- إنضم
- 30 مايو 2007
- المشاركات
- 56
- مستوى التفاعل
- 10
- النقاط
- 0
الرد على كتاب استعادة النص الاصلي للانجيل – سامي عامري
(1)
ورد في صفحة (9) مايلي ...
لنقرأ ما يقول الكاتب – سامي عامري:
نلاحظ ان الكاتب – سامي عامري قد قارن بين نص الصلاة الربانية في نسخة دار المشرق المعتمدة لدى الكاثوليك ونسخة دار الكتاب المقدس - وهى المعروفة بنسخة الفاندايك وقد انتشرت هذه النسخة نسخة الفاندايك انتشارا واسعا في بلادنا العربية منذ منتصف القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا ولا زالت تحظى برضا الكثيرين من المسيحيين.
الرد:
عزيزي القارئ انظر الى نص نسخة دار المشرق الكاثوليكية للصلاة الربانية الواردة في انجيل لوقا الاصحاح الحادي عشر والعدد 2-4:
بينما نص الصلاة الربانية في نسخة الفاندايك لنفس الفقرة من نفس الانجيل (لوقا 11: 2-4):
بالفعل نجد فرقا بسيطا في النص بين ذات الفقرة وذات الانجيل في الترجمتين – اليسوعية والفاندايك ولكن ومن خلال دراسة مخطوطات الكتاب المقدس – العهد الجديد فنجد ان كلا النصين صحيح ولا يوجد تحريف!! او تزيف!! حيث ان نسخة الفاندايك قد اعتمدت على نص يوناني بمخطوطات قديمة بينما نص النسخة الكاثوليكية اعتمد على نص يوناني بمخطوطات اقدم!! – هذا بمنتهى البساطة...
وهنا سؤالا يطرح نفسه ما السبب اذا في هذا الفرق في المخطوطات؟؟
بداية علينا ان نرجع الى نص الصلاة الربانية في انجيل متى بكلا الترجمتين الفاندايك واليسوعية الكاثوليكية نبدأ بالنسخة الكاثوليكية:
بينما نص الصلاة الربانية بنسخة الفاندايك لنفس الفقرة بانجيل متى تقرأ:
يقول العالم فيليب كومفورت في كتابه نص العهد الجديد وتعليق على الترجمات (New Testament Text and Translation Commentary ) في صفحة 203:
"يتضح بجلاء ان نسخة القديس متى للصلاة الربانية كانت شائعة في الكنائس التي بشرها بينما نسخة القديس لوقا تواترت في كنائسه. كلاهما سجل الصلاة الربانية بتعبيرات مختلفة. لكن العديد من النساخ (فيما يبدو من القرن الرابع وما بعد) وفقوا نسخة القديس لوقا لكي تتفق مع نسخة القديس متى. ومن الملفت للنظر انه لم يحدث العكس والسبب يرجع الى ان نص متى كان الاكثر شيوعا. حيث انه في كل من العظة على الجبل والصلاة الربانية نجد النساخ يوفقون لوقا حسب متى"
وهنا نلاحظ ان بعض نساخ مخطوطات العهد الجديد القديمة – فيما يعرف بمخطوطات النص البيزنطي - قد وفقوا نص الصلاة الربانية في انجيل لوقا لكي يوافق نص الصلاة الربانية في انجيل متى فيما يعرف بمصطلح توفيق الفقرات (Harmonization) – حيث يقوم الناسخ بالمقاربة بين نصي فقرتين متناظرتين في انجيلين مختلفين لكي يأخذا شكل نصي واحد.
ويقول بروس ميتزجر هنا ايضا في كتابه تعليق نصي على النص اليوناني للعهد الجديد الطبعة الثانية عام 19994م (A Textual Commentary On The Geek New Testament) وهي النسخة المرافقة لطبعة دار الكتاب المقدس النص اليوناني للعهد الجديد (UBS) الاصدار الرابع مايلي:
"بالنظر الى الاستخدام الليتورجي للصيغة بانجيل متى للصلاة الربانية فيلاحظ تنوع الشواهد المبكرة لمقاومة المحاولة القوية من اجل توفيق النص بانجيل لوقا ليأخذ الشكل الاكثر قبولا بصيغة انجيل متى. وهو بذلك ليس مفاجأة لذلك فان غالبية الشواهد تقرأ (ابانا الذي في السماوات) كما في انجيل متى 6: 9"
ويؤكد هنا العالم بروس ميتزجر ما نحن بصدده من محاولة النساخ الى توفيق نص الصلاة الربانية في انجيل لوقا لكي توافق النص المناظر بانجيل متى – ملحوظة العالم بروس ميتزجر لا يشير باي شكل من الاشكال الى تعمد تحريف او تزيف للنص !! فهو يدرك تماما الدافع البشري لتوفيق الفقرتين.
وعليه فاننا نجد هنا ان هذه المخطوطات القديمة – فيما يعرف بالنص البيزنطي هي المخطوطات التي صدر عنها النص اليوناني الذي اخذت عنه ترجمة الفاندايك.
بينما المخطوطات الاقدم – فيما يعرف بمخطوطات النص السكندري التي احتفظت بالنص المميز للصلاة الربانية في كل من انجيل متى ولوقا في انجيليهما هى المخطوطات التي صدر عنها نص يوناني ادق وقد اخذت عنه النسخ العربية الحديثة مثل الترجمة العربية المشتركة ومنها ايضا النسخة الكاثوليكية دار المشرق.
وقبل ان ختم كلامي هنا ..
نجد ان العالم فيليب كومفورت يذكر سؤالا مهما؟؟
لماذا لم يحدث العكس ...
لماذا لم يقم النساخ بتوفيق فقرات نص انجيل متى لكي توافق نص انجيل لوقا؟؟!!
ويرجع السبب في ذلك الى شهرة وانتشار نص الصلاة الربانية بانجيل متى على نص الصلاة الربانية بانجيل لوقا وهو النص الذي مازلنا نحفظ به الصلاة الربانية حتى يومنا هذا بكل كنائس العالم. ....
واخيرا احيل هنا الكاتب نفسه - سامي عامري !!؟؟ الى كتابه في الفقرة الواردة بصفحة 13 يذكر مايلي:
بقول ان النص البيزنطي الموجود بالمخطوطات القديمة [ولكن ليست الاقدم] يتميز بالجمع بين القراءات المتخالفة في صيغ توفيقية ويرفع التناقض بين نصوص الفقرات المتناظرة في الاناجيل وهو ما نحن بصدده هنا في فقرة الصلاة الربانية المتناظرة بين انجيلي متى ولوقا.
وايضا يقول الكاتب – سامي عامري عبارة هامة للغاية وهي بذات الصفحة 13 ما يلي:
فنجد ان الكاتب – سامي عامري يضيف هنا ويقول ان هناك قبولا عاما من علماء النقد النصي على افضلية النص السكندري على النص البيزنطي.
والغريب والمحير في ذات الوقت انه لا يوجد عالم نقد نصي واحد (عامة العلماء) يتهم المسيحيين بتحريف كتابهم المقدس !!! وذلك لسبب بسيط وهو ان عملية نسخ المخطوطات يدخل فيها العامل البشري القابل للصواب وللخطأ فالنسخ عمل بشري والترجمة عمل بشري ايضا ولا يمكن انكار ذلك ولا ينكر علماء النقد النصي ذلك ايضا.
ونلاحظ هنا ان هذا القبول بافضلية النص السكندري على النص البيزنطي قبولا من عامة النقاد على حد قول الكاتب ففيما يجادل الكاتب؟؟!! ...
فهل يناطح علماء النقد النصي ذاتهم!!؟؟ ...
ام يجعل لنفسه قيمة وهو نكرة ولا شئ يذكر !!....
ام انه يخادع ذوي العقول البسيطة وغير الدارسين؟؟!!
حينما يستعين بالكتاب "يسوع الاسطورة" (The Jesus Legend) وذلك بهامش الصفحة (9) ...
فمن المعروف ان المؤلف جورج البرت ويلز (George Albert Wells) صاحب كتاب "يسوع الاسطورة" يؤيد فكرة ان شخصية يسوع هي شخصية خيالية نسجت حولها الاساطير وانها بدأت في مخيلة بولس ثم تمركزت في الاناجيل في فترة لاحقة …
ويظهر هنا المؤلف لاادريا (agnostic) باستمرار خلال كتابه "لوجود يسوع أو عدم وجوده" لكن استنتاجاته مثيرة للقلق لدى الكثيرين ممن هم على يقين من وجود شخص حتى لو لم يكن ذلك الشخص إلهياً.
ووفقًا لويليام ليونارد روي فإن اللاأدرية هي موقف فلسفي وليس عقيدي. حيث يقول: "وفي العموم فإن اللاادري هو شخص ليس مؤمنا ولا غير مؤمن بالله بينما الملحد فهو غير مؤمن بالله. وعلى الخصوص وبالتحديد فإن الغنوسية هى النظر الى الانسان كونه غير قادر على تحديد موقف معين وان الانسانية تفتقر للأسس المنطقية الضرورية لتبرير أي معتقد، وهي المتعلقة بإثبات الذات الإلهية أو نفيها".
فهل يريد الكاتب – سامي عامري ان يستقي المسيحيون من مصادر اللاأدريين !!؟
انتهى