غاية الصلاة لا يصنعها إنسان مهما ما كانت تقواه وأعماله في الجسد - غاية الصلاة وهدفها الحي

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ (رومية 8: 29)
==========
أحياناً لا نفهم غاية الصلاة التي نُصليها
فيدخل البعض مخادعهم ليدردشوا مع الله أو يطلبوا طلبات تخص احتياجاتهم الشخصية أو احتياجات غيرهم أوصوهم أن يصلوا لأجلهم، ولكن بالطبع هذا كله ليس بخاطئ بل سليم ومشروع جداً، ولكن الحصول على الاستجابة لتلك الصلوات ليس هو غاية الصلاة وهدفها الحقيقي حسب قصد الله المعلن في إنجيل الخلاص بالروح.
==========
فالغاية الحقيقية للصلاة، هو أن نتشكل على صورة المسيح الرب النورانية،
لذلك قال الرسول ناظرين الرب بوحه مكشوف كما في مرآة نتغير لتلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (الروح القدس)، لأن هذا هو القصد من التدبير الخلاصي، أننا نكون الصورة المنظورة لله الغير منظور، مشابهين صورة ابن محبة الآب، وهذا العمل العظيم لا يعمله سوى الرُّوح القدس فينا؛ لأننا لا يمكن أنْ نكون مثل الله بقدراتنا ولا أعمالنا مهما ما بلغت من سمو، لأن من هو القادر على أن يُعيد تشكيل نفسه على صورة شخص المسيح الرب؟
==========
لكننا لم ولن نتغير على صورته (من الناحية العملية)
إلا بقوة وعطية الرُّوح القدس الذي يسكن فينا لكي يحوِّلنا إلى صورة الله نائلين قوة الحياة النورانية التي وهبها لنا الله الآب في شخص اللوغوس وحيده؛ فقد أعاد ربنا خلق الإنسانيةَ مِن جديد في شخصه بتجسُّده مِن القديسة مريم العذراء، عندما نقل الإنسانيةَ مِن العدم الذي خُلِقَتْ منه إلى عطية الحياة بالرُّوح القدس رب الحياة.
==========
فمَن يدخل مخدعه ليُصلِّي لا بد من أن يضع في ذهنه
أن غاية صلاته وقمة استجابتها في أن ينتقل مِن الطبيعة الآدمية القديمة الساقطة التي خُلِقَتْ من العدم، إلى الطبيعة الإنسانية الجديدة التي صنعها ربنا يسوع المسيح وحققها في نفسه عندما تجسَّد وتأنس، وصار بذلك آدم الأخير، رأس الخليقة الجديدة التي نُقِلَتْ من العدم إلى الحياة عديمة الموت حسب التدبير الأزلي الذي ظهر في ملء الزمان، الذي تم باتحاد لاهوته بالناسوت الذي أخذه مِن العذراء، فنَقَل بذلك أصلنا مِن الظلمة والموت والتفسخ إلى الأصل الجديد والأساس الراسخ والثابت إلى الأبد وأسكننا في السماوات حيث هو جالس، أي أنه نقلنا بسر تجسده العظيم إلى طبيعته الذي قال عنها: "أنا هو القيامة والحياة، من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حياً لن يموت إلى الأبد"
==========
فاعلموا يقيناً ايها الأحباء
أن الصلاة المسيحية - في عمق جوهرها - هي صلاة تجديد وتغيير جذري في الشخصية، لكي نصير إلهيين، بمعنى أن حياتنا تكون مستترة مع المسيح في الله، أي نكون آنية مشكلة على صورة المسيح الرب، بمعنى أننا نموت مع المسيح عن إنسانيتنا العتيقة ونتركه يذبحنا بقوته، ليغيرنا عن شكلنا حسب صورته هوَّ بغرض أن نحيا خليقة جديدة فيه، وسيرتنا في السماوات وخدمتنا خدمة قداسة وطهارة حسب عمله فينا، لذلك اعلموا أن لو دخلنا مخادعنا وظللنا نصلي بكل طاقة عندنا وأمانة والتزام مع الأيام والسنين ولم نتغير نهائياً على صورته وصرنا شبهه، ولم تظهر فينا ملامحه الخاصة على الإطلاق، لا بد من أن نراجع توبتنا وإيماننا بالمسيح، لأن بالتوبة والإيمان نهيأ قلبنا لعمل الرب فينا ليُغيرنا ويجدد حياتنا حسب القصد والتدبير.
==========
فعلامة الصلاة الحقيقية النابضة بالحياة هو التغيير على صورة الابن الوحيد، وغير هذا الفعل والعمل في حياتنا الشخصية، فأن صلاتنا ستظل صلاة الواجب التي يصلي بها الأمم المتغربين عن الله الذين لم ينظروا وجهه، والذين يظنون أنهم بكثرة الصلوات يستجاب لهم وهم لا يعرفون مشيئته ولا تدبيره الخلاصي.
 
التعديل الأخير:

AdmanTios

Ο Ωριγένη&
عضو مبارك
إنضم
22 سبتمبر 2011
المشاركات
2,815
مستوى التفاعل
1,566
النقاط
0
الإقامة
Jesus's Heart
الصلاة هي الصلة مع الله .. هي رفع القلب والفكر إلى الله.. في كل وقت،
بل و في أي مكان، لهذا يمكننا أن نصلي إلى الله في كل الظروف والأوضاع،
برفع قلوبنا وأفكارنا إلى الله.. إذا الصلاة هي الوسيلة التي تجعلنا نتحد بالله..

سلمت يمينك أستاذي و دامت مواضيعك الدسمة و فرصة التأمل بنعم ربنا
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,006
مستوى التفاعل
5,402
النقاط
113
الصلاة هي خلوة النفس مع الله تطهر الفكر وتنقي القلب
و تساعد الصلاة على حياة التوبة والنقاوة
كل تاملاتك الروحية جميلة وخارجة من القلب
الرب يبارك حياتك وخدمتك استاذ ايمن
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
إلهنا الصالح يشع بنور وجهه علينا كلنا معاً
فنشبع ونتشرب منه ونتغير إليه بروحه الساكن فينا آمين

 
إنضم
17 يوليو 2011
المشاركات
2,822
مستوى التفاعل
576
النقاط
113
الإقامة
الروح والأناة
تأملاتك دائماً في الصميم - ونحتاج بين الفينة والاخرى الخروج من جو التفاسير واللاهوتيات والفلسفة والأراء والرجوع لدواخلنا لنقيّم حياتنا وعلاقتنا مع الرب..مثل ما نقول باللهجة العراقية - كلامك عالجرح!

سلام الرب معك!
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
فقط لنصلي بعضنا لأجل بعض يا أروع أخ غالي أحبه من قلبي
يومك رائع كله بهجة وسلام دائم لا يزول

 
أعلى