء هى نفس القوة التى سكنت فى خيمة الاجتماع، لذا قالت ثيئوتوكية الأحد:

"من يقدر أن ينطق بكرامة القبة التى صنعها موسى على جبل سيناء؟ شبهوك بها يا مريم، القبة الحقيقية التى دخلها الله".

كما لقبت بتابوت العهد، وقسط المن لان المسيح هو المن العقلى والمنارة الذهبية لأنها حملت نور العالم، وعصا هارون التى أفرخت لأنها حملت المخلص بدون زرع بشر. كما لقبت أيضاً بالسلم الذى رآه يعقوب فى حلمه موصلاً بين السماء والأرض والرب وأقف عليه وملائكه الله يصعدون وينزلون عليه(9). لأنها حملت الوسيط بين الله والناس.

U جاء فى ثيئوتوكيه الخميس "أنت هى السلم الذى رآه يعقوب، ثابت على الأرض، ومرتفع إلى السماء.

وهذه الألقاب وغيرها تبين أولاً: ما نالته العذراء من كرامة وتطويب، كما قالت هى نفسها "هوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى"(10).

وثانياً: أن الأحشاء التى تجسد منها كلمه الله الأزلى، الله معنا، الله الذى ظهر فى الجسد، الآله الحقيقى، القدوس ابن العلى، الذى شابهنا فى كل شئ ما خلا الخطية وحدها، لا يمكن أن تحمل أولاد آخرين حاملين خطيئة آدم، ولا يمكن أن تتدنس بالشهوات الجسديه، لا يمكن أن تبدأ بالروح وتكمل بالجسد، لا يمكن أن مسكن الله يصبح مسكناً لإنسان، لما ظهر لموسى فى العليقة لمدة دقائق قليلة تقدست العليقة التى ظهر من خلالها الرب، بل وتقدست الأرض التى كانت فيها العليقة حتى أن الله لما رأى موسى متقدم إلى العليقة "فقال لا تقرب إلى هنا، أخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه ارضاً مقدسة"(11)، "ولما رأى يعقوب فى حلمه السلم المنصوبة بين السماء والأرض خاف وقال ما أرهب هذا المكان. ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء"(12).

ولما حل بهاء الرب والسحابة على خيمة الإجتماع "لم يقدر موسى أن يدخل خيمة الإجتماع، لأن السحابة حلت عليها وبهاء الرب ملأ المسكن(13)، فكم وكم تكون العذراء التى حملت القدوس فى أحشائها تسعة أشهر حتى أنها صارت سماء ثانية جسدانية؟؟!!

U جاء فى ثيئوتوكية الأحد "وأنت أيضاً يا مريم الوف الوف وربوات ربوات يظللون عليك، مسبحين خالقهم، وهو فى بطنك هذا الذى أخذ شبهنا". موسى لم يستطع أن يتقدم إلى العليقة إلا بعد خلع حذاءه وتقدم بخشوع إلى العليقة.

U قال القديس يوحنا الدمشقى: "العليقة المشتعلة بالنار كانت رمزاً ورسماً للعذراء مريم أم الله، وحينما أراد موسى الاقتراب منها نداه الله لكى يخلع نعليه لأن الأرض التى كان واقفاً عليها أرضاً مقدسة بحلول الله فكم وكم تكون مقدسة صورته مع أمه العذراء"؟

ويعقوب قال عن المكان الذى رأى فيه حلم السلم المنصوبة بين السماء والأرض أما أرهب هذا المكان" "واسماه بين الله".

U جاء فى ثيئوتوكية الثلاثاء "أنت هى السلم الذى رآه يعقوب، ثابت على الأرض، ومرتفع فى السماء".

وموسى أيضاً لم يستطع دخول خيمة الإجتماع لأن بهاء الرب كان حالاً فيها فكم وكم العذراء القديسة التى حملت القدوس تسعة أشهر؟؟!!

هل يعقل أن الأرض تتقدس بحلول الرب عليها والجماد يصبح قدس أقداس للرب، والعذراء التى قال لها الملاك "الروح القدس يحل عليك وقوة العلى تظللك. وتلد القدوس أن لا تتقدس أو أن تكون قداستها مؤقتة؟

U قال القديس ساويرس الأنطاكى حينما أريد أن أنظر إلى العذراء والده الإله وتجول فقط فى خاطرى الأفكار المتعلقة بها فمنذ أول بادره يبدو لى أن صوته من جهة الله يأتى صارخاً بقوة فى أذنى ينبئنى "لا تقرب إلى هنا أخلع حذاءك من رجليك لأن الموضع الذى أنت واقف عليه أرضاً مقدسة"(14).

فى الواقع يجب أن نتخلص من كل تصور جسدى منحل مثلما نخلع الحذاء من أرجلنا حينما نحاول أن نصعد بروحنا إلى التأمل فى أحد الأشياء الإلهية، فأى موضوع لاهوتى يمكن تأمله، أجل شأناً من والده الإله واية موضوعات تعلو عليه؟ أن الاقتراب منها هو الاقتراب من المكان المقدس أو هو بلوغ السماء، كانت فعلاً تنتمى إلى الأرض لأنها كانت تشترك مع الانسانية بطبيعتها وكانت بشراً مثلنا إلا أنها كانت نقية طاهرة من كل دنس وأثمرت فى أحشائها ذاتها كما من السماء الإله المتجسد، حملت وولدت بطريقة الهية تماماً ليس أنها أعطت المولود الطبيعة الالهية لأن هذه كانت له قبل كل بدء وقبل كل الدهور ولكنها أعطته الطبيعة البشرية بدون استحالة وذلك من ذاتها ومن الحلول السرى الذى لا ينطق به للروح القدس. وإذا كانت تريد أن تعرف كيف كان ذلك قالت تجد ابحاثك متوقفة بختم البتولية الذى لم ينقضه هذا الميلاد وما يكون مختوماً بغير محسوس تماماً هذا يبقى سراً ولا يمكن أن نتكلم عنه لذلك يصرخ شخص كيعقوب عجباً فيقول "ما أرهب هذا المكان ما هذا إلا بيت الله وهذا باب السماء(15).







الفصـل الثامـن

هل أنجبت العذراء غير المسيح؟

هناك ثلاثة عبارات جاءت فى العهد الجديد، الإنجيل، دارت حولها بعض الحوارات والاستفسارات وهى:

1ـ اخوة الرب "اخوته. . اخوتك. . اخو الرب".

2ـ لما كانت مريم أمه مخطوبة قبل ان يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس".

3ـ "ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر".

هذه العبارات الثلاثة جعلت البعض يظن ان العذراء قد تزوجت يوسف فعلاً، بعد ميلاد السيد المسيح، وأنجبت منه بنين وبنات!!؟

أولاً: اخوة الرب:

من هم اخوة الرب؟

U جاء فى الإنجيل للقديس متى 46:12ـ 50 "وفيما هو يكلم الجموع إذا أمه واخوته قد وقفوا خارجاً طالبين ان يكلموه. فقال له واحد هوذا أمك واخوتك واقفون خارجاً طالبين ان يكلموك. فأجاب وقال للقائل له. من هى امى ومن هم أخوتى؟ ثم مد يده نحو تلاميذه وقال ها امى واخوتى. لأن من يصنع مشيئة ابى الذى فى السموات هو أخى وأختى وأمى"(1).

U وفى الناصره، موطنه، قالوا عنه "أليس هذ1 ابن النجار. أليست أمهُ تدعى مريم وأخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا. أو ليست إخواته جميعهن عندنا…."(2).

U وجاء فى الإنجيل للقديس يوحنا 12:2 "وبعد هذا إنحدر إلى كفر ناحوم هو وأمهُ وأيضاً "فقال له إخوته إنتقل من هنا (الجليل) وأذهب إلى اليهوديه لكى يرى تلاميذك أيضاً أعمالك التى تعمل.. لأن إخوته لم يكونوا يؤمنون به". والآيه الأخيره ترتبد بما جاء فى الإنجيل للقديس مرقس 21:3 "ولما سمع أقرباؤه خرجوا ليمسكوه".

U وجاء فى أعمال 13:1،14 "ولما دخلوا صعدوا إلى العليه التى كانوا يقيمون فيها بطرس ويعقوب ويوحنا واندراوس وفيلبس وتوما وبرثولماوس ومتى ويعقوب بن حلفى وسمعان الغيور ويهوذا (أخو) يعقوب. هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحده على الصلاه (والطلبه) مع النساء ومع مريم أم يسوع ومع أخوته".

U ويقول القديس بولس الرسول "ألعلنا ليس لنا سلطان أن نجول بأخت زوجه كباقى الرسل وأخوه الرب". ويصف يعقوب أسقف كنيسه أورشليم بـ "يعقوب أخاً الرب"(5).

فمن هو أخوه الرب هؤلاء المذكورين فى الإنجيل وما هى حقيقه قرابتهم، درجة قرابتهم الجسديه للرب؟

هناك ثلاثه آراء فى هذا الموضوع:

1- الأول يقول أنهم أبناء طبيعين من زواج فعلى وثمره علاقة زواجيه بين يوسف النجار ومريم العذراء، وقد ولدتهم القديسه مريم بعد ميلادها للسيد المسيح، وكانوا يعيشون معها هى وبناتها فى بيتهم فى الناصره وقد رافقوها فى رحلاتهم. ويعتمد أصحاب هذا الرأى فى تأييد رأيهم هذا على قول الوحى الإلهى أن السيد المسيح دُعى "أبنها البكر"(6) وأيضاً قوله "ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر"(7).

وأول من نادى بهذا الرأى هو ترتليان (145 – 220م) وشرحه بوضوح أكثر كاتب شبه مجهول من القرن الرابع يدعى هلفيديوس Helvidius .

وهذا الرأى ترفضه جميع الكنائس القديمه والرئيسيه، فيرفضه الأرثوذكس والكاثوليك وغالبيه البرتستانت وعلى رأسهم لوثر وبنجل وبقيه زعماء عصر الاصلاح، وذلك للأسباب التى سنبينها فى الصفحات التاليه.

2- والرأى الثانى يقول: أن هؤلاء الأخوه هم أولاد يوسف النجار من زيجه سابقه، أى أنهم أكبر سناً من السيد المسيح (بالجسد). وهذا الرأى متأثر بدرجة قوية بالكتابات الأبوكريفيه التى كانت منتشره فى القرنين الثانى والثالث، مثل إنجيل يعقوب الأولى، وأنتقل هذا الرأى إلى بعض الكتابات القبطيه وأخذ به السريان والكنيسه اليونانيه، وكان يؤيده أوريجانوس ويوسابيوس والقديسين أغريغوريوس النيسى وأمبروسيوس وأبيفانيوس أسقف سلاميس والذى يعد من أكبر المؤيدين لهذا الرأى.

ولكن هذا الرأى لا توجد شواهد أو أدله كتابيه عليه فى الإنجيل. وعند رحله الهروب إلى مصر لم يذكر الكتاب أى شيئ عن أولاد ليوسف وكذلك عند ذهاب يوسف ومريم إلى الهيكل ومعهما السيد المسيح وهو فى سن الثانيه عشر "وقالت له أمه يا أبنى لماذا فعلت بنا هكذا. هوذا أبوك وأنا كنا نطلبك معذبين"(8).

3- والرأى الثالث، مبنى على ما جاء فى الإنجيل، وهو الذى نأخذ به ونؤمن به، وتوضحه الآيات التاليه:

أ‌- يقول الوحى الإلهى أن أخوه المسيح هم "يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا"، "أليس هذا ابن النجار اليست أمه تدعى مريم وأخوته يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا"(9).

ب- كما يقول أيضاً أن هؤلاء الأخوه الأربعه لهم أم أخرى غير العذراء مريم واسمها مريم أيضاً، "وكانت هناك نساء كثيرات ينظرن من بعيد وهن كن قد تبعن يسوع من الجليل يخدمنه. وبينهن مريم المجدليه ومريم أم يعقوب ويوسى وأم أبنى زبدى"(10). وأم "بانى زبدى"، أى يعقوب ويوحنا، هى سالومه كما يذكر القديس مرقس "مريم المجدليه ومريم أم يعقوب الصغير وسالومه"(11).

U "وكانت مريم المجدليه ومريم أم يوسى تنظرن اين وُضع"(12).

U "وبعدما مضى السبت أشترت مريم المجدليه ومريم أم يعقوب وسالومه حنوطاً ليأتين ويدهنه"(13).

U وكانت مريم المجدليه ويونا ومريم أم يعقوب والباقيات.."(14).

ج – ويذكر الوحى فى الإنجيل أيضاً للعذراء مريم أخت أسمها مريم أيضاً. "وكانت واقفات عند صليب يسوع أمه وأخت أمه مريم زوجه كلوبا"(15).

د- وهناك أحد التلاميذ ويعدى "يعقوب بن حلفى"(16).

ويرى غالبيه المفسرين إن "كلوبا – Clopas" اليونانى يتطابق مع حلفى (Alphaeus) العبرى، وأن مريم زوجه كلوبا هى أخت مريم العذراء، وهى نفسها مريم أم يعقوب ابن حلفى. ويعترض البعض قائلين أن اخه الرب يذكروا دائماً مميزين عن تلاميذه "هو وأمه واخوته وتلاميذه" وكان الرسل يجتمعون للصلاه بعد الصعود "مع رميم أم يسوع ومع أخوته"، ويميز القديس بولس بينهم وبين بقيه الرسل وأخوه الرب".

ولكن هذا لا يغير فى الأمر شئ؟ أولاً: لأن الأربعه المدعوين أنهم أخوه الرب هو "يعقوب ويوسى وسمعان ويهوذا" هم أنفسهم منسوبين لأم أخرى هى "مريم أم يعقوب ويوسى"، "مريم أم يعقوب الصغير"، "مريم أم يعقوب"، "مريم أم يوسى". ثانياً: يؤكد الكتاب على وجود أخت للعذراء تدعى مريم أيضاً "وأخت أمه (المسيح) مريم زوجه كلوبا". وسواء كان كلوبا هو حلفى أو غيره فإن المذكورين أنهم أخوه المسيح مذكورين أيضاً أنهم أبناء مريم أخت أمه، أى أبناء خالته. وهكذا يدعوا بأخوه الرب لأنهم أبناء خالته (بالجسد) أخت أمه، وهكذا دعى يعقوب أسقف أورشليم وأحد الثلاثه المعتبرين أنهم أعمده بـ "يعقوب أخا الرب"، لأنه أبن خالته "مريم أم يعقوب".

وقد كانت عاده اليهود وما تزال عادات الشرق من القديم وحتى الآن تدعو الأقارب كأبناء الأخوه والعم والعمه وأبناء الخال والخاله، بل والخال، إخوه. فدعا الكتاب ابراهيم ولوط "أخوان"(17) مع أن لوط ابن هاران شقيق ابراهيم، ودعا يعقوب ولابان "اخوان"(18) على الرغم من أن يعقوب أبن أخت لابان. وهكذا دعى أولاد مريم أخت أم المسيح، خالته، بأخوه الرب.

ويقول بعض أباء الكنيسه كابيفانيوس أسقف سلاميس (315 – 403) "أن كلوبا هو أخ شقيق ليوسف خطيب العذراء مريم"(19). ويقول المؤرخ الكنسى يوسابيوس القيصرى (264-340م) "أن سمعان بن كلوبا، كان أخاً ليوسف"(20)، أى يوسف النجار. ويقول عنه أيضاً سمعان بن كلوبا الذى كان ثانى اسقف على كنيسه أورشليم"(21)، وأيضاً "سمعان كان أحد الذين رأوا الرب وسمعوه بسبب تقدمه فى السن، ولأن الإنجيل تحدث عن مريم زوجه كلوبا الذى كان أباً لسمعان كما سبق أن بينا"(22).

وينقل عن هيجسبوس Hegesippus من أباء القرن الثانى قوله: "وبعد أن أستشهد يعقوب البار كما قتل الرب من قبل|، أقيم سمعان بن كلوبا عم الرب ثانى أسقف. وقد رشحه الجميع لكى يقام ثانى أسقف لأنه كان أبن عم الرب"(23).

وجاء فى السنكسار أيضاً تحت اليوم التاسع من شهر أبيب أن سمعان الرسول هو ابن كلوبا وأن كلوبا هو أخ شقيق ليوسف البار خطيب مريم العذراء.

وهناك حقيقه هامه يجب أن لا تغيب عن بالنا أبداً وهى أن الكنيسه أمنت منذ البدء أن العذراء مريم حبلت وهى عذراء وولدت وهى عذراء وظلت عذراء إلى الأبد. وكان هذا الإيمان بمنى على الواقع الحسى المعاش وأكده لنا تلاميذ الرسل وخلفائهم.

U يقول أغناطيوس الأنطاكى تلميذ القديس بطرس الرسول وأول أسقف لكنيسه أنطاكيه "أن بتوليه مريم وولادتها وكذا موت الرب كان مخفياً عن الشيطان"(24).

U ويقول ارستيدس الأثينى "أنه (المسيح) وُلد من عذراء قديسه"(25) وذلك فى دفاعه المكتوب سنه 140م.

U ويصفها يوستينوس الشهيد دائماً بـ "العذراء" كلقب لها قبل واثناء وبعد الحمل والولاده(26).

U وقال اريناؤس الذى كان تلميذاً لبوليكاربوس والذى كان بدوره تلميذاً للقديس يوحنا الإنجيلى "الكلمه ذاته وُلد من مريم التى كانت ما تزال عذراء"(27) ، أى أنها حبلت وهى عذراء وولدت وظلت عذراء أيضاً.

U ويقول أفرايم السريانى (306-373م) "هذه العذراء أصبحت أماً واحتفظت ببتوليتها"(28) وأيضاً "الأم التى ولدت فى عذراويتها"(29)، أى ظلت عذراء.

U ويصفها القديس أثناسيوس الرسولى بـ "العذراء إلى الأبد"(30).

U ويصف القديس أغريغوريوس النيسى هذه البتوليه بأنها "أقوى من الموت"(31).

U ويقول ديديموس الضرير "يقول الإنجيلى إن مريم ظلت عذراء حتى ولدت أبنها البكر" لأن مريم، التى طوبت وكرمت فوق الكل، لم تتزوج مطلقاً ولم تصبح أم لآخر (غير المسيح) وبرغم ولادتها فقد ظلت دائماً وإلى الأبد عذراء نقية"(32).

U ويصفها أبيفانيوس بـ "القديسة العذراء دائماً"(33)، بل ويقول مؤكداً وبصوره جازمه "هل جرؤ أحد مهما كان تهذيبه أن ينطق أسم القديسه مريم… ولم يخف حالاً "العذراء"؟(34).

U ويقول القديس جيروم "نؤمن أن العذراء لم تتزوج بعد أن ولدت أبنها البكر، لأننا لا نقرأ ذلك (فى الإنجيل)… وأنا أؤمن أن يوسف ذاته بتولاً، بسبب مريم"(35).

ثانياً: قبل أن يجتمعا(36):

جاء فى متى 18:1 أما ولاده يسوع المسيح فكانت هكذا لما كانت مريم أمه مخطوبه ليوسف قبل أن يجتمعا وجدت حبلى من الروح القدس. ويتعلل منكرو بتولية العذراء بعبارة "قبل أن يجتمعا" ويقولون أن هذا القول دليل ضمنى على اجتماعهما بعد الولاده.

ولكن استخدام لفظ "قبل" لا يعنى دائماً أن ما بعدها تغير عن ما قبلها، فلو قلنا مثلاً أن أحد القديسين أنتقل إلى الأمجاد السماوية قبل أن يؤلف كتاباً، فهل يعنى هذا أنه الف الكتاب بعد رحيله عن هذا العالم؟ ولو قلنا مثلاً أن رجلاً ما مات قبل أن يكمل طعامه فهل يعنى ذلك أنه أكمل طعامه بعد الموت؟؟!! كلا.. وإنما المقصود هو أن الحمل بالمسيح تم بدون زرع بشر، بدون أن يجتمع يوسف مع العذراء مريم، إنما هذا الحمل تم بقوة الروح القدس، ولا يمكن أن يكون قصده أنهما اجتمعا بعد الميلاد أو أن كلامه يعنى ضمناً أنهما اجتمعا. فقد اثبتنا فى الفصول السابقه بتولية العذراء بما لا يدع مجالاً للشك كما بينا أيضاً استحالة أن يفكر يوسف أو مريم العذراء فى الإجتماع وأنجاب أولا لأن ما طهره الله لا يدنسه إنسان.

U قال القديس جيروم "لو أن انساناً قال: قبل الغداء فى الميناء أبحرت إلى افريقيا، فهل كلماته هذه لا تكون صحيحه إلا إذا أرغم على الغداء بعد رحيله؟ وأن قلت أن بولس الرسول قيد فى روما قبل أن يذهب إلى أسبانيا أو قلت "أدرك الموت هلفيديوس قبل أن يتوب، فهو يلزم أن يحل بولس من الأسر ويمضى إلى أسبانيا، أو هل ينبغى هلفيديوس أن يتوب بعد موته؟؟ فعندما يقول الإنجيلى "قبل أن يجتمعا" يشير إلى الوقت الذى سبق الزواج مظهراً أن الأمور قد تحققت بسرعة حيث كانت هذه الخطية على وسك أن تصير زوجة. وقبل حدوث ذلك وجدت حبلى من الروح القدس لكن لا يتبع هذا أن يجتمع بمريم بعد الولادة"(37).

ثالثاً: ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر:

يتعلل منكرو بتولية العذراء بما جاء فى مت 24:1،25 "وأخذ (يوسف) أمرأته ولم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر" ويدون أن هذه الآية تشير ضمناً إلى أن العذراء أنجبت أولاد من يوسف بعد ميلاد الرب يسوع المسيح. وهم يركزون على كلمتى "حتى" و "البكر".

ويقولون أن كلمة "حتى Till – ews" تعنى أنه عرفها بعد ولاده ابنها البكر، أى أنه لم يعرفها حتى ولدت ابنها البكر ثم عرفها بعد ذلك، ولكن استخدام كلمة "حتى" فى الكتاب المقدس لا تعنى أن ما بعدها تغير عن ما قبلها، ولا تعنى فى هذه الآيه أنهما عاشا بطريقة مختلفة عما كاننا عليه من قبل فقد جاء فى:

تك 7:8 "وخرج الغراب متردداً حتى نشفت الماء".

2 صم 23:6 "ولم يكن لميكال بنت شاول ولد إلى (حتى) يوم موتها".

خر1:11 "قال الرب لربى اجلس عن يمينى حتى اضع اعلاءك موطناً لقدميك".

متى 10:28 "وها أنا معكم كل الأيام إلى (حتى) انقضاء الدهر".

1كو 25:15 "لانه يجب أن يملك حتى يضع جميع الأعداء تحت قدميه".

مز 2:123 "عيوننا نحو الرب حتى يترأف علينا".

وفى هذه الحالات جميعاً لا يمكن أن تكون كلمة "حتى" تعنى أن ما بعدها تغير عن ما قبلها. فليس من المعقول أن يكون الغراب قد عاد إلى الفلك وهو فى الحقيقة لم يعد، وأن يكون لميكال أولاد بعد موتها، وأن لا يجلس الرب عن يمين العظمة بعد أن يضع أعداءه تحت قدميه، وأن لا يكون معنا بعد أنقضاء الدهر، وأن نرفع عيوننا عن الله بعد أن يترأف علينا والعكس صحيح فى كل هذه الحالات، ولم يتغير ما بعد "حتى" عما قبلها.

قال ذهبى الفم "استخدم هنا كلمة "حتى" لكى لا تشك وتظن أنه عرفها بعد ذلك أنما ليخبرك أن العذراء كانت هكذا قبل الميلاد ولم يمسها رجل قط ربما يقال لماذا استخدم كلمة "حتى" لأن الكتاب أعتاد أن يستعمل هذا التعبير دون الإشاره إلى أزمنة محددة. فبالنسبة للفلك قيل أن الغراب لم يرجع حتى جفت الأرض مع أنه لم يرجع قط.."(38).

أما كلمة "البكر"(39) فلا تعنى أن السيد المسيح كان هو الابن البكر ثم ولدت له أخوه أصغر منه ، "فالبكر" كما جاءت فى خروج 2:13 المولود الأول كل ذكر فاتح رحم سواء جاء أولاد بعده، أم لا، المهم أنه كل بكر كل فاتح رحم من الناس والبهائم، أن كلمة بكر بالنسبة لليهودى تعنى تكريس المولود الأول(40). ولا تعنى إطلاقاً سواء كان هناك مواليد بعده، أم لا، سواء أصبح وحيداً بعد ذلك أم جاء بعده أخوة أخرين، المهم أنه المولود الأول لأمه.

U قال القديس جيروم رداً على هلفيديوس منكر بتولية العذراء "كل ابن وحيد هو بكر، ولكن ليس كل بكر هو ابن وحيد. فإن تعبير "بكر" لا يشير إلى شخص له أخوة أصغر منه، وإنما يشير إلى من يسبقه أخ أكبر منه، يقول الرب لهرون: "كل فاتح رحم من كل جسد يقدمونه للرب من الناس والبهائم يكون لك. ولكن بكر الإنسان ينبغى لك أن تقبل فداءه. وبكر البهائم النجسة تقبل فداءه"(41). قول الرب هذا يعرف البكر على كل فاتح رحم لو كان يلزم له أخوه أصاغر لسكان ينبغى أن لا يقدم البكر من الحيوانات الطاهرة للكهنة إلا بعد ولادة اصاغر بعده، وما كنت تدفع فديه الإنسان والحيوان النجس إلا بعد التأكد من أنجاب أصاغر بعده"(42).

وكلمة البكر فى اللغة اليونانية (Protwtokos بروتوكس) وفى القبطية (شورب نميس) بمعنى المولود الأول سواء كان هناك مواليد بعده أم لا. وفى الانجليزيه First Born بنفس المعنى قد نصت الوصية على أن يكرس البكر فى اليوم الثامن(43). لأنه البكر فلو كان البكر له أخوة آخرين، لما كان يكرس فى اليوم الثامن، بل لكانوا ينتطرو حتى يولد مواليد آخرون بعد ثم يختن أو لا يخت

ومن الواضح بعد ذلك أن الوحى فى قوله ولم يعرفها حتى ولدت أبنها البكر، يعنى أن المسيح ولد من عذراء بقوة الروح القدس وليس من زرع بشر وهناك نقطة هامة فى البحث، فى قوله "لم يعرفها" فالزمن المستخدم هنا حسب اللغة اليونانية يفيد الاستمرار ويوضح استمرار يوسف فى الطاعة وضبط النفس. فالفعل اليونانى المستخدم فى الآيه أص له جينسكو genwsko بمعنى "يعرف، يعلم، يفهم"، والفعل المستخدم هنا هو eginwsken فالزياده "e" والنهاية ]تبين أن زمن الفعل هو الماضى (المستمر) والذى يعنى أن الفعل استمر مدة طويلة، ومدة متصلة، مما يفيد أن استخدام الكتاب لـ "ولم يعرفها" لا يؤثر عليه استخدام كلمة "حتى" لأن الزمن المستخدم يؤكد استمرار عدم معرفة يوسف للعذراء بعد الميلاد
 
أعلى