الرد على شبهة: لماذا ذكر الوحي اسماء نساء غريبات في السلسلة مثل : راحاب وراعوث , وكذلك نساء بماضي سيء , مثل ثامار

e-Sword

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
27 مايو 2012
المشاركات
858
مستوى التفاعل
176
النقاط
43
سؤال حول سلسلة نسب المسيح !
بقلم : جون يونان


خلال دراستنا في اجتماع درس الكتاب المقدس .. والتي تركزت في دراسة العهد الجديد , ابتداءاً من انجيل متى .أثير سؤال هام حول سلسة نسب السيد المسيح , وهو : لماذا ذكر الوحي اسماء نساء غريبات في السلسلة مثل : راحاب وراعوث , وكذلك نساء بماضي سيء , مثل ثامار وبثشبع زوجة اوريا ؟

لماذا شدد الوحي المقدس الناطق في انجيل متى على ان يذكر اسماء اولئك النسوة ؟
والجواب :
ان الوحي في انجيل متى شدد على رسالة موجهة لليهود ( وبشارة متى موجهة للشعب اليهودي اساساً ) , وهي ان تاريخ عظمائهم من اعظم الانبياء والملوك , لا يخلو من وجود الخطيئة والسقوط , فانجيل متى يسلط الضوء على قداسة المسيح ضد البر الذاتي عندهم او التفاخر بالنسب .. وان المسيح هو لجميع البشر بمختلف بيئاتهم وطبقاتهم واخلاقهم .
وهو للنساء كما للرجال , للخطاة كما للابرار .. ولذلك ذكر اسماء اربعة نساء لهن ماضي .
ولنستعرض باختصار احوالهن :
اولاً :" ثامار " !
ثامار لم تكنزانية كمهنة او مقابل المال
..انما مارست الجنس مع حميها السابق يهوذا مرة واحدة لانها ارادت ان تقيم لنفسها نسلاً من اخو زوجها , بعد ان مات الاخوين اللذان تزوجاها بسبب شرهما..اي انها استخدمت وسيلة خطألتصحيح خطأ!
وطبعاً الشريعة والناموس لم يكونا موجودان وقتها , فلا تحسب الخطية بدون الناموس . كما ان في ذلك العصر لم يكن محرماً زواج الحما من كنته .واخيراً اعترف يهوذا بأنها أبر منه , لانه اخلف هو وعده ولم يزوجها من ابنه الاصغر شيلة ..فالقصةلها اسباب ومدلولات وملابسات ,ونقرأها كاملة في سفر التكوين الاصحاح 38.
ثانياً :" راحاب "!
راحاب فعلاً كانت زانية
..ولكنها آمنت باله اسرائيل , الاله الحق , خالق السماء والارض بسبب ما سمعت عن العجائب التي صنعهابيمينه مع بني اسرائيل وكيف اخرجهم من مصر بذراع مرتفعة ..فقبلت الجاسوسين واخرجتهما بأمان , وعندما اخذ يشوع اريحا نجتراحابمع كل اهل بيتها وسكنوا في وسط اسرائيل ( يشوع 17:6 -25)
ونقرأ عن ايمانها في سفر يشوع اصحاح الثاني :
{وقالت للرجلين علمت ان الرب قد اعطاكم الارض وان رعبكم قد وقع علينا وان جميع سكان الارض ذابوا من اجلكم. لاننا قد سمعنا كيف يبّس الرب مياه بحر سوف قدامكم عند خروجكم من مصر و ما عملتموه بملكي الاموريين اللذين في عبر الاردن سيحون وعوج اللذين حرّمتموهما. سمعنا فذابت قلوبنا ولمتبق بعد روح في انسان بسببكم. لان الرب الهكم هوالله في السماء من فوق وعلى الارض من تحت}.( سفر يشوع 6:2-10)
اذن هي آمنت بالرب انه " الله " !وتغيرت حياتها من كنعانية وثنية تقدم قرابين وذبائح من الاطفال والطقوس الجنسية الوحشية الى الايمان بالاله الحقيقي والتوبة وحياة الطهارة , وقد ذكر الانجيل ايمانها ( عبرانيين 31: 11 ويعقوب 25:2)وقد تزوجت بعد توبتها زواجاً شرعياً من سلمون من سبط يهوذا . وانجبت بوعز.للزاني اذن فرصة توبة وايمان وغفران .

ثالثاً :" راعوث " !
فهي راعوث الموآبية التي تزوجت بوعز وانجبت منه عوبيد جد الملك داود. وهي كانت أممية غريبة عن الشعب المختار .. ومع ذلك آمنت بالرب الحقيقي واصبحت جدة للملك داود وبالتالي جدة للمسيح . ولهذا دلالة عظيمة لأن خلاص المسيح هو لكل الأمم والشعوب . وانصح بالرجوع الى الحادثة كاملة كما جاء في سفر يحمل اسمها ( سفر راعوث ).
رابعاً :" بثشبع " زوجة اوريا !
اما بثشبع فقد اخطأت مع داوود, وقد عاقبهما الرب بموت ولدهما الذي جاءبالخطية ..وندم داود واعترف بخطيئته قائلا : قد اخطأت الى الرب. وكتب مزمور التوبة الشهير : مزمور 51 { ارحمني يا الله بحسب رحمتك } وبعدها اتخذها داود لنفسه زوجة وانجب منها سليمان الملك شرعياً ومنه جاء المسيح المخلص! (راجع 1 صموئيل 24:12)
اذن كل النساء الوارد ذكرهن في سلسلة النسب .. كانت لهن قصص و حوادث مختلفة , ونقائص مثل كل البشر
..وقد تابوا عنها وصلحت سيرتهن ..والرب جاء لخلاص كل البشر من كل خطاياهم .. فالمسيح جاء ليخلص من الخطايا ..وكل انسان خاطئ ومولود بالخطية و يحتاج الى المخلص
{وهو كفارة لخطايانا.ليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم ايضا}(يوحنا الاولى 2 : 2)
فالوحي لم يذكر اسماء نساء قديسات مثل سارة ورفقة,انما ذكر الخاطئات والغريبات ,لأن المسيح جاء ليخلص الخطاة بالنعمة والحق. فراحاب وراعوث , لم يكونا من شعب اسرائيل المختار انما من الأمم الوثنية!

وقد ذكر الوحي اسميهما لاثبات سقوط الحاجز بين اليهود والأمم ,اذ لم يبقى يوناني ولا يهودي في المسيح.وهذا يظهر لنا عالمية وشمولية خلاص الانجيل للعالم اجمع ..وقد اثبتت سلسلة نسب المسيح بأن الحواجز بين الرجل والمرأة قد ازيلت .. اذ لم يكن من المعتاد ذكر اسماء النساء في سلاسل النسب , ولكنها وجدت في نسب المسيح .
اذن الجواب على السؤال : لماذا ذكر الانجيل اسماء تلك النساء , فما اسرع ان يعطيه الوحي بقلم متى البشير
وفي ذات الاصحاح في الاية 21:{ فستلد ابناً وتدعو اسمه يسوعلانه يخلص شعبه من خطاياهم}(متى 21:1).فهل تعاب الزنبقة البيضاء لأن جذورها مغروسة فى الطين ؟
أم هل تعاب أشعة الشمس إن تلامست مع الأماكن المظلمة لتنيرها و تطهرها ؟

المسيح له كل المجد هو من " يشرّف " هذه السلسلة وليس العكس , لأنه هو مخلص الخطاة !

منقول من مدونة جون يونان http://john-younan.blogspot.com/2011/04/blog-post_8284.html
 
أعلى