الصراعات الأخوية
المتنيح القس بنيامين حلمي
===============
من المشكلات الأسرية ما نسمعه عن الأخوة والأشقاء من: نزاعات وصراعات، وانقسامات حادة قد تصل إلى حد الشجار، أو التراشق بالكلمات النابية، أو القتل وسفك الدم.
eوأول جريمة قتل في العالم هي: قتل قايين لأخيه هابيل، وضاقت بهما الأرض بما رحبت.. "وكلَّمَ قايينُ هابيلَ أخاهُ. وحَدَثَ إذ كانا في الحَقلِ أنَّ قايينَ قامَ علَى هابيلَ أخيهِ وقَتَلهُ" (تك4: 8).
eونسمع عن حقد عيسو ليعقوب أخيه، وفكر في قتله والتخلص منه، مما دفع يعقوب إلى الهروب من وجه الشر إلى خاله لابان على الرغم أنهما أخوان شقيقان توأمان.. "فحَقَدَ عيسو علَى يعقوبَ مِنْ أجلِ البَرَكَةِ التي بارَكَهُ بها أبوهُ. وقالَ عيسو في قَلبِهِ: قَرُبَتْ أيّامُ مَناحَةِ أبي، فأقتُلُ يعقوبَ أخي" (تك27: 41).
eونسمع عن أخوة يوسف الصديق حينما حسدوه، وتآمروا ضده، وفكروا في قتله والتخلص منه.. لولا تدخل رأوبين الأخ الأكبر الذي أنقذه من أيديهم.. "فلَمّا أبصَروهُ مِنْ بَعيدٍ، قَبلَما اقتَرَبَ إليهِمِ، احتالوا لهُ ليُميتوهُ. فقالَ بَعضُهُمْ لبَعضٍ: هوذا هذا صاحِبُ الأحلامِ قادِمٌ. فالآنَ هَلُمَّ نَقتُلهُ ونَطرَحهُ في إحدَى الآبارِ ونَقولُ: وحشٌ رَديءٌ أكلهُ. فنَرَى ماذا تكونُ أحلامُهُ" (تك37: 18-20).
لماذا يتصارع الأشقاء.. وعلام يتصارعون؟
أين علاقة الرحم وصلة الدم؟
وما هو حجم الحقد والكره والحسد..
الكره الذي يملأ الصدور ضيقًا وتصميمًا على الانتقام.
يتجرد الإنسان من كل المشاعر الإنسانية، ومن الوصايا الإلهية والأعراف الاجتماعية والمبادئ المثالية، ليقوم بقتل أخيه وسفك دمه، أو بقتله قتلاً أدبيًا واجتماعيًا، بتلويث سمعته والتشكيك في ذمته وبراءته.
إن محبة الأخوة يضرب بها المثل، حينما قال أبونا إبراهيم لابن أخيه لوط: لماذا نتخاصم ونحن أخوان؟ "فقالَ أبرامُ للوطٍ: لا تكُنْ مُخاصَمَةٌ بَيني وبَينَكَ، وبَينَ رُعاتي ورُعاتِكَ، لأنَّنا نَحنُ أخَوانِ" (تك13: 8).
وحينما نرى علاقة حميمة بين اثنين نقول إنهما كالأخوان متحابان متفاهمان.. نعود إلى السؤال الذي يلح عليَّ:
لماذا يتقاتل الأخوة؟
ربما يتقاتلون من أجل الحصول على ملذات وقتية، أو شهوات مادية، أو أموال زائلة، أو أمجاد باطلة.. لأن "لأنَّ مَحَبَّةَ المالِ أصلٌ لكُل الشُّرورِ، الذي إذ ابتَغاهُ قَوْمٌ ضَلّوا عن الإيمانِ، وطَعَنوا أنفُسَهُمْ بأوجاعٍ كثيرَةٍ" (1تي6: 10).
يمكن أن يكون هناك خصام وقطيعة بين الأخوة مدى الحياة، ولا توجد أي صلات أو علاقات بين الأخوة!! والأصعب من ذلك توريث العداوة للأبناء.
eإذا كان هناك جيل الآباء الذي ملأ الحقد قلبه.. فما ذنب الأبناء الأبرياء الذين يتوارثون العداوة بدون ذنب اقترفوه أو إثم فعلوه.
eلماذا يحرص الآباء على تحريض الأبناء على قطع العلاقات وتفكيك الصلات مع الأشقاء وذوي القرابة؟
ولكن كما يوجد الشر يوجد الخير.. نعطي مثلاً إيجابيًا..
يوسف الصديق.. الذي أحب أخوته، وأنقذهم من المجاعة، وعالهم، وسامحهم وغفر لهم، وأعطاهم مساحة من الأرض ليزرعوا ويأكلوا ويعيشوا هانئين مطمئنين.
"والنهايَةُ، كونوا جميعًا مُتَّحِدي الرّأيِ بحِس واحِدٍ،
ذَوي مَحَبَّةٍ أخَويَّةٍ،
مُشفِقينَ، لُطَفاءَ"
(1بط3: 8)
ربنا يبارك حياتكم ولإلهنا المجد الدائم آمين.
المتنيح القس بنيامين حلمي
===============
من المشكلات الأسرية ما نسمعه عن الأخوة والأشقاء من: نزاعات وصراعات، وانقسامات حادة قد تصل إلى حد الشجار، أو التراشق بالكلمات النابية، أو القتل وسفك الدم.
eوأول جريمة قتل في العالم هي: قتل قايين لأخيه هابيل، وضاقت بهما الأرض بما رحبت.. "وكلَّمَ قايينُ هابيلَ أخاهُ. وحَدَثَ إذ كانا في الحَقلِ أنَّ قايينَ قامَ علَى هابيلَ أخيهِ وقَتَلهُ" (تك4: 8).
eونسمع عن حقد عيسو ليعقوب أخيه، وفكر في قتله والتخلص منه، مما دفع يعقوب إلى الهروب من وجه الشر إلى خاله لابان على الرغم أنهما أخوان شقيقان توأمان.. "فحَقَدَ عيسو علَى يعقوبَ مِنْ أجلِ البَرَكَةِ التي بارَكَهُ بها أبوهُ. وقالَ عيسو في قَلبِهِ: قَرُبَتْ أيّامُ مَناحَةِ أبي، فأقتُلُ يعقوبَ أخي" (تك27: 41).
eونسمع عن أخوة يوسف الصديق حينما حسدوه، وتآمروا ضده، وفكروا في قتله والتخلص منه.. لولا تدخل رأوبين الأخ الأكبر الذي أنقذه من أيديهم.. "فلَمّا أبصَروهُ مِنْ بَعيدٍ، قَبلَما اقتَرَبَ إليهِمِ، احتالوا لهُ ليُميتوهُ. فقالَ بَعضُهُمْ لبَعضٍ: هوذا هذا صاحِبُ الأحلامِ قادِمٌ. فالآنَ هَلُمَّ نَقتُلهُ ونَطرَحهُ في إحدَى الآبارِ ونَقولُ: وحشٌ رَديءٌ أكلهُ. فنَرَى ماذا تكونُ أحلامُهُ" (تك37: 18-20).
لماذا يتصارع الأشقاء.. وعلام يتصارعون؟
أين علاقة الرحم وصلة الدم؟
وما هو حجم الحقد والكره والحسد..
الكره الذي يملأ الصدور ضيقًا وتصميمًا على الانتقام.
يتجرد الإنسان من كل المشاعر الإنسانية، ومن الوصايا الإلهية والأعراف الاجتماعية والمبادئ المثالية، ليقوم بقتل أخيه وسفك دمه، أو بقتله قتلاً أدبيًا واجتماعيًا، بتلويث سمعته والتشكيك في ذمته وبراءته.
إن محبة الأخوة يضرب بها المثل، حينما قال أبونا إبراهيم لابن أخيه لوط: لماذا نتخاصم ونحن أخوان؟ "فقالَ أبرامُ للوطٍ: لا تكُنْ مُخاصَمَةٌ بَيني وبَينَكَ، وبَينَ رُعاتي ورُعاتِكَ، لأنَّنا نَحنُ أخَوانِ" (تك13: 8).
وحينما نرى علاقة حميمة بين اثنين نقول إنهما كالأخوان متحابان متفاهمان.. نعود إلى السؤال الذي يلح عليَّ:
لماذا يتقاتل الأخوة؟
ربما يتقاتلون من أجل الحصول على ملذات وقتية، أو شهوات مادية، أو أموال زائلة، أو أمجاد باطلة.. لأن "لأنَّ مَحَبَّةَ المالِ أصلٌ لكُل الشُّرورِ، الذي إذ ابتَغاهُ قَوْمٌ ضَلّوا عن الإيمانِ، وطَعَنوا أنفُسَهُمْ بأوجاعٍ كثيرَةٍ" (1تي6: 10).
يمكن أن يكون هناك خصام وقطيعة بين الأخوة مدى الحياة، ولا توجد أي صلات أو علاقات بين الأخوة!! والأصعب من ذلك توريث العداوة للأبناء.
eإذا كان هناك جيل الآباء الذي ملأ الحقد قلبه.. فما ذنب الأبناء الأبرياء الذين يتوارثون العداوة بدون ذنب اقترفوه أو إثم فعلوه.
eلماذا يحرص الآباء على تحريض الأبناء على قطع العلاقات وتفكيك الصلات مع الأشقاء وذوي القرابة؟
ولكن كما يوجد الشر يوجد الخير.. نعطي مثلاً إيجابيًا..
يوسف الصديق.. الذي أحب أخوته، وأنقذهم من المجاعة، وعالهم، وسامحهم وغفر لهم، وأعطاهم مساحة من الأرض ليزرعوا ويأكلوا ويعيشوا هانئين مطمئنين.
"والنهايَةُ، كونوا جميعًا مُتَّحِدي الرّأيِ بحِس واحِدٍ،
ذَوي مَحَبَّةٍ أخَويَّةٍ،
مُشفِقينَ، لُطَفاءَ"
(1بط3: 8)
ربنا يبارك حياتكم ولإلهنا المجد الدائم آمين.
