حياة القديسة كاترينا السيانيّة

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,033
مستوى التفاعل
5,410
النقاط
113
11128132_1582706841986582_9153265703551438758_n.jpg

حياة القديسة كاترينا السيانيّة
الراهبة الأم كاترين السيانية ( شفيعة إيطاليا )
...
وُلدت في سيينا بإيطاليا في 25 مارس عام
1347م وكان تعدادها الخامس والعشرين بين إخوانها وأخواتها الستة والعشرين من أب يعمل كصابغ صوف واسمه جاكوبو بيننكاسا وأم اسمها لابا بياجينتي ... بدأت كاترين بخوض التجارب الغامضة حينما رأت الملائكة الحارسة بوضوح تام كما لو أنها ترى أُناساً عاديين والذين قاموا بحراستها وهي ما تزال صغيرة وبدأ ذلك عندما كانت في السادسة من عمرها فقد أحبت الذهاب إلى أماكن هادئة للصلاة والتحدث إلى الرب واختبرت أيضاً رؤية المسيح بالقرب من كنيسة المبشرين الرهبان في فايي بياتا وفي هذه الرؤيا كان المسيح يرتدي ملابس أسقفية مع عصابة على رأسه ويجلس على عرش يحيط به القديسين بطرس وبولس ويوحنا الرُسل الأطهار ...
وفور بلوغ كاترين سن السابعة من العمر نذرت نفسها للمسيح وعندما أصبحت في الخامسة عشر رفضت خطة والدها لتزويجها وفي عمر السادسة عشر قُبلت لدخول رهبنة القديس دومينيك الثالثة (المانتيلاتي) فكل من ينتسب إلى هذه الرهبنة من النساء يرتدين رداء الرهبنة لكنهن يقمن في منازلهن ويخدمن الفقراء والمرضى بتوجيه من رئيس الدير عامة ومن الرهبان خصوصاً ... ومنذ التحاقها بالرهبنة وعلى مدى ثلاث سنوات لم تبرح كاترين غرفتها إلا لحضور القداس والاعتراف حتى أنها لم تتحدث إلى أي شخص ماعدا أب اعترافها ولم تخرج إلى للذهاب إلى كنيسة القديس دومينيك المجاورة حيث كانت تتكئ على عامود مازال موجوداً هناك حتى الآن ...
وحينما كان مواطنو سيينا يحتفلون بعيد المرفع في عام 1366م كانت كاترين تصلي في غرفتها فحدثت لها رؤيا وصفتها في رسائلها على أنها الزواج السري بيسوع المسيح وفي هذه الرؤيا ظهر لها رب المجد يسوع المسيح بصحبة أمه العذراء والقربان المقدس ثم تناول يد الفتاة التي رفعتها السيدة العذراء له ووضع في إصبعها خاتماً مكرساً بذلك نفسها له وداعياً إياها بأن تكون شجاعة فهي الآن تسلحت بالإيمان الذي يقهر كل الإغراءات وبعد ذلك عادت للانخراط بالعالم وبدأت بخدمة يسوع بالمرض والفقر والجهل وقد انجذب إليها الكثيرون لوداعتها وهدوئها وحكمتها فخدمت الفقراء والمرضى وصلَّت لاهتداء الخطاة وقضت وقتاً طويلاً بالصلاة وبالرغم من اضطهاد رجال الدين المحليين وغيرهم لها إلا أنها بدأت بجمع التابعين لها وفي صيف 1370م استقبلت سلسلة من ظهورات الأسرار السماوية الخاصة حيث دخلت كاترين في نشوة طويلة تعد نوعاً من أنواع الموت السري رأت من خلالها الجحيم والسماء بالإضافة إلى سماعها لطلب سماوي يوجبها أن تترك حجرتها وتدخل الحياة العامة في هذا العالم ...
بدأت كاترين ببعث رسائل إلى الرجال والنساء في مختلف المسائل والحالات الاجتماعية وكانت رسائلها جازمة ومدعمة بالأدلة الموجهة إلى المطارنة والباباوات بالإضافة إلى مجتمعها والتي تدعو إلى خدمة المرضى والفقراء جعلت منها نموذجاً للروحانية النشطة والأرضية وفي بيزا عام 1375م ظهرت آثار مسامير صلب المسيح على جسد كاترين خمسة جروح عميقة في يديها ورجليها وقلبها ولكنها صلًّت أن تحتجب تلك الجروح عن أعين الناس ...
وفي يونيو من عام 1376م استدعيت كاترين للتأثير في المسائل العامة والخارجية حيث أن جمهورية فلورنسا وبالاتفاق مع قداسة البابا غريغوري التاسع أرسلت كاترين لزيارة بابا أفينيون بفرنسا لإحلال السلام بين فلورنسا والولايات الباباوية إلا أنها فشلت في تلك
المهمة ولكنها نجحت في حث البابا الذي كان يعيش في فرنسا كأسلافه على الرجوع إلى مكان إقامته الصحيح وهو روما وبذلك أعاد إدارته إلى روما في يناير عام 1377م وخلال تلك السنوات حققت القديسة تأثيراً كبيراً بمراسلتها للبابا غريغوري التاسع مراسلة تفصيلية ودعوته إلى إصلاح رجال الدين وإدارة الولايات الباباوية وتمت في ذلك العام أعمال إصلاح مقاطعات المدينة حول سيينا وفي ذلك الوقت أيضاً تعلمت كاترين الكتابة بطريقة أعجوبية حيث أن أعمال كاترين أثارت الإعجاب وتصنف من بين كلاسيكيات القرن الرابع عشر بجمالية أسلوبها التوسكاني في الحوارات والصلوات أو بتشكيلة الرسائل المؤلفة من ما يقارب الأربعمائة رسالة مازالت موجودة حتى الآن وأثناء الانشقاق العظيم الذي حدث في 1378م كانت كاترين تابعة لقداسة البابا أوربان السادس الذي دعاها إلى روما حيث عاشت حتى يوم نياحتها وقد جُمعت الروايات عن حياتها من قبل تابعيها واستعملت في تحضير سيرتها بالتعاون مع أب اعترافها فرا رايموند دا كابوا وتعد رسائلها من الأعمال العظيمة في الأدب التوسكاني ...
وتنيحت القديسة كاترين في التاسع والعشرين من أبريل عام 1380م عن عمر يناهز الثالثة والثلاثين بمرض موجع وغامض أصيبت به من دون ملاحظة أحد ولم يشخص بصورة صحيحة وبعد خمسين سنة من نياحتها المباركة وُجد جسدها من دون أي تلف وطوبها قداسة البابا بيوس الثاني في عام1461م ويتم الاحتفال بعيدها في التاسع والعشرين من شهر أبريل ... وفي عام 1866م أصبحت القديسة الراعية المساعدة لروما ومنذ عام 1939م أصبحت القديسة الراعية لإيطاليا مع القديس فرنسيس قديس أسيزي وتعد كاترين قديسة سيينا واحدة من أعظم القديسين حيث أنها المرأة الوحيدة التي أعلن إنها طبيبة الكنيسة في الرابع من أكتوبر من عام 1970م من قِبَل قداسة البابا بولس السادس إضافة إلى أنها حصلت على لقب الراعية المساعدة لأوربا من قِبَل قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عام 1999م .حالة عدم التحلل : ( الرأس ) .
بركتها وشفاعتها تكون معانا جميعنا أمين.​
 
أعلى