لوط وأبنتيه (نوادر تفاسير الآباء 1)

إنضم
26 فبراير 2018
المشاركات
39
مستوى التفاعل
4
النقاط
8
[FONT=&quot]يقول الأب العلامة أورجانوس (+254م)[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]فى تفسيره لسفر التكوين:[/FONT]
[FONT=&quot]تأتي بعد ذلك هذه القصة الشهيرة، حيث نري ابنتي لوط تستعدان للاتحاد خلسة مع أبيهما. ولست أدري هنا إن كانت الأعذار التي من الممكن أن نعطيها للوط كافية لإعفائه من أي خطأ، ولا أظن بالأكثر أننا ينبغي أن نحمله ذنوبا لدرجة أن نحمله ذنب زنا بهذه الخطورة، لأنني أعلم أنه لم يعتد لا بالحيلة ولا بالعنف علي عفة ابنتيه، ولكنه سقط بالأحري في الشرك وتم خداعه من خلال حيلة ماهرة، إلا أن ابنتيه ما كانتا قد خدعتاه لو لم يكن قد ترك نفسه يسكر. لذلك فهو يبدو لي مذنبا جزئيا ومعذورا جزئيا، معذور لأنه لم يتورط في خطية شهوة وفجور، ولا يمكن أن نوبخه لا على أنه أرادها ولا على أنه جُعل شريكاً فيها، ولكنه مذنب لأنه ترك نفسه لُخدع، ولأنه أحب الخمر كثيراً وذلك لمرتين بدلاً من مرة واحدة. ويبدوا لى أن الكتاب المقدس نفسه يلتمس له العذر بشكل ما عندما يقول: "ولم يعلم متى اضطجع معهما ومتى قام."، ولم يقل ذلك عن ابنتيه التين خدعتا أبيهما بعلم ومهارة. أما لوط، فقد استغرق فى النوم تحت تأثير الخمر بحيث لميتبين أنه قد اضطجع لا مع ابنته الكبرى ولا مع الأبنه الصغرى.... لقد خُدع لوط إذن بالحيلة بلا قصد، لذلك فهو يشغل نوعاً من المكانة المتوسطة بين الخطاة والأبرار.[/FONT]
[FONT=&quot]
[/FONT]

[FONT=&quot]المصدر / أوريجانوس (العلاّمة)، عظات على سفر التكوين، النصوص المسيحية فى العصور الأولى، مجموعة من المترجمين، طبعة أولى، القاهرة : مركو بناريون للتراث الآبائى، 2015، ص. 112-113.[/FONT]

[FONT=&quot]يقول الأب العلامة أوريجانوس (+254م)
[/FONT]

[FONT=&quot][FONT=&quot]فى تفسيره لسفر التكوين:[/FONT] [/FONT]
[FONT=&quot][أما بالنسبة إلى نية ابنتيه، فأعتقد أنه لابد من فحصها عن كثب أكثر، حتى لا ننسب لهما ذنباً أكثر مما يمكن تصوره. يخبرنا الكتاب فى الواقع أنهما قالتا الواحدة للأخرى: "أبونا قد شاخ بالفعل، وليس فى الأرض أحد ليدخل علينا كعادة كل الأرض. هلم نسقى أبانا خمراً ولنضطجع معه، ولنحيى من أبينا نسلا." وبالرجوع إلى ما قاله الكتاب عنهما، يبدو أنه يعذرهما أيضاً بشكل ما. لأننا نرى أن ابنتى لوط كانت لديهما بعض المعرفة عن نهاية العالم والتى ستأتى بالنار، ولكن كمعرفة الفتيات، كانت معرفتهما غير كاملة وناقصة. فهما لم تعرفا أنه إلى جانب بلدة سدوم التى دمرتها النيران، كان هناك أيضاً الكثير من المساحات السليمة فى العالم وقد سمعتا أنه فى نهاية الدهر سوف تدمر الأرض وكل العناصر من شدة النار. لقد رأتا النار وشاهدتا حريق الكبريت ونظرتا دمار كل شيئ، ورأتا أيضاً أن والدتهما لم تنج، فتصورتا أن هناك شيئاً ما يحدث شبيهاً بما تعرفاه عن زمن نوح، وأنهما قد بقيتا وحيدتين مع أبيهما لضمان ذرية البشر. لذلك اتتهما الرغبة فى تجديد الجنس البشرى، وأعتقد أن العالم الجديد لابد وأن يأتى منهما. ولذلك وهما يعلمان جيداً أن خداع أبيهما والإتحاد معه هما خطية كبيرة، فقد بدا لهما على الرغم من ذلك أنه إثم أعظم، كما اعتقدتا، أن تبددا الأمل فى نسل بشرى من خلال الحفاظ على عفتهما. لذلك فقد نفذتا تدبيرهما بذنب وهو فى رأيى أقل، خاصة وأن الأمل والدوافع هما أكبر. لقد بددتا حزن والدهما وتغلبتا على عناده بواسطة الخمر. وإذ دخلتا كل منهما لليلة واحدة إلى أبيهما، حبلتا منه دون علمه. ولم تكررا ذلك ولم ترغبا فى ذلك مرة أخرى، فهل يمكننا فى كل ذلك أن نبرهن لهما عن ذنب فجور أثيم أو عن ارتكاب اجرامى للمحارم؟ هل يمكننا وصف ما لم يحدث سوى مرة واحدة بأنه رذيلة؟ إننى أخشى أن أقول رأيى بصراحة. نعم فأنا أخشى أن يكون ارتكابهما المحارم أكثر عفة من عفة الكثير من النساء.[/FONT]
[FONT=&quot]فلتفحص النساء المتزوجات انفسهن ولتتساءلن إن كانت لا تلتمسن أزواجهن إلا من أجل إنجاب الأطفال، وإن كانت تتوقف عن ذلك عندما تحمل. إن ابنتى لوط التين نعتقد أنهما مذنبتان بارتكاب المحارم، لم تطلبا الاتحاد الزيجىبمجرد أن حملتا. فهناك نساء ونحن لا نوبخ كل النساء دون تمييز ولكن البعض منهن اللائى لا يتوقفن عن المواظبة على الشهوة بإفراط مثل الحيوانات، ولن أشبههن أيضاً حتى بالبهائم، إذ إن أنثى البهائم تعرف على الأقل كيف تمتنع عن الذكور أثناء حملها. هذه الأنواع من الذكور يستنكرها أيضاً الكتاب عندما يقول: "لا تكونوا كالفرس والبغل الذين بلا فهم"، وأيضاً: "صاروا حصناً معلومة." أما أنتم يا شعب الإله، "الذين يحبون المسيح فى عدم فساد"، فافهموا كلام الرسول عندما يقول: " سواء كنتم تأكلون أو تشربون أو تفعلون أى شيئ أخر، فافعلوا كل شيئ لمجد الإله". من خلال هذا الجزء من الآية: "أو تفعلون أى شيئ آخر" الذى يلى الشرب والأكل، أشار الرسول فى أسلوب مملوء احتشاماً إلى الأفعال غير اللائقة التى للزواج، مظهراً أنها أيضاً تتم لمجد الإله، بشرط ألا يتم السعى إليها إلا بقصد النسل.[/FONT]
[FONT=&quot]إلى هناك نكون قد عرضنا قدر ما استطعنا سواء أخطاء لوط وابنتيه أو ما يجعلهما فى المقابل معذروين.]

[/FONT]
[FONT=&quot]المصدر /[/FONT]
[FONT=&quot]Origen[/FONT][FONT=&quot], Homilies on Genesis and Exodus, Translated by RONALD E. HEINE, (The Fathers of the Church; v. 71), Washington, D.C.: CUA Press, 2002, P. 116-117[/FONT]
[FONT=&quot] [/FONT]
[FONT=&quot]أوريجانوس (العلاّمة)، عظات على سفر التكوين، النصوص المسيحية فى العصور الأولى، مجموعة من المترجمين، طبعة أولى، القاهرة : مركو بناريون للتراث الآبائى، 2015، ص. 114-116.[/FONT]

تم دمج الموضوعين بواسطة أمة لأنهما يتكلمان عن فكرة واحدة، كما تم نقله من منتدى الرد على الشبهات المسيحية الى المنتدى المسيحي الكتابي العام لأنه يتعلق بتفسير الآباء و لم يُطرح كشبهة.
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف:
أعلى