قصة ادم وحواء

كوركيس شمشون

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
4 سبتمبر 2007
المشاركات
527
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
الإقامة
iraq
اساتذتي الافاضل
لدي صديق يقول ان قصة ادم وحواء المذكوره في الكتاب المقدس هي قصة اسطوريه ويعتمد في ذلك على ان رب المجد يسوع المسيح لم يذكرها ولا مره .. ةفي نفس الوقت هو يتجاهل سولا واحدا مني وهو من هو هابيل الذي ذكره الرب المسيح في لوقا 11:15

فكيف الرد عليه
وتقبلوا شكري واحترامي
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

أستاذنا الحبيب سلام المسيح. شكرا على السؤال الهام، الذي ينطوي في الحقيقة على فكرتين اثنتين لا واحدة: الأولى هي "قصة آدم وحواء" ـ كما تسميها ـ وكيف تفهمها أو تراها أنت شخصيا، والثانية هي "الرد" على صديقك وكيف تثبت خطأه، وهو سؤالك الظاهري هنا. كما هو واضح: الفكرة الثانية تعتمد على الفكرة الأولى! لا يمكن إقناع صديقك حقا بأي رأي ما لم تكن مؤمنا أنت أولا بهذا الرأي، واثقا منه واضحا بشأنه، بل لديك أيضا ما يبرر هذا الإيمان!

السؤال الأول بالتالي هو "قصة آدم وحواء" نفسها. ما هي هذه القصة التي حيرت الكثيرين وربما حتى عثروا بسببها؟ القصة في ظاهرها بسيطة جدا، بسيطة لدرجة أنها قد لا تبرر حقا للعقل ما ترتب على أحداثها من عواقب وخيمة وشاملة. أضف إلى ذلك أنها قد تتعارض ظاهريا مع العلم الحديث وخاصة قوانين التطور ومبادئه، كما أنها علاوة على ذلك فقد وردت بالفعل في كثير من أساطير العالم القديم.

هل هي بالتالي قصة حقيقية، أم خرافية كما يقول صديقك وسواه؟ وإذا كانت حقيقية: هل هي حرفية كما يبدو من ظاهر النص، أم رمزية كما يرى حاليا كثير من المسيحيين خاصة بالغرب، بغض النظر عن رأي الكنيسة الرسمي هنا أو هناك؟ لنتذكر في هذا السياق أن التفسير الرمزي لهذه القصة تحديدا ليس غريبا عنا، فهذا بالأحرى هو التفسير الذي اعتمدته مدرسة الأسكندرية والعلامة أوريجانوس بوجه خاص منذ البداية تماما ومنذ مراحل التكوين الأولى.

غير أن الرمزية تثير أيضا بعض الأسئلة: ما هو مثلا معنى هذه الرمزية؟ ما هي حدودها وما شروطها؟ هل تطرف حقا أوريجانوس في تفسيراته ـ كما استقر على ذلك معظم الآباء ـ أم أنه كان بالعكس فذا عميقا لدرجة أننا ببساطة لم نفهم ما كان يرمي إليه ـ كما قال القديس ديديموس الضرير في دفاعه عنه؟ ثم بغض النظر عما قال أريجانوس تحديدا وخالفه فيه الآباء: هل ما زال ممكنا تفسير هذه القصة رمزيا، ولو بتقديم تفسير جديد تماما لها؟

هذه كلها أسئلة هامة لا نطمح بالطبع إلى إجابتها هنا في رسالة واحدة أو حتى عدة رسالات، ولكن يكفي أن نطرحها وأن تظل حية بوعينا، لأنها تقتح بحد ذاتها أفقا جديدا أمام عقولنا للتفكير والتأمل والبحث، كما تعطينا إمكانية هائلة لاكتشاف كنوز من المعاني في المستوى الرمزي لهذه القصة.


من ناحية أخرى: حتى إذا أخذنا بتفسير مدرسة أنطاكيه الحرفي فإن هذا لا يعني أننا فهمنا هذه القصة حقا أو استنفذنا سائر المعاني الكامنة فيها. ما زال معظمنا لا يعرف ـ مثلا ـ لماذا كان اسم تلك الشجرة "معرفة الخير والشر"؟ ماذا قصد الوحي حقا بذلك وما هي بالضبط دلالة هذا الاسم وأبعاده؟ هل يكمن بهذا المعنى نفسه ـ معرفة الخير والشر ـ ما يبرر مثلا تحريم تلك الشجرة ابتداء على الإنسان؟ هل يكمن بهذا المعنى نفسه ما يفسر حتى سقوط الإنسان واللعنة التي لحقته بعد ذلك. إن فهمنا المستقر ـ والساذج إلى حد ما ـ يحصر المشكلة كلها في أن آدم فقط "خالف" الوصية! فقط "ما بيسمعش الكلام" كما يقول التعبير العامي! ولكن هل كانت هذه "المخالفة" حقا هي "الخطيئة" الرهيبة التي سببت كل تلك الملحمة التي أعقبت ذلك، من "السقوط" حتى "الصليب"؟ ألا يمكن أن نجد في اسم الشجرة نفسه ـ معرفة الخير والشر ـ مفتاحا لشرح الأمر كله على نحو ربما يختلف عما نعتقد؟ لماذا ربط الله بين العلم أو الإدراك من ناحية والأكل من هذه الشجرة تحديدا من ناحية أخرى: «من أعلمك انك عريان؟ هل أكلت من الشجرة ...؟» وكأن الأكل من الشجرة هو نفسه سبب هذا الإدراك وعلته؟

كما نرى: هناك مستويات متعددة للفهم والدلالة بل هناك أبعاد رمزية حتى في الفهم الحرفي لهذه القصة!

أضف إلى ذلك ـ أيضا فقط على سبيل المثال ـ هذا الجزء من السرد:
وكانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله فقالت للمراة: أحقا قال الله لا تاكلا من كل شجر الجنة؟ فقالت المرأة للحية من ثمر شجر الجنة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنة فقال الله لا تأكلا منه ولا تمساه لئلا تموتا. فقالت الحية للمراة لن تموتا، بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وأن الشجرة شهية للنظر، فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل.
هذا هو النص الشهير الذي ارتبطت بسببه "الغواية" دائما بالمرأة خاصة في الفهم اليهودي. غير أن أسئلة ثلاثة تبرز هنا دائما ولا نجد إجابة شافية عليها: أولا كيف تتكلم الحية؟ هل تتكلم الحيات؟ هل يستطيع حتى لسان الحية ـ ناهيك عن عقلها ـ أن "ينطق" هكذا كما ينطق الإنسان؟ ثانيا أين كان آدم في هذا المشهد؟ لماذا غاب أدم هكذا فجأة عن امرأته وتعرضت وحدها بالتالي لهذا الاختبار وهذه الغواية؟ ثالثا ـ وهو ربما الأهم ـ لماذا كانت الحية تخاطب الاثنين معا طوال الوقت رغم أن آدم لم يكن حاضرا؟ إن الحية كما نرى لا تتحدث أبدا "عن" آدم بضمير الغائب، بل تتحدث "إلى" الاثنين معا مباشرة بضمير المخاطَب: أحقا قال الله لا تأكلا... لن تموتا... أعينكما... تكونان...!


ولنتوقف هنا قليلا: نستطيع ـ إذا أخذنا هذه الأسئلة في الاعتبار ـ أن نقترح لهذا الجزء فهما بديلا يخالف الفهم الشائع: وهو أن آدم بالعكس كان حاضرا أثناء هذا الحوار! غاية الأمر أن آدم ببساطة لم يفهم ـ أو حتى لم يسمع ـ حديث الحية! إن الحية لم "تتكلم" هكذا كما نتكلم وإنما كان حديثها بالأحرى نفسيا روحيا، حدسيا إلهاميا، ضربا من الوحي الداخلي أدركته المرأة وفهمته بينما آدم ـ رغم حضوره ـ لم يدرك منه شيئا!

ما يذكره الكتاب إذاً ـ إذا صحّ هذا التفسير ـ لم يكن "نص" حوار جرى حقا بين حية وامرأة وإنما كان "ترجمة" لنوع فائق من التواصل بين الاثنين، لا يمكن فهمه إلا إذا ترجمناه هكذا أولا إلى لغتنا البشرية وهو ببساطة ما فعله الكتاب. هذا التفسير لا يجيب فقط أسئلتنا الثلاثة لكنه أيضا يتسق مع فكرة أن الشيطان ـ وليس الحية ـ هو الذي قام في الحقيقة بالغواية!

وبالطبع قد يقود هذا التفسير بدوره إلى أسئلة أخرى جديدة (إلى السؤال مثلا عن طبيعة هذا الوحي أو الكلام الإلهامي الذي يتجاوز الحواس المعروفة، أو إلى السؤال عن عجز آدم عن فهم الحية رغم حضوره، أو حتى إلى السؤال عن طبيعة المرأة ولماذا تتميز عادة بتلك القدرة على الحدس، أو ما يعرف بـ"حاستها السادسة" الشهيرة، ولماذا لا يملك الرجل عادة هذه الحاسة). غير أن هذا كله بالطبع لا يشغلنا في هذا المقام. غايتنا هنا هي فقط التأكيد على ما كنا نقول: وهو أنه حتى إذا أخذنا بالتفسير الحرفي لهذه القصة فإن هذا لا يعني أننا فهمناها حقا أو استنفذنا سائر المعاني الكامنة فيها، خاصة وأنها قصة تقبل عدة مستويات من التفسير، مدمجة شديدة الثراء مفعمة بالكثير من الدلالات ولإشارات والرموز!


الخلاصــة: يبدو أن البساطة الشديدة التي قدم بها الوحي "قصة آدم وحواء" قد خدعت البعض حتى أعثرتهم أو على الأقل سببت لهم بعض الحرج عند شرحها والدفاع عنها، خاصة مع توغلنا في الثقافة المادية الحسية والعقلية وابتعادنا عن المفاهيم والأبعاد الروحية ـ ناهيك عن الإشارات والدقائق الرمزية ـ التي يحفل بها الكتاب المقدس. غير أن المشكلة ليست أبدا في القصة نفسها، المشكلة ببساطة ـ وكالعادة مع الكتاب ـ هي فهمنا نحن لهذه القصة. المشكلة هي عقولنا نحن وهي بحوثنا ونظرياتنا في هذا المجال وربما وعينا وثقافتنا وخطابنا الديني بشكل عام.

أدعوك بالتالي، وجميع الأحباء، إلى تجنب هذا النقاش عموما ما لم تكن مسلحا أولا بدراسة عميقة ورؤية واسعة للأمر، تتوسل فيها بكل ما نملك من تراث ثري يبدأ حتى مع أوريجانوس نفسه وأفكاره ولا ينتهي مع أحدث ما قدم العلم من معرفة حول نشأة الإنسان، كما تستعين فيها بنعمة الرب على إدراك ما يخفى حقا خلف الأحداث الظاهرة البسيطة لهذه القصة وعلى اكتشاف المعاني العميقة الرائعة بل الباهرة التي تكمن فيها!

عذرا للإطالة في هذا الجزء حول الفكرة الأولى، لكنها في تقديري الأهم.

..........................

 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

..........................


أما الفكرة الثانية ـ حول كيفية الرد ـ فالأمر بسيط: أقترح أن تبحث أولا عن مرجعية هذا الصديق. هو يستشهد مثلا بالمسيح، ما ذكر وما لم يذكر، فهل يؤمن ابتداء بالمسيح؟ ثانيا هل يؤمن بالكتاب المقدس؟ إذا كان يؤمن بالكتاب المقدس فماذا يقول مثلا في نسب المسيح الذي ينتهي عند آدم، حسب رواية لوقا؟ هل يؤمن بالمسيح ولكن لا يؤمن بالكتاب المقدس؟ من أين إذاً عرف المسيح أو حتى سمع عنه؟ ثم ما هي علة وجود هذا المسيح ـ أو "ظهوره في الجسد"؟

بعبارة أخرى: ثم تناقض فيما يبدو في منطق صديقك. أنت لم توضح أبدا مرجعية هذا الصديق أو منطلقاته. ابحث بالتالي عن مرجعيته واكتشف هذا التناقض، لأن المسيحية وحدة واحدة لا يمكن الإيمان ببعضها وإنكار بعضها الآخر. فأما إذا لم تكن له أية مرجعية مسيحية ـ كأن يكون على سبيل المثال ملحدا بالكلية، أو لا دينيا ـ فهنا نعود ببساطة إلى النقطة الأولى، وهذا هو السبب أننا أطلنا الحديث بشأنها. هنا ببساطة نسأله: هل فهم أولا هذه القصة كما وردت بالكتاب المقدس قبل أن ينكرها؟ ما هي مثلا "معرفة الخير والشر" ولماذا وقع التحريم على شجرة تحمل هذا الاسم تحديدا؟

إذا كان جادا، صادقا، أمينا مع نفسه، فسوف يدرك على الفور جهله وسيكون هذا بحد ذاته كافيا كي يكبح غرور عقله ويتمهل في أحكامه ويعود إلى المراجعة والدرس والبحث، وعندها لن تحتاج غالبا لمناقشته لأنه حتما سيجد الحق بنفسه ذات يوم، عندما يأذن صاحب الأمر. أما إذا لم يكن جادا أو صادقا أمينا مع نفسه فلماذا النقاش معه ابتداء؟ إذا كان هذا حاله فجهدك عندئذ كله جهد ضائع لا طائل منه، لأن مثله ببساطة لا يقتنع أبدا مهما فعلت، وحقا «ليس هناك أشد عمىً من الذين لا يريدون أن يبصروا» يا أستاذنا الحبيب. :)



 

كوركيس شمشون

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
4 سبتمبر 2007
المشاركات
527
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
الإقامة
iraq
الاخ خادم البتول
تحية طيبة وشكرا جزيلا على ردك
استاذسي العزيز هذا الشخص هو وبكل بساطة انسان يعتبر نفسه هو الصح ومتزت برايه ... الكتاب المقدس ياخذ منه ما يعنيه والذي لا يعنيه لا يقبل به
فمثلا هو لا يعترف بصوم نينوى
كذلك عنما ناقشته بقصة ادم وحواء والسبب الذي من اجله يرفض القصة ويعتبرها اسطوريه هي ان المسيح (له المجد) لم يذكرها وعندما استشهدت بالايه من انجيل لوقا والذي يتكلم فيها الرب المسيح عن مطالبة هذا الجيل بدم هابيل وقلت له من هو هابيل وابن من يكون ولانه وجد نفسه في مازق ادى ان وجود هابيل لا يعني بالضرورة وجود ادم وحواء.
انا غندما كتبت لكم قلت في نفسي لعله هنالك طريقة لا قناعه .. ولكنه انسان مغرور بنفسه ومتزمت بتفكيره ولكم مني الشكر والتقدير
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل

نعم، فهمت. أشكرك على التوضيح. لا تنزعج على أي حال فهذا في الغالب وضع مؤقت. فترة قد تطول أو تقصر، حتى تستنفذ أغراضها وتزيد مع الأيام خبرته ويتطور وعيه فيعود تلقائيا إلى رشده (أو يتحول بالعكس إلى اللادينية أو حتى الإلحاد الكامل).

لا أعتقد أن هناك "تكنيك" محدد ولكن إذا أردت مساعدته فابدأ ـ كما ننصح دائما ـ من قاعدته هو وقناعاته وليس مما تراه أنت أو تؤمن به. أظهر له بالتالي ـ قبل كل شيء ـ تقديرك بل إعجابك بما يقول وما يفكر. يمكنك حتى أن تتقمص بالفعل دورا تمثيليا تبدو فيه وكأنك بالعكس بدأت تقتنع بما يقول وترغب في تعلم المزيد. سيأخذ هو بالتالي عندئذ وضعية الأستاذ المعلم والقائد الإمام، وعندها تبدأ في طرح الأسئلة الصعبة. دعك من نينوى وهابيل، ولكن اسأله مثلا ـ وأنت ما تزال في وضعية التلميذ لا المحاور ـ عن علة ظهور المسيح؟ هذا هو أساس المسيحية كلها. إذا لم يكن آدم ولم يكن سقوط فلماذا تجسد الإله؟ اسأله كذلك مثلا عن علة الميلاد من عذراء؟ وهكذا. دعه يعلمك ـ حسب اعتقاده ـ حقيقة الأمور وكيف ترتبط حقا ببعضها. سيساعده هذا بالتالي، وبشكل غير مباشر، في ترتيب عقله هو نفسه وفي اكتشاف مواطن الضعف وحتى التناقض في رؤيته ـ كل ذلك دون مقاومة نفسية تظهر عادة إذا أخذت بالعكس موقف الإنكار والرفض أو حتى النقاش عموما.

في النهاية ليس أفضل بالطبع من الصلاة أولا لأجله، لأنه في الحقيقة يعيش أزمة حقيقية بغض النظر عن غروره الظاهر وتمسكه الصلب بأفكاره وأرائه. هو بالعكس يعيش ما يشبه ضياعا داخليا بل حتى صراعا بين أفكاره وبعضها. لذلك أرى أنه وضع مؤقت وأنه سيخرج منه حتما ولو بالهروب إلى راحة الإلحاد والإنكار الكامل لكل هذه الأفكار المتصارعة. وأما أنت فلا عليك أستاذنا الحبيب. لا تحزن ولا تجزع واعلم إن الإلحاد نفسه أكذوبة وأنه محال. :) ما هي إلا أفكار وأسماء لا معنى لها! سيان عبدنا "المحبة" أو عبدنا "الحقيقة": كلنا في النهاية شئنا أم أبينا ما زلنا نعبد الله، سبحانه تنزه عن كل صفة وكل اسم! تحياتي ومحبتي.


 

عابد يهوه

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
10 ديسمبر 2008
المشاركات
1,283
مستوى التفاعل
157
النقاط
63
ادم وحواء مذكورين في العهد الجديد على سبيل المثال :

2 كو 11: 3 ولكنني اخاف انه كما خدعت الحية حواء بمكرها هكذا تفسد اذهانكم عن البساطة التي في المسيح.

1 تي 2: 13لان ادم جبل اولا ثم حواء

وادم مذكور في سلسلة نسب المسيح في انجيل لوقا الاصحاح الثالث :

38 بن انوش بن شيت بن ادم ابن الله.

بل ان المسيح كان يعلم بحرفية وجود أب واحد وأم واحدة للبشرية :

" فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟
وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. " ( متى 3:19)

فكيف يقول انها قصة اسطورية ؟

الكاثوليك هم الذين يقولوا ان قصة ادم وحواء اسطورة بل ان اول 11 اصحاح من سفر التكوين هو اسطورة :

897829466.jpg

 

كوركيس شمشون

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
4 سبتمبر 2007
المشاركات
527
مستوى التفاعل
26
النقاط
28
الإقامة
iraq
شكرا جزيلا ببذين ساهموا بالرد على سؤالي
الرب يبارك حياتكم
امين
تحياتي
 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل


الكاثوليك هم الذين يقولوا ان قصة ادم وحواء اسطورة بل ان اول 11 اصحاح من سفر التكوين هو اسطورة :

897829466.jpg




ربما العكس تماما؟ ربما يكون الكاثوليك هنا بالعكس أكثر تشددا حتى من الأرثوذكس، أكثر تمسكا بتاريخية النص وحرفيته أيضا (خاصة مع اعتقادهم الأوغسطيني المعروف حول وراثة "الخطيئة" نفسها مباشرة من آدم وليس "عاقبة" الخطيئة)؟ أعتقد أن هذه العبارة ربما تحتاج منك فضلا بعض المراجعة والتدقيق، أستاذنا الحبيب، مع التحية.

 

خادم البتول

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
13 أبريل 2012
المشاركات
1,062
مستوى التفاعل
1,031
النقاط
113
الإقامة
عابـــر سبيــــل
هل القول برمزية القصة والشخصيات يحل الكثير وخصوصا بنظرية التطور


أهلا أستاذنا الحبيب، نفتقدك كثيرا. :) نعم، بالتأكيد، ولكننا لا نلجأ للتفسير الرمزي (أو المجازي) لأن لدينا حقا مشكلات تحتاج الحل. لا تصدق كل ما تسمع. :) نحن نلجأ لهذا التفسير أو ذاك طلبا للحق أولا، طلبا لإدراك أعمق للوحي الإلهي ومقاصده الشريفة السامية، وليس طلبا للرد على هذه النظرية أو تلك مما يطرحه العلم، حديثا كان أو قديما.*

القديس أوغسطين على سبيل المثال، بعد دراسة عميقة لسفر يشوع بن سيراخ، رفض حرفية "أيام الخلق الستة" وقال إن الخلق كله ـ بناء على سيراخ ـ تم في لحظة واحدة! أما الأيام الستة في التكوين ـ حسب أوغسطين ـ فهي فقط تكنيك أدبي، "إطار" أو "هيكل" أو "بِنية" سردية لتفصيل المُجمل وشرح ما لا يمكن شرحه إلا هكذا متفرقا. كان هذا نفسه في الحقيقة هو ما أوحى لاحقا بـ"نظرية الإطار" الحديثة في تفسير بداية التكوين (Framwork Interpretation). وكما ترى: بدأ هذا مع أوغسطين نفسه في زمن لم يكن فيه العلم كما نعرفه حتى قد ظهر، وإنما جاء به قديسنا الكبير في بحث مخلص نزيه عن الحقيقة، لأجل فهم أفضل وأعمق للنص المقدس.


القديس غريغوريوس النيصي ـ في مثال طريف بل مشرق يستحق الوقوف أيضا عنده ـ كان صاحب نظرية "الخلق المزدوج"! يرى غريغوريوس باختصار إن الإنسان خُلق على مرحلتين: الأولى هي "الإنسان" صورة الله ومثاله، والثانية هي "آدم" ـ الرجل ـ المتمايز جنسيا. نقرأ بالكتاب: «خلق الله الانسان على صورته، على صورة الله خلقه»: عند هذه النقطة ـ يقول غريغوريوس ـ اكتمل تماما خلق الإنسان، على صورة الله! ولكن ـ لسابق علمه سبحانه بما سيكون ـ أضاف الخالق فوق هذه الصورة الإلهية أيضا عنصر التميز الجنسي، لأن صورة الله ليس فيها أية جنسية بالتأكيد، وهكذا يستأنف الكتاب: «ذكرا وأنثى خلقهم»!

غريغوريوس النيصي ـ "أبو الآباء" حقا كما أطلقوا عليه في أحد المجامع وأكثر الكبادوكيين الثلاثة عمقا وفلسفة ـ كان يريد من خلال هذا الفرق الدقيق دعم رؤيته اللاهوتية البديعة: وهي أن الإنسان لم يُخلق فقط على صورة الله بل إنه هو نفسه صورة الله! أيا ما كان الأمر كل ما يعنينا هنا هو فقط هذا التحرر الذي كان عند آبائنا العظام من التفسير الحرفي الضيق المحدود وهذا الخروج الجسور عن سلطة الفهم السائد، طلبا للحقيقة واستكشافا للمعاني الروحية الجليلة التي يطويها هذا الكتاب.


فيلو السكندري ـ الفيلسوف اليهودي الشهير ـ عاش بالضبط في زمن السيد المسيح ومع ذلك كان يملأ الدنيا كلها بنظرياته عن "اللوجوس" وعن "ابن الله" وعن كل هذه الأفكار المسيحية الصرفة كما نعرفها اليوم (حتى أن البعض اتهم المسيحيين الأوائل باقتباس عقيدتهم كلها من فيلو هذا تحديدا!) :) على أي حال كان فيلو من أعلام اليهود الذين فسروا التوراة رمزيا ـ في رمزية مباشرة تماما وكاملة. شخصيات الكتاب ـ عند فيلو ـ ليست شخصيات حقيقية وإنما "أوجه" لشخصية الإنسان! "آدم" على سبيل المثال ليس رجلا: آدم بالأحرى رمز للعقل! "حواء" ليست امرأة: حواء ترمز للحواس! الآن اقرأ القصة مرة أخرى: لقد سقط ببساطة عقل الإنسان حين أغوته الحواس! :)

هذان في الوقت نفسه لا يفترقان أبدا بل يعتمد كلاهما على الأخر كليا: العقل دون حواس ميت بالفعل تماما، كذلك الحواس دون عقل ليس لها أي معنى! :)


الخلاصـة: كما نرى في كل هذه الأمثلة ـ ولم نتعرض بعد لأوريجانوس شيخ الرمزيين ـ الخروج من حدود النص الحرفي إلى فضاء الرمزية والمجاز له درجات وأشكال متعددة: قد يكون خروجا كليا عن كامل النص ـ كما عند فيلو مثلا (أو أوريجانوس) ـ أو خروجا جزئيا عن نص معين ـ كما عند أوغسطين ـ أو على الأقل خروجا عن الفهم السائد الراكد دون تجديد ـ كما عند النيصي. إجابة سؤالك بالتالي هي نعم، أستاذنا الحبيب، نستطيع بالطبع أن نعيد نفسير النص رمزيا إذا دعت الحاجة ـ بأية درجة من هذه الدرجات ـ دون أن يؤثر ذلك مطلقا على أسس الإيمان. هذا ما فعله الأوائل أنفسهم، بحثا كما قلنا عن الحق والحكمة وجليل المعاني، لا كردة فعل لأي ضغط من المؤسسة العلمية أو من سواها!

تحياتي ختاما ومحبتي لشخصك العزيز، أشكرك على القراءة والمتابعة وعلى السؤال الهام. :)


_____________________

* بالنسبة لقضية التطور تحديدا: هناك فرق بين "نظرية التطور" كما طرحها داروين ـ وهي ما تزال نظرية قيد الإثبات ـ ومبادئ التطور وقوانينه التي لا خلاف تقريبا عليها. هذا فرق هام لابد من الانتباه له لأن البعض ـ عن عمد أو عن جهل ـ يخلط دائما بينهما. علاوة على ذلك ليست "نظرية التطور" هي النظرية العلمية الوحيدة التي تفسر نشأة الإنسان! هذه أيضا مغالطة أخرى، فقد كانت هناك بالفعل نظريات لا تقل أهمية ـ أو علمية ـ عن نظرية داروين، كنظرية "البذور الكونية" مثلا! لكنك بالطبع لم ولن تسمع أبدا عن هذه النظريات الأخرى المخالفة، لأن "المؤسسة" التي تدير العلم ـ التي تموّل أبحاثه ومراكزه ومختبراته وتوجّه بالتالي دفته ـ تؤمن بالفلسفة المادية الإلحادية وتدعو لها بكل الوسائل! هكذا تدريجيا أصبح العلم نفسه "دينا" جديدا، عقائده "مطلقة" كل مخالفة لها "هرطقة"! دينا بكل معنى الكلمة، نبيّه هو داروين، ورسله هم فرويد وآينشتاين وداوكنز وغيرهم ممن تنسجم نظرياتهم فقط مع فلسفة هذه المؤسسة وأفكارها!


 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
أخونا الغالي كوركيس شمشون
يا ريت لو تخبرنا اذا كان الرد كافي أم يحتاج لإضافة اكثر
 
أعلى