الأمين العام لـ"كنائس الشرق الأوسط": نحتاج لجهود جبارة للحفاظ على المسيحيين في أرضهم

paul iraqe

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
3 يناير 2014
المشاركات
15,606
مستوى التفاعل
1,314
النقاط
113
الإقامة
IRAQ-BAGHDAD
الأمين العام لـ"كنائس الشرق الأوسط": نحتاج لجهود جبارة للحفاظ على المسيحيين في أرضهم


articles_image120201004062657Xpnz.jpg

عشتارتيفي كوم- سات7/

بعث الأمين العام الجديد لمجلس كنائس الشرق الأوسط، الدكتور ميشال عبس برسالة، الخميس، إلى رؤساء الكنائس وأعضاء المجلس وقال: "لقد شرّفني صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر يازجي بتقديره وغَمَرني بمحبّته فكلّفني ورشّحني، وقد غمَرتمونا بتقديركم ومحبّتكم بقبول التكليف، فالمسؤوليّة عندي كانت وما برحت وستبقى تكليفًا نُساءل من بعده ماذا فعلنا بالوزنات، والوزنات عزيزة تمرُّ بمرحلة تاريخيّة فيها من المخاطر ما لا سابق له".
وأضاف عبس أن "هذه المؤسّسة التي أوليتموني أمانتها هي منّي وانا منها، اذ فيها كوَّنت أهمّ جزء من كياني، الجزء المتعلّق بالإيثار ومحبّة الآخر وخدمته حتى النهاية، وكان ذلك تجسيدًا لما تربّيت عليه وتعلّمتُه في بيتي ومدرستي وجامعتي". ولفت إلى أن "الموعظة على الجبل تَسكُنني منذ نعومة أظفاري، مذ حفظناها في مدرسة البشارة الارثوذكسيّة حيث كان دليلنا إلى التربيّة المسيحيّة، عبر مادة "الدينيات"، سلسلة كتب "التعليم القويم" القيّمة. ليس أهمّ من المدرسة في بناء الإيمان و تشييد منظومة القيَم. النبْتُ الصالح ينمو بالعناية -أما الشوك فينمو بالإهمال. وما بعد الأسرة والمدرسة تتكفّل الجامعة ببناء الإنسان. في جامعتي، جامعة القديس يوسف في بيروت، تتجسّد الخدمة المسيحيّة في تحضير الناس إلى الحياة المهنيّة وتأتي الأخلاقيات البحثيّة والمهنيّة أولًا. منها نهَلتُ معرفة وعٍلمًا وقيما".
وأكد أن هذا المجلس "عزيز لما هو، وعزيز لما لي فيه، عقدٌ من العمل الكثيف وعقودٌ من المتابعة والصداقة والالتزام. إنّه، كما أسمّيه دائمًا، المكان الأفضل للعمل المسيحي الجماعي Christian Togetherness أو العمل المشترك. إنه المكان الذي يمكن أنّ تُحقِّق عبرَه الكنائس مُجتمِعة ما لا يمكنها تحقيقه منفردة، لذلك استمراره و مؤازرته و دعمه تشكّل كلّها أولويّة إيمانيّة لا جدل حولها".
وأشار إلى أن هذا المجلس هو مؤسّسة وله من المعاناة ما تعانيه المؤسّسات وعليه أن يواجه من التحدّيات ما تواجهه المؤسّسات، لذلك تحتاج بُناه وأولويّات عمله إلى تحديث مستدام كي يواكب التطورات التي تجري في محيطه وكي يستطيع الاضطلاع بالمهام الجسام المناطة به، أي العمل المسكونيّ في خدمة الحضور المسيحي، وتعميم الثقافة المسكونيّة وتجسيدها في مشاريع شتى، بحسب قدرة القيّمين عليه على الريادة والابتكار والابداع وتأمين التمويل".
وتابع: "نحن في عصر المعرفة، حيث أصبحت المعرفة والمعلومة هي المورد الأثمن، وحيث تُدار المؤسّسات والمنشآت بواسطة المعرفة، لذلك سيتحوّل المجلس الى مجتمع معرفة، إلى حالة معرفيّة في تفاعله مع مكوّناته المؤسّسية كما في تفاعله مع مختلف مؤسّسات الكنائس، معتمدين وسائل شتّى منها تقنيات التواصل الحديثة التي تسهّل تحقيق هكذا أهداف".
وأضاف عبس: "نحن في عصر الحوكمة، لذلك لا بُدّ من مؤسّسات المجلس أن تعمل وفق مَنطِق الحوكمة. للكل أنّ يقول كلمته، ولكلّ من الشركاء صوته، مما يعني أنّ منطق أخد القرار سيكون عبرَ الحوكمة والمشاركة وعلى كل المستويات. نحن في عصر إدارة الجودة حيث تتسابق مؤسّسات المعمورة الى خطب ودّ الجودة التي أثبتت فاعليتها في تحسين بُنى المؤسّسات وتطوير وسائل عملها وتحسين إنتاجيتها. لذلك لا بد للمجلس من البدء بمسيرته نحو إدارة الجودة علمًا أنّ بُناه وذهنية العاملين فيه مؤهلة لذلك".
وأشار إلى أنه "نحن في عصر الإدارة الاستراتيجيّة للموارد الانسانيّة، لذلك لا بدّ من متابعة المسيرة التي بدأت في هذا الاتجاه: إرساء قواعد الإدارة العِلميّة للموارد الانسانيّة من أجل رفع إنتاجيتها وتأمين عدالة أفضل في التعامل معها. في هذا السياق لا بدّ لكنائسنا من أن ترفدنا بمواردها الإنسانيّة و كفاءاتها إمّا للاستخدام حين تشغر وظائف وإمّا لتعيين أعضاءٍ للجان الدوائر والأقسام أو لتكوين مجموعات التفكير المشترك لمواضيع مستجدّة يريد المجلس أنّ يتعامل معها Think Tanks".
وأوضح الدكتور ميشال عبس أن التحدّي الأكبر والأساس الذي نواجهه فيكمُن في صيانة الوجود المسيحي في منطقتنا، على مختلف مسمّياتها، وكل ما أسلفتُه يصبّ في هذا الهدف - التحدّي الذي لا يحتمل التأويل ولا الجدل. ولكن هذا الهدف لا يمكن تحقيقه إلّا عبر تعاون كنيسة المسيح مع بعضها البعض. نحن في المجلس موئل ومعقل التعاون المسيحي، نحن مؤسّسة الـ Interchurch والعمل المشترك. هناك حقول كثيرة غير مزروعة بين الكنائس نحن مدعوون لتحويلها إلى أماكن خصيبة حيث تنمو التجارب المشتركة والتناضج فتتحوّل هذه الأماكن الى مساحات محبّة و معرفة".
وأكد أنه من أجل الحفاظ على أهلنا في أرضهم، حيث هُمّ منذ أكثر من ألفين سنة، يحتاج إلى جهود جبّارة خارجة عن المألوف، تستوجب اعتماد وسائل جديدة على مستوى التحدّيات ونحن مدعوون أنّ نكون لها، موضحا أن التجدّد الروحي والتربية والثقافة المسيحيّة هي أدوات اساسيّة للصمود والبقاء. لكن للحياة أبعاد ماديّة أيضًا لا يمكن تجاهلها ولا بدّ من التعامل معها مثل التأهيل المهنيّ والسكن والعناية الصحيّة والتعليم.
وقال إنه "لا أدّعي أن على الكنيسة الحلول مكان الدولة وملء فراغها في منطقتنا، لكني أشهد فقط أنّ الكنيسة شكّلت شبكة الأمان عندما انهارت الدولة وتفكّك المجتمع في لبنان، وتجربتي الشخصيّة في هذا المجال تنبئني بذلك. إنّ أزمنة مليئة بالصعاب والمحن تأتي على المجموعات البشريّة الحيّة، فلا يكون لها خلاص منها إلّا بالإيمان المدَعَّم بالخدمة لأنّ الحياة مادّة وروح".


 
أعلى