تأملات وحكم

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2134 - اليوم نرى الكثير من الامور والاشياء غير المشجعة ، وقوات الشر غالبا ً ما تبدو مسيطرة ، لكننا اذا نظرنا بالايمان الى ما وراء الحاضر وركزنا على المشهد النهائي في خطة الله نجد ما يدعو الى الابتهاج الفائق . فقط يكفي لمحة ٌ واحدة بعين الايمان للمستقبل المشرق الذي يحمله لنا الغد في يد الرب يسوع ، فتشرق شمس الامل امامنا ونحيا بفرح ٍ دائم عالمين ان الذي ارتفع الى السماء سيأتي ثانيا ً الى ارضنا هذه . إن رجاء رجوع المسيح يرفع رؤوسنا الى العلاء ويشجعنا على مواصلة السير رغم كل عناء

لابد أن يجيء مَنْ مــات عــن الأنـــــام
بفائـق المجــد كمــا مضى مـــع الغمــام
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2135 - حينما تردك اخبار ٌ مأساوية ٌ أو مؤلمة لا تبدأ بالبكاء اشفاقا ً على ذاتك ولا تحاول الهرب والاختباء . ابدأ اولا ً بالصلاة واضعا ً ثقتك بالله ، ثم ابحث عن طرق تمكنك من الخروج من حزنك والقيام بخطوات ٍ عملية ٍ لمساعدة من هم بحاجة ٍ للعون بما في ذلك نفسك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2136 - كم مرة يجب ان ينقذنا الله قبل ان نعود الى رشدنا ونتبع مشيئته ِ ؟ ففي كثير من الأحيان يكون الناس الذين رفضنا نصيحتهم هم الاشخاص انفسهم الذين يستخدمهم الله مرارا ً لانقاذنا ومساعدتنا ، لكن عاجلا ً أم آجلا ً سوف يسمح الله لنا بأن نتعلم بالطريقة الصعبة . فحين نقاوم مشيئة الله بصورة ٍ دائمية فسوف يسمح الله لنا بمواجهة عواقب افعالنا ، وعندئذ ٍ سوف يكون الأمر أكثر قسوة ً من جميع المرات السابقة ، لكن بفضل نعمة الله العميقة والغنية يبقى هناك أمل بالنجاة ، لهذا مهما كان الوضع الذي تمر فيه اليوم ، لا تنسى أن لك رجاء ، فالهك مستعد وقادر أن يُنقذك ، وإن بدأت بالإصغاء الى صوت الله والاقتداء بإيمان المؤمنين الناضجين من حولك فسوف تبدأ بالنمو .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2137 - تحتوي انظمة الطيران في الطائرات التجارية على اربعة مستويات من الدعم والاسناد . فعلى سبيل المثال اذا حدث عطل في النظام الهيدروليكي الذي يتحكم بالاجنحة الثانوية فسوف يقوم النظام البديل بالعمل عنه على الفور . كما ان هذه الطائرات تحمل كميات كبيرة من الوقود تفوق حاجتها للرحلة ، وهذا كله من باب التخطيط المسبق . وسواء أكان الأمر يتعلق بالطائرات أو بالمشاريع الشخصية فإن وجود او عدم وجود مثل هذه الاستعدادات يمكن ان يكون هو سبب الاخفاق أو النجاح

نحميا 2 : 11 – 18 ( ترجمة الاخبار السارة )
11. فوصلت إلى أورشليم وأقمت هناك ثلاثة أيام،
12. ثم قمت ليلا ومعي نفر قليلون، ولم أخبر بما ألهمني إلهي أن أفعله في أورشليم. ولم يكن معي دابة إلا الدابة التي كنت راكبها.
13. وخرجت ليلا من باب الوادي الذي أمام عين التنين إلى باب الزبل ، وأخذت أتأمل أسوار أورشليم المتهدمة وأبوابها المحترقة بالنار.
14. ثم عبرت إلى باب العين وإلى بركة الملك، ولم يكن للدابة التي تحتي موضع للعبور.
15. ثم صعدت في الوادي ليلا، وأنا أتأمل السور، وعدت ودخلت من باب الوادي ورجعت.
16. ولم يعلم الولاة إلى أين ذهبت، ولا ما أنا فاعل ، ولا كنت بعد أعلمت بنواياي اليهود والكهنة والرؤساء وولاة الأمر وسائر من باشروا العمل.
17. فقلت لهم: ((أنتم ترون ما نحن فيه من سوء الحال ، كيف خربت أورشليم واحترقت أبوابها بالنار، فقوموا لنبني سور أورشليم ونضع حدا للعار الذي لحق بنا)).
18. وأعلمتهم ببركة إلهي الصالحة علي ، وأيضا بما قاله لي الملك ، فقالوا: ((نقوم ونبني)). وشددوا عزائمهم لهذا العمل الصالح .

وصل نحميا بهدوء الى اورشليم وقضى بضعة ايام في معاينة الاسوار وتقدير الاضرار التي لحقت بها . وقد حافظ نحميا على سرية مهمته ِ وقام بفحص الاسوار في ضوء القمر لكي يتجنب لفت انتباه الاعداء لخططه ِ. فبعد التخطيط الدقيق يمكنه الاعلان عن ارساليته ِ . وفي هذه الحالة لم يكن نحميا بحاجة الى العديد من جلسات التفكير بل كان بحاجة لخطة ٍ واحدة لبدء العمل سريعا ً . اظهر نحميا نهجا ً رائعا ً لحل المشكلات ، فقد قام في بادئ الامر بالحصول على جميع المعلومات الصحيحة التي يحتاج اليها لتقييم الموقف ثم قام بتقديم خطة واقعية .
قبل التسرع بعرض مشروع ٍ ما اتّبع مثال نحميا وقم بالتخطيط مسبقا ً . تأكد من معلوماتك للتحقق من ان افكارك ستنجح وكن واقعيا ً وعندها سوف تتمكن من تقديم خطتك بثقة .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2138 - جاء المساء وحل الليل . دخل ابراهيم لينام بعد يوم طويل وعمل شاق مجهد . كان يرجو سباتا ً عميقا ً ونوما ً هادئا ً وراحة ً لا يعكرها شيء . كان يريد ان يستريح . لكن افكاره لم تنم ، نفسه ُ لم تسترح . انزعج في نومه وجثمت الكوابيس على صدره . أخذ يفكر في مشكلته ، هو كبير السن وسارة تقدمت بها الايام وليس لهما اولاد . نعم وعده الله ان يجعله أمّة ً عظيمة ، وعده بالبنين والبنات مثل رمل البحر ونجوم السماء في الكثرة . لكن الايام تمر والسنون تمضي والعمر يتقدم بهما ولم يتحقق وعد الله . شعر بضيق وخوف ٍ نفسي ، تصارع داخله ُ حزن ٌ شديد ويأس مع حب ٍ لله وايمان . وكلما مرت ساعات الليل " وَإِذَا رُعْبَةٌ مُظْلِمَةٌ عَظِيمَةٌ وَاقِعَةٌ عَلَيْهِ." كما هو مكتوب في سفر التكوين 15: 12 . . رعبة ٌ مظلمة ٌ عظيمة بسبب عدم امكان ابراهيم التوفيق بين الحزن والحب . وهذا الحزن الشديد يقود احيانا ً الى الشك ، الشك في وجود الله وفي محبته ِ . أيسمح الله بذلك ، الله الذي اعرف انه موجود ويرى ما يحدث ؟ أيسمح الله بذلك ؟ الله الذي اعرف انه يحبني ، هل يرضى بذلك ؟ وهكذا يتصارع في قلب الانسان حزن ٌ وألم بسبب مشكلة ٍ يمر بها ويعاني منها . مع ايماني وحبي لله الذي يعرف مقدار قدرته وعمق محبته ، كيف يسكت ؟ ألا يبالي ؟ حين هبت العاصفة على التلاميذ وتلاعبت الامواج بالسفينة وضربتها الريح بشدة ، وفي وسط الخوف من الغرق ، في وسط العجز والارهاق رأوا المسيح في المؤخرة ِ نائما ً . ومزق قلوبهم حزن : ينام ونحن في وسط الخطر ؟ ينام ونحن نخور وننحل ونموت ؟ كيف لا يرى ولا يسمع ولا يكترث ؟ وفي خوفهم وحزنهم ايقظوه قائلين : " يَا مُعَلِّمُ ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ ؟ " ( مرقس 4 : 38 ) أما تبالي ونحن نصارع العاصفة ؟ أما تبالي والماء يُغرق السفينة ؟ أما تبالي اننا نهلك ؟ كيف لا يبالي كيف ؟ لكنهم نسوا ، نسوا الشمس المشرقة التي كانت تغمرهم منذ ساعات . نسوا البحر الهادئ والنسمة الرقيقة التي عاشوا في صحبتها منذ قليل . نسوا ذلك كله . حياة الانسان قد نُسجت هكذا ، ايام مشرقة ٌ واخرى قاتمة . ساعات حزن ٍ وساعات فرح . والله الذي يسمح لك بالحزن لحظة يأتي اليك بالفرح لحظات . الله الذي يجعل الالم والفشل يزورك ساعة يملأ ايامك بالراحة والنجاح ساعات . يد الله التي أتت لك بالفرح والراحة والنجاح هي التي في وسط الحزن والألم والفشل . هي ، هي لم تتغير . هي القوية الحانية المحبة في الحزن . إن كانت نفسك الآن تمر بألم ويأس ٍ واحباط ، احتمل واصبر فسوف يخرجك الله من ذلك كله ظافرا ً منتصرا ً . الله يهتم ، الله يبالي .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
شكرا sandymena31
الرب يباركك
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2139 - يعرف التربويون ان قدرا ً كبيرا ً من قابلية المرء لتعلم مهارة ٍ جديدة يعتمد هلى استعداده ِ بعد ان يكون قد طور المهارات العقلية اللازمة للتعلم ، فعند نقطة الاستعداد يكون التعلم سهلا ً ولا يحتاج للكثير من الجهد . وهكذا ما لم يبلغ الطالب تلك النقطة لن يكون جاهزا ً تماما ً . لم يكن ايوب جاهزا ً لفهم اسباب معاناته ِ ، فرغم حججه القوية ِ والتماساته المنطقية الا انه لم يكن يمتلك المقدرة العقلية على فهم طرق الله . فهو يريد ان يعرف لماذا عامله الله بهذه القسوة دون توضيح اسبابه ِ أو مقاصده ِ من وراء ذلك . واخيرا ً يتحدث الله ويقول لأيوب : هل انا مضطر ٌ لمجاوبتك ؟ عليك ان تثق بي
ايوب 38 : 1 – 21 ( ترجمة الاخبار السارة )
1. فقال الرب لأيوب من العاصفة:
2. ((من هذا الذي يغلف مشورتي بأقوال تخلو من كل معرفة ؟
3. شد حيلك وكن رجلا! لأسألك فاخبرني .
4. أين كنت حين أسست الأرض ؟ أخبر إن كان عندك فهم .
5. من أقر حجمها إن كنت تعلم ، أم من مد عليها الخيط فقاسها؟
6. على أي شيء رست قواعدها، ومن الذي أرسى حجر زاويتها
7. حين كانت كواكب الصبح تغني وجميع بني الله يهتفون؟
8. من حجز البحر بأبواب حين تدفق من رحم الأرض.
9. حين جعلت الغمام لباسا له الغيوم الكثيفة السود قماطا،
10. حين رسمت له حدا لا يتعداه، وجعلت له مغاليق وأبوابا
11. وقلت: إلى هنا تصل حدودك، وهنا يقف طغيان أمواجك.
12. هل أنت في أيامك أمرت الصبح وأرسلت الفجر إلى موضعه،
13. ليمسك بأطراف الأرض كلها حتى يسقط ندى السماء عنها.
14. فتتحول كطين أحمر، وتصطبغ بمثل صبغ الرداء،
15. فيمنع عن الأشرار نورهم وتنكسر الذراع المرتفعة.
16. هل وصلت إلى ينابيع البحر أم تمشيت في أعماق الهاوية ؟
17. هل انفتحت لك أبواب الموت أم عاينت أبواب ظل الموت ؟
18. هل أدركت مدى سعة الأرض ؟ أخبر إن كنت تعرف هذا كله.
19. أين الطريق إلى مقر النور، وأين هو محل الظلمة ؟
20. لتقودهما إلى حدودهما وتعرفهما طرق مسكنيهما.
21. لو علمت لكنت مولودا معهما ، ولكان عدد أيامك كثيرا

تحدث الله مع ايوب من العاصفة . لم يجب الله عن اي سؤال من اسئلة ايوب بل استخدم جهله بالنظام الطبيعي للارض ليكشف له عن جهله ِ بنظام الله الاخلاقي ، فإن لم يكن بمقدور ايوب ان يفهم عمل الله في الخليقة المادية فكيف له ان يفهم فكر الله وطبيعته ُ . فليس هنالك معيار ٌ او مقياس ٌ اسمى من الله نفسه ِ للحكم على الاشياء ، فالله نفسه ُ هو المعيار . والخيار الوحيد المتاح امامنا هو ان نخضع لسلطانه ِ ونجد الراحة في عنايته ِ الالهية .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2140 - العالم مزدحم ٌ بالناس ، الارض مثقلة بما تحمله من بشر ، زحام ٌ كثير والزحام يحدث ضجة ، اصوات وصراخ وضجيج يعلو ويملأ الآذان . ويتمنى الانسان ان يجد مكانا ً خاليا ً يختلي فيه ، مكانا ً هادئا ً يخلو من الاصوات . وتلح علينا هذه الرغبة حينما نعود من عمل ٍ مرهق ٍ او ننتهي من مهمة ٍ شاقة . وهذا ما حدث تماما ً مع التلاميذ . عادوا من رحلتهم الكرازية التي كلفهم بها المسيح . ورآهم المسيح متعبين ، رأى عرقهم يغطي جباههم والتراب على ثيابهم . ارادهم ان ينفضوا تعبهم ويجففوا عرقهم وينفضوا ثيابهم . اخذهم بعيدا ً ، اخذهم وانصرف منفردا ً الى موضع خلاء . ارادهم معه وحدهم في مكان ٍ بعيد هادئ . اخرجهم من الزحام ، ابعدهم عن الضجيج ، اختلى بهم ، انفرد بهم وحده . جلسوا معا ً ، نظر في وجوههم ونظروا في وجهه ، اقترب منهم واقتربوا منه . لم يكن معهم احد غيره ، لا الأهل ولا الأصحاب ، لا العمل ولا المسؤوليات . لم يشغلهم عنه شيء ، لا شيء . لم يزاحم وجودهم معه احد ٌ ، لا أحد . واختلوا معه بعيدا ً عن العالم وصخبه ِ ، بعيدا ً عن المجتمع وزحامه وضجيجه . وفي خلوتهم الهادئة الساكنة رأوا وجهه اكثر وضوحا ً وسمعوا صوته اكثر جلاء ً . ذاقوا محبته ، إرتووا بعطفه ، تمتعوا برحمته ، عاينوا وجوده وحضوره . اتاح لهم المكان الخلاء ان يسمعوا نبض قلبه ويروا ملامح وجهه . انتعشوا بتلك الخلوة كانتعاش نبات الصحراء بالندى المتساقط برقة ٍ عليه .. وانت تحتاج الى مكان ٍ خلاء ، الى لحظات اختلاء ، تحتاج ان تكون منفردا ً مع المسيح . اقفل بابك عن كل اهتمامات الحياة وهمومها . اقفل بابك عن واجباتك والتزاماتك وانصت لصوته ، تابع نبرات كلماته ، ارتشف همسات قلبه ، تأمل كلامه . ما اجمل الساعات التي نقضيها معه . ما اغلاها و اغناها واحلاها وابهاها
يا طيب ساعات اخلو فيها مع الحبيب
يجري حديثه معه سرا ً ولا رقيب
يرشدني ينصحني مخلصي الامين
معه ُ اكون دائما ً في مأمن ٍ حصين
لحظة اختلائي مع المسيح الحبيب تساوي عشرات السنوات والشهور والايام . اسع َ دائما ً لأن تختلي به . لا تدع الناس ، اي ناس يأخذونك بعيدا ً عنه . اعمل لكي تكون وحدك منفردا ً به . لا تسمح للظروف ، اي ظروف ان تزاحمك عنه . حين تذوق الاختلاء به لن تتوقف . حين تجرب التواجد معه لن تبتعد . هو يتلذذ بالوجود معك ، هو يحبك . لا تلتقي به في الزحام ، التقي به وحدك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2141 - كيف يكون نومك حينما يبدو ان كل شيء ٍ لا يسير على ما يرام في حياتك ؟ هل تبقى مستقيظا ً طوال الليل بسبب قلقك على المشاكل التي ستواجهها في الصباح ؟ يكشف داود عن سر مقدرته على النوم طوال الليل اثناء الازمات الشديدة . فقد كتب داود المزمور الثالث في الوقت الذي كان هاربا ً فيه من ابنه ابشالوم الذي كان عاقدا ً العزم على اغتصاب عرش والده ِ . فقد اشعل ابشالوم ثورة ً ضد ابيه ، وسرعان ما وجد داود نفسه يهرب للنجاة بحياته . أما يجعلك هذا متيقظا ً طوال الليل ؟ لكن داود وجد العلاج . اثناء قرائتك للمزمور الثالث لاحظ كيف يسبّح داود الله على صفاته ِ التي تمنح كل مؤمن ٍ سببا ً للنوم العميق :

مزمور 3
1 .يا رب ما أكثر خصومي. ما أكثر القائمين علي.
2. كثيرون يقولون لي: ((بإلهك لا خلاص لك)).
3. وأنت يا رب ترس لي ، تكرمني وترفع رأسي .
4. بصوتي إلى الرب أصرخ ، فيجيبني من جبله المقدس .
5. في سلام أستلقي وأنام ، ثم أفيق لأن الرب سندي .
6. لا أخاف من عشرات الألوف ، من هؤلاء الذين يحاصرونني .
7. قم يا رب ، خلصني يا إلهي ! إضرب أعدائي على الفك . هشم أسنان الأشرار .
8. من عندك يا رب الخلاص ، وعلى شعبك بركتك .


لا يأتي النوم بسهولة في الأزمات ، فغالبا ً ما يتقلب الناس يمنة ً ويسرة في قلق ٍ فيما هم يفكرون بمشاكلهم . ربما كان داود معرضا ً للأرق في بعض الليالي حينما سار عليه ابنه ُ أبشالوم وحشد جيشا ً لقتله ِ . لكنه نام بسلام ٍ في وسط الثورة . فما سبب اختلاف داود عن غيره ِ ؟ لقد عرف داود ان الرب كان يحرسه ُ . من الأسهل علينا ان ننام قريري الأعين حينما نثق بأن الله مهيمن ٌ على ظروفنا . في المرة القادمة التي تعاني فيها من الأرق بسبب قلقك على بعض الظروف التي لا يمكنك تغييرها ، اسكب قلبك امام الرب واطرح همومك عند قدميه الى ان تنام قرير العين . اطلب من الله أن يتدخل ، واشكره على انه هو المهيمن ُ على كل شيء .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2142 - من المحتمل ان يتهمك احدهم باطلا ًٍ او ان يسعى لتشويه سمعتك لا سيما اذا كنت تعيش حياة ترضي الله . لكن كيف عليك انت ان تتجاوب مع مثل هذا الظلم ؟ هل يجب عليك ان تدافع عن نفسك وتهاجم الشخص الآخر ؟ لقد عرف داود الطريقة الصحيحة للتجاوب مع الظلم . ويكشف لنا المزمور السابع عن كيفية تجاوبه ِ والحل الذي خرج به للتعامل مع الاشخاص الظالمين . كان داود يعرف ان تحقيق العدالة هو مسؤولية الله ، لذلك فهو يتضرع الى الله بالصلاة عوضا ً عن ان يسعى للانتقام بنفسه ِ . تعلّم من داود كيف تتجاوب حينما تشعر بالغضب بسبب الظلم

مزمور 7 : 1 – 9 ( ترجمة الاخبار السارة )
1 . يا رب ، يا إلهي بك احتميت . خلصني . وممن يضطهدني نجني
2. لئلا يمزقني كالأسد ويفترسني ولا من ينجي .
3. إن كنت يا رب، يا إلهي أسأت إلى أحد في شيء ، فلطخت يدي بالجور،
4. أو كافأت من سالمني شرا، أو سلبت خصومي باطلا،
5. فليضطهدني العدو ويلحق بي، وليرمني إلى الأرض حيا ، ويمرغ في التراب كرامتي .
6. قم يا رب في غضبك وتغلب على كيد خصومي . تعال إلى نجدتي سريعا ، فأنت أوصيت بالإنصاف ،
7. واجمع الأمم من حولك واجلس فوقها في الأعالي ،
8. فأنت يا رب تدين الجميع ، وأنا صادق ونزيه فأنصفني .
9. إقطع يا رب شر الأشرار وعزز مكانة الصديقين . أنت تمتحن القلوب والأكباد، أيها الإله العادل.

كتب داود المزمور السابع ردا ً على الهجمات الشخصية التي شنها البعض عليه زاعمين انه كان يسعى لقتل الملك شاول والاستيلاء على عرشه ِ . وبالتالي عوضا عن ان يسعى داود للانتقام لنفسه فقد سلّم امره ُ لله وراح يصرخ اليه ملتمسا ً العدل ِ . فحيث ان داود لم يكن مخولا ً بتطبيق العدالة بنفسه فهو لم يسع َ الى ذلك على الاطلاق . يجب ان يكون هذا هو رد فعلنا ، حينما يسعى احدهم لتشويه سمعتنا يجب علينا ان نصلي لا ان نواجه الشر بالشر ، وحينما يسعى احدهم لاهانتنا ينبغي علينا ان نصلي عوضا ً عن ان نرد الاهانة بمثلها لأن الله يقول : لي الانتقام وأنا الذي يجازي ( رومية 12 : 19 ) و( عبرانيين 10 : 30 )
في المرة القادمة التي يهاجمك فيها احدهم اطلب من الله ان يتولى قضيتك بنفسه ِ وان يحقق العدالة وأن يحمي سمعتك . فالله هو الوحيد القادر على التعامل بعدل ٍ مع من يحاول الاساءة اليك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2143 - اذا ما دخلت على نساج ينسج قطعة دانتيلا دقيقة رفيعة المستوى غالية الثمن تجده يجلس في غرفة ٍ مظلمة لا يدخلها الا شعاع ٌ مباشر ٌ يدخل على قطعة النسيج التي يعمل فيها . الظلام يغطي المكان كله والضوء يسقط على اصابعه وهي تعمل في خيوط النسيج الدقيقة الملونة . لا يصدم عينيه الظلام ، لا يعيقه عن عمله ، بالعكس يجعله يركز ويرى ويعمل بكفاءة . واذا ما دخلت على قاطع ماس يعمل في تكسير احجار الماس وعمل زواياها وصقل اسطحها تجده ايضا ً في غرفة ٍ مظلمة مغطاة كل حوائطها بلون ٍ أسود والمنضدة امامه ُ سوداء تماما ً وشعاع نور مباشر يسقط على احجار الماس والآلات الدقيقة التي يمسكها بين اصابعه . الظلام واللون الاسود يساعده ان يركز في عمله والضوء المباشر الوحيد يتيح له الرؤيا . يقول الله في سفر اشعياء 45 : 2 ، 3
" «أَنَا أَسِيرُ قُدَّامَكَ وَالْهِضَابَ أُمَهِّدُ. أُكَسِّرُ مِصْرَاعَيِ النُّحَاسِ ، وَمَغَالِيقَ الْحَدِيدِ أَقْصِفُ . وَأُعْطِيكَ ذَخَائِرَ الظُّلْمَةِ وَكُنُوزَ الْمَخَابِئِ ، لِكَيْ تَعْرِفَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ "
وكما ان قطعة النسيج حين ينتهي نسجها في الظلام تخرج الى النور ويتخاطفها المشترون ، وقطعة الماس بعد ان يتم قطعها وصقلها وتنعكس اضواء النور عليها يُدفع فيها اموال ٌ طائلة ، هكذا يعدنا الله ، يعدنا ان يعطينا ذخائر الظلمة ، ذخائر كثيرة تخرج من داخل الظلام . ويتعهدنا ويقودنا الى ان نكتشف الكنوز الثمينة الغالية الراقدة في المخابئ . حين تجد نفسك غارقا ً في لجج الظلام ، حين لا ترى خيرا ً ً أو بركة ً حولك في السواد ، ارفع رأسك الى فوق الى شعاع النور المباشر الذي يمزق الظلام ويخترقه . نور ٌ من السماء صاف ٍ أبيض ناصع يسقط على اصابع الله وهي تعمل فيك عملا ً خارقا ً . حيث ان كل حياتك ضياع وفشل لا تنفع احد ولا تنتفع من أحد في ظلام الحياة الدامس ، استعد نور الامل والرجاء في الله والثقة في نفسك تجد ان اعظم الاعمال تُعمل برغم الظلام . أمجد واعظم اعمال يعملها لك وبك وسط الظلمة ، ذخائر وكنوز ٌ غالية من الظلمة . اذا اطبقت عليك الحياة باثقالها ، اذا اظلمّت الدنيا حولك وهاجمك سوادها ، اعلم ان هناك نورا ً ساطعا ً باهرا ً قويا ً يسقط من السماء من فوق رأسك ليُنير لك . قد لا تراه وقد لا تلحظه ، لا لعدم وجوده بل لتركيزك في الظلمة والسواد حولك . النور لا بد يسقط على الطريق أمامك فتسير في النور ، في الامان ، في خطة الله . خطة الله لك لا ان تغلبك الظلمة بل ان تتغلب عليها وتستفيد منها كما يستفيد منها النساج في عمله وكما يستثمرها قاطع الماس في اتمام تحفته . النور موجود ٌ فوقك ، متاح ٌ لك ، اطلبه من مخلّصك .

 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2144 - هل جُرحت يوما ً بالرفض او الاهانة ؟ هل انعزلت وصرت وحيدا ً مليئا ً بالشفقة على نفسك ؟ الفشل والحزن واليأس ؟ جُرحت ولم تجد من يضمّد جراحك ، فازداد الألم مع الايام ، خاصة إن كان من اقرب الناس اليك كأحد الاهل أو الاصدقاء أو شخص له مكانة خاصة في قلبك . انظر .. أنظر الآن لمن تألم مجرّبا ً وهو يقدر أن يعين المجرّبين . تأمل في من أجتاز طريق الصليب بين لطمات واهانات من جرّحوه ، وخرجت من فمه ِ كلمات الصفح والغفران :
" يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ " ) لوقا 23 : 34 )
تستطيع الآن أن تأخذ قوة ً خاصة من الشافي المجروح . إن قوة غفرانهُ يمكن ان تفيض فيك غفرانا ً ، غفرانا ً لكل من أساء اليك . اتحد بقلبه ، اتحد بتواضعه ِ ومحبته ِ وانطق بفمك كلمات الغفران فتسير في خطوات السيد وتُشرق شمس الْبِرِّ والشفاء في اجنحتك .

"وَلَكُمْ أَيُّهَا الْمُتَّقُونَ اسْمِي تُشْرِقُ شَمْسُ الْبِرِّ ( المسيح ) وَالشِّفَاءُ فِي أَجْنِحَتِهَا " ( ملاخي 4 : 2 )
 

sandymena31

New member
عضو
إنضم
22 يوليو 2011
المشاركات
170
مستوى التفاعل
1
النقاط
0
ربنا يبارك حياتكم لكم كل الشكر
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2145 - هلم ّ اليوم نفرح مع التلاميذ بقيامة رب المجد ، ولنلبس الزينة الفاخرة الروحية ، ولنمجد بكل قلوبنا قيامة فادينا الكريم ، ولكن فرحنا لا يكون كاملا ً الا اذا فرحنا بقيامتنا معه ، فلنقم من موت الخطية . ليتنا نبذل الجهد وندحرج هذه الاحجار عنا ، فنقوم لحياة جديدة . إن يوم القيامة يوم فرح ولكنه ليس للجميع . فرح للمؤمنين الذين قاموا مع المسيح وحزن للذين لم يقوموا بعد . فلنفرح بهذا اليوم بقيامة الرب يسوع ، وليكن فرحنا كاملا ً بتوبتنا ، وفرح بالروح لا بالجسد ، ولنشكر الله على عطيته ِ التي لا يعبّر عنها ، وعلى امجاد قيامته ِ التي وهبها لنا في المسيح يسوع ، وانوار قيامته ِ التي اشرقت في قلوبنا ليقودنا في موكب نصرته الى مجده ِ الأبدي ، وكل عام ٍ وانتم بالف خير .

[YOUTUBE]9OHC88r2Yx8[/YOUTUBE]
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2146 - ما ابلغ التعبير عن الحقائق العظيمة بما قل ودل من الكلام ، فها هي ست كلمات فقط في سفر التكوين تجيب على السؤال القديم حول أصل الكون " فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. " . لكن أهم ما في الأمر ان تلك الآية الافتتاحية في كل كلمة الله تعرّفنا بصاحب الجلالة موجد كل شيء . من المناسب ان نعود الى بداية الكتاب المقدس لنقرأ كيف اوجد الله الأزلي العالم بكلمته . لا شك أن عملية الخلق تكشف لنا قدرة الله من جملة الصفات التي يعلنها الكتاب المقدس عن الله ، لذلك قد تكون فكرة ً جيدة أن تبحث عن صفات الله في الكتاب المقدس وتكشف المزيد عن من يكون ، لكي تتعرف بالله كما لم تتعرف به من قبل . قد يحدث معك تماما ً ما حدث مع الواعظ تومنسن عندما ذهب في خلوة ٍ شخصية عندما قاربت السنة المنصرمة على الانتهاء ، والاخبار بالسنة الجديدة والامور التي يرغب الجميع بتحقيقها تحتل صدارة الحديث . ذهب تومنسن الى بيته ِ الريفي الجميل حتى يختلي بالله لمعرفة مشيئته في سنته ِ الجديدة وتقييم ما عمله ُ في السنة التي مضت . وعندما دخل بيته ُ كانت له مفاجئة ٌ كبيرة ، فقد شاهد متسولا ً يسكن بيته ُ فلم يدري ما يقول له . بدأ ذلك المتسول الحديث قائلا ً :
أنا أعرف شعورك تماما ً من نحوي ، لا تقل اي شيء ، سوف أذهب الآن ولكن انا لم افعل اي شيء سوى انني حافظت على هذا المنزل من التلف واحتميت ُ تحت سقفه ِ .
فقال له تومنسن :
حقا ً ؟ لا أدري كيف اذنت لنفسك حتى تدخل بيتي وتسكن فيه ؟
فاجاب المتسول :
أنا بحقً أعتذر ، ولكن لولا معرفتي بأبيك وحبيِ له لما فعلت ُ ذلك وابقيت كل عابر ٍ يدخل ويفعل كل ما بدا له . ولكن معك حق ، أنا اعتذر ُ مرة ً أخرى .
اجاب تومنسن :
اعذرني يا صاحب ، فأنا لا أدري من تكون أنت ، فقد كانت مفاجأة ً كبيرة ً لي . فانا قد سمعت بما تقول وحدثني صديقي عندما أتى هنا للزيارة انه يوجد شخص ٌ يعتني في بيتي حتى لا يأتي الأردياء ويقتحموه . كما انني لم اعلم بمعرفتك بأبي .
ولم ينه ِ تومنسن حديثه ُ حتى هم الرجل بالذهاب مسرعا ً ولم يقدر أن يمسكه ُ . فتعجب جدا ً واذ به يشعر بصوت الله له قائلا ً :
من هنا سوف تبدأ سنتك الجديدة
لم يفهم تومنسن لكنه صلى قائلا ً :
يا رب افتح عينيَّ حتى افهم ماذا تعني . وفي الليل وهو يفتكر بهذه الأمور تذكر كم كانت في حياته ِ نقاط ٌ كثيرة مهملة ً والرب اعتنى بها ولم يدرك ذلك وهو يبعد عنه شرورا ً كثيرة ، ولكن الآن البيت مرتب ونظيف بسبب اهتمام ذلك الرجل .
قد تفاجأ في بداية السنة في امور ٍ غريبة ولكن ثق بالله الذي يدبّر ويعمل الكل لصالحك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2147 - كان لرجل ٍ عصفور ٌ كناري جميل الغناء ِ يصدح بانغامه العذبة في كل صباح ٍ ومساء ، ويسمع الجميع الحانه ُ العذبة التي تنساب بنعومة ٍ الى مسامع الجميع . وكان لجار ذلك الرجل عصفور ٌ آخر صغير لا يعرف ان يُصدر تلك الانغام العذبة التي يصدرها عصفور الكناري . وفي يوم ٍ أراد الرجل ان يتأكد إن في مقدور ِ عصفوره ِ المغرّد أن يعلّم الثاني الغناء ، فوضع كليهما في قفص ٍ واحد ثم تركهما معا ً فترة ً من الزمن . فماذا كانت النتيجة في نهاية المدة ؟ بدلا ً من أن يعلّم الكناري العصفور الصغير الغناء ، تعلّم أن يزقزق مثله ُ ونسي أغانيه العذبة التي كانت تملأ فضاء ذلك المنزل . أخذه صاحبه ، ومع هذا فقد بقي العصفور الكناري غير قادر ٍ على الغناء . وبذل ذلك الرجل جهده ُ ليعيد لذلك العصفور انغامه العذبة ولكنه لم يقدر . وبعد مدة ٍ خطرت له فكرة ٌ ذكية فاسرع بتنفيذها . فكيف كان العلاج ، وما هي تلك الخطة ؟ أتوا بعصفور ٍ كناري آخر يغني جيدا ً ووضعوه في القفص معه وتركوهما فقط ليومين من الزمن واذا بالعصفور يغرد من جديد اغنياته العذبة . وهكذا استطاع العصفور ان يسترجع قدرته على الغناء ، وانطلقت منه مرة ً ثانية نغماته ُ الحلوة الممتعة .
يا للأسف ، هناك مؤمنون يفعلون مثل هذا العصفور الكناري ، يذهبون لمجالس المستهزئين ويسمعون احاديثها . وماذا تكون النتيجة ؟ بدلا ً أن يعلّموهم عن بهاء اغانيهم الروحية العذبة التي تمجد الله ، يتعلمون منهم نغمات العالم المؤذية للنفس . وبدلا ً من ان يعيشوا منتظرين الرب يسوع المسيح ومترنمين اناشيد الغلبة والانتصار ، يعيشون حياة الهزيمة والفشل .
ما اخطر ان تذهب الى مجالس المستهزئين ، تدريجيا ً ستفتر محبتك ويضيع الأمل من حياتك في الرجاء لمجيء الرب يسوع المسيح ثانية ً ، وستكثر مشاكلك وستصير كواحد ٍ منهم ، تفكر مثلهم وتتصرف مثلهم . إن كان هذا يحدث في حياتك فلما لا تتخذ قرارا ً الآن . تعال الى الرب يسوع وسيعطيك القدرة على عزف لحن الرجاء مرة ً أخرى ، وسيجعل حياتك ممتلئة ً بالمجد . ولا تنسى كلمة الله التي تقول " لأَنَّ الرَّبّ نَفْسَهُ بِهُتَافٍ، بِصَوْتِ رَئِيسِ مَلاَئِكَةٍ وَبُوقِ اللهِ، سَوْفَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَمْوَاتُ فِي الْمَسِيحِ سَيَقُومُونَ أَوَّلاً. ثُمَّ نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ سَنُخْطَفُ جَمِيعًا مَعَهُمْ فِي السُّحُبِ لِمُلاَقَاةِ الرَّبِّ فِي الْهَوَاءِ، وَهكَذَا نَكُونُ كُلَّ حِينٍ مَعَ الرَّبِّ. لِذلِكَ عَزُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا بِهذَا الْكَلاَمِ. " ( 1 تسالونيكي 4 : 16 – 18 ) هذه هي التعزية وهذا هو الذي يعطينا القوة على العيش في هذا العالم الشرير ، ولنا تسبيحة ٌ تملأ قلوبنا فرحا ً وهي مجيء الرب يسوع المسيح ثانيا ً ، لذلك دع هذا الرجاء يرسخ في قلبك وعقلك حتى تترنم تسبيحة المجيء عند ظهور سيدنا المبارك .
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2148 - بقدر ما نفضل الصدق الا اننا قد نلجأ للكذب احيانا ً . فإن اردت ان تؤثر في شخص ٍ ما ، فالقليل من المبالغة في قدراتك وانجازاتك يمكن ان يؤدي الغرض . وإن اردت ان تحظى برضى احد اصحاب النفوذ والمناصب فقد يكفي ان تشبع غروره ببعض كلمات الاطراء . وحينما تفعل شيئا ً خاطئا ً فإنك تعرف انه من الطبيعي أن تسعى لتغطيته ِ والتستر عليه . وهكذا فإن قول الحقيقة يتطلب جهدا ً واعيا ً ومقصودا ً . تؤكد كلمات المزمور الثاني عشر هذه الحقيقة ، فهي تكشف ايضا ً عن حقيقة ان الكذب كان متفشيا ً في زمن داود مثلما هو اليوم ، لكن رغم كل الخداع والتضليل يبقى هناك رجاء ٌ ، فالله هو المسيطر وسوف يتعامل بعدل ٍ مع اولئك الذين يعيشون حياتهم في الكذب . فيا له من درس ٍ رائع يمكننا تعلمه ُ

مزمور 12 ( ترجمة الاخبار السارة )
1 . خلاصك يا رب ، فالأتقياء انقطعوا، وزال الأمناء من بني البشر.
2. كل واحد يكذب على الآخر، وبلسانين وقلبين يكلمه.
3. الرب يقطع شفاه المتملقين وألسنة المتكلمين بكبرياء،
4. القائلين: ((ألسنتنا تغنينا. شفاهنا معنا، فمن علينا ؟))
5. أقوم الآن يقول الرب لأن المساكين في شقاء والبائسين يئنون ظلما، فأمنح الخلاص الذي يشتهون.
6. كلام الرب كلام نقي ، فضة صرف في باطن الأرض، تصفت وتكررت سبع مرات.
7. احرسنا يا رب وانصرنا على هذا الجيل إلى الأبد،
8. فهم أشرار يجولون في كل ناحية ، فيما الرذيلة ترتفع بين الناس .


يبدو اننا نتعرض في كل يوم ٍ لوابل ٍ من القصص الاخبارية عن العنف والفساد ، وقد يقودنا هذا الى الاعتقاد بأن الكذب وغيره ُ من اشكال الخداع عديمة الضرر نسبيا ً ، وانها تعتبر خطية اصغر شأنا ً ، لكن المزمور الثاني عشر يوضح تماما ً ان الله لا يتغاضى عن الكذب والتملق والغرور ، فهو يكره جميع اشكال الخداع والتضليل ويأمرنا بعدم ممارستها كما ورد في سفر الخروج 20 : 16
" لا تشهد على غيرك شهادة زور."
ينبع الخداع من رغبتنا في تغطية شيء ٍ ما لا ينبغي اخفائه . وفي مثل هذا الموقف قد يكون لساننا هو الد عدو ٍ لنا . فرغم ان اللسان عضو صغير الا انه يمكن ان يلحق اضرارا ً بالغة كما ورد في رسالة يعقوب 3 : 5
" وهكذا اللسان ، فهو عضو صغير ولكن ما يفاخر به كبير. أنظروا ما أصغر النار التي تحرق غابة كبيرة! "
انتبه لكيفية استخدام للسانك . فحينما تُجرّب في خداع شخص ٍ ما تذكّر ان الله يُبغض الكذب . احرص ان يكون حديثك صادقا ً تماما ً في جميع الاوقات لما فيه ِ مجد الله .
.
 

fauzi

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أكتوبر 2008
المشاركات
4,593
مستوى التفاعل
191
النقاط
63
2149 - لو سمعت ان جوعا ً شديدا ً سيجتاح البلد الا تسرع لتخزين ما يمكن شرائه ُ من المواد الغذائية ، حتى ولو ادى الامر الى بيع مقتنيات ٍ عزيزة ٍ عليك ؟ ولو علمت ان حربا ً مدمرة ً او زلزالا ً كبيرا ً سيكتسح منطقة ً تعيش بها ، الا تهرع للنجاة والأمان ؟ أم انك تفضل البقاء والنوم بانتظار الهلاك والدمار ، وماذا ينفع الندم بعد فوات الأوان ؟ ما أعز الحياة رغم آلامها ، فإن الحياة افضل من الطعام والجسد افضل من اللباس كما قال المسيح . والحكمة تقتضي ان نتقي الاخطار لا ان نعرف كيف نعالج آثارها السيئة ، إن نفع العلاج . والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل لديك جهاز ٌ للانذار المبكر تستخدمه للحفاظ على حياتك العزيزة وما نوعه ؟ هل هو جهاز تخطيط القلب تلجأ اليه كلما شعرت بألم ٍ في صدرك ؟ أم انه مختبر التحليل الطبي وتشخيص الطبيب ؟ ربما تلجأ لعلاج ٍ آخر لدى شركات التأمين ، لا ليقيك شر الضربات والمفاجئات ولا ليعطيك حياة ً من جديد بل ليعوّض على اهل الفقيد المرحوم إن شاء الله بالمال وحسن العزاء . لا بد لك من اقتناء جهاز ٍ للانذار المبكر ، جهاز ٌ فعال ٌ عامل قادر ٌ على ان يغير شكل الحياة ومسارها ومضمونها كله . اسم الجهاز : الايمان . عمله ُ على عمل جزئين أو قسمين متكاملين يعمل احدهما مع الآخر وليس بدونه ، والقسمان هما : كلمة الله والروح القدس . الكلمة تخبرنا انه في آخر الايام تسمعون بحروب ٍ واخبار حروب وتكون زلازل واوبئة ٌ ومجاعات ٌ ويزداد الاثم وتبرد محبة الكثيرين ، ويرتد الناس عن محبة الله ، ويكونون متعظمين مستكبرين غير طائعين لوالديهم لهم صورة التقوى ولكنهم منكرون قوتها . ألم نصل بعد الى هذه الايام أم نؤجل نجاتنا الى الغد ؟ لا يمكن تأجيل ما يتعلق بالحياة أو الموت . ربما تسكّن ضميرك بأعمال ٍ حسنة أو واجبات ٍ دينية وفرائض ، ولكن توجد طريق ٌ تظهر للانسان مستقيمة وعاقبتها طرق الموت . فتوبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم فتأتي اوقات الفرج من وجه الرب ، وإن لم تؤمنوا فلا تأمنوا . هذا هو انذار كلمة الله ، وبالروح القدس عمل روح الله الذي يثبّت الكلمة في القلب لتثمر توبة لخلاص ٍ بلا ندامة . وللحصول على هذا الجهاز عليك ان تدفع الثمن ، والثمن هو قلبك َ وحياتك . فأنت لست لنفسك بل أُشتريت بثمن باهظ دفعه يسوع عنك بدمه ِ على الصليب كفارة ً لخطاياك ، وبدمه ِ صالحك مع الآب السماوي . فسلّم حياتك ليسوع الذي اشتراها ، اقبل يسوع بالايمان يسكن في حياتك بالروح القدس فيطهّر قلبك من كل خطية ويقدّس ميولك وعوطفك وافكارك واعمالك . اترك خطاياك عند قدميه ، تختبر ولادة ً روحية جديدة بالكلمة والروح ، ويعطيك حساسية ً وتمييزا ً روحيا ً ، لا ليحذّرك من ضربات ٍ قادمة ٍ بل ويحفظك في سلام وامان ٍ في وسط الضيق ، ويعطيك ايضا ً بعد الحياة حياة ً أفضل وامجد لا احزان فيها ولا دموع ، لا موت ولا عطش َ ولا جوع بل البر والفرح والسلام في يسوع . هناك مسكن الله مع الناس . اقبلوا يسوع فمن يتبعه لا يمشي في الظلمة بل يكون له نور الحياة .
 
أعلى