- إنضم
- 6 أكتوبر 2009
- المشاركات
- 16,056
- مستوى التفاعل
- 5,360
- النقاط
- 0
الجسد الحي والجسد الميت، صمنا ولم تنظر ذُللنا ولم تلاحظ - الرسالة الأولى للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير
الجسد الحي والجسد الميت – صمنا ولم تنظر ذُللنا ولم تلاحظ
الرسالة الأولى للقديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس الكبير
الكلام عن الإنسان الجديد الحي بالله والإنسان العتيق الميت عن الله
والثمر الواضح في حياة الإنسان الخارجية
والثمر الواضح في حياة الإنسان الخارجية
قبل كل شيء يا أخوتي، فأني أصلي من أجل بنيانكم في الأمور الغير مرئية " لأن التي تُرى وقتيه وأما التي لا تُرى فأبدية " (2كو4: 18 ) . ها أنا أرى أن أجسادكم هي من فوق وهي حية. لأن الإنسان إذا كان جسده حياً فإن الرب يعطيه ميراثاً ويحصيه مع " ورثة الرب " ويكافئه عن كل أعماله لأنه حرص على حفظ كل كيانه حياً ليُحصى في ميراث الرب .
لهذا أفرح بكم وبأجسادكم الحية. لأن الذي يموت جسده لا يُحصى إلى جانب الله بل يحسبه الله مجرماً ويقول عنه بلسان النبي مبيناً أن أجسادهم ميتة: " ناد بصوت عال، لا تمسك. ارفع صوتك كبوق وأخبر شعبي بتعديهم وبيت يعقوب بخطاياهم ، وإياي يطلبون يوماً فيوماً ويسرون بمعرفة طرقي كأمة عملت براً تترك قضاء إلهها. يسألوني عن أحكام البرّ. يقولون لماذا صمنا ولم تنظر. ذُللنا ولم تلاحظ " ( إش 58: 1- 3 )
فيجيبهم الرب قائلاً: " إنكم في يوم صومكم توجدون مسرة وبكل أشغالكم تُسخرون. ها أنكم للخصومة والنزاع تصومون ولتضربوا بلكمة الشرّ. لستم تصومون كما اليوم لتسميع صوتكم في العلاء. أمثل هذا يكون صوم اختاره؟ يوماً يُذلل الإنسان فيه نفسه يحنى كالأسلة ( الحية ) رأسه ويفرش تحته مسحاً ورماداً؟ هل تسمي هذا صوماً ويوماً مقبولاً للرب؟ .. " ( إش 58: 3 – 5 )
مثل هذا الجسد ميت. أما أنتم يا إخوتي الأحباء فلستم هكذا، بل أن أجسادكم حية. وها أنا أصلي حتى يحفظكم الله ولا يدع أجسادكم تتغير بل تنمو معكم وتزداد في النعمة والمسرة ومحبة الآخرين ومحبة الفقير وعمل الخير وفي كل ثمار القداسة، حتى تنطلقوا من هذا العالم إلى حيث يستقبلكم الرب في الموضوع الذي ليس فيه حزن أو فكر شرير، ولا مرض أو تعب، بل فرح وبهجة ومجد ونور أبدي، وفردوس وثمر لا يضمحل، يستقبلكم في مساكن الملائكة وفي " كنيسة أبكار مكتوبين في السماوات " ( عب 12: 27 ) ومواعيد لا ينطق بها .
هذا كتبته من أجل المحبة التي أحملها لكم وحتى أعزي قلوبكم. وهناك الكثير الذي كنت أود أو أكتبه إليكم ولكن " أعط حكيماً فيكون أوفر حكمة " ( أمثال 9 : 8 ) .
ليت الله يحفظكم من هذا العالم الشرير حتى تكونوا أصحاء في الجسد والروح والنفس. وليته يعطيكم " فهماً في كل شيء " ( 2تي2: 7 ) لتنجوا من شرّ الأيام .
أستودعكم يا أحبائي وإخوتي. تذكروا أن الجسد الميت يحدث للإنسان من محبة المجد الباطل والملذات.
عن كتاب رسائل القديس أموناس
العيد المئوي لكنيسة السيدة العذراء بالفجالة
1884 / 1984
تعريب : القمص متياس فريد + الشماس عزيز ناشد