هل ستختار العدل أم الصداقة ؟

فادى نور

Member
عضو
إنضم
8 مايو 2011
المشاركات
94
مستوى التفاعل
13
النقاط
8
يحكى أنه كان هناك زميلان في الدراسة الثانوية والجامعيّة أيضاً ، وكانا صديقين حميمين، وفي طريقهما الى مستقبل يبشّر بالخير والنجاح .
درسا القانون ومهنة المحاماة، ونالا الإجازة الخاصة بالمحاماة معاً، ثم انصرف كل منهما الى عمله بنشاط .
حصل الصديق الأول على تقدم وترقية بعد أعوام، وسقط الثاني فريسة الخمر والقمار والشهوات، وطرد من الوظيفة التي عيّن فيها. (1)
وفي يوم من الأيام ألقى رجال الأمن القبض على هذا الأخير لمخالفتة النظام، وكسره للقوانين، وقدّم للمحاكمة أمام القضاء.
وياللمصادفة، لقد كان القاضي ذلك الزميل الذي نجح في حياته، وكان صديقاً ودوداً وزميلاً منذ أيام الدراسة. كان المحامون المكلّفون بالدفاع والادّعاء يعلمون بتلك الصداقة الحميمة التي تربط القاضي بالمتهم. ولذا كانوا ينتظرون حدثاً جديداً، ويتساءَلون قائلين: ترى كيف سيوفّق القاضي بين تطبيق القانون، واحترام الصداقة؟! هل سيحكم على صديقه، أم سيعفو عنه؟ ووقف الجميع أمام القاضي وتليت وقائع الدعوى، وتقدم المحامون بالادعاء والدفاع، وجاء دور القاضي.
يالدهشة الجميع! لقد حكم القاضي على صديقه وزميله بأقصى عقوبة ماليّة، وهو يعلم أن القانون يعطيه الحق بتخفيف العقوبة الى النصف.
وبعد أن اصدر القاضي حكمه أخرج من جيبه المال الكافي لتسديد العقوبة نيابة عن صديقه، وحرره فوراً. (2)

العبرة من القصة :
هذا تماماً ما فعله الله. مخالفة الإنسان للوصية الوحيدة التي أعطاه الله إياها استوجبت أقصى عقوبة ، ولكن محبة الله انتجت خطة لخلاص البشر حيث تحمل عقاب الخطية على الصليب . (3)
الله لا يمكن أن يقوم بأشياء تخالف طبيعته وكماله. وواحدة من صفات الله أنه عادل وهذا يعني أنه يحاسب الناس بالإنصاف. ونتيجة لذلك نقول أن كل من يخالف أو يخطئ أو يقصّر في فرائض ووصايا الله مستحق لعقاب الله العادل.
فكيف إذن نفهم عدالة الله مع رحمته وغفرانه؟
الله لو لم يكن يحبّنا لنفّذ فينا عدالته مباشرةً.
إنّ الله بسسب الخطية التي فصلت بين الإنسان وبينه حين عصى أبوانا آدم وحواء وصيته ، حكم بالموت الذي هو أجرة الخطيئة والذي يعني الابتعاد عن الله. وهنا لعبت المحبّة دورها دون أن تلغي عدالة الله فكانت خطته أن يتجسدّ بشخص ربنا يسوع المسيح في الوقت المعيّن منه ليفتدي البشرية من عقاب الخطية.
تفاعلت محبته مع عدالته فأنتجت مصالحةً وخلاصاً لكل البشر

(1) " ‏١٦وأوصى الرب الإله آدم قائلا: "من جميع شجر الجنة تأكل أكلا،‏١٧وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتا تموت". " التكوين ٢
الموت هنا هو الموت الأبدي (الروحي) أي الابتعاد عن الله إلى الابد في الجحيم ، وليس الأرضي (الجسدي) .

(2) " لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية. " يوحنا ٣ : ١٦

(3) " فإذا كما بخطية واحدة صار الحكم إلى جميع الناس للدينونة، هكذا ببر واحد صارت الهبة إلى جميع الناس، لتبرير الحياة. " رومية ٥ : ١٨

" لأن أجرة الخطية هي موت، وأما هبة الله فهي حياة أبدية بالمسيح يسوع ربنا. " رومية ٦ : ٢٣

لتكن بركة​
 

كلدانية

مشرف
مشرف
إنضم
1 نوفمبر 2010
المشاركات
64,033
مستوى التفاعل
5,410
النقاط
113
قصة جميلة جدااا
ربنا يفرح قلبك

 
أعلى