الرد على شبهة: كفن تورينو ليس كفن السيد المسيح

إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
كفن تورينو بين مطرقة الحقيقة وسندان التزوير- الجزء الأول

ترجمة وإعداد إدارة الشبكة


لا يزال واحدٌ من أكثر الألغاز غموضاً في العصر الحديث. عندما تم عرض كفن تورينو الشهير للعامة في الفترة بين 18 نيسان / أبريل ولغاية 14 حزيران/ يونيو في كاتدرائية تورينو بإيطاليا. كان حوالي 700.000 بطاقة قد بيعت قبل أسبوع واحد من الفصح المقدس عام 2010. ولم يكن بمقدور أحد، سواء من الفضوليين أو المشككين، أن يتوقف لأكثر من دقيقة أمام القماش الموضوع خلف زجاج مضاد للرصاص. ومن مرّ على مسافة بين 2 وَ 5 م تمكن بشكل ما أن يميّز ملامح صورة سلبية – نيغاتيف - لرأس بشري ، يرى بعض لا بأس به من الباحثين أنه من الممكن أن يكون صورة لوجه يسوع الناصري. ومن المفترض أن هذا القماش قد لُفَّ به يسوع بعد إنزاله عن الصليب.

gtuch8.jpg



أهمية البحث في حقيقة الكفن

- يعتقد الكثيرون أن هذا الكفن يخص الرب يسوع
- يدعي آخرون أنه يخص أحد زعماء فرسان الهيكل وهو Jakob von Molay وأن انطباع الصورة جاء من تعرّقه الشديد إثر تعرضه للتعذيب
- يظن البعض أن الكفن هو من صنع مزور ينتمي للقرون الوسطى، وعلى الأرجح فنان عبقري واختصاصي في علم التشريح والفيزياء والبصريات مثل ليوناردو دا فنشي، بأمر من أحد المتنفذين مقابل المال.

مقدمة
تشير الوثائق التاريخية وتحديداً التي تعود للقرن السادس الميلادي والآتية من مدينة الرها في جنوب شرق تركيا ( أورفا حالياً ) إلى المنديل الذي يحمل انطباع صورة وجه السيد المسيح والمشهور باسم " الصورة التي لم تصنعها يدٌ " . وفي العصور الوسطى عام 1203 يذكر المؤرخ Robert de Clari أنه شاهد بأم العين منديلاً في القسطنطينية عليه انطباع صورة وجه السيد المسيح، وقد اختفى منها في أثناء الحملة الصليبية الرابعة التي نهبت القسطنطينية عام 1204 ليظهر مجدداً في عام 1241 م في كنيسة القديسين حيث اصطحبه الصليبيون معهم. ثم في عام 1353 كُلّف الفارس الفرنسي Geoffroy de Charny من قبل الملك جون الملقب بالطيب ببناء كنيسة في مدينة Lirey ، حيث كان هناك أول تدوين رسمي يذكر فيه الكفن، ويُظن أن أحد أسلافه اصطحبها معه من القسطنطينية. وبعد مقتله في معركة بواتييه عمدت زوجته إلى تسليم الكفن لكهنة المدينة الذين عرضوه علناً ودعي الناس للتبرك منه، وانتعش اقتصاد المدينة بسبب الحجاج وما حملوه من نذور وتقدمات، وفي عام 1390 طلب البابا كليمنت السابع المقيم في أفينيون من المؤمنين الكاثوليك تكريم الكفن على رغم معارضة مطران تروا Troyes لعملية عرض الكفن بغية كسب المال، وأبدى عدم اقتناعه بحقيقته، فطلب إليه البابا التزام الصمت بشأن هذه القضية.
في الرابع عشر من أيلول سبتمبر من عام 1578 تم نقل الكفن إلى تورين حيث لا يزال محفوظاً إلى اليوم، وبقي في حيازة آل سافوا حتى وفاة آخر ملوكهم في إيطاليا والذي قدّمه ليرثه الفاتيكان في العام 1983 وحتى اليوم.

نجا الكفن من حريق قلعة شامبيري عام 1532 حيث كان في صندوق فضي، وبقيت آثار الحريق بشكل بقع متناظرة مع بقع الماء المستعمل لإطفاء الحريق، وقد خيطت الثقوب بعد ذلك بعامين من قبل الراهبات. وقد أزيلت ثلاثين بقعة من قبل الخبراء عام 2002 ليبدو الكفن على الحوافّ مختلفاً بعض الشيء عن الصور الملتقطة له قبل ذلك العام. ونجا الكفن أخيراً في 12 نيسان أبريل 1997 من حريق آخر اندلع في كاتدرائية تورينو حيث كان محفوظاً، ليتم إنقاذه سالماً من قبل رجل الإطفاء الإيطالي ماريو تريماتوري.
حسب الكفن كان يسوع يبلغ 1.81 م طولاً ويزن 80 كغ، طوله من الأمام أقصر ب 5 سم من الخلف حسبما وجد علماء الإنسان " الأنتروبولوجيا "، وزمرة دمه AB، ووليس غريباً بقاء الدم طوال تلك المدة إذ يقول الدكتور الباحث جون هيلر الأمريكي ( توفي عام 1995 ) وهو من باحثي الكفن أن مادة البورفيرين وجدها العلماء في مستحاثات عمرها خمس ملايين سنة، فالدم لا يتبخر. تاريخ البحث في حقيقة كفن تورينو

البحوث جارية على الكفن منذ فترة بعيدة. تعود الدراسة الموضوعيّة الأولى عن كفن تورينو إلى رئيس أساقفة بولونيا الفونسو باليوتو، أصدرها العام 1598، شرح فيها طبيعة الجروحات البادية على رَجل الكفن، مقارنًا إيّاها بما جاء على لسان الأنبياء والآباء، ومتوقِّفًا عند بعض التفاصيل الطبيّة، كمكان غرز المسامير في الجسم وعددها.
وفي 28 أيار/ مايو 1898 قام المصور الهاوي والمحامي الإيطالي سيكوندو بيا Secondo Pia بتصوير ما مساحته 50 X 60 سم من القماش بكاميرا مسطحة، وخلال تحميض الفيلم في غرفة التحميض لم يظهر كما هو متوقع عادةً صورة نيغاتيف ، بل صورة إيجابية positive لجسم بشري يمكن تمييز معالمها. لم يهتم أو يأبه للمصور الهاوي أحدٌ في ذلك الوقت ( ففي التصوير عادة، يُعتبَر الشخص الذي نراه بالعين المجرّدة صورة إيجابيّة - پوسيتيف، تتحوَّل في فيلم التصوير، الموجود داخل الكاميرا، إلى صورة سلبيّة - نيغاتيف، حيث تنعكس الألوان والاتجاهات، فيصبح اللون الفاتح غامقًَا، واللون الغامق فاتحًا، وتتحوّل اليد اليمنى مثلاً إلى يسرى، واليسرى إلى يمنى. في المختبر، يحوّل المصوّر الصورة السلبيّة إلى الصورة الإيجابيّة، بواسطة التحميض والتظهير، فيَظهر لنا شكل الشخص على حقيقته، كما لو رأيناه بالعين المجرّدة.
أمّا المحامي پِيّا فقد رأى، في الصورة السلبيّة، ما كان يُفترَض أن يراه في الصورة الإيجابيّة، أي أنّه رأى صورة الجسم على حقيقته، كما لو رآه بالعين المجرّدة، فبدا مذهولاً للأمر ).

في العام 1900، أي سنتين فقط بعد البلبلة التي أحدثتها صور سِكُندو بيّا، قام الراهب الفرنسيّ المؤرِّخ أُليس شوفالييه ( متوفي عام 1923 ) بعرض بعض الوثائق التي اكتشفها، واستنتج منها أنّ الكفن من صُنع أحد الرسّامين. لكنّ المعاينات المباشرة للكفن، بالإضافة إلى الصور العديدة التي التُقطت له لاحقًا، أثبتت عدم وجود أيّ مادة تلوينيّة اصطناعيّة على النسيج.
وفي 21 نيسان العام 1902، قام البروفسور إيف دولاج وهو ملحد ، بتقديم بحثٍ له إلى الأكاديميّة الفرنسيّة للعلوم، يشير فيه إلى قناعته بأنّ كفن تورينو هو نفسه الكفن الذي لُفَّ به جسد المسيح. أثار هذا البحث اعتراض زملائه، وعلى رأسهم أمين سرّ الأكاديميّة، العالم الملحد مارسيلان بِرتيلوه. لكنّ دولاج دافع عن وجهة نظره، قائلاً بأنّ هدفه هو إظهار الحقيقة فقط، حتى ولو كَلَّفه ذلك خسارة أصدقائه.

بلغت الأبحاث ذروتها بإشراف الكاردينال أنستازيو باليستريرو مطران تورينو، والباحث مايكل تايت مدير المتحف البريطاني في لندن، بمشاركة ممثلين عن ثلاثة معاهد أبحاث عالمية هي أكسفورد، زوريخ وتوكسون في أريزونا بالولايات المتحدة. اقتطعوا من القماش بضعة سنتيمترات وتوزوعوها فيما بينهم، مع قطعة قماشية مرجعية للمقارنة ترجع للقرنين الثالث عشر أو الرابع عشر مأخوذة من معطف معروف مصنوع في جنوب فرنسا في تلك الفترة. تم البحث باستخدام طريقة الكربون المشع C-14 ، وكانت النتائج مفاجئة وأن الكفن يعود للقرنين 13 أو 14 فقط.

في تشرين أول/ أكتوبر عام 1988 وقف الكاردينال باليستريرو وأعلن " الكفن ليس حقيقياً، إنه يعود للعصور الوسطى. لقد نطق العلم "، ولكن كلامه الذي التقطه المشككون بفرح والمؤمنون بخيبة أمل لم ينته، فقد تابع قائلاً " ليس باستطاعة أحد إرغامي على الموافقة على هذه النتيجة. العِلم هو الذي سيحكم على العِلم... إنّ هذه الفحوص لا تُنهي فصول الكتاب حول الكفن، وهي ليست إلاّ فصلاً آخَر يُضاف إلى قصّة الكفن أو، كما يقول بعضهم، إلى ألغاز الكفن. وبعد كلِّ هذه الأبحاث، ليست لدينا أجوبة لتفسير كيفيّة حدوث صورة المسيح هذه".

قام بعض الباحثين إثر ذلك بكشف أخطاء كبيرة في نتائج الكربون المشع، وهم ماريا سيلياتو ( إيطالية من أصل سويسري ) والفرنسي أرنود- آرون أوبينسكي والألمانيان إلمار غروبر ( من فرايبورغ ) و هولغر كيرستن (من منشن )، وأعلنوا أن أبحاث الكربون المشع قد تم تطبيقها بشكل خاطيء وأن النتائج بالتالي غير صحيحة. وأكدوا أن السبب يكمن في عدة عوامل منها: أن العينّات تم أخذها من جزء تم إصلاحه في وقت أحدث، وأن القماش متسخ جداً، بالإضافة لوجود طبقة بلاستيكية القوام على القماش تعطي نتائج خاطئة، كما أن العناصر الناتجة عن تحلل المواد العضوية والحرائق المتعددة التي أصابت الكفن والتي كان أشهرها في مدينة شامبيري الفرنسية عام 1532 تجعل نتائج فحوص الكربون المشع غير مأخوذ بها.

ومؤخراً قال بروفيسور الكيمياء العضوية في جامعة بافيا الإيطالية لويجي غارلاشيللي أنه استطاع إعادة إنتاج نسخة من كفن تورينو تبرهن بشكل قاطع على أن قطعة الكتان التي يقدسها الفاتيكان ليست إلا دليلاً مزيفاً يرجع إلى العصور الوسطى. ويقول" وجدنا أنه بالإمكان إعادة إنتاج شيء يحمل نفس خصائص الكفن الأصلي " .

وتم إجراء أبحاث أخرى شارك فيها الكثير من الخبراء بينهم خبراء من روسيا، عملوا على مختلف الفرضيات والإحتمالات ، وأعلنوا أن القماش يمكن أن يكون أقدم بحوالي ألف سنة من القرنين الثالث عشر او الرابع عشر.
وتؤكد كل الأبحاث العلمية هذه المعطيات، سواء التصويرية ، التاريخية، تحليل النصوص الإنجيلية أو إعادة بناء الصورة بالكمبيوتر. كل هذه الأبحاث لم تترك مجالاً كبيراً للشك بأن قطعة القماش تلك قد تعود إلى زمن السيد المسيح.

وقد صرّح رئيس المعهد الدولي لأبحاث الكفن في تورين Institut für Grabtuchforschung وأستاذ الفيزياء والرياضيات في جامعة تورين البروفيسور برونو باربيريس للمجلة الدورية الألمانية FOCUS " لقد اقتنعت شخصياً أن هذا الكفن هو الكفن الذي كان يسوع ملفوفاً به، لا يوجد دليل علمي ولا يوجد كذلك فحص محدد يمكن له أن يعطيناً رأياً محدداً نهائياً، ولكنها جميعاً مع بعضها تعطي نتيجة على درجة عالية من الدقة ". إن القوانين الرياضية الصارمة يمكن أن تصادف بعض الثغرات التي يمكن ردمها من خلال الفرضيات المنطقية.

كما صرّح البروفيسور باربيريس للدورية الألمانية شتيرن Stern في أبريل عام 2010 " إن الصورة التي على الكفن هي سلبية – نيغاتيف – بينما بقع الدماء هي إيجابية – بوزيتيف -، وعلى الجثة علامات لعذابات لا يمكن أن تجتمع كلها في رجل واحد عانى من كل هذه الآلام سوى يسوع المسيح والتي تحدثت عنها الأناجيل بتفصيل. ومن وجهة نظر تاريخية صرفة أقول أن هذا القماش هو القماش الذي كان يسوع المسيح ملفوفاً به بعد صلبه. وقد تغلغل الدم لبضعة أعشار الميكرومترات في القماش فقط. في ل الأبحاث التي أجريت حتى اليوم لم يتمكن أي باحث من إعادة إنتاج صورة مشابهة لتلك التي على الكفن. أضف إلى ذلك أمراً هاماً وهو أنه أمكننا التعرف على التسلسل الزمني للبقع والذي بيّن أن بقع الدماء تسبق حدوث انطباعات الجثة ( الدم أولاً ثم الصورة ). هذا عرفناه من خلال اكتشاف وجود كريات دموية منفجرة عبر السنوات، وفي تلك الأماكن ليست فقط الدم مختفي بل والصورة كذلك، وهذا يعني أن صورة المتوفي هي فوق الدم وليست تحته ".
ويرد البروفيسور بابيريس على سؤال بأن البروفيسور الكيميائي لويجي غارلاشيللي من بافيا ادّعى أنه أنتج صورة مشابهة لصورة الكفن بقوله " غارلاشيللي استعمل أكسيد الحديد في عمله، بينما لم نجد لهذه المادة أثراص على كفن تورينو. إضافة إلى أن الصورة التي أنتجها غارلاشيللي يختلف مقدار تغلغلها في عمق وخيوط النسيج اختلافاً كلياً عما هو الحال عليه في كفن تورينو".
ويتابع البروفيسور بابيريس " إن نتائج الكربون المشع 14 لا تثبت على الإطلاق زيف الكفن، لأن هذه القطعة من القماش قد أصابها عبر مئات السنوات الكثير من التلوث، الأمر الذي يجعل من اختبارات الكربون المشع مشكوك بقيمتها. حيث أن العضويات المجهرية تنتج هي بدورها الكربون المشع والذي يختلط مع تلك الصادرة من الكفن ويسبب خطأً في النتائج. ليس هذا فقط، بل ووجود تلك المادة لزمن طويل في جو غني بغاز ثاني أوكسيد الكربون يجعل المنتائج خاطئة. ومع الأسف فإن المرة الوحيدة التي سُمح فيها بأخذ عينات من الكفن، تم أخذها من أقل المواضع مناسبةً للفحص. ولضمان الدقة يجب أخذ عينات من مناطق مختلفة من الكفن ومقارنة النتائج معاً، وفقط بهذه الطريقة يمكن الحصول على نتائج دقيقة للغاية ". ويستطرد قائلاً " لقد تم وضع خطة مع الفاتيكان، لأنه ليس أمراً سهلاً أن تنقل المختبرات إلى حيث الكفن بدلاً من أن تأتي به إلى المخبر، وعلى الأغلب سيبدأ العمل والبحث من جديد العام القادم ". ويؤكد البروفيسور في ختام كلامه على أن الكنيسة لم تقم بإعاقة عمليات التحليل والإختبارات بل " في السنوات الماضية كان أمراً ضرورياً جداً للكنيسة الكاثوليكية أن تحافظ على الكفن سالماً، كما أن الكفن يخص الكرسي الرسولي وله الحق في السماح بإجراء البحوث والإختبارات عليه ".

أعلنت ماريا سيلياتو السابق ذكرها عن اكتشاف كتابة على قطعة الكفن على الوجه ربما تكون اسم " يسوع الناصري "، بدت واضحة لدى فحص الكفن بالكمبيوتر بتقنية التكبير الرقمي للتباين اللوني. لكن هذا الوضوح لا يعتدّ به الباحثون كثيراً.

أما الباحث الفرنسي أرنود- آرون أوبينسكي من السوربون فيتعهّد بأنه سيعمل على كشف الحقيقة دون الإهتمام بنتائجها لاهوتياً، وهو في عمله وبحثه لا يضع اعتباراً للخجل من البوح بها. عمل الرجل طويلاً في البحث عن حقيقة ذلك الكفن ولم يخلص إلى نتائج إضافية كثيرة سوى أن الجسد الذي قد لُفّ بهذا الكفن لا بد وأنه جسد السيد المسيح، يقول " ل يس من الممكن تقليد تلك الصورة، لا بالرسم ولا باستخدام أيّ من المواد الكيميائية ولا حتى بالتبخر يمكن صنع شيء يشبهها ". ولا يمكن أن يكون الفنان المبدع ليوناردو دافنشي قد فعل ذلك كما يتم الترويج حالياً، إذ انه ببساطة لم يكن قد وُلد في الفترة التي كان مثبتاً أن الكفن كان فيها في جنوب فرنسا.

أشارت الدراسة إلى أن تلك الصورة السلبية negative موجودة فقط على سطح النسيج وليس في عمقه، ومن شأن الصورة المرسومة رسماً أن يكون النسيج بكامله مشبعاً بها. يرى أوبينسكي أن الجسم الذي كان ملفوفاً بذلك النسيج قد ترك آثاره من خلال اختراقه لذلك النسيج على نحو غير عادي.

على العموم فإن الإختبارات لم تُستنفذ تماماً، حيث أن رموز الحامض النووي DNA لم تٌفكّ بعد. تحليل الدماء التي على قطعة القماش أثبتت فقط أنها دماء شخص ذو فصيلة دم AB . ويُنتظر من تحليل الكروموزومات أن يتحدد فيما لو كان مصدر الدم الذي على القماش هو شخصي حيّ أم ميت.

حتى الآن لم تستطع كل التقارير المضادة أن تدحض صحة الكفن وأنه يعود ليسوع المسيح، كما لم تستطع الأبحاث بالمقابل إثبات ذلك أيضاً، وبين الرأيين يرى الكثير من العلماء أنه لربما توجد أدلة جديدة تؤكد حقيقة أن الكفن يعود لزمن السيد المسيح ويخصّه، وبأن العلم لن يغير من الإيمان في شيء.

تعتبر الكنيسة الكاثوليكية الكفن كنزاً ثميناً، وهو الشيء المادي الوحيد الباقي من يسوع المسيح. ولكن حرصاً منها على الإيمان وعلى الكنيسة فإنها تكتفي بوصف هذا الكنز المسيحي الثمين بأنه " أيقونة " فقط. إن الآثار المنطبعة على كفن تورينو فيما لو كانت تعود للرب يسوع فعلاً فإنها تشير إلى هول الآلام التي كابدها قبل أن يموت بالجسد، وتوافق وصف الأناجيل لها. وهي تؤكد أن جنديين قد تناوبا على جلد الجزء العلوي من جسد الرب، وأن السياط كانت تحمل في نهايتها كرات من الرصاص تركت ما يزيد عن 120 حفرة في الجسد، وأن الإنطباعات التي على الكفن تنماشى مع الجراح التي خلّفتها تلك الكرات في الجلد. أما تاج الشوك فهو كما لو كان خوذة كاملة من الأشواك. هذا بالإضافة لعلامات الحريق عام 1532، وعلامات للماء الذي استخدم في إطفاء الحريق وآثار لسياط وأشواك وجراح مختلفة على الأطراف والصدر ...


الدراسات وملخص نتائجها



* نسيج الكفن
الباحثون جيلبر رايس ( بلجيكا ) ، جون تايرر ( بريطانيا ) وغبريال فيال ( فرنسا ) وتلخصت نتائج دراساتهم في أنّ الكفن مصنوع من كتّان من المرجّح أنّه كتّان برّي، بحالة جيّدة، ولا يتأثر بالشدّ أو الفرك، ولونه مائل إلى الإصفرار، كلون التبن. في نسيج الكفن بعض ألياف القطن.

استلزم صنع نسيج الكفن نَولاً له أربع دعسات. إنّ طريقة النسج من نوع "السرجة" ذي القطبات المتعرّجة، الخيوط فيه ترسم نسيجًا مصلَّبًا. وهذا يشير إلى أن كلفة صنعه مرتفعة.

* علم التشريح الطبي

أشهر من عمل على الدراسة الطبية والتشريحية لرجل الكفن كان الطبيب الفرنسي بيار باربيه ( 1884 - 1961 ) الجراح في مشفى القديس يوسف في باريس، ونتائج بحثه نشرها في كتاب في خمسينيات القرن العشرين وأهم ما فيها التالي:

غُرزت مسامير اليدين في المعصم، بين عظام الرسغ، وليس في راحة اليد كما تخيلها الرسّامون والاعتقاد الشعبيّ.
إنّ رَجل الكفن إنسان ميت لأنّ تصلّب الجثة rigidity واضح، لكنّه لا يوجد على الكفن أي أثر لاهتراء الجسد، ما يعني أنّ الجسد ترك الكفن قبل بدء عمليّة التَحلّل.
لكنّ الاختبارات الحديثة، في هذا المضمار، التي قام بها فردريك الزغيبي (فريد الزغبي؟) Frederick Zugibe، الطبيب الأميركي اللبنانيّ الأصل، والمرجع العالمي حول تأثيرات الصلب على جسد المصلوب، تناقض معظم استنتاجات باربيه. ففي كتابه الأخير، الصادر في العام 2005، يردّ الزغبي على النقاط السابقة بالتالي:
- المسامير غرزت في الرسغ في منطقة أقرب إلى الإبهام، وليس للخنصر كما اعتقد باربيه.
- لا يموت المصلوب اختناقًا بل نتيجة الصدمة ( وهي انهيار حاد في ضغط الدم وعمل القلب نتيجة فشل آليات الجسم في الحفاظ على الدوران الطبيعي كما في النزف الشديد مثلاً ) ، فيقول الزغبي: " لو كان عليّ إصدار وثيقة وفاة بصفتي رئيسًا لجهاز الكشف الطبّي، لكنتُ قرَّرت أن سبب الوفاة هو الصدمة جراء الإصابات الناتجة عن عمليّة الصلب. ولو فرضنا أنّه لم يمت نتيجة هذه الاصابات، فإنّ جرح الحربة، بالإضافة إلى وضع الصدمة العام، سوف يؤدّي إلى الوفاة، نتيجة التحرّك المنصفي القويّ الذي يسبِّبه الاسترواح الصدري Pneumothorax ".
- إنّ جسم الرجل قد غُسل قبل إلقائه على الكفن، ولو لم يكن كذلك، لكان الكفن كلّه مغطّى بالدم، ومن المستحيل مشاهدة آثار الجروح واضحة كما تبدو عليه الآن.
- أنّ رجل الكفن إنسان ميت، وتصلّب الجثّة واضح.
هذا ويُشار إلى إنّ دراسات الزغبي لها مصداقيّة أكبر من دراسات باربيه، كونها تّمَّت بعد أكثر من خمسين سنة، في زمن تطوَّرت فيه الأبحاث الطبيّة بشكل هائل.

* علم النبات
أثبت علماء النبات وأهمهم ماكس فراي ( زوريخ - سويسرا ) وبعده أفينوام دانين و أوري باروخ( أستاذان في الجامعة العبرية في أورشليم ) وجود آثار لحبات طلع على النسيج يتناسب مع نباتات تنبت وتزهر في موسم الفصح في محيط مدينة أورشليم، بالإضافة لغبار طلع للأشواك التي صُنع منها إكليل الشوك الذي يبدو فوق رأس الرجل الذي في الكفن. فقد وجد فراي 58 نوعاً من حبات الطلع، منها ستة تعود لنباتات لا ينمو إلا على ضفاف البحر الميت، واخرى لأزهار موجودة فقط في تركيا.

* علم الكيمياء
وعلى رأس الباحثين كان ألان أدلر، وملخص الدراسات يقول:
إن آثار الجسم على الكفن ناتجة عن تدرّج ألوان الخيوط، وأنّه لا وجود لآثار اهتراء الجسم الذي لُفّ به هذا الكفن، ما يعني أنّ الجسم غادر الكفن قبل بدء عمليّة التحلّل، وأنّه ليس من المعقول أن يكون اللون القرمزيّ مادّة تلوينيّة لأنّه لو كان هناك تلوين، لسال مع ارتفاع الحرارة، في أثناء تعرّض الكفن للحريق عدّة مرّات، وأهمّه حريق العام 1532. كما ويُظهر التحليل بواسطة الكمبيوتر، عدم وجود اتجاهات محدّدة في البقع، وهذا يعني استحالة استعمال ريشة فنّان لصنعها. ليس من تطابق مع أيّ مادّة تلوينيّة استُعملت منذ آلاف السنين حتّى اليوم.

* علم الأيقونوغرافيا ( الأيقونات )
معظم أيقونات السيّد المسيح، بدءًا من القرن السادس، تحمل علامات مشتركة مع الوجه الذي نراه على الكفن، ما قد يدلّ على أنّ رسّامي الأيقونات استوحوا رسوماتهم من مصدر واحد. وقد أحصى پول ڤينيون العلامات المشتركة، فتبيَّن له أنّ عددها عشرون؛ وأحصاها مؤخّرًا الأميركي آلن وانغر ، بواسطة طريقة حديثة متطوّرة، فتَبيَّن له أنّها أكثر من مائتي علامة، نذكر أهمّها: الخطّ الأفقي في وسط الجبين، الحاجب الأيمن الذي هو أكثر كثافة من الحاجب الأيسر وأعلى منه، الوجنتان البارزتان، اللحية المنقسمة إلى اليمين وإلى اليسار، خصلة الشعر على الجبين.

* الكربون المشع
ذكرنا سابقاً النتيجة التي توصل لها الفحص الوحيد بالكربون المشع والذي أجري في ثلاث مخابر منفصلة.
لكن العلماء الذين لم يشاركوا في فحوص المختبرات الثلاثة تساءلوا: هل تَمَّ تنظيف العيّنات من آثار التلوّث المتراكم على سطح النسيج بطريقة جيّدة؟ وما كان تأثير حرارة الحريق الذي تعرَّض له الكفن، العام 1532 على كميّة الكاربون 14 في النسيج؟ ولماذا لم تؤخذ العيّنات من أماكن مختلفة من الكفن، بدل أن تؤخذ كلّها من مكان واحد مشكوك بأمره؟
ظلّ الوضع على حاله، بين أخذٍ وردّ، إلى أن نشر راي روجرز، في المجلّة الأميركيّة المتخصِّصة ، العدد 425، العام 2005، بحثا حاسمًا، بَرهن فيه أنّ المكوّنات الكيميائيّة للعيّنة التي اقتُطعت من الكفن لإجراء فحص الكاربون 14 عليها، تختلف عن المكوّنات الكيميائيّة لباقي نسيج الكفن، وأنّ عمر النّسيج الأساسيّ يتراوح ما بين 1300 سنة و3000 سنة. فاستنتج المجتمع العلمي أنّ عيّنة الكربون 14 لم تكن جزءًا من الكفن في الاساس، وربّما أُضيفت لاحقًا بطريقة حذقة وغير مرئية! ومع أنّ راي روجرز لم يكن له متَّسع من الوقت لتأكيد هذا الاستنتاج، إذ وافته المنيّة بسبب معاناته من مرض السرطان.

فرضيات انطباع الصورة
ليس مفهوماً حتى اليوم كيفيّة تشكل الصورة. لكن إحدى أهم المحاولات التي جرت لتفسير الظاهرة هي التي أجراها Dr. Nicolas Allen ، في غرفة معتمة مانعة لنفاذ الضوء، تمكن نيكولاس من الحصول على صور لتماثيل على كتان مطليّ بمادة نترات الفضة من خلال إضاءتها لأيام عدّة وهي أمام عدسة وفق تقنية الكميرا البسيطة. وهذه التقنية معروفة منذ زمن بعيد كما أن نترات الفضة كانت مادة لها استخداماتها الطبية ويسهل الحصول عليها في القرن الرابع عشر، كما كانت العدسات معروفة في ذلك الزمن وتستخدم للقراءة. وهذه الفرضية عادت للظهور عندما اكتشف الباحثون في جامعة بادوفا الإيطالية في العام 2004 انطباع باهت على الوجه الخلفي للقماش يظهر فقط الوجه واليدين بشكل خفيف جداً ودون أي تفاصيل إضافية، كما لو أن قماش الكفن كان ممدوداً أمام سطح مستوٍ أثناء عملية تصوير ( هذا لو صحت الفرضية أساساً )، كما أمام الجدار مثلاً حيث يخترقها الضوء ويصل للجدار ليعود ويرتد عليها مجدداً من الناحية الظهرية.
من الأمور التي تدعم فرضية وجود التزوير واستخدام هذه التقنية هو عدم وجود تشويه في صورة الرجل الذي من المفترض أن يحدث إذا كان ملفوفاً بتلك القطعة القماشية ( أي أن تكون الصورة أعرض بعد فرد القماش بشكل مستوٍ ).

++++++++++
المراجع في نهاية الجزء الثاني والأخير.
gtuch2.jpg

gtuch6.jpg
gtuch3.gif
gtuch1.jpg



gtuch4.jpg
gtuch10.jpg
gtuch11.jpg


 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
كفن تورينو بين مطرقة الحقيقة وسندان التزوير - الجزء الثاني
ترجمة وإعداد إدارة الشبكة

البحث عن الطريق
إن الطريق الذي سلكه الكفن خلال رحلته من فلسطين يعتريه الغموض خلال الألفية الأولى بسبب قلة القرائن والدلائل المتوفرة، ومن ثم هناك فرضيات متعددة بخصوص حوالي الـ 150 عاماً التالية، ولكن الأحداث بعد القرن الرابع عشر موثقة بشكل دقيق:



- يُعتقد أن أحد التلاميذ الإثني عشر - بطرس أو يوحنا الذين عاينا القبر بعد القيامة أولاً - قد أخذ الكفن الفارغ لنفسه، ولربما أيضاً قام االرهبان لآسنيون بإخفائه، حسب بعض الفرضيات التي تنسب يسوع إليهم.

- لا أحد يعلم إلى اليوم ما هو الكفن الذي جيء على ذكره في إنجيل العبرانيين المنحول ، الذي يعود تاريخه إلى القرن الثاني، حيث ورد: " حين أعطى الرب كفنه خادم الكاهن، توجَّه إلى قرب يعقوب وظهر له..."؟ أو الكفن الوارد ذكره في إنجيل بطرس المنحول، الذي يعود تاريخه أيضًا إلى القرن الثاني، حيث أتى: "وأخذ يوسف الربّ، وغسله، ولفَّه بكفن، وحمله إلى قبره الخاصّ المدعو حديقة يوسف"؟ كلّها تساؤلات لكنها تشير إلى أنّه، ومنذ السنوات الأولى، تداول المسيحيّون أخبار الكفن ..
- في بلدة إديسا أو الرها ( تدعى حالياً أورفة Urfa وتقع في جنوب شرق تركيا ) وجدت صورة لوجه الرب يسوع على منديل معروفة باسم " الصورة التي لم ترسمها يدٌ بشرية ". ( تقول الرواية أنّ ملكها أبجر الخامس كان مصاباً بالبَرص، ولم يستطع أحدٌ شفاءه. فلمّا سمع بعجائب يسوع أَرسَل مَن يطلب إليه أن يأتي ليشفيه. لكنّ يسوع لم يستطع الذهاب إليه، فاغتنم الرسل الفرصة، بعد موته وقيامته، ليهِّربوا الكفن من أمام أعدائهم، ويرسلوه، مع تدّاوس الرسول، إلى الملك، كهدّية من يسوع وتذكار منه. ولكي يقدّموه بشكل لائق، طووه أربع طيّات بحجم المنديل، بحيث لا يرى عليه سوى شكل الوجه. تَسلَّمه الملك من الرسول تدّاوس، ولَمّا لمسه شُفي تماماً، فآمن بالمسيح، واعتمد وتبعه الكثير من شعبه. حافظ الملك على "المنديل" ووضعه في مكانٍ خاصّ تكريماً له ). وردت الرواية بأقلام مؤِّرخين كبار، في تلوينات مختلفة، منهم "تعليم آداي" ( من القرن الرابع أو السادس) يَذكر رسالة خطيّة من الملك أبجر إلى المسيح، وجواب شفهي من المسيح إليه، وفيه وعدًا بمباركة المدينة، وبأنّ الأعداء لن يسيطروا عليها أبدًا؛ كما يذكر "الصورة" التي رسمها حنّان، المبعوث الشخصي للملك أبجر. أمّا أوسابيوس القيصري (263-339) فيذكر رسالة أبجر الخطيّة إلى المسيح، والرسالة الجوابية، التي خَلَت من الوعد المذكور سابقًا، من دون أن يأتي على ذكر "الصورة". كذالك فعلت إيجيريا الرحّالة (أواخر القرن الرابع) التي ذكرت الرسالتين مع الوعد، لكنّها لا تشير أبدًا إلى وجود "صورة المسيح "في مدينة الرَّها التي زارتها في نيسان سنة 384. لاحقًا، كتب عن هذا كلّه أغابيوس، أسقف منبج (القرن العاشر) في تاريخه "العنوان" وميخائيل الكبير (1126- 1199)، بطريرك السريان، في "كتاب الحوليات".
بالرغم من تلك الاختلافات في تفاصيل الرواية، تناقل التقليد الشعبي وجود "صورة المسيح" في إديسّا، أَطلق عليها تسمية "الصورة غير المصنوعة بيد إنسان"، فأعطى لها الناس القدرة على المعجزات، وآمنوا بالوعد الذي أعطاه المسيح للمدينة. إنّ إيفاغرُس المؤرِّخ، الذي عاش في القرن السادس، يروي تقهقر جيوش الفرس أمام أسوار إديسّا، سنة 544 ، بفضل شفاعة "الصورة".

عندما بدأتْ بدعة تحطيم الأيقونات، في القرن الثامن، قام العديد من الغيارى بالدفاع عن حقّ إقامة الشعائر للأيقونات، داعمين موقفهم بحجّة وجود "صورة" للمسيح أَرسلَها بذاته إلى ملك إديسّا، ومنهم على سبيل المثال: جرمانُس الأوّل (634-733) بطريرك القسطنطينيّة، في خطابه إلى الإمبراطور البيزنطي لاون الأيزوري؛ وإندراوس (660-740) رئيس أساقفة كريت، في خطابه عن تكريم الأيقونات؛ ويوحنا الدمشقي (675-749) في خطابه الأوَّل سنة 726 دفاعًا عن الأيقونات؛ وثيودورس الأستودي (759-826) في خطابه إلى الإمبراطور البيزنطي لاون الخامس.
ومنهم مَن يسأل: أيجوز لأفرام السريانيّ الذي عاش في القرن الرابع، وقطن مدينة الرَّها، وعَلَّم في مدرستها، أنْ لا يذكر شيئًا عن "الصورة"؟ الجواب يعطيه الإنكليزي يان ويلسون، إذ يقول أنّه، بعد موت الملك أبجر الخامس أوكاما، خَلَفه ابنه مَعنو السادس، الذي رفض الإيمان بالمسيح، فقام باضطهاد المسيحيين الذين سارعوا إلى إخفاء الصورة-الكفن-المنديل، فبقي منسيًا لعدّة قرون، ولم يتمّ اكتشافه إلاّ بعد الفيضان الرهيب الذي أصاب المدينة في العام 525، وأودى بحياة 30 ألف شخص، وهدم المراكز الكبيرة العامّة كلّها. فعند البدء بترميم أسوار المدينة، عُثر على "الصورة" مخبّأة في طاقة ضمن السور. فأمر الإمبراطور البيزنطي يوستينيانُس الأوَّل (482- 565) بتشييد كاتدرائيّة ضخمة على اسم القدّيسة صوفيا، تكون على مثال شبيهتها في القسطنطينيّة، حيث وُضعت "الصورة" لتكريمها.
إذًا، هنالك محطّة شبه أكيدة، استقرّ فيها الكفن- أوالمنديل-الصورة غير المصنوعة بيد إنسان، في مدينة إديسّا (الرَّها) الزاهرة. في كلِّ الأحوال، بقي الكفن في إديسّا عدّة قرون، إلى أن غادرها إلى القسطنطينيّة سنة 944.

- وصل ذلك المنديل من الرها إلى القسطنطينية في 15 آب أوغسطس من عام 944، على يد قائد الجيش البيزنطي كوركواس الذي حاصر المدينة وهي تحت السيادة الإسلامية، ووعد بفك حصارها مقابل الصورة تلك. وبالفعل وصلت الصورة إلى القسطنطينية وجرى الإحتفال بها وتكريمها في زياح مهيب في كنيسة القصر الإمبراطوري في اليوم التالي لعيد رقاد السيدة أي في 16 آب ، ولا يزال هذا الحدث عيداً في الكنيسة الأرثوذكسية.
بعد عشرات السنين من التردّد، استطاع الباحثون في تاريخ الكفن اكتشاف وثائق ثلاث مَكّنتهم من إزالة الإلتباس حول طبيعة "الصورة"، التي وصلت من إديسّا إلى القسطنطينيّة، وصار باستطاعتهم التأكيد على أنّ "الصورة غير المصنوعة بيد إنسان" التي ذاع صيتها، والتي قيل أنّها صورة المسيح المطبوعة على منديل، هي بالواقع كفنه الموجود عليه، ليس صورة وجهه فقط، بل آثار جسمه كلّه. الوثائق الثلاث هي التالية:

عظة غريغوريوس

عندما وُضعت "الصورة" على عرش الإمبراطور، وأُلقي عليها التاج الملوكي، قام غريغوريوس، المتقدِّم بين شمامسة القسطنطينيّة، والمنسِّق العام للعلاقات بين البطريرك والإمبراطور، بإلقاء عظة بليغة، يروي فيها سيرة "الصورة" الآتية من إديسّا، متوقّفًا عند تفصيل هام: أنّه يرى "الوجه والجنب مع الدم والماء ...". اكتشف الوثيقة العالم الإيطالي جينو زانينوتو، في العام 1986، في المكتبة الفاتيكانيّة، ونشرها وعَلَّق عليها الأب أندري ماري دوبارل الدومنيكي، في العام 1997.


أخبار جان سكيليتزيس المزيّنة بالرسوم
يُظهر هذا المخطوط، المحفوظ في المكتبة الوطنيّة في مدريد، رسمًا للإمبراطور البيزنطي رومانُس لوكابينُس (†948) يَنحني أمام "الصورة" القادمة حديثًا من إديسّا، والموجودة على قطعة طويلة من القماش، مطويّة عدّة مرّات كي لا تقع على الأرض، يقدّمها أحد المسؤولين في البلاط الملكي إلى الأمبراطور، ماسكًا إيّاها بين يديه، وجاعلاً القسم الباقي منها على كتفيه نزولاً إلى خصره. م
خطوط پراي Codex Pray

يعود هذا المخطوط الشهير، المحفوظ في المكتبة الوطنيّة في بودابست (هنغاريا)، إلى أواخر القرن الثاني عشر (العام 1190). نسبة إلى الأب جاورجيوس پراي اليسوعي، الذي يعود له الفضل باكتشافه، في العام 1770، في مكتبة كاتدرائيّة براتيسلافا (سلوفاكيا الحالية).
يحتوي هذا المخطوط على عدّة منمنمات عن صلب المسيح، وإيداعه في القبر، فيها تفاصيل مطابقة للآثار التي نراها على الكفن، ما يدلّ على أنّ رسّام تلك الأيّام كان على علمٍ بوجود الكفن، واستطاع معاينته عن قرب، في القسطنطينيّة. ومن المرجَّح أنّه من الذين رافقوا ملك هنغاريا، بيلا الثالث Bella III، إلى بلاط الإمبراطور البيزنطي مانويل الأوّل، حيث مكث عنده أكثر من عشر سنوات. وقد قام البروفسور جيروم لوجون Jérôme Lejeune †1994، في العام 1993، برحلة خاصّة إلى بودابست، حيث عاين المخطوط عن كثب، وكتب تقريرًا مفصلاً يبيّن فيه التطابق الكلّي بين كفن تورينو و"كفن پراي".
إذاً، بقي الكفن عدّة قرون في القسطنطينيّة، حيث استطاع العديد من الحجّاج والملوك معاينته والتبرّك منه. عندها، خَفَّ الكلام عن "الصورة غير المصنوعة بيد إنسان" ليحلّ مكانه الكلام عن كفن المسيح الموجود عليه صورة وجهه وجسمه، الذي كان يُعرض للجمهور في بعض المناسبات. يروي لنا التاريخ قصّة أبو نصر يحيى، من يعاقبة تكريت، الذي شاهده معروضًا في كنيسة القدّيسة صوفيا، في العام 1058
- كان آخر ظهور للكفن في القسطنطينيّة، في العام 1204، وذلك استنادًا إلى شهادة الفارس روبير دي كلاري Robert de Clari ,ونصّها الأصلي محفوظ في المكتبة الملَكيّة في كوبنهاغن. لقد اشترك ذلك الفارس الفرنسيّ في الحملة الصليبيّة الرابعة. وفي كتابه "قصّة الذين دخلوا القسطنطينيّة " روى الملابسات السياسيّة التي رافقت عمليّة الهجوم، واصفًا قصور المدينة وكنائسها والذخائر المحفوظة فيها، آتيًا على ذكر الكفن، إذ قال : " كان هناك كنيسة أخرى على اسم القدّيسة مريم بلاشيرن، حيث كان يحفظ الكفن الذي لفّ به ربّنا، والذي كان ينتصب بطوله كلّ يوم جمعة، بحيث كان يمكن مشاهدة قامة ربّنا كاملة. ولم يعرف أحد بعدها، لا من الروم ولا من الفرنسيين، ماذا حلّ بالكفن بعد سقوط المدينة".

- أحضر فرسان المعبد أثناء الحملة الصليبية الرابع التي اجتاحت وسطت على مدينة القسطنطينية المنديل إلى أثينا في اليونان. وإنّ تتبّع أثر الكفن، بعد خروجه من القسطنطينيّة، أمر صعب، إذ تعوز المؤرّخين الوثائق الدقيقة.
الأمر المؤكّد هو أنّ الكفن ظهر في مدينة ليراي Lirey في فرنسا، حوالي العام 1355، حيث عُرض للجمهور، مفتتحًا مرحلة جديدة من مسيرته التاريخيّة. وإنْ لاقت المرحلة السابقة بعض التحفّظ، من قبل المؤرِّخين، فالمرحلة هذه لاقت إجماعًا منهم ( هذا ينفي تورط ليوناردو دا فنشي في تزييف الكفن كما يروج البعض اليوم، لأن ليوناردو عاش بين عامي 1452 - 1519 ).

- أخذها غراف غيوفروي دوشارني الأول من فرسان المعبد وعرضها في كنيسة مدينة ليري الفرنسية Lirey .

وقد جرى نقش قلاّدات من الرصاص، عليها شكل الكفن، وآثار الجسم، من الأمام ومن الوراء، مع شعار عائلة دي شارني، وشعار عائلة دي فرجي، يحتفظ متحف كلوني Cluny في باريس بنموذج وحيد عنها عَثر عليه أحد هواة الصيد في نهر السين Seine.
- ثم اشتراها لويس الأول دوق سافوا من مارغريت ابنة عائلة شارني ، التي ارادت التصرف بالكفن بحرية، واحتفظ به في منزله، وصار ملكاً لتلك العائلة قوية النفوذ يرافقها من قصر لقصر إلى ان استقر في مدينة شامبيري الفرنسية عام 1502 إلى أن شب الحريق في الكنيسة التي كان محفوظاً فيها عام 1532. وبعد فترة أرسله دوق سافوا إلى دير للراهبات الكلاريات لرتقه وإصلاحه.

- نقل الدوق إيمانويل فليبيير دي سافوا الكفن معه لدى انتقاله إلى مدينة تورينو بعد اجتياح الجيوش الفرنسية لمقاطعته عام 1535، وأقيم هناك أول عرض علني له في 4 أيار ( وهو اليوم الذي جعله الفاتيكان عيداً للكفن المقدس )، وبعد أن طاف مع دوقات السافوا عدة مدن إيطالية استقر به الحال مجدداً في تورينو ولا يزال هناك منذ عام 1578.

بقي الكفن مُلكًا لآل ساڤوا حتى آخر مَلك لهذه السلالة، واسمه أومبرتو الثاني، الذي توفّي معزولاً في البرتغال، في 18آذار العام 1983. وقد ضَمَّن وصيّته بندًا بالتنازل عن حقّه في ملكيّة الكفن لكرسي روما الرسّولي، شرط أن يبقى في مدينة تورينو. فقام البابا بتعيين رئيس أساقفة المدينة حارسًا للكفن، فعيّن، بدوره ، "اللجنة الأبرشيّة للمحافظة على الكفن" مؤلّفة من إكليروس وعلمانيين اختصاصيين.



ماذا يظهر على الكفن؟

تبلغ أبعاد الكفن 4.36 x 1.09 م ويظهر عليه على اليمين الإنطباع الخلفي وعلى اليسار الإنطباع الأمامي لجسم المتوفي. كان الجسم مستلقياً على النصف الأيمن من القماش، فيما غطى الجزء الأيسر الجسم بعدما لفّ الرأس. هناك مكان أخذت منه بعض العينات ( قطع صغيرة من القماش ) لإجراء التجارب والتحاليل عليها عامي 1973 و1988. وفي موضع القدمين بقايا دماء من جرح في القدم اليمنى. كما يوجد آثار من المادة التي استعملت لإخماد حريق 1532. كما تظهر أثار جروح مكان معصمي اليدين حيث جرى دق المسامير فيهما ( وليس في راحة اليد ).
يوجد على القماش 29 موضعاً تحتوي على كتان هولندي استخدمته الراهبات في خياطة القماش عام 1534 بعد الحريق.

في الوسط توجد ملامح الوجه، وعلى الجهة الخلفية آثار دماء بسبب الجَلد والآثار التي تركتها السياط ذات الكريات الرصاصية في نهايتها، وآثار خلّفها الحريق عام 1532 بالإضافة إلى خطين طويلين بسبب ذلك الحريق لم يتم إصلاحهما. وأخيراً يظهر انطباع كعب القدم اليسرى وباطن القدم اليمنى مما يوحي بأن القدمين كانتا موضوعتين واحدة فوق الأخرى.

اكتشاف مثير للإهتمام أيضاً يسير بالإحتمالات في مصلحة أن الكفن حقيقي ويخص السيد المسيح، وهو قطعة نقدية كانت موضوعة على العين وهي قطعة نقدية برونزية رومانية تم سكّها في فلسطين بين عامي 29 – 30 م باسم بونتيوس بيلاطس، هذا الإكتشاف سجّله الباحث ألان فاغنر، لكن المثير أكثر في الموضوع هو أن اليهود في القرن الميلادي الأول لم يكونوا ممن يضعون النقود في أعين الموتى، ولم يُعثر في أي قبر يهودي من ذلك الزمن على شيء مماثل ، وذلك بحسب الباحث L.Y. Rahamni

لكن من المعروف عن اليهود أنهم يضعون المتوفي وفق وضعية معينة على كفن ليلفّوه به، وهذا القماش هو قطعة مستطيلة طويلة يبلغ طولها أكثر من ضعفي طول الشخص، بحيث يوضع على نصفها ثم يلفونها من فوق رأسه ويغطون بها الجسم من الأمام

تثبت الجراح التي على الظهر أن يسوع لم يحمل كامل قطعتي الصليب، بل فقط القطعة المعترضة. وقد جرى تسمير يدي يسوع على القطعة الأفقية على الأرض ثم سحبها معه معلقاً عليها ليتم تثبيتها بإحكام إلى القطعة العمودية المنصوبة مسبقاً في الأرض في مكان تنفيذ الحكم.

يبدو من الدراسات التي أجريت أن الجسد وضع فوق الكفن وتمت تغطيته بالنصف الآخر بشكل فضفاض وغير محكم اللف من حوله. بعض النظريات تنطلق من تلك الحقيقة لتقول أنه ربما لم يكن كفناً لأن يسوع لم يمت أصلاً بل قماشاً وضع تحت الجسد لتخفيف آلام الجروح. هذه النظرية ضعيفة لأنها لا تفسر بأي شكل من الأشكال كيفية انطباع الصورة على الوجهين بهذا الشكل.

مقارنة الوجه الذي على الكفن بأيقونات السيد المسيح المعروفة تظهر شبهاً كبيراً، مما يوحي بأن ذلك الوجه كان معروفاً وجرى تناقله عبر مئات السنين.
في سومرسِت Somerset في انكلترة عثر على صورة تظهر نفس الجروح التي على الكفن، وعثر عليها في أحد المنازل التي كانت تعود لجماعة فرسان المعبد.
في روسيا يوجد جدارية تعود للعام 1199 تشبه إلى حد بعيد تلك التي على الكفن. كما يبدو أن مصمم تلك العملة البيزنطية المعدنية التي تعود لما بين عامي 842 و 867 قد ألهمه ذلك الوجه الذي على الكفن لينقشه على تلك العملة.
الأيقونات اليونانية التي تعود للقرن الحادي عشر تشبه إلى حد كبير وجه الشخص الذي على الكفن، ومن المفترض أنه في تلك الفترة كان الكفن في أثينا يحظى بتكريم كبير.

تساؤلات تثير الشكوك

- لا يمكن أن يكون شخص ما ملفوفاً بهذا القماش وتظهر صورته بهذا الشكل، إذ لا بد أن تظهر الصورة بشكل أعرض من الحقيقة، ناهيك عن طيّات الوجه، بالإضافة لعدم ظهور الأذنان ؟!
- نتائج فحوص الكربون المشع التي أجريت في وقت واحد في ثلاث مخابر مختلفة في سويسرا والولايات المتحدة وبريطانيا، والتي نوقشت مسبقاً.
- يدّعي بعض الباحثين أنهم استطاعوا الحصول على صور مشابهة لتلك التي على كفن تورينو؟! وقد ذكرنا ذلك مسبقاً.
- في عام 2009 ادّعت محللة صور أمريكية أن الوجه الذي يظهر قي الكفن يتطابق كليا مع الوجه الذي رسمه ليوناردو دافنشى لنفسه، بنفس المقاييس والملامح، وبتحليل الكفن ثبت أن به بعض نترات الفضة وهي المادة التي تستخدم قي التصوير بالعدسات, وهي مجال اهتمام ليوناردو دافنشي الأول, مما دفعها لترجح أن الكفن هو من صنع ليوناردو دافنشي .. ( لكن القرائن التاريخية وظهور الكفن في ليراي ينفيان ذلك نظراً لأن دافنشي لم يكن قد ولد بعد )

تساؤلات أخرى تدعم الحقيقة

- القطع التي تم أخذها للتحليل بالكربون المشع تم اقتطاعها من بقعة ملوثة بشدة، دون ان يكون هناك مقارنة مع أجزاء من أماكن أخرى.
- الكثير من التفاصيل الدقيقة لعملية الصلب لم تكن معلومة إطلاقاً في العصور الوسطى، مثل أماكن المسامير في معصمي اليدين هي حقائق لم تعرف إلا في الأزمنة الحديثة بخصوص عمليات الصلب، وأيّ مزيّف في القرون الوسطى لم يكن ليملك تلك المعرفة بهذا الخصوص، خصوصاً وأن اللوحات التي تمثل الصلب آنذاك جميعها تصوّر المسامير في راحتي اليدين. وفي الحقيقة يجزم العلماء أن المسامير دُقّت في المعصمين ( حسب الطبيب الفرنسي Peter Barbet والطبيب الزغيبي F.T.Zugibe ). دعم القول بذلك اكتشاف عالم الآثار فاسيليوس تزافيريس قبراً في القدس خلال بعض الحفريات عام 1968 فيه جثمان لأحد الذين قتلوا صلباً قبيل دمار اورشليم عام 70 م وكان المسمار لا يزال في قدمه، اما في المعصم فلم يكن مسمار بل كسور في عظام الرسغ ناتجة عنه. وبما أن الإعدام صلباً قد مُنع تماماً اعتباراً من عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الكبير عام 314 م فمن المؤكد أن طريقة الإعدام هذه لم تكن معروفة في العصور الوسطى.
- نموذج حياكة النسيج بطريقة Zickzack تتناسب مع أسلوب القرون المسيحية الأولى في بلاد الشام.
- أثبت علماء النبات Max Frei وبعده Avinoam Danin و Uri Baruchوجود آثار لحبات طلع على النسيج يتناسب مع نباتات تنبت وتزهر في موسم الفصح في محيط مدينة أورشليم، بالإضافة لغبار طلع للأشواك التي صُنع منها إكليل الشوك الذي يبدو فوق رأس الرجل الذي في الكفن.

gtuch16.jpg

gtuch17.jpg
gtuch18.jpg

++++++++++++++++++++++++

المصادر

FOCUS „ Grabtuch: Das war Jesus „, Nr.16 ( Jahr1998 ), Hanspeter Oschwald - Deutschland
Zeitzeichen: evangelisch.de „ Turiner Grabtuch: Im Schweiße Seines Angesichts? „, von Thomas Östereicher, April 2010- Deutschland
STERN " Ist das Jesus, Das Geheimnis des Turiner Grabtuchs ", Nr. 14, 31.03.2010, Deutschland
www.kafanalmassih.org

 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
استاذي ياسر اتفضل شوف الموضوع الجديد دا وبعدين تعال نتناقش في النقاط الموجوده فيه

وردا علي تعليقك رد اخونا الحبيب شمس
من نفس الموقع اللى انت نقلت منه الدراسات الىل تمت سنة 1988
فى ارشيف للتحديثات للدراسات اللى تمت على يد علماء اخرين فى سنة 2010 وتحت عنوان
Studies on the radiocarbon sample from the shroud of
turin
by Raymond N. Rogers [January 20, 2005] Thermochimica Acta 425 (2005) pp.189-194


سيدى الفاضل انت بتتكلم عن اختبار تم فى سنة 1988 يعنى من حوالى 25 سنة
اقراه وتعالى نتناقش .......
طيب بلاش اقرا احدث بحث عن تأريخ الكربون المشع ل M. SUE BENFORD
JOSEPH G. MARINO
هنا

والدراسة بادية بهذا الكلام
Recent research reported new evidence suggesting the
radiocarbon dating of the Turin
Shroud was invalid due to the
intrusion of newer material in the
sampling area. This evidence
included the detection of
anomalous surface contaminates
in specimens from the sampling
area. This paper reports new data
from an unpublished study
conducted by the Shroud of Turin
Research Project (STURP) team
in 1978 that supports the abovereferenced
research findings.
Additionally, this paper reports
evidence supporting the
identification of replacement
material in the Carbon-14 (C-
14) sampling region along with
previously-unreported radiographic
findings, corroborative textile
evidence from the adjacent “Raes”
sample, blinded-expert analysis
of the Zurich laboratory C-14
sub-sample, independent microscopic
confirmation of surface contaminates
in Holland cloth/C-14 region, and
historical restoration information. Based
on these new data, the authors conclude
that the radiocarbon sampling area was
manipulated during or after the 16th
Century and that further testing on the
Shroud is warranted.


العالم بيتطور ياعزيزى الاختبار تم فى سنة 1988
فى ابحاث نزلت كتير
 

مسيحية أردنية

Active member
عضو
إنضم
21 يناير 2012
المشاركات
240
مستوى التفاعل
55
النقاط
28
الإقامة
Jordan
مشكور أخي أورجانوس على المجهود الرائع....الكفن للسيد المسيح لا محالة مهما حاول أعداء الكلمة إنكار ذلك....الرب يباركك :p
 

peace_86

مبارك اسم يسوع
عضو مبارك
إنضم
12 يناير 2007
المشاركات
4,471
مستوى التفاعل
967
النقاط
0
الإقامة
في كنيسة يسوع المسيح المتجسدة بالروح القدس وفي قلب
رااااااائع جداً عزيزي اوريجانوس..
لقد قرأت البحث كله من اوله وآخره.. جميل جداً بأن نثري معلوماتنا التاريخية وخاصة ان كانت تخص سيدنا المسيح له كل العظمة والمجد ..

أتمنى أن يقرأ الجميع هذا الموضوع
 
أعلى