++ القديس باخوميوس

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
ا
لقديس باخوميوس ,, أب الشركه الروحيه

ترهبن عند القديس بلامون

ومكث عند طاعته سنوات ,, أتقن فيها امور الرهبنه جيدا

ثم ظهر له ملاك الرب وامره ان يؤسس شركه رهبانيه مقدسه

فاجتمع عنده عدد كبير من الرهبان

شيد لهم عده اديره وجعلهم تحت نظام واحد ** فى شغل اليد .. اوقات الطعام .. الصلوات **

وجعل لكل دير رئيسا .. وكان هو أبا عليهم جميعا

وكان يمر على الاديره من اسوان الى ادفو ..

وكان لا يسمح لأحد اولاده ان يصبح قسا .. حتى لا يتزاحموا على الكهنوت

ويهتموا بالعباده والبعد عن العالم .. لذا يدعو بكل دير كاهنا علمانيا

هرب من البابا اثناسيوس عندما اراد ان يرسمه قسا

فقال البابا عنه : انه بنى بيته على الصخره التى لا تتزعزع وهرب من المجد الباطل

طوباك زطوبى لاولادك

بقى القديس باخوميوس على هذه الشركه اربعين سنه

ولما قربت نياحته ثبتهم وعين لهم من يتولى امورهم من بعده

وتنيح فى 14 بشنس سنه 248 م​

صلاته تكون معنا امين

منقول
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: ++ القديس باخوميوس

شكرا على هذه السيرة العطرة

ربنا يبارك حياتك
 

sunny man

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
8 يونيو 2007
المشاركات
4,039
مستوى التفاعل
24
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
باخوميوس القديس

باخوميوس القديس
إن كان القديس أنطونيوس الكبير يُعتبر أب الأسرة الرهبانية، بكونه أول قائد للحركة الرهبانية في العالم، تتلمذ على يديه متوحِّدون عاشوا في مغائر أو قلالي منفردة حوله، كما كان مرشدًا لعددٍ كبيرٍ من قادة الحركة الرهبانية في مصر وخارجها، فإن القديس باخوميوس يُعتبر أب نظام الشركة. إنه أول أب يشيد ديرًا يضم داخل أسواره جماعة رهبانية تعيش في حياة الشركة في عبادتها وكل تصرفاتها. نشأته وُلد بالصعيد الأقصى من والدين وثنيين حوالي عام 292م، وكان باخوميوس منذ طفولته محبًا للعفة والطهارة، غير راضٍ عن العبادة الوثنية، ولا يشترك في ولائمها. أخذه والداه دفعة ليُقدما ذبيحة للشياطين التي في النهر، وإذ رآه كاهن الوثن صرخ: "أقصوا عدوّ الآلهة من هنا حتى تكف عن غضبها علينا، وتعود فتحضر الآلهة!"، فحزن الوالدان جدًا. في صبوته إذ حمل طعامًا للرعاة، بات في المساء هناك، وكان لأحدهما بنتان جميلتان، فجاءت إحداهما تطلب منه أن يضطجع معها، وأما هو فأجابها: "لا تدعيني ارتكب هذا الفعل الدنس! هل عيناي عينا كلب فأنام مع أختي؟" وإذ خلَّصه الرب من يديها، هرب مسرعًا إلى بيته. قبوله المسيحية تجنَّد باخوميوس في الجيش، وكان منطلقاً مع زملائه لقمع ثورة ضد الإمبراطور. في الطريق استراحوا عند مدينة لاتوبوليس (إسنا) وكان الكل منهك القوى، فجاء أهل المدينة يقدمون لهم طعامًا وشرابًا بسخاءٍ وفرحٍ. سأل باخوميوس عن سبب هذا الكرم، فقيل له إنهم يفعلون هذا من أجل إله السماء، فهم محبّون للجميع. بعد صلاة طويلة قرر أن يصير مسيحيًا إن عاد سالمًا. وبتدبيرٍ إلهي خَمَدت الثورة وسُرِّح الجنود، فانطلق إلى شينوفسكيون (قصر الصياد) حيث سجَّل اسمه في قائمة الموعوظين، ونال العماد المقدس. بقيّ في القرية ثلاث سنوات يمارس أعمال المحبة والرحمة، خاصة عندما حلّ بها وباء فكان لا يكف عن خدمة الجميع. مع الأنبا بلامون أحبت القرية كلها القديس باخوميوس، لكن قلبه كان يلتهب نحو التكريس للعبادة، وإذ سمع عن راهبٍ قديسٍ يسكن البرية بجوار القرية يدعى "بلامون" انطلق إليه، وسأله أن يقبله تلميذًا له. أظهر له القديس بلامون صعوبة الحياة الرهبانية، وطلب منه أن يرجع إلى القرية يجرِّب نفسه بتداريب معينة لكنه أمام ثبات قلب باخوميوس قبله، بل وأحبَّه جدًا، خاصة وأن باخوميوس قد اتسم بالطاعة مع النسك الشديد وحب العبادة. تأسيس نظام الشركة كان القديس باخوميوس متهللاً بحياة الوحدة، سعيدًا بعمل الله معه خلال أبيه الروحي أنبا بلامون، لكن قلبه كان متوجعًا من جهة إدراكه أن كثيرين يشتهون الحياة الرهبانية لكنهم عاجزين عن ممارسة حياة الوحدة القاسية، فكان يطلب من أجلهم. وفي أحد الأيام إذ كان يجمع حطبًا في منطقة طبانسين (جنوب قصر الصياد)، ظهر له ملاك، وطلب منه أن يقيم ديرًا هناك، وأعطاه لوحًا به البنود الأساسية لنظام الشركة، وقد جاءت سهلة للغاية، يستطيع الكثيرون أن يمارسوها. أخبر القديس باخوميوس معلِّمه الأنبا بلامون بما حدث، ففرح الأب جدًا وبارك العمل، وبالرغم من شيخوخته لم يعترض على إقامة نظام جديد للرهبنة لم يعهده، بل ذهب معه إلى طبانسين وساعده في تأسيس الدير، ثم استأذن منه ليعود إلى مغارته على أن يلتقيا مرة كل عام، تارة في الدير وأخرى في المغارة، وإن كان القديس بلامون لم يعشْ كثيرًا بعد ذلك. أسس القديس باخوميوس أول دير له حوالي عام 318م في طبانسين بالقرب من باقو أو بابو، وقد أعطاه الله نعمة في أعين الكثيرين حتى أنشأ في المنطقة حوالي عشرة أديرة، وكان عدد الرهبان في الدير الرئيسي بباقو وحده حوالي 1500 راهبًا. جاءه أخوه الأكبر يوحنا حيث ترهَّب عنده، وكان يعمل معه بكل طاقته في تأسيس هذا النظام، كما جاءته أخته فقابلها وشجَّعها على الحياة الرهبانية، وأسس لها ديرًا في الاتجاه المقابل من النيل، ضمَّ حوالي 300 راهبة تحت قيادتها. أهم ملامح هذا النظام نال هذا النظام تقدير الكنيسة حتى من قادة نظام الوحدة، فقد امتدح القديس أنبا أنطونيوس القديس باخوميوس على عمله هذا، وحسب نجاحه عطيَّة من الله. وقد حفظت سيرة القديس باخوميوس ونظام الشركة في كثير من التفاصيل، إذ وصلت إلينا بأكثر من لغة ولهجة، كالقبطية البحيرية والصعيدية وأيضًا باليونانية الخ... أكتفي هنا بتقديم الخطوط العريضة لملامح هذا النظام. 1. قام هذا النظام كحركة شعبية (علمانية)، لذا رفض القديس باخوميوس أن ينال درجة كهنوتية، وعندما شعر أن البابا أثناسيوس في زيارته له سيقوم بسيامته كاهنًا هرب، واضطر البابا أن يطمئنه قائلاً لأولاده أنه لن يمد يده عليه لسيامته وإنما يطلب بركته. وبالفعل عند عودة البابا من أسوان استقبله القديس بفرحٍ شديدٍ. بهذا قدَّم نفسه مثلاً حيًا للحياة الرهبانية كي لا يشتهي أحد درجة كهنوتية ويجد عدو الخير مجالاً لبث الغيرة بين الرهبان. 2. اتَّسم النظام الباخومي أنه يناسب الكثيرين، فمن جهة الصوم يأكل الراهب مرتين كل يوم، ويمارس صلوات جماعية متكررة، كما يقوم بعملٍ يناسب مواهبه وقدراته مثل النجارة أو الفلاحة أو الطبخ أو الغزل أو البناء أو النسخ، ولكل جماعة رئيس يدير الأمور ماديًا وروحيًا، وكان العمل جزءًا أساسيًا من الحياة الروحية. 3. انفتحت الأديرة لغير المصريين مثل اليونان والرومان، ولكل جماعة منهم رئيس يدبِّر حياتهم في الرب. 4. سُمح للشخصيات البارزة المحبة للوحدة أن تُمارس هذه الحياة، وكان القديس باخوميوس كثيرًا ما يجتمع بالمتوحدين. سمات القديس باخوميوس تبقى شخصية القديس باخوميوس بارزة عبر العصور كشخصية قيادية عجيبة جمعت الآلاف في الأديرة المتقاربة والبعيدة بالصعيد، يدبِّر أمورها بروح الحب مع الحزم، مهتمًا في نفس الوقت بخلاص كل نفسٍ ونموِّها الروحي. عُرف القديس بوادعته واتضاعه، فعندما سأله بعض الإخوة عن أي منظر أو رؤيا قد أعجبته، أجاب أنه يُعجب بمنظر أخٍ وديعٍ إذ فيه يسكن الله. ظهر له الشيطان مرة على شكل السيد المسيح، وهو يقول: "افرح يا باخوميوس لأني جئت لافتقادك". أما هو ففي اتضاع أعلن أنه يريد أن يرى السيد المسيح في الحياة الأبدية لا بالعين الجسدية هنا، وللحال صار الشيطان كدخَّان تلاشى. مع حبه الشديد لأولاده ورقَّته في التعامل وطول أناته كان يتسم أيضًا بالحزم. جاء عنه إذ أراد افتقاد بعض الأديرة طلب من مدبر المائدة أن يهتم بالإخوة ويعد لهم طعامًا مطبوخًا، لكن الأخ لم يفعل ذلك. وعندما عاد القديس إلى الدير اشتكى له أحد الشباب الحديثين في الرهبنة أنه منذ فترة طويلة لم يُقدم لهم طعامًا مطبوخًا، فأجابه القديس أنه سيهتم بأمرهم بنفسه. استدعى الموكل بهذا العمل، وسأله عن أمر تدبير المائدة، فأجابه أنه طهي الطعام في البداية وكان الكل يمتنعون عن أكله زهدًا، لهذا توقف عن الطهي وشغل وقته في عمل سلالٍ. طلب منه القديس أن يحضر كل ما صنعه من سلال، وفي وسط كل الرهبان أمر بحرق السلال موضحًا لهم ضرورة الطاعة، كاشفًا لهم أنه كان من الأفضل أن يخسر الدير الطعام الذي يمتنع الرهبان عن أكله بإرادتهم عن أن يفقد الدير شخصًا واحداً يتعثر بسبب حرمانه من الطعام المطبوخ بغير إرادته. نياحته انتشر وباء في صعيد مصر وأصيب كثير من الرهبان حيث تنيَّحوا، كما تنيَّح بسبب هذا الوباء القديس باخوميوس في عام 348م. يعيد له الغرب في 14 مايو، وتعيد له الكنيسة القبطية في 14 بشنس. أثره في العالم نظام الشركة كما أسَّسه القديس باخوميوس جذب قلوب الكثيرين من قادة الفكر الرهباني في الشرق والغرب، فقاموا بترجمته وتطبيقه عمليًا إن لم يكن في مُجمله ففي أغلبه. منهم القديس باسيليوس الكبير والقديس يوحنا كاسيان والأب قيصريوس أسقف أرل Arles وخلفه أوريليوس، والأب بندكت الذي وضع نظامه المشهور كأب للرهبنة الغربية، مقتبسًا الكثير من النظام الباخومي.

 

MIKEL MIK

لتكن مشيئتك ...
عضو مبارك
إنضم
16 أغسطس 2008
المشاركات
41,589
مستوى التفاعل
1,035
النقاط
113
الإقامة
حضن العدرا ام النور
رد: باخوميوس القديس

بركه صلواته تكون معانا


شكرا صاني علي السيره العطره
 

KOKOMAN

.
مشرف سابق
إنضم
9 سبتمبر 2007
المشاركات
122,437
مستوى التفاعل
413
النقاط
0
الإقامة
ALEX
رد: باخوميوس القديس

بركه صلواته فلتكن مع جميعنا

اميـــــــــــــــــن

ميرررسى على السيره العطره

ربنا يبارك حياتك
 

kalimooo

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
23 يونيو 2008
المشاركات
143,887
مستوى التفاعل
1,787
النقاط
113
الإقامة
LEBANON
رد: باخوميوس القديس




بركة صلواته مع الجميع

شكرا على السيرة العطرة الذكية

ربنا يبارك حياتك
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
القديس باخوميوس







جاء عن القديس باخوميوس: كان والدُه من الصعيدِ الأعلى عابداً للأصنامِ. ففي ذاتِ يومٍ تجنَّد باخوميوس ضمن جنودِ الملكِ. فحدث بينما كانوا مسافرين وهم بحالٍ سيئةٍ للغايةِ، أن أتاهم قومٌ مسيحيون من إسنا بطعامٍ وشرابٍ في المعسكر. فسأل باخوميوس: «كيف أمكن لهؤلاء الناسِ أن يتحنَّنوا علينا وهم لا يعرفوننا قط»؟ فقيل له: «إنهم مسيحيون، وإنهم يفعلون ذلك من أجلِ إلهِ السماءِ». فلما سمع باخوميوس هذا الكلامَ قرَّر في نفسِهِ أنه لو أُتيحت له فرصةٌ يصيرُ مسيحياً ويخدم المحتاجين. وبتدبيرِ اللهِ غلب الملكُ أعداءَه وأصدر أوامرَه بتسريح الجنودِ. فرجع باخوميوس وتعمَّد. وبعد ثلاث سنين ترهبن عند راهبٍ قديس اسمه بلامون. ولوقته شَرَعَ في إقامةِ شركةٍ حتى يساعدوا بعضُهم بعضاً، ويقوموا بإعالةِ المحتاجين والضعفاء. فاجتمع إليه كثيرون وبنوا أديرةً واتخذوا لهم عيشةً مشتركةً. وكان القديسُ يرسل لهم قانونَ العبادةِ وشُغلَ اليدِ والتصريفَ اللائق، ويدبِّرهم في الجلوسِ والقيامِ والسكوتِ والكلامِ. ويتشدد في ذلك إلى أبعدِ حدٍ.

قيل عن القديس باخوميوس: إنه مضى دفعةً في أمرٍ مع الإخوةِ وكان ذلك الأمرُ يحتاج إلى أن يحملَ كلُّ واحدٍ منهم كميةً من الخبزِ. فقال له أحدُ الشبانِ: «حاشاك أن تحملَ شيئاً يا أبانا، هوذا أنا قد حملتُ كفافي وكفافك». فأجابه القديسُ: «هذا لا يكون أبداً. إن كان قد كُتب من أجلِ الربِ أنه يليقُ به أن يتشبّهَ بإخوتهِ في كلِّ شيءٍ، فكيف أُميِّزُ نفسي أنا الحقير عن إخوتي حتى لا أحملَ حملي مثلهم. وهذا هو السببُ في أن الأديرةَ الأخرى كائنةٌ بانحلالٍ لأن صغارَهم مستعبدون لكبارِهم وليس من اللائقِ أن يكونَ هذا، لأنه مكتوبٌ: من يريدُ أن يكونَ كبيراً فيكم فليكن لكم عبداً».

قال القديس باخوميوس: «اسمع يا ولدي وكن مُتأدِّباً واقبل التعليمَ. كن مطيعاً مثلَ إسحق الذي سمع لأبيهِ وأطاعه كخروفٍ ساذجِ القلبِ، وتشبَّه بعفةِ يوسف وحكمتِهِ وصبرِه واحسد سيرتَه وكن عَمّالاً ولا تكسل، وتمم نذرَكَ الذي قرَّرتَه مع اللهِ خالقك وربِك. كن صبوراً وتجلَّد لأن القديسين صبروا فنالوا المواعيدَ. كن واسعَ القلبِ لتُكلَّل مع عساكِرِه الأطهار. داوم على الصومِ وصلِّ ولا تمل واصبر للبلايا حتى يرفعها الربُ عنك. اجعل السلامَ بينك وبين إخوتِك فيسكنَ الربُ في قلبِك. الزم البكوريةَ في أعضائك والطهارةَ في قلبِك وجسدِك. ليكن رأسُك منكَّساً ونظرُك إلى أسفل، واتضع بقلبِك واهزم الكبرياءَ وابتعد عن الهمِّ. التصق بمخافةِ اللهِ وكن متواضعاً لتكونَ فرحاً. لأن الفرحَ رفيقُ الاتضاعِ. كن متضعاً ليحرسَك الربُ ويقويك. فإنه يقول إنه ينظرُ إلى المتواضعين. كن وديعاً ليحكّمك الربُ ويملأك معرفةً وفهماً، لأنه مكتوبٌ: إنه يُهدي الودعاءَ بالحكمِ ويعلم المتواضعين طرقَه. وحينئذ يثبتك أمامه ويهيئ لك السلامةَ في جميعِ سبلِك. لا تُعطِ لعينيك نوماً ولا لأجفانِك نعاساً لتنجوَ من الفخِ مثل الطائرِ. كن قويَ القلبِ واقتنِ لك شجاعةً منذ الابتداءِ لتقدرَ على الوقوف قبالة غضبِ التنين. لأنه يُصعِّب قتالَك منذ الابتداءِ لا سيما إذا وجدَك غيرَ مستعدٍ لمقاومتهِ وذلك ليجعلَك جزعاً من أولِ الطريقِ، كي لا تستطيعَ الوصولَ إلى منتصفِها. لا تحتقر أحداً من الناسِ ولا تدينه ولو رأيتَه ساقطاً في الخطيةِ، لأن الدينونةَ تأتي من تعاظمِ القلبِ، أما المتضعُ فإنه يَعتبرُ كلَّ الناسِ أفضلَ منه. فبأيِّ حقٍ تدينُ عبداً ليس لك، فإن سقط فلربِهِ، وربُه قادرٌ أن يُقيمَه. إن كنتَ غريباً فاعتكف ولا تدخل عند أحدٍ ولا تختلط بصنائعِ الدنيا. وإن كنتَ بائساً فداوم على العملِ بدونِ مللٍ. أحبَّ الذي يؤدِّبك بخوفِ اللهِ. واجعل جميعَ الناسِ يستفيدون منك وابنِهِم بفضائلِ الأعمالِ والكلامِ الصالح».

وقال أيضاً: «يا ابني إذا جعلتَ توكُّلَك على اللهِ فإنه يصيرُ لك ملجأً ويخلِّصك من جميعِ شدائدك. إن سلَّمتَ كلَّ أمورِك إلى اللهِ فآمن أنه قادرٌ أن يُظهرَ عجائِبَه لقديسيه. جميعُ المعلمين والآباء والكتبُ المقدسة تأمُرُ بالصبرِ الكثير وتُحِثُّ عليه. وانظر لأيِّ درجةٍ حتى اللعابَ الذي ييبس في فمِك وأنت صائمٌ لا ينساه الله. وتجد ذلك عند شدَّتِك في وقتِ انتقالك. اتضع في كلِّ شيءٍ وإذا كنتَ تعرفُ جميعَ الحكمةِ فاجعل كلامَك آخرَ الكلِّ، لأنك بذلك تكمِّلُ كلَّ شيءٍ. تقبَّل كلَّ التجاربِ بفرحٍ، عالماً بالمجدِ الذي يتبعُها، فإنك إن تحققتَ من ذلك فلن تملَّ من احتمالها. لدرجةِ أنك تطلبُ من اللهِ أن لا يصرفها عنك. جيدٌ لك أن تتنهدَ وتبكي فتخلص، لأن الراحةَ تضرُّك وتفرِّح أعداءَك. لا تترك قلبَك يُسبى مع الغرباءِ لئلا يقال لك: لأنك لم تثق بالربِ فأقم الآن في أرضِ العبوديةِ. لا تُخلِ قلبَك من ذِكرِ اللهِ أبداً لئلا تغفل قليلاً فيظفرَ بك الأعداءُ المترصدون لاصطيادك، بل اغلبهم بتركِ الكبرياء واحذر من طلبِها لئلا تُفرِّح أعداءَك. اسلك طريقَ الاتضاع لأن اللهَ لا يردُّ المتواضع خائباً. لكنه يُسقط المتكبرَ وتكون سقطتُه شنيعةً.. إذا ضَعُفتَ عن أن تكون غنياً باللهِ فالتصق بمن يكونُ غنياً به لتسعَد بسعادتِه وتتعلم كيف تسيرُ حسبَ أوامرِ الإنجيل. ما أكثر فخر الصابرين على التجارب، فكن صبوراً وقاتل جميعَ أفكارِك ليعطيكَ المسيحُ المواعيدَ التي أعطاها للقديسين. احفظ نفسَك من الشهوةِ فهي أمُّ جميعِ الخطايا والشِباك، والمُقتنَصُ بها يَضِلُّ عقلُهُ فلا يعود يعلمُ شيئاً من أسرارِ اللهِ. احرس نفسَك من الامتلاءِ بالطعامِ، لأن الطريقَ المؤديةَ إلى الحياةِ كربةٌ، والبابَ ضيقٌ، والامتلاءَ يجعلُك خارجَ الجنةِ. إياك والنجاسة فهي تفصلُ الإنسانَ عن اللهِ. احذر من تكبر القلبِ لأنه أشنعُ الرذائلِ كلِّها. تيقَّظ بكل قوتِك كي تكونَ أميناً على مالِ سيدِك وتدخلَ إلى ملكوتِهِ بفرحٍ، له المجد دائماً أبدياً آمين».

وقال أيضاً: «سألني أحدُ الإخوةِ مرةً قائلاً: قل لنا منظراً من المناظر التي تراها لنستفيدَ منه. فأجبته قائلاً: إن من كان مثلي خاطئاً لا يُعطَى مناظر، ولكن إن شئتَ أن تنظرَ منظراً بهياً يفيدُك بالحقِ فإني أُدِلُّكَ عليه وهو: إذا رأيتَ إنساناً متواضعَ القلبِ طاهراً فهذا أعظمُ من سائرِ المناظر. لأنك بواسطتهِ تشاهدُ اللهَ الذي لا يُرى. فعن أفضلِ من هذا المنظرِ لا تسأل».

وقال أيضاً: «يا ابني، في كلِّ شيءٍ اطلب اللهَ بطولِ روحٍ مثل الزارع والحاصد فإنك تملأ أهراءَك من نِعمِ اللهِ. ارفض إرادتَك بالكليةِ وافلح للهِ بكلِّ قدرتِك. إذا جاءك فكرٌ بخصوصِ حبِّ الأجسامِ أو بغضٍ أو غضبٍ أو أيِّ رذيلةٍ من الرذائلِ، فكن قويَ القلبِ، وقاتل كالجبارِ حتى تهزمها مثل عوج وسيحون وباقي ملوك الكنعانيين، وحينئذ ترثُ جميعَ مدنِ أعدائك. اطرح عنك ضعفَ القلبِ لئلا يتملكك الكسلُ وقلةُ الإيمانِ فيطمع فيك أعداؤك. اجعل قلبَك كقلبِ سَبْعٍ واصرخ كبولس وقل: من ذا الذي يستطيعُ أن يفصلني عن محبةِ اللهِ ربي؟ إن كنتَ في البريةِ فقاتل بالصلواتِ والتنهدِ والصوم، وإن كنتَ في وسطِ الناس فكن وديعاً كالحمامِ وحكيماً كالثعبانِ. إن افترى عليك أحدٌ فلا تفتَرِ أنت عليه. بل افرح واشكر اللهَ. وإذا أكرمك إنسانٌ فلا يفرح قلبُك، بل احزن، لأن بولس وبرنابا لما أكرمهما الناسُ شقَّا ثيابَهما. وبطرس وباقي الرسل لما افتروا عليهم وجلدوهم فرحوا لأنهم حُسبوا أهلاً لأن يُهانوا من أجلِ الاسمِ الأعظم. يا ابني اهرب من مجدِ الناسِ ومن جميعِ ملذاتِ الدهرِ الحاضر، ولا تَكسَل، ولا تؤجِّل التوبةَ لئلا يفاجئك المُرسَلون ويأخذونك وأنت غيرُ مستعدٍ فتصيبك شدةٌ عظيمةٌ وتعاين حينئذ الوجوهَ الشنيعةَ التي تحيطُ بك بقسوةٍ وتمضي بك إلى المنازلِ المظلمةِ المملوءة فزعاً ونيراناً. لا تحزن إذا افترى الناسُ عليك، بل بالحري احزن إذا أخطأتَ إلى الله. لقد طلبتْ حواءُ مجدَ الألوهيةِ فتعرَّت من المجدِ الإنساني. كذلك من يلتمسُ مجدَ الناسِ يُحرم من مجدِ اللهِ. تلك لم يُكتب لها كتبٌ، ولا رأت مثالاتٍ فاختطفها التنينُ، أما أنت فقد علمتَ بهذه الأمورِ من الكتبِ المقدسةِ ومن كافةِ الذين تقدموك، فلن تستطيعَ أن تدافعَ عن نفسِك وتقول: لم أسمع. لأن أصواتَهم خرجت إلى كلِّ الأرضِ وكلامَهم بلغ إلى أقصى المسكونةِ. إذا رذلك الناسُ وافتروا عليك فلا تحزن لأن ربَك دُعيَ ضالاً وبعلزبول وبه شيطان ولم يتذمر. فاقتنِ لك وداعةَ القلبِ واذكر أن ربَّك وإلهَك سِيقَ كخروفٍ للذبحِ ولم يفتح فاه، له المجد إلى الأبدِ».

قيل إنه في أحدِ الأيامِ سمع الأبُّ باخوميوس أحدَ الإخوةِ يخاطبُ صبياً قائلاً: «الآن أوانُ العنبِ». فانتهره الأبُ قائلاً: «هو ذا أجسادُ الأنبياءِ الكذبةِ قد ماتت، ولكن أرواحَهم الآن تطوفُ بين الناسِ تلتمسُ مسكناً فيهم. وأنت الآن لماذا أعطيتَ للشيطانِ موضعاً كي يتكلمَ من فيك. أما سمعتَ الرسولَ قائلاً: كلُّ كلمةٍ رديئةٍ لا يجب أن تخرجَ من أفواهِكم، بل لتخرج كلُّ كلمةٍ صالحةٍ لبناءِ الجماعة، لكي تعطيَ السامعَ نعمةً. ألا تعلم أن الكلمةَ التي قُلتَها لا تبني رفيقَك بل تهدمه. ولماذا نطقتَ بها؟ ألم يُكتب: نفسٌ بنفسٍ؟ ألم تعلم أن نفسَك تؤخذُ عِوضاً عن نفسِه. فإني الآن أشهدُ لكم أن كلَّ كلمةٍ بطالةٍ أو استهزاءٍ أو لعبٍ أو مزاحٍ أو جهلٍ هذه كلها زنى للنفس. ولكي أبينَ لكم مقدارَ غضبِ اللهِ الذي يكونُ على ذلك الإنسانِ الذي يتكلمُ بالكلامِ البطالِ وبكلامِ الاستهزاء، أقول لكم المثلَ الآتي: دعا رجلٌ غنيٌ أناساً إلى وليمةٍ لكي يأكلوا ويشربوا ويفرحوا. وفي أثناءِ الوليمةِ قام بعضُ المتكئين يمزحون، فكسروا الأواني الموجودةَ في بيتِ ذلك الغني. تُرى ماذا عمل الغني؟ إنه غضب عليهم ووبخهم قائلاً: يا عديمي الشكر، لقد دعوتُكم لكي تأكلوا وتشربوا، فكيف تمزحون وتكسرون الأواني؟ هكذا يغضبُ الربُّ على أولئك الذين دعاهم لدعوتِهِ قائلاً لهم: دعوتُكم لكي تتوبوا عن خطاياكم وتخلصوا، ولكنكم هدمتم نفوسَكم ونفوسَ الذين جمعتُهم لي ليخلصوا، بالضحكِ والكلامِ الباطلِ».

وقال أيضاً: «يا بُني، لا تميز موضعاً عن موضعٍ قائلاً: سوف أرى اللهَ هنا أو سوف أراه هناك، لأن اللهَ في كلِّ موضعٍ. لأنه يقول: أنا أملأُ السماءَ والأرضَ. إن أحببّتَ أن تعبرَ مياهاً كثيرةً فاحذر لئلا تغمرك. لا تفتش على اللهِ لئلا تُتلف حياتَك. احفظ القدسَ فقط فهوذا اللهُ داخلك. انظر أين كان اللصُ فورث الجنةَ، أو أين كان يهوذا فاستحقَّ المشنقةَ، أو كيف حُسِبت الزانيةُ مع الأطهارِ، أو كيف أَغوى الشيطانُ حواء في الفردوس، أو كيف أُصعد إيليا إلى السماءِ، أو كيف سقطت الملائكةُ من هناك. فاطلب ولا تكسل. اطلب اللهَ فتجدَه. لا تقضِ أيامَك بالتواني، كما مرَّ العامُ الماضي كذلك هذا العام. وكما مرَّ أمسُ كذلك اليوم. فإلى متى تكسل؟ استيقظ وأيقظ قلبَك قبل أن يوقِفَك مُكرهاً في يومِ الحكمِ لتعطي الجواب عن جميعِ ما صنعتَ. إن صرتَ في حربِ الموتِ لا تجزع، فإن روحَ الله يُنقذُك. لأنه مكتوب: إني لا أخشى شراً لأنك معي».

وقال أيضاً: «يا ابني لا تسكن حيث توجد امرأةٌ لأن هُوَّةَ الهلاكِ كائنةٌ في شفاهِه، وإن تملَّقك الجسدُ قائلاً: إننا منذ زمانٍ طويلٍ قد تحنَّكنا بالتجربةِ، أو إنني قد صرتُ ضعيفاً أو عجوزاً، أو إن الحزنَ والصومَ قد أذلني ولا أستطيعُ مخالفة أمرك. فإياك أن تغترَّ به، لأن الأعداءَ داخله يَكمُنونَ لك، لئلا يَحلِقونَ شعرَ رأسِك أي أفكارَ عقلِك، فيفارقَك روحُ الله وتضعف قوتُك، فيأتي الغرباءُ ويربطونك ويذهبون بك إلى موضعِ الطحنِ حيث تُصبحُ أضحوكةً وألعوبةً، فيقلعون عينيك ويصيِّرونك أعمى لا تعرف طريقَ الخلاصِ. ولن تنفكَّ من أسرِك حتى تموتَ عند الغرباءِ بحزنٍ عظيم. فالآن يا ابني استيقظ واعرف مواعيدك واهرب من القاسي القلب الغاش لئلا يقلع عيني عقلك. تحفَّظ من الزنى واذكر العذابَ المعدَّ للدنسين. اهرب من مصرَ ولا تشرب مياهاً من جيحون التي هي الأفكارُ العاهرة. إذا أحببتَ الأطهارَ فإنهم يكونون لك أصدقاءً ومعهم تصل إلى مدينةِ الله المملوءة نوراً».

في أحدِ الأيامِ جمع الأب باخوميوس الإخوةَ وقال لهم: «أريدُ الآن أن أقولَ لكم وصايا لكي تحفظوها كلُّكم خلاصاً وثباتاً لنفوسِكم، لا سيما لأولئك الذي لم يقووا بعد في الإيمانِ والأعمالِ حتى لا يقعوا في فخِ إبليس، وإياكم أن يشكَ أحدٌ منكم في هذا الكلامِ الذي أقولُه لكم، واذكروا الكلامَ المكتوب: إنكم لا تؤمنون ولا تفهمون. وهذا هو الكلامُ الذي أريدُكم أن تحفظوه: لا يرافق أحدُكم آخرَ لقضاءِ الحاجةِ معاً في مكانٍ واحدٍ. لا يمسك أحدٌ منكم يدَ رفيقِهِ أو يلمس أيَّ شيءٍ من جسدِهِ من غير أمرٍ ضروري إلا في حالةِ رجلٍ مريضٍ أو في حالةِ وقوعِ أحدٍ فيساعدَه آخر حتى يقوم، ويحتاجُ الأمرُ حينئذ أن يمسكَه حتماً ويلمسه. على أنَّ ذلك أيضاً يكونُ بحرصٍ وحَذَرٍ. لا يجلس أحدٌ منكم مع رفيقِهِ في متكأ في عزلةٍ ليتهامسا معاً، بل كونوا بعيدين بعضُكم عن بعضٍ قليلاً حين الكلام مع بعضِكم البعض. لا يرقد أحدُكم على مرقدٍ ليس هو له. لا يَدخل أحدٌ منكم إلى موضعِ رفيقِهِ بغيرِ رسالةٍ أو حاجةٍ، كي لا يجدَ العدو له فينا موضعاً البتةِ».

وقال أيضاً: «يا ابني جرِّب كلَّ شيءٍ واختَر لنفسِك الأفضلَ. لا تكن متعظمَ العينِ بل كن متواضعاً. اجتهد في شبابِك لتفرحَ في كِبرك. احتفظ بالقدسَ لئلا تُفتضح في موضعِ الحكمِ. فيبصرَك معارفُك ويعيرونك قائلين: كنا نظنُّك حملاً فوجدناك ذئباً. أين تستر وجهَك وكيف تفتح فاك. وبماذا تتخلَّص من عملِك الملتصق بك كالصبغةِ بالثوبِ وماذا تصنع؟ حينئذ تبكي ولا ينفع البكاءُ. تسأل ولا يُسمع منك. الآن يا بُني ارفض هذا العالم وارذله وامشِ مستقيماً. لا تصادق صبياً ولا تحادث امرأةً ولا تدخل عندها. لأن الحديدَ إذا وقع على الحجرِ قَدَحَ ناراً. احرص على طهارةِ جسدِك وسلامةِ قلبِك. فإنك إن تحقَّقت من نوالهِما أبصرتَ الله ربَكَ. لا تحقد على الناسِ لئلا تصبح مرذولاً من اللهِ. اجعل لك سلاماً مع أخيك لتكونَ محبوباً من ربِك. إذا صرتَ طاهراً في كلِّ شيءٍ ولكن بينك وبين أخيك عداوةً فأنت غريبٌ عن اللهِ. لأنه مكتوبٌ: اتبعوا السلامةَ والقداسةَ اللتين بدونِهما لا يعاينُ أحدٌ الله. وقد قال الربُّ: اغفروا يُغفر لكم. فإن لم تغفر لأخيك لا يغفر هو لك. لأنه يقول: هكذا يصنعُ بكم أبي السماوي إن لم تغفروا لإخوتِكم من كلِّ قلوبِكم. فإن حقِدتَ على أخيك فهيئ نفسَك للعذابِ، لأنه يقول: إنه أسلمه للمعذِّبين. الآن قد صرنا مسكناً للإلهِ الصالح بالعمادِ، فلا ندعه يتركنا بأعمالِنا السيئة. لأنّ كلَّ الذين جازوا في البحرِ الأحمرِ تبدَّدوا في القفرِ لأنهم قاوموا إرادةَ اللهِ وتبعوا أغراضَ قلوبهم. الرهبنةُ هي: الصومُ بمقدارٍ والصلاةُ بمداومةٍ وعفَّةُ الجسدِ وطهارةُ القلبِ وسكوتُ اللسانِ وحفظُ النظرِ والتعبُ بقدرِ الإمكان، والزهدُ في كلِّ شيءٍ. جميعُ آبائنا القديسين بجوعٍ وعطشٍ وحزنٍ كثيرٍ أكملوا سَعيَهم ونالوا المواعيدَ. إن كنتَ قد نذرتَ للهِ بكوريةً بمحبةٍ واشتياقٍ، فاطلبه من كل قلبِك واسلك حسبَ وصاياه. وحينئذ يجعلُك اللهُ ابناً له ويباركك. ويصيِّر بِرْكَتُك نهراً ونهرُك بحراً، ويجعلُك كبِرْكةِ نارٍ، وسراجُه يضيءُ عليك. وتمتلئُ نوراً من الإشراقِ الإلهي. ويُعطيك الإلهُ مجداً مثلَ مجدِ القديسين. فتضعُ ثِقلاً على أراكنةِ الظلمةِ وترى قوةَ اللهِ في يمينك، وتُغرق فرعون وجنودَه في بحرِ الملحِ، وتُخَلِّص شعبَك من عبوديةِ الغرباءِ، وتورِّثهم أرضَ الخيراتِ التي تفيضُ لبناً وعسلاً. التي هي كمالُ سعيِّك وخروجِك من هذا العالمِ بسلامٍ، آمين».

قيل عن الأب باخوميوس إنه كان يديمُ الصلاةَ بنسكٍ زائدٍ وسهرٍ. وإذا أراد أن يرقدَ لم يكن يرقدُ ممتداً، ولا على مصطبةٍ، بل كان يجلسُ مستنداً إلى الحائطِ. وكان إذا مضى إلى موضعٍ خارجِ الديرِ مع الإخوةِ واضُطروا إلى المبيتِ هناك، كان يأمرهم أن يحفرَ كلُّ واحدٍ منهم لنفسِهِ حفرةً في الأرضِ مثل مراقدهم في الدير، قائلاً لهم: «إنه من الواجبِ على الإنسانِ الراهبِ أن يُتعبَ نفسَه في مَرقَدِهِ لكون روحُ الزنا تقفزُ على الرجلِ لتجرِّبَه بشدةٍ، لا سيما إذا رقد على فِراشٍ، ممتداً براحةٍ».

وقال أيضاً: «يا ابني احفظ قلبَك كي لا يفرحَ أعداؤك، لأن الإنسانَ إذا لم يحفظ قلبَه وقع في الشَرَكِ. لا تكسل عن أن تتعلَّم خوفَ اللهِ كطفلٍ صغيرٍ. كن رجلاً قوياً جباراً في جميعِ تدابيرك، ولا تُفسد يوماً واحداً من عملِك وتحقَّق مما تقدِمُه للهِ الحقيقي كلَّ يوم. اجلس وحدك مثلَ والٍ حكيمٍ ودِنْ أفكارَك، فما كان نافعاً وموافقاً أبقِهِ واحفظه، وأما ما كان ضاراً فاطرده عنك. الآن يا ابني اجعل ناموسَ اللهِ في قلبِك والزم البكاءَ واجعله لك صديقاً. وليكن جسدُك قبراً لك حتى يقيمك اللهُ ويعطيك تاجَ الغَلَبةِ».

حَدَثَ بينما كان الإخوةُ يقومون بالحصادِ وتادرس يعملُ معهم وهو صائمٌ، أن لَحِقه حرٌ في رأسِه. ومن بعد فروغ العمل جلس يستظلُّ؛ فجاز به الأب باخوميوس وقال له بوجعِ قلبٍ: «يا تادرس، أتستظل»؟ فقام تادرس بسرعةٍ. ولما كان المساءُ تقدم تادرس إليه وقال: «يا أبي إني أشعرُ بألمٍ في رأسي بسبب ضربةِ الشمسِ». قال له الأب: «يا تادرس، رجلٌ راهبٌ يسلكُ طريقَ الكمالِ إذا مكث يعاني مرضاً في جسدِهِ عشرين عاماً وهو متألمٌ، لا يجبُ أن يشكوَ لأحدٍ من الناسِ إلا من تلك الأمراضِ التي لا يمكنه أن يخفيها. وهذه الأخرى أيضاً عليه أن يحتملَها على قدرِ قوتِهِ وألا ينيحَ نفسَه إلا في أمرٍ يفوق طاقته، لأنه مكتوبُ: إن الروحَ مستعدةٌ والجسدَ ضعيفٌ. هل تظن أن تقطيعَ الأعضاءِ والحريقَ وحدَه شهادةٌ؟ لا! بل تعبُ النسكِ والضربات التي من الشياطين والأمراض. فمن يحتملُ كلَّ ذلك بشكرٍ فذلك هو الشهيد، وإلا فما الحاجةُ لأن يكتب بولس الرسول: إني أموتُ كلَّ يومٍ. فإنه لم يكن يموت في الظاهرِ كلَّ يومٍ، بل كان بصبرٍ يحتملُ ما يأتي عليه. وكذلك رجالُ اللهِ اليومَ إذا كانوا في أمراضٍ ويُخفونها عن الناسِ فإنهم يُعتبرون شهداءً أيضاً».

وقال أيضاً: «إذا توبَّخ أحدُنا من أحدِ إخوانِه ولم يقبل، بل حقد عليه، فقد اغتال الشياطينُ نفسَه. ولستُ أقولُ ذلك فقط، بل وإن لم تعتبره كطبيبٍ معالجٍ فقد ظلمتَ نفسَك، لأنه ماذا تقولُ فيما أصابك. ألستَ تعلمُ أنه قد نظَّف أوساخَك؟ فسبيلُك أن تعترفَ له كطبيبٍ أرسله المسيحُ إليك. فإن كنتَ تُحبُّ المرضَ فلا تحتجَّ على الربِّ. أما هذا الوجعُ الذي ظهر لك فذلك دليلٌ على ضعفِ نفسِك. ولولا ذلك ما كنتَ تحزنُ من الدواءِ. لذلك ينبغي أن تعترفَ بالفضلِ للأخِ لأنك به عرفتَ مرضَك القاتل. فعليك أن تقبلَه مثلَ دواءٍ شافٍ مُرسَل من عند يسوع المسيح، ولو أنك لم تقتصر على عدمِ شكرِه فقط بل خلقتَ حوله شكوكاً، وقد كان الأحرى بك أن تقولَ ليسوع المسيح: لستُ أريد أن تشفيني، ولا أشاءُ أن أقبلَ شيئاً من أدويتك. الأحزانُ هي مكاوي يسوع، فمن أراد أن يبرأ من أسقامِه، يلزمه حتماً أن يصبرَ على ما يَرِد عليه من الطبيبِ. ولعمري أن المريضَ ليس من شأنِه أن يستلذَّ الكيَ والبترَ أو شربَ الدواءِ المنقي، بل من طباعِهِ أن يُبغضَ الأدويةَ، ولكنه لإيقانِه أنه بلا علاجٍ لن يحصلَ على الشفاءِ، ولذلك نجده يدفعُ ذاتَه للطبيبِ عالماً أنه بالأدويةِ المُرةِ يتخلَّص من الأخلاطِ الضارةِ الرديئةِ. فمكوى يسوع هو ذاك الذي يُهينُك، لأنه إن كان يشتمُك إلا أنه يريحُك ويخلِّصُك من السبحِ الباطل. ودواءُ يسوع المنقي هو من يُرذلك ويوبخك، لأنه يريحك من التنعم، فإن لم تحتمل شربَ الأدويةِ تَظلِمُ نفسَك وحدَك. أما الأخ فلم يسبب لك ضرراً ما».

وقال أيضاً: «سبيلُ الراهبِ ألا يكتفي بنسكِ الجسدِ وتعبِه وحده، بل عليه أن يحصلَ على خوفِ اللهِ ساكناً فيه، فإنه هو الذي يحرقُ الأفكارَ الرديئة ويُفنيها، كمثلِ النارِ التي تحرقُ الصدأ وتنظِّفُ الحديدَ من الشوائبِ. كذلك خوفُ اللهِ يطردُ كلَّ رذيلةٍ من الإنسانِ ويجعله إناءً للكرامةِ يصلُحُ لعملِ اللهِ».

وقال أيضاً: «الأكلُ بقدرٍ ليس خطيةً، وإنما هزيمةُ الرهبانِ هي أن تَسُودَ عليهم الحنجرةُ ويتعبَّدوا للشهوةِ».

منقول


//www12.0zz0.com/2010/05/22/12/636120879.jpg[/img][/url]


 

+GOSPEL OF TRUTH+

اسيرة احسانه
عضو مبارك
إنضم
4 ديسمبر 2009
المشاركات
8,728
مستوى التفاعل
814
النقاط
0
الإقامة
+كنيستي+
رد: القديس باخوميوس

شكرا علي السيره العطره

الرب يسوع يباركك يا النهيسي
 

+SwEetY KoKeY+

خلينى ارنم !
مشرف سابق
إنضم
1 سبتمبر 2008
المشاركات
28,051
مستوى التفاعل
394
النقاط
0
رد: القديس باخوميوس

«سألني أحدُ الإخوةِ مرةً قائلاً: قل لنا منظراً من المناظر التي تراها لنستفيدَ منه. فأجبته قائلاً: إن من كان مثلي خاطئاً لا يُعطَى مناظر، ولكن إن شئتَ أن تنظرَ منظراً بهياً يفيدُك بالحقِ فإني أُدِلُّكَ عليه وهو: إذا رأيتَ إنساناً متواضعَ القلبِ طاهراً فهذا أعظمُ من سائرِ المناظر. لأنك بواسطتهِ تشاهدُ اللهَ الذي لا يُرى. فعن أفضلِ من هذا المنظرِ لا تسأل».

قديس جميل
ثانكس لمجهودك النهيسى
بركته معانا
 

خادمة رب المجد

اشتياقى ليك ربى
عضو مبارك
إنضم
4 فبراير 2010
المشاركات
1,651
مستوى التفاعل
8
النقاط
0
الإقامة
تحت اقدام الرب يسوع
رد: القديس باخوميوس

وقال أيضاً: «يا ابني إذا جعلتَ توكُّلَك على اللهِ فإنه يصيرُ لك ملجأً ويخلِّصك من جميعِ شدائدك.


الف شكر على هذة السيرة العطرة

الرب يبارك تعبك

بركاتة وصلواتة تكون معنا

امييييييييييييين
 

marcelino

آآآه يـــارب
عضو مبارك
إنضم
8 أكتوبر 2006
المشاركات
25,204
مستوى التفاعل
1,119
النقاط
0
الإقامة
بعيد
رد: القديس باخوميوس

بركه صلواته معانا
 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رد: القديس باخوميوس

«سألني أحدُ الإخوةِ مرةً قائلاً: قل لنا منظراً من المناظر التي تراها لنستفيدَ منه. فأجبته قائلاً: إن من كان مثلي خاطئاً لا يُعطَى مناظر، ولكن إن شئتَ أن تنظرَ منظراً بهياً يفيدُك بالحقِ فإني أُدِلُّكَ عليه وهو: إذا رأيتَ إنساناً متواضعَ القلبِ طاهراً فهذا أعظمُ من سائرِ المناظر. لأنك بواسطتهِ تشاهدُ اللهَ الذي لا يُرى. فعن أفضلِ من هذا المنظرِ لا تسأل».

قديس جميل
ثانكس لمجهودك النهيسى
بركته معانا


الرب يبارككم

مرور كريم جدااا شكرااااا​

 

النهيسى

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
27 يوليو 2008
المشاركات
92,327
مستوى التفاعل
3,200
النقاط
113
الإقامة
I love you Jesus
رد: القديس باخوميوس

وقال أيضاً: «يا ابني إذا جعلتَ توكُّلَك على اللهِ فإنه يصيرُ لك ملجأً ويخلِّصك من جميعِ شدائدك.


الف شكر على هذة السيرة العطرة

الرب يبارك تعبك

بركاتة وصلواتة تكون معنا

امييييييييييييين


الرب يبارككم

مرور كريم جدااا شكرااااا

 
أعلى