الأخ العزيز ياسر الجندى،
الرسول بولس ينقل لنا صورة الام السيد المسيح التي تحملها قبل وخلال وبعد الصلب. فما ينقله الرسول بولس ليس بشئ جديد فالمسيح نفسه قال في متى 26
[Q-BIBLE]«يَا أَبَتَاهُ إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسُ وَلَكِنْ لَيْسَ كَمَا أُرِيدُ أَنَا بَلْ كَمَا تُرِيدُ أَنْتَ». [/Q-BIBLE]
لكن المسيح وضح هذا الفكر أيضاً في خطابه مع بطرس فقال له في متى 26:
[Q-BIBLE]52. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!
53. أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشاً مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟
54. فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟».[/Q-BIBLE]
فقدرة المسيح موجودة وهو ذكرها بنفسه كما موضح أعلاه، لكن المسيح اراد ان يتمم المشيئة التي كانت تنبغي ان تكون بالصلب. نعم هو تضرع وبكى من الام ما تحمله، فكجسد بشري شعر المسيح بالالام البشرية بصورة حقيقية ولم يكن للاهوته حاجزاً في تخفيف هذه الالام. فصراخه ودموع طلباته نابعة من طبيعته البشرية والالام التي تعرض لها وطلبه بإنقاذ جسده إن كانت المشيئة تقتضي ذلك كما ذكر هو بنفسه في متى 26.
طلب المسيح وصراخه ودموعه لا تعني عدم قدرته على حمل الالام لانه حملها، ولا تعني عدم رغبته في إتمام المشيئة لانه أتممها، ولا عدم قدرته لان ذكر انه يستطيع ان يستدعي جيوش من الملائكة لو اراد.
لكن طلب المسيح نابع من كونه ناسوت تعرض لالام فضيعة دفعته للصراخ والبكاء وطلب الإجازة تجسيداً لحقيقة المر الذي ذاقه.