الموت والقيامه،التحول،صبية تصبح امرأة،دودة تصبح فراشة

أرزنا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أبريل 2007
المشاركات
1,100
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
سلام المسيح
ميزات المحبه
http://www.arabchurch.com/forums/showthread.php?t=35652



الموت والقيامة


لو اكتفينا بما قيل حتى الآن ، لاصطدمنا ، ولا شك ، باعتراض رهيب: التأليه مستحيل ، فأن اللّه هو بالضبط ما لا يستطيع الانسان أن يصير ، واللّه لا يقدر المستحيل. من الخطأ ان نعتقد بأن اللّه قادر على أي شيء. فاللّه لا يستطيع ان يجعل اثنين واثنين يساويان خمسة او ستة، هذا شيء غير ممكن. ومن ادّعى ذلك تكلّم ولم يقل شيئا". حين نقول ان اللّه متعال ، نقول بالضبط انه آخر ، آخر على الاطلاق ، وان بينه وبيننا هوة" لا تعبر ابدا". وبناء" على ذلك ، من تجاسر على القول بأن معنى الوجود البشري هو التأليه ، قال شيئا" لا يبدو ممكنا".


التحوّل

لذلك أقترح عليكم تحويل الجملة "دعوتنا هي التأليه" الى الجملة التالية: "دعوتنا هي ان نحوّل عن يد اللّه". لا يصبح الانسان ما هو اللّه ، ان تقدم بهدوء على طول مسطّح مائل ، ولم يصب كما هو في حياة اللّه نفسها. لا بدّ لذلك من تحوّل جذري. ان اراد الانسان ان يصبح اللّه ، وجب عليه ان يحوّل تحويلا" جذريا". وهذا التحويل يفترض موت شيء وولادة شيء جديد. فان كانت دعوتنا ان نؤلّه ، فلا بد ان يكون مصيرنا على شكل موت وقيامة.
من المهم ان يحدّد هذان اللفظان. عندما أتكلم عن الموت ، طوال هذا العرض ، لا أعني مجرّد موتنا الأخير ، الموت الذي تنتهي به حياتنا ، ساعة نلفظ النفس الخير ، بل اقصد ذلك الموت الذي لا بد منه طوال الحياة ، الموت عن النفس ، الموت عن الانانية المسمّى تضحية. لا يخفى على احد أن انجاب الاولاد وتربيتهم يفرضان الكثير من التضحيات. وعندما اتكلم على القيامة ، لا أعني العودة ، بعد الموت ، الى الحياة التي كانت قبل الموت. فالقيامة انتقال الى حياة تختلف كل الاختلاف.
اريد ان ابين لكم ان الانتقال الى الحياة الالهية ، الى حياة اللّه نفسها ، الذي يتمّ، لا بعد الموت فقط ، بل طوال الحياة ، يفترض دائما" موتا" وولادة جديدة او قيامة. نختار أمثلتنا في أبسط أنواع الحياة. المطلوب ان نفهم ان النموّ ليس كبرا" ، بل هو تحوّل. لا وجود للكبر الاّ في عالم الجماد. وحالما يتناول اهتمامنا جسما" حيّا" ، وان كان حيوانيا" ، يدور الكلام على التحوّل. سآتي بثلاثة أمثلة يبدو لي انها بسيطة وبليغة.



صبية تصبح امرأة

ليست المرأ ة صبية كبيرة ، والمرأة التي تكون صبية كبيرة تكون مسخا". ولا تصبح امرأة الاّ بالتحوّل ، اي بالموت عن حالتها ، عن وضعها كصبية ، للولادة الى وضع المرأة البالغة وحالتها.
نتناول هنا شيئا" اساسيا". ان سألت صبية ماذا يمكنني أن أعمل لكي أسرّها ، أجابت عفويا": أريد ان اكون كبيرة كأمي. لكنها لا تفكر ثانية" أنه يجب عليها لذلك ان تتخلى عن لعبها وعن حياتها الخالية من الهموم ، للانتقال الى شيء جديد على الاطلاق ، وهذا امر لا يتمّ من دون ألم. انها لا تعلم بأنه يجب عليها ، لتصبح شخصا" بالغا" ، أن تموت عن طفولتها لتلد الى البلوغ.
تبدو هذه الملاحظة قليلة الاهمية ، لكنها في الواقع تبلغ شأوا" بعيدا" ، لأن فيها وجها" لما يسمّى في عصرنا الاسطورة. من الوجوه الاساسية في الاسطورة أن من طبع الانسان أن يسقط في المستقبل صورة الحاضر كما هو ، من دون أي تحويل.
بهذا المعنى ، يمكننا ان نقول ان الكتاب المقدس يحتوي على الفن الاسطوري على صعيد البلاغة. فالكتاب المقدس يصوّر لنا الحياة الابدية بصورة راحة ، ونحن نميل الى تصوّر الحياة الابدية في خط تلك الراحة التي تهمّنا في حياتنا الارضية ، حين نكون تعبين. اذا تركنا مخيلتنا تشرد ولم نؤدّبها بالتفكير ، تصوّرنا تلك الحياة الابدية نوعا" من البطالة الهادئة الابدية. قد تقولون لي ان الليترجية تتجاوب مع ميلنا هذا ، اذ اننا نقول في رتبة الاموات: اعطهم ، يا رب ، الراحة الدائمة. لكن الليترجية تفترض أن نكون اذكياء.
تصوّر لنا الحياة الابدية بصورة وليمة ، لأن الجلوس مع الآخرين الى المائدة ، في الحياة الحاضرة ، يدل على الاخوة والسلام والفرح. ففي الكلام على الوليمة الابدية ، تسقط في المستقبل صورة الحاضر كما هو. كل ذلك من الفنّ الاسطوري ، ولا بد من الاعتراف بأن العهد القديم والانجيل نفسه والليترجية لها وجوه اسطورية يجب نقدها نقدا" جديّا".
لا تستغربوا ان اقول لكم ان البلاغة الكتابية تحتاج الى نقد. فكلمة اللّه كلمة بشرية : خاطب يسوع بني جيله ، وكان يريد ان يفهموه ، فاستخدم الاساطير القديمة التي كانوا يفهمونها. فمن اختصاص علم اللاهوت ان يقوم بالنقد ، اي ان بفكر ويفهم ما يختفي تحت الاسطورة ، لكيلا تستسلم مخيلتنا للتجربة الصبيانية فتسقط في المستقبل صورة الحاضر كما هو بدون أي تحويل.
نحن اذا" ميّالون الى تصوّر السعادة السماوية مزيدا" ممّا نسمّيه سعادة في هذه الدنيا (الراحة والوليمة الخ) ، في حين ان السعادة السماوية هي في الواقع سعادة اللّه نفسها. فالتأليه والذهاب الى السماء ، كما ورد في كتاب التعليم المسيحي ، لا يقومان على صعود جبل ولا على الذهاب الى مكان ، بل هما مشاركة في الحياة الالهية, والحال ان اللّه محبة ، فليست الحياة الابدية سوى المحبة ، والخروج من النفس وعدم التفكير الاناني في النفس وعدم الانطواء على النفس وعدم الانكماش على النفس ، وعلى تفضيل الآخرين على النفس. هذه هي السعادة السماوية.


دودة تصبح فراشة

ليست الفراشة دودة كبيرة ، لأن النمو لا يكون ابدا" مجرد كبر. فلو كان للدودة وعي وكنت استطيع ان اخاطبها، كما يجري في قصة جن ، لسألتها بماذا تحلم. لا شك انها تجيبني ، بوجه اسطوري ، انها تحب أن تكون أكبر دود الغابة ، وملكة الدود ، تلك التي تستطيع ان تملك ، بفضل حجمها ووزنها ، على سائر دود الغابة.
يسمّى ذلك ارادة قويّة ، وما هو الاّ المزيد على الوضع الحاضر ، من دون اي تحويل. لا تعلم الدودة بأن عليها ، لكي تصبح ما يجب ان تكون ، ان تتخلى عن جسدها الدودي وان تعطي جسما" جديدا" ، اذ لا وجود لها الا لتصبح فراشة: هذه هي دعوتها. ولن تكون ما يجب ان تكون الاّ يوم تصبح فراشة.
 
التعديل الأخير:

أرزنا

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 أبريل 2007
المشاركات
1,100
مستوى التفاعل
26
النقاط
0
الإقامة
قلب يسوع
رد على: الموت والقيامه،التحول،صبية تصبح امرأة،دودة تصبح فراشة

سلام المسيح:

عذرا فاديا وكاتي
لهذه الطريقة لأنني لا حظت بأن كل موضوع طويل أضعه في المنتدى لا يقرأه أحد وأكثرهم يقولون لي موضوع طويل
 

Coptic MarMar

مشرفة شقية أوى
مشرف سابق
إنضم
29 سبتمبر 2007
المشاركات
20,364
مستوى التفاعل
392
النقاط
0
الإقامة
^_*قلب حبيبى^_*
رد على: الموت والقيامه،التحول،صبية تصبح امرأة،دودة تصبح فراشة

موضوع جميل اوى
تسلم ايديك
 
أعلى