رد: الرد على شبهة " نعم المسيح كان يجهل يوم وساعة نهاية العالم " هَل كان المسيح يجهل يوم وساعة نهاية العالم ؟
سلام للجميع,,,
لنربط معا كلمات السيد المسيح في مرقس و متى مع كلماته في انجيل يوحنا, و نضع الاسئلة الصعبة معا لنراها تختفي تلقائيا بمجرد معرفة القصد. كيف؟
يوحنا 5 :19 " فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمُ:«الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لاَ يَقْدِرُ الابْنُ أَنْ يَعْمَلَ مِنْ نَفْسِهِ شَيْئًا إِلاَّ مَا يَنْظُرُ الآبَ يَعْمَلُ. لأَنْ مَهْمَا عَمِلَ ذَاكَ فَهذَا "
من هو " الابن" هنا الذي لا يقدر ان يعمل من نفسه شيئا؟
نكمل مع يوحنا 5 :20 " لأَنَّ الآبَ يُحِبُّ الابْنَ وَيُرِيهِ جَمِيعَ مَا هُوَ يَعْمَلُهُ، وَسَيُرِيهِ أَعْمَالاً أَعْظَمَ مِنْ هذِهِ لِتَتَعَجَّبُوا أَنْتُمْ."
من هو هذا الابن الذي يريه و سيريه( بصيغة المستقبل) الاب اعمالا؟
نكمل خطوة اخرى مع اية اخطر:
يوحنا 5: 26 " لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ، كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضًا أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ،"
أليس لأبن الله حياة في ذاته طالما هو الله؟اليست الحياة هي شئ "اصيل" في الله؟ اذا من هذا الابن ايضا الذي أعطاه الأب حياة؟
نصل الى قمة الاعلان عن هذا الابن و الذي يعلنه السيد المسيح في يوحنا 5: 27 :
"وَأَعْطَاهُ سُلْطَانًا أَنْ يَدِينَ أَيْضًا، لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ."
من هو هذا الابن؟ انه ابن الانسان أي المسيح ,أي الطبيعة البشرية المتحدة بالطبيعة الالهية لاقنوم الابن.
هذه الاية مهمة جدا و مفتاحية في فهمنا لمعرفة " الابن" للساعة. لانه بفهمنا هذه الاية لن يصعب ابدا علينا ان نفهم " و لا الابن" في معرفة الساعة.
بداية يجب التفريق بين تفوق و كمال السيد المسيح النابع من اقنوميته المتحدة في الجوهر و بين تلك الخصائص النابعةمن مسح الروح القدس له.
نتذكر معا اشعيا مثلا عن حلول الروح القدس على مختار الله, و هنا هو السيد المسيح:
1 وَيَخْرُجُ قَضِيبٌ مِنْ جِذْعِ يَسَّى، وَيَنْبُتُ غُصْنٌ مِنْ أُصُولِهِ، وَيَحُلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الرَّبِّ، رُوحُ الْحِكْمَةِ وَالْفَهْمِ، رُوحُ الْمَشُورَةِ وَالْقُوَّةِ، رُوحُ الْمَعْرِفَةِ وَمَخَافَةِ الرَّبِّ. Isa 9:6; 3 وَلَذَّتُهُ تَكُونُ فِي مَخَافَةِ الرَّبِّ، فَلاَ يَقْضِي بِحَسَبِ نَظَرِ عَيْنَيْهِ، وَلاَ يَحْكُمُ بِحَسَبِ سَمْعِ أُذُنَيْهِ، 4 بَلْ يَقْضِي بِالْعَدْلِ لِلْمَسَاكِينِ، وَيَحْكُمُ بِالإِنْصَافِ لِبَائِسِي الأَرْضِ، وَيَضْرِبُ الأَرْضَ بِقَضِيبِ فَمِهِ، وَيُمِيتُ الْمُنَافِقَ بِنَفْخَةِ شَفَتَيْهِ. 5 وَيَكُونُ الْبِرُّ مِنْطَقَهَ مَتْنَيْهِ، وَالأَمَانَةُ مِنْطَقَةَ حَقْوَيْهِ.
و أيضا مزمور 45:
7 أَحْبَبْتَ الْبِرَّ وَأَبْغَضْتَ الإِثْمَ، مِنْ أَجْلِ ذلِكَ مَسَحَكَ اللهُ إِلهُكَ بِدُهْنِ الابْتِهَاجِ أَكْثَرَ مِنْ رُفَقَائِكَ
اذا نستطيع ان نقول ان من اقنومية السيد المسيح ينبع مثلا الجلال الازلي لشخصه, قداسته الابدية و عدله المطلق, حياته الذاتية ..
و من ما ينبع من مسحة الروح القدس و عطيته " لابن الانسان" مثلا : المقدرة على عمل الايات, و معرفة ما سيحدث مستقبلا.( 26 وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ.)
فاذا فهمنا ان هذه المعرفة ناتجة من "عطبة" الروح القدس و ليست من "اقنومية" اللسيد المسيح( لان معرفته كلية), و اذا فهمنا ان كل ما أعلنه الرب يسوع لكنيسته , أعلنه "كالمسيح" نائلا اياه من الروح القدس و ليس من "اقنوميته" في اتحاده الجوهري مع الاب و الابن, لن يصعب علينا ابدا ان نتقبل كلمة " و لا الأبن" في معرفة الساعة !
فنحن هنا قد فهمنا تماما أنه ك "الاقنوم الثاني " يعلم كل شئ و لا يخفى عليه أمر, و لكنه "كابن الانسان " يعرف ما يعلنه آنيا له الروح القدس بحسب المسحة التي مسحه اياه الله.
و عندها سنعرف ايضا ان "معرفة الساعة" لم تدخل ضمن عمل السيد المسيح ك "عبد يهوه" الذي أختاره لينفذ مشورات الله و مقاصده, ليفعل مشيئة الاب كما قال:
"طَعَامِي أَنْ أَعْمَلَ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأُتَمِّمَ عَمَلَهُ"
فمع اتحاده الكامل لاهوتا وناسوتا, الا أن معرفة الناسوت لم تكن هي معرفة اللاهوت, لانها اقتصرت على ما يعلنه له الروح القدس في ذاك الوقت الذي حجبت فيه معرفته الكلية الابدية الاقنومية.