الدرس السادس والعشرون في أساسيات الإيمان المسيحي: يسوع المسيح الأبن الوحيد

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
5789791988.jpeg


الدرس السادس والعشرون: يسوع المسيح الأبن الوحيد


يعلمنا الله من خلال الكتاب المقدس بأن يسوع المسيح هو الابن الوحيد للآب (يوحنا 1: 14). ولاشك ان يسوع المسيح فريد في بنوته مع الآب وما من أحد آخر ولدة بمعنى ولادة الابن.

معنى الولادة هو إنبثاق الابن ازلياً من الآب، ليس كشئ مخلوق بل بإعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس. وهذا هو الحد الفاصل لصد هرطقة آريوس التي ظهرت في القرن الرابع والتي دعى فيها آريوس الى أن بنوة المسيح جعلته أعلى من الملائكة لكنه مخلوق وذو بداية وهو شئ مخالف للتعليم الكتابي ولما علمته الكنيسة من فجرها بأن الابن مولود وليس مخلوق.

محاججة هرطقة آريوس كانت تعتمد على تفسير كلمة "مولود" بأنها إشارة الى خلق الابن. لكن من يرجع للعهد الجديد يرى إنه كُتب باللغة اليونانية لكن معظم الصيغ الفكرية والمفاهيم كانت تحمل المعنى العبري التي تم التعبير عنها بإستخدام كلمات يونانية. اما من جهة آخرى فالكنيسة دعمت إيمانها بأزلية وإلوهية المسيحي من خلال الإعتماد والنظر للعهد الجديد ككل وليس بعزل المفردات وتفسير الكلمات بمعزل عن المعنى والصورة العامة.

الخلاصة
يعلمنا الله من خلال الكتاب المقدس بأن يسوع المسيح هو الابن الوحيد للآب. بنوة المسيح فريدة ومعناها أيضاً فريد، فالابن انبثق ازلياً من الآب بإعتباره الأقنوم الثاني في الثالوث القدوس.
صححت الكنيسة المفاهيم الخاطئة لآريوس وهرطقته التي بصورة غير صحيحة الى معنى ولادة الابن من الآب. مجمع نيقية أكد على إن الابن مولود غير مخلوق رداً على آريوس في القرن الرابع.

شواهد كتابية للتأمل

الدرس القادم سيكون يوم الأربعاء وسيكون عن معمودية المسيح.

 
التعديل الأخير:

Mesopotamia

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 يوليو 2007
المشاركات
527
مستوى التفاعل
71
النقاط
28
الإقامة
في قلب المسيح الناصري
ماي روك سؤال ليس من عندي
طالما ان العهد الجديد كتب باليونانية لهذا استخدم كتابه المفاهيم والافكار اليونانية المختلفة تماما عن المفاهيم والافكار الارامية والعبرية فلا يجوز اعتبارها مرجعا اي كتب العهد الجديد لاثبات ان يسوع هو ابن الله الازلي في حين لم يشر العهد القديم في م
انسميه اليوم نبوءات العهد القديم الى ان المسيح المنتظر هوابن الله الازلي وهنا اريد ان اقول ان اليونانيين كانو يعتبرون الحاكم الها وابن اله والاناجيل وكتب العهد الجديد تم كتابتها تحت هذه الفكرة فاذا كان الحاكم اله وابن اله فكيف يكون المسيح وهو اعظم منهم لذا هو اله وابن اله وهكذا اخذ كتاب العهدالجديد ينادون بهذه الفكرة و الدليل على كلامي انه في ذلك الزمان وليس الان ظهرت معارضة من اريوس ونسطوريوس وغيرهم لهذه الافكار والعقائد فلولم يكن هناك مشكلة في قبول هذه الافكار والعقائد لما ظهر المعترضون لان كما يقال ليس هناك دخان من غير نار
 

Fadie

مسيحى
مشرف سابق
إنضم
15 أغسطس 2006
المشاركات
3,596
مستوى التفاعل
45
النقاط
0
الاخ Mesopotamia

سؤالك سؤال جميل وذكى، ويحتاج لدراسات طويلة جداً. ولكن دعنى اجيبك فى نقاط بسيطة:

1- احد اهم التغيرات التى حدثت فى "البحث الثالث" عن هوية يسوع التاريخية هى التحول من الخلفية الهيلينية ليسوع إلى وضع يسوع فى مكانه الطبيعى كيهودى عاش فى اسرائيل فى النصف الأول من القرن الاول. وما نتجت عنه هذه الدراسات هى اتساق وانسجام فى فِهم تصرفات يسوع ورسالته وهويته. وقد تم هذا ليس عن طريق اى مصادر اخرى سوى "الاناجيل الاربعة" المكتوبة باليونانية. فرغم انها نصوص يونانية فعلاً، ولكن هذا لا يعنى بالضرورة انها خرجت من اثينا، ولا من عباءة الفكر الهيلينى.
2- اذا وضعنا يسوع فى سياق يهودى حقيقى فعلاً، فإننا يجب ان نتسائل: كيف يمكن أن تكون هذه الاساطير عن الإله والملك (ابن الإله) قد وصلت إلى اسرائيل اليهودية؟ الباحث فى الاناجيل الأربعة سيلاحظ انها امتداد لليهودية تتسع قاعدته بانسياب. عقيدة وحدانية الله، ايلوهيم، اليهودية Jewish Monotheism لم تفارق خيال يسوع أبداً. بل إن احدث طرق البحث فى اصول الفكر المسيحى فى الله يُبنى بشكل تلقائى على العقيدة اليهودية فى الله.
3- نحن نؤمن بـ "الاعلان المتدرج" Progressive Revelation، وهى عقيدة خاصة باعلان الله، سواء فى التاريخ أو الكتاب المقدس. وملخص هذه العقيدة أن اعلان الله عن نفسه للبشر كان متدرجاً، وليس دفعة واحدة. لا نجد حديثاً صريحاً عن بنوة الابن للآب فى العهد القديم، ولكننا نجد نصوصاً لا يمكن تفسيرها على ان الله واحد وحدانية مجردة. هناك نصوص، اذا درسناها بحيادية وامانة، وفى زمنها وسياقها، رغم انها لن تصل بنا إلى الاعلان الكامل عن عقيدة الثالوث، إلا انها ستصل بنا إلى التساؤل ووضع علامات استفهام عن طبيعة وحدانية الله.
4- ان الافكار الهرطوقية التى ظهرت بعد كتابة كتب العهد الجديد لا تعنى ابداً انها تحوى عقائد غير حقيقية، فالعقائد، او بمصطلحاتنا الحديثة، لاهوتنا النظامى، يُبنى على التفسير النصى Exegesis الحقيقى للنصوص المتعلقة بهذه العقائد فى الكتاب المقدس. القضية ببساطة هى مدى صحة تفسير النص من عدمه. هناك مثل يقوله اللاهوتيين: كل هرطقة جيدة خرجت من الكتاب المقدس Every good heresy came out of the Bible. اى انها تطورت بناء على تفسير خاطىء لنصوص كتابية.

الموضوع يحتاج لنقاش اطول، وربما نعود له لاحقاً.

محبتى فى المسيح
 
  • Like
التفاعلات: zama

اليعازر

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
17 أكتوبر 2010
المشاركات
3,407
مستوى التفاعل
709
النقاط
0
متابع دائم لدروسك الواضحة والمبسطة.

الرب يبارك خدمتك.

.
 

My Rock

خدام الكل
مدير المنتدى
إنضم
16 مارس 2005
المشاركات
27,311
مستوى التفاعل
3,159
النقاط
113
الإقامة
منقوش على كفيه
ماي روك سؤال ليس من عندي
طالما ان العهد الجديد كتب باليونانية لهذا استخدم كتابه المفاهيم والافكار اليونانية المختلفة تماما عن المفاهيم والافكار الارامية والعبرية فلا يجوز اعتبارها مرجعا اي كتب العهد الجديد لاثبات ان يسوع هو ابن الله الازلي في حين لم يشر العهد القديم في مانسميه اليوم نبوءات العهد القديم الى ان المسيح المنتظر هوابن الله الازلي وهنا اريد ان اقول ان اليونانيين كانو يعتبرون الحاكم الها وابن اله والاناجيل وكتب العهد الجديد تم كتابتها تحت هذه الفكرة فاذا كان الحاكم اله وابن اله فكيف يكون المسيح وهو اعظم منهم لذا هو اله وابن اله وهكذا اخذ كتاب العهدالجديد ينادون بهذه الفكرة و الدليل على كلامي انه في ذلك الزمان وليس الان ظهرت معارضة من اريوس ونسطوريوس وغيرهم لهذه الافكار والعقائد فلولم يكن هناك مشكلة في قبول هذه الافكار والعقائد لما ظهر المعترضون لان كما يقال ليس هناك دخان من غير نار

الأخ الحبيب،
ساحاول الرد على سؤالك بصورة بسيطة لكي نبقى ضمن الحدود المقصودة لهذه الدروس.

مُعظم العهد الجديد كُتب بواسطة يهود في وسط يهودي موجهاً لليهود وللأمم. كل الأفكار والمصطلحات الموجودة في العهد الجديد تتفق بصورة تامة مع سابقه في العهد القديم. لو تراجع الدرس أعلاه ستجد هناك إشارة الى محاججة آريوس وتفسيره لكلمة "مولود" وكون هذه الكلمة يونانية الشكل لكن عبرية المعنى. فالعهد الجديد يحتوي على الكثير من المصطلحات اليهودية صيغت بصيغة يونانية - لايمكن لهذه الصيغ أن تأتي من عقيدة بعيدة عن عقيدة العهد القديم.

هذا كله في جهة ومعاصرة الرسل والتلاميذ (الكتبة) لما كتبوه في جهة آخرى. فالعهد الجديد لم يُكتب بصيغة مجهولة بل كُتابِهِ كانوا مُعاصِرين واعضين وشارحين لما كتبوه. معنى ما كُتب لم يكن مجهول وليس شئ كانت الكنيسة في حيرة من أمره.

شخصية المسيح لا يمكن لها ان تكون في وسط غير يهودي وما يحمله العهد الجديد من أفكار مُكملة للعهد القديم شئ لا يمكن تجاهله، فكلام المسيح وأمثاله والنبؤات التي تحققت فيه لا يمكن أن تأتي من مجتمعات آخرى. المسيح في العهد الجديد هو مسيح العهد القديم بصورة أوضح أقرب منه من أي صورة آخرى يحاول البعض نسبها له.

أتمنى ان يكون الرد كافي لك وللشخص الذي نقلت عنه.

سلام المسيح يملأ حياتك.
 

Mesopotamia

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
7 يوليو 2007
المشاركات
527
مستوى التفاعل
71
النقاط
28
الإقامة
في قلب المسيح الناصري


الأخ الحبيب،
ساحاول الرد على سؤالك بصورة بسيطة لكي نبقى ضمن الحدود المقصودة لهذه الدروس.

مُعظم العهد الجديد كُتب بواسطة يهود في وسط يهودي موجهاً لليهود وللأمم. كل الأفكار والمصطلحات الموجودة في العهد الجديد تتفق بصورة تامة مع سابقه في العهد القديم. لو تراجع الدرس أعلاه ستجد هناك إشارة الى محاججة آريوس وتفسيره لكلمة "مولود" وكون هذه الكلمة يونانية الشكل لكن عبرية المعنى. فالعهد الجديد يحتوي على الكثير من المصطلحات اليهودية صيغت بصيغة يونانية - لايمكن لهذه الصيغ أن تأتي من عقيدة بعيدة عن عقيدة العهد القديم.

هذا كله في جهة ومعاصرة الرسل والتلاميذ (الكتبة) لما كتبوه في جهة آخرى. فالعهد الجديد لم يُكتب بصيغة مجهولة بل كُتابِهِ كانوا مُعاصِرين واعضين وشارحين لما كتبوه. معنى ما كُتب لم يكن مجهول وليس شئ كانت الكنيسة في حيرة من أمره.

شخصية المسيح لا يمكن لها ان تكون في وسط غير يهودي وما يحمله العهد الجديد من أفكار مُكملة للعهد القديم شئ لا يمكن تجاهله، فكلام المسيح وأمثاله والنبؤات التي تحققت فيه لا يمكن أن تأتي من مجتمعات آخرى. المسيح في العهد الجديد هو مسيح العهد القديم بصورة أوضح أقرب منه من أي صورة آخرى يحاول البعض نسبها له.

أتمنى ان يكون الرد كافي لك وللشخص الذي نقلت عنه.

سلام المسيح يملأ حياتك.

شكرا لك كفيت وفيت ماي روك اتمنى انني لم اخرج عن اطار القوانين الرب يحميك
 

AL MALEKA HELANA

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
20 يوليو 2011
المشاركات
3,814
مستوى التفاعل
1,433
النقاط
113
الإقامة
ســفـر الحــيـاة
معنى الولادة هو إنبثاق الابن ازلياً من الآب،

ليس كشئ مخلوق بل بإعتباره الأقنوم الثاني
في الثالوث القدوس.

فالكنيسة دعمت إيمانها بأزلية وإلوهية المسيح
من خلال الإعتماد والنظر للعهد الجديد ككل
وليس بعزل المفردات وتفسير الكلمات بمعزل
عن المعنى والصورة العامة
.


شـــــــــــــــــــــــــــــكرااااااااااا

درس بسيط وسهل
ربنا يبارك الخدمة
 

+بنت الكنيسة+

عضو مبارك
عضو مبارك
إنضم
24 مايو 2011
المشاركات
8,777
مستوى التفاعل
1,938
النقاط
0
الإقامة
في حضن الكنيسة
استاذ روك
ميرسي كتييييييييير للدرس دا
ربنا يباركك

بس مش فاهمه الحته بتاعت
انبثاق الابن ازليا من الاب ..
؟؟
 

adhgo

New member
إنضم
2 يناير 2011
المشاركات
1
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
آمين
يسوع المسيح يباركم.
 

aymonded

مشرف سابق
مشرف سابق
إنضم
6 أكتوبر 2009
المشاركات
16,056
مستوى التفاعل
5,360
النقاط
0
استاذ روك
ميرسي كتييييييييير للدرس دا
ربنا يباركك

بس مش فاهمه الحته بتاعت
انبثاق الابن ازليا من الاب ..
؟؟

ولو إنني ما كنت أحب أن أتدخل في الرد، وكنت أود ترك الرد كاملاً للأخ الحبيب ماي روك، ولكن أحب أن اقول ببساطة وتركيز بعد إذنه بالطبع (لكي أوضح اللبس في الكلام)، أن كل ما كُتب عن الثالوث القدوس، لم يُكتب أو يقال من جهة ذاته، اي من جهة كيانه الخاص في المطلق، أو من جهة ذاته في مطلق معرفته، لأن ستظل معرفتنا محدودة وقاصرة من جهة أننا لازلنا في هذا الجسد الضعيف، وحسب عقلنا المحدود في الإدراك، لأن الله يستحيل إدراكه في كمال ذاته من جهة معرفتنا الشخصية به، فنحن نؤمن ونصدق ما أُعلن لنا بالروح في قلوبنا سراً كفعل نعمة موهوب لنا من الله، وكل الأفعال التي تصلنا من الإعلانات الإلهية تخص العلاقة التي بيننا وبينه، فموضوع الولادة والانبثاق هو ما أُعلن لنا من خلال الكتاب المقدس ولكي لا يحدث خلط بين الأقانيم، وندخل سراً في معرفة الله القدوس الحي والمُحيي، بالرغم من أنها تُعبِّر عن علاقة جوهية بين الأقانيم لا نفهمها في مطلقها، بل نفهمها بطريقة ما حسب الإدراك الروحي لكل واحد فينا وما ناله من نعمة أشرقت في قلوبنا حسب موهبة الله لنا، [ الذي وحدهُ له عدم الموت ساكناً في نور لا يُدنى منه، الذي لم يره أحد من الناس ولا يقدر أن يراه ] (1تيموثاونس 6: 16)، [ الله لم يره أحد قط، الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر ] (يوحنا 1: 18)، [ لأن الله الذي قال أن يُشرق نور من ظلمة هو الذي أشرق في قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله في وجه يسوع المسيح ] (2كورنثوس 4: 6)...

عموماً استخدام كلمة مولود ومنبثق يلزمنا أولاً إننا نعلم أن كلتا الكلمتين تصفان العلاقة بين الأقانيم الثلاثة ولا تصف عمليات بيولوجية أو فيزيوكيميائية لأن الله القدوس الحي منزّه أصلاً عن هذه العمليات التي تأتي للذهن فور سماعها بدون وعي وإدراك عميق للحق حسب إعلان الله في قلبنا بالروح القدس نفسه...

والمقصود من جهة الخبرة في حياتنا أن كل شيء كامل بالثالوث، أن كل شيء من الآب بالابن في الروح القدس [ لكن لنا إله واحد الآب الذي منه جميع الأشياء ونحن له، ورب واحد يسوع المسيح الذي به جميع الأشياء ونحن به ] (1كورنثوس 8: 6)، [ لأن به (المسيح الرب) لنا كلينا قدوماً في روح واحد (الروح القدس) إلى الآب ] (أفسس 2: 18)
فالابن خرج من عند الآب:
- [ فقال لهم يسوع لو كان الله أباكم لكنتم تحبونني لأني خرجت من قبل الله ] (يوحنا 8: 42)
- [ لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم إني من عند الله (الآب) خرجت ] (يوحنا 16: 27)
- [ لأن الكلام الذي أعطيتني قد أعطيتهم وهم قبلوا وعلموا يقيناً إني خرجت من عندك ] (يوحنا 17: 8)

وفي هذه الأيات نرى شخص ربنا يسوع استعمل فعل " خرج " لوصف حقيقة صدوره من جوهر الآب أقنومياً كما يوضح إرساليته من جهة التجسد، وهذا الفعل يقابه باليونانية εξηλθον والذي تمت ترجمته للغة الإنكليزية بفعل Come out from وللفرنسية بفعل sortir. وهذا كله يعني خروجاً قام الآباء القديسون بتوضيحه أنه مثل خروج [ النور من النور ] بمعنى عدم انقسام وعدم انفصال، لأن الآب نور فالابن نور، ولكنه نور غير منفصل ولا متصل مجرد اتصال، بل نور من نفس ذات جوهر النور عينه، نور من نور. إله حق من إله حق مساوي له في المطلق، وهذا التفسير الآبائي له ما يسنده في الكتاب المقدس كقول الرب يسوع لفيلبس [ من رآني فقد رأى الآب ] و [ أنا في الآب والآب فيّ ] (يوحنا 14: 9 - 11) وأيضاً يقول الرسول: [ الذي هو (شخص الكلمة) صورة الله غير المنظور ] (كولوسي 1: 15)، [ الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة (أو يسرق أو يغتصب) أن يكون معادلاً للّه ] (فيلبي 2: 6)، أي أنه لم يختلس أو يدَّعي أن يكون مساوي لله، لأنه فعلاً خارج من ألاب كخروج النور من النور، أو ولادة النور من النور، والولادة هنا ليست بشرية بل مستمرة إلى الدهر، نور من نور، يعني نور صادر باستمرار من نفس ذات جوهر النور الواحد عينه ومساوي له بكل ما في الكلمة من معنى المساواة...

عموماً انبثاق الروح القدس من الآب هو خروج الفيض من منبعه ومصدره الذاتي، أي شخص الآب. أما ولادة الابن من الآب هو أيضاً خروج، ولكن خروج كل الملء من منبعه الذاتي أي مصدره، وهو شخص الآب، فانبثاق الروح القدس من الآب هو انبثاق لشركة، لأن الفيض شركة بين النبع والملء الذي في المصب، فالنبع هو الآب، والملء الذي يملأ الكل في الكل هو الابن الحبيب [ الذي نزل هو الذي صعد أيضاً فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل ] (أفسس 4: 10) [ (الكنيسة) التي هي جسده، ملء الذي يملأ الكل في الكل ] (أفسس 1: 23) . فليس الفيض هو الملء، وليس خروج الفيض هو قبول كل الملء.

  • باختصار شديد لكي لا أُطيل في التعليق، الانبثاق هو الاستعلان الشخصي للطبيعة الروحية التي للألوهة. والولادة هي الاستعلان الشخصي لقبول كل ملء الألوهة، فالانبثاق هو هوية أقنوم الروح القدس كفيض. الولادة هي هوية أقنوم الابن كملء، والولادة ليست مجرد خروج عادي، ولكنها خروج كل الملء الذي لايُنتقص قط، فهي خروج الكل منطوقا في الابن. والانبثاق ليس مجرد خروج عادي، ولكنه خروج الكل كشركة بين الآب والابن، لأن الروح القدس هو روح الآب وروح الابن بآن واحد، ومن هنا تظهر وحدة الثالوث القدوس، مثل الدائرة، ولكنها دائرة غير منغلقه أو ضيقه، بل متسعه جداً فوق ما نتصور أو نظن، ومن هذا الاتساع الفائق والغير مُدرك حدثت شركة عجيبة وهو دخول الإنسان في حياة الشركة الإلهية كالتدبير بالابن الوحيد الجنس الذي اتخذ جسم بشريتنا ليوحدنا بشخصه ليدخلنا لدائرة المجد الإلهي الفائق، وقد وهبنا روح الشركة الروح القدس الرب المُحيي، الذي كان يستحيل أن نناله بدون تجسد الابن الوحيد، لأنه هو روح التبني الذي به نصرخ أبا أيها الآب، لأننا صرنا ابناء لله في الابن الوحيد...
 
التعديل الأخير:

رضا دش

New member
إنضم
5 يناير 2010
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
طوبى لكم اذا طردوكم وعايروكم باسمى وهوه دا اللى
احنا عايشينوا فى هذه الايام وعلى كلامك نحن صامدون
يا رب قوى اماننا بيك وتمسكنا بكلامك حتى انقضاء الدهر
امين


15wyry8.jpg

 

حبو اعدائكم

حبو...
عضو مبارك
إنضم
9 أكتوبر 2011
المشاركات
14,191
مستوى التفاعل
4,782
النقاط
113
الإقامة
مصر
درس جميل جدا و اشكر كل من سئل و كل من جاوب استفدت من الاسئله و الاجابات من الكل--
الرب يبارك الجميع و يتمم هذا العمل لمجد اسمه
ا
 

rimonda

عضو نشيط
عضو نشيط
إنضم
16 يونيو 2011
المشاركات
577
مستوى التفاعل
27
النقاط
0
الإقامة
سورية_دمشق
شكرا ماى روك على المعلومات ربنا يباركك اكتر واكتر ويستخدمك لمجده
 

bafle

New member
إنضم
17 يوليو 2011
المشاركات
3
مستوى التفاعل
0
النقاط
0
اطلب من رب المجد يسوع ان يحفظكم ويحفظ خدمتكم ويرسل لنا رب المجد يسوع سلامة لكى يعبر بمصرنا لبر الاما

الرب يرعاكم ويحفظكم ويحفظ خدمتكم ونطلب من رب المجد يسوع ان يرسل لنا سلامة وان يعبر بمصرنا لبر الامان ربنا موجود وكلة للخير ومسيرها تنتهى


 
أعلى