تذكار القديسة إيريني خريسوفالنتو

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,062
مستوى التفاعل
5,420
النقاط
113
116337131_2653446464912609_6745855154950258113_n.jpg

تذكار القديسة إيريني خريسوفالنتو المعترفة
شفيعة المتزوجين الذين لم يرزقوا بأولاد
...

ولدت القديسة إيريني في القرن التاسع، وهي من الكابادوك في القسطنطينية.
توفّيت والدتها باكراً فعهد والدها إلى عمّتها لتربيتها حيث تربّت تربية تقوية صالحة. في تلك الآونة، حكمت الإمبراطورية البيزنطية الإمبراطورة تيودورا التي رغبت تزويج إبنها ميخائيل إلى فتاة جميلة، فاضلة، ومهذّبة لتكون أهلاً أن تحكم الإمبراطورية فوقع الإختيار على القديسة إيريني التي كانت تتمتّع بجمال وبتقوى ونقاوةً لا مثيل لهما، فتمّ استدعاءها إلى بيزنطيا لتكون زوجة الإمبراطور.
إستسلمت القديسة لمشيئة الله وفارقت عمّتها متوجّهة إلى القصر الإمبراطوري، ولدى وصولها إلى المدينة، كان جواً من الفرح والبهجة يعمّ المدينة، إذ كان الشاب قد تزوّج فتاةً أخرى، ففرحت كثيراً القديسة لهذا الخبر لأنها عرفت أنّ العناية الإلهية قد تدّخلت كونها كانت على يقين أنّ لديها دعوةً أخرى.

دخلت الدير وكرّست نفسها للرّب فكانت نعمة الله تحميها وتدلّها على ما هو صالح لنفسها، فكانت إنسانةً سعيدةً مثل أرض خصبة، تحمل في المسيح ثماراً كثيرة، خاضعة للجميع بتواضع لم يسمع به من قبل، لا تتشكّك أبداً، لا تحزن أبداً ولا تعرف التعب أبداً في الأشغال الجسدية التي كانت تطلب منها، فاحترمها وأحبّها كل الراهبات في الدير. زينتها النعمة الإلهية بسلوك مميّز وبتقوى وتواضع لم يسبق لهما مثيل، فكانت تصلّي لساعات متواصلة، من الصباح الى المساء، باسطةً يديها ومسمّرة تناجي إلهها دون حراك.

هاجمها الشيطان بأشكال عدّة، لكن القديسة كانت ترسم إشارة الصليب وتستنجد بوالدة الإله الكلية القدرة ورئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل، اللذين كانا شفيعي كنيسة الدير فكان في الحال يختفي ظهوره.

ذرفت دموعاً كثيرة وبصلاتها المستمرّة، لم يعد يجرؤ الشيطان على إزعاجها.

أحبّت وتفانت بحبّ الرّب، فاستحّقت مواهب كثيرةً وأصبحت إناءً مختاراً وهيكلاً يجذب الروح القدس بضياءها الساطع?، الذي جذب نفوساً كثيرةً إلى نور الحقيقة وساعد الكثيرين في العودة عن الخطيئة وسلوك درب الرّب.

عينّت رئيسة للدير بعد وفاة رئيسته، فقامت برسالتها بكل محبّة، وأمانة وإخلاص وتفانت بقيامها بأعمال الخير.

إجرحت العجائب للّذين كانوا يناجونها بإيمان، ففي ذكرى الإحتفال بعيد القديس باسيليوس الكبير، التي كانت تحمل نحوه تعبّداً خاصاً، سمعت القديسة صوتاً يقول لها " إستقبلي البحار الذي سيجلب لك فاكهة اليوم وستمتلئ روحك سروراً".
وهكذا حصل عند استقبالها له، أخبرها إنه من جزيرة بطمس وإنه قد التقى شيخاً جميلاً سماويا، أتى ماشياً على المياه وقد أعطاه ثلاث تفاحات وطلب منه أن يعطيها للأم الرئيسة ويقول لها أنّ هذه الثمار مرسلة من الفردوس من قبل الله الكلّي الطيبة، ومن خادمه يوحنا. فكانت تلك التفاحات تفوق بكثير التفاحات الأرضية، إن من حيث جمالها، أو عطرها وحجمها.

فرح القديسة بالثمار المقدّسة، فقسّمت إحدى التفاحات وتناولت
أجزاءها لمدة أربعين يوماً، دون أن تتناول خبزاً أو تشرب ماءً وكان يخرج من فمها عطراً طيّب الرائحة.
وفي نهار الخميس المقدّس العظيم، قامت القديسة بتقسيم التفاحة الثانية إلى قطع كثيرة ووزّعتها على الراهبات بعد المناولة المقدّسة واحتفظت بالتفاحة الثالثة وتناولتها قبل مماتها.

عاشت مئة وثلاث سنوات ومجّدت الرّب بجمالها الباهر، فاستحّقت مواهب عديدةً، منها موهبة شفاء الأمراض المستعصية، طرد الشياطين، الحكمة الإلهية لتدبير النفوس ونجدة المظلومين المحكوم عليهم جوراً، خاصةً : الحبل لمن لا تستطيع الإنجاب.

إنّ دير القديسة إيريني أصبح
مكاناً مقدساً يقصده كل اللذين
يريدون التبارك من الثمار
المقدسة الموجودة في الدير،
طالبين شفاعة القديسة إيريني
لنيل النعم الروحية والزمنية.
يصادف عيدها في 28 تموز. صلاتها معنا. آمين
يا قديسة ايريني تضرعي لاجلنا.
 
أعلى