شُبهات وهميَّة حول الكتاب المقدس

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
الرب يبارك تعبك
هناك اكاليل تنتظرك
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول سفر اللاويين

قال المعترض: «نقرأ في سفر اللاويين شرائع عن ذبائح كثيرة، وشرائع مختصَّة بآل هارون في الكهنوت والملابس، وقد نُسخت كلها في الشريعة المسيحية».

وللرد نقول: أوضح الله للبشر طريق الخلاص برموز محسوسة ليقرّب لعقولنا القاصرة الأمور المعنوية الروحية. فلما أراد أن يوضح طريقة الفداء، وأنه لا يمكن الخلاص إلا بدم المسيح، رتَّب الذبائح والفرائض الطقسية في التوراة، للإشارة إلى دم الفادي الكريم، وأوضح أن الطريقة الوحيدة لمغفرة الخطايا هي سفك الدم، وأن دم الحيوانات لا قيمة له في حد ذاته، إلا في أنه يرمز إلى دم المسيح.

وقد عيَّن الله الرمز ليشير إلى أمر أهمّ منه لا بد من وقوعه هو «المرموز إليه». ولا بد أن يوجد في الرمز إشارة حقيقية تشير إلى المرموز إليه، وهذا لا يستلزم أن يكون الرمز من ذات جوهر المرموز إليه. فحَمَل الفصح مثلاً كان رمزاً للمسيح مع تباينهما في الجوهر. والغاية من الرمز هو تمهيد الطريق للمرموز إليه، وإعداد عقولنا لفهمه. وقد أعطى الله في التوراة رموزاً كثيرة تشير إلى المسيح وملكوته، لا على سبيل الصدفة، بل بالتدبير والقصد، فإن التوراة توطئة وتمهيد للإنجيل. فما أشارت إليه التوراة بالتلميح أوضحه الإنجيل بالتصريح. وطريقة الخلاص واحدة في العهدين. وأنت تعلم أن الأستاذ الحكيم يعلِّم تلاميذه القضايا الضرورية البديهية، ثم يرتقي معهم بالتدريج للحقائق العالية، فيستفيدون. وكذلك لا يجوز لمن كان في ظلام دامس أن يعرِّض عينيه لأشعة الشمس مرة واحدة، بل بالتدريج، إلى أن يصل إلى نور النهار الكامل. وكذلك نعطي الطفل أولاً اللبن لأن معدته لا تقدر على هضم غيره، ومتى نما وكبر نعطيه الغذاء اليابس. فكذلك عمل الله معنا: فأفهمنا في أول الأمر الحقائق الإلهية بطرق بسيطة محسوسة، وسلك معنا بالتدريج إلى أن أوضح لنا الحقائق بغاية الوضوح. فما أوضحه قليلاً في العهد القديم أوضحه كوضوح الشمس في العهد الجديد (لوقا 1: 79 و1يوحنا 2: 8 ورومية 16: 25، 26 وكولوسي 1: 27 و1كورنثوس 2: 7، 10).

وإذ أدركنا هذا عرفنا أن كتاب الله منزَّه عن الناسخ والمنسوخ، فقد جاء المسيح ليكمل شريعة موسى، شريعة الطقوس بشريعته هو، وهي شريعة النعمة. كما جاء هو، المرموز إليه، ليحقّق رموز شريعة موسى.

ومن الرموز الواردة في العهد القديم التي تشير إلى المسيح: الذبائح والكهنة.

أولاً - الذبائح: حكم الله أن النفس التي تخطئ تموت، لأنه قدوس طاهر يكره الإثم. وهذا الحكم يسري على الجميع بلا استثناء، لأن الجميع أخطأوا. ولكن الله تفضَّل وأوجد طريقة يمكن بها للخاطئ أن ينال مغفرة الخطايا، فيكون الله رحيماً وعادلاً في آن واحد إذا برر الخاطئ. وهذه الطريقة هي الإيمان بالمسيح الفادي الكريم. ووضع في التوراة الذبائح إشارةً إليه. فالحكم الذي كان يستوجبه الخاطئ احتمله المسيح في جسده، وبذلك استوفى العدل الإلهي حقه. وعليه فلا تفاوت بين عدله ورحمته. وهذه الطريقة هي المقبولة والمعقولة.

وذبائح التوراة إشارة إلى دم المسيح، فقال في لاويين 17: 10، 11 «الدم يكفِّر عن النفس». وسبب التكفير (ومعناه: التغطية والسَّتر) بالدم هو أن الحياة هي في الدم. فالغاية من الذبيحة إذاً هي تقديم نفس لله عن نفس أخرى مدنَّسة بالخطايا، كتقديم حياة حيوان بريء عن حياة إنسان مذنب. والدليل على ذلك أن أيوب كان يقدِّم ذبائح بعدد أولاده لأنه قال: «ربما أخطأوا وجدفوا على الله» (أيوب 1: 5) وقال الرسول بولس: «بدون سفك دم لا تحصل مغفرة» (عبرانيين 9: 22). وقد كانت الذبائح غير كافية لنزع الخطية (عبرانيين 10: 11) ولكنها كانت تكفر لأنها كانت ترمز إلى ذبيحة المسيح الكافية ذات الفعالية، ولذلك قدم المسيح نفسه مرة واحدة، بخلاف الذبائح التي كان يجب أن تُقدَّم مراراً لعدم كفايتها (عبرانيين 9:9-14، 25، 26).

قال يوحنا المعمدان عن المسيح: «هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم» (يوحنا 1: 29). وقال يوحنا الحبيب إن ذبيحة المسيح هي كفارة لخطايا كل العالم (1يوحنا 2:2). وقال المسيح إنه يموت فداءً عن شعبه (يوحنا 10: 15، 17، 18). وإنه يبذل نفسه فدية عن كثيرين (متى 20: 28 ومرقس 10: 45) وتنبأ عنه إشعياء بقوله: «مجروح لأجل معاصينا. مسحوق لأجل آثامنا. تأديب سلامنا عليه وبحُبُره شُفينا. والرب وضع عليه إثم جميعنا. كشاةٍ تُساق إلى الذبح، وكنعجة صامتة أمام جازّيها فلم يفتح فاه» (إشعياء 53: 5-7). وقال بولس الرسول عنه: «الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا» (أفسس 1: 7). والكتاب المقدس يعلمنا:

(1) أن المسيح قدم نفسه ذبيحة كفارية للجميع.

(2) كل من يؤمن بالمسيح يتبرر.

(3) أظهر الله بذبيحة الكفارة برَّه ورحمته للخطاة.

(4) كانت ذبائح العهد القديم تشير إلى ذبيحة المسيح هذه.

ثانياً - حمل الفصح: كانت جميع الذبائح رمزاً إلى ذبيحة المسيح، وإليك أوجه الشبه بين حمل الفصح والمسيح:

(1) كان يلزم أن يكون حمل الفصح بلا عيب (خروج 12: 5). ومع أن خطايانا طُرحت على المسيح إلا أنه كان قدوساً طاهراً، قال الرسول بطرس عنه: «حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح» (1بطرس 1: 19).

(2) كان يلزم ذبح حمل الفصح وسفك دمه (خروج 12: 6) فمات المسيح ليفي العدل الإلهي حقه (لوقا 24: 26).

(3) كان يلزم أن يُشوى حمل الفصح بنار (خروج 12: 8، 9) إشارة إلى آلام المسيح.

(4) كان يلزم أكل الحمل تماماً (خروج 12: 10) رمزاً إلى قبول المسيح بكل صفاته. فالواجب الإيمان به بكل وظائفه، لأنه صار لنا حكمة من الله وبراً وقداسةً وفداءً (1كورنثوس 1: 30).

(5) كان يلزم رش دم حمل الفصح على العتبة العليا لأبواب بني إسرائيل فلا يهلكون (خروج 12: 7). وهكذا إذا رُشَّت النفس بدم المسيح بالإيمان نجت من الغضب الإلهي. وكذلك يلزم رشنا بدم المسيح لنكون خليقة جديدة «لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا» (1كورنثوس 5: 7).

ثالثا - صفات الكهنة:

(1) كان الكهنة بشراً، وكذلك المسيح اتخذ جسداً مثلنا «كان ينبغي أن يشبه إخوته في كل شيء، لكي يكون رحيماً ورئيس كهنة أميناً في ما لله، حتى يكفر خطايا الشعب. لأنه في ما هو قد تألم مُجرَّباً يقدر أن يعين المجرّبين» (عبرانيين 2: 17، 18).

(2) كان الكهنة رمزاً للمسيح، لأنهم توسطوا بين الله والشعب، فكان لا يمكن لأحد أن يقرِّب ذبائح إلا بواسطة الكهنة. قال المسيح: «أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي« (يوحنا 14: 6).

(3) كان الكهنة يقدمون ذبائح الكفارة، دم ثيران وكباش، رمزاً للمسيح الذي قدَّم نفسه عن الخطية (عبرانيين 7: 27 و9: 12-28 و10:10-14).

هذه هي أوجه الرمز، غير أن الكهنة كانوا خطاة، ولهذا كانوا يقدمون الذبائح عن أنفسهم أولاً، ثم بعد ذلك عن الشعب (عبرانيين 5: 3). وأما المسيح فقدوس طاهر قدَّم نفسه (عبرانيين 7: 26). وكان الكهنة عُرضة للفناء، وأما المسيح فيبقى إلى الأبد (عبرانيين 7: 23، 24). ولم تكن ذبائح الكهنة تقدر أن تنزع الخطايا لأنها كانت رمزاً ولزم تكرارها إلى أن يظهر المرموز إليه، وأما المسيح فبقربانه الواحد أكمل إلى الأبد المقدَّسين (عبرانيين 10: 11-14).

قال المعترض: «يقول لاويين 1: 9 عن عِجل قربان المحرقة «وأما أحشاؤه وأكارعه فيغسلها (الكاهن) بماء، ويوقد الكاهن الجميع على المذبح، محرقة وقود، رائحة سرور للرب». ولكن جاء في إشعياء 1: 11 «لماذا لي كثرة ذبائحكم يقول الرب؟ اتَّخمْتُ من محرقات كباشٍ وشحم مسمناتٍ، وبدم عجولٍ وخرفان وتيوسٍ ما أُسَرّ!». وفي هذا تناقض».

وللرد نقول: عند قراءة نبوَّة إشعياء الأصحاح الأول نرى أن الله لا يعترض على تقديم الذبائح، بل على روح الذي يقدِّمها، فيقول لشعبه إنه قد ملَّ ليس فقط من محرقاتهم، بل من أعيادهم وصلواتهم أيضاً. فواضح أن عبادتهم كلها كانت مكروهة أمامه. والسبب في هذا أن أيديهم كانت مملوءة دماً، فكانوا جيلاً شريراً، وأكثروا من الذبائح لينجوا من القصاص الذي كانوا يستحقونه. وقصدوا في الوقت نفسه أن يتمادوا في خطاياهم، فكانوا يظنون أن مجرد تأدية الفرائض والطقوس الخارجية يكسبهم رضى الله، ويعطيهم (كما أرادوا) فرصة التمادي في شرورهم. ولا بد أن الله يرفض الذبائح متى قُدِّمت بهذه الروح.

لما أمر الله بالذبائح المختلفة المنصوص عنها في شريعة موسى ووعد بأن يبارك مقدِّميها، كان ينتظر أن تكون قلوبهم خاشعة طاهرة. ولكن في عصر إشعياء انحطت عبادة الشعب لله، وكانت قاصرة على ممارسة طقوس ظاهرية وفرائض خارجية. وقد أوصى الله شعبه بالصلاة، ولكن إن كانت الصلاة مجرد نفاق ورياء، فالله يبغضها. فلا تناقض بين إشعياء 1: 11 ولاويين 1: 9 لأن العبادة إن لم تصدر من قلب نقي فهي ليست عبادة بالمرة، ولا هي مقبولة عنده.

قال المعترض: «ورد في لاويين 4: 3 أن يُقدَّم ثورٌ فداءً عن الشعب، ولكنه يقول في سفر العدد 15: 9 إن الثور يجب أن يُقدَّم مع لوازمه».
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
وللرد نقول: الذبائح متنوعة، والثور المطلوب تقديمه في سفر اللاويين 4: 3 هو ثور ذبيحة الإثم، وأما المطلوب تقديمه في سفر العدد 15: 9 فهو ثور ذبيحة الإثم مع النذور.

قال المعترض: «جاء في لاويين 4: 14 أنه إذا سها كل بني إسرائيل وارتكبوا خطية، ثم اكتشفوا أنهم أخطأوا، يقربون للرب ثوراً ذبيحة خطية. ولكنه في سفر العدد 15: 24 يذكر نوعين من الذبائح للتكفير عن نفس الذنب، هما ثور وتيس. وهذا تناقض».

وللرد نقول: هناك احتمالان: (1) قد يكون أن ما جاء في اللاويين خاص بذبيحة الخطية عن ارتكاب الشر سهواً، وأن ما جاء في سفر العدد خاص بذبيحة الخطية عن السهو في عمل الخير. (2) وقد يكون أن سفر اللاويين أورد ما يجب تقديمه من ذبيحة خطية سهو الشعب والرؤساء معاً، بينما أورد سفر العدد ما يجب أن يقدمه الشعب، وما يجب أن يقدمه القادة كلٌّ على حِدة. وفي هذه الحالة لا يكون هناك تناقض، بل إن ما جاء في سفر العدد يكمل ما جاء في سفر اللاويين.

قال المعترض: «جاء في لاويين 7: 15 أمرٌ بأكل لحم ذبيحة الشكر في ذات اليوم، ولا يُبقَى منه شيء إلى الصباح. وهو أمرٌ تكرَّر في لاويين 22: 30. ولكن جاء في لاويين 19: 6 «يوم تذبحونها تؤكل وفي الغد. والفاضل إلى اليوم الثالث يُحرق بالنار». وهذا تناقض».

وللرد نقول: عندما يظهر لعين القارئ المتعجِّل تناقضٌ ظاهري، عليه أن يدرس القرينة. فإذا قرأنا لاويين 7: 15 و19: 6 على حدة يُخيَّل إلينا وجود تناقض صريح، لأن إحدى العبارتين تفيد عدم جواز إبقاء شيء من الذبيحة للغد، بينما الأخرى تفيد أن بعض الذبيحة الباقي إلى الغد يؤكل في اليوم التالي. ولكن إذا قرأنا لاويين 7: 15، 16 يسطع منه نور يكشف لنا الحقيقة بجملتها. فالآيتان تقولان: «ولحم ذبيحة شكر سلامته يُؤكل يوم قربانه. لا يُبقي منه شيئاً إلى الصباح. وإن كانت ذبيحة قربانه نذراً أو نافلةً، ففي يوم تقريب ذبيحته تؤكل. وفي الغد يُؤكل ما فضل منها». فبعض الذبائح المشار إليها في لاويين 7: 15، 16 كانت من النوع الذي يجوز إبقاء جزء منه للغد. على أننا نجد في لاويين 7: 16 و19: 6 القانون العام الذي يشمل نوعين من الذبائح. فمنها ما كان يتحتَّم أكله في نفس اليوم، وما كان يجوز إبقاء بعضه للغد، أما لاويين 7: 16 فيتضمَّن استثناءً للقانون المتقدِّم.

والكلام عن الذبائح التي تُؤكل في نفس اليوم يتناول ذبائح النذور والنوافل (لاويين 22: 21) خاصة إذا كانت الذبائح من الرضّع ذوات الثمانية أيام (لاويين 22: 27) فهذه يُؤكل لحمها في نفس يوم ذبحها ولا يُبقى منها للغد، لأنه قليل ولا يحتمل إبقاء شيء منه إلى الغد. أما ذبيحة السلامة من غير الرضّع (لاويين 19: 5-7) التي تُؤكل يوم ذبحها وما تبقّى منه يُؤكل في الغد، ولا يبقى منها لليوم الثالث شيء. فالرب في هذا يصدر أمراً في منتهى المعقولية، إذ أنه لم يكن على عهد موسى أجهزة لحفظ اللحوم، وبالطبع ما يتبقى إلى اليوم الثالث سوف يفسد ويضر الإنسان، فبهذا القدر يحرص الله على الإنسان.

قال المعترض: «جاء في لاويين16: 29 أن صوم التذلل يكون في اليوم العاشر من الشهر السابع. ولكن جاء في اللاويين 23: 32 أن صوم التذلل هذا يكون في اليوم التاسع».

وللرد نقول: كان الصوم يمتد من مساء اليوم التاسع إلى كل اليوم العاشر، فيصح أن يُقال اليوم التاسع أو اليوم العاشر.

قال المعترض: «ورد في لاويين 17: 3، 4 «كل إنسان من بيت إسرائيل يذبح بقراً أو غنماً أو مِعزى في المحلة، أو يذبح خارج المحلة وإلى باب خيمة الاجتماع، لا يأتي به ليقرِّب قرباناً للرب أمام مسكن الرب، يُحسب على ذلك الإنسان دمٌ. قد سفك دماً. فيُقطع ذلك الإنسان من شعبه». وورد في التثنية 12: 15 أن يأكل الإنسان كل ما تشتهي نفسه في جميع أبوابه. وفي آية 20-22 يأكل كل ما تشتهي نفسه إذا كان المكان الذي يختاره الرب بعيداً عنه».

وللرد نقول: الكلام في سفر التثنية 12 عن أمرين: (1) المحرقات لله، وقد قال عنها في آيتي 13، 14 «احترز من أن تُصعد محرقاتك في كل مكان تراه، بل في المكان الذي يختاره الرب في أحد أسباطك هناك تصعد محرقاتك، وهناك تعمل كل ما أنا أوصيك به». ويقول في آيتي 17، 18 «لا يحل لك أن تأكل في أبوابك عُشر حنطتك وخمرك وزيتك، ولا أبكارَ بقرك وغنمك، ولا شيئاً من نذورك التي تنذر ونوافلك ورفائع يدك، بل أمام الرب إلهك تأكلها، في المكان الذي يختاره الرب إلهك». وهو مثل ما ورد في لاويين 17: 3، 4. فالمقصود أن يقدم ذبائح لله في المكان الذي يخصصه الله لعبادته. (2) الذبح للأكل الاعتيادي، الذي يجوز في أي مكان، وهو الذي أورده المعترض، وأوهم وجود تناقض بينه وبين ما ورد في سفر اللاويين.

اعتراض على لاويين 17: 10-12 - هل نقل الدم حرام؟

انظر تعليقنا على أعمال 15: 20

قال المعترض: «يقول في لاويين 17: 13 إن من يصيد حيواناً أو طائراً صالحاً للأكل، يجب أن يَسْفِك دمه ويغطيه بالتراب، ولكن في التثنية 12: 24 يقول إن الصياد يجب أن يسفِك دم الحيوان الذي يصيده على الأرض، كالماء».

وللرد نقول: النصَّان يكمل أحدهما الآخر، فعندما يصيد الصياد صيداً يؤكل لحمه، يجب أن يسفك دمه كالماء على الأرض، ثم يغطي الدم بالتراب.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «ذكر سفر اللاويين 23 الأعياد اليهودية بالتفصيل، ويتضح من لاويين 23: 14، 21، 31، 41 أن هذه الأعياد أبدية. ولكن لا يحتفل أحدٌ بهذه الأعياد في أيامنا هذه».

وللرد نقول: لم يقل سفر اللاويين إن هذه الأعياد «أبدية» بل قال إنها «فريضة دهرية». وقول المعترض إنها «أبدية» تحريفٌ منه لنصّ التوراة. ولا يخفى أن الدهر هو «الزمن الطويل». وقد احتفل بنو إسرائيل بأعيادهم دهراً، بمعنى لمدة زمن طويل. فيوجد فرق بين كلام المعترض ونص التوراة.

قال المعترض: «جاء في لاويين 23: 18، و19 أن تقدمات عيد الخمسين هي ثلاث عشرة ذبيحة، ولكن جاء في سفر العدد 28: 27-30 أن عددها إحدى عشرة فقط».

وللرد نقول: قال علماء بني إسرائيل إن الذبائح في سفر العدد هي بالإضافة للذبائح المذكورة في اللاويين. فكانوا يقدِّمون ثلاث عشرة ذبيحة أولاً كما جاء في سفر اللاويين، ثم يقدمون إحدى عشرة ذبيحة كما ورد في سفر العدد، وبعد ذلك يقدمون الذبيحة اليومية الصباحية.

قال المعترض: «جاء في لاويين 23: 27-29 أن اليوم العاشر من الشهر السابع هو يوم الكفارة العظيم الذي يتذلَّل فيه الناس أمام الرب، ولا يعملون فيه شيئاً. ولكن الملك سليمان لم يجعل لهذا اليوم اعتباراً، كما يظهر من 1ملوك 8: 65، 66 و2أخبار 7: 10».

وللرد نقول: لا يوجد ما يبرهن أن الملك سليمان لم يقدس يوم الكفارة العظيم، فما جاء في سفري الملوك الأول وأخبار الثاني يبيِّن أنه احتفل بعيد المظال في يوم 15 من الشهر السابع، وانتهى منه في يوم 22، وذلك لمدة سبعة أيام (حسب الشريعة). وخُتم الاحتفال بيوم ثامن صرف فيه سليمان الشعب إلى خيامهم، هو يوم 23 من الشهر السابع. وهذا يُظهر التوافق الكامل بين رواية سفري الملوك الأول وأخبار الثاني.

غير أن احتفال الملك سليمان دام في تلك السنة 14 يوماً، إذ يقول في 1ملوك 8: 65 «وعيَّد سليمان العيد في ذلك الوقت وجميع إسرائيل معه، جمهورٌ كبير من مدخل حماة إلى وادي مصر، أمام الرب إلهنا سبعة أيام وسبعة أيام، أربعة عشرَ يوماً». فيكون بدء الاحتفالات في اليوم الثامن من الشهر السابع، ويكون تلك السنة قد احتفل بيوم الكفارة العظيم الذي هو في اليوم العاشر من الشهر السابع، حسب الشريعة.

اعتراض على لاويين 23: 32 - صوم التذلل في اليوم التاسع أم العاشر؟

انظر تعليقنا على لاويين 16: 29

قال المعترض: «جاء في لاويين 25: 39-41 أن اليهودي المستعبَد عند اليهودي يخرج حراً في سنة اليوبيل. وهذا يناقض ما جاء في تثنية 15: 12 من أنه يخرج في السنة السابعة».

وللرد نقول: تنتهي العبودية بنهاية السنة السادسة، أو في سنة اليوبيل، أيهما أقرب. فالرجل الذي يُباع عبداً في الظروف العادية يخدم ست سنوات كاملة. أما إذا بيع في السنة 46 مثلاً فيمضي حراً في السنة الخمسين، ويكون قد خدم أقل من ست سنوات.

قال المعترض: «جاء في لاويين 27: 26 أن البِكر الذي يُفرَز للرب لا يقدسه أحد. ولكن جاء في تثنية 15: 19 أن كل بِكر يُقدَّس للرب».

وللرد نقول: البكر الذي يخصَّص للرب بحسب الشريعة يكون من أول الأمر ملكاً للرب، فلا يجوز تقديمه لله كنذر! لأنه من الخطأ أن ننذر للرب ما هو من حقه!

قال المعترض: «جاء في لاويين 27: 28، 29 «أما كل مُحرَّم يحرمه إنسانٌ للرب من كل ما له، من الناس والبهائم، ومن حقول ملكه، فلا يُباع ولا يُفك. إن كل محرَّمٍ هو قدْسُ أقداسٍ للرب. كل مُحرَّم يُحرَّم من الناس لا يُفدى. يُقتَل قتلاً». وهذا يعني إباحة تقديم ذبائح بشرية. وهناك ما يناقضه في تثنية 12: 30، 31 حيث يقول «فاحترز من أن تُصاد وراءهم من بعد ما بادوا من أمامك، ومن أن تسأل عن آلهتهم، فأنا أيضاً أفعل هكذا. لا تعمل هكذا للرب إلهك، لأنهم قد عملوا لآلهتهم كل رجسٍ لدى الرب مما يكرهه، إذ أحرقوا حتى بنيهم وبناتهم بالنار لآلهتهم».

وللرد نقول: يحرِّم الكتاب المقدس الذبائح البشرية. وما جاء في لاويين 27: 28، 29 لا يتكلم مطلقاً على الذبائح بل على الأشياء «المحرَّمة للرب» بمعنى أنها تخصَّصت للقضاء عليها وقتلها. فإذا نذر إنسان بهيمة يجب تحريمها، بمعنى قتلها، ولا يمكن فداؤها البتة. أما بالنسبة للإنسان فلم يكن الحكم بالموت يصدر إلا من (1) الله رأساً، كما جاء في يشوع 6: 22-24 «وقال يشوع للرجلين اللذين تجسسا الأرض: ادخلا بيت المرأة وأخرِجا من هناك المرأة وكل ما لها كما حلفتما لها.. فدخل الجاسوسان وأخرجا راحاب .. وكلَّ ما لها.. وأَحرَقوا المدينة بالنار مع كل ما بها». لقد حكم الله بالتحريم على المدينة كلها، أي بتوقيع حكم الموت عليها. ونقرأ في سفر العدد 21: 2 أن بني إسرائيل تعهَّدوا بتحريم مدن أعدائهم، أي بتنفيذ حكم الموت فيهم. ومن مقارنة كل النصوص الواردة فيها نرى غضب الله مشتعلاً على الذين قضى بتحريمهم (أي إهلاكهم). (2) من القضاة المقامين منه. ولم يكن مأذوناً للإسرائيلي أن يقتل إنساناً ولو كان عبداً له (خروج 21: 20). ولا نجد مطلقاً إشارة هنا إلى أوامر من الله بتقديم ذبائح بشرية، بل نرى أسلوباً صارماً خطيراً للنطق بحكم الموت على أي فردٍ أو جماعةٍ من الأثمة. فالمقصود مما جاء في اللاويين هو أن يضع بنو إسرائيل الأشياء المحرمة (أي المحكوم عليها من الله بالموت) في صف النذور التي يمكن فداؤها.

على أن أشهر ما يستند عليه المعترضون في اتّهامهم الكتاب المقدس أنه يتضمن مصادقةً على تقديم الذبائح البشرية هو قصة بنت يفتاح الجلعادي (قضاة 11: 31). فقد نذر يفتاح أن أول شيء يخرج من بيته للقائه عند رجوعه بسلام من محاربة العمونيين، يقدِّمه محرقةً للرب. ومما يُؤسف له أن أول من خرج من بيته كانت ابنته، فحزن حزناً لا مزيد عليه. ولكن الكتاب يفيد أنه حفظ نذره (قضاة 11: 39). ويجب أن نذكر أن يفتاح في نذره هذا تصرَّف بحسب ما أوحاه إليه عقله، مدفوعاً بما كان في نفسه من شديد الغيرة على تحرير بني إسرائيل من أعدائهم. وكان قصده أن يبيّن شكره لفضل الله بطريقة غير عادية كما فعل معه الله إحساناً عظيماً. ولكن الله لم يأمر يفتاح أبداً بتقديم ابنته محرقة، كما لا نجد إشارة إلى أن الله صادق على عمل يفتاح أو مدحه. ويروي كاتب سفر القضاة القصة بدون أن يتعرَّض للحكم على عمل يفتاح، لأن عمله هذا كان تسرُّعاً منه واندفاعاً. فإن يفتاح قد قطع غصن شباب ابنته الغضّ، وفعل هذا بدون أمرٍ من الله. وبعمله هذا زاد خطية أخرى على خطيته الأولى، لأنه كان من الخطأ العظيم أن ينذر نذراً كهذا، كما كان من الخطأ أيضاً أن ينفذ هذا النذر. وإذا سأل سائل: كيف أمكن أن يعمل رجل عظيم كيفتاح شراً فظيعاً منهياً عنه في شريعة موسى؟ فالجواب أنه عاش في عصر نُسيت فيه أوامر الله نسياً تاماً، وقوِيَ فيه تأثير الشعوب الوثنية على بني إسرائيل.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول سفر العدد

قال المعترض: «هناك تناقض بين الأرقام المذكورة في إحصاء أسباط بني إسرائيل كما نجده في سفر العدد أصحاحات 1-4 وبين ما جاء في سفر العدد أصحاح 26. فبعض الأسباط زاد عددها، وبعضها نقص».

وللرد نقول: فات المعترض أن الأرقام المذكورة عن تعداد الأسباط هي أرقام إحصاءين، مضى بينهما أكثر من 38 سنة، ماتت فيها أناس ووُلدت فيها أناس! ولقد ورد ذِكر الإحصاء الأول في الخروج 30: 12 و38: 26.

قال المعترض: «هناك تناقض بين العدد 1: 7 وراعوث 4: 20. فسفر العدد يورد أن نحشون كان في عصر موسى، بينما في سفر راعوث نجد أن بين نحشون وداود أربعة أجيال فقط. مع أن مدة 450 سنة كانت تفصل بين موسى وداود (أعمال 13: 20)».

وللرد نقول: اعتاد مؤرخو بني إسرائيل في ذِكر سلاسل الأنساب أن يُسقطوا بعض الأسماء، فيظن القارئ الذي لا يعرف عاداتهم هذه أن هناك اختلافاً في النصوص. ومثال لذلك أننا نجد في 1أخبار 6: 3-15 سلسلة رؤساء الكهنة من هارون حتى السبي. وقد ذكر عزرا هذه السلسلة في عزرا 7: 1-5 وأسقط منها ستة أجيال، مع أن عزرا من نسل هارون. ولم ينتقد أحدٌ من قادة الكهنة عزرا على ذلك، لأنه تصرَّف تصرُّفاً عادياً.

قال المعترض: «نفهم من العدد 2: 17 أن خيمة الاجتماع وتابوت العهد كانت وسط محلة بني إسرائيل، بينما يقول العدد 10: 33 إن التابوت كان أمامهم ليلتمس لهم منزلاً».

وللرد نقول: كان الموضع الطبيعي لخيمة الاجتماع بما فيها التابوت وسط المحلة، كما جاء في العدد 2: 17. أما ما جاء في العدد 10: 33 ففيه احتمالان:

(1) تقدَّم التابوت مسيرة بني إسرائيل هذه المرة فقط، استثناءً للقاعدة.

(2) أو أن المقصود بتقدُّم المسيرة هنا هو التقدُّم بالمعنى المعنوي، فقائد الجيش «يتقدّم» جنوده، مهما كان موقعه الجغرافي.

قال المعترض: «جاء في العدد 3: 10 و16: 40 أن يكون الكهنة من نسل هارون فقط، وأن الغريب عنهم الذي يتقدم لخدمة الكهنوت يُقتل. ولكننا نقرأ في 2صموئيل 8: 18 أن بني داود كانوا كهنة».

وللرد نقول: الكلمة العبرية المترجمة «كهنة» في 2صموئيل 8: 18 لا تعني فقط «كاهن» بل خادم وناصح ومُقدِّم خدمات. وبهذا يكون بنو داود مقدِّمي خدمات دينية، وكان مركزهم شرفياً ودينياً كالكهنة.

قال المعترض: «ورد في العدد 4: 3 أن عُمر الكاهن الذي يخدم في خيمة الاجتماع يكون من ثلاثين إلى خمسين سنة، وتكرر هذا في الآيات 23، 30، 35، 39، 43، 47. ولكن ورد في ذات السفر 8: 24، 25 أن يكون عمره من 25 إلى 50 سنة».

وللرد نقول: كان اللاويون يبدأون عملهم في الخامسة والعشرين من العمر، كتلاميذ يتدربون تحت إرشاد الكهنة الأكبر منهم عمراً. ولما يبلغون الثلاثين يتولّون بأنفسهم القيام بكل أعمال خدمة بيت الرب. ولما يبلغون الخمسين يتوقفون عن القيام بالخدمات الثقيلة، ولكنهم يستمرون في الخدمة مع إخوتهم الكهنة في أداء الواجبات الخفيفة، وتدريب الكهنة الشبان الذين انضموا للخدمة حديثاً. كما أنهم في الخمسين وما بعدها يقومون بالأعمال التي تحتاج لخبرة ومعرفة وأمانة، كما يخدمون كمستشارين للكهنة.. وعمر الثلاثين هو مرحلة النضوج في القوة البدنية، معها يستطيع الكاهن أداء الأعمال الشاقة المتعلقة بخدمة الخيمة في البرية. كما أن الثلاثين هو عمر النضوج العقلي. وقد بدأ المسيح ويوحنا المعمدان خدمتهما عندما بلغا الثلاثين من العمر.

قال المعترض: «نجد في العدد 5: 11-31 شريعة ماء اللعنة المرّ الذي تشربه المرأة التي يشك زوجها في سلوكها، ولكننا نقرأ طريقة أخرى في تثنية 22: 13-21».

وللرد نقول: ما جاء في سفر العدد يختص بالمرأة المتزوجة التي يشك زوجها في أمانتها الزوجية. أما ما جاء في التثنية فيختص بشكّ الرجل في عذراوية عروسه قبل زواجه بها. شريعتان إحداهما للمتزوجة، وهذه متروكة للرب ليحكم فيها، والثانية تختلف عنها متروكة للبشر ليحكموا فيها.

اعتراض على العدد 8: 24 - عُمر الكاهن

انظر تعليقنا على العدد 4: 3

قال المعترض: «ورد في العدد 10: 5، 6 «وإذا ضربتم هتافاً ترتحل المحلات النازلة إلى الشرق، وإذا ضربتم هتافاً ثانية ترتحل المحلات النازلة إلى الجنوب، هتافاً يضربون لرحلاتهم». قال آدم كلارك: لكنه لم يذكر إذا نفخوا ثالثة ترتحل المحلات النازلة إلى الغرب، وإذا نفخوا رابعة تُرفع الخيام النازلة إلى الشمال، وقد ذُكرت في الترجمة اليونانية».

وللرد نقول: عبارة الوحي الإلهي منزهة عن التكرار الممل والإيجاز المخل، فبعد أن ذكر النبي رحلاتهم إلى الشرق والجنوب قال عبارة تغني عن التكرار، وهي: «هتافاً يضربون لرحلاتهم». فاستغنى بهذه العبارة عن التكرار في الأمور البديهية التي لا تحتاج إلى مناقشة. ثم أن المعوَّل عليه هو الأصل العبري. أما إذا أضاف المترجم في اليونانية شيئاً فهو للتوضيح فقط، ولا يمس الأصل العبري في شيء.

اعتراض على العدد 10: 29-31 - هل قادهم عامود السحاب أم حوباب؟

انظر تعليقنا على خروج 13: 21

اعتراض على العدد 10: 33 - مكان التابوت

انظر تعليقنا على العدد 2: 17

اعتراض على سفر العدد 11: 8 - طعم المنّ

انظر تعليقنا على خروج 16: 31

قال المعترض: «جاء في العدد 12: 1 أن موسى تزوج امرأة كوشية، وهذا يناقض الشريعة التي تلقَّاها من الله، والتي تحرّم عليه الزواج بغير إسرائيلية».

وللرد نقول: لما تزوج موسى بهذه الزوجة لم يكن قد تلقَّى هذه الشريعة من الله.

اعتراض على العدد 12: 8 - هل رأى موسى الرب؟

انظر تعليقنا على تكوين 32: 30

قال المعترض: «يقول العدد 13: 16 إن موسى دعا هوشع بن نون «يشوع» بينما ذُكر أن اسمه يشوع قبل ذلك في خروج 17: 9».

وللرد نقول: لا يذكر الوحي أن موسى أطلق على هوشع اسم يشوع وقت أن أرسل رجاله ليتجسسوا أرض كنعان، فمن المحتمل أن تغيير الاسم سبق إرسال الجواسيس. ثم أن موسى كتب سفر الخروج قرب نهاية السنوات الأربعين التي سافرها في صحراء سيناء، فأطلق اسم يشوع على هوشع أثناء رواية أمر حدث قبل أن يحصل هوشع على اسمه الجديد. وكان من الطبيعي أن يشير في سفر العدد وهو يذكر أسماء الجواسيس أن هوشع هو صاحب الاسم الجديد «يشوع».

قال المعترض: «جاء في العدد 13: 26 أن قادش في برية فاران، بينما يقول العدد 20: 1 إن قادش في برية صين؟».

وللرد نقول: هناك ثلاثة احتمالات: (1) هناك بلد اسمها قادش في برية فاران، وأخرى تحمل نفس الاسم في برية صين. (2) ربما أُطلِق الاسم قادش على بلد وعلى المنطقة كلها في الوقت نفسه. (3) ربما كانت قادش واقعة بين بريتين، فيمكن إتباعها لأيٍّ من البريتين.

قال المعترض: «قال جواسيس موسى في العدد 13: 23 عن أرض الموعد إنها «أرض تأكل سكانها». فهل توجد أرض تأكل سكانها؟».

وللرد نقول: المعنى أن الأرض خصبة وفيرة الخيرات، فتكون عُرضةً لهجوم الأعداء الراغبين فيها، فلا تتوقف الحروب للحصول عليها. وهكذا يهلك سكانها!

قال المعترض: «جاء في العدد 14: 18 «الرب طويل الروح كثير الإحسان، يغفر الذنب والسيِّئة، لكنه لا يبرئ، بل يجعل ذنب الآباء على الأبناء إلى الجيل الثالث والرابع». فكيف يغفر الله الذنب، ويحمِّل الأبناء والأحفاد ذنوب آبائهم؟».

وللرد نقول: للخطية آثار أبدية، ومالية وصحية واجتماعية. ويغفر الله النتائج الأبدية ويرفعها تماماً، كما قال للص التائب «اليوم تكون معي في الفردوس» (لوقا 23: 43). أما النتائج الأخرى فتبقى. ستظل سُمعة أسرة اللص سيئة، وإن كان قد مرض بسبب خطاياه تنتقل أمراضه إلى نسله، وسيترك لهم ديونه ليسددوها.

قال المعترض: «جاء في العدد 14: 25 أن العمالقة كانوا ساكنين في الوادي، ولكنه في العدد 14: 45 يقول إنهم كانوا ساكنين في الجبل».

وللرد نقول: الكلمة العبرية المترجمة «وادي» تعني أرضاً واسعة بين تلال. وفي هذه الحالة كان الوادي «تلاً» لارتفاعه عن الأراضي المحيطة به. فكان العمالقة ساكنين في وادٍ مرتفع، نزلوا منه للحرب.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «نقرأ في العدد 16: 31-33 و26: 10 أن الأرض ابتلعت قورح، ولكن العدد 16: 35 ومزمور 106: 18 يقول إن النار أكلته».

وللرد نقول: حدثت ثورة مؤلمة ضد الله وضد نبيّه موسى من داثان وأبيرام من سبط رأوبين، ومن قورح اللاوي. وكانت خيامهم جميعاً على الجانب الجنوبي من المحلة (العدد 2: 10) فكانوا قريبين من بعضهم. وفي اليوم الذي عيّنه قورح دعا موسى داثان وأبيرام إلى باب خيمة الاجتماع فرفضا (آيات 12-14) وبقيا في خيامهما، وذهب قورح و200 من رجاله ليقدِّموا بخوراً في خيمة الاجتماع. واتَّجه موسى وشيوخ بني إسرائيل إلى خيام داثان وأبيرام، فترك قورح رجاله المئتين والخمسين يبخرون في خيمة الاجتماع، وتبع موسى ليؤيِّد داثان وأبيرام في موقفهما. ووصل مع موسى إلى باب خيامهما ليرى ما سيفعله موسى، فأمر موسى الشعب بالابتعاد عن خيام داثان وأبيرام وقورح فابتلعتهم الأرض. وفي نفس الوقت خرجت نار من عند الرب أكلت المئتين والخمسين رجلاً الذين قدموا البخور، ولم يكن قورح معهم (عدد 16: 35 ومز 106: 18).

وقد ذُكر قورح مع داثان وأبيرام في آيات 24-27 بسبب ارتباطه بهما في العصيان، فارتبط بهما في المصير. وواضح أن قورح لم يكن في خيمته، فلم يصب خيمته سوء. والأغلب أن الخيمة التي ابتُلعت هي خيمة قيادة الثورة على موسى. ومن الواضح أن عائلة قورح لم تهلك معه (وهذا ما نجده في العدد 26:11). وكان صموئيل النبي من نسل قورح، كما كان من نسل قورح موسيقيون. أما التعبير «كل من كان لقورح» (آية 32) فالمقصود به أتباعه في الثورة والعصيان ضد الله، وربما كان منهم بعض خدمه ورجاله ونسله.

قال المعترض: «هناك تناقض بين ما جاء في العدد 16: 32 حيث يقول إن الأرض فتحت فاها وابتلعت كل من كان لقورح، وبين ما جاء في السفر ذاته 26: 11 حيث يقول إن بني قورح لم يموتوا».

وللرد نقول: المقصود بأن الأرض ابتلعت «كل من لقورح» أنها ابتلعت كل من وقف إلى جوار قورح في الثورة على موسى، وليس المقصود به إنها ابتلعت أولاد قورح. ولو لم يكن الوحي المقدس قد ذكر سوى العدد 16: 32 بخصوص قورح لظننّا أن أهل بيت قورح ماتوا. ولكننا نرى سلالة قورح مذكورة في 1أخبار 6: 22-38. كما جاء ذِكر بني قورح في عنوان أحد عشر مزموراً، هي 42 و44-49، 84، 85، 87، 88. وقد كان داود النبي وهيمان المرنم من نسل قورح (1أخبار 6: 22، 33).

ومما يبرهن أن خيام نسل قورح لم تُدمَّر أن النبي الموحى إليه ذكر في سفر العدد ص 26 و27 خيام داثان وأبيرام (شركاء قورح في الثورة ضد موسى) مرتين، ولم يذكر خيمة قورح زعيم الثائرين. وقد انشقت الأرض تحت خيام داثان وأبيرام فقط، بينما كانت خيمة أولاد قورح بعيدة عن خيامهم.

قال المعترض: «جاء في العدد 18: 12-19 أن البكر يكون للكاهن. بينما يقول في تثنية 12: 17، 18 و15: 19، 20 إن صاحب البكر يأكله أمام الرب».

وللرد نقول: هناك نوعان من البكر وأول الثمر: النوع الأول للكاهن، أجراً له. والنوع الثاني للمذبح، ولمن يقدِّم البكر، ولضيوف من يقدم هذا النوع من البكر. والنوع الثاني هو النتاج الذي يلي البكر الأول مباشرة. وهذا النوع الثاني هو الذي يُؤكل في الأعياد. ومعنى الكلمة العبرية المستعملة له «التالي في العمر». وهذا النوع الثاني زيادة على النوع الأول.

قال المعترض: «جاء في العدد 18: 17 أن البكر لا يُقبل فداؤه. ولكن تثنية 14: 22-26 تسمح ببيعه».

وللرد نقول: تأمر الشريعة أن البكر لا يُباع. أما ما جاء في التثنية فهو تسهيلٌ لمن يقدم الذبيحة، فإنه في حالة بُعد مكان سكن مقدِّم البكر عن مكان العبادة يُسمح ببيع البكر، على أن يستخدم صاحبُه المال في شراء بديل عند مكان عبادة الرب، ليقدمه للرب بنفس طريقة تقديم البكر، حسبما تقضي الشريعة.

قال المعترض: «جاء في العدد 20: 18-21 والقضاة 11: 17، 18 أن الأدوميين رفضوا مرور بني إسرائيل في أرضهم، ورفضوا إعطاءهم طعاماً. ولكن جاء في تثنية 2: 4، 8 أنهم سمحوا لهم بالمرور وأعطوهم طعاماً».

وللرد نقول: في مبدأ الأمر جاء بنو إسرائيل لأرض أدوم من جهة الغرب، وهي منيعة، فرفض الأدوميون مرورهم أو تموينهم، لأن الأدوميين أقوى منهم. ولكن لما دار بنو إسرائيل وجاءوا أرض أدوم من جهة الشرق، وهي جهة أقل مناعة، سمح الأدوميون لهم بالمرور وباعوهم الماء والطعام، بسبب ضعف الأدوميين.

قال المعترض: «جاء في العدد 20: 27، 28 و33: 38 أن هارون مات في جبل هور. ولكن تثنية 10: 6 تقول إنه مات في موسير».

وللرد نقول: موسير موقع قريب من جبل هور، يراها المشاهد من على الجبل. وبينما كان هارون في موسير حان أجله، فصعد للجبل ومات هناك. وقيل إن موسير هو الاسم العام للمنطقة التي يقع فيها جبل هور.

قال المعترض: «ورد في عدد 21: 3 «فسمع الرب لقول إسرائيل، ودفع الكنعانيين، فحرَّموهم ومدنَهم، فدُعي اسم المكان: حُرمة». فقال آدم كلارك إن هذه الآية أُلحقت بعد موت موسى، لأن جميع الكنعانيين لم يهلكوا إلى عهد موسى، بل بعد موته».

وللرد نقول: (1) اعتاد المعترض أن يورد جزءاً فقط مما يقتبس منه، فقد قال آدم كلارك: «تدل العبارة على أن الله سيدفع الكنعانيين في يد بني إسرائيل». ويدل الأصل على أن بني إسرائيل انتصروا على فريق من الكنعانيين في مكان أطلقوا عليه اسم «حُرمة». وقد حدث هذا في عهد موسى.

(2) لم تقل في التوراة إن الله دفع «جميع الكنعانيين» في يد بني إسرائيل، بل قالت «الكنعانيين». فزاد المعترض كلمة «جميع» من عنده ليفسد المعنى. وواضح أن الافتراء ليس مِن شِيم العلماء.

اعتراض على العدد 21: 9 - هل عمل الحية النحاسية حرام؟

انظر تعليقنا على الخروج 20: 4

قال المعترض: «اقتبس سفر العدد 21: 14 من كتاب «حروب الرب» قوله: «واهبٌ في سوفةَ وأوديةِ أرنون ومصبِّ الأوديةِ». وبما أنه ليس عندنا كتاب «حروب الرب» فلا يمكن أن تكون هذه العبارة من كلام موسى. وقال آدم كلارك: الأغلب أن سفر حروب الرب كان في هامش الكتاب فأُدخل في النصّ».

وللرد نقول: بل قال آدم كلارك: «اختلفت الأقوال في هذا الكتاب». والقول الصحيح هو ما ذهب إليه العلاّمة «لايتفوت» إنه لما هزم موسى العمالقة دُوّن هذا الكتاب ليكون ذكرى لبني إسرائيل، ودستوراً ليشوع بن نون في سلوكه وتصرفاته في الحروب التي خاضها بعد ذلك. وعلى كل حال فلم يُكتب «سفر حروب الرب» بوحي إلهي، ولم يُكلَّف موسى بتبليغه للناس، فلم يُدرجه علماء بني إسرائيل مع الكتب القانونية.

قال المعترض: «جاء في العدد 25: 9 أن الذين ماتوا بالوبأ كانوا 24 ألفاً. وجاء في 1كورنثوس 10: 8 أن الذين ماتوا كانوا 23 ألفاً. وهذا تناقض».

وللرد نقول: جاء في 1كورنثوس 10: 8 «فسقط منهم في يوم واحد 23 ألفاً«. وهذا يعني أنه لم يذكر عدد كل الذين ماتوا. أما سفر العدد فيذكر عدد كل الذين ماتوا.

اعتراض على العدد 26: 11 - مصير أولاد قورح

انظر تعليقنا على العدد 16: 32

قال المعترض: «جاء في العدد 27: 12-14 أن الله حرم هارون وموسى من دخول أرض الموعد، وقال إن سبب ذلك: «لأنكما في برية صين، عند مخاصمة الجماعة عصيتما قولي أن تقدّساني بالماء أمام أعينهم». وهذا حكم صارم جداً على هارون وموسى من الله العادل».

وللرد نقول: (1) نقدّر حجم الضرر بحجم الإنسان الذي تسبَّب فيه ومقدار قوة نفوذه وتأثيره. وقد كان موسى وهارون صاحبي نفوذ مطلق على بني إسرائيل. فكان خطأهما أكبر من خطأ كل بني إسرائيل مجتمعين. وكان الحكم الصارم عليهما متناسباً مع حجم الضرر الناتج منهما!

(2) من هذا الحكم العادل الذي يسميه المعترض أنه صارم، يتعلم بنو إسرائيل أن الله يحكم بعدم محاباة، وأنه لا يترك حقوقه ولو لأقرب الناس إليه.

(3) الحادثة التي يتحدث عن عقوبتها في العدد 27: 14 جاء ذكرها في العدد 20: 6-12 وفيها استسلم موسى للغضب وفرّط بشفتيه (مزمور 106: 33) وضرب الصخرة مرتين وهو في حالة غضب شديد، فوجّه التفات الشعب إليه كأنه هو معطي الماء، بدليل قوله: «اسمعوا أيها المرَدَة! أَمِن هذه الصخرة نخرج لكم ماءً؟» (العدد 20: 10). بدل من أن يوجّه نظر الشعب إلى الله الذي يعطي الماء. لقد عصى موسى ربه وضرب الصخرة مرتين، مع أن الله أمره أن يكلمها فقط. وكان يجب أن يتأدب في حضرة ربه. ولعل تعبه النفسي نشأ من ثورة الشعب المتكررة ضده. وكم نأسف على العقاب الذي حلّ بموسى وهارون، وهما له مستحقَّان!

قال المعترض: «هناك تناقض بين وصف الهيكل كما جاء في أصحاحي 28 و29 من سفر العدد، وبين الوصف الذي جاء في نبوَّة حزقيال أصحاحي 45 و46».

وللرد نقول: ما جاء في نبوَّة حزقيال ليس وصفاً حرفياً للهيكل، لكنه نبوات روحية مجازية تتنبأ عن مجد ملكوت المسيح. ويبرهن هذا ما جاء في 1كورنثوس 3: 16 وأفسس 2: 20-22. لقد تحدث النبي حزقيال عن الكنيسة بطريق الاستعارة، واستخدم الرسول بولس هذه الاستعارة في 2تسالونيكي 2: 4، كما استعملها كاتب سفر الرؤيا في أصحاحات 11: 19 و14: 17 و15: 5، 8. كما اقتبس كلمات حزقيال في رؤيا 4: 2، 3، 6.

قال المعترض: «ورد في العدد ص 31 أن بني إسرائيل أفنوا المديانيين في عهد موسى، ولم يُبْقوا ذَكَراً كبيراً ولا صغيراً، ولم يُبقوا امرأةً بالغة. ويؤخذ من سفر القضاة 6 أنه بعد 200 سنة تقوَّى المديانيون حتى عجز بنو إسرائيل عن هزيمتهم. فكيف يزيد عددهم في مدة 200 سنة حتى يحاربوا بني إسرائيل؟».

وللرد نقول: لم يستأصل بنو إسرائيل كل المديانيين من الوجود، بل بقي منهم عدد كبير من النساء والأطفال كما يقول العدد 31: 18. ولابد أن هذا العدد نما في مدة 200 سنة بعد أن تحالفوا مع العمالقة وغيرهم، فضايقوا بني إسرائيل من جهة الشمال والشرق. وكثيراً ما يسلط الله أصغر الأمم وأحقرها على الأمم الكبيرة فتضايقها بسبب تمادي الأمم الكبيرة في الشر.

قال المعترض: «ورد في العدد 32: 41 وتثنية 3: 14 أن يائير هو ابن منسى. ولكن 1أخبار 2: 22 يقول إنه ابن سجوب، وهذا تناقض».

وللرد نقول: يائير من سبط يهوذا لأنه ابن والده سجوب، وجدُّه لوالده حصرون. ولكن أُطلق عليه أنه ابن منسى، جدِّه لأمِّه في سفري العدد 32: 41 والتثنية 3: 14 لأنه ورث أملاك ماكير بن منسى الذي تبنَّاه ومنحه ميراثاً. فهو ابن منسى من جهة الأم، وبالنظر إلى الميراث، وإن كان ابن سجوب حقيقة. فلا تناقض.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول سفر التثنية

قال المعترض: «تدل بعض فقرات سفر التثنية أن كاتبها لا يمكن أن يكون موسى، فكاتب التثنية لا بد أن يكون معاصراً لداود أو بعده».

وللرد نقول: لا يُعقل أن الله أوحى الشريعة لموسى، ولم تدوَّن إلا بعد وفاته بخمسمائة سنة، وكيف يكلف الله بني إسرائيل بحفظ شريعة الله غير مدوَّنة؟ وكيف يأمرهم موسى بأن يكتبوها على قلوبهم ويحفظوها ويقيموا سننها وفرائضها ويعلموها لأولادهم وينقشوها على الحجارة وهي غير مدوَّنة؟

ونقدم الأدلة التالية على تدوين الشريعة في عهد موسى:

(1) أعلن بنو إسرائيل في مختلف عصورهم أن موسى سلّمهم الشريعة ليقوموا بأحكامها. فإن كان لا يجوز لنا أن نتَّهم أهل أثينا الذين طبَّقوا قوانين صولون في معاملاتهم بخطإ معتقدهم، ولا يجوز أن نرمي سكان إسبرطة الذين سلكوا حسب قوانين ليكارجوس بالخطأ، بدعوى أن هذه القوانين ليست قوانين ذينك الرجلين، فكيف نقدر أن نرمي بني إسرائيل بالخطأ في قولهم إنهم متمسكون بشريعة موسى وسالكون بموجبها؟ يقول سفر التثنية «وكتب موسى هذه التوراة وسلَّمها للكهنة بني لاوي حاملي تابوت عهد الرب، ولجميع شيوخ إسرائيل» (تثنية 31: 9).

(2) أشار داود النبي إلى الشريعة في مزاميره وحضَّ في أغلبها على التمسك بها، وهذا يدل على تداولها (انظر مزموري 1 و19). وقال الملك سليمان لقومه بعد أن دشَّن الهيكل: «ليكن الرب إلهنا معنا كما كان مع آبائنا.. ليميل بقلوبنا إليه لكي نسير في جميع طرقه ونحفظ وصاياه وفرائضه وأحكامه التي أوصى بها آباءنا» (1ملوك 8: 57، 58). فكيف حافظ الآباء على وصايا الرب مدة 500 سنة لو لم تكن مدوّنة عندهم؟

(3) قال موسى لبني إسرائيل قبل وفاته: «وجِّهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم، لكي توصوا بها أولادكم ليَحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة» (تثنية 32: 46). ولما قام يشوع بعد موسى أمره الله: «كن متشدداً وتشجع جداً، لتتحفظ للعمل حسب كل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي. لا تمِل عنها يميناً ولا شمالاً لتفلح حيثما تذهب. لا يبرح سفر هذه الشريعة من فمك، بل تلهج فيه نهاراً وليلاً، لتتحفظ للعمل حسب كل ما هو مكتوب فيه، لأنك حينئذ تصلح طريقك وحينئذ تفلح» (يشوع 1: 7، 8). وحضَّ يشوع بن نون خليفة موسى بني إسرائيل في يشوع 23: 6 بأن يحافظوا على شريعة موسى ويقيموا أحكامها. فهل نتصوّر أن يأمرهم بحفظ شريعة ستُكتب وتُدوّن بعد 500 سنة؟

(4) فإذا بدا للمعترض أن بعض فقرات سفر التثنية من كتابة نبي معاصر للملك داود أو من بعده، تكون قد كُتبت بوحي الروح القدس الذي يوحي لجميع أنبياء الله، لا نفرِّق بين أحدٍ منهم.

قال المعترض: «قال آدم كلارك إن ما ورد في تثنية 1:1-5 مقدمة لباقي الكتاب وليست من كلام موسى».

وللرد نقول: جرت العادة أن النبي أو الكاتب أو الشاعر أو الناثر يتكلم عن نفسه بصيغة الغائب، فافتتح موسى سفر التثنية بالقول: «هذا هو الكلام الذي كلم به موسى جميع إسرائيل في عبر الأردن». وقال في آية 3 «كلم موسى بني إسرائيل حسب كل ما أوصاه الرب إليهم. بعد ما ضرب سيحون ملك الأموريين وعوج ملك باشان». ثم قال في آية 6 «الرب إلهنا كلّمنا». وحديث المتكلم عن نفسه بضمير الغائب يُسمَّى الالتفات إذ ينتقل من ضمير الغائب إلى ضمير المتكلم. وكثيراً ما افتتح بولس الرسول رسائله بالقول: «بولس عبد يسوع المسيح».

وحتى لو فرضنا أن موسى لم يكتب هذه الآيات، فإن الله كلّف نبياً آخر بكتابتها. ولما كان الله هو مصدر كل الوحي الإلهي، فإنه يكلف من يشاء بتدوين ذلك الوحي. واعتراض المعترض لا ينقص من قدر هذه الآيات.

قال المعترض: «جاء في التثنية 1:1 «وهذا هو الكلام الذي كلّم به موسى جميع إسرائيل في عبر الأردن في البرية» بينما يقول تثنية 34 إن موسى مات قبل أن يعبر بنو إسرائيل نهر الأردن».

وللرد نقول: «عبر الأردن» تعني الضفة الشرقية كما تعني الضفة الغربية لنهر الأردن. وقد ألقى موسى خطابه في الضفة الشرقية، قبل أن يعبر بنو إسرائيل إلى الضفة الغربية.

اعتراض على تثنية 2: 4، 8 - العبور عن أرض بني عيسو

انظر تعليقنا على العدد 20: 18-21

قال المعترض: «ورد في تثنية 2: 12 «وفي سعير سكن قبلاً الحوريون، فطردهم بنو عيسو وأبادوهم من قدامهم وسكنوا مكانهم كما فعل إسرائيل بأرض ميراثهم التي أعطاهم الرب». ولا بد أن هذه الآية أُضيفت في زمن لاحق، بدليل قوله: «كما فعل إسرائيل».

وللرد نقول: توهَّم المعترض أن بني إسرائيل لم يمتلكوا شيئاً زمن موسى، وأنهم امتلكوا أرض ميراثهم بعد موته، مع أن بني إسرائيل امتلكوا أراضي شرق الأردن زمن موسى، وامتلكوا أراضي غرب الأردن وقت يشوع بن نون. فالقول: «كما فعل إسرائيل» توضيحٌ لما فعله بنو عيسو في الحوريين، وموافق لزمن موسى.

قال المعترض: «ورد في تثنية 2: 19 أمر إلهي لبني إسرائيل بعدم مهاجمة بني عمون. ولكن بني إسرائيل استولوا على أرضهم كما نقرأ في يشوع 13: 24، 25».

وللرد نقول: عندما أخذ بنو إسرائيل هذا الجزء من الأرض كان قد انتقل من يد العمونيين إلى يد الأموريين، بعد أن حارب الأموريون العمونيين وأخذوا أرضهم (قضاة 11: 12-28). فيكون أن بني إسرائيل أخذوا أرض الأموريين، لا العمونيين.

قال المعترض: «ورد في تثنية 3: 11 «عوج ملك باشان وحده بقي من بقية الرفائيين. هوذا سريره سريرٌ من حديد. أليس هو في رَبَّة بني عمون؟ طوله تسع أذرع، وعرضه أربع أذرع بذراع رجل». ولا يمكن أن يكون موسى قد كتب هذه الآية، بل كتبها يشوع».

وللرد نقول: أولاً سواء كتبها موسى أو يشوع فهي من وحي الله، ومن تسجيل نبي ملهَم. ولكننا نقول إن بني إسرائيل تحت قيادة موسى هزموا عوج وقومه (العدد 21: 33 وتثنية 1: 4 و3:3 و29: 7 ويشوع 2: 10)، واستولى موسى على ستين مدينة من مدنه (انظر تثنية 3: 1-13 ويشوع 9: 10 و13: 12، 30). وقال المؤرخ اليهودي يوسيفوس إن سيحون ملك الأموريين كان حليفاً لعوج، فهزم موسى الأموريين، ثم استولى على مدن عوج وحصونها وأسوارها الشامخة. ولا ننكر أن بني إسرائيل لم يستولوا على ربة بني عمون إلا في عهد داود (2صموئيل 12: 26) غير أنه كان مشهوراً في عصر موسى أن بني عمون انتصروا على عوج وغنموا هذا السرير الضخم ووضعوه في مدينتهم «ربة». فسجَّل موسى أمراً كان مشهوراً في عصره ليوضح النصر الكبير الذي منحه الله لهم على هذا العاتي، ضخم الجثة!

قال المعترض: «ورد في تثنية 3: 14 «يائير ابن منسى أخذ كل كورة أرجوب إلى تخم الجشوريين والمعكيين، ودعاها على اسمه باشان حَوُّوثِ يائير إلى هذا اليوم». فقوله: «إلى هذا اليوم» يدل على أن المتكلم كان متأخراً، وأنه كتب ما كتبه بعد أن سكن بنو إسرائيل في فلسطين. والأغلب أن هذه العبارة كانت في الهامش فأُلحقت بالنصّ».

وللرد نقول: القول «إلى هذا اليوم» من كلام موسى، الذي وصف ما خصّ يائير من الأراضي في الزمن الماضي، ثم أردف كلامه بقوله إن هذه الحصة باقية باسمه إلى يوم تدوين التوراة. فيجوز للمؤلف أن يصف شيئاً ثم يردفه بقوله: «وصِفَتُهُ هذه باقيةٌ إلى يومنا هذا».
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
اعتراض آخر على التثنية 3: 14 - يائير، ابن من؟

انظر تعليقنا على العدد 32: 41

اعتراض على التثنية 4: 10-15 - الشريعة، في جبل سيناء أو حوريب؟

انظر تعليقنا على خروج 19: 11

اعتراض على تثنية 5: 15 - لماذا يحفظون السبت؟

انظر تعليقنا على خروج 20: 11

قال المعترض: «أمر الرب بني إسرائيل في تثنية 7: 3 بعدم الزواج من أجنبيات. ولكن الملك سليمان تزوج أجنبيات كما جاء في 1ملوك 3: 1».

وللرد نقول: الحكمة في عدم الزواج من أجنبية أنها وثنية قد تجرّ زوجها للعبادة الصنمية. ولكن لو آمنت السيدة الوثنية بالإله الحي الحقيقي فإنها تدخل في جماعة الرب، كما حدث مع راعوث (1: 4 و4: 3). ولعل سليمان ظن أنه سيقدر أن يربح زوجاته الأجنبيات لعبادة يهوه. ولكن ظنه خاب، فقد جعلته زوجاته الغريبات يخطئ وينحرف، فعاقبه الله لأنه خالف شريعة الله. وهذه من خطايا سليمان (نحميا 13: 26). لا تناقض هنا، بل هنا أمر إلهي لم يطعْهُ سليمان، فنال جزاء من يعصى ربه.

قال المعترض: «جاء في تثنية 7: 22 «ولكن الرب إلهك يطرد هؤلاء الشعوب من أمامك قليلاً قليلاً. لا تستطيع أن تفنيهم سريعاً لئلا تكثر عليك وحوش البرية». هذا يعني أن عدد بني إسرائيل لم يكن مليونين ونصف».

وللرد نقول: انظر تعليقنا على الخروج 12: 37، 38.

قال المعترض: «جاء في تثنية 8: 2 «وتتذكر كل الطريق التي فيها سار بك الرب إلهك هذه الأربعين سنة في القفر لكي يُذلَّك ويجرّبك، ليعرف ما في قلبك: أتحفظ وصاياه أم لا؟». وهذا ينسب عدم المعرفة لله، وهو مستحيل! كما أنه يناقض ما قاله رسل المسيح في أعمال الرسل 1: 24 «أيها الرب العارف قلوب الجميع».

وللرد نقول: لا توجد آية واحدة في الكتاب المقدس تنفي علم الله بكل شيء. أما العبارات التي تفيد أنه يمتحن الناس ليعرف قلوبهم فليس معناها أنه يجهل خفايا القلوب. ولكن معناها أن الله يمتحن الناس ليعلّمنا أنه سبحانه يُدخل الإنسان في ظروف مخصوصة ليتضح بالبرهان صدق معرفة الله السابقة لخفايا القلب ونياته. ومعنى هذا أن اكتشاف قلب الإنسان يكون ببرهان عملي يتفق مع حكم الله عليه.

وللإيضاح نقول مثلاً إن أستاذ الكيمياء، يشرح حقيقة علمية لتلاميذه يقول لهم: دعوني أمزج هذا الحامض بهذه المادة لنرى ماذا تكون النتيجة، وهو يعرف مقدماً نتيجة المزج المزمع عمله. هكذا الحال عندما يرسل الله التجارب إلى الإنسان، فهو يقصد بها امتحاناً ليس هو نفسه في حاجة إليه. ولكنه يقصد خير الإنسان نفسه وتبرير طرق معاملاته للناس. لقد ظهرت طاعة إبراهيم لله عندما قبل أن يضحّي بابنه الوحيد حسب أمر الله، وكان هذا برهاناً عملياً على محبة إبراهيم لله. كما أن إيمان إبراهيم في الوقت نفسه قد تشدد. وإذا شك أحد في أمانة إبراهيم وإخلاصه لله، فتكفيه الإشارة إلى عمل طاعته هذه الفائقة. وعندما قال الله لإبراهيم: «الآن علمتُ أنك خائف الله» (تكوين 22: 12) لم يكن يقصد أنه لم يكن يعرف فعرف، بل إنه أعلن عظمة إيمان إبراهيم ببرهان ملموس.

وعلاوة على ما تقدم نرى أن انتصار أبطال الإيمان يشجع أولاد الله في كل عصر على السير في خطواتهم. فإبراهيم انتصر في هذه القضية انتصاراً باهراً، وسُطِّر خبر هذه النصرة في الكتاب لأجلنا نحن (انظر رومية 4: 23، 24) فالآيتان المشار إليهما إذاً لا تتناقضان.

انظر تعليقنا على تكوين 22: 12.

قال المعترض: «نفهم من تثنية 10: 3 أن موسى صنع تابوت العهد بعد تيهان الأربعين سنة في صحراء سيناء، بينما نفهم من عدة فصول أخرى مثل خروج 25: 10 و35: 12 و37: 1 أن التابوت صُنع قبل سنوات التيهان».

وللرد نقول: يبدأ موسى موعظته المدوَّنة في التثنية 10 بالقول: «في ذلك الوقت قال لي الرب: انحت لك لوحين من حجر مثل الأوَّلين.. واصنع لك تابوتاً من خشب» فكان يروي أحداث أربعين سنة مضت، فأورد الأمور المتصلة ببعضها معاً بغضّ النظر عن الفاصل الزمني بين وقت الوعظ ووقت عمل التابوت ونحت لوحي الحجر، فقال إنه صنع التابوت ونحت لوحي حجر، وهو يعني ما سبق أن فعله منذ أربعين سنة. لقد صُنع التابوت في أوائل سنوات التيهان، ونُحت اللوحان بعد ذلك. وموسى يسترجع ما سبق عمله «في ذلك الوقت».

قال المعترض: «قال آدم كلارك في تفسيره على تثنية 10 ما ملخَّصه أن الترجمة السامرية للنص هي الأصح من النص العبري، وقال إن الآيات 6-9 دخيلة على النصّ، بحيث لو سقطت لارتبط الكلام ارتباطاً حسناً».

وللرد نقول: الذي يعنينا دوماً هو النص العبري، فهو القانوني، والذي نقلت عنه الترجمة السبعينية باللغة اليونانية. ويبدو أن الترجمة السامرية حاولت الجمع والتوفيق بين ما ورد في تثنية 10 وما ورد في سفر العدد 33: 31-34. أما النص العبري فباق على أصله. ويقول سفر العدد «ثم ارتحلوا من مُسيروت ونزلوا في بني يَعْقان، ثم ارتحلوا من بني يعقان ونزلوا في حُور الجِدجاد، ثم ارتحلوا من حور الجدجاد ونزلوا في يُطبات، ثم ارتحلوا من يطبات ونزلوا في عَبْرونة». وهذا ما ورد في تثنية 10: 6، 7 «وبنو إسرائيل ارتحلوا من آبار بني يَعْقان إلى موسير. هناك مات هارون وهناك دُفن، فكَهَن ألعازار ابنُه عوضاً عنه. من هناك ارتحلوا إلى الجِدْجود، من الجدجود إلى يُطبات، أرض أنهار ماء». وواضحٌ أن الرحلة الواردة في سفر التثنية هي غير الرحلة الواردة في سفر العدد، والدليل على ذلك أن بني إسرائيل كانوا مضطرين بعد وفاة هارون أن يسافروا من جبل هور في طريق بحر سوف، ليدوروا بأرض أدوم حتى أُرهقوا، لأن الأدوميين لم يسمحوا لهم بالمرور في أرضهم (عدد 21: 4 و20: 21). فالعَوْد إلى تلك الجهات السابقة ضايق بني إسرائيل، فساروا في طريق مختلفة، ولكن تعيَّن عليهم العروج على هذه الأماكن الأربعة بترتيبٍ مخالف للترتيب السابق، ولم يحتاجوا في المرة الثانية إلى النزول في تلك المحطات، فلذا قال في سفر التثنية إنهم «سافروا» ولو أنه قال في سفر العدد إنهم «نزلوا».

ولعل البعض ظن أن هذه الآيات دخيلة، لأن موسى كان يقصّ على بني إسرائيل ما فعله، ثم انتقل إلى الكلام عن رحلات بني إسرائيل، ثم عاد إلى الوعظ.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
اعتراض على تثنية 10: 6 - مكان موت هارون

انظر تعليقنا على العدد 20: 27

قال المعترض: «جاء في تثنية 11: 25 «لا يقف إنسان في وجهكم. الرب إلهكم يجعل خشيتكم ورعبكم على كل الأرض التي تدوسونها كما كلمكم». ولكن أعداء بني إسرائيل قاوموهم وهزموهم في عاي (يشوع 7: 4) وأخيراً سباهم الأشوريون (2ملوك 16: 9) والبابليون (2ملوك 25: 22) فيكون أن تثنية 11: 25 نبوَّة كاذبة».

وللرد نقول: ليست هذه الآية نبوَّة كاذبة، لكنها وعدٌ مشروط، بدأ بالقول في آية 22 «إذا حفظتُم جميع هذه الوصايا التي أنا أوصيكم بها لتعملوها، لتحبوا الرب إلهكم وتسلكوا في جميع طرقه وتلتصقون به.. لا يقف إنسان في وجهكم». وعندما أطاع بنو إسرائيل الرب انتصروا على المدينة الحصينة أريحا (يشوع 6) ولما عصوه هزمتهم بلدٌ صغيرة هي عاي (يشوع 7).

قال المعترض: «جاء في تثنية 12: 15 أمرٌ يبيح لبني إسرائيل أكل الطاهر والنجس، وهذا يناقض ما جاء في تثنية 14: 3 الذي ينهى عن أكل النجس».

وللرد نقول: لا تناقض. فقد انقسمت الحيوانات حسب الشريعة الموسوية إلى الحرام للأكل والذبائح معاً، مثل الأرنب والخنزير. وهناك الحرام للذبائح ولكنه حلال للأكل مثل الإيل والظبي. وهناك الحلال للأكل وللذبائح معاً، كالبقر والضأن والمعز (انظر تعليقنا على لاويين 17: 3، 4).

اعتراض على تثنية 12: 7 - البكر للكاهن، أم لصاحبه؟

انظر تعليقنا على العدد 18: 12

اعتراض على تثنية 12: 24 - سفك دم الصيد وتغطيته بالتراب

انظر تعليقنا على لاويين 17: 13

اعتراض على تثنية 14: 22-26 - عدم فداء البكر، أم بيعه؟

انظر تعليقنا على العدد 18: 17

اعتراض على تثنية 15: 12 - فك العبد، في سنة اليوبيل أم السنة السابعة؟

انظر تعليقنا على لاويين 25: 39-41

اعتراض على تثنية 16: 1-7 - ذبح حمل الفصح في البيت أم في الهيكل؟

انظر تعليقنا على خروج 12: 7

قال المعترض: «نقرأ في تثنية 17: 14، 15 موافقة على أن يكون لبني إسرائيل ملك. ولكن لما طلب بنو إسرائيل ملكاً غضب الله عليهم وغضب نبيُّه صموئيل، كما نقرأ في 1صموئيل 8: 5-7 و12: 17».

وللرد نقول: لا يأمر سفر التثنية بإقامة ملك، لكن يتنبَّأ عمّا سيحدث، فيقول: «متى أتيت إلى الأرض.. فأنت تجعل عليك ملكاً». ولم يغضب الله من طلب بني إسرائيل ملكاً، بل غضب من أسلوب طلبهم وهدفهم، فقد أرادوا أن يكونوا «كسائر الشعوب» الوثنيين. كما كان طلبهم بتذمّر من حكم صموئيل وقضائه. فلم يكن اتجاههم الفكري سليماً، لأنهم كانوا يرفضون حكم الله عليهم، وكأنهم يتركونه ليعبدوا آلهة أخرى. وقد نال طلبهم موافقة الله، فقال الرب لصموئيل: «اسمع لصوتهم وملِّك عليهم ملكاً» (1صموئيل 8: 22).

قال المعترض: «يقول التثنية 18: 15، 18 «ويقيم لك الرب إلهك نبياً من وسطك، من إخوتك، له تسمعون.. أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه، فيكلّمهم بكل ما أوصيه به». هذه نبوَّة عن نبي آتٍ، فالنبي الموعود به هنا لا يكون من بني إسرائيل، وعبارة «من وسطك» لم ترد في الترجمة السبعينية ولا في أسفار موسى عند السامريين، ولا في أعمال 3: 22 بل قيل: «من إخوتك» أي الإسماعيليين (قارن تكوين 25: 9 مع 18). ولم يقم نبي كموسى في إسرائيل بدليل تثنية 34: 10. ولكن قام نبيٌّ كموسى في جملة وجوه: كلاهما نشأ في بيوت أعدائهما، وكلاهما تنبأ بين عبدَة الأصنام، وكلاهما رفضه قومه أولاً ثم عادوا فقبلوه، والاثنان هربا من وجه أعدائهما: موسى هرب إلى مديان وهو هاجر إلى المدينة، واسما الموضعين بمعنى واحد، وكلٌّ منهما نزل إلى ساحة القتال وحارب الأعداء وعمل المعجزات، وساعد أتباعه من بعد موته على امتلاك فلسطين».

وللرد نقول: جاء في تثنية 34: 10 أنه «لم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى» بمعنى: إلى الوقت الذي كُتب فيه سفر التثنية. وكلمة «بعد» تفيد أن بني إسرائيل توقَّعوا أن يكون النبي منهم لا من خارج شعبهم.

أما عبارة «من وسطك» فهي واردة في أكثر النسخ. ومع ذلك فالمعنى بها وبدونها ظاهر. صحيح أن إسماعيل أخٌ لإسحاق من أبيه، فيكون بنو إسماعيل وبنو إسرائيل إخوة، ولكن الأَوْلى أن نعتبر أسباط إسرائيل الاثني عشر إخوة بعضهم لبعض، أكثر من اعتبارهم إخوة لبني عمومتهم. وواضح أن الكلام موجَّه إلى بني إسرائيل (يعقوب) في القول: «فالآن يا إسرائيل ماذا يطلب منك الرب إلهك إلا أن تتَّقي الرب إلهك.. وتعبد الرب إلهك» (تثنية 10: 12). وقد كثر في سفر التثنية اعتبار بني إسرائيل إخوة لبعضهم البعض (انظر 3: 18 و15: 7 و17: 15 و24: 14). وفي تثنية 17: 15 وردت عبارة مشابهة للتثنية 18: 15، 18 بخصوص مَن يجب أن يتوّجوه عليهم ملكاً، يقول فيها مخاطباً بني إسرائيل: «فإنك تجعل عليك ملكاً. الذي يختاره الرب إلهك من وسط إخوتك تجعل عليك ملكاً. لا يحل لك أن تجعل عليك رجلاً أجنبياً ليس هو أخاك». ولهذا فإن بني إسرائيل من أول تاريخهم إلى نهايته لم يتوّجوا أجنبياً ملكاً عليهم.

أما النبي المنتظَر فموعودٌ به أن يُرسَل إلى بني إسرائيل. وأما النبي الذي يقصده المعترض فأعلن رسالته بين غير بني إسرائيل. أما وجوه المشابهة المشار إليها في آية البحث بين موسى والنبي المنتظَر أن يقوم من بني إسرائيل، فمشروحةٌ في تثنية 34: 10-12، وتنحصر في نقطتين: (1) معرفة الله وجهاً لوجه عند كلٍّ من النبيين. (2) المعجزات العظيمة لكل منهما.

ونقول أخيراً إن الله نفسه فسّر في الإنجيل ما أنبأ به في التوراة، وأظهر أن النبي الموعود به هو المسيح (قارن تثنية 18: 15، 19 «له تسمعون» مع متى 17: 5 ومرقس 9: 7 ولوقا 9: 35. ثم أن المسيح ذاته طبّق هذه النبوَّة وغيرها من نبوات التوراة على نفسه (يوحنا 5: 46 انظر تكوين 12: 3 و22: 18 و26: 4 و28: 14). أولاً: لأنه من نسل يهوذا، وبالتالي من بني إسرائيل (متى 1:1-16 ولوقا 3: 23-38 وعبرانيين 7: 14) وصرف معظم حياته بين بني إسرائيل، وإليهم أرسل رسله أولاً، ولم يرسلهم إلى الأمم إلا أخيراً (متى 10: 6 ولوقا 24: 47 ومتى 28: 18-20). وفي أعمال 3: 25، 26 تصريح بأن آية البحث تشير إلى المسيح.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «في تثنية 20: 16-18 «وأما مدن هؤلاء الشعوب التي يعطيك الرب إلهك نصيباً فلا تستَبْقِ منها نسمةً ما. تحرّمها تحريماً. الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين كما أمرك الرب إلهك، لكي لا يعلّموكم أن تعملوا حسب جميع أرجاسهم التي عملوا لآلهتهم، فتخطئوا إلى الرب إلهكم». وهذه الشريعة منسوخة بقول المسيح في لوقا 6: 35، 36 «بل أَحبوا أعداءكم، وأَحسنوا وأقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً، فيكون أجركم عظيماً، وتكونوا بني العلي، فإنه منعمٌ على غير الشاكرين والأشرار. فكونوا رحماء كما أن أباكم أيضاً رحيم».

وللرد نقول: (1) كانت الأمم التي سكنت أرض كنعان قبل دخول بني إسرائيل إليها تحت قيادة يشوع في منتهى الشر والفجور، فلما أعطى الله شريعته لبني إسرائيل حذّرهم من الرذائل والرجاسات، وكرر لهم القول إنه قد حكم بالقضاء على أولئك الشعوب بسبب شرورهم (لاويين 18: 24-30). فإن كانت في تاريخ البشرية شعوب قد استوجبت غضب الله ونقمته فهي هذه الشعوب، لأن شرورهم كانت قد وصلت إلى أقصى حد.

(2) لا يمكن أن يُقال إن أولئك الشعوب كانت تنقصهم المعرفة، ولا بد أنّ ضمائرهم قد احتجَّت على شرورهم (رومية 1: 18-32). لقد كان عندهم الحق الذي ظهر نوره في حياة ملكي صادق، وإبراهيم وإسحاق ويعقوب، قبل القضاء على تلك الشعوب بنحو أربعة قرون ونصف، وهو يشهد ضدهم. ومن المحتمل أيضاً أن ملكي صادق كاهن الله العلي قد خلَّف بعده قوماً عبدوا الإله الحقيقي، لأن الله لا يترك نفسه في أي جيل بلا شاهد.

(3) يجب أن لا ننسى أيضاً أن الله إله المحبة هو إله العدل أيضاً. فهو يريد أن يغفر ويقبل، ولكن من يتمادى في رفض محبته والعصيان عليه لا بد أن يقع تحت عدله. وكما أننا على يقين من وجود سماء كذلك لا ريب في وجود جهنم. قد يتعذّر على عقولنا القاصرة ومعرفتنا الناقصة أن نوفّق بين عدل الله ونعمته، ولكن الكتاب يعلّم عن الحقيقتين بكل وضوح.. ثم أن هذا الأمر كان قضاءً من القاضي العادل على شعب معين في زمن معيَّن (كما في حادثة الطوفان) وليس إطلاقاً عاماً على كل العصور.

(4) ولم يكن أمراً خارقاً للعادة أن يأتي قضاء الله على تلك الأمم بلا استثناء كبير أو صغير. ففي حادثة الطوفان هلك الجميع رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، ما عدا نوحاً وعائلته. وعند إحراق سدوم وعمورة لم ينجُ من تلك المنطقة إلا لوط وابنتاه. وكذلك في وقتنا الحاضر إذا وقع وبأ أو جوع على إقليم تعمُّ الضربة كل سكانه ولا يُستثنى الأطفال. ولما كانت طرق الله وأحكامه بعيدة عن الفحص وجب علينا التسليم بحكمته وعدم استغراب قضائه في هذه الحوادث وسواها. غير أن العقل البشري قد لا يجد في كل ما تقدم رداً على اعتراضه.

(5) من المحتمل أن الله من رحمته قضى على أولئك الأطفال ونقلهم من العالم الشرير قبل أن يكبروا فيسيروا في رجاسات أسلافهم، مسوقين بإرادتهم الشريرة النجسة. وكما يُستفاد من نور تعليم الكتاب أنه خيرٌ للطفل أن يموت في طفولته من أن يكبر ويعيش في الشر، ثم يموت في حالة عدم الإيمان بعد العصيان والتمرد على الله.

(6) يعترض البعض على عدم إعطاء الكنعانيين فرصة للتوبة، ظانين أنهم كانوا يتوبون لو أمر الله بني إسرائيل بإرشادهم وتعليمهم بدلاً من إهلاكهم. فعلاوة على ما سبقت الإشارة إليه في النقطة الثانية نقول: إن كان الله قد قَصَّر عهد النعمة لتلك الأمم الأثيمة فلا بد أنه قد تصرّف بحكمة، ورأى بعلمه السابق أن الإرشاد ما كان يفيد أولئك الفُجّار الأثمة!

(7) كان بقاء بني إسرائيل في حالة التعبّد الصحيح يستلزم ليس فقط إخضاع أولئك الأثمة وإذلالهم، بل استئصالهم والقضاء عليهم، لأنهم لو بقوا في أرض كنعان لكانوا خطراً دائماً على طهارة عبادة الله، الأمر الذي قد حصل فعلاً (كما نرى أخيراً في تاريخ بني إسرائيل). فخير إسرائيل الروحي قضى بالانتقام من أولئك الشعوب الأثمة. فيمكننا أن نقول في الختام إن الله في معاملته الكنعانيين بالعدل لم يتعدَّ ناموس رحمته، بمعنى أنه بيَّن محبته لإسرائيل باستئصال أولئك الفجار، الذين لو بقوا لجلبوا عليهم الانحطاط الروحي.

قال المعترض: «جاء في تثنية 21: 18-21 أن الأبوين يشكوان الابن المتمرّد لشيوخ المدينة ليرجمه الشعب بالحجارة، مع أن أفسس 6: 4 تطالب الآباء بعدم إغاظة أولادهم».

وللرد نقول: (1) الابن الذي يأخذه أبواه للقضاة لينال مثل هذا الجزاء هو المعاند المارد المسرف السكير. (2) يتفق الأبوان في تقديم شكوى ضده لشيوخ مدينته. (3) يكون القضاة هم أصحاب الحكم القضائي بعد التحقيق. (4) لم نقرأ في كل التاريخ المقدس أن مثل هذا الأمر حدث. (5) مثل هذا القانون يضمن سلامة الأسرة والمجتمع، وهو لا يتعارض مع أفسس 6: 4 «أيها الآباء، لا تغيظوا أولادكم، بل ربّوهم بتأديب الرب وإنذاره».

اعتراض على تثنية 22: 13-21 - ماء اللعنة

انظر تعليقنا على العدد 5: 11-31

قال المعترض: «ورد في تثنية 23: 2 ألاّ يدخل ابن زنى في جماعة الرب. وهذا خطأ، وإلا يلزم أن لا يدخل داود ولا آباؤه إلى فارص بن يهوذا في جماعة الرب، لأن فارص من أولاد الزنا كما في تكوين 38 وداود من الجيل العاشر كما يُعلم من نسب المسيح المذكور في لوقا».

وللرد نقول: ما ورد في سفر التثنية هو عن العمونيين والموآبيين عُبّاد الأوثان، الذين كانوا يمارسون الزنا كجزءٍ من العبادة، فلا يجوز أن يدخلوا في جماعة الرب إلا بعد مضي مدة طويلة، لينسوا عاداتهم الذميمة، لئلا يُفسدوا شعب الله. ولكنه لا يصدق على داود ولا على شعب الله. فلا يجوز أن يقف المُصرّ على خطاياه أمام الله، أما من تاب وندم فتُقبل توبته.

قال المعترض: «نقرأ في تثنية 23: 3 ونحميا 13: 1 أن موآبياً لا يدخل في جماعة الله إلى الأبد، ولكن سلسلة نسب متى ولوقا تقولان إن راعوث الموآبية هي جدّة المسيح من داود، وهذا تناقض».

وللرد نقول: لا بد أن بني إسرائيل فهموا كتبهم المقدسة جيداً، ولا بد أنهم يعرفون راعوث 4: 21، 22. ولكنهم لم يفسّروا آيتي التثنية ونحميا كما فسّرها المعترض! ولو أنهم فهموهما كما فهمهما المعترض لرفضوا كل ملوك يهوذا الذين وُلدوا من نسل داود الذي جاء من جدته راعوث! وقد فسّر علماء بني إسرائيل هاتين الآيتين هكذا: «لا يجب أن رجلاً عمونياً أو موآبياً يتزوج امرأة من جماعة الله إلى الأبد، ولا حتى إلى الجيل العاشر» (عن الترجوم الفلسطيني). وهكذا لم يدخل رجل موآبي في جماعة بني إسرائيل، إلا إن اعتنق الديانة اليهودية. وربما انطبق القانون على النسوة، ولكن راعوث اعتنقت اليهودية (راعوث 1: 16). ومن نحميا 13: 3 و23-28 نرى أن نحميا فهم تثنية 23: 3 على أنها تمنع عابدي الوثن الموآبيين من الدخول في جماعة بني إسرائيل.

كما أن التثنية تحدد «للجيل العاشر». ولم يكن المسيح موآبياً بل يهودياً بالميلاد، حتى لو أن جدته موآبية منذ أجيال طويلة، عددها أكثر من عشرة أجيال!

قال المعترض: «نفهم من تثنية 24: 1 أنه يجوز الطلاق في شريعة موسى لكل علة، ويجوز للرجل أن يتزوج المطلقة، وكلاهما غير جائز في الشريعة المسيحية إلا لعلة الزنا، ومن تزوج بمطلقة يزني (متى 5: 32). وورد في متى 19: 3-10 أن الفريسيين سألوا المسيح: «هل يحل للرجل أن يطلق امرأته لكل سبب؟» أجابهم: «أَمَا قرأتم أن الذي خلق من البدء خلقهما ذكراً وأنثى؟.. فالذي جمعه الله لا يفرِّقه إنسان». ولما استفهموا: «لماذا أوصى موسى أن يُعطى كتابُ طلاقٍ فتطلَّق؟» أجابهم: «إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هكذا». وأوضح لهم أن الطلاق لا يجوز إلا لِعلة الزنا. وهذا يعني أن المسيحية نسخت اليهودية».

وللرد نقول: قالت الشريعة الموسوية إنه إذا تزوَّج رجل ولم تجد زوجته نعمة في عينيه لأنه وجد فيها «عيب شيءٍ» وطلّقها، فلا بأس أن يتزوجها غيره. ولكن لا يجوز رجوعها إلى الأول. فقوله «عيبُ شيءٍ» عبارة عمومية تشمل الزنا. وقال بعض علماء بني إسرائيل: المراد بعيب شيء: الزنا، فإذا تابت جاز اقترانها برجل آخر، والله دوماً يقبل التائبين. فإذا صحَّ هذا التفسير اليهودي فلا تناقض بين الشريعة الموسوية والشريعة المسيحية. على أن المسيح جاء ليكمل الناموس اليهودي لا لينقضه (متى 5: 17).
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «ورد في تثنية 24: 16 «لا يُقتل الآباء عن الأولاد، ولا يُقتل الأولاد عن الآباء. كل إنسان بخطيته يُقتل». وهذا يناقض ما جرى لعخان، الذي قُتل أولاده الأبرياء معه، كما جاء في يشوع 7: 24».

وللرد نقول: ما جاء في التثنية أمرٌ للقضاة الذين لا يجب أن يصدروا حكماً على أحد إلا بعد التحقيق وثبوت التهمة. والقاضي لا يحكم على نية المتهم ولا على دوافعه الداخلية. وليس للقاضي أن يتدخل في شئون المتهم العائلية، لأنه ليس قاضياً على العائلات ولا على مدن بأكملها. وقد أمر الله في التثنية بعدم قتل أحد بجريمة آخر لأن بعض الدول الوثنية الظالمة كانت تفعل ذلك، كما حدث مع هامان (أستير 9: 13) والذين اشتكوا على النبي دانيال (دانيال 6: 24). والله القاضي العادل يريد لقضاة شعبه أن يكونوا عدولاً.

أما ما جرى مع عخان فكان بأمر الله الذي يعرف القلوب، والذي معه أمرنا، والذي يرى الجريمة بكل تفاصيلها. وهو يعرف مقدار تورّط عائلة عخان معه في إخفاء ما سرقه، فأمر يشوع: «قم. لماذا أنت ساقط على وجهك؟ قد أخطأ إسرائيل، بل تعدّوا عهدي الذي أمرتُهم به، بل أخذوا من الحرام» (يشوع 7: 11).

راجع تعليقنا على خروج 20: 5.

قال المعترض: «في تثنية 27: 2، 3 أمر موسى بني إسرائيل: «فيوم تعبرون الأردن إلى الأرض التي يُعطيك الرب إلهك، تقيم لنفسك حجارة كبيرة، وتَشِيدها بالشِّيد، وتكتب عليها جميع كلمات هذا الناموس». وكتابة التوراة على الحجارة أمر مُستبعَد».

وللرد نقول: الأغلب أن موسى طلب من بني إسرائيل أن ينقشوا الأقوال الأخيرة التي أوصاهم بها الرب على الحجارة، لتكون نصب أعينهم، وتبقى ثابتة، لأنها ملخّص الشريعة وخلاصتها، وقد قال في تثنية 32: 46، 47 «وجّهوا قلوبكم إلى جميع الكلمات التي أنا أشهد عليكم بها اليوم، لتوصوا بها أولادكم، ليَحرصوا أن يعملوا بجميع كلمات هذه التوراة، لأنها ليست أمراً باطلاً عليكم، بل هي حياتُكم، وبهذا الأمر تُطيلون الأيام على الأرض التي أنتم عابرون الأردنَّ إليها لتمتلكوها». فالتوراة حياتهم، وعلى حفظها تتوقف سعادتهم.

وإذا فُهِم أنه طلب نقش جميع التوراة لما كان ذلك مستحيلاً على أمة عزيزة قوية، فقد كانت الأمم في الأزمنة القديمة ينقشون على الحجارة ما يرغبون تخليده، كما فعل قدماء المصريين الذين شيَّدوا المعابد الهائلة ورسموا عليها طرق عبادتهم ومعاملاتهم وأخبار حروبهم. وقد مضت عليها ألوف السنين وهي باقية إلى اليوم.

ثم أن أنبياء بني إسرائيل كانوا يقيمون الحجارة تثبيتاً للعهد، فقد أوصى يشوع بني إسرائيل أن يحفظوا شريعة الرب وقطع عهداً معهم، وأخذ حجراً كبيراً ونصبه، ثم قال لجميع الشعب: «إن هذا الحجر يكون شاهداً علينا، لأنه قد سمع كل كلام الرب الذي كلمنا به، فيكون شاهداً عليكم لئلا تجحدوا إلهكم» (يشوع 24: 27). وفي تكوين 31: 45 أقام يعقوب حجراً ليكون شاهداً، فكانت العادة إقامة النصب للشهادة وتثبيت العهد، وهو يؤيد ما قلناه من أن بني إسرائيل كانوا أحرص الناس على حفظ التوراة.

قال المعترض: «جاء في تثنية 31: 2 قول موسى للشعب: «أنا اليوم ابن 120 سنة. لا أستطيع الخروج والدخول بعد، والرب قد قال لي: لا تعبر هذا الأردن». بينما يقول في تثنية 34: 7 «وكان موسى ابن 120 سنة حين مات، ولم تكل عينه ولا ذهبت نضارته». وهذان قولان متناقضان».

وللرد نقول: لا يُفهَم من تثنية 31: 2 أن موسى قد ساد عليه الضعف الذي يلازم الشيخوخة عادة، بل فقط أنه «لا يستطيع الخروج والدخول بعد» وهو تعبير يُقال أحياناً عن قادة الشعب للدلالة على مركزهم وعملهم (قارن عدد 27: 17). ولا شك أن موسى كان يشعر بقُرب نهاية أيامه على الأرض، وكان بنو إسرائيل في ذلك الوقت قد وصلوا إلى نهر الأردن، ولم يكن ممكناً له أن يقودهم في عبور النهر، لأن الله كان قد أمر بهذا. فيُستفاد من قوله هنا إنه يقول للشعب إنه أوشك أن يتركهم، ولم يعُد ممكناً له أن يظل قائداً لهم. وإذا فسَّرنا كلامه هنا بهذا التفسير نجد الفصلين على تمام الاتفاق.

قال المعترض: «لو كان سفر التثنية وحي الله لموسى لعبّر عن نفسه بصيغة المتكلم، ولَمَا كان يعبّر عن نفسه بصيغة الغائب كما في تثنية 31: 9، 46، 47».

وللرد نقول: راجع تعليقنا على تثنية 1:1-5.

قال المعترض: «جاء في تثنية 32: 4 «هو الصخرُ الكاملُ صنيعُه. إن جميع سُبُله عدلٌ. إلهُ أمانةٍ لا جَوْر فيه. صِدِّيق وعادلٌ هو». وهذا يعني أن الله عادل. ولكن هذا منقوض بقوله في عاموس 3: 6 «هل تحدث بليَّة في مدينة والرب لم يصنعها؟».

وللرد نقول: يمكننا التوفيق بين التعليم السامي الجليل عن الله، وبين الآيات التي تُظهر كأنه هو منشئ الشر، مثل عاموس 3: 6 وإشعياء 45: 7 وإرميا 18: 11 و2تسالونيكي 2: 11، 12 وغيرها.

(1) عند درس قرينة النص الوارد في عاموس نجد أن الكلام لا يُقصد به الشرور الأخلاقية بل النكبات الطبيعية كالزلازل والعواصف وغيرها. فهذه المصائب لا يمكن أن تقع على مدينة ما لم يسمح بها الله الذي هو ضابط الطبيعة ومُسيِّرها. فلا يظن أحد أن سماح الله بوقوع مثل هذه النكبات يتعارض مع قداسته وصلاحه، إذ بهذه الوسيلة يعاقب فاعلي الشر وفي الوقت نفسه يؤدب أولاده لخيرهم. فلا بد إذاً أن يتمم مقاصده الصالحة بهذه الطريقة لمجد اسمه ولخير الناس، لأن الضيقات قد تكون باعثاً للناس على التوبة والرجوع إلى الله. فالإنسان يشبه طفلاً يحسب تأديب أبيه له قساوةً وخشونة، إلى أن يكبر ويدرك معنى الشر ونتائجه الوخيمة (قارن عبرانيين 12: 5-11). ويقول بعض بسطاء الفكر: لو كان الله صالحاً وشفوقاً لما سمح بالجوع والوباء والحروب وأمثالها مما يؤلم البشر. وهؤلاء يجهلون أن هذا العالم شرير، ولا بد من وقوع القصاص عليه لإصلاحه.

(2) فما هو موقف الله من الشر؟.. يتساءل بعضهم: إن كان الله لا يمدّ اللص بهواءٍ يستنشقه وطعام وشراب يغذّي بهما بدنه لا يستطيع أن يسرق ويسلب! وهذه حقيقة لا يمكن إنكارها. ولكن هل يعني هذا أن الله يوافق على شر الشرير؟ كلا البتة! فهو يشرق شمسه على الأبرار والظالمين! ولكن الشرير يستخدم وسائط الحياة والراحة وسيلةً لإتمام مقاصده السيئة. وهذا يعني أن الله يسمح بوقوع الشر لكنه لا يصادق عليه. فهو يعامل الإنسان باعتباره مسئولاً أمامه. ومع أنه قادر على كل شيء، لكنه لا يرغم الخاطئ على التوبة، ولو أنه يُطيل أناته عليه ليتوِّبه، كما أن روح الله يبكت الخاطىء ليقوده إلى التوبة. فلا يوجد إذاً أقل احتجاج على قداسته.

(3) لا يزال أمامنا سؤال آخر: يقول الكتاب إن الله أحياناً يسبِّب حدوث الشر، وليس فقط يسمح بوقوعه كما يقول في 2تسالونيكي 2: 11، 12 «ولأجل هذا سيرسل إليهم الله عمل الضلال حتى يصدّقوا الكذب، لكي يُدان جميع الذين لم يصدقوا الحق، بل سُرُّوا بالإثم».. والقول: «سيرسل إليهم الله عمل الضلال» معناه أن الله لا يمنع الشرير من ارتكاب الشر، فيجد الشيطان مجالاً لإتمام مقاصده الشريرة. قد يسمح الله للأشرار بالوقوع في الشر والخطأ قصاصاً منه للذين يتعمَّدون الحيدان عن الحق ويرفضونه. وهو أحياناً يعاقب الشرير على فعل الشر بأن يسمح للشرير بالوقوع في شرٍّ أردأ. فالله لا يمنع الشرير غير التائب من ارتكاب الشر عندما يقصد أن يتمادى في شره. وفي رومية 1: 18-24 ينسب الرسول بولس انحطاط الوثنيين الأخلاقي إلى قضاء الله العادل، لأنهم يحجزون الحق بالإثم ويعبدون الأوثان. فلا نجد هنا تناقضاً بين صفات الله المختلفة. فهو صالح وعادل في الوقت نفسه، كما أن القاضي الجالس على كرسي القضاء كثيراً ما يحكم على المجرمين بالإعدام ولو كان ذا قلب عطوف. فالصلاح والعدل صفتان مجتمعتان معاً، دون أن تتعارضا.. فعندما يقول الكتاب إن الله قد أرسل عمل الضلال أو ما يشبه هذا، فهو يقصد تنفيذ قصاصه العادل بأن يكفّ عن محاولة إرجاع الخاطئ بعمل روحه القدوس فيه.

قال المعترض: «جاء في تثنية 33: 2 «جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير، وتلألأ من جبل فاران وأتى من ربوات القدس، وعن يمينه نار شريعة لهم». فما هو المقصود بسيناء وسعير وفاران؟».

وللرد نقول: جبال سيناء وسعير وفاران، ثلاثة جبال متجاورة تقع في شبه جزيرة سيناء، جاء ذكرها معاً في تثنية 33 الذي يحوي بركة موسى لبني إسرائيل قبل موته، فقال إن الله جاءهم في جلال ومجد على قمم هذه الجبال الثلاثة ليقطع معهم عهداً ويعطيهم شريعته، وذلك من سيناء، من الشرق كما تشرق الشمس. وكان السحاب على جبل سيناء كثيفاً يشبه الدخان، فكان الجبل يرتجف كله (خروج 19: 18). ويقول المرنم في مزمور 68: 8 «الأرض ارتعدت. السماوات أيضاً قطرت أمام وجه الله. سينا نفسه من وجه الله إله إسرائيل».

وأشرق الله لبني إسرائيل من جبل سعير، وهو أرض أدوم الجبلية على الجانب الشرقي من البرية العربية.

وتلألأ الله لهم من جبل فاران، وهي صحراء جنوب يهوذا (1صم 25: 1-5) شرق برية بئر سبع وشور (تكوين 21: 14، 21). وكانت فيها مدينة قادش (العدد 13: 26) وبطمة فاران، المعروفة اليوم باسم إيلات، غرب العقبة على البحر الأحمر (تكوين 14: 6). وفي هذه البرية تنقّل بنو إسرائيل أربعين سنة. وقد جاء ذكر فاران في تكوين 14: 6 والعدد 10: 122 و12: 16 و13: 3 وتثنية 1:1 و1ملوك 11: 18 وفي غير ذلك.

وفي تثنية 33 يذكّر موسى بني إسرائيل بفضل الله عليهم، بأن أعطاهم شريعته فضاءت لها القمم العالية لجبال سيناء وسعير وفاران، الجبال الثلاثة المتجاورة الواقعة في شبه جزيرة سيناء. هناك قطع الله عهده معهم، لأنه أحبهم، وهم جلسوا عند قدميه يتقبَّلون أقواله (آية 3) فأوصاهم بشريعة موسى، ميراثاً لآل يعقوب (آية 4).

قال المعترض: « قال آدم كلارك إن أصحاح 34، الأصحاح الأخير من التثنية ليس من أقوال موسى، لأنه يذكر خبر وفاة موسى، ولا يمكن أن يذكر الإنسان خبر وفاته ودفنه. فآخِر أقوال موسى هي أصحاح 33».

وللرد نقول: ألهم الروح القدس يشوع ليكتب السفر التالي لسفر التثنية، وهو سفر يشوع، وألهمه أن يدوِّن ختام سفر التثنية، فيكون تثنية 34 هو الأصحاح الأول من سفر يشوع، ولكنه نُقل من سفر يشوع وجُعل في آخر سفر التثنية على سبيل الإتمام. وهذا الرأي هو طبيعي إذا عرفنا أن التقاسيم والفواصل والأصحاحات جاءت بعد تدوين هذه الكتب بمدة طويلة، فإنه في تلك الأزمنة القديمة كانت عدّة كتب تتصل ببعضها في الكتابة بدون فواصل، فكان يمكن نقل أوّل كتاب إلى آخر الكتاب السابق، فيُعتبر مع تمادي الزمن خاتمة له.. وقال أحد المفسرين: «لا بد أن يشوع توجَّه مع موسى إلى الجبل، فكما أن إيليا وأليشع كانا يسيران ويتكلمان، وإذا مركبة من نار وخيل من نار فصلت بينهما، فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء (2ملوك 2: 11) كذلك كان الحال مع موسى ويشوع، فإن يشوع كان ملازماً لموسى إلى أن أخذه الله منه، فسجّل يشوع قصة موت موسى».

وقال أغلب مفسري اليهود إن الذي كتب الأصحاح الأخير من التثنية هو يشوع، وقال البعض الآخر إنه عزرا، وقال البعض الآخر إن السبعين شيخاً دوّنوه بعد وفاة موسى، فإن كتاب التثنية ينتهي في الأصل بهذه الآية: «طوباك يا إسرائيل، من مثلك يا شعباً منصوراً بالرب ترس عونك».

اعتراض على تثنية 34: 7 - نضارة موسى

انظر تعليقنا على تثنية 31: 2

قال المعترض: «جاء في التثنية 34: 10-12 «ولم يقم بعد نبي في إسرائيل مثل موسى». ولكن أنبياء كثيرين عملوا معجزات مثل موسى وأعظم».

وللرد نقول: لا تقول عبارة التثنية إنه لن يقوم نبي كموسى، ولكن إلى وقت كتابة هذا الأصحاح لم يقم نبي كموسى.. ثم أن عظمة موسى كانت في الشريعة التي أعطاها الرب له، أكثر منها في المعجزات التي أجراها، وفي أن الرب كان يكلم موسى وجهاً لوجه كما يكلم الرجل صاحبه (خروج 33: 11) وفي هذا ليس لموسى نظير!
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول الأسفار التاريخية

شبهات وهميَّة حول سفر يشوع


المعترض: «قال البعض إن سفر يشوع هو وحي الله ليشوع، وقال آخرون إنه كان وحياً لفينحاس، وقال آخرون إنه لألعازر، وقال آخرون إنه لصموئيل النبي، وقال آخرون إنه لإرميا، مع أن بين يشوع وإرميا 850 سنة».

وللرد نقول: يؤكد بنو إسرائيل حفظة الكتب الإلهية أن هذا السفر أُوحي به ليشوع بن نون، الذي يعتبره بنو إسرائيل كاعتبارهم لموسى، لأن الله أجرى على يديه معجزات باهرة كالتي أجراها على يد موسى، ففلق نهر الأردن، ومنحه النصر على أعدائه، فكان كلامه وحياً إلهياً مؤيَّداً بالمعجزات، فتعبَّدوا بتلاوة سِفره في معابدهم تذكاراً للمراحم الإلهية، وقد سُلِّم هذا السفر لسبط لاوي حَفَظة الكتب المقدسة بهذا العنوان ولباقي الأسباط، وهم بدورهم سلَّموه للخلف من جيل إلى آخر. وتدل لغته على قِدَم عهده، فهي عبرية محضة لم يشُبْها شيء من اللغة الكلدية، وهي تشبه لغة كتب موسى، مما يدل على كتابته بعد موسى بقليل، وأن كاتبه هو يشوع بن نون.

وقد صدَّقت باقي الأسفار المقدسة على ما ورد فيه من الحوادث، فذُكر في مزمور 78:53-56 و44:2-4 فتح كنعان وتقسيمها، كما جاء في سفر يشوع. وذُكر انفلاق نهر الأردن في مزمور 114:1-5 وحبقوق 3:8 كما ورد في سفر يشوع. وذُكر قتل الكنعانيين في حبقوق 3:11 و12 كالوارد في سفر يشوع 10:9-11. وذُكرت إقامة التابوت في شيلوه في سفر القضاة 18:31 وفي 1صموئيل 1:3 و9 و14 و3:21 كما ورد في سفر يشوع 18:1. ويشتمل كتاب يشوع على ما أظهره الله من المراحم العظمى لبني إسرائيل مدة ثلاثين سنة تحت حكم يشوع، وإتيانه لهم النصر على أعدائهم، فيشتمل على فتح أرض كنعان وتقسيمها على الأسباط الاثني عشر، وإظهار لطف الله وكرمه، وإنجاز مواعيده الصادقة التي وعد بها إبراهيم (تكوين 13:15) وإسحاق (26:4) ويعقوب (35:12) ويوسف (50:24) وموسى (خروج 3:8) من أنه سيعطي بني إسرائيل أرض كنعان، ويتضمن حماية الله لشعبه ووقايته لهم من أعدائهم وإظهار قوته وقدرته وعظمته، وأن الحرب هي بيده. وقد فضَّل الله بني إسرائيل على العالمين، وخصّهم بنعم كثيرة كإنقاذه لهم من فرعون، وفلق البحر لهم، وإغراق جيوش فرعون، وتسخير السحاب لهم، وإعطائهم التوراة.

قال المعترض: «في يشوع 1:5 قال الله ليشوع «أكون معك. لا أهملك ولا أتركك». ولكن نقرأ في يشوع 9:3 و4 أن أهل جبعون خدعوا يشوع. وهذا تناقض، يحمل معنى أن الله لم يحفظ وعده ليشوع».

وللرد نقول: عندما جاء أهل جبعون ليشوع طالبين حمايته، وحلفوا له كاذبين، لم يستشر الله، واعتمد على حكمته. ووجود الله مع عبده يستلزم وجود العبد مع ربه. فالرب معنا ما دمنا معه، وإن تركناه يتركنا. فلم يكن خداع أهل جبعون ليشوع تناقضاً مع وعد الله له، بل عدم ثبوت من يشوع في عهده مع الله. وفي هذا درس أخلاقي لنا: أن نكون مع الله نطلب إرشاده دائماً.

قال المعترض: «جاء في يشوع 2:1 «فأرسل يشوع بن نون من شطّيم جاسوسين سراً». فهل العمل السري المخادع مقبول عند الله؟».

وللرد نقول: التعليم المسيحي الواضح هو: «ليكن كلامكم نعم نعم، لا لا. وما زاد على ذلك فهو من الشرير (متى 5:37). ولكن هناك قضايا عامة يضطرنا الدفاع عنها إلى الحرب. ومتى كان غرض الحرب صالحاً يجوز استخدام الجواسيس والكمائن. وعندما أرسل يشوع الجاسوسين فعل ذلك كقائد حربي، ولا تقول التوراة إنه قام بذلك بإرشاد إلهي خاص. ولا غبار على استعمال الحكمة البشرية في أمور حياتنا، مع الاعتماد التام على عناية الله. فلم يكن من الحكمة أن يتورط يشوع بالدخول إلى بلاد غريبة عنه، معادية له، لا يعرف عنها شيئاً بدون أن يفهم أحوال سكانها.

قال المعترض: «جاء في يشوع 2:4 و5 «فأخذت المرأة الرجلين وخبأتهما وقالت: نعم، جاء إليَّ الرجلان، ولا أعلم من أين هما. ولست أعلم أين ذهب الرجلان. اسعوا سريعاً وراءهما حتى تدركوهما». فهل تمدح التوراة راحاب على كذبها وخداعها؟».

وللرد نقول: لا تقول التوراة إن الله رضي عما فعلته راحاب، فقد كان في ذلك خيانة لبلدها أريحا، وكذباً على شعبها. ولكن ما فعلته راحاب خطأٌ في الشكل ولكنه كان صواباً في الموضوع والنيَّة، فمدح كاتب رسالة العبرانيين (11:31) إيمانها لأن عملها برهن ثقتها في أن النصرة النهائية هي لشعب الله. لقد غيَّرت ولاءها من ملك أريحا إلى ملك إسرائيل الذي هو الله، ورأت أن قضية بني إسرائيل هي قضية الإله الحقيقي، وكل من يقاومها يرتكب أعظم الجرائم. ثم أن الكتاب المقدس لا يستر عيوب أبطاله، فكل البشر خطاة يحتاجون إلى غفران الله. واحد وحيد بلا عيب هو المسيح، الذي قدم نفسه فداءً عن البشر الخطاة.

إن قانون الله في الخطية والقداسة لا يتغيَّر مطلقاً، فالله كامل يطلب الكمال، ولكن ناموس الضمير الإنساني قد يتغيَّر بتغيُّر أحوال الناس. وكانت أحوال مجتمع راحاب محتاجة إلى إصلاح ورفعة.

قال المعترض: «ينتهي يشوع 4:9 بالقول «إلى هذا اليوم» ولا بد أن هذه العبارة أُضيفت إلى النص في تاريخ لاحق، وقد تكرر هذا الخطأ في أكثر كتب العهد القديم، ومن أمثلته ما جاء في يشوع 5:9 و8:28 و29 و10:27 و13:13 و14:14 و15:63 و16:10)».

وللرد نقول: قال يشوع إن الاثني عشر حجراً التي نُصبت في وسط الأردن هي باقية «إلى هذا اليوم» أي إلى يوم تدوين سفر يشوع، فيكون قد مضى على الحادثة نحو عشرين سنة. فكيف يقول المعترض أنها أُضيفت في تاريخ لاحق؟ وما هو دليله على ما يقول؟ إن الإضافة إلى النص تحدث إن أراد الإنسان أن يغيّر مبدأً من المبادئ، أو معنى من المعاني، أو يؤيد مذهباً خصوصياً من المذاهب. فإذا صدق قول المعترض، وأن شخصاً زاد هذه العبارة على النص، فما هو قصده؟ إنها لا تغيّر مبدأ ولا تؤيد مذهباً. ولماذا زيدت كلمة «إلى هذا اليوم» في الحوادث المذكورة التي ذكرها، ولم تُزَد في باقي الحوادث الأخرى المذكورة في التوراة؟ لقد تميَّز أسلوب يشوع بن نون باستعمال هذه اللفظة في سفره، كما يتضح من الثمانية مواضع التي ذكرها المعترض، فهي لازمةٌ في أسلوب يشوع في الكتابة.

انظر تعليقنا على تثنية 1:1-5

اعتراض على يشوع 6:21 -24 قتل الأطفال والشيوخ والحيوانات في أريحا

انظر تعليقنا على لاويين 27:28 و29 وعلى يشوع 8:28

اعتراض على يشوع 7:1 و24-26 - عائلة عخان دفعت معه عقاب خطيته.

راجع تعليقنا على خروج 20:5

قال المعترض: ورد اسم «عخان« في يشوع 7:18 «عكن« بالنون، والصحيح »عكر« بالراء».

وللرد نقول: ورد «عخان« بالنون ولم يرد بالراء في الأصل العبري للتوراة. لو سلَّمنا بأنه ورد عكر، فإنه عندما يُنقل الاسم العَلم من لغة إلى أخرى يحدث فيه تغيير. وقد وردت ألفاظ في العربية بالراء والنون. وقد جاء في تهذيب التبريزي: « يقال لوضع فراخ الطير «الوكور« و«الوكون«. الواحد «وكر« و«وكن».

قال المعترض: «جاء في يشوع 8:3-9 أن يشوع جنَّد 30 ألف رجلاً، ولكنه يقول في آية 12 إنه أخذ نحو خمسة آلاف رجل».

وللرد نقول: الفرق في العدد يرجع إلى أنه أقام كمينين، يختلف كلٌّ منهما عن الآخر. لقد جنَّد ثلاثين ألفاً، ثم أعدَّ خمسة آلاف رجل آخر يكمنون غرب عاي.

قال المعترض: »جاء في يشوع 8:28 »وأحرق يشوع عاي وجعلها تلاً أبدياً، خراباً إلى هذا اليوم«. ولكن جاء في نحميا 7:32 »رجال بيت إيل وعاي مئة وثلاثة وعشرون«. وهذا يعني أن مدينة عاي كانت مأهولة، وهذا تناقض«.

وللرد نقول: عبارة »خراباً أبدياً إلى هذا اليوم« تعني إلى يوم كتابة يشوع سفره. وقد مضت قرون بين يشوع ونحميا قام فيها جيل من الناس بتعمير مدينة عاي.

قال المعترض: «جاء في يشوع 8:28 أن عاي أُخربت تماماً. لكن نحميا 7:32 يقول إنها كانت عامرة بالسكان».

وللرد نقول: انظر تعليقنا على نحميا 7:32.

قال المعترض: «جاء في يشوع 8:28 «وأحرق يشوع عاي وجعلها تلاً أبدياً، وخراباً إلى هذا اليوم». فهل يوافق الله على الشدّة المتناهية التي تعارض قوانين الرحمة؟».

وللرد نقول: (1) تمَّ تخريب عاي بالنار بحسب العادات القديمة في معاملة الأمم المغلوبة، فقد كانت القسوة بربرية مخيفة في معاملة المغلوبين. ولو ذكرنا ما فعله يشوع لاعتبرناه من عمل الرحمة!

(2) كان أهل عاي أشراراً جداً، فكان لا بد من وقوعهم تحت القصاص الإلهي. لقد حذَّر الله أهل عاي الكنعانيين قبل هذا الحادث بأربع مئة سنة من أجرة الخطية عندما أحرق سدوم وعمورة، ولكنهم لم يتوبوا.

(3) كان قصد الله أن يطهّر البلاد من عُبَّاد الوثن قبل إقامة شعبه فيها، حتى لا يضللوهم بعبادة الأوثان. صحيح أن بني إسرائيل فشلوا في اتِّباع شريعة الله الصالحة، لكن الله جهَّز لهم كل ما يساعدهم على طاعة شريعته.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
[]قال المعترض: »جاء في يشوع 8:30 أن يشوع بنى مذبحاً للرب في جبل عيبال، مع أن آياتٍ توراتيةً كثيرة تدين بناء أماكن عبادة على المرتفعات، مثل إدانة الملك يربعام بناء »بيت المرتفعات« كما في 1ملوك 12:31، ومثل انتقاد الملك الصالح آسا والقول عنه »وأما المرتفعات فلم تُنزَع، إلا أن قلب آسا كان كاملاً مع الرب كل أيامه« (1ملوك 15:14).

وللرد نقول: لم تكن الإدانة على بناء أماكن عبادة للرب فوق التلال والمرتفعات، بل على العبادة الوثنية على التلال والجبال. بل إن موسى أمر بني إسرائيل في تثنية 27:2-8 أن يبنوا مذبحاً للرب على جبل عيبال.

قال المعترض: «يؤخذ من يشوع 10:1-11 أن بني إسرائيل لما قتلوا ملك أورشليم استولوا على مملكته، ولكن يُفهم من 15:63 أنهم لم يستولوا على أورشليم».

وللرد نقول: مع أن بني إسرائيل هزموا ملوك تلك الجهات واستولوا على معظم ممالكهم، إلا أنهم عجزوا عن الاستيلاء على بعض حصون أورشليم، إلى أن مَلك داود النبي وأخذ تلك الحصون.

قال المعترض: «ورد في يشوع 10:13 »فدامت الشمس ووقف القمر حتى انتقم الشعب من أعدائه. أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر؟«. وهذه الآية لا تكون من كلام يشوع، لأنها منقولة من سفر ياشر، ولا يُعرف متى كُتب. إلا أنه يظهر من 2صموئيل 1:18 أنه يكون معاصراً لداود. وقال المفسران المسيحيان هنري وأسكوت على يشوع 15:63 إن كتاب يشوع كُتب قبل بضع سنين من حكم داود، مع أن داود وُلد بعد موت يشوع بنحو 358 سنة، وإن الآية 10:15 زائدة».

وللرد نقول: استشهاد يشوع بكتاب ياشر لا يدل على أن هذا الأصحاح ليس من كلامه، وكتاب ياشر هذا هو (كما قال المؤرخ اليهودي يوسيفوس) يشتمل على تواريخ الحوادث التي حصلت لبني إسرائيل من سنة إلى أخرى، ولا سيما وقوف الشمس. ويشتمل أيضاً على أساليب الحروب (كما يُعلم من 2صموئيل 1:18). فلم يكن من الكتب الموحى بها، بل هو تاريخٌ، كتبه أحد المؤرخين الذي شاهد حوادث عصره، فاستحق أن يُسمى ياشر أو المستقيم، لأن ما كتبه كان مطابقاً للواقع، وحافظ عليه بنو إسرائيل ووضعوه في الهيكل.

أما قوله إنه يظهر من 2صموئيل 1:18 أن مؤلف كتاب ياشر (يشوع 10:13) كان معاصراً لداود، فنورد النصّ: «وقال (داود) أن يتعلم بنو يهوذا نشيد القوس، هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر». فهذا لا يدل على أن مؤلفه كان معاصراً لداود، بل على أن هذا الكتاب كان موجوداً في عصر داود، وأن مؤلفه من القدماء المتقدمين الذين يُستشهد بأقوالهم.

أما عبارة المفسرين المسيحيين هنري وأسكوت فقد اقتبسها المعترض مبتورة وترك المهم منها، فإنهما قالا إن يشوع استولى على أغلب مدن اليبوسيين، غير أن حصن أورشليم بقي في يد اليبوسيين. ويوجد فرق بين انهزام ملك في موقعة حربية وبين سقوط عاصمته، فبنو إسرائيل استولوا على بلاد اليبوسيين ثم استرجعها اليبوسيون ثانية، ثم طردهم بنو إسرائيل بعد موت يشوع (القضاة 1:8). فكان حصن صهيون في يد اليبوسيين إلى حكم داود، حتى أخذه داود منهم (2صموئيل 5:6-8).

وقال المفسران المسيحيان هنري وأسكوت: «يتَّضح من 2صموئيل 5:6-8 أن كتاب يشوع كُتب قبل حكم داود بسبع سنين«. فالمقصود هو أن هذا الكتاب كتب قبل أن يقوم ملك على إسرائيل، بدليل أن اليبوسيين كانوا ساكنين مع بني يهوذا. والأدلة على أن كاتب هذا السفر هو يشوع إجماع بني إسرائيل على ذلك، ثم أننا نجد ذلك في السفر نفسه، فقد ورد في يشوع 24:26 «وكتب يشوع هذا الكلام في سفر شريعة الله». وفي الآيات 1:1 و3:7 و4:1 و5:2 و9 و6:2 و7:10 و8:1 و10:8 و11:6 و13:1 و20:1 و24:2 يذكر يشوع الأقوال التي كلَّمه بها الرب. ونجد في أصحاحي 23 و24 خطاب يشوع قبل موته، فقد جمع قادة بني إسرائيل وقضاتهم وعرفاءهم، ثم خطب فيهم.

وكان يشوع الرجل اللائق لتدوين الحوادث المذكورة في هذا السفر، لأنها حصلت على يده، وقد نهج على منوال أستاذه موسى في تدوين الحوادث، ونَفَس هذا الكتاب هو مثل نَفَس شريعة موسى، وقد كان يشوع خادماً خصوصياً لموسى، فأخذ من نَفَسه وروحه. وقد أشار يشوع في أصحاح 5:1 أنه كان أحد الذين عبروا إلى كنعان.

قال المعترض: «جاء في يشوع 10:15 و43 أن بني إسرائيل رجعوا إلى الجلجال بعد وقوف الشمس وهزيمة الأموريين. ولكن جاء في ذات الأصحاح والآية 21 أنهم رجعوا إلى مقِّيدة».

وللرد نقول: ما جاء في يشوع 10:15 جزء من الاقتباس المأخوذ من سفر ياشر، والذي يبدأ من آية 12-15. وفي آية 21 نقرأ عن رجوع بني إسرائيل إلى المعسكر المؤقت في مقِّيدة، وبعد ذلك رجعوا إلى الجلجال.

قال المعترض: «جاء في يشوع 10:42 أن بلاد الكنعانيين خضعت لبني إسرائيل دفعة واحدة، بينما يقول في يشوع 11:18 إن ذلك استغرق أياماً كثيرة».

وللرد نقول: خضوع بلاد الكنعانيين لبني إسرائيل خاص بغزو الجزء الجنوبي من فلسطين، والذي تم في معركة واحدة، لا بد أنها استغرقت أياماً. أما الذي استغرق إخضاعه أياماً كثيرة فهو الجزء الشمالي.

قال المعترض: «جاء في يشوع 11:19 أن الحويين هم سكان جبعون، فهم جبعونيون. ولكن جاء في 2صموئيل 21:2 أنهم بقايا الأموريين».

وللرد نقول: يُطلق اسم «الأموريين« بصفة عامة على الكنعانيين، وخصوصاً على الكنعانيين سكان المنطقة الجبلية، أرض الحويين (قارن تكوين 15:16 والعدد 13:29 وتثنية 1:20 و21). ولما أُمر بإبادة الكنعانيين من الأرض (بخلاف الجبعونيين) فيمكن تسمية الجبعونيين «بقايا الأموريين أو الكنعانيين».

قال المعترض: «جاء في يشوع 12:10-23 أن يشوع ضرب ملوك عدد عديد من البلاد. ولكن في أماكن أخرى نجد أن هذه البلاد لا تزال في قبضة أصحابها الأصليين، كما نقرأ مثلاً في يشوع 15:63 و17:12 وقضاة 1:22 و29».

وللرد نقول: هناك فرق بين ضرب ملك وقتله وبين الاستمرار في احتلال بلده. فانتصار بني إسرائيل في محاربة بلد يتلوه الذهاب لمحاربة بلد أخرى، فيعود أهل البلد الأولى يقوّون حصونهم ويهاجمون بني إسرائيل من الخلف. هي حرب كرّ وفرّ إذاً، وهي عداوة بلا نهاية بين غازٍ ومهزوم. ولهذا نقرأ أن نفس المدينة هوجمت عدة مرّات بقيادة يشوع أو كالب أو غيرهما.

قال المعترض: «جاء في يشوع 13:7 و8 أن الله أمر يشوع: »الآن اقسِمْ هذه الأرض مُلكاً للتسعة الأسباط ونصف سبط منسى. معهم أخذ الرأوبينيون والجاديون مُلكهم الذي أعطاهم موسى في عبر الأردن نحو الشروق، كما أعطاهم موسى عبد الرب«. ويقول المفسر هارسلي إن هذا خطأ».

وللرد نقول: المعترض غير أمين في نقله من تفسير هارسلي، فلم يقُل هذا المفسر إن هاتين الآيتين خطأ. وكثيراً ما يفتري المعترض على الله وعلى العلماء الأكاذيب.. ولا نرى ما هو الخطأ في هاتين الآيتين، فهل تقسيم الأرض بالقرعة خطأ؟ لقد أمر الله به لأنه يمنع أسباب النزاع والتذمر والشكوى، ويخفِّف على الرؤساء فلا يتهمهم أحد بالميل والانحراف والاستبداد. لقد أمر الرب النبي موسى أن يستعين بالقرعة ليُعلِّم بني إسرائيل أن مالك الأرض الحقيقي هو الرب، وأن له الحق أن يتصرف بملكه كيف يشاء (عدد 33:54). والدليل على أن ما جاء في هاتين الآيتين صحيح أن كل سبط أخذ ما تنبأ عنه يعقوب في تكوين 49، وما تنبأ عنه موسى في تثنية 33. فهل يقول إن تحقيق النبوات خطأ، أو هل التصرف بالحق والحكمة هو الخطأ، أم كيف؟
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
قال المعترض: «ورد في يشوع 13:24 و25 أن النبي موسى »أعطى لسبط جاد بني جاد حسب عشائرهم، فكان تُخمُهم يعزير وكلَّ مدن جلعاد ونصف أرض بني عمون إلى عروعير، التي هي أمام ربَّة». وهذا يناقض قول التثنية 2:19 «فمتى قرِبْتَ إلى تجاه بني عمون لا تعادِهِمْ ولا تهجموا عليهم، لأني لا أعطيك من أرض بني عمون ميراثاً، لأني لبني لوط قد أعطيتها ميراثاً».

وللرد نقول: لم يمسّ بنو إسرائيل أرض بني عمومتهم بني عمون في عهد موسى، لأن هذه الأرض كانت في يد بني عمون. ولكن لما أخذ الأموريون من العمونيين جانباً عظيماً منها، حارب بنو إسرائيل الأموريين وأخذوا منهم أرض بني عمون. فلم يأخذ بنو إسرائيل الأرض من العمونيين بل من الأموريين. وكان الأمر لموسى في التثنية لما كانت الأرض في يد بني عمون، أما يشوع فتكلم على الحالة التي كانت موجودة في عصره، فقد ورد في القضاة 11:12-28 أن بني إسرائيل حاربوا الأموريين وأخذوا منهم أرض بني عمون. فلم يتعدَّ بنو إسرائيل على بني عمون ولا على أرضهم. فلا يوجد أدنى تناقض بين القولين.

راجع تعليقنا على تثنية 2:19.

قال المعترض: «جاء في يشوع 14:6 أن اسم والد كالِب كان يفُنَّة، ولكن 1أخبار 2:18 يقول إن اسم والده حصرون، و1أخبار 2:50 يقول إن اسم والده حور».

وللرد نقول: هناك عدَّة حلول: ربما كان هناك أكثر من شخص يحمل اسم كالب، أحدهم كالب بن يفنة. كما أن المؤرخ المقدس أحياناً ينسب الابن لجدّه أو لجدّه الأكبر، فيكون أحد هؤلاء الأشخاص جد كالب، والآخَر جده الأكبر. والدليل على هذا أن 1أخبار 2:50 يقول: »هؤلاء هم بنو كالب بن حور« مما يعني إمكانية إسقاط بعض الأسماء بين كالب وحور.

قال المعترض: «جاء في يشوع 15:1 أن نصيب سبط يهوذا من الأرض كان في الجنوب. يناقضه ما جاء في يشوع 19:34 أن نصيب سبط يهوذا كان إلى الشرق».

وللرد نقول: ما جاء في يشوع 19:34 يشير إلى أرض سبط يهوذا ومدنهم الواقعة شرق الأردن، وعددها ستون مدينة هي «حَوّوث يائير» آلت لسبط يهوذا لأن يائير مالكها كان من سبط يهوذا (راجع 1أخبار 2:4-22). هذه المدن الستون زيادة على نصيب سبط يهوذا الذي كان في الجنوب.

قال المعترض: «نقرأ في يشوع 15:8 أن أورشليم تقع في أرض سبط يهوذا. لكن جاء في يشوع 18:28 أنها تقع في أرض سبط بنيامين».

وللرد نقول: كانت أورشليم حصناً منيعاً تقع في ملتقى أرض سبطي يهوذا وبنيامين، فيمكن اعتبارها تابعة لأيٍّ منهما.

قال المعترض: «جاء في يشوع 15:33 أن مدينتي صرعة وأشتأول من نصيب سبط يهوذا، ولكننا نقرأ في يشوع 19:40 و41 وقضاة 18:2 ، 8 أنهما من نصيب سبط دان».

وللرد نقول: رأى يشوع أن البلاد الممنوحة لسبط دان أقل من حاجته (يشوع 19:47) فأعطى سبطُ يهوذا لسبط دان بعض بلاده الشمالية، كما أعطى سبط أفرايم لسبط دان بعض بلاده الجنوبية أيضاً. فيمكن اعتبار صرعة وأشتأول من نصيب يهوذا أولاً ومن نصيب دان أخيراً.

قال المعترض: «جاء في يشوع 17:15-18 أن أرض سبط أفرايم تقع غرب الأردن، لكن جاء في 2صموئيل 18:6 أنها تقع شرقه».

وللرد نقول: «وعر أفرايم المذكور في 2 صم 18:6 لا يقع داخل حدود أرض سبط أفرايم، لكن على جانب الأردن الشرقي. وأغلب الظن أن هذا الوعر (الغابة) أخذ اسمه من قتل الأفرايميين فيه قبل ذلك (قضاة 12:1-6).

قال المعترض: «ورد في يشوع 18:14 «وامتدَّ التخم ودار إلى جهة الغرب جنوباً من الجبل الذي مقابل بيت حورون جنوباً». فقوله من مقابل البحر خطأ، لأنه لم يكن في حد ساحل البحر».

وللرد نقول: الذي يراجع الأصل العبري (المأخوذة عنه الترجمة العربية) لا يجد أثراً لقوله البحر ولا ساحل البحر، بل وجد كلمة «الغرب« كما في التراجم العربية. ولعل المعترض اقتبس من ترجمة خاطئة، ذكرت كلمة البحر بدل كلمة الغرب، لأن البحر الأبيض المتوسط يقع في غرب أرض كنعان.

قال المعترض: «حدد سفر يشوع حدود سبط نفتالي، ثم قال في يشوع 19:34 »ووصل إلى أشير غرباً، وإلى يهوذا الأردن نحو شروق الشمس«. وهذا خطأ لأن حد يهوذا كان بعيداً في جانب الجنوب».

وللرد نقول: دخل في حدود سبط يهوذا بعض مدن لم تكن مندرجة في حدوده، لأن الستين مدينة المسماة «حَوّوث يائير« التي كانت واقعة على الجانب الشرقي من نهر الأردن مقابل نفتالي كانت معدودة من المدن التابعة ليهوذا، لأن يائير مالكها كان من ذرية يهوذا (1أخبار 2:4- 22)، ولذا قال في حدود نفتالي: «وإلى يهوذا الأردن نحو شروق الشمس».

راجع تعليقنا على يشوع 15:1.

قال المعترض: «الآيات الخمس الأخيرة من سفر يشوع (24:29-32) ليست من كلام يشوع، بل ألحقها فينحاس أو صموئيل النبي».

وللرد نقول: كتب صموئيل النبي خبر وفاة يشوع ليكون التاريخ الكتابي مستوفياً، فإنه لو ترك الأمر بدون تدوين خبر وفاة يشوع، لجاءت سيرة حياة يشوع ناقصة. وقد ذكرنا أن يشوع بن نون دوّن خبر وفاة موسى في آخر التثنية، فكذلك دوّن صموئيل النبي وفاة يشوع، وأضافه في آخر سفره (راجع تعليقنا على تثنية 34).

قال المعترض: «جاء في يشوع 24:32 أن يعقوب هو الذي اشترى الحقل من حَمُور أبي شكيم في شكيم. ولكن يتضح من أعمال 7:15 و16 أن الذي اشترى الحقل هو إبراهيم».

وللرد نقول: كانت شكيم أول مكان ظهر الله فيه لإبراهيم لما ذهب إلى أرض كنعان، وفيها بنى لله مذبحاً (تكوين 12:6 ، 7). ولابد أن إبراهيم اشترى الحقل ليقيم فيه مذبحه. ومضت 185 سنة حتى جاء يعقوب. والأغلب أن أهل شكيم استردّوا أرضهم، فعاد يعقوب يشتريها منهم. وخصَّص يعقوب جانباً من الحقل كمدفنةٍ.

راجع تعليقنا على تكوين 50:13
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول سفر القضاة

قال المعترض: «اختلفوا في النبي الذي كتب سفر القضاة فقال البعض إنه فينحاس، وقال آخرون إنه حزقيا أو إرميا أو حزقيال أو عزرا».

وللرد نقول: أجمع معظم علماء بني إسرائيل والمسيحيين أن كاتب القضاة هو النبي صموئيل، الذي كان آخِر قضاة بني إسرائيل. ويشتمل سفر القضاة على تاريخ 300 سنة، من موت يشوع إلى قيام عالي الكاهن، قضى فيها لبني إسرائيل ثلاثة عشر قاضياً أقامهم الله لينقذوا بني إسرائيل من أعدائهم، ومنح بعض هؤلاء القضاة قوة فوق عادية، وقد أشار الإنجيل إلى ثلاثة قضاة هم جدعون وباراق ويفتاح في الرسالة إلى العبرانيين. ويوضح هذا السفر فوائد طاعة الرب وأضرار عصيانه. فلما كان بنو إسرائيل يخطئون كان الله يؤدّبهم، ولما يرجعون إليه تائبين يرحمهم.

أما قول المعترض إن بني إسرائيل ينسبون رجماً بالغيب وحي سفر القضاة لصموئيل النبي، فكلامه كلام متعنت، لا يريد أن يقبل فضل بني إسرائيل على العالمين، وشرف محافظتهم على هذه الكتب الإلهية.

قال المعترض: «قال المفسر هارسلي إن قضاة 1:10-15 أضيفت إلى سفر القضاة في زمن لاحق».

وللرد نقول: لا ندري لماذا يقبل المعترض قول المفسر هارسلي دون تقديم برهانه على ما يقول! إن سفر يشوع والتكوين والعدد يؤيد ما ورد في هذه الآيات ويصدِّق عليه.

انظر التعليق على تثنية 1:1-5 وقضاة 17:7.

قال المعترض: «جاء في قضاة 1:19 «وكان الرب مع يهوذا فملك الجبل، ولكن لم يطرد سكان الوادي لأن لهم مركبات حديد». ولكن المسيح يقول في متى 19:26 «هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع».

وللرد نقول: لا يختلف أحد في قدرة الله على كل شيء، والتأمل الدقيق في القول إن يهوذا مَلَكَ الجبل، ولكنه لم يطرد سكان الوادي أصحاب مركبات الحديد، لا يرجع إلى عجز في قدرة الله، بل إلى عجز في همَّة وعزيمة وإيمان رجال سبط يهوذا. ولو شاء الله لزوّد سبط يهوذا بالقدرة الكافية لطَرْد سكان الوادي. ولو أن شعب يهوذا سلكوا بحسب مشيئة الله لاستطاعوا طردهم.

ونتأمل في آية أخرى تظهر كأنها تحدُّ قدرة الله. فيُقال في عبرانيين 6:18 «لا يمكن أن الله يكذب«. وهذا يعني وجود شيء غير مستطاع عند الله. غير أن هذا لا ينفي أنه يستطيع أن يفعل كل ما يشاء، وفي الوقت نفسه لا يستطيع أن يكذب أو أن يخطئ أو أن يغيب عن الوجود. ولو فعل هذا لما كان هو الله. ويقصد الرسول بقوله: »لا يمكن أن الله يكذب« أن وعد الله ثابت بقسَم، لا بسبب عجزه، ولا لأنه يكذب، ولكن ليطمئن البشر ضعفاء الإيمان ليثبت إيمانهم. وقد اعتاد المسيح أن يبدأ تعليمه بالقول: »الحق الحق أقول لكم«.

قال المعترض: «جاء في قضاة 2:22، 3:4 أن الله أبقى الكنعانيين في الأرض ليمتحن بهم بني إسرائيل. ولكن قضاة 3:2 يقول إنه أبقاهم في الأرض ليعلّموا بني إسرائيل الحرب».

وللرد نقول: أبقى الله الكنعانيين في الأرض للغرضين: ليمتحن بهم طاعة شعبه له وليضعوا بني إسرائيل على أهبة الاستعداد دائماً.

اعتراض على قضاة 4:4 - حواء، تابعة للرجل؟

انظر تعليقنا على تكوين 3:16

قال المعترض: «جاء في قضاة 8:27 أن جدعون ضلَّ عن عبادة الله، وضلّل بني إسرائيل وراءه. بينما يقول في العبرانيين 11:32 إنه من أبطال الإيمان. وهذا تناقض».

وللرد نقول: كلا القولين صحيح. لقد ضلَّ جدعون عندما أقام مركزاً لعبادة الله غير المركز الوحيد للعبادة والذي كان فيه تابوت العهد في مدينة شيلوه، وأدَّى هذا الخطأ لعبادة البعل بعد موته. ولكنه قبل ضلاله كان بطلاً في الإيمان، خلَّص شعبه من العبودية. كما أنه تاب بعد ضلاله، وأسلم وجهه لله «ومات جدعون بشيبة صالحة (قضاة 8:32).

اعتراض على قضاة 11:31 - معنى التحريم

انظر تعليقنا على لاويين 27:28 و29

قال المعترض: »جاء في قضاة 15:4 أن شمشون أمسك ثلاث مئة ابن آوى، وربطها ذَنَباً إلى ذَنَب، وأخذ مشاعل، وجعل بين كل ذَنّبين مِشعلاً، فكيف قدر شمشون أن يفعل هذا؟«

وللرد نقول: يجب أن نذكر أن شمشون كان مؤيَّداً بقوة علوية خارقة، حتى أنه قتل ألف رجلٍ بفك حمار (قضاة 15:15). فلم يكن مستحيلاً عليه أن يمسك ثلاث مئة ابن آوى.

قال المعترض: «ورد في القضاة 16:13، 14 قول شمشون لدليلة «إذا ضفرتِ سبع خصل رأسي مع السَّدَى، فمكنِتها بالوتد». فهنا جواب الشرط محذوف، وهو قوله: «أضعف وأصير كواحد من الناس».

وللرد نقول: جواب الشرط محذوف لدلالة ما قبله عليه، فقد جاء في آية 7 «فقال لها شمشون: إذا أوثقوني بسبعة أوتار طرية لم تجفّ، أضعف وأصير كواحدٍ من الناس». وجاء أيضاً في آية 11 «إذا أوثقوني بحبال جديدة لم تُستعمل أضعف وأصير كواحدٍ من الناس». وفي المرة الثالثة لم تكن هناك حاجة لتكرار جواب الشرط، لأن ما قبله يدل عليه مرتين.

قال المعترض: «يقول القضاة 16:30 إن شمشون انتحر، بينما يعتبره عبرانيين 11:32 أنه من أبطال الإيمان».

وللرد نقول: الذي يقرأ قصة موت شمشون في قضاة 16:23-31 يرى أن شمشون مات تائباً إلى الله، نادماً على خطاياه، ولم يقصد الانتحار، بل قصد الانتقام من أعداء الرب. وهو يشبه الجندي الشجاع الذي يموت في المعركة إذ تقول آية 30 «فكان الموتى الذين أماتهم في موته أكثر من الذين أماتهم في حياته«.

قال المعترض: «تقول القضاة 17:7 «وكان غلام من بيت لحم يهوذا، من عشيرة يهوذا، وهو لاوي متغرّب هناك« وهو خطأ، لأن الذي يكون من قبيلة يهوذا كيف يكون لاوياً؟«.

وللرد نقول: أبناء سبط لاوي يمكن أن يتزوجوا من غير سبطهم، كما فعل هارون (خروج 6:23). والرجل المذكور في قضاة 17:7 من سبط يهوذا من جهة والدته، وهذا هو سبب وجوده في بيت لحم، مع أنها ليست من مدن اللاويين، فاعتُبر من عشيرة يهوذا بالنظر إلى والدته، ومن سبط لاوي بالنظر إلى والده، فقيل إنه لاويّ.

اعتراض على قضاة 18:29 - اسم المدينة »دان«

انظر تعليقنا على تكوين 14:14

قال المعترض: «نفهم من قضاة 20:15، 47 أن عدد القتلى من سبط دان كانوا 26100 رجلاً. ولكن يتضح من قضاة 20:46، 47 أن العدد كان 25 ألفاً فقط».

وللرد نقول: مات 25 ألفاً في اليوم الأخير من الحرب، وهو الذي تطلق عليه آية 35 «في ذلك اليوم». وكان قد مات 1100 شخصاً في اليوم السابق.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول سفر راعوث

قال المعترض: «قال بعضهم إن حزقيا كتب سفر راعوث، وقال البعض الآخر إن عزرا كتبه، وقال بنو إسرائيل وجمهور المسيحيين إن كاتبه هو صموئيل النبي».

وللرد نقول: تحديد اسم كاتب أي سفر ليس مسألة جوهرية في تقرير قانونية السفر، ولا في أنه وحي من عند الله. راجع تعليقنا على تثنية 1:1-5، وعلى أول ما جاء من تعليقات على سفر يشوع.

قال المعترض: «سفر راعوث قصة عائلية غير معتبرة، وغير صحيحة».

وللرد نقول: هذه القصة مما يهذب النفوس والعقول، وتوضح فوائد التقوى الحقيقية والاتكال على الله، وأنه لا يتخلى عن المتقين بل يحفظهم ويحرسهم ويغنيهم ويكفيهم وغير ذلك.

اعتراض على راعوث 4:20 - متى عاش نحشون؟

انظر تعليقنا على العدد 1:7
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
شبهات وهميَّة حول سفر صموئيل الأول

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 1:1 أن ألقانة من سبط أفرايم، مع أنه من سبط لاوي كما يظهر من 1أخبار 6:16-27».

وللرد نقول: ألقانة لاوي من جهة سبطه، وأفرايمي من جهة محل إقامته، كما كان الأمر مع اللاوي المتغرب الذي أقام مع ميخا في بيت لحم (قضاة 17:7-13).

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 2:23 و24 أن عالي كان يوبّخ أولاده، لكن 1صموئيل 3:13 يقول إنه لم يفعل ذلك».

وللرد نقول: لا بدَّ أن عالي الكاهن وبّخ أولاده بتساهل، أو أنه وبّخهم ثم توقَّف، لما اكتشف أنهم لا يهتمون بتوبيخه، وأن النُّصح لا يُصلح من أمرهم.

قال المعترض: «ورد في 1صموئيل 2:30 قول الله لعالي الكاهن »إني قلتُ إن بيتك وبيت أبيك يسيرون أمامي إلى الأبد، والآن يقول الرب: حاشا لي فإني أكرم الذي يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون». ثم ذكر ما سيحل بعالي وابنيه من العقاب، وقال: »وأقيم لنفسي كاهناً أميناً«. وهذا يعني أن الله نسخ وعده لعالي الكاهن».

وللرد نقول: زال الكهنوت من بيت عالي بسبب ما اقترفه ابناه حفني وفينحاس من الفسق في بيت الله، وأخذهما تقدمات بني إسرائيل التي كانت تُقدَّم لله. وكان عالي يحذرهما وينذرهما من غضب الله فلم يسمعا، فأماتهما الله في يوم واحد، وسلط الله الفلسطينيين على بني إسرائيل فأخذوا تابوت عهد الرب. ولما سمع عالي وَقَعَ وانكسرت رقبته. فكانت عدم تربية أولاده سبب زوال الكهنوت عنهم وخراب البلاد، فإن الله يكره الخطية. وعد الله أن يبارك عالي ويجعل بيته ثابتاً راسخاً، بشرط طاعة أوامره فإنه قال: «أُكرم الذي يكرمونني والذين يحتقرونني يصغرون» (1صموئيل 2:30). وقال في تثنية 28 لشعبه إنه يباركهم إذا سمعوا وصاياه، وإذا حادوا عنها ضربهم. فهل يتوقَّع المعترض أن الله يُبقي القيادة في بيت عالي بعد اقتراف ابنيه الفسق في بيت الله؟

قال المعترض: «ورد في 1صموئيل 6:19 أن الله ضرب من أهل بيتشمس خمسين ألف رجلاً وسبعين رجلاً (50070 رجلاً)، وهذا مستحيل«.

وللرد نقول: استكثر المعترض هذا العدد على قرية بيتشمس، مع أن عبارة الكتاب المقدس لا تفيد أن عدد سكانها خمسون ألفاً، بل تقول إن الرب ضرب من الشعب 50070 رجلاً، فإن انتقال التابوت من مكان إلى آخر ليس من الحوادث العادية، فلابد أن يتبعه جماهير كثيرة. ولما أظهر البعض استخفافاً به، ضربهم الله ليتعلّموا توقير ما يختص بالشعائر الدينية المقدسة. والتوراة تقول إن الله ضرب من الشعب، ولم تنص على سكان بيتشمس.

قال المعترض: »جاء في 1صموئيل 7:13 »فذلَّ الفلسطينيون ولم يعودوا بعد للدخول في تخم إسرائيل، وكانت يد الرب على الفلسطينيين كل أيام صموئيل«. ولكننا نلتقي بالفلسطينيين يحاربون بني إسرائيل في 1صموئيل 9:16 و10:5 و13:5«.

وللرد نقول: قصد المؤرخ المقدس بالتعبير »ولم يعودوا للدخول في تخم إسرائيل« أنهم لم يعودوا للدخول بعض الوقت، وأنهم لم يعودوا بعد لاحتلال الأرض والسكن فيها، وهذا لا يعني عدم رجوعهم ليناوشوا ويهاجموا بني إسرائيل.

قال المعترض: »جاء في 1صموئيل 7:15 »وقضى صموئيل لإسرائيل كل أيام حياته«. ولكن صموئيل عاش بعد تمليك الملك شاول كما نرى في 1صموئيل 8:5 و12:1 و25:1«.

وللرد نقول: عندما ملك شاول تنازل النبي صموئيل عن مسئولياته المدنية، لا المسئوليات الدينية، وكان هناك فصلٌ بين الدين والسياسة، فلم يكن مسموحاً للملك أن يقوم بأي ممارسات دينية (كما في 2 أخبار 26:16-23) كما لم يعُد للأنبياء أية سلطات سياسية، ولكن النبي كان صوت ضمير الأمة للملك.

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 8:2 أن اسم ابن صموئيل البكر كان يوئيل، ولكن جاء في 1أخبار 6:28 أن اسم ابنه البكر كان «وشني».

وللرد نقول: اسم وشني معناه «الثاني». وكثيراً ما يحمل الشخص الواحد اسمين. وربما كان ابن صموئيل البكر هو ثاني أولاده، لأن البكر مات، فحمل الابن الثاني لصموئيل اسمين: اسم »يوئيل«، واسم «وشني« أي الثاني.

قال المعترض: «يقول في 1صموئيل 8:19 إن الشعب طلب أن يكون شاول ملكاً، ولكن 1صموئيل 9:17 و10:24 يقول إن الله هو الذي اختار شاول ملكاً، بينما 1صموئيل 10:20 و21 يقول إن شاول صار ملكاً بالقرعة».

وللرد نقول: الشواهد الثلاثة صحيحة، ويكمل أحدها الآخر. لقد أصرَّ الشعب أن يكون له ملك فأعطاهم الله رغبتهم، وهداهم بالقرعة ليختاروا شاول.

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 9:1 أن قيس والد الملك شاول اسمه أبيئيل. ولكن 1أخبار 8:33 و9:39 يقولان إن أبا قيس اسمه نِير».

وللرد نقول: الملك شاول هو ابن قيس بن أبيئيل بن نِير. وكان لقيس والد شاول أخ اسمه نير (يحمل اسم جدِّه) أنجب أبنير بن نير بن أبيئيل بن نير الجد الأكبر.

اعتراض على 1صموئيل 9:17 - كيفية اختيار شاول ملكاً

انظر تعليقنا على 1صموئيل 8:19

اعتراض على 1صموئيل 10:20 و21 - كيفية اختيار شاول ملكاً

انظر تعليقنا على 1صموئيل 8:19

اعتراض على 1صموئيل 10:24 - كيفية اختيار شاول ملكاً

انظر تعليقنا على 1صموئيل 8:19

قال المعترض: «نقرأ في 1صموئيل 12:11 أن بدان كان أحد قضاة إسرائيل. لكننا لا نجد هذا الاسم في سفر القضاة».

وللرد نقول: بدان هو ابن دان. والمقصود به شمشون.

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 14:3 أن أخيا بن أخيطوب كان رئيس الكهنة زمن شاول، ولكن 1صموئيل 21:1 يقول إنه أخيمالك، بينما يقول مرقس 2:26 إن اسمه أبياثار».

وللرد نقول: (1) من المحتمل أن يكون للشخص الواحد ثلاثة أسماء. (2) ولعل أبياثار كان قائماً مقام أبيه أخيمالك. (3) قد يكون أبياثار المذكور في مرقس 2:26 كاهناً وقت الحادثة المذكورة، وصار رئيساً للكهنة بعد ذلك، وأُطلق عليه اللقب الذي ناله بعد معاونته لداود.

انظر تعليقنا على مرقس 2:26.

اعتراض على 1صموئيل 14:50 و51 - اسم والد الملك شاول

انظر تعليقنا على 1صموئيل 9:1

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 15:2 و3 الأمر بقتل عماليق وكل رجاله ونسائه وأطفاله وبهائمه. فهل يصدر الإله الرحيم مثل هذا الحكم المخيف؟».

وللرد نقول: لا يجب أن ننسى أنه مخيفٌ هو الوقوع في يدي الله الحي (عب 10:31). ونرجو أن يراجع القارئ تعليقنا على يشوع 8:28.

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 15:35 إن صموئيل لم يعُد لرؤية شاول إلى يوم موته. لكن 1صموئيل 19:24 يقول إن صموئيل رأى شاول يوم تنبأ أمامه».

وللرد نقول: النصّان صحيحان. لم يذهب صموئيل ليرى شاول أبداً، ولكن شاول هو الذي ذهب إلى حيث كان صموئيل.

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 16:1 و2 قول الرب لصموئيل: »حتى متى تنوح على شاول وأنا قد رفضتُه عن أن يملك على إسرائيل؟ املأ قرنك دهناً وتعال أرسلك إلى يسى البيتلحمي لأني قد رأيتُ لي في بنيه ملكاً. فقال صموئيل: كيف أذهب؟ إن سمع شاول يقتلني. فقال الرب: خذ بيدك عِجْلةً من البقر، وقل: قد جئت لأذبح للرب». وهذا أمر لصموئيل بالكذب، بينما يقول الله في أمثال 12:22 «كراهة الرب شفتا كذب. أما العاملون بالصدق فرضاه».

وللرد نقول: التأمل الدقيق يظهر بطلان هذه التهمة. ففي 1صموئيل 16:1 و2 أمر الله صموئيل أن يمسح أحد بني يسى ملكاً على بني إسرائيل. ولما خاف صموئيل أن يفعل هذا، أمره الله أن يقدم ذبيحة في بيت يسى وأن يتَّخذ هذه فرصة لمسح الملك، فلم يأمر الرب نبيَّه أن يقوم بأمرٍ غير شريف. ولا ننكر أن صموئيل عندما سُئل عن سبب ذهابه إلى بيت يسى قال إنه جاء ليقدم ذبيحة لله. ولم يكن هذا كذباً، فقد ذهب إلى بيت يسى لهذا الغرض عينه، ولم يكن مفروضاً عليه أن يخبر سائليه بكل ما سيفعله في بيت يسى. كذلك أيضاً إذا سألنا سائل ونحن ذاهبون إلى بيت صديق لنا لنتشاور معاً في شراء قطعة أرض مثلاً، فليس من اللازم في حالة كهذه أن نجيب السائل بأكثر من القول إننا ذاهبون لزيارة صديق لنا. ولا يكون في جوابنا هذا شيء من الكذب أو المكر، فمن حقِّنا أن نكتم سرَّنا عمَّن لا شأن لهم به، أو من نعلم أنهم إذا عرفوه يسيئون إلينا. والإخفاء والكتمان يختلفان عن المكر والخداع، فإذا كان التكتم لغرض صالح فلا اعتراض عليه. وهذا يصدق في الأحوال الحربية والشؤون السياسية والمسائل الطبية وغيرها من الشؤون العادية. كذلك أيضاً في سياسة الله مع العالم ومعاملاته للأفراد يرى بحسب حكمته أن يخفي مقاصده إلى أن يحين الوقت الملائم لإعلانها. فنرى إذاً أن الله لم يرشد صموئيل في هذه القضية إلى الكذب، بل رسم له خطة تضمن سلامته.
 

ميرنا

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
15 أكتوبر 2005
المشاركات
22,034
مستوى التفاعل
562
النقاط
0
الإقامة
عند اقدامك اجثوا
وبهذه المناسبة نشير إلى ما جاء في 1ملوك 22:21 و22 حيث نقرأ: «ثم خرج الروح (روح الشر) ووقف أمام الرب وقال: أنا أغويه. وقال له الرب: بماذا؟ فقال: أخرج وأكون روح كذب في أفواه جميع أنبيائه. فقال: إنك تغويه وتقتدر. فاخرج وافعل هكذا». ومن يقرأ هذه الرواية قراءة سطحية يرى فيها كأن الله هو الذي خدع أخآب ملك إسرائيل الشرير. ولكن التأمل الدقيق يُظهر غير ذلك، فقد أراد روح الكذب أن يخدع أخآب، فقال له الرب: «فاخرج وافعل هكذا« أي أن الله أخلى سبيل هذا الروح الشرير الذي قصد أن يُغوي أخآب. ولو لم يأذن له لما استطاع أن يكون روح كذبٍ في أفواه أنبياء أخآب الكذبة. ولكن إذا سحب الله يده المانعة انفتح المجال لذلك الروح الشرير. وقد سمح الله لهذا الروح الشرير أن يُضلَّ أخآب قصاصاً له على عبادته الوثنية. ونرى في هذه القضية مثلاً لقصاص الشر بإنتاج شرٍ آخر. وهذا يرينا أن الله يسمح أحياناً بإضلال فعلة الشر قصاصاً لهم على التمادي في العصيان عليه وعدم التوبة.

انظر تعليقنا على 1ملوك 22:21 و22.

قال المعترض: »نفهم من 1صموئيل 16:10 أن يسى البيتلحمي، والد الملك داود، كان له ثمانية أبناء، ولكن 1أخبار 2:13-15 يقول إن داود هو سابع أبنائه. فهل كان له سبعة أبناء أم ثمانية؟«.

وللرد نقول: كان عدد أبناء يسى ثمانية أبناء يوم مُسح داود ملكاً حسب رواية 1صموئيل 16، ولا بد أن أحدهم مات دون أن يترك نسلاً، قبل تسجيل إحصاء 1أخبار، فسجل مؤرخ سفر الأخبار أسماء الأحياء السبعة من أبناء يسى.

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 16:21 أن داود وقف أمام شاول فأحبَّه شاول وجعله حامل سلاحه. ولكنه في 1صموئيل 17:15 يقول إن داود كان يرعى غنم أبيه».

وللرد نقول: قيام داود بحمل سلاح شاول لا يحتِّم أنه كان دائماً عند شاول. لقد كان ليوآب عشرة يحملون سلاحه (2صموئيل 18:15) ولابد أن شاول كان عنده أكثر من ذلك. ولم يتوظف داود عند شاول إلا في 1صموئيل 18:3.

قال المعترض: «الآيات 1صموئيل 17:18-31 و41 و51-58 و18:1-5 و9 و10 و11 و17 و18 غير موجودة في الترجمة اليونانية».

وللرد نقول: هذه الآيات التي يقول المعترض إنها غير موجودة في الترجمة اليونانية موجودة في النسخة العبرية التي هي الأصل الذي أخذت منه باقي الترجمات، كما أنها موجودة في نسخة أوريجانوس المحقِّق الإسكندري، وفي جميع النسخ ماعدا الترجمة اليونانية. وإذا قيل ما هو سبب حذف المترجم اليوناني لها؟ قلنا: ربما ظن المترجم وجود إشكال في هذه الآيات، وهو: كيف يجهل شاولُ وأبنيرُ داودَ، مع أنه ورد في 1صموئيل 16:16-23 أن شاول طلبه ليضرب على العود أمامه، وكان يستفيق من الاضطراب الذي كان يعتري عقله، حتى جعله حامل سلاح له، فكان ملازماً له؟ فكيف يستفهم شاول عن داود كما في 17:55 وفي الآيات التي بعدها ثم يجيبه أبنير: «لست أعلم ابن من هو». فلما رأى المترجم في النسخة السبعينية ذلك أسقط من ترجمته هذه الآيات وتوهم أنه يحل الإشكال بهذا التصرف.

ولنوضح أسباب عدم معرفة شاول لداود نذكر الاحتمالات الآتية:

(1) كان داود قد تغيَّر في هيئته بعد أن وصل إلى سنّ الرُّشد.

(2) لم يهتم شاول كثيراً بداود، فاعتبره مجرد واحد من رجاله الكثيرين.

(3) كان شاول مختلاً نفسياً، فنسي من كان يضرب له بالعود وقت اختلاله.

(4) عرف شاول داود، لكنه كان يسأل عن أسرته.

(5) تظاهر شاول بعدم معرفة داود حسداً، لأنه رأى عمله العظيم، فعزم أن يضعه تحت المراقبة.

قال المعترض: »جاء في 1صموئيل 17:50 و51 أن داود قتل جليات، ولكن 2صموئيل 21:19 يقول إن الذي قتل جليات هو أَلحانان بن يَعري أُرَجيم البيتلحمي».

وللرد نقول: قتل داود جليات الجتي، وقتل أَلحانان أخا جليات كما جاء في 1أخبار 20:5. وقد وقعت كلمة »أخا« من 2 صموئيل 21 من النسخة التي نُقِلت عنها ترجمتنا العربية، وقد كان المترجمون أمناء في ترجمة النص الحرفي الذي وجدوه. ثم وُجدت مخطوطة أقدم فيها كلمة »أخا« فأُضيفت إلى الترجمة العربية الحديثة.

قال المعترض: «جاء في 1صموئيل 17:54 أن داود جاء برأس جليات الفلسطيني إلى أورشليم، ووضع سلاحه في خيمته. ولكن من 2صموئيل 5:6 و9 يظهر أن داود أخذ أورشليم بعد قتل جليات بسنوات طويلة، كما يظهر من 1صموئيل 21:9 أن سلاح جليات كان في نوب».

وللرد نقول: حمل داود رأس جليات لأورشليم بعد أن صار ملكاً وأخذ أورشليم. والقول إنه وضع سيف جليات في خيمته لا يعني أنه أبقاه فيها، بل نُقل السيف بعد ذلك إلى نوب.

قال المعترض: »يقول 1صموئيل 18:10 »وكان في الغد أن الروح الرديء من قِبَل الله اقتحم شاول، وجُنَّ في وسط البيت«. فكيف يرسل الإله الصالح روحاً رديئاً؟«.

وللرد نقول: لما كان الله كلي السلطان، فإن أفعال الأرواح الشريرة تخضع لسلطانه. وكل ما يحدث في عالمنا هو من عمل الله، أو بسماح منه. وقد سمح الله للروح الرديء أن يهاجم شاول ويستولي عليه، لأنه كان قد رفض طاعة الله، فرفضه الله من المُلك. وسماح الله للروح الرديء أن يتملَّك من شاول يشبه سماحه للشيطان أن يجرِّب أيوب بالخسارة المادية والعائلية والمرض. ولكنه دائماً يحقق مقاصده الصالحة بالرغم من أعمال إبليس.

قال المعترض: »يقول 1صموئيل 18:19 إن مَيْرَب ابنة شاول أُعطيت لعَدْريئيل المحولي زوجة. ولكن 2صموئيل 21:8 يقول »وبني ميكال ابنة شاول الخمسة، الذين ولدتهم لعدرئيل ابن برزلاي المحولي«.

وللرد نقول: هناك احتمالان: (1) ماتت مَيْرب زوجة عدريئيل المحولي، فتزوَّج عدريئيل شقيقتها ميكال بعد أن طلقها داود. (2) أن يكون الأولاد الخمسة من نسل ميرب، ولما ماتت ربَّتهم خالتهم ميكال، فيكونون بنيها بالتربية.

اعتراض على 1صموئيل 19:24 - صموئيل لم يرَ شاول؟

انظر تعليقنا على 1صموئيل 15:35

اعتراض على 1صموئيل 21:1 - أخيا أو أخيمالك؟

انظر تعليقنا على 1صموئيل 14:3

قال المعترض: »جاء في 1صموئيل 28:6 »فسأل شاول من الرب فلم يُجِبْه الرب«. ولكن 1أخبار 10:14 يقول إنه لم يسأل الرب، فأماته«.

وللرد نقول: هناك كلمتان عبريتان تُرجما »سأل« الأولى »شآل« في سفر صموئيل وتعني السؤال العابر. والكلمة الثانية »داراش« في سفر الأخبار وتعني البحث الجاد والتفتيش. فيكون أن شاول سأل الرب سؤالاً عابراً عن مشيئته، لكنه لم يفتش عنها ولا طلبها بكل قلبه. الفرق إذاً هو في السؤال السطحي أو البحث عن الحقيقة.

قال المعترض: »جاء في 1صموئيل 28:8 أن الملك شاول قال لعرَّافة عين دور:»اعرفي لي بالجان، وأَصعدي لي من أقول لكِ«. فسألته العرافة: »من أُصعِد لك؟« فأجاب: »أَصعدي لي صموئيل«. وسألها شاول: »ماذا رأيتِ؟« فقالت: »رأيت آلهة يصعدون من الأرض.. رجل شيخ صاعد وهو مغطى بجُبَّة«. فعلم شاول أنه صموئيل. وقال صموئيل لشاول: »غداً أنت وبنوك تكونون معي، ويدفع الربُّ جيش إسرائيل أيضاً ليد الفلسطينيين«. والسؤال هو: كيف يسمح الله للعرّافة أن تقيم صموئيل من الموت، مع أن شريعة موسى تقول: »لا تدَعْ ساحرةً تعيش« (خروج 22:18)«.

وللرد نقول: كان الملك شاول في حالة رعب ويأس من معركة ضارية تنتظره، وهو صاحب العقل المشوَّش المريض، وكان الرب قد رفضه ولم يعُد يجيبه، فقرر أن يتَّصل بعالم الموتى ويستحضر روح صموئيل النبي ليطمئنه وينصحه، فقصد بيت العرافة لتستحضر له صموئيل. ولم يرَ شاول شيئاً، واكتفى بما قالته له العرافة. وفي تحليل ما قالته هناك احتمالان:

(1) أجْرت العرافة معجزةً بالاستعانة بالقوَى الشيطانية فاستحضرت روح صموئيل.. ولكن هذا الاحتمال مرفوض لأنه وُضِع للناس أن يموتوا مرة، ثم بعد ذلك الدينونة (عبرانيين 9:27) والموتى لا يعودون كما قال داود عن ولده الذي مات »أنا ذاهبٌ إليه، أما هو فلا يرجع إليَّ« (2صموئيل 12:23) وهناك هوَّة لا تُعبَر بين الأحياء والأموات (لوقا 16:24-27) كما أن الشياطين لا يقدرون أن يتحدّوا قوة الله (أيوب 1:10-12).

(2) لم تُحضِر العرافة صموئيل، لكنها كذبت على شاول في كل ما قالته له. وتقول التوراة إن الشياطين يخدعون الناس بإقناعهم أنهم يقدرون أن يتَّصلوا بالأموات، لذلك تقول الشريعة: »لا يوجد فيك.. من يسأل جاناً أو تابعةً، ولا من يستشير الموتى، لأن كل من يفعل ذلك مكروهٌ عند الرب« (تثنية 18:10-12).

ويتضح كذب العرافة من أنها قالت إنها ترى آلهة يصعدون من الأرض (آية 13)، وإنها رأت شيخاً صاعداً مغطى بجُبَّة (آية 14) وليس في الأرواح شيوخاً يلبسون جُبباً. ولم تذكر شيئاً جديداً عن مصير شاول ولا عن رأي صموئيل فيه، بل كررت آراء صموئيل التي سبق أن أعلنها عن شاول، والتي كان قد سمع بها الشعب كله.

قال المعترض: «نقرأ روايتين متناقضتين عن موت شاول، أولهما في 1صموئيل 31:3-5 وتقول إن شاول أُصيب بجرح قاتل، فسقط على سيفه منتحراً. والثانية في 2صموئيل 1:6-10، وتقول إن رجلاً من عماليق قتله بعد إصابته».

وللرد نقول: القصة الواردة في 1صموئيل هي الصحيحة، أما قصة العماليقي في 2صموئيل 1 فهي الرواية التي صاغها العماليقي ليرويها لداود، لأنه ظن أنه سيُفرح قلب داود بخبر موت شاول فيحصل على مكافأة. ولكن كذبه لم يحقق هدفه
 
أعلى