في شهادتي المختصرة هذه، لا اهدف الى النقد. بل مجرد ذكر الاحداث التي قادتني الى الايمان بالمسيح مختصرة.
اول مرة فكرت فيها مليّا في اسلامي الذي توارثته من والداي كانت قبل سنوات عديدة. فخطر السؤال الذي كان بداية رحلتي الطويلة مع الايمان والاديان. لماذا خلقني الله؟
فسألت والداي وجوابهما كان "لكي نعبده". ولكن الجواب لم يكن كافيا بالنسبة لي. وتوالت اسئلة لم يسبق لي ان فكرت فيها قبلا. مثل، أين الله؟ ومن هو الله؟ ذاك الذي أعبده وأصلي له. ومع تعمقي أكثر وأكثر في الاسئلة والبحث عن اجابات ما بين سؤال اهلي وسؤال الاساتذة في المدرسة، كان الامر وكأنه نزيف لا يتوقف. فمع الاجابة على سؤال، يطل سؤال آخر.
لكن معظم الاجابات لم تشفي غليلي، حتى وصل الى مسامعي مصطلح الكتاب المقدس. تجرأت واشتريت نسخة منه وانتابني الخوف حينها، فبسبب خلفيتي، ظننت انه بشرائي الكتاب المقدس وادخاله الى المنزل سوف تصيبنا المصائب. وكأنني أحضرت كارثة معي. اعذروني على هذا التشبيه، لكني أحاول قد الامكان شرح ما مررت به بالتمام والمشاعر المصاحبة له.
عندما باشرت بالقراءة، لم تتركني فكرة "التحريف" بحالي، فقد كانت مصاحبة لي مع كل صفحة أتصفحها، فنغصّ عليّ رحلتي مع الكتاب وحرمني من فهم رسالته حينها. وكليّ ثقة بأن هذا قاسم مشترك بين جميع العابرين من خلفيات اسلامية.
فتركته، ظنا مني انه زاد الوضع سوءا. فما كان مني سوى الالحاد بالله وبالاديان.
وقتها ظهرت أسئلة جديدة من نوع اخر، فتعمقت بالنظريات العلمية والفلسفية. والان ارى انها كانت محاولة مني لتقوية "إيماني" بعدم وجود إله. فرغم ان الملحد يدّعي ان الحاده هو نكران الايمان، إلا اني أؤكد له ولها، لو تعمقوا اكثر وفهموا الحادهم، لوجدوه إيمانا لكنه من نوع آخر. فتجد الملحد يدرس النظريات العلمية والفلسفية في محاولة منه لسد الفراغ الروحي في داخله وحاجته اليه. ذاك الفراغ الذي تركه الله في كلّ واحد منّا لكي يكون نقطة الانطلاق في بحثنا عنه.
ثم عادت بي رياح البحث الى الاسلام، فعدت من جديد الى نقطة البداية، وظهرت لي أسئلة جديدة لم تكن قد ظهرت قبلا.
لماذا سمح الله بتحريف التوراة والانجيل؟
هل حقا اعترف القرآن بتحريف التوراة والانجيل؟ ام انها كانت فكرة ناتجة عن تفسير مفسرين؟ إن لم يعترف القرآن بتحريف الكتاب المقدس، فهل هذا تأكيد منه على صلاحها؟ وإن اخذت بهذا المنطق، فلماذا تختلف رسالة الاسلام عن رسالة اليهود والمسيحين؟
من هو "عيسى"؟ لماذا لم يكن له أبا؟ لماذا هو النبي الوحيد الذي ولد بطريقة معجزية لم يسبق لها مثيل؟ وكيف تكلم وهو في المهد؟ وإن حقا تكلم في المهد، لماذا لم يؤمن به الشعب؟ فلم يكن منطقيا ان ينسى شعب بني اسرائيل كهذا معجزة وينسى صاحبها "عيسى". فلو حدثت حقا، لكان اخذه رؤساء الكهنة وربوه بينهم ومجدوه وأمه منذ صغره. فكيف مر هكذا حدث مرور الكرام على الشعب؟ لماذا سمى "المسيح"؟
ودواليك اسئلة لا يسعفني الوقت والظروف لذكرها. وكلما طرحت هذه الاسئلة على الاهل والاصدقاء، كان جوابهم يكتفي بنصحي بعدم التفكير في هكذا اسئلة قد تقودني الى عصيان الله. وعوضا على ذلك، عليّ الصلاة والاكثار من قراءة القرآن واذكار النهار والمساء والتعوذ من الشيطان ووسواسه.
لكن أي وسواس هذا؟ فهذه الاسئلة ناتجا طبيعا. ولم يكن منها ما هو غريب. فلماذا لا أجد الجواب.
فعادت بي الادراج الى الكتاب المقدس مجددا. وهذه المرة كانت فكرة التحريف اقل قوة من قبل، ووجدت الاجابة لجميع الاسئلة المتعلقة بالمسيح.
وبعد فترة من الزمن فهمت فيها عددا من العقائد المسيحية، آمنت. وأعلنت قبولي المسيح وعمله على الصليب. ويظهر لي الان مدى ضعف ذاك الايمان، الذي على مايبدو كان ناتجا عاطفيا رغم منطقيته. فلم تهدأ نار الحيرة في داخلي، ومع الايمان الجديد ظهرت أسئلة جديدة. فلم أرتاح ولا عقلي ارتاح. ثم ألحدت. يا له من خبر جديد. وكأني لم أقضي معظم وقتي ذهابا وإيابا ما بين الالحاد والايمان.
عدت الى الاسلام في محاولة اخيرة، لربما أجد ضالتي. ولم استعن بالاحاديث النبوية وقتها، وذلك لما تبين لي من عدم منطقية بعضها وضعف ومناقضة البعض الاخر لما ذكر في القرآن.
حتى ومع هذا، بقيت في دوامة الضياع. ولعنت اليوم الذي ولدت فيه وفكرت في السؤال الذي حوّل حياتي التي كانت أشبه بالطفولية البريئة الى جحيم. ثم احزروا ماذا؟ ألحدت! خبر جديد ها؟.
كنت انتهيت من بحثي في الاسلام ولم اعد له منذ ذاك الحين ولن افعل.
لكني لازلت تائها، كنت أشبه بعطشان في وسط الصحراء يبحث عن ماء. ومع ذلك كان الكتاب المقدس ومافيه يطلان عليّ بين الحين والاخر، "المسيح" وتعاليمه ومنطقية حياته ورسالته بناء على ماذكر في الكتاب المقدس، النبؤوات في العهد القديم وتحققها في شخص المسيح. فحتى لو سلمت بمبدأ الصدفة، فلن افلح، رياضيا كان اشبه بالمستحيل ان يتحقق ذاك الكمّ من النبؤوات في شخص واحد في مكان وزمان واحد. فسلمت بالمبدأ القائل بنكران وجود المسيح في الاساس. وماهو سوى اسطورة خرج بها مجموعة من اليونان واليهود المرتدين. لكن أي منطق هذا؟ بل أيّ جنون؟!
ومن الجهة الاخرى، كان النقد النصي والعلمي للكتاب المقدس لا يفارقانني. ومابين هذا وذاك، آمنت بالمسيح. قبلته وآمنت بعمله على الصليب. لكن هذه المرة لم يكن قرارا عاطفيا، بل عاطفيا وعقليا معا. رغم انه لا تزل في جعبتي أسئلة لازلت ابحث عن جواب لها.
والان اصارع عدوا يسمى إبليس. الان وبعدما انكشف قناعه وخداعه لي. أصبح اكثر شراسة من ذي قبل، لكني كلي ثقة ومهما طالت التجربة، بأن المسيح لن يتركني اقع في شباكه بعدما عشت معظم حياتي محاولا قطعها والتحرر منها.
اول مرة فكرت فيها مليّا في اسلامي الذي توارثته من والداي كانت قبل سنوات عديدة. فخطر السؤال الذي كان بداية رحلتي الطويلة مع الايمان والاديان. لماذا خلقني الله؟
فسألت والداي وجوابهما كان "لكي نعبده". ولكن الجواب لم يكن كافيا بالنسبة لي. وتوالت اسئلة لم يسبق لي ان فكرت فيها قبلا. مثل، أين الله؟ ومن هو الله؟ ذاك الذي أعبده وأصلي له. ومع تعمقي أكثر وأكثر في الاسئلة والبحث عن اجابات ما بين سؤال اهلي وسؤال الاساتذة في المدرسة، كان الامر وكأنه نزيف لا يتوقف. فمع الاجابة على سؤال، يطل سؤال آخر.
لكن معظم الاجابات لم تشفي غليلي، حتى وصل الى مسامعي مصطلح الكتاب المقدس. تجرأت واشتريت نسخة منه وانتابني الخوف حينها، فبسبب خلفيتي، ظننت انه بشرائي الكتاب المقدس وادخاله الى المنزل سوف تصيبنا المصائب. وكأنني أحضرت كارثة معي. اعذروني على هذا التشبيه، لكني أحاول قد الامكان شرح ما مررت به بالتمام والمشاعر المصاحبة له.
عندما باشرت بالقراءة، لم تتركني فكرة "التحريف" بحالي، فقد كانت مصاحبة لي مع كل صفحة أتصفحها، فنغصّ عليّ رحلتي مع الكتاب وحرمني من فهم رسالته حينها. وكليّ ثقة بأن هذا قاسم مشترك بين جميع العابرين من خلفيات اسلامية.
فتركته، ظنا مني انه زاد الوضع سوءا. فما كان مني سوى الالحاد بالله وبالاديان.
وقتها ظهرت أسئلة جديدة من نوع اخر، فتعمقت بالنظريات العلمية والفلسفية. والان ارى انها كانت محاولة مني لتقوية "إيماني" بعدم وجود إله. فرغم ان الملحد يدّعي ان الحاده هو نكران الايمان، إلا اني أؤكد له ولها، لو تعمقوا اكثر وفهموا الحادهم، لوجدوه إيمانا لكنه من نوع آخر. فتجد الملحد يدرس النظريات العلمية والفلسفية في محاولة منه لسد الفراغ الروحي في داخله وحاجته اليه. ذاك الفراغ الذي تركه الله في كلّ واحد منّا لكي يكون نقطة الانطلاق في بحثنا عنه.
ثم عادت بي رياح البحث الى الاسلام، فعدت من جديد الى نقطة البداية، وظهرت لي أسئلة جديدة لم تكن قد ظهرت قبلا.
لماذا سمح الله بتحريف التوراة والانجيل؟
هل حقا اعترف القرآن بتحريف التوراة والانجيل؟ ام انها كانت فكرة ناتجة عن تفسير مفسرين؟ إن لم يعترف القرآن بتحريف الكتاب المقدس، فهل هذا تأكيد منه على صلاحها؟ وإن اخذت بهذا المنطق، فلماذا تختلف رسالة الاسلام عن رسالة اليهود والمسيحين؟
من هو "عيسى"؟ لماذا لم يكن له أبا؟ لماذا هو النبي الوحيد الذي ولد بطريقة معجزية لم يسبق لها مثيل؟ وكيف تكلم وهو في المهد؟ وإن حقا تكلم في المهد، لماذا لم يؤمن به الشعب؟ فلم يكن منطقيا ان ينسى شعب بني اسرائيل كهذا معجزة وينسى صاحبها "عيسى". فلو حدثت حقا، لكان اخذه رؤساء الكهنة وربوه بينهم ومجدوه وأمه منذ صغره. فكيف مر هكذا حدث مرور الكرام على الشعب؟ لماذا سمى "المسيح"؟
ودواليك اسئلة لا يسعفني الوقت والظروف لذكرها. وكلما طرحت هذه الاسئلة على الاهل والاصدقاء، كان جوابهم يكتفي بنصحي بعدم التفكير في هكذا اسئلة قد تقودني الى عصيان الله. وعوضا على ذلك، عليّ الصلاة والاكثار من قراءة القرآن واذكار النهار والمساء والتعوذ من الشيطان ووسواسه.
لكن أي وسواس هذا؟ فهذه الاسئلة ناتجا طبيعا. ولم يكن منها ما هو غريب. فلماذا لا أجد الجواب.
فعادت بي الادراج الى الكتاب المقدس مجددا. وهذه المرة كانت فكرة التحريف اقل قوة من قبل، ووجدت الاجابة لجميع الاسئلة المتعلقة بالمسيح.
وبعد فترة من الزمن فهمت فيها عددا من العقائد المسيحية، آمنت. وأعلنت قبولي المسيح وعمله على الصليب. ويظهر لي الان مدى ضعف ذاك الايمان، الذي على مايبدو كان ناتجا عاطفيا رغم منطقيته. فلم تهدأ نار الحيرة في داخلي، ومع الايمان الجديد ظهرت أسئلة جديدة. فلم أرتاح ولا عقلي ارتاح. ثم ألحدت. يا له من خبر جديد. وكأني لم أقضي معظم وقتي ذهابا وإيابا ما بين الالحاد والايمان.
عدت الى الاسلام في محاولة اخيرة، لربما أجد ضالتي. ولم استعن بالاحاديث النبوية وقتها، وذلك لما تبين لي من عدم منطقية بعضها وضعف ومناقضة البعض الاخر لما ذكر في القرآن.
حتى ومع هذا، بقيت في دوامة الضياع. ولعنت اليوم الذي ولدت فيه وفكرت في السؤال الذي حوّل حياتي التي كانت أشبه بالطفولية البريئة الى جحيم. ثم احزروا ماذا؟ ألحدت! خبر جديد ها؟.
كنت انتهيت من بحثي في الاسلام ولم اعد له منذ ذاك الحين ولن افعل.
لكني لازلت تائها، كنت أشبه بعطشان في وسط الصحراء يبحث عن ماء. ومع ذلك كان الكتاب المقدس ومافيه يطلان عليّ بين الحين والاخر، "المسيح" وتعاليمه ومنطقية حياته ورسالته بناء على ماذكر في الكتاب المقدس، النبؤوات في العهد القديم وتحققها في شخص المسيح. فحتى لو سلمت بمبدأ الصدفة، فلن افلح، رياضيا كان اشبه بالمستحيل ان يتحقق ذاك الكمّ من النبؤوات في شخص واحد في مكان وزمان واحد. فسلمت بالمبدأ القائل بنكران وجود المسيح في الاساس. وماهو سوى اسطورة خرج بها مجموعة من اليونان واليهود المرتدين. لكن أي منطق هذا؟ بل أيّ جنون؟!
ومن الجهة الاخرى، كان النقد النصي والعلمي للكتاب المقدس لا يفارقانني. ومابين هذا وذاك، آمنت بالمسيح. قبلته وآمنت بعمله على الصليب. لكن هذه المرة لم يكن قرارا عاطفيا، بل عاطفيا وعقليا معا. رغم انه لا تزل في جعبتي أسئلة لازلت ابحث عن جواب لها.
والان اصارع عدوا يسمى إبليس. الان وبعدما انكشف قناعه وخداعه لي. أصبح اكثر شراسة من ذي قبل، لكني كلي ثقة ومهما طالت التجربة، بأن المسيح لن يتركني اقع في شباكه بعدما عشت معظم حياتي محاولا قطعها والتحرر منها.