الايمان بأمور لا ترى للقديس اغسطينوس

II Theodore II

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
16 أكتوبر 2016
المشاركات
231
مستوى التفاعل
16
النقاط
18
هناك اناس يعتقدون ان الديانه المسيحيه يلزم السخريه منها وليس التمسك بها , وذلك لانه لا يمكن اثباتها بأمور مرئيه , بل ان الناس فيها مطالبون بلأيمان بأمور لا ترى ونحن ندحض فكر هؤلاء الحكماء في اعين انفسهم الذين لايريدون ان يصدقوا ما لا يستطيعون ان يروة بعيونهم , فأننا لا نستطيع بالطبع ان نُظهر للعيون البشريه هذه الامور الالهيه التى نؤمن بها لكننا نستطيع ان نُظهر للفكر البشري انه يمكننا تصديق حتى الاشياء التى لا تري

بدايه يجب ان نقول لهؤلاء الذين بحماقتهم قد اعطوا لعيونهم الجسديه اهميه جعلتهم لا يصدقون كل ما يرون

بهذه العيون : كم من امور يصدقونها بل ويعرفونها ولكنها لا ترى باعينهم تلك ؟ هذه الامور غير محصاه توجد في عقولنا نفسها –مع العلم ان طبيعه هذ العقل ذاته ايضاً انه غير مفحوص –كالايمان الذي نصدق امراً ما والفكر الذي به نحكم بأن نصدق الشيء او لا نصدقه , بلاضافه الي امور اخري كثيرة , هذه الامور جميعها غريبه عن انظار العيون الجسديه . وبرغم من ذلك كم هي مكشوفه وواضحه ومؤكده لعيون فكرنا الداخليه ؟ اذا كنا بدون شك ندرك وجود الايمان والافكار رغم انه لا يمكن رؤيتهما بلاعين الجسديه فكيف لانؤمن بالمسيح اذن ؟

2: لكن قد يقولون ان الامور التى في العقل , نستطيع بواسطه العقل نفسه ان نميزها فليس لنه حاجه ان نراها بعيون الجسد , لكن تلك الامور التى تطالبنا بأن نؤمن بها ليست هي اشياء خارجه عنا حتى نراها بعيون الجسد , ولا هي داخل عقولنا حتى انه بتمرينات مُعينه للفكر قد نراها زاعمين ان تلك الاشياء التى يصدقونها هي فقط الاشياء التى يرونها امامهم . لذللك اقول انه يجب علينا بالتأكيد ان نؤمن ببعض الامور الحاضرة وان كنا لا نراها لكيما نستحق ايضا ان نرى الاشياء الابديه التى نؤمن بها .

لكن انت يا من لا تصدق الا ما تراه , هوذا الماديات التى حولك تراها بعيون الجسد , ونياتك وافكارك الخاصه تراها بعيون عقلك اذ هي حاضرة في عقلك . ولكن اخبرني , نيه صديقك نحوك … بأى عيون تراها ؟ فلا يمكن ان ترى النيات بعيون الجسد فهل ترى في عقلك ايضاً ما يدور في عقل الاخر ؟ ولكن ان كنت لا تراها فكيف تبادل نيه صديقك الصادقه نحوك ان كنت لا تؤمن بما لا تراه ؟

هل ستقول جدلاً بأنك ترى نيه الاخر من خلال اعماله ؟ اذن انت سترى افعالاً , وستسمع كلمات , ولكن نيه صديقك التى لا يمكن ان ترى او تسمع فأنت ستصدقها فهذه النيه ليس لها لون او شكل حتى تراها العينان , وليس لها صوت او نغم حتى تسمعها الاذنان , وهي ليست نيتك لكى ما تكون محسوسه في قلبك . وعلى الرغم من انها لا تري ولا تُسمع ولا هي منظورة بداخلك فيجب عليك ان تصدق هذه النيه والا ستشعر بالوحده في حياتك بدون صداقه , ولن تستطيع ان تبادل من يحبك نفس الشعور

فأين هذا الذي تقوله اذن انك لا تستطيع ان تصدق شيئاً الا لو رأيته بعين الجسد او رأيته داخل قلبك ؟ هوذا من كل قلبك تصدق ما في قلب غيرك وتؤمن وحيث لا تستطيع ان تري بعينيك او بقلبك . فوجه صديقك تستطيه ان تميزة بعين الجسد وموقفك نحوة يمكنك ان تميزة بعقلك لكنك لن تستطيع ان تُقدر محبه الاخر لك ما لم تبادله هذا الحب , اذ تصدق ان فيه هذا الحب الذي لا تراه فمن الممكن ان يخدع الرجل غير باختلاق النيه الحسنه , واخفاء الحقد وحتى ان لم يمكن يفكر في ايذائك ولكن لانه قد ينتظر ان ينتفع منك بشيء فمن الممكن ان يختلق المحبه علي الرغم من انها ليست فيه


  • لكنك تقُول انك تصدق صديقك , الذي لا يمكن ان ترى قلبه لأنك اختبرته في تجاربك , اذ لم يتركك في وقت الشده فقد عرفت حقيقه شعورة نحوك .فهل هذا معناه انه يجب ان نتمنى ان تصيبنا الشدائد لكيما نتيقن من صدق حب الصديق لنا ؟ فهذا يعنى انه لن يوجد رجل صديق مع الاصدقاء الاوفياء , مالم يحزن الصديق في المصائب التى تصيب صديقه !! ولن يتمتع احد اذن بحب الاخر ما لم يتألم بأحزان ومخاوف !! وكيف نتمنى السعاده مع الاصدقاء المخلصين زلا نخشاها ان كنا لا نستطيع ان نثبت صدق حبهم الا من خلال الاحزان ؟ ولكن من الممكن ان يكون لك في وقت السعه , وان كنت تستطيع ان تثبت صداقته بلاكثر في وقت الشده لكنك بالتاكيد لن تعرض نفسك للخطر لكى تتيقن من صداقته ما لم تكن متأكداً انه سيُثبت حسن ظنك , وهكذا فأنت فيما تعرض نفسك للخطر فأنت تصدق صديقك من قبل ان تجربه
بالتأكيد , ان كان لا يجب علينا ان نصدق الامور التى لا ترى , لكننا حقا نصدق قلوب اصدقائنا وان كنا لم نبرهن على صدق شعورهم , وحتى بعد ان نتأكد من صداقتهم من خلال ضيقاتنا فنحن نصدق نيتهم الصادقه نحونا دون ان نراها . اذا عظيم جدا الايمان الذي به نحكم بشكل ملائم اننا نري –يعيون ما – الذي نؤمن به ,فأننا يجب ان نؤمن اذا لاننا لا نرى

المرجع:

كتاب الايمان بامور لا ترى للقديس اغسطينوس صــــــ 9-13
 
أعلى