لأجل مجد إلهى الحبيب سأتابع أظهار مجد الرب الذى عايشته كشاهد عيان
فى خدمة طريحى الفراش رأيت عمل الرب فى كثيرين من المباركين من أبناءه, أذكر أمثله كيف يكون صليب المرض سبب بركة للبعض وللأخرين سبب هلاك ......................
لقد كان على الجلجثة ثلاث صلبان
صليبان لشريران, صُلبا على يمين ويسار صليب رب المجد, صليب اللص الذى على اليسار كان سبب تأكيد هلاكه: وَكَانَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُذْنِبَيْنِ الْمُعَلَّقَيْنِ يُجَدِّفُ عَلَيْهِ قَائِلاً: «إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمَسِيحَ فَخَلِّصْ نَفْسَكَ وَإِيَّانَا!», وصليب لص اليمين سببا لخلاصه: فَانْتَهَرَهُ الآخَرُ قَائِلاً: «أَوَلاَ أَنْتَ تَخَافُ اللهَ إِذْ أَنْتَ تَحْتَ هَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ؟ أَمَّا نَحْنُ فَبِعَدْلٍ لأَنَّنَا نَنَالُ اسْتِحْقَاقَ مَا فَعَلْنَا وَأَمَّا هَذَا فَلَمْ يَفْعَلْ شَيْئاً لَيْسَ فِي مَحَلِّهِ», ثُمَّ قَالَ لِيَسُوعَ: «اذْكُرْنِي يَا رَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ», فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ».
هكذا صليب المرض, رأيته سبب خلاص للبعض, وسبب هلاك لأخرين
أذكر هنا قصة السيدة (.........) وزوجها عم (.........), تم دعوتنا لخدمة السيدة (.........) بسبب قروح الفراش التى أصيبت بها بسبب أنها طريحة فراش بسبب أمراضها ....................
أصطحبت الطبيب (.........) ليقوم بعمل اللازم نحو قروح فراش السيدة (.........), وقفت مع الطبيب لملاحظة كيف أقوم بعمل الغيار الطبى المطلوب, لكن كانت هناك غرغرينا فى القرحة يلزم أزالتها, فوجدت الطبيب يقص اللحم الفاسد المصاب بالغرغرينا, بل ويدخل يده داخل القرحة لينزع اللحم الفاسد من داخل القرحة, فكان الأمر فوق احتمالى حتى أنه أغمى علىّ
تم أفاقتى بعد أن أنهى الطبيب غياره على القرحة, وتواصلت علاقتى بالأسرة لعمل الغيارات الطبية
هذا كان حال الزوجة, أما الزوج فكان هو الأخر طريح فراش لكنه لم يتعرض بعد لقروح الفراش, فكانت خدمتنا له تنحصر فى أطعامه, إحمامه, وكافة الأمور الأخرى المشابهة, وهو كان فى شبه غيبوبه عقليه, لا يعى لما يدور حوله, أما الزوجة فقد كانت واعية وفى كامل إدراكها
هذه هى الحالة المرضية للزوجان, أما الحالة الروحية فكانت هكذا, الزوجة كانت فى أجمل حالة روحية, فرحانه دائما رغم حالتها المتقدمة, الترنيم لا يبرح فمها, الدعوات الطيبة تمطرنا بها, تعانقنا جميعا كأحن الأمهات, فقد كانت فى السبعينات من العمر, وكانت تباركنا جميعا
أما الزوج, رغم غيبوبته العقلية, فكانت شتائمه لنا تلاحقنا, السباب لا يفارق فمه مع ذكر أسماء من يسبهم, هكذا كانت حالته
كنا أبونا يذهب معنا طبقا لجدول معين لمناولة المرضى, فكانت السيدة (.........) تتلهف للمناولة, أما الزوج فكان يُغلق فمه, رغم غيبوبته العقلية, ويرفض تناول الأسرار المقدسة
فكان صليب المرض سبب بركة وخلاص للسيدة (.........) وسبب هلاك لزوجها (.........)
فى يوم أحد, ذهب أبونا لمناولة الزوجان, كالعادة قبلت السيدة (.........) التناول ورفضها زوجها, فاضطر أبونا لتقديم كل المناولة للسيدة (.........) بعد أن لفظها زوجها
بعد خمس ساعات كانت السيدة (.........) يُصلى عليها فى الكنيسة, بعد أن أنتقلت للسماء بعد التناول بدقائق
بعدها توفى الزوج.................................... رافضا كل عمل النعمة.................... رغم غيبوبته العقلية