ما بين وصايا العهد الأول الذي عتق وشاخ ووصية العهد الأفضل والأكمل

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
[FONT=&quot]وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ:

[FONT=&quot]أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً[FONT=&quot]. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي:

[FONT=&quot]إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ. (يوحنا 13: 31 – 35)
[FONT=&quot]العهد يستلزم بنود يُقام عليها، وكل من يلتزم بالعهد يلتزم ببنوده، والبنود هي الشروط التي تُظهر التزام الإنسان بالعهد والموافقة عليه، وأي خلل في التنفيذ معناه نقض العهد أو فسخه، وعدم نوال المكافأة (بركة العهد) لأن الإنسان – في هذه الحالة – لم يلتزم بتنفيذ شروطه الظاهرة في البنود القائم عليها هذا العهد.

[FONT=&quot]والرب في الليلة التي أُسلم فيها ذاته للموت أسس العهد الجديد: وَكَذَلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هَذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ
[FONT=&quot]([/FONT][FONT=&quot]διαθήκη[/FONT][FONT=&quot] = عَهْد؛ مُعَاهَدَة؛ مِيثاق) الْجَدِيدُ [/FONT][FONT=&quot]καινὴ[/FONT][FONT=&quot] بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ؛ [/FONT][FONT=&quot]عَلَى قَدْرِ ذَلِكَ قَدْ صَارَ يَسُوعُ ضَامِناً لِعَهْدٍ أَفْضَلَ؛ وَلَكِنَّهُ الآنَ قَدْ حَصَلَ عَلَى خِدْمَةٍ أَفْضَلَ بِمِقْدَارِ مَا هُوَ وَسِيطٌ أَيْضاً لِعَهْدٍ أَعْظَمَ، قَدْ تَثَبَّتَ عَلَى مَوَاعِيدَ أَفْضَلَ، وَهَذَا هُوَ الْوَعْدُ الَّذِي وَعَدَنَا هُوَ بِهِ: الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ (لوقا 22: 20؛ عبرانيين 7: 22؛ 8: 6؛ 1يوحنا 2: 25)[/FONT]
[FONT=&quot]إذن طالما هناك عهد يبقى هناك وصية خاصة به، وطالما هناك وصية يبقى هناك وعد، وطالما هناك وعد يبقى هناك بركة ملازمة، والعهد الأول له بركته وهي بركة تخص الحياة الحاضرة، والعهد الثاني له بركته وهي [/FONT]مِلْءِ بَرَكَةِ الْمَسِيحِ εὐλογίας Χριστοῦ (رومية 15: 29)

[/FONT]
+ وصية العهد الجديد الواحدة [FONT=&quot][وصية جديدة أنا أُعطيكم]
[/FONT]​
[FONT=&quot]هناك وصايا قديمة تخص عهد عُتق وشاخ، وهو العهد الأول، وهو عهد يتناسب مع حال الإنسان في الجسد، لأن لو نظرنا لناموس الوصايا الخاصة بالعهد القديم سنجده يختص بحياة الإنسان في الجسد، وقد تم تقديمه على لوحي حجر نُقش عليهم بالحفر والتشكيل، وكانوا قابلين للكسر بسبب المادة نفسها، لأنها مادة من الأرض مخلوقة وحسب طبيعتها قابلة للكسر، فموسى حينما نزل من الجبل بعد استلام الكلمات العشر محفورة بإصبع الله على حجر، وجد الشعب يحتفل ببعل، والشعب فجأة وجد موسى يصرخ ويحطم لوحي حجر كانوا بين يديه، ولم يكن أحد يعلم عنهما شيئاً أو ماذا يمثلان، لأن الشعب كان منشغلاً باحتفال قبيح، فقد صرفوا النظر عن موضوع موسى بسبب أنهم لم يصبروا لينتظروا عودته وتمردوا، وهارون صنع لهم العجل وأقاموا احتفال صاخب كما شاهدوا قبل خروجهم من مصر طريقة الاحتفال بالآلهة.
[/FONT]
[FONT=&quot]وهذا يُظهر لنا مشكلة العهد الأول لا في ذاته بل بسبب الإنسان نفسه، لأن حينما نزل موسى بلوحي العهد لم يقدر أن يُعالج الموقف ويُشفي حالة ارتداد الشعب عن الله، لأن الإنسان كان في حالة ضعف، لأنه عايش حسب الجسد: فَإِنَّ الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَبِمَا لِلْجَسَدِ يَهْتَمُّونَ؛ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ؛ لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ عَدَاوَةٌ لِلَّهِ إِذْ لَيْسَ هُوَ خَاضِعاً لِنَامُوسِ اللهِ لأَنَّهُ أَيْضاً لاَ يَسْتَطِيعُ؛ فَالَّذِينَ هُمْ فِي الْجَسَدِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ أَنْ يُرْضُوا اللهَ؛ لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ (رومية 8: 5 – 8؛ 13)

[FONT=&quot]ولو تتبعنا أخبار الشعب سنجد أنهم سقطوا في القفر ولم يثبتوا في العهد: هُوَذَا أَيَّامٌ تَأْتِي يَقُولُ الرَّبُّ، حِينَ أُكَمِّلُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْداً جَدِيداً، لاَ كَالْعَهْدِ الَّذِي عَمِلْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَثْبُتُوا فِي عَهْدِي، وَأَنَا أَهْمَلْتُهُمْ يَقُولُ الرَّبُّ؛ لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ سَارُوا أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي الْقَفْرِ حَتَّى فَنِيَ جَمِيعُ الشَّعْبِ رِجَالُ الْحَرْبِ الْخَارِجِينَ مِنْ مِصْرَ, الَّذِينَ لَمْ يَسْمَعُوا لِقَوْلِ الرَّبِّ[FONT=&quot], [/FONT][FONT=&quot]الَّذِينَ حَلَفَ الرَّبُّ لَهُمْ أَنَّهُ لاَ يُرِيهِمِ الأَرْضَ الَّتِي حَلَفَ الرَّبُّ لِآبَائِهِمْ أَنْ يُعْطِيَنَا إِيَّاهَا, الأَرْضَ الَّتِي تَفِيضُ لَبَناً وَعَسَلاً (عبرانيين 8: 8 – 9؛ يشوع 5: 6)[/FONT][/FONT]
[/FONT]
[FONT=&quot]وهنا لا بد من النظر لبنود العهد الأول، لأننا سنجدها تختص بحال الإنسان في الجسد، وذلك بكون الإنسان عايش جسداني، أي بحسب الجسد، وطالما هذا حاله لا بد من أن يكون العهد نفسه حسب الجسد، وبنوده تتناسب مع الحالة التي يحيا بها، لذلك لو عدنا لبنود العهد الأول سنجدها تقول الآتي وهي مقسمة على حجرين:
[/FONT]
الحجر الأول كُتب عليه الأربعة وصايا الأولى التي تتعلق بصلة الإنسان بخالقه:
(1) "لا يكن لك آلهة أخرى أمامي"
(2) "لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت وما في الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهن لأني أنا الرب إلهك، إله غيور أفتقد ذنوب الآباء في الأبناء في الجيل الثالث والرابع من مبغضي وأصنع إحساناً إلى ألوف من محبي وحافظي وصاياي"
(3) "لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً لأن الرب لا يبرئ من نطق باسمه باطلاً"
(4) "أذكر يوم السبت لتقدسه. ستة أيام تعمل وتصنع جميع عملك. وأما اليوم السابع ففيه سبت للرب إلهك لا تصنع عملاً ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك. لأن في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض والبحر وكل ما فيها واستراح في اليوم السابع لذلك بارك الرب يوم السبت وقدسه".
أما الحجر الثاني اتكتب عليه الستة وصايا الأخيرة اللي بتتعلق بصلة الإنسان بالإنسان:
(5) "أكرم أباك وأمك لكي تطول أيامك على الأرض التي يعطيك الرب إلهك"
(6) "لا تقتل"
(7) "لا تزن"
(8) "لا تسرق"
(9) "لا تشهد على قريبك شهادة زور"
(10) "لا تشته بيت قريبك. لا تشته امرأة قريبك ولا عبده، ولا أمته، ولا ثوره، ولا حماره، ولا شيئاً مما لقريبك"

[FONT=&quot]فهنا ظاهر الناموس الأدبي الخاص بعلاقة الإنسان مع الله وعلاقة الإنسان بالإنسان في المجتمع، وكل هذه العلاقات قائمة على أعمال الجسد، لأن الإنسان يحيا بحسب الجسد وليس بحسب الروح، لذلك كان العهد الأول وبنوده يتناسبان جداً مع وضع الإنسان وحاله، مع أننا نلاحظ أنهُ لا يوجد أحد من الشعب – الذي استلم العهد –ثبت في الوصايا للنهاية وكلنا نعلم قصة هذا الشعب، لأن كل واحد فينا على مستواه الشخصي عاش حالة العجز أمام الوصية، ولم يستطع حتى أن يعيش على مستوى الإنسانية الراقي والسامي الظاهر في الكلمات العشر أو ناموس الوصايا الأدبي.
[/FONT]
[FONT=&quot]فالكل أخطأ وزاغ وراء شهوات قلبه طالباً كل ما في العالم من شهوة جسد وشهوة عيون وتعظم معيشة، هذه التي ليست من الاب بل من العالم، والعالم يمضي وشهوته تزول، وأما من يصنع مشيئة الله فيثبت إلى الأبد، ولم يثبت أحد بالطبع لأنه لم يستطع أن يعمل مشيئة الله.
[/FONT]
[FONT=&quot]وصار الإنسان في أشد الحاجة لقلب جديد، وحياة أُخرى غير الحياة التي يعيشها في الجسد لأنها غير نافعه بشيء سوى أنها مسببه له قلق واضطراب عظيم لأنه غير قادر على أن يحيا بالكمال الذي يميل ناحيته طبيعياً بسبب الخلق الأول، فأصبح غير قادر أن يعيش في المجتمع كإنسان سوي كامل، ولا قادر أن يقترب من الله، لأنه لا يعرف كيف يرتدي القداسة لكي يكون قادر على الاقتراب ولو خطوة واحدة من الحضرة الإلهية، فالإنسان يحتاج أن ينتقل من حالته التي يعيشها في الجسد ويدخل في حالة أُخرى جديدة تماماً، بمعنى أن يخرج من الحياة بحسب الجسد للحياة بحسب الروح، لأن الإنسان في مواجهة الواقع المرير الذي يحيا فيه يصرخ بوجع عميق مؤلم: [من ينقذني من جسد هذا الموت، قلباً نقياً أخلق فيَّ يا الله وروح مستقيم (شريف) جدد في داخلي].
[/FONT]
[FONT=&quot]إذن العهد الأول بما أنه يخص الإنسان وهو في حالة الجسد
[/FONT]​
[FONT=&quot]المتسلطة عليه الخطية بالموت، لم يقدر أن يعيش كإنسان في حالة المجد التي خُلق عليها في البداية، لذلك ومن الضرورة يحتاج يموت للناموس المُعطى لحالته المؤقتة في الجسد ويتغير كلياً ويبقى لآخر يُقيمه خليقة جديدة مغروس فيها قوة الحياة، تحيا باستمرار ودوام في الروح وليس في الجسد:
[/FONT]
[FONT=&quot]إِذاً يَا إِخْوَتِي أَنْتُمْ أَيْضاً قَدْ مُتُّمْ لِلنَّامُوسِ بِجَسَدِ الْمَسِيحِ لِكَيْ تَصِيرُوا لِآخَرَ لِلَّذِي قَدْ أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لِنُثْمِرَ لِلَّهِ، لأَنَّهُ لَمَّا كُنَّا فِي الْجَسَدِ كَانَتْ أَهْوَاءُ الْخَطَايَا الَّتِي بِالنَّامُوسِ تَعْمَلُ فِي أَعْضَائِنَا لِكَيْ نُثْمِرَ لِلْمَوْتِ، وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ تَحَرَّرْنَا مِنَ النَّامُوسِ إِذْ مَاتَ الَّذِي كُنَّا مُمْسَكِينَ فِيهِ حَتَّى نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ (رومية 7: 4 – 6)
[/FONT]
[FONT=&quot]لذلك قال الرب لليهود الذين آمنوا به: إِنَّكُمْ إِنْ ثَبَتُّمْ فِي كلاَمِي فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ تَلاَمِيذِي، وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ، وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ، الْحَقَّ، الْحَقَّ، أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ، وَالْعَبْدُ لاَ يَبْقَى فِي الْبَيْتِ إِلَى الأَبَدِ، أَمَّا الاِبْنُ فَيَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً (يوحنا 8: 31، 32؛ 34 – 36)
[/FONT]
[FONT=&quot]فالإنسان على مستوى العهد القديم كان مُقيد بضعف الجسد التي تعمل فيه الخطية،
[/FONT]​
[FONT=&quot]فأخذ الناموس للتأديب والتقويم والإعداد للعهد الجديد، بغرض الانتقال من الدينونة والموت للحياة، من عبودية الجسد وناموس الحرف، لناموس الحرية في المسيح يسوع، من خليقة ميتة حسب الجسد لخليقة حية حسب الروح، ومن قيادة بحسب الجسد لقيادة بحسب الروح، لأن قديماً الله كلم الآباء بالأنبياء، وقادهم عن طريق أشخاص على مر أيام حياتهم من وقت الخروج من مصر لغاية ما صاروا مملكة التي خربت وانشقت على ذاتها وبعد ذلك ضاعت بالتمام: إِذاً لاَ شَيْءَ مِنَ الدَّيْنُونَةِ الآنَ عَلَى الَّذِينَ هُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ، لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ، لأَنَّهُ مَا كَانَ النَّامُوسُ عَاجِزاً عَنْهُ فِي مَا كَانَ ضَعِيفاً بِالْجَسَدِ فَاللَّهُ إِذْ أَرْسَلَ ابْنَهُ فِي شِبْهِ جَسَدِ الْخَطِيَّةِ وَلأَجْلِ الْخَطِيَّةِ دَانَ الْخَطِيَّةَ فِي الْجَسَدِ، لِكَيْ يَتِمَّ حُكْمُ النَّامُوسِ فِينَا نَحْنُ السَّالِكِينَ لَيْسَ حَسَبَ الْجَسَدِ بَلْ حَسَبَ الرُّوحِ؛ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَسْتُمْ فِي الْجَسَدِ بَلْ فِي الرُّوحِ إِنْ كَانَ رُوحُ اللهِ سَاكِناً فِيكُمْ. وَلَكِنْ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَيْسَ لَهُ رُوحُ الْمَسِيحِ فَذَلِكَ لَيْسَ لَهُ، وَإِنْ كَانَ الْمَسِيحُ فِيكُمْ فَالْجَسَدُ مَيِّتٌ بِسَبَبِ الْخَطِيَّةِ وَأَمَّا الرُّوحُ فَحَيَاةٌ بِسَبَبِ الْبِرِّ، وَإِنْ كَانَ رُوحُ الَّذِي أَقَامَ يَسُوعَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَاكِناً فِيكُمْ فَالَّذِي أَقَامَ الْمَسِيحَ مِنَ الأَمْوَاتِ سَيُحْيِي أَجْسَادَكُمُ الْمَائِتَةَ أَيْضاً بِرُوحِهِ السَّاكِنِ فِيكُم (رومية 8: 1 – 4؛ 9 – 11)
[/FONT]
[FONT=&quot]فلما انتقلنا من الحالة الأولى بالجسد وصرنا في الروح،
[/FONT]​
[FONT=&quot]لا بد أن نأخذ ما يخص الروح، لأن كل واحد يأخذ ما يتناسب مع طبيعته، فالمولود من الجسد جسد هو وينال كل ما للجسد لأن هذا هو وضعه الطبيعي ولا يستطيع أن يأخذ أي شيء خارج الجسد، أما المولود من فوق، مولود من الله، مولود من الروح، لا بد أن يأخذ ما يٌناسب الروح لكي يستطيع أن يحيا في الروح:
[/FONT]
فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، هَذَا كَانَ فِي الْبَدْءِ عِنْدَ اللَّه. كُلُّ شَيْءٍ بِهِ كَانَ، وَبِغَيْرِهِ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِمَّا كَانَ، فِيهِ كَانَتِ الْحَيَاةُ، وَالْحَيَاةُ كَانَتْ نُورَ النَّاسِ، وَالنُّورُ يُضِيءُ فِي الظُّلْمَةِ، وَالظُّلْمَةُ لَمْ تُدْرِكْهُ.. كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِياً إِلَى الْعَالَمِ، كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ، إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْه، وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِه، اَلَّذِينَ وُلِدُوا لَيْسَ مِنْ دَمٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ جَسَدٍ، وَلاَ مِنْ مَشِيئَةِ رَجُلٍ، بَلْ مِنَ اللَّهِ، وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَداً وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْداً كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءاً نِعْمَةً وَحَقّاً. يُوحَنَّا شَهِدَ لَهُ وَنَادَى قَائِلاً: "هَذَا هُوَ الَّذِي قُلْتُ عَنْهُ: إِنَّ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي صَارَ قُدَّامِي، لأَنَّهُ كَانَ قَبْلِي"، وَمِنْ مِلْئِهِ نَحْنُ جَمِيعاً أَخَذْنَا، وَنِعْمَةً فَوْقَ نِعْمَةٍ، لأَنَّ النَّامُوسَ بِمُوسَى أُعْطِيَ، أَمَّا النِّعْمَةُ وَالْحَقُّ فَبِيَسُوعَ الْمَسِيحِ صَارَا (يوحنا 1: 1 – 17)

وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتاً بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هَذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ، الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضاً جَمِيعاً تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضاً، اَللهُ الَّذِي هُوَ غَنِيٌّ فِي الرَّحْمَةِ، مِنْ أَجْلِ مَحَبَّتِهِ الْكَثِيرَةِ الَّتِي أَحَبَّنَا بِهَا، وَنَحْنُ أَمْوَاتٌ بِالْخَطَايَا أَحْيَانَا مَعَ الْمَسِيحِ - بِالنِّعْمَةِ أَنْتُمْ مُخَلَّصُونَ - وَأَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِيُظْهِرَ فِي الدُّهُورِ الآتِيَةِ غِنَى نِعْمَتِهِ الْفَائِقَ بِاللُّطْفِ عَلَيْنَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ، لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ (حسب الجسد) كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ، لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا (أفسس 2: 1 – 10)
فلم يعد من المناسب أن يُقال للإنسان الذي صار في الروح كيف يتصرف في الجسد:
لا تزني ولا تقتل ولا تسرق ولا تعبد وثن، وحرام وحلال وختان وسبت وأيام وشهور، ولا تجس ولا تمس.. الخ، ولماذا لم يعد هذا الكلام مناسب كإرشاد وتوجيه مسيحي يخص عهد جديد، أي وقت الإصلاح، بالطبع ليس معنى الكلام هنا أن هذه الوصايا خطأ أو الإنسان يعيش في انحلال تحت شعار الحرية، أبداً وعلى الإطلاق، لأن معنى أن الإنسان يعيش في انحلال أنه اصبح خارج التجديد وعمل الله بكونه أحب الظلمة أكثر من النور.
لكن هذه الوصايا (بشكل عام) لا يليق أنها تُقال لإنسان صار في المسيح، تاب وآمن به وتبعه في التجديد، لأنه مكتوب حسب إعلان العهد الجديد: وَهُوَ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ كَيْ يَعِيشَ الأَحْيَاءُ فِيمَا بَعْدُ لاَ لأَنْفُسِهِمْ، بَلْ لِلَّذِي مَاتَ لأَجْلِهِمْ وَقَامَ، إِذاً نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَداً حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ، إِذاً إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً، وَلَكِنَّ الْكُلَّ مِنَ اللهِ، الَّذِي صَالَحَنَا لِنَفْسِهِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَعْطَانَا خِدْمَةَ الْمُصَالَحَةِ، أَيْ إِنَّ اللهَ كَانَ فِي الْمَسِيحِ مُصَالِحاً الْعَالَمَ لِنَفْسِهِ، غَيْرَ حَاسِبٍ لَهُمْ خَطَايَاهُمْ، وَوَاضِعاً فِينَا كَلِمَةَ الْمُصَالَحَةِ، إِذاً نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ الْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ اللهِ، لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ (2كورنثوس 5: 15 – 21)


فالوصايا الأولى التي حسب الجسد تخص شخص لا يحيا في الروح، لأنه طفل عايش في حالة العهد القديم تحت الناموس وليس حرية المسيح الرب، الذي أتى حسب التدبير ليعتق ويفك قيود الإنسان ويحله من شهوات قلبه المدنس [لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ، تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ، لأَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ اللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ الْخِبْرَةِ فِي كَلاَمِ الْبِرِّ لأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ – عبرانيين 5: 11 – 14]

فالذي عرف المسيح الرب ودخل في عهده بالتوبة والإيمان وتبعه في التجديد، يأخذ الوصية الواحدة الجديدة الحاملة للكمال كله، لكنها وصية جديدة حسب النعمة، لأن الدخول في العهد الجديد هو عمل نعمة ذات سلطان وسيادة، فيها انضباط ليس بأعمال الجسد الخارجية كما كان في العهد الأول، إنما انضباط بالروح الذي يُقدس القلب والجسد نفسه ويضبط كل حواسه وغرائزه: فَإِذاً أَيُّهَا الإِخْوَةُ نَحْنُ مَدْيُونُونَ لَيْسَ لِلْجَسَدِ لِنَعِيشَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ، لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ، إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ "يَا أَبَا الآبُ"، اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ، فَإِنْ كُنَّا أَوْلاَداً فَإِنَّنَا وَرَثَةٌ أَيْضاً وَرَثَةُ اللهِ وَوَارِثُونَ مَعَ الْمَسِيحِ. إِنْ كُنَّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ لِكَيْ نَتَمَجَّدَ أَيْضاً مَعَهُ (رومية 8: 12 – 17)
فأن كان الله كتب وصايا العهد الأول على حجر بإصبعه،
وإصبع الله دائماً يُشير للروح القدس كما هو واضح في الكتاب المقدس (وَلَكِنْ إِنْ كُنْتُ بِإِصْبِعِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ – لوقا 11: 20)، فالله كتب على لوحي الحجر بنود العهد الأول وقدمهم للشعب للحفظ والاستذكار، ولأن الكتابة على حجر فمرة اتكسر ومرة اختفى مع التابوت، لكنه لما أتكلم عن العهد الجديد في النبوة قال: بَلْ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ وَأَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً (إرميا 31: 33)، ففي العهد الأول ممكن يتلف ما قد كُتب، أما في العهد الجديد فهو محفور في باطن الإنسان بالروح القدس، لا يُنسى أبداً بل يتم تشكيل القلب والفكر عليه، فيصير الإنسان نفسه متشبع بالله وطبعه طبع إلهي، أي طبع المسيح الذي إذ وجد في الهيئة كإنسان أطاع الآب حتى الموت موت الصليب، والرب يسوع وحده هو الذي أطاع الآب في الجسد، حتى كل من يؤمن به يدخل في سر الطاعة وعدم كسر الوصية لأنه صار خليقة جديدة في المسيح يسوع تتسم بالطاعة.
[FONT=&quot]عموماً نجد عند تأسيس العهد قبل العشاء غسل الرب أرجل التلاميذ

[FONT=&quot]وكلمهم عن الوصية الجديدة التي هي المحبة:[/FONT]
[/FONT]​
[FONT=&quot]أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لَسْتُ أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ وَصِيَّةً جَدِيدَةً، بَلْ وَصِيَّةً قَدِيمَةً كَانَتْ عِنْدَكُمْ مِنَ الْبَدْءِ. الْوَصِيَّةُ الْقَدِيمَةُ هِيَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سَمِعْتُمُوهَا مِنَ الْبَدْءِ. أَيْضاً وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَكْتُبُ إِلَيْكُمْ، مَا هُوَ حَقٌّ فِيهِ وَفِيكُمْ، أَنَّ الظُّلْمَةَ قَدْ مَضَتْ، وَالنُّورَ الْحَقِيقِيَّ الآنَ يُضِيءُ. مَنْ قَالَ إِنَّهُ فِي النُّورِ وَهُوَ يُبْغِضُ أَخَاهُ، فَهُوَ إِلَى الآنَ فِي الظُّلْمَةِ. مَنْ يُحِبُّ أَخَاهُ يَثْبُتُ فِي النُّورِ وَلَيْسَ فِيهِ عَثْرَةٌ. وَأَمَّا مَنْ يُبْغِضُ أَخَاهُ فَهُوَ فِي الظُّلْمَةِ، وَفِي الظُّلْمَةِ يَسْلُكُ، وَلاَ يَعْلَمُ أَيْنَ يَمْضِي، لأَنَّ الظُّلْمَةَ أَعْمَتْ عَيْنَيْهِ؛ وَهَذِهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ: أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ، كَمَا سَمِعْتُمْ مِنَ الْبَدْءِ أَنْ تَسْلُكُوا فِيهَا. (1يوحنا 2: 7 – 11؛ 2يوحنا 1: 6)
[/FONT]

[FONT=&quot]فالرب بدأ عهد جديد قدم فيه دم العهد القائم على المحبة، لأن العهد عادةً يُقام على دم كختم لا ينحل يؤكد على التثبيت، فكما كان العهد الأول قائم ومُثبت على دم ذبيحة حيوانية، وهي الأضعف والأنقص، قُدم العهد الجديد قائم على دم حمل الله وهو الأقوى والأكمل والأثبت والدائم إلى الأبد: لأَنَّ مُوسَى بَعْدَمَا كَلَّمَ جَمِيعَ الشَّعْبِ بِكُلِّ وَصِيَّةٍ بِحَسَبِ النَّامُوسِ، أَخَذَ دَمَ الْعُجُولِ وَالتُّيُوسِ، مَعَ مَاءٍ وَصُوفاً قِرْمِزِيّاً وَزُوفَا، وَرَشَّ الْكِتَابَ نَفْسَهُ وَجَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «هَذَا هُوَ دَمُ الْعَهْدِ الَّذِي أَوْصَاكُمُ اللهُ بِهِ». (عبرانيين 9: 19 – 20)
[/FONT]
[FONT=&quot]وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هَذِهِ الْخَلِيقَةِ. وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُولٍ، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيّاً. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ لِلَّهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَالٍ مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ! (عبرانيين 9: 11 – 14)
[/FONT]
[FONT=&quot]فبعد تطهير الضمير وتقديس القلب بدم المسيح، يستطيع الإنسان أن يخدم الله الحي في السماوات حيث المسيح الرب جالس بجسم بشريتنا، والخدمة هنا خدمة المحبة الكاملة، ولكنها ليست محبة حسب الجسد والعاطفة المتقلبة إنما بحسب الروح: لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا (رومية 5: 5)
[/FONT]
[FONT=&quot]فالله أحبنا وأظهر وبين المحبة في المسيح يسوع، والمسيح يسوع هو مثال الإنسان الجديد الصالح الكامل، وطالما آمنا ودخلنا فيه بالسر الذي تم فينا أي المعمودية، وعشنا أبناء لله في المسيح بالإيمان الصالح مختونين القلب بالروح، فسنُحب مثله، سواء العالم كله (أي وكل إنسان مهما ما كان وضعه أو شكله أو فكره أو عقيدته أو إيمانه أو إلحاده.. الخ) وأيضاً سنُحب بعضنا بعض لأننا مولودين من الله، وكل أخ يحب أخوه طبيعياً، لا يحبه بالضغط ولا بالإكراه ولا تمثيل، فوصية المحبة مقدمة لنا على أساس أننا صرنا خليقة جديدة في المسيح، والخليقة القديمة في العهد الأول أخذت الوصية حب الرب إلهك وحب قريبك، لكن المحبة كانت على مستوى الجسد أي مشاعر الإنسان الطبيعية المتقلبة والمتغيرة حسب الموقف النفسي الذي يمر به، وكان من الصعوبة التامة وشبة المستحيل أن يحب أحد عدوه أو يحب العالم كما ظهر في العهد الجديد في المسيح يسوع: لأَنَّ الْمَسِيحَ إِذْ كُنَّا بَعْدُ ضُعَفَاءَ مَاتَ فِي الْوَقْتِ الْمُعَيَّنِ لأَجْلِ الْفُجَّارِ، فَإِنَّهُ بِالْجَهْدِ يَمُوتُ أَحَدٌ لأَجْلِ بَارٍّ. رُبَّمَا لأَجْلِ الصَّالِحِ يَجْسُرُ أَحَدٌ أَيْضاً أَنْ يَمُوتَ، وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا، فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُتَبَرِّرُونَ الآنَ بِدَمِهِ نَخْلُصُ بِهِ مِنَ الْغَضَبِ، لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا وَنَحْنُ أَعْدَاءٌ قَدْ صُولِحْنَا مَعَ اللهِ بِمَوْتِ ابْنِهِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً وَنَحْنُ مُصَالَحُونَ نَخْلُصُ بِحَيَاتِهِ، وَلَيْسَ ذَلِكَ فَقَطْ بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضاً بِاللَّهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ الَّذِي نِلْنَا بِهِ الآنَ الْمُصَالَحَةَ (رومية 5: 6 – 11)
[/FONT]

[FONT=&quot]طبعاً لو عدنا لشعب إسرائيل سنجدهم يفتخرون بأنهم أعظم وأسمى من باقي الشعوب ويعتبرون الأمم أقل من مستواهم، لأنهم أبناء إبراهيم، ونحن جميعاً نعرف كلام الرب في الإنجيل لليهود عن أن افتخارهم مزيف لأنهم لم يحيوا مثل إبراهيم ولذلك فهم ليسوا أبناء إبراهيم.
[/FONT]
[FONT=&quot]فالمسيح الرب أظهر لنا المحبة الحقيقية وغرسها فينا بالخليقة الجديدة، فالمحبة لم يقدمها كلاماً وحديث عميق، لكنه جسدها أولاً في حياته وهو في الجسد وشخصها في الصليب وأبرزها في القيامة وثبتها بالصعود والجلوس بجسم بشريتنا في السماوات عينها، فأصبح كل واحد يؤمن به يجد المحبة تنسكب في قلبه بالروح القدس حسب التدبير، فيحيا بها تلقائياً وببساطة قلب لذلك مكتوب عن المؤمنين: وَجَمِيعُ الَّذِينَ آمَنُوا كَانُوا مَعاً وَكَانَ عِنْدَهُمْ كُلُّ شَيْءٍ مُشْتَرَكاً، وَالأَمْلاَكُ وَالْمُقْتَنَيَاتُ كَانُوا يَبِيعُونَهَا وَيَقْسِمُونَهَا بَيْنَ الْجَمِيعِ كَمَا يَكُونُ لِكُلِّ وَاحِدٍ احْتِيَاجٌ، وَكَانُوا كُلَّ يَوْمٍ يُواظِبُونَ فِي الْهَيْكَلِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ. وَإِذْ هُمْ يَكْسِرُونَ الْخُبْزَ فِي الْبُيُوتِ كَانُوا يَتَنَاوَلُونَ الطَّعَامَ بِابْتِهَاجٍ وَبَسَاطَةِ قَلْبٍ مُسَبِّحِينَ اللهَ وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ (أعمال 2: 44 – 47)
[/FONT]
[FONT=&quot]أيها الأحباء انتبهوا للوصية الجديدة القائمة على العهد الأكمل
[/FONT]
[FONT=&quot]فهي ليست للإنسان الطبيعي الذي يُمارس حياته اليومية بحسب إنسانيته الساقطة تحت سلطان الجسد، بل للإنسان العايش في الروح، الذي أخذ سلطان التبني في المسيح، لأن كل من يعتمد في المسيح يلبس المسيح، يموت معهُ ويحيا خليقة جديدة لله الآب في المسيح، لا تفرض عليه فرائض خارجية بقيود الجسد، وبالتالي الوصايا التي بحسب الجسد لم تعد تناسب مكانته السماوية، فملكوت الله داخله وهو أُقيم مع المسيح وصعد معهُ وجلس معهُ، وخدمته في السماوات عينها، وهي خدمة المحبة الكاملة حسب طبيعتها، لأنها منسكبة بالروح القدس، لذلك من المستحيل والحال هكذا يُعطي الإنسان فرصة للجسد، إلا لو صار مهمل وأطفأ الروح القدس، فمن الطبيعي يعود للجسد وتتسلط عليه الظلمة لأن النور انطفأ فيه، وبالتالي سيرجع لعهد عتق وشاخ، يبحث عن كل ما يخص وصايا الجسد التي في العهد الأول، بكونه سقط من النعمة، وكل من يسقط من النعمة يعود ويرتد للناموس الأول وأعماله، وبذلك يقع تحت لعنة، ويدخل في الموت، وهذا هو سرّ مشكلة المرشدين الذين دائماً يوجهون الناس لأعمال الجسد من جهة حرام وحلال وينفع ولا ينفع، وما هو الحرام وما هو الحلال، وماذا تأكل وماذا تشرب.. الخ، هذه كلها التي لم تُشبع البشرية بل أظهرت فجورها وانحلالها وثبتت الموت فيها وأظهرته، والإنسان اليوم يحتاج أن تنغرس فيه الحياة الجديدة وقوتها، وينال تلك النعمة المُخلِّصة، الشافية والمشبعة والمفرحة للقلب، فيحيا حُرّ المسيح غير مقيد بضعفه، وليس عنده قائد يؤرقه وينغص ضميره، بل يحتاج لمن يقوده لطريق البرّ ويرشده للحق، وهذا هو عمل الروح القدس الذي يقود النفس بهدوء نحو الآب في المسيح يسوع، مطهراً ومقدساً الداخل ناضحاً على الخارج حياة التطهير والقداسة آمين

[FONT=&quot]
[/FONT]
[/FONT]
==============================

(للدخول على الموضوع بالتفصيل أضغط: هنــــــــــــــا)

[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
[/FONT]
 
التعديل الأخير:

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
آمين ++ آمين ++ آمين

ربنا هب لنا أن نعتمد في المسيح و نموت معهُ
و نحيا خليقة جديدة لله الآب في المسيح +++ آمين

سلمت يمينك أستاذي و دامت مواضيعك الروحية القيمة
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
إلهنا الصالح يسعدك بغنى الشبع السماوي وفيض ملء بركة المسيح
في قلبك وقلب كل من يحب ربنا يسوع في عدم فساد آمين

 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
سوف يتم قريباً كتابة الموضوع كاملاً كدراسة خاصة
بيوم الخميس الكبير أو خميس العهد

 
أعلى