1) لو تخيل أحدكم انه كان يساعد مريم عليها السلام أثناء الوضع قبل 2000 عام في مذود للبقر ، كما في إنجيل لوقا 2 : 7 ، أكان يتخيل للحظة ان ذلك المولود الصغير النازل من فرجها هو رب العالمين ؟!!
+ هذا مثال لسؤال استنكاري لا يبحث عن إجابة بل لمجرد السخرية
كما يمكننا بالمثل أن نتساءل : هل من الممكن أن نتخيل كيف يكون إله القرآن له ساق يشكف عنها ؟
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ }القلم42
وكما يوضح محمد (البخاري -4919)
- حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِى هِلاَلٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ - رضى الله عنه - قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ « يَكْشِفُ رَبُّنَا عَنْ سَاقِهِ فَيَسْجُدُ لَهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ، وَيَبْقَى مَنْ كَانَ يَسْجُدُ فِى الدُّنْيَا رِئَاءً وَسُمْعَةً ، فَيَذْهَبُ لِيَسْجُدَ فَيَعُودُ ظَهْرُهُ طَبَقًا وَاحِدًا » . أطرافه 22 ، 4581 ، 6560 ، 6574 ، 7438 ، 7439 - تحفة 4179
ولكن حتى لا يتحجج المسلم نجيب بأن لو عرضت عليها الدلائل المذكورة في الإنجيل (البشارة) لعلمنا أن المولود ليس مجرد إنسان عادي
فالملائكة ظهرت وسبحت وقت ميلاده قائلة : المجد لله في الاعالي وعلى الارض السلام وبالناس المسرة (لو 2: 14)
وزوار المشرق أتوا في رحلة طويلة فقط ليعلنوا خضوعهم لملك اليهود في حادثة غير مسبوقة (متى 2: 1-3)
وظهور نجم في السماء ليشير إلى مكان ميلاده (متى 2: 9)
وهذا ما لم يحدث مع أي من أنبياء العهد القديم ، أو أي من البشر العاديين …
ولكن بكل تأكيد الصورة لا تكتمل إلا ببقية حياته ومعجزاته وأقواله وتعالميه بسلطان وصلبه وقيامته المنتصرة على الموت وصعوده …
ثم تأثيره في حياة الملايين عبر العصور الذين أعلنوه ربا ومسيحا وإلها لهم
كلها وحدة واحدة لا يمكن الاستغناء عنها
———————————
2) تدعون ان الله نزل وعاش على الارض بينما كتابكم يقول : ” لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ اللَّهُ حَقّاً عَلَى الأَرْضِ؟ هُوَذَا السَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ السَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِالأَقَلِّ هَذَا الْبَيْتُ الَّذِي بَنَيْتُ؟ “. ملوك الأول 8 : 27 ويقول أيضاً : ” فَاسْمَعْ أَنْتَ مِنَ السَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَاغْفِرْ .. ” ملوك الأول 8 : 39 ( ترجمة فاندايك )
نعم الرب بلاهوته وكمال مجده لا تسعه السموات وسماء السموات ، لأنه لا يحده المكان ولا الزمان .
ولكن ليس عاجزا عن الظهور في المكان والزمان ، وإلا فقد ملء قدرته ، وأما ظهوره في المكان والزمان ،لا يجعله خاضعا لهما ، فهو حلول كيفي لا كمي ، حلول يحدد خصائص الزمان والمكان لا يحدده الزمان ولا المكان
فكون الرب في كل مكان وفوق المكان إلا أنه باعلانه عن نفسه في المكان يهب المكان والزمان صفات تحدد قيمته الوجودية ، فيهب الوجود المجرد للمادة أو الحياة للكائنات الحية أو العقلانية للكائنات العاقلة (لاننا به نحيا ونتحرك ونوجد.كما قال بعض شعرائكم ايضا لاننا ايضا ذريته.) أعمال 17: 28 ،
أو يهب ملء لاهوته المحيي كما للإنسان يسوع المسيح
لهذا على الرغم أن السموات وسماء السموات لا تسعه
إلا أنه تراءى بمجده داخل قدس الأقداس على تابوت العهد (لاويين 16: 1-2) دون أن يفقد لا محدوديته
، وأما في الإنسان يسوع المسيح فقد ظهر فيه بملء لاهوته (كولوسي 2: 9 ، 1 تي 3: 16)
———————————
3) تقولون ان الله غير محدود .. فكيف احتواه بطن العذراء مريم ؟ وكيف خرج من فرجها متجسداً على هذه الأرض التي نسبتها إلى سائر ملكه أقل من نسبة الذرة إليها؟ ( تعالى عما يصفون )
+ هذا السؤال يتساءل عن الكيفية وعن الذات الإلهية
والمسلم غير مسموح له لا بالتساءل عن الكيفية ولا عن الذات الإلهية
ومع هذا نحن نجيب بنعمة المسيح فنقول :
نحن نعلم حقيقة اتحاد اللاهوت بالناسوت في بطن العذراء مريم بوحي الروح ومن كتابنا المقدس
أما عن الكيفية ، فهي تتخطي حدود العلم البشري ، ولكنها تتشابه كثيرا مع استواء الرحمن على العرش في الفكر الإسلامي
فكما ظهر اللامحدود خالق الكل ، وكلي القداسة في رحم المخلوق (العذراء مريم)
كذلك استوى الرحمن – الخالق والإله طبقا للقرآن ، على المخلوق (العرش)
فلو علمت عزيزي المسلم كيفية استواء الرحمن على عرشه (الخالق على المخلوق) ، لأجبناك على كيفية تجسد الرب من بطن العذراء (الخالق في المخلوق)
خاااااااااااااااااااص بـــــــــــــــــــــ
خاااااااااااااااااااص بـــــــــــــــــــــ

التعديل الأخير: