شهادة القرآن للتوراة والإنجيل

حور

New member
عضو
إنضم
9 أكتوبر 2005
المشاركات
103
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


. 1 .

لو كنا نؤلف تأليف الإقناع الكفار والملحدين وعبدة الأصنام ?لكان يجب علينا أولاً أن نأتي بالدليل الخارجي بأن التوراة والإنجيل هما قديمان وغير محرَّفينولو كنا نؤلف تأليف

!

لكان يجب علينا أولاً أن نأتي بالدليل الخارجي بأن التوراة والإنجيل هما قديمان وغير محرَّفين ?

!!

مملوءة بالكتب في موضوعها,وليس هنا محلٌّ لإيرادها .

لا عليك ..

محل واسع وكبير

إن لم يسع الرد للحروف أضف رد آخر .. ( لن ينفذ الحبر ) ..

قال في سورة البقرة 2 :113 وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ


الآيه كامله .. دون قص .

سورة البقرة الآيه 111- 113

[‏111 ـ 112‏]‏ ‏{‏وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏

أي‏:‏ قال اليهود‏:‏ لن يدخل الجنة إلا من كان هودا، وقالت النصارى‏:‏ لن يدخل الجنة إلا من كان نصارى، فحكموا لأنفسهم بالجنة وحدهم‏,‏ وهذا مجرد أماني غير مقبولة‏,‏ إلا بحجة وبرهان‏,‏ فأتوا بها إن كنتم صادقين، وهكذا كل من ادعى دعوى‏,‏ لا بد أن يقيم البرهان على صحة دعواه، وإلا‏,‏ فلو قلبت عليه دعواه‏,‏ وادعى مدع عكس ما ادعى بلا برهان لكان لا فرق بينهما، فالبرهان هو الذي يصدق الدعاوى أو يكذبها، ولما لم يكن بأيديهم برهان‏,‏ علم كذبهم بتلك الدعوى‏.‏

ثم ذكر تعالى البرهان الجلي العام لكل أحد‏,‏ فقال‏:‏ ‏{‏بَلَى‏}‏ أي‏:‏ ليس بأمانيكم ودعاويكم‏,‏ ولكن ‏{‏مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ‏}‏ أي‏:‏ أخلص لله أعماله‏,‏ متوجها إليه بقلبه، ‏{‏وَهُوَ‏}‏ مع إخلاصه ‏{‏مُحْسِنٌ‏}‏ في عبادة ربه‏,‏ بأن عبده بشرعه‏,‏ فأولئك هم أهل الجنة وحدهم‏.‏

‏{‏فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ‏}‏ وهو الجنة بما اشتملت عليه من النعيم، ‏{‏وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ‏}‏ فحصل لهم المرغوب‏,‏ ونجوا من المرهوب‏.‏

ويفهم منها‏,‏ أن من ليس كذلك‏,‏ فهو من أهل النار الهالكين، فلا نجاة إلا لأهل الإخلاص للمعبود‏,‏ والمتابعة للرسول‏.‏

‏[‏113‏]‏ ‏{‏وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ‏}‏

وذلك أنه بلغ بأهل الكتاب الهوى والحسد‏,‏ إلى أن بعضهم ضلل بعضًا‏,‏ وكفر بعضهم بعضًا‏,‏ كما فعل الأميون من مشركي العرب وغيرهم‏.‏

فكل فرقة تضلل الفرقة الأخرى‏,‏ ويحكم الله في الآخرة بين المختلفين بحكمه العدل‏,‏ الذي أخبر به عباده‏,‏ فإنه لا فوز ولا نجاة إلا لمن صدق جميع الأنبياء والمرسلين‏,‏ وامتثل أوامر ربه‏,‏ واجتنب نواهيه‏,‏ ومن عداهم‏,‏ فهو هالك‏.‏



إن كنت تبحث عن تفسير الآيات

التي نقلتها انت والسور فابحث عنها في مصادرها الصحيحه
ولاتقص منها ولاتزيد عليها
ولا تنقل دون وعي وفهم وادراك
 
التعديل الأخير:

حور

New member
عضو
إنضم
9 أكتوبر 2005
المشاركات
103
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


. 2 .

لا نحتاج إلى إثبات صحة الكتاب المقدس بالاستشهاد من القرآن.

مالذي تفعله أنت الآن !

..

يعارض نصوص القرآن على خط مستقيم ?إذ يقول بعدم تغيير كلمات

سطراً بسطر

بحجه ودلاله وبرهان ومنطق


أولا : قد تكفل الله تعالى بحفظ هذا القرآن بنفسه فقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) الحجر/9 .

قال ابن جرير الطبري في تفسيره (14/8) :

يقول تعالى ذكره إنا نحن نزلنا الذكر وهو القرآن وإنا له لحافظون قال وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل ما ليس منه أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه اهـ

وقال السعدي في تفسيره (ص : 696) :

إنا نحن نزلنا الذكر أي : القرآن الذي فيه ذكرى لكل شيء من المسائل والدلائل الواضحة ، وفيه يتذكر من أراد التذكر .

وإنا له لحافظون أي : في حال إنزاله وبعد إنزاله ، ففي حال إنزاله حافظون له من استراق كل شيطان رجيم، وبعد إنزاله أودعه الله في قلب رسوله، واستودعه في قلوب أمته ، وحفظ الله ألفاظه من التغيير فيها والزيادة والنقص ، ومعانيه من التبديل، فلا يحرف مُحَرِّف معنىً من معانيه إلا وقيض الله له من يبين الحق المبين، وهذا من أعظم آيات الله ونعمه على عباده المؤمنين، ومن حفظه أن الله يحفظ أهله من أعدائهم، ولا يسلط عليهم عدوا يجتاحهم اهـ

أنزل القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مفرقاً ، على مدى ثلاث وعشرين سنة ، قال الله تعالى : ( وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلا ) الإسراء/106 .

قال السعدي رحمه الله :

أي : وأنزلنا هذا القرآن مفرقًا، فارقًا بين الهدى والضلال، والحق والباطل .

( لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ ) أي : على مهل ، ليتدبروه ويتفكروا في معانيه، ويستخرجوا علومه .

( وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلا ) أي : شيئًا فشيئًا ، مفرقًا في ثلاث وعشرين سنة اهـ

تفسير السعدي (ص : 760) .

ثانيا :

كانت الكتابة قليلة في العرب ، وقد وصفهم الله بذلك في قوله : ( هو الذي بعث في الأميين رسولاً منهم ) الجمعة / 2 ، فكانوا يحفظون القرآن في صدورهم ، وقليل منهم كان يكتب بعض آيات أو سور على الجلود والحجارة الرقاق ونحو ذلك .

ثالثا :

نهى النبي صلى الله عليه وسلم في أول الأمر عن كتابة شيءٍ سوى القرآن ونهاهم عن كتابة كلامه مؤقتا حتى تتوافر همم الصحابة على حفظ القرآن وكتابته ولا يختلط كلام النبي صلى الله عليه وسلم بكلام الله تعالى فيبقى القرآن محفوظاً من الزيادة فيه أو النقص .

رابعا :

وكَّل النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من الصحابة الأمناء الفقهاء حتى يكتبوا الوحي ، وهم ما عرفوا في تراجمهم بكتاب الوحي كالخلفاء الأربعة وعبد الله بن عمرو بن العاص ومعاوية بن أبي سفيان وزيد بن ثابت وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين .

خامساً :

أنزل القرآن على سبعة أحرف كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه . رواه البخاري ( 2287 ) ، ومسلم ( 818 ) وهي لغات العرب المشهود لها بالفصاحة .

سادساً :

بقي القرآن محفوظاً في صدور الحفاظ من الصحابة وعلى الجلود وغيرها إلى زمان الخليفة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وفي حروب الردة قتل كثير من حفاظ القرآن من الصحابة فخشي أبو بكر- رضي الله عنه - أن يذهب القرآن ويضيع في صدور الصحابة ، فاستشار كبار الصحابة لجمع القرآن كاملا في كتابٍ واحدٍ حتى يبقى محفوظاً من الضياع ، وأوكل المهمة إلى جبل الحفظ زيد بن ثابت رضي الله عنه فأخرج البخاري في " صحيحه " ( 4986 ) عن زَيْدَ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : أَرْسَلَ إِلَيَّ أَبُو بَكْرٍ مَقْتَلَ أَهْلِ الْيَمَامَةِ فَإِذَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عِنْدَهُ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّ عُمَرَ أَتَانِي ، فَقَالَ : إِنَّ الْقَتْلَ قَدْ اسْتَحَرَّ [أي : كثر] يَوْمَ الْيَمَامَةِ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يَسْتَحِرَّ الْقَتْلُ بِالْقُرَّاءِ بِالْمَوَاطِنِ فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنْ الْقُرْآنِ ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَأْمُرَ بِجَمْعِ الْقُرْآنِ . قُلْتُ : لِعُمَرَ كَيْفَ تَفْعَلُ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ عُمَرُ : هَذَا وَاللَّهِ خَيْرٌ ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِذَلِكَ ، وَرَأَيْتُ فِي ذَلِكَ الَّذِي رَأَى عُمَرُ . قَالَ زَيْدٌ : قَالَ أَبُو بَكْرٍ : إِنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ لا نَتَّهِمُكَ ، وَقَدْ كُنْتَ تَكْتُبُ الْوَحْيَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَتَتَبَّعْ الْقُرْآنَ فَاجْمَعْهُ . قال زيد : فَوَاللَّهِ لَوْ كَلَّفُونِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنْ الْجِبَالِ مَا كَانَ أَثْقَلَ عَلَيَّ مِمَّا أَمَرَنِي بِهِ مِنْ جَمْعِ الْقُرْآنِ . قُلْتُ : كَيْفَ تَفْعَلُونَ شَيْئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ قَالَ : هُوَ وَاللَّهِ خَيْرٌ . فَلَمْ يَزَلْ أَبُو بَكْرٍ يُرَاجِعُنِي حَتَّى شَرَحَ اللَّهُ صَدْرِي لِلَّذِي شَرَحَ لَهُ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا . فَتَتَبَّعْتُ الْقُرْآنَ أَجْمَعُهُ مِنْ الْعُسُبِ وَاللِّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ ، حَتَّى وَجَدْتُ آخِرَ سُورَةِ التَّوْبَةِ مَعَ أَبِي خُزَيْمَةَ الْأَنْصَارِيِّ لَمْ أَجِدْهَا مَعَ أَحَدٍ غَيْرِهِ ( لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ...) حَتَّى خَاتِمَةِ بَرَاءَةَ فَكَانَتْ الصُّحُفُ عِنْدَ أَبِي بَكْرٍ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ ، ثُمَّ عِنْدَ عُمَرَ حَيَاتَهُ ، ثُمَّ عِنْدَ حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ .

العُسُب : جريد النخل ، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض .

واللخاف : الحجارة الرقاق .

وكان الصحابي زيد بن ثابت رضي الله عنه يحفظ القرآن ولكن اتخذ منهجا في التثبت فكان لا يقبل أن يكتب آية إلا أن يُشهد على ذلك اثنين من الصحابة أنهما سمعاها من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

واستمر هذا المصحف بيد الخلفاء إلى زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وكان الصحابة رضي الله عنهم قد تفرقوا في البلاد وكانوا يقرؤون القرآن على حسب ما سمعوه من رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأحرف السبعة ، فكان تلاميذهم يقرأ كل واحد منهم على حسب ما أقرأه شيخه .

وكان التلميذ إذا سمع قارئاً يقرأ بخلاف قراءته أنكر عليه وخطأه وهكذا حتى خشي بعض الصحابة أن تحدث فتنة بين التابعين ومن بعدهم فرأى أن يجمع الناس على حرف واحد وهو لغة قريش التي نزل القرآن عليها أولاً لرفع الخلاف وحسم الأمر فاستشار عثمان رضي الله عنه فوافق على هذا الرأي .

فروى البخاري في "صحيحه" (4988) عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ قَدِمَ عَلَى عُثْمَانَ وَكَانَ يُغَازِي أَهْلَ الشَّأْمِ فِي فَتْحِ إِرْمِينِيَةَ وَأَذْرَبِيجَانَ مَعَ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَأَفْزَعَ حُذَيْفَةَ اخْتِلَافُهُمْ فِي الْقِرَاءَةِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ لِعُثْمَانَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَدْرِكْ هَذِهِ الأُمَّةَ قَبْلَ أَنْ يَخْتَلِفُوا فِي الْكِتَابِ اخْتِلافَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى فَأَرْسَلَ عُثْمَانُ إِلَى حَفْصَةَ أَنْ أَرْسِلِي إِلَيْنَا بِالصُّحُفِ نَنْسَخُهَا فِي الْمَصَاحِفِ ثُمَّ نَرُدُّهَا إِلَيْكِ فَأَرْسَلَتْ بِهَا حَفْصَةُ إِلَى عُثْمَانَ فَأَمَرَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ وَسَعِيدَ بْنَ الْعَاصِ وَعَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ فَنَسَخُوهَا فِي الْمَصَاحِفِ وَقَالَ عُثْمَانُ لِلرَّهْطِ الْقُرَشِيِّينَ الثَّلاثَةِ إِذَا اخْتَلَفْتُمْ أَنْتُمْ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فِي شَيْءٍ مِنْ الْقُرْآنِ فَاكْتُبُوهُ بِلِسَانِ قُرَيْشٍ فَإِنَّمَا نَزَلَ بِلِسَانِهِمْ فَفَعَلُوا حَتَّى إِذَا نَسَخُوا الصُّحُفَ فِي الْمَصَاحِفِ رَدَّ عُثْمَانُ الصُّحُفَ إِلَى حَفْصَةَ وَأَرْسَلَ إِلَى كُلِّ أُفُقٍ بِمُصْحَفٍ مِمَّا نَسَخُوا وَأَمَرَ بِمَا سِوَاهُ مِنْ الْقُرْآنِ فِي كُلِّ صَحِيفَةٍ أَوْ مُصْحَفٍ أَنْ يُحْرَقَ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ وَأَخْبَرَنِي خَارِجَةُ بْنُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ سَمِعَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ قَالَ فَقَدْتُ آيَةً مِنْ الْأَحْزَابِ حِينَ نَسَخْنَا الْمُصْحَفَ قَدْ كُنْتُ أَسْمَعُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بِهَا فَالْتَمَسْنَاهَا فَوَجَدْنَاهَا مَعَ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابِتٍ الْأَنْصَارِيِّ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَأَلْحَقْنَاهَا فِي سُورَتِهَا فِي الْمُصْحَفِ .

وبذلك انقطع الخلاف واتفقت الكلمة وبقي القرآن متواترا ومحفوظا في صدور الرجال إلى يوم القيامة وكان هذا من حفظ الله تعالى لكتابه مصداقاً لقوله تعالى : ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) الحجر / 9 .
 
التعديل الأخير:

حور

New member
عضو
إنضم
9 أكتوبر 2005
المشاركات
103
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


. 3 .

.. ثبوت صحة ما في أيدينا من نسخ القرآن الكريم
لم يثبت عندنا بدليل أو بدليلين .. بل ثبت بأدلة كثيرة متوافرة لا يقع عليها عاقل منصف إلا
ويقطع أنه هو كما أنزله الله على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ..

و تعاقبت الأجيال جيلا بعد جيل تتلو كتاب الله وتتدارسه بينهم ..
فيحفظونه ويكتبونه .. لا يغيب عنهم حرف ، ولا يستطيع أحد تغيير حركة حرف منه .. ولم تكن الكتابة إلا وسيلة من وسائل حفظه وإلا فإن الأصل

أن القرآن في صدورهم .

لم يُنقل القرآن لنا وحده حتى يمكن تطرق التحريف المدَّعى إليه بل

نقل تفسير آياته .. ومعاني كلماته . وأسباب نزوله . وإعراب كلماته . وشرح أحكامه

فأنَّى لمثل هذه الرعاية لهذا الكتاب أن تتطرق إليه أيدي آثمة تحرِّف فيه حرفاً .. أو تزيد كلمة . أو تسقط آية ؟

ولو جئت إلى آية من كتاب الله تعالى فذهبت إلى أمريكا

أو

آسيا

أو

أدغال أفريقيا

أو جئت إلى صحراء العرب


أو إلى أي مكان يوجد فيه مسلمون لوجدت هذه الآية نفسها في صدورهم جميعاً أو في كتبهم لم يتغير منها حرف .

فما قيمة نسخة مجهولة وضعت هنا يمكن أن يحرِّف فيها أحد العابثين في هذا العصر آية أو كلمة ؟

وهل يقوم مثل هذا الكلام في سوق البحث والنظر ؟ وخاصة أن القوم يدَّعون البحث والإنصاف والعدل في القول .؟

فمثلاُ فريد تتوقع ماذا يكون رد لو جئنا بكتاب من كتب هؤلاء الموثوقة لمؤلِّفين معروفين ..

ولهذا الكتاب نسخ كثيرة في العالم .

كلها على نسقٍ واحدٍ .. ثم ادَّعى مدَّعٍ وجود نسخة من هذا الكتاب في بلدٍ ما وفيها زيادات وتحريفات عما في نسخهم .. فهل يعتدون بها ؟

. جوابهم هو جوابنا .

النسخ المخطوطة عند المسلمين لا تثبت بهذا الشكل الساذج .
فعندنا خبراء يعرفون تاريخ الخط ..
وعندنا قواعد يضبط فيها إثبات صحة هذه المخطوطة كوجود السماعات والقراءات عليها ..
واسم وتوقيع من سمعها وقرأها .


ولا نظن أن هذا قد وجد في هذه النسخة المزعومة أو من غيرها .

ويسرني مره أخرى أن اختم ردي بهذه القصة الحقيقية والتي حدثت في بغداد في العصر العباسي .

حيث أراد يهودي أن يعرف صدق الكتب المنسوبة لله من أهلها وهي التوراة عند اليهود ، والإنجيل عند النصارى ، والقرآن عند المسلمين .

فراح إلى التوراة فزاد فيها ونقص أشياء غير ظاهرة جداً ..
ثم دفعه إلى ورَّاقٍ – كاتب – منهم وطلب نسخ هذه النسخة .
قال : فما هو إلا زمن يسير حتى صارت نسختى في معابد اليهود وبين كبار علمائهم .

ثم راح إلى الإنجيل فزاد فيه ونقص كما فعل في التوراة ، ودفعه إلى ورَّاقهم وطلب نسخه فنسخه ..
قال : فما هو إلا زمن يسير حتى صار يقرأ في كنائسهم وتتناوله أيدي علمائهم .

ثم راح إلى القرآن فزاد فيه ونقص كما فعل في التوراة والإنجيل ، ودفعه إلى ورَّاق المسلمين لينسخه له .

فلما رجع إليه لاستلام نسخته ألقاه في وجهه وأعلمه أن هذا ليس قرآن المسلمين !

فعلم هذا الرجل من هذه التجربة أن القرآن هو كتاب الله بحق وأن ماعداه لا يعدو أن يكون من صنع البشر .

وإذا كان ورَّاق المسلمين قد علم تحريف هذه النسخة فهل يمكن أن تمشي هذه على علماء المسلمين ؟

وإذا أراد السائل dody تحويل هذه التجربة القديمة إلى واقع حالي
فما عليه إلا أن يفعل فعل ذلك اليهودي الذي أسلم ويزيد وينقص ولير نتيجة تجربته .

ولن نقول له اعرض نسختك من القرآن على ورَّاق .. لا

بل سنقول اعرضها على صبيان وأطفال المسلمين ليكشفوا لك خطأ نسختك !

وقد طبعت بعض الدول الإسلامية مصاحف فيها أخطاء كان مكتشفها من الأطفال الصغار قبل الكبار .


الحمدالله الذي هدانا للإسلام​
 

حور

New member
عضو
إنضم
9 أكتوبر 2005
المشاركات
103
مستوى التفاعل
0
النقاط
0


. 4 .

على وجود الكتاب المقدس - أي العهدين

يسمّي القرآن الكتاب المقدس

إن الذين لا يؤمنون بالكتاب المقدس لهم عذاب عظيم في الآخرة كم الو لم يؤمنوا بالقرآن

الانجيل المنزل من رب العالمين .. على نبي الله عيسى -عليه السلام - والإيمان بأن الله تعالى أنزل على نبيه عيسى كتابا - وأن اسم هذا الكتاب الإنجيل - هو من أصول الإيمان وأركانه التي يجب الإيمان بها .. قال تعالى :

( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ) البقرة/285 ، وقال صلى الله عليه وسلم ، لجبريل لما سأله عن الإيمان ، في حديثه المعروف : ( الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وسله واليوم الآخر ، وأن تؤمن بالقدر خيره وشره ) متفق عليه

كما أن الكفر بذلك أو الشك فيه ، ضلال و كفر بالله تعالى ، قال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَد ضَلَّ ضَلالا بَعِيداً ) النساء/136

وقال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً ) النساء/150-151

وأما الأمر الثاني فهو الإنجيل .. أو بتعبير أدق الأناجيل التي توجد في أيدي النصارى اليوم ..

فمع أن من أصول إيماننا الإيمان بالإنجيل الذي أنزل على عيسى .. فإننا نؤمن كذلك بأنه لم يعد بين أيدي الناس كتاب كما أنزله الله ، لا الإنجيل ، ولا غيره ، إلا القرآن .

بل إن النصارى أنفسهم لا يدعون أن الكتب التي بين أيديهم منزلة هكذا من عند الله .. بل ولا يدعون أن المسيح عليه السلام هو الذي كتبها ،.. أو أنها على الأقل كتبت في زمانه ..

ولسنا نحتاج إلى تكلف برهان في أن الأناجيل وسائر كتب النصارى ليست من عند الله عز وجل ولا من عند المسيح عليه السلام ..

النصارى لا يدعون أن الأناجيل منزلة من عند الله على المسيح . ولا أن المسيح أتاهم بها . بل كلهم أولهم عن آخرهم .

أريسيهم
و ملكيهم
ونسطوريهم
و يعقوبيهم
و مارونيهم
و بولقانيهم ..

لا يختلفون في أنها أربعة تواريخ ألفها أربعة رجال معروفون في أزمان مختلفة :


فأولها تاريخ ألفه متى اللاواني تلميذ المسيح بعد تسع سنين من رفع المسيح عليه السلام ..

وكتبه بالعبرانية في بلد يهوذا بالشام يكون نحو ثمان وعشرين ورقة بخط متوسط والآخر تاريخ ألفه مارقش ( مرقس ) تلميذ شمعون بن يونا ، المسمى باطرة ..

بعد اثنين وعشرين عاما من رفع المسيح عليه السلام ، وكتبه باليونانية في بلد إنطاكية من بلاد الروم ..

ويقولون إن شمعون المذكور هو الذي ألفه ثم محا اسمه من أوله ونسبه إلى تلميذه مارقش .. يكون أربعا وعشرين ورقة بخط متوسط و شمعون المذكور تلميذ المسيح والثالث تاريخ ألفه لوقا الطبيب الأنطاكي تلميذ شمعون باطرة أيضا ..

كتبه باليونانية بعد تأليف مارقش المذكور .. يكون من قدر إنجيل متى والرابع تاريخ ألفه يوحنا ابن سيذاي تلميذ المسيح بعد رفع المسيح ببضع وستين سنة وكتبه باليونانية يكون أربعا وعشرين ورقة بخط متوسط . .

.: إضافه :.

نحن المسلمين نؤمن أن الكتب السماوية التي أنزلها اللّه أربعة .. التوراة والإنجيل والزبور والقرآن :

( نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل ) آل عمران/3 .

وقال تعالى : ( وآتينا داود زبوراً ) الإسراء/55 .

والقرآن الكريم أعظم الكتب السماوية وآخرها وهو ناسخ لما قبله من الكتب .. ومهيمن عليه فيجب العمل به , وترك ما سواه : ( وأنزلنا إليك الكتب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمناً عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله ) المائدة/48 .


فيجب الإيمان بجميع الكتب التي أنزلها اللّه وجميع الأنبياء والرسل الذين أرسلهم اللّه كما قال سبحانه : ( يا أيها الذين آمَنوا آمِنوا باللّه ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله والكتاب الذي أنزل من قبل ومن يكفر باللّه وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً ) النساء/136 .
 
التعديل الأخير:

نذير

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
6 سبتمبر 2005
المشاركات
336
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
بسم الله الرحمن الرحيم


تحياتي للجميع

في البداية أعتقد أن استشهاد أي مسيحي بالقرآن الكريم لا يقيم له حجّة لانه وبكل بساطة لا يؤمن به !
ومع ذلك فإننا عندما نصف الكتاب المقدس بأنه محرّف فإننا نملك الشواهد العقلية لاثبات هذا التحريف ، وعلى المخالفين لهذا القول اثبات عكس ذلك بالادلة وليس بالتفسيرات الفلسفية.

القرآن الكريم وصلنا بالسند المتواتر ، وهو أقوى أنواع الاسناد ، بينما لا نجد أي اسناد لأي سفر من أسفار الكتاب المقدس.
يقدم الباحثين الكنسيين سندا ضعيفا لانجيل متى مستمد من الوثائق التاريخية ويحرفون نصوص الوثائق لعمل توليفة يمكن تمريرها على ضعاف العقول ويقولون أن بابياس اسقف هيلابوليس الذى نبغ سنه 110 ووضع تفسير الكتاب المقدس . واجتمع ببوليكاربس ولعله رأى يوحنا الرسول . وقال ان الانجيل بحسب متى كان متداولا فى الكنائس باللغه اليونانيه وقال ايضا ان الانجيلى مرقس كان مرافقا للرسول بطرس وقال ان انجيله كان متداولا بين المسيحيين .

ويمكن لأي من كان عنده أدنى اطلاع تفنيد هذه المزاعم ، وعلى المتلقي أن يحتكم لعقله وعليه أيضا ابداء القليل من سعة الصدر ، خاصة وأن كتابات بابياس ليست سرا ومترجمة لمعظم لغات العالم ، ولاثبات وقوع التحريف في الكتاب المقدس ، وبشهادة السند الوحيد لانجيل متى نقول :

1 بابياس لم يقل أن انجيل متى كان متداولا باللغة اليونانية ، وإنما قال أن متى جمع أقوال الربّ باللغة العبرية ، والفرق شاسع ولا يحتمل حسن النية ، فأقدم نسخة من انجيل متى موجودة الان ، يونانية اللغة والاصل العبراني مفقود ، والمترجم مجهول ، فالحلّ الامثل للخروج من هذا المأزق ، أن نقول أن انجيل متى كان باللغة اليونانية ، وننسب هذا القول الى بابياس !
فاللغة اليونانية كانت لغة عالمية ، واللغة العبرية لم تخرج من الحدود اليهودية !

2 بابياس هو ما يعتبر السند الوحيد لانجيل متى ، بالرغم انه لا يوجد دليل واحد على أن انجيل متى الذي أشار اليه بابياس هو نفسه الذي بأيدينا ، بل أن شهادة بابياس هذه دليلا أكيدا على تحريف انجيل متى ، فما دام أن بابياس يشهد لمتى بتدوين كلام الربّ ، فلا ينبغي عليه أن يكتب بما يتعارض مع متى ، يقول بابياس في وصف نهاية يهوذا:

مشى يهوذا في هذا العالم كمثال بائس من اللاتقوى, وتضخم جسده الى حد لم يعد بمقدوره المرور بسهولة من حيث تمر عربة, لقد دهسته عربة , وانسكبت احشاءه للخارج.

الارجح أن يكون انجيل متى بين يدي بابياس وأن يكون نقل منه ، وماذا يقول متى عن نفس الحادثة؟

27: 3 حينئذ لما راى يهوذا الذي اسلمه انه قد دين ندم و رد الثلاثين من الفضة الى رؤساء الكهنة و الشيوخ

27: 4 قائلا قد اخطات اذ سلمت دما بريئا فقالوا ماذا علينا انت ابصر

27: 5 فطرح الفضة في الهيكل و انصرف ثم مضى و خنق نفسه

والان ما رأيكم ؟ الا يدل هذا على أن انجيل متى محرف ، وأنه انجيل آخر غير الذي يتكلم عنه بابياس؟

3 - والعبارة المحرفة على بابياس تقول : ولعله رأى يوحنا الرسول ، بابياس نفسه ينفي ذلك اقرأوا ماذا يقول بابياس:

الكبار الذين شاهدوا يوحنا تلميذ الرب تذكروا انهم سمعوا منه ان الرب اخبر بما يتعلق بهذه الأوقات.
فهو لم يشاهد يوحنا التلميذ مما يدل على وفاته منذ زمن طويل ، فهو يشير الى الكبار الذين شاهدوه ، فمن أين جاءت عبارة ولعله رأى يوحنا الرسول ؟

اذا كان بابياس نبغ سنة 110 م وانجيل يوحنا كتب سنة 95 م فكيف يتكلم عنه بابياس بصيغة الماضي البعيد ؟ الا يدل هذا على أن الانجيل المنسوب ليوحنا مكذوب عليه ؟ الا أن هذا موضوع آخر.

اذا كان السند الوحيد لانجيل متى يكشف كل هذا التناقض فما بالكم بباقي الاسفار التي لا تحمل أي اسناد ؟



ابو النـــــــــــــــور​
 
التعديل الأخير:

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ورد في سورة الكهف 18 :27 وَا تْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ لا شك أن كلمة كتاب تشير إلى القرآن? ولكن قوله - لكلماته - تشمل الكتاب المقدس لأنه كلام الله, وبناءً عليه لا يكون مبدل لكلمات الكتاب المقدس, وهاك تفسير البيضاوي قال : لا مبدل لكلماته لا أحد يقدر على تبديلها أو تغييرها غيره ,

وورد في سورة يونس 10 :64 لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللهِ قال البيضاوي أي لا تغيير لأقواله ولا اختلاف لمواعيده , وورد في سورة الأنعام 6 :34 العبارة عينها - لا مبدل لكلمات الله - وجاءت مرة أخرى في آية 115 نعم قد ذكر البيضاوي على الآية الأخيرة أن الكتاب المقدس محرف? ولكن لم يقصد التحريف الذي يقوله عامة المسلمين كما سترى في ما بعد,

لما فحص علماء المسلمين في الهند هذه المسألة اقتنعوا في الوقت الحاضر بأن أسفار العهدين ليست بمبدلة ولا بمغيرة ولا محرفة حسب فهم العامة, ولعلهم بنو آراءهم على تفسير الإمام فخر الدين الرازي لأنه في تفسيره آل عمران 3 :78 يجيب معترضاً يسأل كيف يمكن إدخال التحريف في التوراة مع شهرتها العظيمة بين الناس فيجيب أولاً على سبيل التخمين : لعله صدر هذا العمل عن نفر قليل يجوز عليهم التواطؤ على التحريف? ثم أنهم عرضوا ذلك المحرف على بعض العوام, وعلى هذا التقدير يكون التحريف ممكناً , فنجيب أولاً أن هذ اليس رأي المفسر? بل يفرضه فرضاً, وأما رأيه فهو هكذا إن الآيات الدالة على نبوة محمد كان يحتاج فيها إلى تدقيق النظر وتأمل القلب? والقوم كانوا يوردون عليها الأسئلة المشوشة والاعتراضات المظلمة? فكانت تصير تلك الدلائل مشتبهة على السامعين, واليهود كانوا يقولون مراد الله من هذه الآيات ما ذكرناه لا ما ذكرتم? فكان هذا هو المراد بالتحريف وبليّ الألسنة - الرازي المجلد 2 - وانظر تفسيره على - سورة النساء 4 :45 مجلد 3 - حيث يعيد هذين الرأيين ويضيف عليها رأياً آخر خلاصته أن قوماً من اليهود اعتادوا أن يدخلوا على الرسول يسألونه المسألة فيجيبهم عليها? ومتى خرجوا من عنده يحرفون كلامه, وبناء على هذا الرأي لا يكون اليهود حرفوا كتابهم بل حرفوا جواب محمد على سؤالهم, وعلى كل حال عني الرازي بالتحريف الواقع من اليهود تحريف الشروح بالآيات الكتابية لا الآيات نفسها? وهو التحريف المعنوي لا اللفظي,

وحكى الرازي في تفسيره على سورة المائدة 5 :15 قصة مآلها أن اليهود فيما هم يقرأون التوراة - تث 22 :23 - لووا ألسنتهم وبدَّلوا معنى الرجم بالجلد ولم يمسوا لفظ الآية المكتوبة بأقل تحريف, وحكى البيضاوي في تفسيره سورة المائدة آية 44 هذه القصة عينها للدلالة على أن معنى التحريف المشار إليه في الآية التحريف المعنوي وهو المقصود بليّ الألسنة? وفسر قوله يحرفون الكلام من بعد مواضعه أي يميلونه عن مواضعه التي وضعه الله فيها? إم الفظاً بإهماله وتغيير وضعه? وإما معنى بحمله على غير المراد وإجرائه في غير مورده ,

فإن أردت أن تعرف أي الرأيين هو الرأي الصحيح فما عليك إلا أن تراجع سفر التثنية 22 :23 و24 في الأصل العبري أو في أية ترجمة حديثة أو قديمة? فتجد أية الرجم التي نسبوا إليها التحريف باقية على أصلها كما بينها القرآن والحديث في عصر محمد? وبذلك نعلم أن اليهود لم يحذفوا شيئاً من الآية ولا أمالوها عن موضعها, بقي الرأي الآخر وهو التحريف المعنوي الذي توصلوا إليه بتغيير المعنى? ومن العجب أن آية الرجم التي قالوا إن اليهود حرفوها كانت في القرآن كما نعلم من الحديث? ثم لا نرى لها الآن أثراً,

جاء في مشكاة المصابيح أن عمر قال أن الله بعث محمداً بالحق وأنزل عليه الكتاب? فكان مما أنزل الله تعالى آية الرجم? رجم رسول الله ورجمنا بعده? والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء? إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ]متفق عليه[, ]من الفصل الأول من كتاب الحدود[, ولكن لما جمع زيد بن ثابت القرآن حذفت هذه الآية لئلا يُقال عن عمر إنه زاد على القرآن, فإن صدق عمر في ما رواه يكون تحريف الكلام عن مواضعه المنوه عنه في القرآن في سورة المائدة 5 :44 واقعاً في القرآن لا في التوراة? ويكون المحرفون هم المسلمين لا اليهود!!

اتهم القرآن اليهود بكتمان الحق وهم يعلمون به? وبليّ ألسنتهم في الإجابة عن تعليم توراتهم في هذا الموضوع? واتهمهم بنبذ كتاب الله وراء ظهورهم وبالتحريف, وجاءت التهمة الأخيرة في أربعة مواضع منه - سورة البقرة 2 :75 وسورة النساء 4 :46 وسورة المائدة 5 :14 و44 - ولنا أن نلاحظ أن هذه الدعاوى مهما يكن من أمرها فإنها موجهة إلى اليهود فقط لا إلى المسيحيين? وعليه تكون أسفار العهد الجديد سالمة من مظنة هذه التهم? سواء قبل محمد أو بعده, بقي علينا أن نتساءل في تفسير ما عناه القرآن باتهامه اليهود بهذه التهم? وقد مر عليك تفسير الرازي والبيضاوي لثلاثة من الأربعة مواضع المذكورة سابقاً, ونتكلم الآن على الرابع وهو سورة البقرة 2 :75 اتفق المفسران البيضاوي والرازي أن المراد بالتحريف المذكور هنا تشويه التفسير وكتمان الحق - راجع سورة الأنعام 6 :91 حيث عزي إلى اليهود أنهم جعلوا الكتاب قراطيس أبدوا منه ما أبدوا وأخفوا ما أخفوا - وإن يكن هذا العمل ممقوتاً إلا أنه بمعزل عن تبديل آيات الكتاب لأن إخفاء القرطاس يختلف عن تبديل ما ورد فيه,
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ثم إن سألنا متى حرف اليهود توراتهم أجاب البيضاوي : حرفه أسلاف اليهود المعاصرين لمحمد, وأجاب الرازي : حرفه معاصرو محمد بالذات, على أن ذينك الإمامين أجابا بالجوابين المتقدمين رداً على من تصور أن التحريف لفظي ووقع كتابة? وهم يتبرآن من هذه الدعوى, ولهذه المناسبة قال الرازي في مجلد 3 في كيفية التحريف وجوه - أحدها - أنهم كانوا يبدلون اللفظ بلفظ آخر? مثل تحريفهم اسم ربعة عن موضعه في التوراة? بوضعهم آدم طويل مكانه? ونحو تحريفهم الرجم بوضعهم الحد بدله ونظيره قوله تعالى فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله, فإن قيل : كيف يمكن هذا في الكتاب الذي بلغت آحاد حروفه وكلماته مبلغ التواتر المشهور في الشرق والغرب, قلنا : لعله يُقال القوم كانوا قليلين والعلماء بالكتاب كانوا في غاية القلة? فقدروا على هذا التحريف, ثم أن الرازي دحض هذا الجواب بقوله - والثاني - أن المراد بالتحريف إلقاء الشبه الباطلة والتأويلات الفاسدة وصرف اللفظ عن معناه الحق إلى معنى باطل بوجوه الحيل اللفظية? كما يفعله أهل البدعة في زماننا هذا بالآيات المخالفة لمذاهبهم? وهذا هو الأصح - الثالث - أنهم كانوا يدخلون على النبي ويسألونه عن أمر فيخبرهم ليأخذوا به? فإذا خرجوا من عنده حرفوا كلامه ,

هذا رأي الرازي? ونتيجته أنه برأ اليهود من تهمة تبديل آيات التوراة, وعليه لما قال أن القرآن يؤكد وقوع التحريف بالتوراة ينبغي أن نفهم مقصوده الحقيقي لا الدعوى الباطلة التي يدّعيها جهلاء المتأخرين,

ومما تقدم نجاوب على كل من يدّعي أن الكتاب المقدس محرف في نصوصه? وأن الكتاب الصحيح غير موجود اليوم يكون مكذباً ومخالف الآيات القرآن الصريحة التي تشهد أنه حق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه? لأن من أهم أغراض القرآن أنه جاء ليكون مصدقا للكتاب المقدس, فكيف يصح أن يشهد له أنه صحيح وحق وموحى به من الله وهدى للناس? ثم يعود فينسب إليه التغيير وضياع الثقة منه وعدم التعويل عليه ?لأنه إن صحَّ هذا يكون القرآن قد ناقض بعضه بعضاً,

ليس أحد يؤمن بالإله الحق يقدر أن ينسب إليه تعالى أنه أنزل القرآن مصدق الكتاب مبدَّل ومغيَّر ومشوش التعاليم في العقائد الدينية, وقد فطن لهذه النظرية الإمامان البيضاوي والرازي اللذان اقتبسنا تفسيرهما? وجزما بأنه لم يقع في الكتاب المقدس تغيير قط? لا قبل العصر المحمدي ولا بعده,

بقي للمعترض أن يقول : وقع التغيير في الكتاب المقدس في ذات عصر محمد? والرد على اعتراض كهذ الا يكلفنا مشقة ولا عناء? لأننا نجيب قائلين إن الأسفار المقدسة التي أشرنا إليها في مقدمة كلامنا كُتبت قبل عصر محمد بزمان طويل? والكتاب المتداول اليوم منسوخ عن ذلك الأصل? وعليه لا يتصور عاقل إجماع اليهود والنصارى على تغيير أسفارهم وقد انتشرت في كل العالم,

ومع هذا فإن عامة المسلمين وبعض علمائهم العديمي الخبرة بالموضوع لا يزالون يتصورون أن الكتاب المقدس بحالته الحاضرة مغيَّر, وإن سألتهم : متى وقع ذلك التغيير ?لا يتفقون على جواب واحد? فيقول البعض : قبل عصر محمد? وآخرون : بعده, ويقول قائل منهم : قبله وبعده! وحتى يُثبتوا مزاعمهم عكفوا على كتب الكفرة والملحدين بكل دين? يلتقطون منها كل اعتراض سخيف ويحاربون بها الكتاب المقدس استظهارا لزعمهم بالتغيير? وجهلوا أو تجاهلوا أن هذه الاعتراضات التي تسلّحوا بها دُحضت منذ زمن طويل? ولم تعُد مقبولة بين العلماء الغربيين? ونرجو أن علماء المسلمين المحققين إن انخدعوا بها اليوم لا ينخدعون بها غداً,

حُكي أن بعض المسيحيين من أهل القرون الأولى بعد المسيح اتهموا اليهود بتهمة تغيير النصوص الإلهية كما يتهم المسلمون? لأنهم وجدوا فروقاً في أعمار الآباء المذكورين في أصحاح 5 و10 من سفر التكوين ما بين النسخة العبرية والترجمة السبعينية? فعللوا هذه الفروق بعلة التغيير, ولكن الذين ادعوا هذه الدعوى هم جهلاء المسيحيين لا علماؤهم, وأما الآن وقد مضى نحو ألف وأربعمائة سنة على الموضوع وقد درس الكتاب جيد الم يبق بين علماء الغرب من يدعي بأن اليهود غيروا توراتهم? لا في الموضع المشار إليه ولا في سواه, ثم أن بعض كتاب المسلمين اعترضوا على اختلاف القراءات التي يُقرأ بها الكتاب? واستدلوا بها على إفساد نصوصه, إلا أن هذه النظرية باطلة? لأنه توجد نسخ أصلية كثيرة ما بين عبري ويوناني ولغات أخرى إن قارنتها بعضها على بعض لا تخلو بطبيعة الحال من اختلاف القراءات كما هي الحال في جميع الكتب القديمة, ويا ترى ما جنس تلك القراءات المختلفة ?إن أكثرها يرجع إلى اختلاف في الهجاء? مثل كلمة صلاة العربية تارة تكتب بالواو وتارة بالألف? ومثل كلمة قيامة تارة تكتب بالألف وتارة بدونها, ويرجع بعضها إلى اختلاف في تصريف الأفعال? كاختلاف القراءات القرآنية التي أشار إليها المفسرون وأثبتوا أنواعها في تفاسيرهم? ومن ذلك قراءات هذه الآية ما ننسخ من آية أو ننسها - البقرة 2 :106 - ,

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا قراءة حفص

مَا نُنْسِخْ الخ قراءة ابن عامر

نَنْسأَهَا قراءة ابن كثير وأبو عمرو

مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنَسِّهَا قراءة آخرين

تَنْسَهَا قراءة آخرين

تُنْسَهَا قراءة آخرين

نُنْسِكِهَا قراءة آخرين

مَا نُنْسِكَ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسَخْهَا قراءة عبد الله

وفي سورة البقرة 2 :285 أشار البيضاوي إلى قراءات مختلفة

وَكُتُبِهِ قراءة حفص

وَكِتَابِهِ قراءة حمزة وصاحب الكشاف

لَا نُفَرِّقُ قراءة حفص

لَا يُفَرِّقُ قراءة يعقوب

لَا يُفَرِّقُونَ قراءة آخرين

ويقبل علماء السنيين قراءات أخرى على ما تقدمت الإشارة إليه من ذلك سورة الأنعام 6 :91 وسورة مريم 19 :35 وسورة القصص 28 :48 وسورة الاحزاب 33 :6 وسورة سبأ 34 :18 وسورة ص 38 :22 فهذه القراءات مهما تكن لا تغير معاني القرآن تغييراً يستحق الذكر? ولا تؤثر أقل تأثير في عقائده, فإن قام كاتب مسيحي واحتج باختلافات القراءات على وقوع التغيير في متن القرآن ألا يستجهله المسلمون أو يرمونه بالتعصب الذميم ?فمثل هذا الحكم يجب أن يُحكم به على الذين يتخذون قراءات كتابنا حجة على تغييرها,
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ثم أن اختلاف القراءات في الكتاب المقدس يوجد أكثر مما في القرآن? ولذلك جملة أسباب :

1 - لأن حجمه أربعة أضعاف القرآن,

2 - إنه أقدم من القرآن بكثير,

3 - إنه كُتب في ثلاث لغات العبرية واليونانية والآرامية وكتب القرآن بلغة واحدة وهي العربية,

4 - إحصاء القراءات في التراجم القديمة كلها ولو قد ثبت أن كثيراً منها غلطات وقعت من المترجمين ولم ينتج عنها اختلال جوهري,

5 - أُحصيت القراءات بعناية عظيمة وتدقيق كلي أكثر بكثير من العناية التي بُذلت في إحصاء القراءات القرآنية,

6 - وأهم من الكل أن الكتاب المقدس لم يصلحه ولا راجعه أحد قبل النشر? كما عمل عثمان ثالث خلفاء محمد بالقرآن? فقام على النسخ القديمة وأحرقها? ولم يُبقِ على نسخة إلا نسخة حفصة? ثم ألحقها مروان على ما قيل بأخواتها فأحرقها, ومع كل ذلك إن عرضنا على ميزان الاعتبار والفحص كل القراءات المختلفة الواقعة في الكتاب المقدس لا نجد شيئاً منها يمس جوهره,

وقد اتفق أن المفسرين المسيحيين لما عسر عليهم فهم كلمة أو آية من الكتاب تصوروا أنها وقعت خطأ من الناسخ واعتبروها مصحفة - أي وقعت بخطإٍ من الناسخ - , ولما اطلع علماء الإسلام على شيء من ذلك ترجموا عن غير علم كلمة مصحف بمغيَّر أو محرَّف مثل الشيخ رحمة الله الهندي? فإنه بناءً على ذلك ادّعى أن علماء النصارى يسلّمون بوقوع التغيير في كتابهم, مع أن المسألة بسيطة جداً? لأن الكلمة التي لم يفهمها المفسرون وظنوا أنها مصحفة كانوا يشيرون إليه الأجل مراجعتها وتصليحها,

ومن أمثلة ذلك كلمة وردت في دانيال 3 :2 و3 بالآرامية وهي - تفتايي - ولم توجد قط في كتاب آخر ولم يعرف معناها بالتدقيق ولا المادة المشتقة منها? فظن بعض المفسرين أن هذه الكلمة مصحفة أي خطأ من الناسخ? ولكن منذ سنين قليلة اكتشفوا كتابات آرامية قديمة في الآثار المصرية وردت فيها الكلمة المذكورة? وعرفوا معناها بالتدقيق وأصل اشتقاقها ومن هنا نعلم كيف حُفظت الأسفار بالصحة والضبط حتى في مثل هذه الكلمة,

وحدثت مثل هذه الكلمة في الكتاب المقدس على المنوال الذي به حدثت نظائرها في القرآن? من ضمنها قوله إن هذان - سورة طه 20 :63 - فكان من المحتمل أن بعض المفسرين يرتابون في صحة هذه العبارة ويقودهم ريبهم إلى اتحاذ الوسيلة لتصحيحها? كما أنهم صححوا بالفعل كلمة يفرق بكلمة يفرقون جرياً على سياق الكلام - سورة البقرة 2 :285 قراءة يعقوب - وظنها بعضهم مصحفة عن كلمة نفرق في - قراءة حفص - وأشار إلى ذلك البيضاوي,

ليس من مقصدنا هنا إيراد القراءات المختلفة التي جاءت في القرآن? بل نضرب لكم مثل الإزالة ما عساه يكون قد علق بأذهانكم من الشبهة في ما يقابل هذه القراءات في الكتاب المقدس, وأما القراءات في كتابنا فتنقسم باعتبار أهميتها إلى ثلاثة أقسام : - 1 - القراءات الناتجة عن إهمال الناسخ أو جهله - 2 - وتلك التي اقتضاها بعض النقص في الأصول المنسوخة - 3 - وتلك التي وضعت لتصحيح عبارة ظنها الكاتب الأخير خطأ من الكاتب الأول? وهي ليست بخطأ, ولا يسوغ عقل أن أحداً من المسيحيين قصد أن يتلف كتابه الذي يدين به ويهتدي بنوره, نعم إن بعض الهراطقة ليبرهنوا عقيدة عندهم أتوا بآيات ليس لها وجود إلا في نسخهم الخاصة من العهد الجديد, كما ادّعوا بأن الآيات التي تنقض تعليمهم لم تكن موجودة في النسخ الأصلية? ولو أن هؤلاء الهراطقة بلغوا لهذه الدرجة فإنهم لم يقصدوا أن يتلفوا كتابهم? وغاية ما في الأمر أنهم انخدعوا ببعض الأضاليل, غير أن المسيحيين على العموم ميزوا في كل وقت وفي كل حال الخطأ المدخل في نسخ الكتاب بمقابلتها على النسخ القديمة.
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ثم نقول لو فرضنا أن فريقاً من اليهود أو النصارى غلت مراجل الحقد والتعصب في قلوبهم ضد الإسلام فتواطأوا معاً واجتمعت كلمتهم أن يحذفوا من التوراة والإنجيل كل ما يتعلق بمحمد? وقد فعلوا, فماذا يكون رأيك في بقية المسيحيين واليهود المتفرقين في كل أنحاء العالم ?فإنهم بدون شك يرفضون أعمال تلك الجمعية الشيطانية? ويرفضون الكتاب المزور خوفاً من أن يشتركوا في جريمتهم العظيمة, ومالنا ولهذا الفرض ?ففي وقائع التاريخ ما يغنينا عنه, لقد حدث قبل محمد بزمن طويل أن الهراطقة سعوا كثيراً? لكنهم عجزوا أخيراً عن أن يحرفوا العهد الجديد على وفق مبادئهم? وهذا يدل على عدم إمكانية هذا المشروع, وحاول رجل من أهل العصور الأولى اسمه ماكرون أن يحذف الأصحاحين الأولين من بشارة لوقا فلم يفلح? لا بين الجمهور? ولا بين فريق قليل منهم.

ثم نقول لو أن ملكاً أو صاحب سلطة سياسية قام بعد وفاة موسى بقليل وجمع كل نسخ التوراة أو أصحاحات منها وأحرقها? واستنسخ توراة جديدة من محفوظات بعض اليهود? ومن السطور المكتوبة على العظام وشقق الأخشاب ونشرها بأمر سلطاني? وألزم رعاياه في كل مكان بالاعتماد على هذه النسخة الجديدة? لما كانت تبلغ قراءاتها المختلفة إلى المقدار الذي بلغت إليه بدون هذا الفرض, إلا أننا كنا نقع في ورطة أدهى وأمر بكثير من اختلاف القراءات? هي ضياع الثقة من التوراة بالمرة? لأنه لا يبقى دليل على أن النسخة الجديدة طبق الأصل? وتكثر الظنون في البواعث التي حركت ذلك الملك أن يفعل تلك الفعلة المنكرة.

وكذلك تكون النتيجة لو وقع مثل هذا الفرض لأسفار العهد الجديد في ختام القرن الأول للمسيح? لأنه كان يتعذر علينا اليوم الإتيان بدليل شاف أن النسخة الجديدة موافقة للأسفار التي أُحرقت وتلاشت من الوجود? وتبقى الأذهان مرتبكة ومرتابة في صحتها إلى يوم يبعثون! ولكن لله الحمد? فإن مثل هذ الم يقع في كتابنا? لا في أسفار العهد القديم ولا في أسفار العهد الجديد, والحمد لله الذي لم يسمح أن يكون بيننا عثمان? ولا بين اليهود الحجاج,

قد حدث أن بعض أباطرة الرومان الوثنيين شرعوا أن يحرقوا نسخ الكتاب المقدس على أمل أن يلاشوه من الوجود? لا ليستنسخوا كتاباً جديداً على هواهم? فدافع المسيحيون عن كتابهم وفدوه بدمائهم, وكثيراً ما شرع مضطهِدوهم بمثل هذا الشروع فلم يفلحوا,

ولو فرضنا أن كل كتبنا أُحرقت عن آخرها بحيث لم يبق كتاب واحد? لكان المحروق هو الورق فقط? ولكانت كلمة الله هي الباقية, جاء في هذا المعنى يَبِسَ الْعُشْبُ? ذَبُلَ الزهْرُ. وَأَمَّا كَلِمَةُ إِلَهِنَا فَتَثْبُتُ إِلَى الْأَبَدِ - إشعياء 40 :8 - , تبقى وتثبت بوسائط كثيرة? منها أن كثيرين من المسيحيين في كل عصر شغفوا بالكتاب المقدس حتى استظهروا أهم اجزائه? سيما المزامير وأسفار العهد الجديد, وعليه لا يمكن أن نتصور ملاشاة الكتاب من الأرض والمسيحيون على ظهرها,

لما حدث الاضطهاد العظيم في فرنسا في القرن السادس عشر أقبل قسوس كنائس الإصلاح إلى الكتاب المقدس يحفظونه غيباً, حتى إذا سُلب من بين أيديهم يكون مدخراً في صدورهم ليستقوا من ينبوع الحياة رأساً ويرووا الآخرين, وقد أصبح معلوم الدى جميع الذين لهم قسط من الفطنة ما بذلته اليهود والنصارى من منتهى الجهد والحذر في الاحتفاظ على أسفارهم الإلهية نظير أرواحهم? وأصبحت الدعوى عليهم بأنهم بدلوا وغيروا أسفارهم قبل أو بعد الهجرة دعوى باطلة لا تصدر إلا من جاهل أو متعصب!
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ولزيادة الشرح نقول : ما الفائدة التي كانت ترجوها اليهود والنصارى من وراء هذه الفعلة المحرمة? وكلٌّ يعلم بحكم العقل والنقل عظم جريمة تحريف الكتب الإلهية? وقد ورد في ختام العهد الجديد ذكر دينونة هائلة تحيق بمن يحذف أو يزيد شيئاً على ما هو مكتوب في الكتاب ?وورد مثل ذلك في العهد القديم - تثنية 4 :2 ورؤيا 22 :18 و19 - وفضلاً عن كونهم لا يستفيدون شيئاً بل يخسرون رجاءهم فإنهم يعلمون أنهم بتحريفهم كتابهم لا يضرون أنفسهم فقط بل يضرون أولادهم وأحفادهم وهلم جراً,

وعدا ذلك نقول إن محمد الم يلبث زمناً طويلاً حتى بات ذا سلطان عريض وجنود وبيت مال? وكان الأقربإلى العقل أن النصارى واليهود الذين في بلاد العرب على الأقل لو كان في كتابهم أخبار عنه أو خبر? لكانوا أسرعوا به إليه والنسخة في أيديهم تزلّفاً إليه? إن لم يكن حباً في الدين فحباً في الدنيا, ولكان محمد وأتباعه يحرصون الحرص كله على كل تلك النسخ العزيزة التي شهدت له وشهد لها? عوضاً عن أن يحذفوا من كتابهم تلك الأخبار? ويعرّضون أنفسهم بغير داعٍ لحرب لا قِبل لهم بها? ويدفعون الجزية عن يدٍ وهم صاغرون - سورة التوبة 9 :29 - وينحدرون من مقام الحرية والمساواة إلى مقام الذمي الوضيع? ويبيتون هدفاً من آونة إلى أخرى للمذابح والفظائع كالتي جرت حتى في القرن العشرين في أطنة وما جاورها,

وكم من المشاهد المؤلمة تمثلت على مسارح الإسلام جيلاً بعد جيل بتحريض سورة التوبة على ألسنة حكام السوء وجمهور العوام,

لو كان اليهود والنصارى آمنوا بمحمد ورحبوا برسالته على العين والرأس لما نجوا فقط من هذه الرزايا? بل كانوا شاركوا المسلمين في حظوظهم وامتيازاتهم الدنيوية, لكن أبت نفوسهم أن ترد هذا المنهل? واعتصموا بإيمان آبائهم ولم يعيروا جانباً من الالتفات لخطبة الجمعة المذيلة بدعاء التهديد والإرهاب ينادى بها على المنابر في سائر أطراف مملكة آل عثمان? كقول الخطيب على منبره : اللهم رمِّل نساءهم? ويتِّم أطفالهم? وخرِّب كنائسهم? وكسر صلبانهم? واجعلهم وأموالهم غنيمة للمسلمين الخ , أليس من البيّن والجلي أنه إذا وُجد يهودي أو مسيحي كائن من كان جزءاً في كتابه يأمره بانتظار نبي من جزيرة العرب اسمه أحمد لكان بكل سرور اندمج في سلك الصحابة والتابعين? ويفوز بسعادة الدارين ?ولست بمبالغ إن قلت إن الترغيبات التي اقترنت بالإسلام من نعيم الدنيا ومجده الجدير به الولا عناية الله ومخافته أن تغري أهل الكتاب لا أن يحذفوا منه خبر محمد بل يختلقوه فيه ويحشروه في كل فصل من فصوله, فعدم إدخال اليهود والمسيحيين خبر محمد في أسفارهم? وقد بلغ محمد وخلفاؤه ما بلغوا من السلطان أعظم دليل عند من وهبهم الله العدل والإنصاف على أمانة أهل الكتاب في حفظهم كتابهم على أصله بدون زيادة ولا نقصان,
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ولو فرضنا أن طائفة من طوائف النصارى أو اليهود أضمرت السوء لمحمد حسداً وحقداً وحذفت خبره من الكتاب? لالدفع غُرم ولا لجلب غُنم? بل على سبيل المكيدة? لظهرت مكيدتهم للطوائف الأخرى وبادروا إلى إصلاح التحريف وردّوا الكتاب إلى أصله, وغني عن البيان ما بين النصارى واليهود من العداوة القديمة وما بين طوائف النصارى من الاختلاف المذهبي في دقائق الدين مما لا يتصور معه جمع كلمتهم والتأليف بين آرائهم على تغيير كتابهم, ولو فرضنا أنه أمكن ذلك بين يهود ونصارى جزيرة العرب فلا يمكن تعميمه في كل جهات العالم? وكانت تقع تلك الفئة الباغية تحت سخط الجمهور في كل مكان,

وعدا ذلك فإنه نبغ في العالم مؤرخون عظماء بين النصارى واليهود والمسلمين في عصر محمد وقبله وبعده وسجلوا في مؤلفاتهم حوادث الزمان, وباطلاعنا على توراتهم لم نر أثراً في تاريخ أحد منهم يدل على تواطؤ النصارى واليهود على حذف شيء من الأسفار المقدسة يتعلق بمحمد ولا بغير محمد,

وإن فرضنا أنه وُجد بين النصارى أو اليهود طائفة انتزعت مخافة الله من قلوبهم والحياء من الناس? بحيث لم يعودوا يبالون بعذاب الله ولا بملام الناس? وشرعوا يحذفون خبر محمد من التوراة والإنجيل? فإنهم يجدون ذلك ضرباً من المحال بسبب أن الديانة المسيحية وكتبها قبل الهجرة كانت قد انتشرت انتشاراً عظيماً? حتى أن سكان آسيا الصغرى وسوريا واليونان ومصر والحبشة وشمالي أفريقيا وإيطاليا قد اعترفت بالمسيح, بل وأكثر من ذلك فإن كثيرين في جزيرة العرب وبلاد فارس والأرمن والقوقاز والهند وفرنسا وأسبانيا والبرتغال وانكلترا وألمانيا قد قبلوا المسيحية أيضاً? ولهذه البلاد لغات مختلفة تُرجم الكتاب إلى كثير منها،فتُرجم إلى الطليانية والأرمنية والأشورية والقبطية والكوشية والقوطية والقوقازية, وعدا هذه كانت التوراة موجودة في الأصل العبراني والعهد الجديد موجوداً في الأصل اليوناني? وتُرجمت التوراة كلها إلى اليونانية? وسُميت الترجمة السبعينية? وتُرجم كثير منها إلى الآرامية من قبل ميلاد المسيح,

ولا يخفى على أحد أن اليهود متفرقون في أنحاء العالم وبالأكثر في الجهات المشار إليها? وهم منقسمون إلى طوائف مختلفة, وكذلك المسيحيون منقسمون إلى طوائف كثيرة متضادة? فلا تقدر إحدى طوائف اليهود أو النصارى أن تُقدم على هذا المشروع خشية من تشهير الطوائف الأخرى بها, وعلى ما تقدم مهما يكن المرء أحمق أو مختل العقل فلا يبلغ منه الحمق والخلل حداً يتصور له معه إمكانية اتفاق اليهود والنصارى? هؤلاء مع اختلاف طوائفهم? وأولئك مع اختلاف طوائفهم وتوحيد رأيهم على تغيير أسفارهم الإلهية, وإن فرضنا المستحيل وقلنا بل اتفقوا كلهم وغيروا كتابهم وجردوا صحائفه من السيرة المحمدية? فماذا عسانا نقول عن النسخ التي اكتُشفت بعد عصر محمد ويرجع تاريخها إلى ما قبله ? فمن يا ترى غيَّر هذه أيضاً وهي تحت الأرض مخفية مع الآثار القديمة, هل انضمت جماعة الجن إلى حزب المتواطئين ?ثم أن للمسيحيين مؤلفات دينية تفوق الحصر تشتمل على اقتباسات في مواضيع مختلفة من الكتاب المقدس? فهل راجع المتواطئون هذه المؤلفات أيضاً ونقحوها من سيرة النبي العربي ?

والأغرب من ذلك كله أنه بينما يزعم المسلمون أننا غيَّرنا كتابنا وحذفنا منه البراهين على رسالة نبيهم? يحاول علماؤهم الراسخون أن يثبتوا وجود هذه البراهين في كتابنا اليوم, فإن صدق علماؤهم? وكان في الكتاب براهين على ذكر محمد فلماذا إذاً تتهموننا بأننا حذفناها ?أليس من عزم الأمور أن تستقروا على رأي واحد ?
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ومن أمثلة براهينهم التي يوردونها في الكتاب على البشارة بنبيهم ما وعد به المسيح تلاميذه من إرسال الفارقليط كما جاء في بشارة يوحنا 16 :7 لا يسلم المسيحيون أن الفارقليط هو محمد? إلا أن إبقاء هذه الآية في قلب الإنجيل لليوم دليل على أنه الم تُحذف منه, ثم نقول لو كان المسيحيون يريدون أن يحذفوا الآيات الدالة على نبوة محمد من كتابهم لكان الأولى بهم أن يحذفوا هذه الآية? لأنها هي الآية الوحيدة التي نبه إليها القرآن وعينها بالحصر وقال إنها تشير إلى نبوة محمد? حيث يقول وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقا لمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ - سورة الصف 61 :6 - , وكما أن محمداً ادعى أنه الفارقليط الذي وعد به المسيح بإرساله? ادّعى من قبله هذه الدعوى عينها ماني الفارسي - كما يعلم ذوو الاطلاع - وبنى دعواه على آية المسيح المشار إليها? وتبعه بعض المسيحيين, ولما اتضح على توالي الأيام أنه دجال واضمحلت شيعته? لم يحذف المسيحيون هذه الآية التي استعان بها على ضلالته, وهاك هي موجودة في الإنجيل إلى اليوم,

ثم أن اليهود اطلعوا على آيات كثيرة في توراتهم تدل على المسيح دلالة واضحة? واحتج بها المسيحيون عليهم احتجاجا لم يجدوا معه سبيلاً إلى التخلص من الالتزام بالحق, وعداوتهم للمسيح أشهر من نار على علم? ولكم لم يحملهم هذا كله على تحريف آية واحدة من الآيات الدالة على المسيح مع كونها تلصق بهم أعظم جريمة وتقضي عليهم قضاء مريعاً, فلو كان اليهود حرفوا التوراة في شأن محمد ?لكان الأولى بهم أن يحرفوها في شأن المسيح ويحذفوا منها هذه البينات الراهنات - تكوين 49 :10 وتثنية 18 : 15 و18 ومزامير 22 :14-18 وإشعياء 7 :14 و9 :6 و7 و11 :1-10 و52 :13 الخ وص 53 كله ودانيال 8 :13 و14 و9 :24-27 وميخا 5 :2 وزكريا 12 :10 - قابل هذه النصوص الجلية بما ورد في الإنجيل - لوقا 24 :25-27 - ,

وفي التوراة آيات تتعلق بمسألة أخرى يود اليهود لو لم تكن موجودة فيها? وهي تلك التي تشهر بفظائعهم وجرائمهم المتناهية في القبح, فلو كانوا حرفوا توراتهم بخصوص محمد فما كان أجدر بهم أن يحذفوا كل ما يشين سمعتهم ويلصق بهم شر الفعال!

أمرهم الله أن يحافظوا على شريعة التوراة - يشوع 1 :7 - وأن لا ينقصوا منها ولا يزيدوا عليها - تثنية 4 :2 و12 :32 - فعملاً بالوصية حافظ اليهود على توراتهم? وخوفاً من أن تسقط منها كلمة أو حرف أحصوا كلمات كل سفر من أسفارها? بل أحصوها حروفاً وقيدوا الاحصاءات في كتبهم الدينية ليرجعوا إليها عند اللزوم, وليكن معلوماً أن نسخة التوراة المتداولة بين اليهود هي عين النسخة المتداولة بين النصارى? وكلتاهما تُطبعان في مطبعة واحدة,

ولئلا يظن بعضهم أنه ربما غيَّر اليهود توراتهم قبل المسيح? ونحن أخذناها عنهم مغيَّرة فصارت نسختهم ونسختنا واحدة? أقول إن القرآن كفانا مؤونة هذا الاعتراض? لأنه يشهد بأن المسيح جاء مصدقا لما معهم من التوراة, ثم أنه لا المسيح ولا رسله اتهموا اليهود بتهمة التحريف? وهاكم صحائف الإنجيل راجعوها تجدوها بيضاء نقية من هذه التهمة? في حين أنها شهرت بخطاياهم في غير هذه المسألة? بل يشهد الإنجيل للتوراة بأنها موحى بها من الله? وأنها باقية على أصلها? وبحرص المسيحيين على قرائتها والعمل بها, ومن ذلك الآيات الآتية في الإنجيل - متى 5 :17 و18 و22 :31 و32 ومرقس 7 :6-10 ولوقا 11 :29-32 و24 :25-27 ويوحنا 5 :39 و45-47 و2 تيموثاوس 3 :16 - , من هذه الآيات البينة يتضح أنه في عصر المسيح ورسله قبلت التوراة لديهم كتاباً موحى به من الله ليس بها مساس من مظنة التحريف والتغيير? لأنه لو حرفها اليهود لكان المسيح وبَّخهم علانية على هذا الشر العظيم? ولأشار بلا شك إلى مواضع التحريف وأصلحها لتبقى صالحة للاستعمال في كنيسته,

وهذه النظرية ذاتها تثبت عدم ضياع التوراة وعدم تحريفها عند خراب أورشليم في زمن بختنصر والأسر البابلي, ولو حدث شيء لكان المسيح بيَّن الحقيقة,
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
إن بعض كتاب المسلمين يدعون أنه في وسعهم أن يثبتوا وقوع التحريف عمداً في التوراة? ويعينوا الآيات المحرفة? ومنها على ما يدّعون الآية الواردة في سفر التثنية 27 :4 ففي النسخة السامرية مكتوب جبل جرزيم وفي العبرانية جبل عيبال ولكن الحقيقة هيأنه ليست النسخة العبرانية وحدها المكتوب فيها جبل عيبال بل في كل التراجم القديمة كالترجمة السبعينية واللاتينية الدارجة والسريانية والباشطا والأرمنية والحبشية,

وعليه فالعبارة الأصلية جبل عيبال كما في الأصل العبري لا جبل جرزيم كما في النسخة السامرية التي حرفها السامريون لرغبتهم الخصوصية في الجبل الذي سموه بهذا الاسم, ومع كونهم حرفوا نسختهم في هذه الكلمة انحصر التحريف فيها? ولم يتعدَّ إلى النسخ الأخرى المعتمدة عند طوائف اليهود وطوائف النصارى, وهناك احتمال آخر في هذه المسألة? فربما ظنَّ الناسخ الذي نقل النسخة السامرية عن العبرانية أن الكاتب الأول كتب جبل عيبال سهواً عوض جبل جرزيم لمناسبة ما ورد في عدد 12 من ذلك الأصحاح? ما مؤداه أن بعضاً من الأسباط الاثني عشر يقفون على جبل جرزيم ويباركون الشعب والبعض الآخر يقفون على جبل عيبال وينطقون باللعنات على من يرتكب تلك المعاصي المذكورة هناك? ويقول الشعب آمين , فمن المحتمل أن كاتب النسخة السامرية ظن المقصود جبل البركات لا جبل اللعنات, وعلى كل حال فإن السامريين لم يقدروا أن يعمموا هذا الخطأ أو التحريف إلا في دائرتهم الخصوصية - إن صح أنه تحريف!! - ,

ولو كان اليهود هم الذين حرفوا نسختهم لا السامريون لكان الأولى بهم أن يحرفوا عدد 12 لا عدد 4,

ثم إننا كنا قد أشرنا في ما تقدم إلى الخلاف الموجود بين النسخة السامرية والنسخة العبرانية والترجمة السبعينية من حيثية أعمار بعض الآباء الأولين في أصحاحي 5 و10 من سفر التكوين? وفي الغالب يجب أن يُحمل هذا الخلاف على محمل الخطأ? لأن الأرقام قابلة الخطأ حيث يسهل أن يحل بعضها محل الآخر, ومن الواضح أن اختلاف النسخ في هذه الأرقام لا يمس جوهر الكتاب في شيء,

وحاول بعض كتاب المسلمين أن يثبتوا وجود اختلاف كثير بين أسفار الكتاب المقدس? وزعموا أن هذا الاختلاف دليل على تحريفه, غير أن الكتّاب المطلعين ذوي العقول الراجحة والأفكار النيرة يسلّمون أنه إن كتب كاتبان أو أكثر عن واقعة حال? وكتب كلٌّ منهم بمعزل عن الآخر? تأتي كتاباتهم مختلفة اختلافاً ظاهرياً? ولكن إن اتفقت اتفاقاً تاماً يستدل من اتفاقهم على أنهم متواطئون,

أما البسطاء فيشتبه عليهم ظاهر الاختلاف بين سفر وآخر? ويشكّون في صحة الأسفار, أما المطلعون فيعلمون أصله ويحلونه حلاً جميلاً, والاختلاف الظاهري بين أسفار الكتاب المقدس أعظم دليل على أمانة أهله? وإلا لكانوا أزالوه منه لكي لا يبقى عرضة لانتقاد المنتقدين, ومن أمثلة والاختلاف الظاهري ما ورد عن نسب المسيح في بشارة متى ص 1 وبشارة لوقا ص 3 وما ورد عن موت يهوذا في بشارة متى 27 :5 وسفر الأعمال 1 :18 و19 فلو كان استباح أهل الكتاب التحريف لكانوا وفَّقوا بين هذه المواضع من كتابهم,

ويزعم قوم من المسلمين أن الإنجيل محرف لقول بعض النصارى إن الآيات الآتية غير موجودة في النسخ القديمة وهي - بشارة مرقس 16:9 إلى 20 وبشارة يوحنا 5:3 و4 و7 :53-8 :11 ورسالة يوحنا الأولى 5 :7 - ولو أن هذه الآيات لم تكن موجودة في المتن في النسخ الأكثر أقدمية إلا أنها موجودة على الهامش? فظنها الناسخ من الأصل فأدمجها فيه بسلامة نية, وسواء أصاب في ظنه أو أخطأ? فإن وجود هذه الآيات وعدمه لا يؤثران في جوهر الكتاب ولا في عقيدة من عقائد الكنيسة? لأن الحقائق الأساسية التي تضمّنها مستوفاة بأكثر تفصيل في مواضع أخرى من الكتاب,
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
وبالنسبة لهذه المسألة يوجد فرق عظيم بين الكتاب والقرآن? فإن المطلعين من المسلمين يعلمون أن فريقاً من الشيعة أثبتوا أن عمر بن الخطاب الخليفة الثاني وعثمان بن عفان الخليفة الثالث غيَّرا جملة آيات من القرآن بسوء النية والقصد? ليخفيا عن المسلمين حقيقتين هما من الأهمية بمكان : الأولى? هي يجب أن يكون عليٌّ صاحب الخلافة بعد محمد? والحقيقة الثانية يجب أن تحصر الإمامة في ذريته, ويدّعي فريق آخر أنه أسقط من القرآن سورة بجملتها يقال لها سورة النورين للغاية المشار إليها, أما نحن فلا يهمنا التحري عما إذا كانت هذه الدعوى صحيحة أو مُختلقة? ولكن تهمّ أهل السنة من المسلمين, لأنه إن كانت سورة النورين من القرآن حقيقة يكون ما أشقاهم واسوأ حظهم? لأنها تنذرهم بسوء العاقبة كما في قوله إن لهم في جهنم مقاماً عنه لا يعدلون وكتب ميرزا محسن بكشمير في كتاب له سنة 1292 هجرية يسمى - داستاني مذاهب سورة النورين - وذكر أن بعض الشيعيين يؤكدون بأن عثمان عندما أحرق المصاحف القديمة وأمِن على نفسه مناقشة الحساب? عمد إلى النسخة التي كانت بين يديه وشطب منها كل ما كان من مصلحة علي ابن أبي طالب وذريته من السيادة والإمامة? وقال أن بعض العلويين ينكرون القرآن المتداول اليوم? ولا يسلمون بأنه هو الذي نزل من الله على محمد? كما يعتقد المسلمون? بل يقولون إن أبو بكر وعمر وعثمان اختلقوه, نعم إن لدى العلماء المحققين من الأدلة ما يكفي لدحض هذه الدعاوي الباطلة? غير أنهم لا يسعهم إلا التسليم بأن هذه التهم الشائنة صوبها نفس المسلمين إلى القرآن, والذي يهمنا من المسألة أن هذه التهم في اعتبارهم مخلة بجوهر الخلاص لكل فرد من المسلمين? إن كان في الإسلام خلاص? في حين أن الدعاوى المزعومة على كتابنا المقدس محصورة في آيات قليلة? وهي التي سبقت الإشارة إليها إن حذفت من الكتاب أو زيدت عليه لا تخل بشيء من عقائد الدين والخلاص على الإطلاق - لأنها عرضية لا جوهرية - ,

ويدّعي بعض المسلمين عدا ما تقدم ذكره أنه قد ضاع من بين دفتي الكتاب المقدس أسفار كانت معدودة منه يوماً ما? كسفر ياشر - كما في سفر يشوع 10 :13 - وكتاب حروب الرب - كما في سفر العدد 21 :14 - فنقول دحض الهذا الاعتراض إن السفرين المذكورين لم يندرجا قط في سلسلة أسفار التوراة? وإن كانت أشارت إليهما التوراة, وحكمها حكم الأسفار التي أشار إليها القرآن وهي ليست منه? كصحف إبراهيم وموسى مثلاً - سورة الأعلى 87 :19 وسورة النجم 53 :36 -

واعترض بعضهم بأن الكتاب المقدس عند الكنيسة الكاثوليكية يتضمن أسفاراً غير موجودة عند كنيسة البروتستانت, ورداً على هذا نقول : إن أسفار العهد الجديد موجودة بذاتها عند عموم المسيحيين من بروتستانت وكاثوليك وأرثوذكس, وأما أسفار العهد القديم فقد زادت عليها الكنيسة الكاثوليكية أسفارا لم تكن مدرجة من ضمن التوراة عند المسيحيين الأولين? ولا عند اليهود? فضلاً عن كونها لا توجد في الأصل العبراني, نحن معاشر المسيحيين الحقيقيين نعتمد أسفار العهد القديم حسبما هي مدرجة في قانون اليهود وتثبَّتت لنا من المسيح ورسله, ولكن إن فرضنا أن هذه الأسفار المزيدة موحى بها فإنها بجملته الا تؤثر على أية عقيدة من عقائد الديانة المسيحية, وأما الفروق المذهبية بين كنيسة البروتستانت وغيرها فلم تنتج عن زيادة هذه الأسفار على العهد القديم? ولا عن اختلاف في الكتب? كما أن مذاهب الإسلام لم تنتج عن اختلاف في القرآن بين مذهب وآخر,
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
قد تكلمنا عن نسخ أسفار العهد القديم والجديد في اللغات الأصلية? وتكلمنا عن التراجم القديمة في جملة اللغات التي لم تبق إلى اليوم, ونتكلم هنا بالإيجاز عن الأدلة التي أقامها لنا كتبة المسيحيين الأولين على الموضوع الذي نحن بصدده, فنقول إن بين أيدينا مؤلفات مسيحية كثيرة يختلف تاريخها من القرن الأول للميلاد إلى ما بعد الهجرة في لغات مختلفة? يونانية ولاتينية وسريانية وقبطية وأرمنية? أقدمها رسالة اكلميندس إلى كورنثوس سنة 93 إلى 95 ورسائل أغناطيوس السبع سنة 109 إلى 116 ورسالة بوليكاربوس سنة 110 تقريباً ورسالة نُسبت خطأ إلى برنابا سنة 100 إلى 130 كتبت جميع هذه باليونانية? ثم قام كّتَّاب كثيرون بعد هؤلاء وكتبوا ما عنَّ لهم في لغات مختلفة? وأولئك أجمعون كأنهم اليوم أحياء بين ظهرانينا? يشهدون بأن إيماننا اليوم كإيمان الكنيسة في عصورهم الأولى, وعدا ذلك اقتبسوا آيات كثيرة من أسفار العهد القديم والعهد الجديد? منها ما هو بالمعنى ومنها ما هو باللفظ, وجميع ما اقتبسوه مطابق لكتابنا المقدس المتداول اليوم? وهذا دليل قوي على أن الكتاب المقدس لم يُحرف لا قبل الهجرة ولا بعدها, ولو فرضنا أنه قامت جمعية في عصر محمد أو بعده وضمت بين أحضانها أخبث من على وجه الأرض? وتعاونوا على تحريف الكتاب المقدس? فستمنعها جبال من الصعوبات لا يستطيعون تذليلها? إذ عليهم أولاً أن يجوبوا أقطار الأرض المنتشرة فيها المسيحية واليهودية من قارة آسيا وأوروبا وأفريقيا? ويزوروا كل مجمع لليهود? وكل كنيسة ومكتبة وبيت يهودي ومسيحي? ويجمعوا كل النسخ في كل اللغات ما بين عبرانية ويونانية ولا تينية وقبطية وأرمنية وحبشية وعربية وغيرها? وعليهم أن يحتالوا على السامريين ويستكشفوا خبايا أسفارهم المتوغلة في القدم وتراجمها المتأخرة في لغتهم الخاصة? ويسلبوها منهم, وعليهم أيضاً أن يحرفوا الترجوم الآرامي اليهودي, وبعدما ينتهون من جمع نسخ الكتاب المقدس من كل العالم عليهم أن يتفقوا على ما هم شارعون في حذفه ويحذفوه, ويبقى عليهم بعذ ذلك كله أن يجمعوا مؤلفات اليهود والنصارى الدينية في كل اللغات من كل أقطار الأرض ليخفوا الاقتباسات المتضمنة فيه الئلا تنكشف حيلتهم ويذهب تعبهم باطلاً, وعليهم في ختام مشروعهم أن يكون لهم سلطان فائق الطبيعة حتى يمحوا من ذاكرة المسيحيين واليهود الذين على وجه الأرض ما حفظوه غيباً من توراتهم وإنجيلهم الأصليين لكي لا يفطنوا إلى التوراة والإنجيل المحرفين, أظن ما من عاقل يتصور جواز هذه المستحيلات? فمن باب أولى لا يتصورها إخواننا الراسخون في العلم? مع أن القرآن صرح في سورة آل عمران بقوله مِنْ أَهْلِ الْكتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللهِ آنَاءَ الليْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ - سورة آل عمران 3 :113 -
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
فمن ذلك نستنتج ثلاثة أمور :

1أنه كان يوجد بعض الأتقياء الذين لم تسمح لهم ذمتهم بتحريف الكتاب

2أن الكتاب كان موجوداً بين أيديهم

3أنه كان معروفاً عندهم وهم يتلونه



ولايمكن لذي عقل أن يتصور إمكانية اتفاق اليهود والمسيحيين على ارتكاب هذا الإثم الفظيع الموجب للمذمة في الدنيا وغضب الله في الآخرة? لأنه لا يوجد سبب يدعو إلى هذا الاتفاق,
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ارجو من يقرا ان يكمل لكي تظهر الحقيقة الكاملة
 

استفانوس

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
8 أكتوبر 2005
المشاركات
10,535
مستوى التفاعل
162
النقاط
0
ولنفرض أن جماعة أقوياء من المسلمين في وقتنا أو قبل ظهور مطابع الحروف والحجر عزموا أن يحرّفوا القرآن وكل الكتب الإسلامية ألا يهزأ بهذا الكفر حال كون القرآن لم يترجم إلى لغات متعددة كالكتاب المقدس في عصر محمد ?

ولنفرض أنه لو تيسر لهم أن يجمعوا نسخ القرآن المنتشرة في أقطار العالم ويحرفوها? فليسوا هم بقادرين على جمع الكتب الدينية الإسلامية ولا التفاسير الكثيرة للقرآن, ولو فرضنا أنهم قدروا على ذلك أيضاً? ألا يظهر تحريفهم من الكتب التاريخية كابن هشام والواقدي والغازي وفتوح مصر وفتوح العجم أو على الأقل الطبري وابن الأثير ?لا يمكن لأي عاقل أن يتصور إمكانية ذلك? حتى لو كانت كل هذه الكتب في لغة واحدة, فبالأحرى لا يمكن تحريف الكتاب المقدس في عصر محمد أو بعده? لانتشار الاقتباسات الكثيرة? ولتعدد تراجمه,

ولو سلمنا جدلاً بإمكان تحريف الكتاب المقدس? بغضّ النظر عن كل هذه الصعوبات? أفما كان يظهر هذا التحريف من الكتب التي اكتُشفت حديثاً? وقد كنا نعرف أسماءها ولم نر مسمياتها? وهي في اللغات اليونانية والقبطية والأرمنية والسريانية منها - 1 - قانون الرسل - سنة 131-سنة 160 ب م -- 2 - كتاب محاربة أرستيدس - سنة 138-سنة 147 ب م - كتاب اتفاق البشيرين لستاتيانوس - سنة 160-سنة 170 ب م - وهذه الكتب قد ضاعت من قبل محمد بمدة طويلة? واكتُشفت في هذه الأيام الأخيرة, فلا يمكن تحريفها في حياته أو بعد موته? وهي تشهد بوحدة الإيمان المسيحي في العصور الأولى وفي هذا العصر? كما هو مثبت في الكتاب المقدس المنتشر اليوم في كل العالم, فترى من هذه الأدلة الساطعة والحجج الدامغة أن التوراة باقية على حالها كما كانت في زمن المسيح? والإنجيل باق على حاله كما كان في زمن رسله الأطهار - الحواريين -

ومن الحقائق التي تدحض الرأي الشائع بين المسلمين بتحريف الكتاب المقدس? هو أنه لما فتح عمرو بن العاص مصر? وفتح أبو عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد الشام? وسعد بن أبي وقاص العراق? وقعت بين أيديهم أشهر مكاتب العالم في ذلك العصر? وأخصّ بالذكر مكتبة اسكندرية وقيصرية, وكان في هذه المكتبات عدد وفير من نسخ الكتاب المقدس والمؤلفات المسيحية القديمة, وما كان أيسر عليهم أن يحفظوا هذه المكتبات أو على الأقل الكتب المقدسة التي جاء القرآن مهيمناً عليها? وتكون لهم في مستقبل الايام حَكَماً يحكمون بها عما إذا كان ما يستحدث من النسخ محرفاً أو هي طبق الأصل, ولكنهم أحرقوها? أحرقوا التوراة والزبور والإنجيل التي قال القرآن إنها كلام الله وخبر إحراق هذه المكاتب ورد في تاريخ أبي الفرج ? وكشف الظنون ,

لو حفظ المسلمون نسخ الكتاب التي وقعت بين أيديهم لأمكنهم منع ا حتمال تحريفه في العصور الأخيرة? لكنهم لم يبالوا بوصية قرآنهم ولا قضوا حق هيمنته, أما المسيحيون فقد استحفظوا على ما وقع في أيديهم من هذه الكتب المقدسة القديمة التي كتبت قبل الهجرة بقرون عديدة وسلمت من أيدي المسلمين في الاسكندرية وغيرها, وهاكم هي اليوم محفوظة في مكتبة روما وبطرسبرج وباريس ولندن وغيرها من مكتبات أوروبا? ويمكن لسياح المسلمين ونزلائهم في أوروبا أن يزوروا هذه المكتبات ويتحروا حقيقة دعوانا? وقد أخذت صورة بعض النسخ القديمة ونشرت بين الناس لكي يراها من ليس في وسعه أن يزور هذه المكتبات من أهل الأقاليم القاصية الذين يهمهم الاطلاع عليها, ومن مقارنة هذه النسخ الأصلية القديمة بعضها على بعض حصلنا على النسخة اليونانية الأصلية للعهد الجديد والنسخة العبرانية للعهد القديم وهما مطابقتان للنسخ القديمة المتفرقة في العالم? ومن النسختين الأصليتين ترجمنا الكتاب المقدس إلى أكثر لغات العالم,

ومما سبق أقمنا الأدلة القاطعة على عدم تحريف الكتاب المقدس على الاطلاق? لا قبل عصر محمد ولا بعده? وأن العلماء المحققين من المسلمين السالفين والمتأخرين يوافقون على عدم التحريف, وقد أثبتنا أيضاً بطلان وقوع نَسُخ في الكتاب المقدس? لا في أخباره التي رواها ولا في مبادئه الأخلاقية ولا عقائده الدينية, وقد بيّنا أن الكتاب المقدس اليوم هو بعينه كتاب العصور الأولى المتقدمة على زمن محمد بمئات من السنين? وشهد له القرآن بأنه كلام الله وكتابه في أكثر من مائة وعشرين موضعاً? إلى أن قال إنه جاء مهيمناً عليه,

وعلى ما تقدم يجب على كل مسلم مؤمن بالقرآن إيماناً حقيقياً أن لا يدع روح التعصب الذميم يحول بينه وبين الاعتقاد بصحة الكتاب المقدس? واتخاذه لنفسه نوراً وهدى في سبيل الحياة - انظر سورة غافر 40 :53-56 - , وحتى تتوفق إلى الهداية به يجب أن تقرأه بانتباه? طالباً من الله بإخلاص واشتياق أن ينير ذهنك ويفتح قلبك لتفهم تعليمه وتهتدي إلى الصراط المستقيم? صراط الذين أنعم الله عليهم? غير المغضوب عليهم ولا الضالين - آمين,
 

نذير

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
6 سبتمبر 2005
المشاركات
336
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
تحياتي للجميع

السيد فريد :

دارت مشاركاتك المطولة وفرضياتك حول محور واحد ، وكنت اتمنى أن أجد تعليقا ولو بسيطا حول السند المتبع في اثبات صحة الكتاب المقدس ، وبدون اسناد حقيقي يظل الكتاب المقدس مجرد كتاب يحوي سردا تاريخيا يحتمل الخطأ والصواب ، وبنفس المقياس يصح لنا كمسلمين اعتبار كتب السيرة النبوية كتبا مقدسة ، وهذا لا يعقل طبعا !

ولا يمكن اعتبار الكتاب المقدس مقدسا بدون توضيح التضارب في سرد المعلومة الواحدة ، وذكرت مثالا في مشاركتي السابقة حول تناقض المعلومات المتعلقة بمصير يهوذا الاسخريوطي بين متى وشاهده بابياس ، واذا اعتبرنا أن لا قيمة لشهادة بابياس فسيسقط معه متى كون الاول شاهدا للثاني ، وحتى لو تجاوزنا ما ذكره بابياس فسنصطدم مع رواية لوقا في اعمال الرسل الذي ذكر مصيرا آخر ليهوذا علاوة شهادة رابعة لاتؤمنون بها ، باختصار ، كيف يمكن التوفيق بين الروايات المتناقضة للحادثة الواحدة ؟

وعودة مرة أخرى لفرضياتك المطولة ، فلا يستطيع اي انسان تحريف القرآن كونه محفوظا في صدور الرجال ، وفي بلدتي الصغيرة هناك العشرات من حفظة القران الكريم ، بينما لم أجد مسيحيا واحدا يحفظ سفرا واحدا من أسفار الكتاب المقدس ، والحمدلله رب العالمين الذي تعهد بحفظ كتابه العزيز من التحريف والتبديل ، وظل كما هو منذ أنزله الله على عبده ورسوله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .


ابو النور​
 

حور

New member
عضو
إنضم
9 أكتوبر 2005
المشاركات
103
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
فريد قال:
ثم أن اختلاف القراءات في الكتاب المقدس يوجد أكثر مما في القرآن? ولذلك جملة أسباب :

1 - لأن حجمه أربعة أضعاف القرآن,


3 - إنه كُتب في ثلاث لغات العبرية واليونانية والآرامية وكتب القرآن بلغة واحدة وهي العربية,


6 - وأهم من الكل أن الكتاب المقدس لم يصلحه ولا راجعه أحد قبل النشر? كما عمل عثمان ثالث خلفاء محمد بالقرآن? فقام على النسخ القديمة وأحرقها? ولم يُبقِ على نسخة إلا نسخة حفصة?

.

الله أكبر !

وشهد شاهد من أهله

1. حجمه أربعة أضعاف القرآن ..

الموسوعة العلمية ودائرة المعارف حجمها أكبر راح تعتبرها الكتاب المقدس غير المحرف فتؤمن به !!

3. دليل من مليون دليل على التحريف

الرد على كل سطر ذكرته بس للأسف مازلت يافريد تكتفي بالقص واللصق . دون القراءه .

الباتش

http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?p=859#post859


 
التعديل الأخير:
أعلى