الحرية المسيحية ..

KERO KINGOOO

لا يوجد فى الجحيم من يشكر
عضو مبارك
إنضم
6 ديسمبر 2005
المشاركات
4,050
مستوى التفاعل
30
النقاط
0
الإقامة
فى مكان بعيد
الحرية المسيحية ..

الحرية المسيحية
يستطيع العالم في معمله أن يدرب فأراً لكي يحل لعبة ذكاء معينة في مقابل قطعة من الجبن، كما يستطيع أن يصنع إنساناً آلياً يقوم بأداء المهام المختلفة. ولكن؛ ورغم ذلك لا يستطيع الفأر أو الإنسان الآلي أن يكون صاحب قرارات حرة.

فالحرية أو القدرة على اتخاذ القرارات من الأشياء التي تميز الإنسان عن غيره فقد أعطي الفرصة على اتخاذ قراراته، وهذه الفرصة هي لحظة حاسمة حينما نسأل، نسمح وحتى حينما نجاهد من أجل اتخاذ قرار معين. وتعتبر خبرة اغتنام فرصة اتخاذ قرار هي خبرة إنسانية بالدرجة الأولى.

القدرة على اتخاذ القرار:
يستطيع الإنسان اتخاذ قراراته، ورغم تأثر الإنسان في بعض الأحيان بالضغوط والظروف إلا إنه لا يفقد قدرته على اتخاذ قراراته الحرة. فإذا تعرض شخصين لنفس الحدث أو الظرف فإنهما لن يتفاعلا معه بنفس الطريقة في أغلب الأحيان. ومن الصعب أن تنتزع حرية الاختيار من الشخص الذي يعي إنسانيته. ويمكننا تصوير ذلك عملياً بآبائنا الرسل والشهداء الذين ورغم إلقائهم في السجون المظلمة ووضع القيود في أيديهم وأرجلهم إلا أتهم لم يفقدوا أبداً حريتهم وقدرتهم على اتخاذ قرارهم. فالسجن لا يستطيع أبداً أن يفقد الإنسان حريته، فبالرغم من تقييد جسد الإنسان في مكان معين إلا أنه ما يزال حراً بفكره وروحه ومشاعره، ولا يستطيع أحد أن يحدد قدرته على اتخاذ القرار، ولذلك يستطيع أن يكون إنساناً مختلفاً بالكلية حتى وهو مسجوناً.

وتشرح العلوم السلوكية سلوكيات الإنسان كتفاعل طبيعي مع معطيات وراثية وبيئية بالإضافة إلى الظروف التي يمر بها. ويمكننا تشبيه الإنسان إلى حد ما – ومع فارق التشبيه- بالكومبيوتر الذي تقوم بإمداده بمعلومات معينة ويصل على النتائج بصورة تلقائية تبعاً للمعطيات. ولكن على الجانب الشخصي الإنساني، وإذا نظرت إلى الحياة الكاملة لإنسان معين فإنك تجد حياة متفردة غير متكررة في التاريخ البشري وعلى مستوى الإنسانية عامة.

ولا يتعرض الإنسان غالباً إلى مشكلة حرية الاختيار إلا حينما يكون الاختيار حيوياً وحاسماً بين اختيارين مختلفين. فإذا كان الأمر (س) مثلاً هو ذاته الأمر (ص) فإنه لا مجال في الدخول في اختيار نفس الشيء، ولكن حينما يكون الموضوع ذا أهمية حرجة فإنه تكون للإنسان قدرة واضحة على اتخاذ القرار.

أسئلة:
1. هل ترى أنه كلما مارس الإنسان قدرته على اتخاذ على اتخاذ قرار فإنه يؤكد بذلك أكثر على إنسانيته؟
2. هل يشجعك إيمانك المسيحي على اتخاذ قراراتك بنفسك؟ هل ترى علاقة واضحة بين الإيمان واتخاذ القرار؟ كيف؟

الحرية وحدودها:
حينما نبدأ الحديث عن حرية اتخاذ القرار لابد لنا أن نناقش أمراً شائكاً، فإنه من اللطيف أن نقول أن الإنسان له الحرية الكاملة في اختيار ما يريده، ولكن هذا ليس حقيقياً دائماً فالإنسان لا يستطيع أن يتخطى كل القيود الموضوعة عليه نتيجة لكونه إنساناً يعيش في هذا العالم. فعقارات الهلوسة وحدها هي التي تشعر الإنسان بالحرية المطلقة ونتيجة لذلك قد يشعر بأنه قادر على الطيران دون طائرات أو أجنحة فيصعد إلى أعلى بناية ويلقي بنفسه وتكون نهاية هذه الحرية المطلقة هلاك أكيد ويأتي الناس ليلملموا بقايا هذا الكائن الحر الذي أخطأ في حساب حريته الحقيقية. وبهذا نجد أننا أحرار ولكن حرية محددة بحدود إنسانيتنا ووجودنا، وهناك عوامل أخرى تؤثر على حريتنا في اتخاذ القرار ومنها:

1. عوامل النمو:
فالطفل الصغير أقل حرية من الشخص الناضج، وينمو الطفل عاماً بعد عام وتنمو حريته معه ويكتسب المزيد من الحرية في اتخاذ قراراته بنفسه. أما أثناء فترة المراهقة فيعيش الأهل والأبناء في مرحلة صعبة من مواجهة الحرية، فالشباب يتطلعون إلى اكتساب حقوقهم في اتخاذ قراراتهم ويشعرون بالثقة والقدرة على العناية بأنفسهم. وفي المقابل نجد الأهل وهم يشعرون بالمسئولية تجاه سلوك أولادهم، ولأنهم يحبونهم يكونون قلقين على سعادتهم ويشعرون بأن أبنائهم غير قادرين بعد على العناية بأنفسهم وتحمل مسئوليات الحرية. مار أيك في ذلك؟

2. عوامل اجتماعية وثقافية:
وهناك العديد من العوامل الاجتماعية والثقافية التي تحدد حرية الإنسان، ولا يمكن أن نعتبر الإنسان حراً في عمل أي شئ يختاره لأن هناك أشخاص آخرين لهم حقوقهم وحريتهم التي يجب أن نصونها ونحميها أيضاً، فحدود حريتي تنتهي حينما تؤثر على حرية الآخرين كما يقول المثل الإنجليزي”Your freedom ends when my nose begins” كما تؤثر العوامل الثقافية في حرية الإنسان بصور مختلفة.

3. عوامل اقتصادية:
وتؤثر الحالة الاقتصادية للإنسان على حريته، فالإنسان المكبل بالفقر يشعر بحرية أقل في بعض النواحي ويهتم أكثر بالكفاح من أجل الحياة. ما رأيك في هذا؟

وما سبق يكفي لكي يساعدنا أن نعرف أن حرية اتخاذ القرار هي حرية لها حدود ، ولكن وبالرغم من كل هذه المحددات فإننا نعلم أن الله أعطى الإنسان نعمة الحرية. فبالرغم من محددات الحرية فما زال أمام الإنسان الكثير من القدرة على اختيار طريقته في الاستجابة للحياة.

ومن منظور مسيحي تعتبر الحرية نعمة (عطية مجانية) من الله،،وتوجد الكثير من الأحداث والآيات الكتابية التي ترسم لنا صورة واضحة عن هذه الحرية المسيحية.
 
أعلى