العرب المسلمون حرقوا مكتبة الإسكندرية
الأقباط يسجلون علومهم على أوراق البردى بدلا من الصخور
بدأ قدماء المصريين بتسجيل الأحداث على أوراق البردى، وإحتفظ الفراعنه أيضا بألواح فخاريه وجدت عليها الكتابه المسماريه التى كانت تستعمل فيما بين النهرين مسجل عليها العهود والمواثيق والمعملات التجاريه بينهما 0
وأوراق البردى papyrus تستخرج من نبات كان ينمو على ضفاف نهر النيل reed , papryusوساق النبات تنموا الى إرتفاع 3-10قدم(1-3مترا) كان المصريين يقطعون ساق النبات الى شرائح ثم يضعون الشرائح متقاطعه ويضغطون عليها ويصبح مخطوط scroll يلف المخطوط ويصبح مثل لفه القماش التى نراه اليوم وطول المخطوط يعتمد على كثر او قله الكتابه المكتوبه فيه ويوجد فى المتحف البريطانى مخطوط يدعى Harris papyrus 1 يصل طوله 133 قدم (41مترا) وتعمر اوراق البردى آلاف السنين وأقدم مخطوطات البردى يرجع تاريخه الى2700ق0م اما المخطوط السابق فتاريخه يرجع الى1100ق0م وظلت أوراق البردى الماده المفضله للكتابه عليها من300ق0م- 500 ب0م وظل المصريون يستعملونها حتى 900ب0م ويذكر المؤرخين أن إنشاء مكتبه الإسكندريه بدأ فى عهد بطليموس الاول Ptolemy 1 وبطليموس الثانى Ptolemy 2 جمع البطالمه المخطوطات من جميع بلاد العالم .
ولم يجد بطليموس الأول خيرا من ديمتريوس الفاليرى كى يشرف على إنشاء المكتبة وكان ديمتريوس الفاليرى من زعماء أثينا السياسيين بل والزعيم الأوحد لمدة عشر سنوات ( 317 – 307 ق . م )
كما ورد فى كتاب بارسون ( مكتبة الإسكندرية : مجد العالم الهيلينى : بزوغها وآثارها ودمارها )الذى حدد فيه أمناء المكتبة كما يلى :
1- ديمتريوس الفاليرى ( حوالى 284 ق. م )
2- زينودوتسى الأفسى ( 284 – 260 )
3- كاليماخوس البرقاوى ( 260- 240 )
4- ابوللونيوس الرودسى ( 240 – 235 )
5- اراتواسثينس البرقاوى ( 235 – 195 )
6- ارستوفانيس البيزنطى ( 195 – 180 )
7- ابوللونيوس ايدوجرافوس ( 180 - 160 )
8- اريستارخوس الساموتراقى ( 160 – 145 )
وشهادة المؤرخ أورسيوس الذى ذكر انه حوالى عام 416 م رأى المكتبة شبه مهجورة .
-*************************************************************************
كانوا يترجمون الكتب بلغات مختلفة إلى اللغة اليونانية والمصرية
ومما هو جدير بالذكر أن أهم المخطوطات التى عنى بطليموس الثانى بنشرها هو ترجمه العهد القديم (كتاب اليهود المقدس) من اللغه العبريه الى اللغه اليونانيه وأمر بجمع 72 مترجما يهوديا ووضع كل واحد منهم فى حجره منفصلا عن الآخر حتى يضمن صحه الترجمه فى جزيره تسمى فرعون Pharos وقدم كلا منهم ترجمته وطابقها فوجد السبعين ترجمه مطابقه تماما وعرفت هذه الترجمه خلال التاريخ بالترجمه السبعينيه اوSeptuagint 0 وإحتوت مكتبه الإسكندريه على مابين 400000-800000 مخطوط من مختلف العلوم0 الفلسفه، الطب، الفلك، الكيمياء، الهندسه 00الخ
وعندما كتب عمرو بن العاص وصفا للإسكندريه عاصمه مصر الى عمر بن الخطاب كان منبهرا من ثروه سكانها وعظمه مبانيها وغناها0 لم يذكر شيئا عن كنز الإسكندريه وفخر المصريين ألا وهو مكتبه الإسكندريه الشهيره والتى يعتمد عليها صرح مصرى آخر هو مدرسه الإسكندريه0
ومما يذكر أن المكتبة الأصلية أقيمت منذ نحو 2500 عام. وكانت حتى نشوب الحريق الذي دمرها، تعد أعظم مركز علمي في العالم درس فيه أشهر علماء العصر القديم من أمثال أرشميدس وإقليدس وغيرهما.
*************************************************************************
رأى عمرو بن العاص والخليفة عمر بن الخطاب فى العلوم والمعرفة
وكان قد بلغ مسامع أحد علماء الإسكندريه ان عمرو مزمع حرق المكتبه يعتقد المؤرخين ان إسمه يوحنا فيلوبومس فذهب إليه ورجاه ألا يتصرف فى هذا الكنز ولا يدمر محتوياته بل إذا كان لا يهتم به فليضعه تحت تصرفه0وقيل أن عمرو إستصغر هذا العالم وقد كان يحتقر المصرين وقال فى وصفه عنهم امه محقوره00 يحفرون بطن الأرض - فظن ان يوحنا مجنونا لكى يهتم بهذه الرقوق العتيقه والجلود العفنه , مضيعا حياته فى عملا غير مفيد , لأنه اى عمرو كان يعتقد ان سمو منزله الإنسان بعمله0فالعرب هم أعلى درجه يعملون بالتجاره والحرب فقط أما باقى الأعمال إنما هى أعمال محتقره عندهم ، إذ من المعروف ان العربى كان وما زال ينفر من العمل اليدوى وكانوا يسمونه(مهنة) كذلك والمهنة بالفتح: الخدمه , والماهن:الخادم ، وقد مهن القوم أى خدمهم وأصل الكلمه من الإمتهان , ولذلك يوصف الحقير والضعيف والقليل ب (المهنى) وما دام يعمل فى هذه الأعمال الحقيره فهو إنسان حقير0ولكن العالم المصرى أصر على رأيه لينقذ حضاره مصر فقال له : إن بعض الكتب يساوى كل الإسكندريه وما فيها من ثروات وأموال0
قال القاضي جمال الدين ابو الحسن في كتابه تراجم الحكماء ، كما في تاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان 3/42 باختصار شديد .نقول: بعد ان فتح عمرو بن العاص مصر والإسكندرية 00دخل يحي النحوي على عمرو بن العاص وقد عرف ابن العاص موضع الرجل من العلم فاكرمه عمرو 0000 قال يحي يوما لعمرو بن العاص :انك قد أحطت بحواصل الإسكندرية وختمت على كل الأجناس الموصوفة الموجودة بها، فاما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه، واما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به، فامر بالإفراج عنه فقال له عمرو وما الذي تحتاج إليه ؟قال يحي النحوي: كتب الحكمة في الخزائن الملوكية وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتجون إليها ولا نفع لكم بها فقال له عمرو: ومن جمع هذه الكتب؟ فقال له يحي:بطولوماس قيلادلفوس من ملوك الإسكندرية لما ملك حبب إليه العلم والعلماء والتفتيش عن كتب العلم وأمر بجمعها وافرد لها خزائن فجمعت وولى أمرها رجل يعرف بابن (زميرة) وتقدم إليه بالاجتهاد في جمعها وتحصيلها والمبالغة في أثمانها وترغيب تجارها ففعل واجتمع من ذلك في مدة خمسون آلف كتابا ومائة وعشرون كتابا،ولما علم الملك باجتماعها وتحقق عدتها قال لزميرة:أترى بقى في الأرض من كتب العلم ما لم يكن عندنا؟ فقال له زميرة:قد بقى في الدنيا شيئا في الهند والسند وفارس وجر جان والارمان وبابل والموصل وعند الروم . فعجب الملك من ذلك وقال له: دم على التحصيل .فلم يزل على ذلك إلى ان مات. وهذه الكتب ما تزال محروسة محفوظة يراعها كل من يلي الأمر من الملوك وأتباعهم إلى وقتنا هذا.فاستكثر عمرو ما ذكره يحي وعجب منه وقال له لا يمكنني ان آمر بأمر الا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وكتب عمرو لعمر وذكر له ما ذكره يحي وأستأذنه ما الذي يصنعه بها فأجابه عمرو نظرا لإهميه هذه المكتبه كما ذكرت فليس فى وسعى البت فى أمرها كما لايمكن ان أعطيها لك كما طلبت منى 0 ثم رفع اللأمر للخليفه عمر
*************************************************************************
أمر عمر بن الخطاب بحرق مكتبة الأسكندرية
فكتب الخليفه عمر بن الخطاب كتابا إليه قائلا : [ إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شئ غير المسطور فى القرآن فهى كعدمها00 وإذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهى ضاره ومؤذيه لا يجب حفظها 0 إذا فعلى كلتا الحالتين يجب حرقها وإبادتها من الوجود] وأمر عمرو بن العاص بإستعمال هذه الذخائر والنفائس كوقود فى حمامت الإسكندريه (1) المواعظ والإعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى 0 طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159
وظلت الحمامات تستخدمها كوقود لمده 6 أشهر كامله فكتب عمر الى عمرو يقول له: واما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة أليها فتقدم بإعدامها. فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية واحرقها في مواقدها فذكروا أنها استنفذت في ستة اشهر .راجع الغدير 6/301-302 والفهرس لابن النديم ص 334
حمام عام من حمامات الأسكندريه الشهيره بنى فى القرن الثالث الميلادى وظل يستعمل بعد إحتلال العرب مصر الدورالثالث منه حمام الماء البارد والأسفل حمام دافئ والحفريات وجدت أعمده للتسخين تعمل بطريقه معقده عن طريق مواد تحترق ويخرج الهواءالساخن من بين جدران طوب الحمام
ولم تكن مكتبه الأسكندريه هى الوحيده التى حرقها العرب ولم يكن أيضا هو الخطاب الوحيد الذى أرسله عمر لحرق مكتبه , فقد بعث بخطاب آخر الى سعد بن أبى وقاص الذى غزا بلاد الفرس خاص أيضا بمكتبه الفرس قائلا :
(إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله باهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله )
قال صاحب كتاب كشف الظنون1/446 :" ان المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم، كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شانها وتنقيلها للمسلمين فكتب أليه عمر بن الخطاب :ان اطرحوها في الماء، فان يكن ما فيها هدى ؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه، وان يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى. فطرحوها في الماء وفي النار فذهبت علوم الفرس فيها.وقال في 1/25 في أثناء كلامه عن اهل الإسلام وعلومهم: انهم احرقوا ما وجدوا من كتب في فتوحات البلاد.
وقال ابن خلدون في تاريخه 1/32 :" اورد ابن خلدون الخطابات السابقه فى مقدمته0 ولم يطلع عمر بن الخطاب على ماتحتويه المكتبات لهذا إستندت هذه الخطابات على اسس خاطئه فكانت النتائج مدمره للعالم كله0 لأن مكتبه الأسكندريه كانت تحوى تسجيلا كاملا ودقيقا لاسس حضاره العالم ومقوماته الفكريه والثقافيه والعلميه وعند تدمير الأساس ( السجل الحضارى ) إنهارت العلوم ورجعت البشريه قرونا من التخلف الحضارى
الأقباط يسجلون علومهم على أوراق البردى بدلا من الصخور
بدأ قدماء المصريين بتسجيل الأحداث على أوراق البردى، وإحتفظ الفراعنه أيضا بألواح فخاريه وجدت عليها الكتابه المسماريه التى كانت تستعمل فيما بين النهرين مسجل عليها العهود والمواثيق والمعملات التجاريه بينهما 0
وأوراق البردى papyrus تستخرج من نبات كان ينمو على ضفاف نهر النيل reed , papryusوساق النبات تنموا الى إرتفاع 3-10قدم(1-3مترا) كان المصريين يقطعون ساق النبات الى شرائح ثم يضعون الشرائح متقاطعه ويضغطون عليها ويصبح مخطوط scroll يلف المخطوط ويصبح مثل لفه القماش التى نراه اليوم وطول المخطوط يعتمد على كثر او قله الكتابه المكتوبه فيه ويوجد فى المتحف البريطانى مخطوط يدعى Harris papyrus 1 يصل طوله 133 قدم (41مترا) وتعمر اوراق البردى آلاف السنين وأقدم مخطوطات البردى يرجع تاريخه الى2700ق0م اما المخطوط السابق فتاريخه يرجع الى1100ق0م وظلت أوراق البردى الماده المفضله للكتابه عليها من300ق0م- 500 ب0م وظل المصريون يستعملونها حتى 900ب0م ويذكر المؤرخين أن إنشاء مكتبه الإسكندريه بدأ فى عهد بطليموس الاول Ptolemy 1 وبطليموس الثانى Ptolemy 2 جمع البطالمه المخطوطات من جميع بلاد العالم .
ولم يجد بطليموس الأول خيرا من ديمتريوس الفاليرى كى يشرف على إنشاء المكتبة وكان ديمتريوس الفاليرى من زعماء أثينا السياسيين بل والزعيم الأوحد لمدة عشر سنوات ( 317 – 307 ق . م )
كما ورد فى كتاب بارسون ( مكتبة الإسكندرية : مجد العالم الهيلينى : بزوغها وآثارها ودمارها )الذى حدد فيه أمناء المكتبة كما يلى :
1- ديمتريوس الفاليرى ( حوالى 284 ق. م )
2- زينودوتسى الأفسى ( 284 – 260 )
3- كاليماخوس البرقاوى ( 260- 240 )
4- ابوللونيوس الرودسى ( 240 – 235 )
5- اراتواسثينس البرقاوى ( 235 – 195 )
6- ارستوفانيس البيزنطى ( 195 – 180 )
7- ابوللونيوس ايدوجرافوس ( 180 - 160 )
8- اريستارخوس الساموتراقى ( 160 – 145 )
وشهادة المؤرخ أورسيوس الذى ذكر انه حوالى عام 416 م رأى المكتبة شبه مهجورة .
-*************************************************************************
كانوا يترجمون الكتب بلغات مختلفة إلى اللغة اليونانية والمصرية
ومما هو جدير بالذكر أن أهم المخطوطات التى عنى بطليموس الثانى بنشرها هو ترجمه العهد القديم (كتاب اليهود المقدس) من اللغه العبريه الى اللغه اليونانيه وأمر بجمع 72 مترجما يهوديا ووضع كل واحد منهم فى حجره منفصلا عن الآخر حتى يضمن صحه الترجمه فى جزيره تسمى فرعون Pharos وقدم كلا منهم ترجمته وطابقها فوجد السبعين ترجمه مطابقه تماما وعرفت هذه الترجمه خلال التاريخ بالترجمه السبعينيه اوSeptuagint 0 وإحتوت مكتبه الإسكندريه على مابين 400000-800000 مخطوط من مختلف العلوم0 الفلسفه، الطب، الفلك، الكيمياء، الهندسه 00الخ
وعندما كتب عمرو بن العاص وصفا للإسكندريه عاصمه مصر الى عمر بن الخطاب كان منبهرا من ثروه سكانها وعظمه مبانيها وغناها0 لم يذكر شيئا عن كنز الإسكندريه وفخر المصريين ألا وهو مكتبه الإسكندريه الشهيره والتى يعتمد عليها صرح مصرى آخر هو مدرسه الإسكندريه0
ومما يذكر أن المكتبة الأصلية أقيمت منذ نحو 2500 عام. وكانت حتى نشوب الحريق الذي دمرها، تعد أعظم مركز علمي في العالم درس فيه أشهر علماء العصر القديم من أمثال أرشميدس وإقليدس وغيرهما.
*************************************************************************
رأى عمرو بن العاص والخليفة عمر بن الخطاب فى العلوم والمعرفة
وكان قد بلغ مسامع أحد علماء الإسكندريه ان عمرو مزمع حرق المكتبه يعتقد المؤرخين ان إسمه يوحنا فيلوبومس فذهب إليه ورجاه ألا يتصرف فى هذا الكنز ولا يدمر محتوياته بل إذا كان لا يهتم به فليضعه تحت تصرفه0وقيل أن عمرو إستصغر هذا العالم وقد كان يحتقر المصرين وقال فى وصفه عنهم امه محقوره00 يحفرون بطن الأرض - فظن ان يوحنا مجنونا لكى يهتم بهذه الرقوق العتيقه والجلود العفنه , مضيعا حياته فى عملا غير مفيد , لأنه اى عمرو كان يعتقد ان سمو منزله الإنسان بعمله0فالعرب هم أعلى درجه يعملون بالتجاره والحرب فقط أما باقى الأعمال إنما هى أعمال محتقره عندهم ، إذ من المعروف ان العربى كان وما زال ينفر من العمل اليدوى وكانوا يسمونه(مهنة) كذلك والمهنة بالفتح: الخدمه , والماهن:الخادم ، وقد مهن القوم أى خدمهم وأصل الكلمه من الإمتهان , ولذلك يوصف الحقير والضعيف والقليل ب (المهنى) وما دام يعمل فى هذه الأعمال الحقيره فهو إنسان حقير0ولكن العالم المصرى أصر على رأيه لينقذ حضاره مصر فقال له : إن بعض الكتب يساوى كل الإسكندريه وما فيها من ثروات وأموال0
قال القاضي جمال الدين ابو الحسن في كتابه تراجم الحكماء ، كما في تاريخ التمدن الإسلامي لجرجي زيدان 3/42 باختصار شديد .نقول: بعد ان فتح عمرو بن العاص مصر والإسكندرية 00دخل يحي النحوي على عمرو بن العاص وقد عرف ابن العاص موضع الرجل من العلم فاكرمه عمرو 0000 قال يحي يوما لعمرو بن العاص :انك قد أحطت بحواصل الإسكندرية وختمت على كل الأجناس الموصوفة الموجودة بها، فاما ما لك به انتفاع فلا أعارضك فيه، واما ما لا نفع لكم به فنحن أولى به، فامر بالإفراج عنه فقال له عمرو وما الذي تحتاج إليه ؟قال يحي النحوي: كتب الحكمة في الخزائن الملوكية وقد أوقعت الحوطة عليها ونحن محتجون إليها ولا نفع لكم بها فقال له عمرو: ومن جمع هذه الكتب؟ فقال له يحي:بطولوماس قيلادلفوس من ملوك الإسكندرية لما ملك حبب إليه العلم والعلماء والتفتيش عن كتب العلم وأمر بجمعها وافرد لها خزائن فجمعت وولى أمرها رجل يعرف بابن (زميرة) وتقدم إليه بالاجتهاد في جمعها وتحصيلها والمبالغة في أثمانها وترغيب تجارها ففعل واجتمع من ذلك في مدة خمسون آلف كتابا ومائة وعشرون كتابا،ولما علم الملك باجتماعها وتحقق عدتها قال لزميرة:أترى بقى في الأرض من كتب العلم ما لم يكن عندنا؟ فقال له زميرة:قد بقى في الدنيا شيئا في الهند والسند وفارس وجر جان والارمان وبابل والموصل وعند الروم . فعجب الملك من ذلك وقال له: دم على التحصيل .فلم يزل على ذلك إلى ان مات. وهذه الكتب ما تزال محروسة محفوظة يراعها كل من يلي الأمر من الملوك وأتباعهم إلى وقتنا هذا.فاستكثر عمرو ما ذكره يحي وعجب منه وقال له لا يمكنني ان آمر بأمر الا بعد استئذان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب . وكتب عمرو لعمر وذكر له ما ذكره يحي وأستأذنه ما الذي يصنعه بها فأجابه عمرو نظرا لإهميه هذه المكتبه كما ذكرت فليس فى وسعى البت فى أمرها كما لايمكن ان أعطيها لك كما طلبت منى 0 ثم رفع اللأمر للخليفه عمر
*************************************************************************
أمر عمر بن الخطاب بحرق مكتبة الأسكندرية
فكتب الخليفه عمر بن الخطاب كتابا إليه قائلا : [ إذا كانت هذه الكتب لا تحتوى على شئ غير المسطور فى القرآن فهى كعدمها00 وإذا كانت هذه الكتب تنافى ما جاء بالقرآن فهى ضاره ومؤذيه لا يجب حفظها 0 إذا فعلى كلتا الحالتين يجب حرقها وإبادتها من الوجود] وأمر عمرو بن العاص بإستعمال هذه الذخائر والنفائس كوقود فى حمامت الإسكندريه (1) المواعظ والإعتبار فى ذكر الخطط والآثار للمقريزى 0 طبع بولاق 1272هجريه ج1ص159
وظلت الحمامات تستخدمها كوقود لمده 6 أشهر كامله فكتب عمر الى عمرو يقول له: واما الكتب التي ذكرتها فان كان فيها ما يوافق كتاب الله ففي كتاب الله عنه غنى ، وان كان فيها ما يخالف كتاب الله فلا حاجة أليها فتقدم بإعدامها. فشرع عمرو بن العاص في تفريقها على حمامات الإسكندرية واحرقها في مواقدها فذكروا أنها استنفذت في ستة اشهر .راجع الغدير 6/301-302 والفهرس لابن النديم ص 334
حمام عام من حمامات الأسكندريه الشهيره بنى فى القرن الثالث الميلادى وظل يستعمل بعد إحتلال العرب مصر الدورالثالث منه حمام الماء البارد والأسفل حمام دافئ والحفريات وجدت أعمده للتسخين تعمل بطريقه معقده عن طريق مواد تحترق ويخرج الهواءالساخن من بين جدران طوب الحمام
ولم تكن مكتبه الأسكندريه هى الوحيده التى حرقها العرب ولم يكن أيضا هو الخطاب الوحيد الذى أرسله عمر لحرق مكتبه , فقد بعث بخطاب آخر الى سعد بن أبى وقاص الذى غزا بلاد الفرس خاص أيضا بمكتبه الفرس قائلا :
(إن يكن ما فيها هدى فقد هدانا الله باهدى منه وإن يكن ضلالا فقد كفانا الله )
قال صاحب كتاب كشف الظنون1/446 :" ان المسلمين لما فتحوا بلاد فارس وأصابوا من كتبهم، كتب سعد بن أبى وقاص إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في شانها وتنقيلها للمسلمين فكتب أليه عمر بن الخطاب :ان اطرحوها في الماء، فان يكن ما فيها هدى ؟ فقد هدانا الله تعالى بأهدى منه، وان يكن ضلال ؟ فقد كفانا الله تعالى. فطرحوها في الماء وفي النار فذهبت علوم الفرس فيها.وقال في 1/25 في أثناء كلامه عن اهل الإسلام وعلومهم: انهم احرقوا ما وجدوا من كتب في فتوحات البلاد.
وقال ابن خلدون في تاريخه 1/32 :" اورد ابن خلدون الخطابات السابقه فى مقدمته0 ولم يطلع عمر بن الخطاب على ماتحتويه المكتبات لهذا إستندت هذه الخطابات على اسس خاطئه فكانت النتائج مدمره للعالم كله0 لأن مكتبه الأسكندريه كانت تحوى تسجيلا كاملا ودقيقا لاسس حضاره العالم ومقوماته الفكريه والثقافيه والعلميه وعند تدمير الأساس ( السجل الحضارى ) إنهارت العلوم ورجعت البشريه قرونا من التخلف الحضارى