سلام المسيح،
نادراً ما تكون نيّاتنا نقيّة كلّ النقاء، فإنساننا العميق غالباً ما يكون ذا مصلحة وطالباً منفعة، سواء ماديّة أو منعنويّة.
"الحقّ القّ أقول لكم إنكم تطلبونني لا لأنكم رأيتم آيات بل لأنكم أكلتم من الخبز وشبعتم" (يوحنا 6: 26). فقول يسوع: الحقّ الحقّ أٌقول لكم" (وهي عبارة لا يقولها المسيح إلا لتأكيد شيء أساس) يعني الكثير ..... يعني ربّما أنّ الإنسان في الأساس وربّما كيانيًّا (بعد سقوط آدم) غير صادق (الإ بنعمة الربّ). وربّما ليس هناك إطلاقاً من عمل مجاني أ, فضيلة مجانية.
إن بطرس الرسول في رسالته الأولى الجامعة. عندما يذكر سلوانس، يكتب: "قد كتبت إليكم... على يد سلوانس الأخ الأمين (فيما يظنّ)" (1بطرس 5 :12) .... وكأنه بقوله "فيما أظنّ" يورد الشكّ في أمانته أو على الأٌُقل لا يبعد الشكّ في أمانته.
وداود النبي في مزاميره يقول أ:ثر من مرّة: "ليس من يعمل صلاحاً، حتّى ولا واحد" (مزمور 13: 1) .... ثمّ "كلاّ ولا واحد" (مزمور 13: 3). وذلك ايضاً في (المزمور 52: 3). ويقول ايضاً "من ذا الذي يقدر أن يتبيّن زلاته، نقّني من زلّاتي الخفيّة" (مزمور 18: 12).
ويجدر أن يوحي إلينا هذا بأن نتوب (عندما نتوب حقاً) توبه عميقة، توبة كيانيّة (وإلا تكون توبتنا غير ذات مفعول لكونها غير صائبة)، طالبين أن يرحمنا الربّ في أعماق أعماقنا .... وشاكرين له شكراً عظيماً نعمته ورحمته . آمين.