تفقّد البطريرك المارونيّ الكاردينال مار بشارة بطرس الرّاعي بالأمس الأضرار في مدينة بيروت المنكوبة، في جولة رافقه فيها السّفير البابويّ في لبنان المطران جوزف سبيتري والمطران أنطوان عوكر.
أولى المحطّات كانت في دار المطرانيّة المارونيّة حيث استقبله راعيها المطران بولس عبد السّاتر ولفيف من كهنتها. ومنها عبّر عن تضامن الكنيسة المارونيّة مع الشّعب من خلال استقبال النّازحين في المراكز والأديار والمدارس ضمن خطّتها الإنقاذيّة، قائلاً: "نحن معكم دينيًّا ودنيويًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا..." مودعًا لبنان وأبناءه بين يدي الرّبّ سائلاً إيّاه السّلام.
هذا وتفقّد الرّاعي مطرانيّة بيروت للرّوم الأرثوذكس الّتي نالت نصيبها من الانفجار أيضًا، فعرض المتروبوليت الياس عوده لحجم الأضرار مشيرًا إلى أنّ "العناية الإلهيّة هي الّتي أنقذتهم في المطرانيّة"، فقال نقلاً عن "الوكالة الوطنيّة للإعلام": "ما حدث هو كارثة وهو أبشع صورة. وأنا كرجل إيمان أعتبر أنّ هذه التّجربة سمح بها الرّبّ لزيادة إيماننا ولنتعلّم الصّبر ليظهر الرّبّ عجائبه، ولا يمكن مواجهة هذه الأمور إلّا بالرّبّ يسوع". وبعد هذه التّجارب عادت العائلة لتجتمع مع بعضها من جديد وهذا تدخّل إلهيّ . لا نريد أن يحدّثونا بشفاههم عن الرّبّ وإنّما بأفعالهم، مهمّتنا اليوم هي قدرتنا على انتشال شعبنا من هذه المحنة، ولا يمكننا القيام بذلك إلّا من خلال المحبّة الّتي نبشّر بها".
كما زار الرّاعي مقرّ بطريركيّة الأرمن الكاثوليك حيث التقى البطريرك غريغوار بيدروس العشرين.
ثمّ توجّه إلى مستشفى الجعيتاويّ الّذي لحقت به أضرارًا جسيمة، وأشاد للمناسبة "باندفاع وتفاني الطّاقم الطّبّيّ في تأديته لمهمّته الإنسانيّة في ظرف قاس للغاية إذ تمكّنوا من إسعاف نحو 150 جريحًا"، وأعلن من المستشفى أنّ "التّضامن الدّوليّ مع لبنان في نكبته أمر مؤثّر"، مشدّدًا على أهمّيّة وضرورة تقديم المساعدة للبنان "لأنّنا كلّنا في مركب واحد وإن غرق فسنغرق جميعًا".
هذا ودعا "السّياسيّين إلى الخروج من حساباتهم الضّيّقة لأنّ الوطن لم يعد يحتمل"، والقضاء "أن يقوم بعمله بعيدًا عن أيّ تسييس".
أمّا المحطّة الأخيرة فكانت في كنيسة مار مارون- الدّورة الّتي تزلزلت جرّاء الانفجار.