الدرس الخامس والستون في أساسيات الإيمان المسيحي: النذور

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
الدرس الخامس والستون: النذور


بسبب الخطية أصبح الأنسان قادر على الكذب، بل يكذب كثيراً (مزمور 116: 11 كل إنسان كاذب) وبسبب الكذب اصبح من الصعب الوثوق في كلمة شخص ما ولا نعرف على وجه اليقين ما اذا كان يقول الحق ام لا.

صعوبة التيقن من صحة الكلام يدفعنا لقطع النذور والأقسام كشهادة على صحة ما نقوله. لذلك نرى في المحاكم ان الشخص الشاهد يلقي القسم امام الله لبكون الشاهد الأسمى على ما نقوله فهو وحده مصدر كل صدق ويعرف كل حقيقة ولا يستطيع ان يكذب.

علاقتنا مع الله كمؤمنين مبنية على مواعيد العهد ولذلك قدس الله الحلف والنذور والوعود. فأكدت الكنيسة على قيمة الحلف والقسم إذ لا يجب ان يحلف الناس الا بإسم الله فقط او ان لا يكون الحلف او القسم باطل او بتهور او بإستخدام مستهتر بإسم الله.

يجب ان يكون الحلف او النذر او القسم في موقفه المناسب او ان يكون بأمانة أذ لا يجب ان نستخف بالحلف بإسم الله ولا ان نحلف لاجل المراوغة ان تحقيق نوايا سيئة. مطلوب أيضاً من المؤمن ان يستخدم مبداً النعم واللا في المواقف التي لا تستوجب القسم.


الخلاصة
بسبب الخطية أصبح البشر قادرين بل ومائلين للكذب. الله مصدر الصدق ولا يمكنه ان يكذب. الحلف والنذر والقسم جزء شرعي من العبادة لكن يجب الإنتباه لعدم الحلف بإسم آخر غير إسم الله او يكون القسم والنذر بنية صادقة وفي موقف مناسب. يشجعنا السيد المسيح ان يكون كلامنا ان امكن بنعم او لا.

شواهد كتابية للتأمل


  • تثنية 10: 20
  • أخبار الأيام الثاني 6: 22-23
  • عزرا 10: 5
  • متى 5: 33-37
  • يعقوب 5: 12
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
1- معني ذالك مبارح لنا القسم والحلف ؟

2- ما هي المواقف التي نستخدم فيها الحلف والقسم ؟

3- ما عقوبة كسر الحلف او القسم او الكذب فيه ؟
 
التعديل الأخير:
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
+ تعريف النذر:
نذر الشئ نذراً ونذوراً : أوجبه على نفسه .
والنذر : ما يقدمه المرء لربه أو يوجبه على نفسه من صدقة أو عبادة أو نحوهما .
وجمعها : " نذور " .
هو تعهد لله أن نقدم قلوبنا له وأيضًا نقدم أعمالًا مقدسة. هو ما يتعهد به الإنسان أن يقدمه أو يدفعه للرب والكنيسة وإخوة الرب.

+ أنواع النذور: تنقسم النذور إلى قسمين رئيسيين:
أ - إما أن يكون النذر عهداً يتعهَّد به الإنسان ووعداً بإيفائه أمام الله، مثل ما فعل يعقوب عندما رأى في الحلم السلَّم الصاعد إلى السماء وملائكة الله صاعدة ونازلة عليه، «ونذر يعقوب نذراً قائلاً: إن كان الله معي وحفظني في هذا الطريق الذي أنا سائر فيه وأعطاني خبزاً لآكل وثياباً لألبس، ورجعت بسلام إلى بيت أبي، يكون الرب لي إلهاً، وهذا الحجر الذي أقمته عموداً يكون بيت الله، وكل ما تعطيني فإني أُعشِّره لك» (تك 28: 20-22، 31: 13). وكذلك حنَّة امرأة ألقانة التي نذرت نذراً «وقالت: يا رب الجنود إن نظرتَ نظراً إلى مذلَّة أَمَتك وذكرتني ولم تنسَ أَمَتك، بل أعطيت أَمَتك زرع بشر، فإني أُعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى» (1صم 1: 11)، وقد نفَّذت وعدها وأعطت صموئيل ابنها للرب. وقد نذر أيضاً يفتاح نذراً للرب قائلاً: «إن دفعتَ بني عمون ليدي، فالخارج الذي يخرج من أبواب بيتي للقائي عند رجوعي بالسلامة من عند بني عمون، يكون للرب وأصعده محرقة» (قض 11: 30و31). ولكن هذا النذر لم يكن صحيحاً ولا موافقاً للعقل والحكمة، فقد كانت أول مَن قابلته هي ابنته العذراء و«لم يكن له ابن ولا ابنة غيرها. وكان لما رآها أنه مزَّق ثيابه وقال: آه يا بنتي، قد أحزنتني حزناً وصرتِ بين مكدِّريَّ، لأني قد فتحتُ فمي إلى الرب ولا يمكنني الرجوع» (قض 11: 34-39). وهكذا صار نذره سبب تكدير له ولكل بنات إسرائيل (قض 11: 40)، لأنه تسرَّع في نذر ما لا يحقُّ له أن يفعله لأن الرب لم يأمر بتقديم ذبائح بشرية له.

ب. وإما أن يكون النذر قَسَماً وارتباطاً أو التزاماً أمام الله بالامتناع عن شيء، مثل الامتناع عن أطعمة معيَّنة وعن شُرب الخمر (كنوع من الصوم) وأن لا يعلو رأسه موسى (انظر قض 13: 4-7).

+ الهدف من النذور هو إما الحصول على فضل أو معروف من الله فيكون الوفاء بالنذر شكراً للرب واعترافاً بمعروفه ، أو يكون النذر مجرد تكريس للرب بالامتناع عن بعض الأمور.

+ لم يكن النذر أمراً توجبه الشريعة، بل كان أمراً تطوعياً . وقد وضعت الشريعة مبادئ محددة للنذر، فكان من الممكن إلغاؤه إذا صدر عن فتاة دون مشورة أبيها ، أو من امرأة دون مشورة زوجها . فكان للأب أو الزوج متى سمع بالنذر أن يثبته أو يلغيه فى يوم سماعه ( عد 30 : 3 - 8 ) . أما نذر الرجل أو الأرملة أو المطلقة فكان ملزماً لا يجوز نقضه أو النكوص عن الوفاء به ( عد 30 : 1 - 15 ) ونقرأ في المزمور ( 50 : 14 ) : " اذبح لله حمداً ، وأووف العلي نذورك " ، فالأمــر لا ينصــــرف إلى ضرورة " النذر " بل إلى لزوم الوفاء به متى كان قد صدر ( انظر أيضاً مز 65 : 1 ، 76 : 11 ، حا 5 : 4 ، يونان 2 : 9 ).


وترد كلمة " نذر " مرتين فقط في العهد الجديد ، وترتبط في المرتين بالرسول بولس ( أع 18 : 18 ، 21 : 23 و 24 ) . ولكن كلمة " قربان " ( مرقس 7 : 11 - 13 مع مت 15 : 5 و 6 ) تتضمن نفس الفكر ، فالرب في هذين القولين يوبخ الذين ينذرون نذوراً للتحايل للتخلص من التزامهم للوالدين المسنين ، فيعلن الرب يسوع بجلاء أن الله في غني عن عطية ينبني عليها حرمان آخرين من حقوقهم .
أما في حالة الرسول بولس ، فلعله أخذ على نفسه هذه النذور ليبطل حجة التهوديين المقاومين له ، بأنه ينادي بخلع نير شريعة موسى عن أعناق المؤمنين من اليهود الذين بين الأمم ، ولإثبات أنه لم يحتقر أعمال التقوى في العهد القديم. وهذا واضح في الشاهد الثانى ، فقد كان بولس في أورشليم تحت الرقابة الصارمة من رؤساء اليهود ، فنصحه الإخوة في أورشليم - وعلى رأسهم يعقوب - بأن يأخذ أربعة رجال عليهم نذر ويتطهر معهم وينفق عليهم ليحلقوا رؤوسهم ، " فيعلم االجميع أن ليس شيء مما أُخبروا عنك ، بل تسلك أنت أيضاً حافظاً للناموس " ( أع 21 : 17 - 26 ) . ومع ذلك لم يقُنع هذا اليهود ، بل آثارهم عليه واتهموه بأنه " أدخل يونانيين أيضاً إلى الهيكل ودنس هذا الموضع المقدس .. فهاجت المدينة كلها وتراكض الشعب وأمسكوا بولس وجروه خارج الهيكل " وطلبوا أن يقتلوه لولا أن أنقذه أمير الكتيبة من أيديهم ( أع21:27 - 36) .

ويقدم لنا داود مثلاً ممتازاً للتكريس للرب إذ يدعو الرب قائلاً : " اذكر يارب داود ... كيف حلف للرب ، نذر لعزيز يعقوب : ألا أدخل خيمة بيتي ، لا أصعد على سرير فراشي ، لا أُعطي وسناً لعيني ، ولا نوماً لأجفاني ، أو أجد مقاماً للرب ، مسكناً لعزيز يعقوب " ( مز 132 : 1 - 5 ) .

+ أن النذور تبدو لها هذه الأهمية فى العهد القديم كتعبير عن الورع والتقوى ، فليس لها شيء من ذلك في العهد الجديد ، حيث أن العهد الجديد سما بالحياة الروحية للمؤمن ، فلم يعد التكريس للرب قاصراً على أعمال وقتية أو طقوس معينة ، بل أصبحت حياة المؤمن بجملتها مكرسة للرب ، حسب القول : " لأنكم قد اشتريتم بثمن ، فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله " ( 1 كو 6 : 20 ) ، " ومع المسيح صلبت فأحيا لا أنا ، بل المسيح يحيا فيَّ . فما أحياه الآن في الجسد ، فإنما أحياه في الإيمان ، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلى " ( غل 2 : 20 ) ، " لأن لي الحياة هي المسيح " ( في 1 : 21 ) .
 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
ما معنى نذير: عموماً كلمة "نذير" في اللغة العربية مأخوذة من الفعل العبري "نذر" بمعنى "تكريس" أو " تخصُّص" أي كفعل "تخصيص". ويُذكر موضوع النذر لله كثيراً في الكتاب المقدس، وخاصة في العهد القديم، وعلى الأخص في سفر المزامير. ولم يكن النذر أمر توجيه من الشريعة، أي أنه ليس قانون تشريعي في العهد القديم، بل هو أمر يعتبر تطوعي من الشخص نفسه بدون أي قانون أو نص في شريعة أو حتى طلب من الله إلا في حالات خاصة كما سوف نرى، وذلك على خلاف تقديم العشور والذبائح والتقديمات وحفظ السبت والختان الذي أمرت بهما الشريعة كأفعال إلزامية وليست اختياريه حسب وصية الله.
<b> وبالرغم من ذلك فقد وضعت الشريعة مبادئ مُحددة للنذر لمن يحب أن ينذر شيئاً للرب. فالنذر الذي ينذره الرجل أو الأرملة أو الطلقة لا يجوز نقصه أو النكوص عن الوفاء به لأنه مقدم لله الحي كسيد عظيم جداً لا يصح ان يُقدم له ما هو معيوب أو ناقص أو الرجوع فيه كأنه مقدم لأي شخص أقل من أن يُحترم أو يُقدر، لذلك من الخطورة أن نقدم شيئاً ما لله باستهتار أو نقص أو بدون وعي منا أو إدراك لمن نُقدم أو لماذا نُقدم، لأنه ينبغي أن تكون التقدمة بلا تسرع أو عن مجرد انفعال بدون إدراك أو وعي...
أما إذا صدر النذر من فتاة دون مشورة أبيها، أو من امرأة دون مشورة زوجها، فكان من حق الأب أو الزوج متى سمع النذر أن يُثبته أو يُلغيه في يوم سماعه: [ وكلم موسى رؤوس أسباط بني إسرائيل قائلاً هذا ما أمر به الرب. إذا نذر رجل نذراً للرب أو أقسم قسماً أن يُلزم نفسه بلازم فلا ينقض كلامه حسب كل ما خرج من فمه يفعل. وأما المرأة فإذا نذرت نذراً للرب والتزمت بلازم في بيت أبيها في صباها. وسمع أبوها نذرها واللازم الذي ألزمت نفسها به فأن سكت أبوها لها ثبتت كل نذورها وكل لوازمها التي ألزمت نفسها بها تثبت. وأن نهاها أبوها يوم سمعه (عن نذرها) فكل نذورها ولوازمها التي الزمت نفسها بها لا تثبت والرب يصفح عنها لأن أباها قد نهاها. وأن كانت لزوج و نذورها عليها أو نطق شفتيها الذي ألزمت نفسها به. وسمع زوجها فأن سكت في يوم سمعه ثبتت نذورها ولوازمها التي ألزمت نفسها بها تثبت. وأن نهاها رجلها في يوم سمعه فسخ نذرها الذي عليها ونُطق شفتيها الذي ألزمت نفسها به والرب يصفح عنها. وأما نذر أرملة أو مُطلقة فكل ما ألزمت نفسها به يثبت عليها. ولكن أن نذرت في بيت زوجها أو ألزمت نفسها بلازم بقسم. وسمع زوجها فأن سكت لها ولم ينهها ثبتت كل نذورها وكل لازم ألزمت نفسها به يثبت. وأن فسخها زوجها في يوم سمعه فكل ما خرج من شفتيها من نذورها أو لوازم نفسها لا يثبت قد فسخها زوجها والرب يصفح عنها. كل نذر و كل قسم التزام لإذلال النفس زوجها يثبته وزوجها يفسخه. وأن سكت لها زوجها من يوم إلى يوم فقد أثبت كل نذورها أو كل لوازمها التي عليها أثبتها لأنه سكت لها في يوم سمعه. فأن فسخها بعد سمعه فقد حمل ذنبها. ] (عدد30: 1 – 15).
</b>​

<b> لذلك وحتى اليوم وفي العهد الجديد رأت الكنيسة نفس ذات الأمر والقانون وذلك بكون الله لا يتغير ولا فرق ما بين العهدين من الجهة الأدبية وليست الطقسية، فبكون الأب هو المسئول أمام الله عن أولاده القُصر لأنهم لم يبلغوا بعد فمن حقه أن يلغي نذرهم الذي نذروه بتسرع أو بعدم وعي، وأيضاً كون الزوج مع زوجته جسداً واحداً فلا يصح للزوجة أو حتى للزوج أن ينذر أحدهما شيئاً بدون اتفاقه مع الآخر لتكون التقدمة أمام الله صحيحة ومُلزمة كما رأينا في سفر العدد....</b>

سبب تقديم النذر كما هو واضح في الكتاب المقدس: نرى في سفر المزامير تعهدات الناذرين بوفاء نذورهم، وذلك كاعتراف بفضل الله عليهم وتقديمهم مشاعر شكرهم وتمجيدهم للرب الذي أحسن إليهم بدون أي استحقاق لهم بل هو فضل الله عليهم ورحمته، وهم يقدمون الشكر والحمد عملياً بالنذر:
<b>
  • + مِن قِبَلك تسبيحي في الجماعة العظيمة. أُوفي بنذوري قُدام خائفيه (مز22: 25)
  • + اللهم عليَّ نذورك، أُوفي ذبائح شكر لك، لأنك نجيت نفسي من الموت. نعم، ورجلَيَّ من الزَّلق... (مز56: 12و 13)
  • + هكذا أُرنم لاسمك إلى الأبد لوفاء نذوري يوماً فيوماً (مز61: 8)
  • + أدخل إلى بيتك بمحرقات، أوفيك نذوري التي نطقت بها شفتاي، وتكلَّم بها فمي في ضيقي (مز66: 13و 14)
  • + ماذا أردُّ للرب من أجل كل حسناته لي؟ كأس الخلاص أتناول، وباسم الرب أدعو. أُوفي نذوري للرب مقابل كل شعبه (مز116: 12 – 14)
طبعاً كل ما ذكرناه بالنسبة لأي عطية تُقدم لله، ولكن يوجد من ينذر نفسه للرب، بمعنى أنه يكرس حياته للرب في عبادة نسكية وواجبات والتزامات خاصة يُقدمها طوعاً للرب وباختياره الخاص، إما طول الحياة أو لزمان محدد حسب اختيار كل واحد كنوع من الاعتكاف ونذر النفس للرب لمدة محددة، وقد تكلم الكتاب المقدس عن نذر الأشخاص بطرق متنوعة مثل:
1 – إما أن يكون نذر الشخص من قِبَل الله نفسه، مثل ما كان مع شمشون [ وكان رجل من صرعة من عشيرة الدانيين اسمه منوح وامرأته عاقر لم تلد. فتراءى ملاك الرب للمرأة وقال لها ها أنت عاقر لم تلدي ولكنك تحبلين وتلدين أبناً. والآن فاحذري ولا تشربي خمراً ولا مسكراً ولا تأكلي شيئاً نجساً. فها أنك تحبلين وتلدين أبناً ولا يَعلُ موسى (موس للحلاقة) رأسه لأن الصبي يكون نذيراً لله من البطن وهو يبدأ يخلص إسرائيل من يد الفلسطينيين ] (قضاة13: 2 – 5)، وايضاً في حالة يوحنا المعمدان [ لأنه يكون عظيماً أمام الرب (في عيني الرب أو في تقديره – تقديره في عيني الرب) وخمراً ومُسكراً لا يشرب ومن بطن أمه (لأنه نذيراً للرب – وبالطبع أكد على نذره وتكريسه للرب بأنه وهب نفسه للرب) يمتلئ من الروح القدس (وهي علامة تكريس وتخصيص كامل للرب للوظيفة وعمل خاص كما ترد في الآية التي بعدها: يرد كثيرين من بني إسرائيل، ويتقدم أمامه "أمام الرب" بروح إيليا وقوته، ليرد قلوب الآباء إلى الأبناء، والعُصاة إلى فكر الأبرار، لكي يُهيئ للرب شعباً مُستعداً) ] (لوقا1: 15)
</b>
<b>
2 – أو أن ينذر الوالدان (الأبوين) أولادهم للرب، كما نذرت حنَّة صموئيل النبي ليكون للرب طول حياته وليس لمدة معينة، بل وهبته بالكامل لله وحده فقط طول حياته: [ ونذرت نذراً وقالت يا رب الجنود أن نظرت نظراً إلى مذلة أَمَتك وذكرتني ولم تنس أَمَتك (عبدتك) بل أعطيت أَمَتك زرع بشر فإني أُعطيه للرب كل أيام حياته ولا يعلو رأسه موسى (كشروط النذير) ] (1صموئيل1: 11)
</b>
<b>
3 – أو أن يُنذر الإنسان نفسه للرب فترة من حياته، وذلك كما جاء في شريعة النذير كما ذكرناها في سفر العدد. وبالطبع نجد ان الشريعة لا تُحدد المدة التي ينذر فيها الشخص نفسه لله، إذ أن الأرجح أن هذه المُدة كان يُحددها الشخص نفسه. وتذكر "المِشْنا اليهودية" أن المُدة كانت عادة ثلاثين يوماً أو ستين يوماً.
</b>
<b>ونجد عموماً أن كلمة "نذر" لم ترد في العهد الجديد سوى مرتين، وكانت مرتبطة بالقديس بولس الرسول [ "وأما بولس فلبث أيضاً أياماً كثيرة ثم ودع الإخوة وسافر في البحر إلى سورية ومعه بريسكلا وأكيلا بعدما حلق رأسه في كنخريا لأنه كان عليه نذر"؛ " فافعل هذا الذي نقول لك عندنا أربعة رجال عليهم نذر " ] (أعمال18: 18؛ 21: 23)، طبعاً لن نشرح الملابسات في هذه الآيات التي يطول شرحها لأن كثيرين اطالوا في شرحها جداً ما بين فريقين وكل فريق له حجة مقنعه في الشرح والتفصيل، ولكننا نركز عموماً على شريعة النذير لنفهم ما هو التنجيس الذي يحدث ولماذا تقدم ذبيحة خطية عنها ولسنا في صدد شرح سفر أعمال الرسل وتفسير هذا الموقف، ولكن عموماً بالرغم من أن النذور كانت سائدة في العهد القديم كتعبير عن الورع والتقوى، إلا أنها أخذت في العهد الجديد صورة أكثر اتساعاً بتكريس الحياة كلها للرب تحت أي مُسمى، سواء كانت رهبنة، أو تبتلاً، أو خدمة ...الخ؛ لأن محبة المسيح وبذله لنفسه من أجل خلاصنا قد اسرتنا وصارت محبته تحصرنا، فلم نَعُد مِلكاً لأنفسنا بل للذي مات لأجلنا وقام: [ لأنكم قد اشتُريتم بثمن فمجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله ] (1كورنثوس6: 20).</b>
<b> عموماً لكي ما نفهم ما المعنى المقصود بتنجيس النذير لابد من ان نتعرف على شريعة النذير والتزاماته فأن كسرها ستدنس ويحتاج ذبيحة خطية وذبيحة إثم كما سوف نشرحها فيما بعد، وهذه هي شريعة النذير والتزاماته:
1 – ألا يشرب خمراً أو يأكل حتى من ثمار الكرمة (العنب) (عدد6: 3و 4)
</b>
<b>
2 – ألا يحلق شعر رأسه (عدد6: 5)
</b>
<b>
3 – ألا يتنجس لأجل ميت (عدد6: 6 – 8)
</b>
<b>+ عموماً المعنى العام والمقصود من وراء هذا كله بأنها توضح أن فترة نذر النفس للرب، هي فترة التصاق بالرب وتكريس الحياة لعباداته، فهي إذن تستلزم النسك والزهد وترك مباهج العالم بكل ما فيه، وبما أن المُسكر يُفسد ذهن الإنسان ويفقده توازنه، فمن اللائق أن يُمتنع عن الخمر المُسكر، وأي نوع يؤدي إلى السُكر وغيبة الوعي أو عدم الاتزان. من أجل ذلك أوصى القديس بولس الرسول أهل كنيسة أفسس قائلاً: [ ولا تسكروا بالخمر الذي فيه الخلاعة، بل امتلئوا بالروح ] (أفسس5: 18)، واحب أن أربط هذا الكلام بإنجيل لوقا في كلامة عن القديس يوحنا المعمدان: [ لأنه يكون عظيماً أمام الرب (في عيني الرب أو في تقديره – تقديره في عيني الرب) وخمراً ومُسكراً لا يشرب، ومن بطن أمه يمتلئ من الروح القدس ] (لوقا1: 15). وفي ايام انتهاء نذر النذير مُصرح له أن يشرب خمراً كإشارة على الفرح الروحي بالرب وأنه تمم هذا النذر بمسرة قلبه وليس غصباً عن إرادته.</b>

+ وبالنسبة لترك الشعر بلا أي حلاقة أو هندمة أو تنظيم وترتيب، فهو علامة ظاهرة أمام الناس أنه شخص مخصص للرب وحده، كما أن حلاقة الشعر بالنسبة للرجل يُعتبر نوع من أنواع الزينة والشكل المهندم أمام الناس والمجتمع، ولكن لكونه للرب وحده يعطي ذاته فأنه لا يهتم بمباهج الحياة ورؤية الناس لشكله او شخصه، وهذا نوع من أنواع التكريس لله وحده، إذ أن اهتمامه كيف يُرضي الله وليس الناس.

+ وأيضاً النذير ملتزم بأن لا يأتي إلى جسد ميت كل أيام انتذاره، حتى لو كان الميت هو أبوه أو أمه أو أخته أو أخيه... الخ، فلا ينبغي أن يتنجس من أجلهم عند موتهم لأن انتذاره لإلهه على رأسه؛ ومثله مثل رئيس الكهنة والكهنة بني هارون (أنظر لاويين21: 11). فقد كان على النذير (كما للكاهن أيضاً) أن يرتفع فوق كل علاقة جسدية مهما ما كان نوعها، وخاصة وأن الجسد الميت كان يُعتبر نجاسة في العهد القديم، لأن الموت كان أُجرة الخطية وعلامة دخولها إلى العالم، لذلك يُحسب لمس الميت نجاسة حسب الشريعة حتى ولو كان الميت نبياً، فالموت دخل إلى العالم بالخطية، إذ أن بالخطية الموت والانفصال عن الله، والاهتمام بالجسد الميت ولمسه هو علامة موت، ولأن الله يريد أن الكل يشعر بفجاعة الخطية لا يُريد لأحد ان يتعلق بالموت ويهتم بجسد الموت ويعرف كم كانت الخطية خاطئة جداً وما فعلته في كيانه، ومن خصص نفسه للرب لا يمسه موت ولا يعرف ميت، بل هو منفصل كُلياً عن كل ميت وكل رباط جسدي لأنه ارتبط بالرب وحده الذي هو الحياة...

عموماً القصد كله من طقس تطهير النذير إذا تدنس انتذاره، وتقديسه والتكفير عنه، أنه يُظهر ويُبين إلى أي مدى يُريد الرب ممَّن يتكرس له أن يحفظ نفسه نقياً طاهراً من كل دنس، بريئاً من كل نقص، سواء كان بقصد أو بغير قصد: [ لأن هذه هي إرادة الله قداستكم ] (1تسالونيكي4: 3)، [ لأن الله لم يَدْعُنا للنجاسة بل في القداسة ] (1تسالونيكي4: 7)، وذلك كله لأجل أن نُعاين الرب ويكون هناك شركة حيه وحقيقية معه في النور، فالرب قدوس والذي يقترب منه لابد من ان يتقدس:

  • [ من مثلك بين الآلهة، يا رب من مثلك معتزاً في القداسة، مخوفاً بالتسابيح صانعاً عجائب ] (خروج15: 11)
  • [ اتبعوا السلام مع الجميع والقداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب ] (عبرانيين12: 14)
  • [ فإذ لنا هذه المواعيد أيها الأحباء لنطهر ذواتنا من كل دنس الجسد والروح مكملين القداسة في خوف الله ] (2كورنثوس7: 1)
 

+ماريا+

نحوك اعيننا
عضو مبارك
إنضم
22 أكتوبر 2012
المشاركات
5,471
مستوى التفاعل
2,038
النقاط
113
من لا ينذر خير من ان ينذر ولا يفى
لأنك بكده مش بتضحك على انسان تحت الالام زيك
لكن بتضحك على ربنا ملك الملوك ورب الارباب
ربنا يبارك خدمتكم

كنت عايزه اعرف اذا كان فى عقاب للى ندر شئ ونسى يوفيه
فى الكتاب المقدس
 

Eva Maria

لك يا رب أرنم
مشرف سابق
إنضم
9 يوليو 2008
المشاركات
3,031
مستوى التفاعل
136
النقاط
0
الإقامة
الجليل
استادي العزيز ماي روك لدي استفسار
على حد علمي ان الحلفان في المسيحية ممنوع تماما وان المسيح نهى عن القسم
حتى انني استغرب كيف يتم القسم بالكتاب المقدس في المحاكم
ربما الندور هي امر مختلف لكن مادا عن القسم؟
ه
 

حبيب يسوع

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
15 مايو 2007
المشاركات
15,458
مستوى التفاعل
1,956
النقاط
0
موضوع متميز جدا
شكر للاستاذ/ اماى روك
وكذلك الاستاذ اوريجانيوس المصرى
الرب يبارككم جميعا
 

tamav maria

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
29 يونيو 2008
المشاركات
10,315
مستوى التفاعل
2,235
النقاط
0
شكرا استاتذتنا خدام الكلمه ماي روك واوريحانوس
مبدعين دائما بكل ما تقدموه من مواضيع روحيه
لكم كل الشكر والاحترام


 
إنضم
21 مارس 2008
المشاركات
7,800
مستوى التفاعل
770
النقاط
113
الإقامة
عائدٌ من القبر
استادي العزيز ماي روك لدي استفسار
على حد علمي ان الحلفان في المسيحية ممنوع تماما وان المسيح نهى عن القسم
حتى انني استغرب كيف يتم القسم بالكتاب المقدس في المحاكم
ربما الندور هي امر مختلف لكن مادا عن القسم؟
ه

نفس الاسئله بتعتي

1- معني ذلك مبارح لنا القسم والحلف ؟

2- ما هي المواقف التي نستخدم فيها الحلف والقسم ؟

3- ما عقوبة كسر الحلف او القسم او الكذب فيه ؟
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
1- معني ذالك مبارح لنا القسم والحلف ؟

2- ما هي المواقف التي نستخدم فيها الحلف والقسم ؟

3- ما عقوبة كسر الحلف او القسم او الكذب فيه ؟

هناك مواقف فيها النذر والقسم مسموح. كمثل بسيط هو اداء القسم عند الإنظمام الى الجيش او مركز مهم في الدولة او عند الشهادة في المحكمة الخ.
طبعاً هذا ليس تفيز للحلف في كل موقف لان السيد المسيح يشجعنا ان تكون كلماتنا بنعم او بلا بقدر الأمكان.

عقوبة كسر الحلف لا تختلف عن اي خطيئة اخرى لا نتوب عنها. يجب ان تكون لدينا مخافة ورهبة من إستخدام اسم القدوس عند اداء القسم.
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
استادي العزيز ماي روك لدي استفسار
على حد علمي ان الحلفان في المسيحية ممنوع تماما وان المسيح نهى عن القسم
حتى انني استغرب كيف يتم القسم بالكتاب المقدس في المحاكم
ربما الندور هي امر مختلف لكن مادا عن القسم؟
ه

السيد المسيح اكد على أن الإنسان لا يحلف في أمور لا سيطرة له عليها فلا نملك حتى سلطة لون شعرنا.
لكن هناك امور نعلن فيها القسم لبيان صحة ما نقول كما يحدث في المحاكم او ان نعلن نذر امام الله بأننا نصوم كذا يوم او نساعد فقير في حالة اجتيازنا لتجربة ما.

هذا ليس تشجيع للحلفان بكل صغيرة وكبيرة لكنه تنبيه انه في الامور المسموح بها ان نقسم وننذر علينا ان نهاب إسم القدوس الذي لا يحق لنا سواه اسم ان نقسم به.
 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
هو. أنا التلخبط شويه فالأول .. مفهمتش إيه علاقت النزور بالكذب و القسم و الحلفان..
لأن. القسم و الحلفان دول يبقوا لإنسان آخر لكن النزر للرب..
بس اعتقد فهمت فالآخر الشرح. و المقصود ..

اشكرك ..

أشكرك أيضا. أرجيانوس
الري يبارك الكل
 
أعلى